أخر الاخبار

رواية قلب السلطان الفصل الاول1بقلم سوما العربي


 رواية قلب السلطان الفصل الاول1بقلم سوما العربي

فى احد الأحياء الشعبيه سكووون تام يخيم على المكان فالكل نيام الآن.


نسمات هواء خفيفه تداعب خصلات تلك الجميله التى تزحزحت من تحت حجابها الملفوف يإهمال ترفع ذلك الوعاء المصنوع من الخوص(سبت) تنظر لذلك القدر اللملوء بالفول الساخن لتحمله بيدها وتدلف للداخل.


حيث غرفة نومها فتقم بإغلاق زجاجها مصدره صوت ايقظ ذلك النائم.


فاخذ يتمطئ بكسل يشد جسده العريض ثم يمسح على وجهه ويفتح عين واحده بخمول.


نظرت له نظره عابره وتقدمت بطريقها كى تخرج من الغرفه وتتجه للمطبخ لكنه اوقفها بصوته قائلا :صباح الخير يا عايده.


اجابت عليه بلا مبالاه:صباح النور.


اطبق شفتيه بيأس دائم لدقيقه ثن تحدث يفتح اى مجال بينهم:هى الساعه كام؟

عايده: سبعه ونص.

همت لتخرج مجدداً ولكنه عاود الحديث بأى كلام يقول :ااا.. العيال صحيوا؟

جاوبت بهدوء:لسه.. شويه ويصحوا.


دائما تقطع الحديث قطعا وتريد الذهاب من امامه فهو الان يرى قدمها وهى تتحرك للمغادره سريعاً.


فتحدث مجددا :اااا.. احمم.. والفطار قدامه اد ايه على كده.


عايده:مانت لو تسبنى اروح اخلص كنت زمانى خلصت يا سلطان.


على الفور تحركت ولم تترك اى مجال لفتح اى حديث اخر.


ضرب الفراش بقبضة يده.. تبا له ولها.


اخذ نفس عميق يلعن به كل شئ ووقف عن فراشه ليظهر طوله الفارغ وصدره العريض.. شاربه الكثيف وذقنه الحليقه.. لم يكن وسيم على الاطلاق بل هو مخيف بعض الشئ بجسده الضخم وطوله المبالغ به قليلاً.. بل كثيرا.. اسمرار بشرته وذلك الشارب الذى يتحمل وقوف احدى الصقور عليه مع عيونه الواسعه ينبعث منها قوه وعنفوان.


كل ذلك صنع منه هيئه ظلمت قلبه الطيب كثيرا.. شخص فردت عليه هيئته الهيبه او لنقل الرهبه... يرهبه الكل وهو بداخله حب للجميع ولكن مع مرور الايام ارتدى ذلك الثوب الذى صنعته الناس له.


وكلما تقدم بالعمر كلما ادرك ان ذلك افضل له.


زفر بتعب يغمض عينيه ثم تقدم للخارج حيث المرحاض يغلق الباب وهو يراها بالطبخ منشغله بصنع الافطار.


نظره غريبه لمعت بعينه وحين التفت اليه والتقت الأعين اخفى تلك النظره ببراعه واغلق الباب وهى.


القت تلك السكين من يدها وتنهدت بصوت مسموع ينم عن صراعات كثيره بداخلها.


بعد نصف ساعة تقريباً خرج أخيراً من المرحاض  وتقدم للصاله وهو يلف منشفه حول عنقه يجفف بها وجهه ثم يتوقف عند طاولة الطعام وهى تأتى من خلفه تضع اخر صحن للإفطار.


وضع أصبعه بطبق الفول يحمل القليل منه يضعه فى فمه يتذوقه ليظهر الضيق على وجهه ويقول :هممم.. بردو يتشترى فول من على العربيه... الحته كلها مش بتستطعم غير فول المعلم سلطان.. ومرات المعلم سلطان بتشترى فول من على العربيه.. زى ما المثل بيقول باب النجار مخلع.


تستمر القصة أدناه

قلبت عينها بملل تجلس على احد المقاعد متمتمه:اممممم... حوار كل يوم... مانت شايفنى وانا داخله من البلكونه بطبق الفول يا سلطان.


