رواية كام اسمه حبيبي الفصل الأول 1بقلم شيماء سعيد

 


رواية كام اسمه حبيبي 

الفصل الأول 1

بقلم شيماء سعيد 


بأحد المنازل القديمة بحي شعبي قديم تقف تلك الجميلة التي لا تمر عليها الأيام... 


تحضر الفطار على نغمات السيدة وردة " حكايتي مع الزمان" 


رغم مرور خمسة و عشرين عاما على حكايتها معه مازال قلبها ينزف... 


من قال ان جروح القلب تشفي مع الايام أحمق 

بل تزيد بعمق و أثرها أوضح من الشمس.... 


أزالت تلك الدمعة الحزينة و رسمت ابتسامة حنونة و هي تقول بصوت عالي نسبياً... 


= يلا يا تامر يلا يا منة الفطار عشان الجامعة... 


خرج شاب في بداية العشرينات من عمره و على وجهه ابتسامة جذابة... 


اقترب من والدته و قبل يدها و رأسها بحنان قائلا بمرح... 


= ست الكل و اغنية كل صباح عاملين ايه؟!.. 


= وفاء هانم تعمل اللي نفسها فيه انت مالك يا رخم... 


كان ذلك الصوت الأنثوي الرائع لمنة التي خرجت من غرفتها هي الأخرى... 


فعلت مثلما فعل أخيها مع والدتها و قبلت رأس أخيها بحب... 


إبتسمت وفاء على حصاد السنوات

 تامر و منة عوض الله لها عن كل شيء... 


رسمت على وجهها الجدية و هي تقول... 


= بس يا فاشل انت و الفاشلة اللي جنبك يلا على السفرة من غير صوت.... 


جلسوا على السفرة لتبدأ منة في النظر إلى تامر و كأنها تطلب منه الحديث... 


لينظر لها الآخر بسخرية و كأنه يقول لن انطق بكلمة... 


أردفت وفاء بجدية... 


= خير عايزين إيه من غير لف و دوران كتير... 


قالت منة بصوت هامس مترجي لتامر... 


= انا اختك قول لها و أنا هأقف جانبك بعدين... 


نظر إليها الآخر بشك ثم نظر لوالدته بجدية قائلا :

 فهو يعتبر رجل البيت بعد وفاة والده... 


و يعلم عن شقيقته أدق التفاصيل و لما لا و هي توأمه و نصفه الآخر من اول يوم له بالحياة... 


= بصي يا ماما منة اتعرفت على شاب من فترة اسمه أمير و أعجب بيها و عايز ييجي يتقدم لها النهارده...... 


لحظات من الصمت مرت ينتظروا رد والدته التي كانت تنظر لهم بغموض... 


كانت تخشى وقوع ابنتها بالحب حتى لا يحدث معها مثلها و لكن ما باليد حيلة... 


ابتسمت بحنان و هي تنظر لهم قائلة بثقة عمياء ... 


= انا مربية كل واحد فيكم على قواعد معينة و عمري في حياتي ما شوفت أم محظوظة بأولادها زي ما أنا محظوظة بيكم... انت اخوها و رجل البيت بعد ابوك حتى لو كان انا ليا دور مهم فأنت برضو ليك دور... و مدام كنت عارف كل حاجة من البداية عن اختك و الشاب ده يبقى ينور البيت في اي وقت... 


ابتسموا لها و قاموا يجلسون تحت قدميها لترفعهم و تضمهم لها بحنان... 


اردفت منة بسعادة... 


= ربنا يخليكي ليا يا ماما أمير محترم جدا و هأكون مبسوطة معاه.... 


ابتعد تامر عن والدته و هو ينظر لشقيقته بغيرة و غضب من حديثها.. 


صغيرته التي تربت معه خطوة بخطوة أحبت و تتحدث عن غيره أمامه... 


= بت انتي إحترمي نفسك بدل ما اقوم لك انتي و سي زفت بتاعك ده... 


نظرت له منة ببراءة ثم رمشت بعينيها عدة مرات و كأنها لم تفعل شيء... 


