رواية كام اسمه حبيبي الفصل الثاني 2 بقلم شيماء سعيد

       

رواية كام اسمه حبيبي 

الفصل الثاني 2 

بقلم شيماء سعيد




وقف أمامها بجسد متجمد من الصدمة حبيبته جميلة رقيقة كما هي... 


يراها و كأنه يراها لأول مرة يتذكر اول لقاء بينهم و كأنه من دقائق... 


ملامحها لم تتغير بداخله بركان يود الخروج من مكانه و ادخالها بصدره... 


كانت ملكه كانت حبيبته و مازالت أقترب منها بلهفة عاشق... 


ارتجافة يده تدل على أنه شاب في العشرين من عمره و ليس صاحب الخمسون عاما... 

أردف بصوت مشتاق عاشق حد الجنون... 


= وفاء أنتي موجوده هنا فعلا... وحشتيني اوي يا حتة من قلبي... 


جامدة باردة و كأنه لم يكن بيوم نصفها الآخر و سبب حياتها.... 


ما رأته على يده و يد عائلته جعل قلبها العاشق لا يكن فيه مكان الا الكره... 


ابتعدت عنه بمسافة واضحة و هو تقول بجمود و قوة... 


= حسن بيه بنتي منة تكون عندي دلوقتي و ابنك يبعد عنها... أنتوا ناس قلوبكم ماتت و إحنا مش زيكم... 


زاد اتساع عينيه ابنتها كان يعلم من البداية انها نسخة من حبيبته... 


فهي رقيقة شرسة مثل وفاء و لكنها من رجل غيره 

وفاء كانت بين أحضان غيره سنوات طويلة... 


تحولت عينيه العاشقة لأخرى يأكلها الغيرة و الغضب.... 


سنوات يبحث عنها لتكون ملكه و هي تعيش حياتها و كأنها لم تقابله... 


جذبها من خصرها إليه بغضب أعمى لا يرى أمامه شيء إلا أنها مع غيره... 


= بنتك يعني انتي طول السنين دي متجوزة و مخلفة...

 عندك بنت انا مش ابوها يا وفاء قدرتي تخلي غيري يقرب منك... ازاي إزاي تعملي كده و حبك ليا و قلبي اللي كان ملكك لوحدك... 


ابتعدت عنه بقوة و نفور و كأنه وباء معدي تخشى الاقتراب منه... 


وقح كلمة وحيدة صرخ بها عقلها بعدما سمعت حديثه... 


بعد كل هذا يريدها تكون له مازال ظالم و لم تغيره الأيام... 


نظرت إليه بعيون ينطلق منها الكره و الغل تكرهه أكثر من نيران جهنم... 


أردفت بصوت منفجرة بكل ما بداخل سنوات تحمله و اليوم يوم الانفجار... 


= انت اللي ازاي كده... لسه زي ما انت انت و عيلة الأسيوطي كلهم... مش شايف غير نفسك اناني عايزني أفضل عايشة على ذكرى واحد كان السبب في كسرة قلبي... انت كدبت علية و فهمتني انك بتموت فيا و الحقيقة البيه خاطب بنت من مستواه و وفاء الغلبانة نتسلي بيها شوية... 


ضربته بكل قوتها و نيران قلبها المشتعلة بصدره عده مرات... 


و أكملت حديثها بصريخ... 


= لسه فيكم حيل تخطفوا و تذلوا الناس... خايف على ابنك حطه في قصرك و امنعه من الخروج... لكن بنتي لا يا حسن بنتي لا دي شقى عمري و حصاد السنين... اللي ابوك عمله زمان و انت كنت واقف أخرس و أعمى و الا كأني حبيبتك مستحيل انت تعمله دلوقتي... موتك هيكون على أيدي يا حسن لو لقيت في بنتي خدش واحد.... 


ثابت صامت يتركها تفعل ما تشاء و لكن القرار الأخير له... 


ابنتها و ابنه فتحوا له باب أخير للبقاء مع عشقه و لن يتركها ابدأ... 


ما ضاع منهم كثير و يكفي فراق و بعد إلى هنا وفاء ستكون زوجته الليلة و حسم الأمر.... 


اقترب منها مره اخرى و ضمها إليه بقوة حتى لا تقاوم أكثر... 


ثم همس بداخل اذنها بصوت حاسم... 


= الليله هتكوني في حضني يا وفاء معاكي تلات حلول و انت حرة... 

واحد أجيب مأذون حالا و تكوني مراتي و بنتك تاخد ابني...