اجلى صوته بارتباك وتحدث:مااا.. ماخدتش بالى كنت لسه بفوق.. واه حوار كل يوم ومش هبطل لما يبقى جوزك صاحب احسن محل فول واكلات شعبيه فى المنطقه وانتى تروحى تشترى من على عربيه الفول.


عايده:مش بحب الفول الى من المحل بتاعك.

ابتسم بألم :مش بيعجبك صح... اى حاجة من طرفى مش بتعجبك.1


حاولت تغيير الموضوع والخروج من تلك الدائرة :تعالى افطر.


أدرك انها تريد انهاء الحوار وهو أيضا كذلك فقال :فين العيال ماصحيوش ليه؟

عايده :عمر صحى وجاى ورايا... وعبده ييكوى قميصه وجاى.

جلس على المقعد يبتسم بتهكم:ههه عبده؟! مش عايزه تقولى اسمه ليه ماله الاسم مش فاهم.


صكت أسنانها بغيظ وهو يبتسم بفرحه كبيره لطالما كان غيظها يفرحه

يتراقص داخليا وهو يستمع لذلك الحديث ككل صباح لمده اثنتى عشر عاما.


عايده : ماله الاسم.. مش عارف ماله... بقى حد يسمى ابنه عبد الشكور... تستغل تعبى وانى كنت والده وتروح تسجل ابنى بالإسم ده حرام عليك والله.


اخفى ضحكته بصعوبه وقال:ايه جرى إيه... اسم جدى... احمدى ربنا انى ماسمتوش على اسم ابويا.

صرخت بجنون:اهو ده الى كان ناقص... عايز تسمى ابنى عبد المتجلى.


سلطان بفخر:ابوووياااا.


عايده:ابوك انت انا ابنى ذنبه إيه يتسمى الإسم القديم ده وسط كل صحابه.


سلطان :اهدى بس يا ام عبد الشكور.


اتسعت عينيها وهى تنهض قائله:لأ لأ.. انا قايمه انا مش حمل الكلام ده وربنا.


سلطان :الله مانا بعد كده مارضتش ازعلك وسميت الواد التانى بالاسم الفرافيرى ده.

عايده :ماشاء الله عمر بقا بقى فرافيرى... بس هقول إيه واحد اسمه سلطان وابوه عبد المتجلى وجده اسمه عبد الشكور هتوقع منع يسمى إيه يعنى.


سلطان:عفارم عليكى.

نظر حوله ثم قال ببعض الغضب :العيال دى ماصحيتش ليه لحد دلوقتي... روحى انتى بدل ما اقوملهم.


عايده: صحيوا خلاص وزمانهم جايين.


وقف عن مقعده وقال:اما نشوف.


فتح باب غرفة ابناءه وتحدث بغضب وهو يرى كل منهم 

عاد لفراشه:هما دوول الى صحيوا.+

وقفت سريعاً وذهبن لهم وجدتهم بالفعل نيام فاخذت تتقدم قائله :عمر.. عبده... اصحوا.

سلطان بعدم رضا وهو يقلد صوتها الرقيق :عمر عبده اصحوا... ماتخشنى عليم شويه فى ايه... اوعى انتى كده.

ثم صرخ بهم بصوت جهورى يلكز كل منهم بيده الغليظه :ولااا... اصحا يابن الكلب انت وهو.

على صوته الغاضب اسيقظ صغيريه سريعاً ونهضا من على الفراش بسرعه.

تستمر القصة أدناه

سلطان :يا ماشاء الله يا مشاءالله... الكل صحى وراح مدرسته الا ولاد سلطان... وانتو لسه موخمين فى سرايركم.


عمر وهو يفرك عينيه بخمول :حاضر يا بابا صحينا اهو.


سلطان بغضب:بابا؟!!هأوووو...بابا إيه يا ابو بابا انت... هقول ايه مانت قاعد مع امك الفافى طول النهار واتطبعت بطبعها.