= اسفة يا قلب أختك و عقلها يا سندي يا كليتي يا ااه... شايفة يا ماما ابنك... 


أردفت بكلماتها بحنق عندما صفعها تامر على عنقها من الخلف... 


نظرت إليهم وفاء بغضب مصطنع ثم أردفت بصوت صارم... 


= دقيقة و تكوني برة إنتي و أخوكي يلا... 


____شيماء سعيد_____


بعد ساعتين كانت تجلس بغرفة نومها شاردة بماضي كانت تتمنى أن ينتهي من ذاكرتها..... 


فلاش باااااااااك... 


خرجت من الجامعة و صعدت بإحدى سيارات الأجرة لتذهب لشركة حبيبها... 


اشتاقت له فحسن حب حياتها تعرفت عليه منذ عامين بأحد الفنادق عندما كانت تعلم نادلة هناك... 


ابتسمت بخجل و هي تقف أمام السكرتيرة الخاصة به لأول مرة تأتى له... 


زادت ابتسامتها اتساع و هي تراه يخرج من مكتبه و يقترب منها بقلق و لهفة... 


= وفاء تعالي ادخلي ازاي تقفي بره كده... 


أخذها و دلف بها للداخل جوهرته الثمينة إشتاق لها حد الجنون... 


وفاء الشيء الوحيد بحياته الصحيح الشي الوحيد الذي اختاره دون قيود المال و العائلة.... 


أردفت بمرح على مظهره الخائف... 


= أهدى يا حبيبي أنا بس حسيت انك نفسك تشوفني قولت اجيلك... 


ابتسم بتوتر يحاول إخفاؤه بقدر المستطاع 

حبيبته إذا رأت والده قلبها سيتحطم ألف قطعة... 


تعالت دقات قلبه و هو يفكر كيف سيقول لها أنه سيتزوج من أخرى... 


وفاء تلك الصغيرة الجميلة أحبته بكل ما لديها من مشاعر جعلته سندها و ظهرها بالحياة.... 


نغزة حادة أصابت قلبه عندما أردفت بقلق بالغ عليه.... 


= مالك يا حسن هو انت مش مبسوط اني جيت انا اسفة بس كنت فاكرة اني وحشتك زي ما وحشتني.... 


أجابها بسرعة.. 


= لا يا حبيبتي انتي قلبي من جوا و اكيد نفسي اشوفك بس كان عندي ضغط شغل.... 


أردفت وفاء بحب و حنان... 


= ربنا معاك يا حسن بس اليوم ده بتاعي انا يلا بينا عايزة اتغدى  بره... 


قطع حديثهم دلوف والده ذلك الرجل الصارم يجعل من يرى ملامحه يموت رعبا... 


لا تعلم لما انتفض قلبها من موضعه من نظرات ذلك الرجل... 


كأنها نظرات تدل على النفور و الشماتة

 تحدث والد حسن بكبرياء.. 


أهلا مش هتعرفنا و الا ايه يا حسن... 


عادت بنظرها لحسن الذي وجدته يبتلع ريقه بصعوبة بالغة... 


شعرت بإهانة غريبة مع انه لم يتحدث 

حبيبها يخشى أن يقول لأبيه عن هويتها... 


ابتسمت على نفسها بسخرية ماذا كانت تتوقع منه أن يقول؟!... 


هي ابنة عامل بسيط و هو إبن محمود الأسيوطي ليس لها مكان بينهم... 


انتظرت عدة ثواني منتظرة رد تريد أن يكون سندها بتلك اللحظة كما وعدها و لكنه لم يتحدث... 


اخذت نفس عميق تخفي به مرارة ما بداخلها ثم اردفت بهدوء... 


= انا كنت بأدور على شغل و حسن بيه قالي اني ممكن اشتغل هنا... 


ما صدمها أكثر و أكثر و جعل قلبها ينكسر و عقلها يتوقف عن العمل انه ظل على صمته و كأنه وجد طوق النجاة بحديثها... 