 اتنين الليله تكوني في حضني من غير جواز لو مش عايزة تربطي نفسك بيا و تاخدي بنتك و انتي مروحة سليمة... 

تلاته لا ده و لا ده بس بنتك هتكون مع الأموات... 


_____شيماء سعيد______


بعد عدة ساعات كانت تجلس بالمقعد المقابل له و المأذون يقول كلمته الشهيرة.. 


" بارك الله لكما و بارك عليكما و جمع بينكما في خير "


جمله كانت تتمنى أن تسمعها و هو بجوارها من خمسة و عشرين عاما...


و لكنها الآن تزيد من كسرة قلبها لكل شيء وقت و وقت حبها له انتهى... 


تلك اللذة التي كانت تتمنى أن تعيشها معه تحولت لحجيم تدلف إليه بكل ثقل العالم... 


فرحته لا توصف بعد سنوات من الحرمان أصبح إسمها على اسمه... 


ملكه أمنيه كانت مستحيلة أصبحت حقيقة بين يدي... 


وفاء و اه من وفاء لها سحر خاص ملكه على عرش قلبه... 


اختفت ابتسامته السعيدة عندما اردفت بجمود... 


= أظن عملت اللي انت عايزه... هاتي بنتي عشان نمشي يا ابن الاكابر و كفايه وجع قلب لحد هنا... خليك عندك قلب مرة واحدة فى حياتك يمكن تكبر في نظري... 


يعلم أن ما سببه لها جرح صعب عليها نسيانه أو تخطي ما حدث... 


اقترب منها بشكل مريب مهما كانت مجروحة و حزينة مازالت حبيبته التي تذوب بين يده و هو يقسم على ذلك.... 


وضع يد حول خصرها و الأخرى يتحسس بها وجهها الناعم قائلا بصوته الذي اشتاقت له مهما حدث بينهم... 


= قلبك وجعك و مشاعرك مش متحمله جرح جديد... كنت عاجز زمان في اني اكون جانبك بس دلوقتي لا... عارفة يا وفاء انتي زمان قولتي لي

 كل حاجة في وقتها حلوه... و انا دلوقتي اتأكدت إن قربنا دلوقتي خللى حياتنا ليها طعم و لون...كل واحد فينا عدى من عمره كتير و اللي جاي مش اد اللي راح عشان كده كفاية وجع قلب فعلا و خلينا نعيش... عايز اموت في حضنك و بعدين انا عايز ولد غير أمير تكوني أمه ايه رأيك؟!...


بارد يريد نسيان سنوات من العذاب بلحظة 

رجل كل ما يسيطر عليه أخذ ما يريد.... 


لم تبتعد عنه بل إقترب أكثر ابن الأسيوطي وقعت بداخل نيرانه مره أخرى.... 


أحبته و عاشت طوال تلك السنوات الماضية جسد بلا روح من آخر لقاء بينهم... 


و لكنها لا تريد الجحيم لأبنائها فهي تعلم حسن مدام أصر عليها لن يتركها أو يترك أبنائها... 


اردفت بهدوء... 


= إحنا مش صغيرين يا حسن بيه عشان نلف و ندور على بعض زي العيال الصغيرة... انا دلوقتي مراتك تقدر توصل لهدفك اللي طول السنين دي بتاكل في نفسك إن في حاجة طلعت من تحت يدك.... و بعد كده تسبني أخد بنتي و امشي..... 


أبتعد عنها كمن لدغته عقربة كيف وفاء أصبحت بذلك التفكير.... 


فهو يريد العيش معها مع ما تبقى منها حتى قلبه يأخذ عشقه اخيرا... 


و هي تراه في نظرها مجرد حيوان يبحث عن فريسة... 


أردف بقوه و بجمود... 


= زمان لما بعدت عنك كان من خوفي عليكي كنت خايف والدي يقتلك زي ما قالي... عشان كده نفذت كل حاجة أمر بيها خصوصا بعد ما خطفك و رماكي على الطريق جسمك كله حروق كنتي عايزني اعمل ايه.... اسيبك تموتي قصاد عيني انا كنت فاشل و عاجز عن حمايتك... عموما ده مش موضوعنا بنتك في بيتك روحي لها و اخوها كمان هناك ولادك في أمان يا حبيبتي.... 


____شيماء سعيد______


عادت لبيتها بقلب تائه حزين للمرة الثانية تدلف بطريق ألا عودة.... 


كيف ابنتها بالبيت و لم يتصل بها إبنها أو حتى يقلق عليها... 