تدخلت عايده بغضب:جرى إيه يا سلطان فى ايه.. بتكلم الولد كده ليه وايه امك الفافى دى مالها امه؟


سلطان:بقولك ايييه.. ماتتدخليش سبينى أشد عليهم.

عايده:وهو كان غلط في ايه يعنى؟

سلطان:بيقولى يا بابا.. بابا؟ ده لو حد من الحته سمعه هيحطوا عليه وقتى.


عايده:واحنا مالنا كل واحد حر في عيشته وطريقته.


سلطان:بقولك ايه انا عايز عيالى يبقوا دكورا.. ناشفين كده.


نظر لأولاده وقال :سامعين الى قولتو... عشر دقايق والاقى كل كلب فيكوا برا على الاكل والى هيتأخر قسماً بالله شوفوا قسما بالله لاكون جايبه من قفاه سامعين.


قال الاخيره بصراخ غاضب جعل كل منهما يهز رأسه ايجابا.


خرج من غرفتهم بغضب شديد وهى خلفه تنوى الحديث معه وإظهار عدم رفضها التام لما حدث.


نادت عليه بعلو صوتها :سلطااااان.


جلس على مقعده وقال برفض تام لأى نقاش:ماتتدخلش خااالص فى الموضوع ده... عيالى وعايزهم يبقوا ناشفين ومش عايز لك كتير فى الحوار ده ماشى؟


زمت شفتيها بغيظ وهو صرخ بأعلى صوته عليهم ليخترق صوته الجدارن ويصل اليهم:اخللص ياض انت وهو بدل ما اجيلكووووا.


على الفور خرج اثنتيهم كل منهم يغلق ازارا ملابسه التى لم يسعه الوقت ليرتديها.

سلطان:اخلللص يالاا.


الاثنين بصوت واحد متذمر:حاضر اهوو والله.


فتح باب غرفه اخر ببطئ شديد لتخرج منه طفله صغيره تسير بخمول وبطئ وعلى الفور تغيرت معالم وجهه لأخرى رقيقه قائلاً :يا صباح الورد... يا صباح الهنا.. يا صباح السكر على السكر.


هزت عايده رأسها بيأس لن تستغرب كثيرا.. ذلك السيناريو يحدث كل يوم...مع الاولاد وحش كاسر وامام صغيرتهم سجده مهرج فى سرك.


والصغيره تلك ذات السبعة اعوام تسير ببطئ متجهه ناحية مدللها تقول :صباح النور يا بابى.

سلطان:ياقلب بابى ياروح بابى.


عمر لأمه :شايفه... شايفه التفرقه... هو احنا عبيد؟!1


عبده:والله حرام الى بيحصل ده... ناس تصحى على زعيق وشخط ونطر وناس تتدلع يمين وشمال.


سلطان:اخرس ياض انت وهو واطفحوا وانتو ساكتين.


عمر:حاضر.. حاضر بنطفح اهو.

سلطان:لأ اسمها حاضر هاكل أنا أقول انت ماتقولش.


تستمر القصة أدناه

كل ذلك هى غير راضيه عنه تماما هزت رأسها برفض شديد ونادت صغيرتها :سجده.. تعالى ياحبيبتي عشان اكلك.


سلطان وهو يرفعها لتجلس على قدميه :لا سبيلى كتكوتى انا هفطرها.

وقف عمر وعبده بغيظ ليتحدث عبده:انا همشى قبل ما يجرالى حاجة.


عمر:ومين سمعك يابنى خدنى معاك.


عايده:استنوا خدوا اختكوا معاكوا.


سجده:اااه بطنى بتوجعنى.

سلطان:سلامتك ياقلب بابى.


عايده:دى بتمثل عشان ماتروحش المدرسه.


مال سلطان على الصغيرة يقول :مش عايزه تروحى النهاردة المدرسه؟


زاغت اعين الصغيره قليلا ثم هزت رأسها ايجابا فقال:يبقى ماتروحيش يا قلب بابى.


عايده:كده كتير.

سلطان:بتقولك بطنها وجعاها... الرحمه يا ناس.