أهذا حبيبها؟!... ارتجاف صار بجسدها مع اختناق كامل بأنفاسها و كأن روحها على وشك الخروج عندما تحدث أبيه بكل كبرياء و غرور... 


= مش محتاجين خدم في القصر و لا هنا ليكي مكان روحي دوري على مكان شبهك يا شاطرة... 


ثم نظر لحسن بابتسامة سعيدة... 


= يلا يا عريس كفاية شغل انت ناسي النهاردة  كتب كتابك.... 


انتهى الفلاش باااااااااااك.... 


إنهار عالمها و أحلامها الوردية بلحظة واحدة رفعها لسابع سماء و تركها تسقط بمفردها... 


لا تصدق انها كانت مجرد لعبة في حياة حبها الأول و اللعنة الأكبر انه أيضا حبها الأخير.. 


أزالت دموعها بطرف يدها كان إسمه حبيبها

 سنوات مرت لتكون أم و على وشك أن تكون جدة و مازال الماضي يحاصرها... 


أكملت كلمات الأغنية التي تحفظها عن ظهر قلب تردد... 


= ده كان إسمه حبيبي ده كان في يوم من نصيبي...... 


_____شيماء سعيد______


وضعت طعام الغداء على السفرة بانتظار منة و تامر... 


دلف بقلبها قلق غريب لأول مرة تشعر أن أبنائها بخطر... 


أخذت هاتفها بيد مرتجفة و قامت بالاتصال على تامر... 


مرة وراء الأخرى دون رد لتتعالى دقات قلبها أكثر

 يبدأ الشيطان يصور لها أشياء بشعة داخل عقلها... 


أخذت تتجول بالبيت و هي تضغط على يديها بقوة و رعب مردفة... 


= العيال دول راحوا فين؟!.. انا قلبي بيدق كأنه في مصيبة عيالي مش كويسين... 


عضت على شفتيها تحاول منع دموعها من الانهيار ثم ابتسمت بأمل عندما تذكرت أنها لم تقوم بالاتصال على منة... 


اخذت الهاتف مرة أخرى و ضغطت على رقم ابنتها فقدت أعصابها بشكل كلي عندما وجدته مغلق أو غير متاح.... 


ساعه مرت و هي تجلس بجانب باب الشقة تبكي بخوف... 


قلب الأم لا يكذب و قلبها بداخله نيران مشتعلة مع كل لحظه تزيد اشتعال... 


دق الباب لتقوم بفتحه بأمل و لهفة لتجد تامر و معه شاب آخر يبدو عليه الثراء الفاحش... 


أردفت بصوت يأكله الشك... 


= فين منة يا تامر و مين ده؟!... 


أردف الآخر بخوف على شقيقته.. 


= مش عارف يا أمي سبتها و روحت أصور ورق رجعت ملقتش لها أي أثر... و ده أمير... 


رفعت رأسها لذلك الغريب ملامحه مألوفة لها تعرفه جيدا أو نسخة طبق الأصل من شخص تعلم من هو.... 


أردفت بصوت متقطع من أن يكون ما يدور بداخلها صحيح... 


= إسمك أمير إيه يا ابنى... 


= أمير حسن الأسيوطي.. 


أيام تمر و يليها الشهور و السنوات و يعود الماضي مرة أخرى 

بشكل أكبر ألم و أشد قسوة... 


ما فعله أبيه معها من سنوات فعله هو مع ابنتها اليوم... 


مازالت تلك العائلة لعنة المال و السلطة جعلت منهم وحوش... 


لا مستحيل أن تجعل من ابنتها حطام أنثى كما حدث معها... 


أخذت نفس عميق ثم اردفت بقوة.. 


= اهدى يا تامر انا عارفة بنتي فين و انا اللي هاجيبها بنفسي... أما أنت يا ابن حسن خدني عند ابوك و بعد كده بنتي اوعى تقرب منها... 


                    الفصل الثاني من هنا 

لقراءه باقي الفصول من هنا 


تعليقات



<>