تشعر أنه يوجد حلقة مفقودة بتلك اللعبة التي أرهقت قلبها.... 


دلفت لشقتها لتجد منة و تامر و معهم أمير بانتظارها.... 


جلست على اول مقعد يقابلها بإهمال و تعب

 مواجهة أخرى بيوم واحد لن تتحملها.... 


أردفت بعد فترة بتنهيدة تخرج ما بداخلها بها... 


= تامر من يوم أبوك ما مات و انت سند البيت ده و راجلي انا و أختك.... بس النهارده حسيت إن في حاجة غلط... هو ازاي ابن الأسيوطي خطف منة و هي قاعدة جانبك اهي... و ابن اللى خطفها قاعد معاكم... 


ظهرت ملامح التوتر على وجه منة و تامر بشكل ملحوظ أما أمير تحدث بحرج... 


= طيب أنا لازم أمشي عن اذنكم.... 


= اقعد مكانك... 


كان هذا صوت وفاء الصارم ليجلس هو بمكانه مرة اخرى... 


عادت بنظرها لابنها البكر و رجلها ذلك السند و الظهر.... 


رفع وجهه و نظر لوالدته قليلا يعلم أن رد فعلها الآن سيكون ثورة.... 


ثم بدأ بالحديث... 


= بصراحة أستاذ حسن بعد ما عرف أنها بنتك و اتكلم معاكي و سابك تفكري 

جاب منة و جه على هنا... و حكي كل حاجة حصلت مع حضرتك زمان و اد إيه انتي و هو شوفتوا المستحيل... و طلبك مني و بصراحة باقي الخطه احنا كونا عارفين بيها... 


تحدق به و صدمتها اخرستها لا تصدق أن ولدها فعل هذا... 


لعبوا بها جميعا دون البحث عن ما تريده هي أو حتى أخذ رأيها... 


عضت على شفتيها تحاول منع دموعها التي تريد الخروج... 


استغلوا نقطة ضعفها أشارت إليه بيد مرتجفة مردفة.. 


= انت إزاي تعمل كده؟!... لعبتوا بيا و بخوفي عليكم عشان اتجوز... اول مرة أشوف اولاد عايزين أمهم تتجوز بعد ابوهم... كنت هأموت من الخوف و الرعب عليكي يا استاذه منة و كل همي ان اللي عشتوا زمان مايحصلش معاكي و انتي هنا قاعدة ببرود... 


اقتربت منها منه بحذر قائلا... 


= ماما إحنا... 


= اخرسي... 


انتفضت برعب بسبب عنف والدتها الذي يظهر لأول مرة معها... 


والدتها الحنونة تحولت لأخرى شرسة تود قتلهم الآن... 


صمتت و لكن تامر لم يصمت تلك المرة قائلا بجدية... 


= إحنا عملنا كده من حبنا فيكي و اننا عارفين اد ايه بتحبي استاذ حسن... الأغنية اللي مش بتسمعي إلا هي... و دموعك اللي كل يوم على المخدة إحنا عملنا كده عشان كفاية وجع... العمر بيجري يا أمي اعملي حاجة بتحبيها مرة واحدة فى حياتك افرحي و عيشي عشان انتي تستحقي ده... كفايه وجع و عتاب يا أمي... 


وضعت رأسها على ظهر المقعد و جروح العالم تنزف بداخل قلبها... 


كلما تقول انتهى الماضي بما فيه يصرخ قلبها العاشق

 الماضي لن يموت فهو الحاضر و المستقبل... 


وضعت يدها على رأسها بسبب ذلك الصداع العنيف و باليد الأخرى أشارت لهم قائلة... 


= مش عايزه اشوف حد فيكم امشوا من ادامي.... عايزة أكون لوحدي... 


نفذوا كلامها إلا أمير الذي انتظر رحيلهم ثم جلس بجوارها قائلا بهدوء... 


= انا عارف ان حضرتك موجوعة يا طنط بس اللي حصل زمان كان غصب عن بابا... حبه ليكي و خوفوا عليكي خلوه يبعد عشان ده كان الأحسن ليكي وقتها.... بابا طول السنين دي و هو عاشق ليكي حتى اعترف بده لماما اللي احترمته و انفصلت عنه بعد ما انا اتولدت بسنة.. عشان كدة أدي لنفسك و له فرصة للحياة... 


الفصل الثالث والاخير من هنا 

لقراءه باقي الفصول من هنا 

تعليقات



<>