نهضت عن مقعدها تغادر خلف طفليها.. الجدال معه حول تدليل صغيرتيهما اصبح غير مجدى.


نهض هو الاخر يقول :انا نازل المحل... اسمعى كلام ماما ولو عوزتى حاجة كلمينى على طول على موبيلى ماشى؟


سجده:ماشى...باى.

سلطان بهمس لها:باى.

رفع صوته يتحدث بصوته الخشن :احححأحمم.. انا خارج.. سلام.


عايده :سلام.


وقف امامها بتردد يود قول شئ ما.. يرفرف باهدابه ولكن تلك النظره الجامده الخاويه بعينها جعلته يبتر تردده ويخفى اى رغبه لقول اى شئ وخرج سريعاً.


هى اغمضت عينها تذكر روحها ان عليها التعايش مع واقعها كما عاهدت نفسها وفعلت طوال كل تلك السنوات... فقد تزوجته فعلياً بل واصبح لديهم أطفال أيضا لابد  للمركب ان تسير... امر واقع يجب التصالح معه وهى لسنوات فعلت وستفعل.


وهو.. توقف عند الدرج يأخذ نفس عميق يهبط الدرج خالى الروح... تفكيره عالق بها... هى فقط... عايده واااه من عايده


انها الحاضره الغائبه.. من اجمل سيدات الحى.. الكل يحسده عليها... ابتسم بألم وهو يتحدث بصوت مسموع:بيحسدونى عليك وانت سر عذابى.


توقف لدقائق فقد خرج من بيته واوشك على الخروج للناس... لا يجب ان يراه احد هكذا.


لذا... سريعاً سريعاً ارتدى وجه سلطان الجامد وخرج من بيته.. يشد صدره فارد ضهره رافعا رأسه يسير باتجاه محله.


يدخل وسط العمال العاملين معه يلقى عليهم تحية الصباح ينادى ذراعه اليمين :زكريا... واد يا زيكو.


تقدم شاب خمرى البشره وسيم الى حد كبير بوجه مستدير وعيون سوداء لامعه.. شعره اسود كثيف ولديه لحيه كثيفه كشباب جيله يرتدى قميص اقل من بسيط وبنطال جينز يشمر عن قدم ويترك الاخرى وفى قدمه خف منزلى خفيف وبسيط فهو يقف على قدميه لساعات.

وقف أمام سلطان يقول :صباحك فل يا زعامه.


تستمر القصة أدناه

سلطان :صباحك قشطه يا زيكو.. ايه الأخبار.

زكريا :الصراحه يا معلم احنا متأخرين شويه.

سلطان :استغفر الله العظيم يارب... ليه بس كده.


زكريا :غصب عننا والله يا معلم حصلت قفله من شويه خلت الكهربا قطعت عن المحل وكل حاجه اتعطلت.


سلطان :استغفرالله.. طيب شغل الناس نص ساعه وهتلاقى المحل اتزحم.


زكريا:ماتقلقش يا معلم ان شاء الله خير.

جلس على مقعده يفتح هاتفه يضع كلمة سر من ارقام معينه لينفتح الهاتف وتظهر هى بالخلفية.... عايده الجميله... مرر اصابع يديه على  الشاشه باشتياق... معه ليل نهار ببيت واحد ولكنها لا تعطيه اى فرصه لإظهار اى مشاعر.


اغمض عينه مجددا وفتحهم بألم.. وقف مجددا لو بقا هكذا سيحدث له شئ... لذا وعلى الفور اتجه لمنزل شقيقته بالمبنى المقابل لبيته وامام محله.


وقف امام باب شقتها يدق الباب ففتحت له كعادتها مهلله ومرحبه..."سوسن"شقيقته ثانى شخص يقدر ببراعه ادخال السرور على قلبه بعد صغيرته سجده.


سوسن :يا اهلا يا اهلا يا اهلا يا صباح الفل يا دى النهارد النادى... ازيك يا خويا... واقف على الباب كده ليه اتفضل ادخل.


سلطان :مانتى الى موقفاااانى... دخلينى.

ضربت على صدرها وهى تضحك :يوووه يقطعني.. اتفضل يا خويا ادخل ده البيت نور.


جلس على اول مقعد وقالت :ثوانى واجيب لك كوباية عناب مشبره إنما إيه.

سلطان :لا عايز قهوه.

سوسن:ماشبرتش قهوتك فى بيتك ليه؟

سلطان :خرجت على طول ما استحملتش.


جلست سوسن وتنهدت بقوه وعدم رضا تقول :ماهو قله قعدانك فى البيت ده هو الى مخليها كده. تملى هاجج على برا ومش طايق تقعد فى البيت ساعتين على بعض يا مؤمن ده انت حتى يوم الجمعه اجازه الشعب مابتاخدوش... فكرك يعنى بعد كل ده هتفكر هى فى ايه... ربك والحق انا لو منها يدخل جوا قلبى مية حكايه وحكايه.


سلطان:تعبت... تعبت يا سوسن وهى زى ماتكون حالفه ماتحس بيا... هو انا وحش اوى كده؟


هبت قائله :ده انت قمرررر.


توترت قليلا تتحدث بحرج وتقول :بسس يعنى.. اعذرنى يعنى.. انت ناشف حبتين.. يعنى لا بتقول كلمه حلوه.. ولا بتفتح معاها اى كلام...اديلكوا كام سنه اهو متجوزين وانت على ده الحال...دى كتر خيرها والله.


سلطان:ياستى انا كده.. لازم تقبلنى على كده الله... خلقة ربنا اعمل ايه؟


زفرت سوسن بضيق ونظرت للجهه الاخرى بعدم رضا فقال هو بتوتر:إيه مالك جرى إيه.


لوت ثغرها تتحدث بضيق:امال ايام ست الحسن والدلال كنت سايح ونايح يعنى على روحك.


سلطان بضيق:منى؟!

سوسن:اه الحنتوسه الننوسه.


سلطان:إيه الى فكرك بالموضوع ده دلوقتى طه

سوسن :على اساس انه اتنسى.. نسيت انك مشيت من البيت عشان ابوك مارديش يجوزهالك.. والحته كلها عرفت ان سلطان ساب البيت لابوه عشان منى... الحته كلها هاااا.. يعنى عايده وصلها الكلام.


تستمر القصة أدناه

وقف سلطان يقول وهو يقف عند الشرفه ينظر للشارع ويسرد ماحدث كأنه حدث بالغد :ماقبلتش ان بين يوم وليله وبسبب خناقه بين ابويا وابوها كل حاجه تنتهى كده وابويا يقولى جوازك منها على جثتى وانا ساعتها ماكنتش صغير وهو نفسه كان معشمنى بالجامد انى هتجوزها عادى.. لما يحصل كل ده فجأة كده ماقبلتش.


سوسن بتهكم: وهى الشهاده لله اصيله... وافقت على العريس ابن الزوات تانى يوم بس.


اغمض عينه بغضب وهو يتذكر كم كان الأمر بالنسبة لها تسليه لا اكثر وعند الاختبار الحقيقى والاختيار اختارت عريس من طبقه مرموقه.


وسوسن:الخناقه الى حصلت ماكنتش كبيره اوى كده وبعدها بيومين اتصالحوا بس بنت الواطيه كان العريس المريش لحق زغلل عينها بعدها ابوك وابوها اتصالحوا بس هى كانت باعتك... ابوك دمه اتحرق وحلف لايجوزك ست ستها.


نطق هو بأعين لامعه كأنه يتحدث عن نجمه بالسماء:عايده.


سوسن:كانت صاحبتى طول ماحنا فى المدرسة... بس الجامعه فرقتنا وهى راحت جامعه فى الصعيد... طول السنه كانت مسافره وفى الاجازه بتروح تقضى الاجازه عند أهل امها فى بورسعيد.. خلصت اخر يوم امتحانات واتفاجئت ب ابوها بيجوزها ليك... ماعرفتش تكسر كلمته بس كل يوم كانت بتسمع عن قصتك مع منى... لابقت عارفه توافق ولا عارفه ترفض وعلى الحال ده بقالها سنين عامله زى الغريق حتى منعتها تشتغل... وهى مش ناسيه ليك كل ده.


امام شقيقته أظهر قليلا من ضعفه.. فتحدث بلهفه:من غيرتى... من غيرتى عليها يا سوسن... انا خايف لا تخرج وتشوف الرجاله برا عامله إزاى.


صمت يبتلع رمقه بخوف وض وضربات قلب عاليه:اناا... خايف لا تبدأ تقارن... الرجاله برا لابسه بدل وبتعرف تتكلم وتتصرف... الى لابس حلو والى متعلم ومتنجر والى بيقول كلام حلو يوزن اجدعها نفوخ... وانتى عارفه اخوكى.+


زمت شفتيها بيأس تهز رأسها مؤكده :طروبش.. دراعك سابق دماغك.. ده انت حرمت البنيه تخرج معاك.. من اخر مره خرجتوا فيها الصيف الى فات.


سلطان بنفاذ صبر:ماقولنا بتزفت بغير الله.


سوسن:يا سلطان الله يهديك... ماتحاول تقولها والله.. مانت قدامى اهو برابنط بتيجى قدامها وتبقى بطه بلدى ليه... هى كل السنين دى مش فاهمه اى حاجة من ده كله.


تقدم منها بلهفه يقول وهو يجلس لجوارها :طب... طب ما تقوليلها انتى... انتى مش صاحبتها.. قوليلها.


زمت شفتيها مجددا تهز رأسها مردده:اخويا ذكائه خارق ماشاء الله.. انت يابنى بتفهم إزاى مانا قولت عيدت كتير بس الكلام منى يتاخد مجامله او انى بحاول اعطف والطف بينكوا بس منك انت حاجه تانيه.


وقف بسرعه يرفع رأسه بإباء :وانا مش بقول ومش هقول.2


سوسن :خلاص خليك كده لا طايل سما ولا ارض.


تستمر القصة أدناه

سلطان بكبر:هخلينى... وهى بردو لعلمك غلطانه... كل السنين دى وبعد مابقت ام عيالى ومافهمتنيش تبقى عميا القلب والنظر.


سوسن بسخريه لاذعه:لا وانت ماشاء الله عليك.. شفاف.. كتاب مفتوح.

وقفت تقول بغضب:ده انت طول اليوم برا... تتكلم معاها بمزاجك وتقطم الكلام بمزاجك والمطلوب انها تبقى تحت امر السياده مش كده.


سلطان :ااا.. ايوه... المفروض تفهمنى من نظرة عنيا.


سوسن :بزمتك انت مصدق نفسك؟


زاغت عينه ولكن سرعان ما استعاد نفسه وكبره يقول :اه مصدق نفسى.. اقولك على حاجه انا ماشى... انا غلطان اصلاً انى جيت اقعد افضفض معاكى... سلام.


سوسن :بشوقك.. هتلف وترجع لسوسو انت مالكش غيرى.1


سلطان :مش جاى.. ومن غير سلام.


اغلق الباب خلفه وهبط الدرج وهو يسب شقيقته بكل سباب العالم.


ولسوء الحظ.

خرج من البنايه فتوقفت امامه سياره سوداء تسد باب العماره وتمنع حركته.


لتخرج منها اخر شخص يود رؤيته الان..  منى.. ترتدى فستان ارستقراطى وحقيبة يد يتعدى ثمنها الالاف الجنيهات.


اول ما رأته ابتسمت بثقه... ثقه بجمالها وسحرها.. والثقه الاكبر بتاثيرها على الرجال.


ولكنه سلطان... وليس كمثل البقيه. ربما هو رجل لا مثيل له.. ربما هى للآن لا تعلم ذلك اووو.. علمت ولكن بعد فوات الأوان.


تحدثت بصوتها الرقيق قائله :صباح الخير يا سلطان.


سلطان:صباح النور.


هم للتحرك سريعا لكنها اوقفته تقول :عامل ايه يا سلطان.


سلطان:فى نعمه الحمد لله.. فوتك بالعافيه.


لم تهتم بالعيب... بما يصح وبما لا يصح وتمسكت بكف يده توقفه قائله بنعومه:مستعجل كده ليه؟


هم بالرد عليها ولكن


لمح بطرف عينه عايده وهى تقف فى شرفة شقتهم فرفع نظره لأعلى وجدها تنظر له عين بعين وحديث طويل دائر دون النطق بحرف.


وكأن وصله العتاب انتهت... وكأنها قد قالت بعينها لعينه كل شئ... كأنها متأكده ان رسالتها وصلت... تحركت بهدوء بعدما أنزلت صغيرتها التى ودت مشاهدة الشارع قليلا ودلفت للداخل صامته.


اغمض عينه... يستحق لقب صاحب اسوء حظ على الإطلاق.


هل كان من الضروري التصادف مع منى الآن.

منذ زمن لم يراها واصبح لت يتذكرها الا اذا ذكرت سيرتها... حتى فترة حبه لها اصبحت فى طى النسيان.


لقد محت عايده كل شئ واصبحت هى الحاضر.


ولكن كيف يأخذ الحاضر مساحته فى ظل تطفل الماضي دائماً.


فر هاربا داخل محله ربما يختفى به عن اعين زوجته التى تنطلق منها الملامه.


جلس يغوص فى بحر ثائر من العواطف لم يخرج منها الا على صوت شجار يأتى من الخارج.


نادى عاليا ليعرف ماذا يجرى:يا زيكو... زيكو.


حضر اليه عامل اخر يقول:مش هنا يا معلم.. باينه هو الى بيتخانق برا.


وقف باستغراب يقول :بيتخانق؟! مع مين؟


الصبى:مش عارف لسه.. بس اعرفلك يا معلما.

سلطان:لا استنى انت انا خارج اشوف.


خرج من محله وجد زكريا يقف أمام فتاه تبدو فى العشرين من عمرها ذات وجه خمرى مستدير واعين عسليه وشعر عسلى قصير ولجوارهم عربات تحمل اثاث قديم بعض الشئ.


زكريا:لا ده انتى عيله ناقصه ربايه وانا بقا الى هربيكى.


الفتاه:مين دى الى ناقصه ربايه.. ياعديم الحساسه والمفهوميه.


زكريا :ده انتى بتغلطى كمان.


تدخل سلطان سريعاً خصوصا وهو يرى سيده فى الخمسون من عمرها تقف لجوار تلك الفتاه بتعب وقلة حيله.


سلطان:بس بس بس... فى إيه. ايه الى جرا.. انتو مين ياست.


تحدثت السيده :انا الحاجه زينب.


اشارت على وحيدتها تكمل :ودى بنتى بسمله ولسه ناقلين من بلدنا لحتتكوا.. هو ده استقبالكوا لينا يا بنى.


سلطان بحرج:لا طبعاً... ده احنا ولاد بلد اوى ونفهم فى الاصول... انتى على راسنا يا امى.


نظر لزكريا موبخا:مش عيب يا زكريا... الناس اغراب واول مره ييجوا حتتنا


زكريا :لو على الست الكومل دى فجزمتها فوق راسى من فوق يا معلم.. اما البت ام لسانين دى لأ.

بسمله:مين دى الى بلسانين ياااه.+


زكريا بغضب وهو يهم لضربها:سامع.. سامع بودنك يا معلم.


بسمله :انت الى بدأت.

زكريا بجنون:يانهار اسود... ده انا بردو!!


سلطان:بسسسس.. ايه ماتعملوا حساب للست الكبيره الى مش قادرة تقف دى.


اشار للسيده وقال :تعالى.. تعالى نورينى جوا يا حاجه وانا هخلى صبيانى تطلع الحاجه.


نظر لزكريا وبسمله قائلا :واهو نفض الخناقه دى ونشوف ايه اللي حصل.


دلف كل منهم للداخل وبسمله تنظر لزكريا بشر وهو لم يكن اقل منها.


جلس سلطان بعدما جلست زينب وقال :هاااا... ايه اللي حصل.


زكريا:انا اقول يا معلم.......

يتبع 

                   الفصل الثاني من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close