أخر الاخبار

رواية بقلبي اراك فرعونا الفصل الخامس عشر والسادس عشر بقلم زينب سمير

رواية بقلبي اراك فرعونا

 الفصل الخامس عشر والسادس عشر

 بقلم زينب سمير

حسنا ، اذا سألت مَن احب يوما ، هل الحب الاول يظل الافضل والابقي ؟ ام الحب الاخير الحقيقي الذي يصيب في صميم قلبك ؟

سيجيبك دون تردد " الحب الاول هو اول دروس تعلم الحب لكنه ليس الافضل ، يترك اثرا لكنه لا يؤثر ، له ذكرياته لكنها يمكن ان تُمحي ، الحب الحقيقي اذا جاء بعده بصدق ، محي كل شئ عنه حتي الذكريات "

وكذلك يمكنه ان يجيب " الحب الاول هو الابقي مهما احب القلب بصدق ، فهو صدرت له اول دقة قلب ، وهمسة حب ، او من توترت لاجله جميع اعضاء الجسد ، ستظل لفحة هواء الحب الاول ونسماته تتطاير علي حياة المحب ابـد الضهر "


كل منهم يري الحب الاول بمنظور مختلف لكن يبقي الشئ الحقيقي بالمنظرين هو ان الحب الحقيقي احيانا لا يكون الاول ، الاول يترك اثرا ولكن لا تتوقف عليه الحياة 


. . . .

مرت بعد العشرون يوما ايضا اربعة ايام ، نهض اسلام من نومه علي صوت دقة الباب توجه له وبكامل نعاسه وعدم وعيانه فتح الباب ، فوجد ماريان تطل عليه ببسمتها السمجة 

تأفف بضيق ك رد فعل اول عندما لمحها ، تجاهلت هي ضيقه الواضح علي ملامحه وهي تقول ببسمة ، بينما تستعد لتدخل:-

_صباح الخير ، انا بعد ما عرفت طريق بيتك قولت نفطر مع بعض سوا انهاردة....

وكادت تدخل لـ المنزل ، امسكها من ذراعها واعادها لامام الباب ، ثم ابعد يده فورا عنها بقرف واضح ، ثم صاح:-

_تدخلي فين ، انتي اتجننتي ؟

نظرت له وهي تقول بملامح باردة تصيب الاعصاب بالغيظ:-

_هفطر معاك يااسلام ونتكلم

نظر لـ الاعلي بغيظ ونفاذ صبر ، استغفر ربه عدة مرات ثم نظر لها متشدقا:-

_انتي مبتفهميش ؟ والله فعلا شكلك مبتفهميش ، انا مش طايق اشوف وشك ، عيزاني استحمل واكل معاكي كمان ، دا انتي باردة

نطقت بأستعطاف:-

_اسلام متقولش كدا ، انا عارفة انك لسة بتحبني 

رمقها بسخرية ، ثم نطق بأستنكار:-

_لسة بحبك ! يابنتي انا سايب كل شغلي وحالي وقاعد مرزوع في البيت علشان عارف انك عماله تتنطتيلي فيهم ، قولت يمكن لما اختفي تحس علي دمها وتعرف اني مش طايق وشها وتغور

ماريان بدموع:-

_مش هتساعدني طيب اعالج اسلام ؟

رد بحدة:-

_انا مالي ومال زفت ، مش ليه اب ، هاتيه يعالجه

انهي جملته وصمت ، لكن سرعان ما اكمل:-

_ولا اقولك استني

دخل لمنزله واغلق الباب خلفه ، ليمنعها من الدخول ، لحظات وعاد ، بيده تسكن كثير من حزمات المال ، اعطاهم لها باهمال وهو يردف:-

_انا كدا اعتقد هكون كفيت ووفيت ، رغم انك متستهليش ولا هو يستاهل بس ميرضمنيش روح تموت وكان في ايدي اقدر اساعدها 

امسكت المال بأهتمام وحرص ، لم تحاول ان تعترض او ترجعهم له ، بل اكملت ببجاحة اكثر:-

_بس انا كنت عيزاك برضوا تبقي معايا


ما فعله انه دخل واغلق الباب خلفه بكل قوته ، فببجاحتها تلك لم يري احدا ، تلك الفتاة تملك اعلي دراجات الحقارة بالفعل 

................

بمنزل منار ..


عادت من امتحانات منتصف الترم اخيرا ، ما ان وصلت حتي غيرت ملابسها وغرقت بنوم عميق ، حاولت به ان تهرب من افكارها واحلامها ، تبعد تفكيرها عن اسلام ، لكن صوت والدتها ايقظها ..

فتحت عيونها علي صوت ناهد الصائح:-

_منار ، قومي ابوكي عايزك في موضوع

هتفت بعيون نصف مغلقة ، بالكاد تستطيع ان تفتحها:-

_عايزني في اية ؟

قالت بجهل مصطنع:-

_مش عارفة


اجابتها وهي تستعد لتنهض:-

_طيب حاضر ، شوية وجاية


نهضت عن الفراش والتفكير يعصف بها ، تري لما يريدها ابيها ؟؟!


دقائق وكانت تجلس علي مقعد امام مقعده بغرفة الصالون ، تنحنح هو بخشونة قبل ان يقول دون سابق انذار:-

_في عريس متقدملك والحقيقة انا وامك شايفينه مناسب اوي وفرصة متتعوضش ، شكل حلو وكلية حلوة وعيلته ليها اسمها

حسنا ، يأتي لها عرسان كثيرا وترفضهم ، كذلك هذا رفضه لن يشكل ضررا عليها

لذلك خرج صوتها بدون تفكير:-

_بس انا مش عايزة اتجوز دلوقتي يابابا

تدخلت ناهد بضيق:-

_اومال هتتجوزي امتي ؟ خلاص قربتي تخلصي جامعتك دا غير انه فعلا ميترفعض ثم انتي اصلا فكرتي تقعدي معاه ؟ اقعدي معاه وشوفيه يمكن يعجبك

نهضت وهي تقول بأصرار:-

_انا قولت مش موافقة يعني مش موافقة

كادت تعترض ناهد فأوقفها حامد بأشارة من يده ونظر لمنار هاتفا بهدوء:-

_خلاص ياحبيبتي وانا مش هضغط عليكي


اؤمات له بشكر وغادرتهم


نظرت له ناهد بضيق وهي تهتف:-

_دلعك الزيادة ليها دا هيبوظها

نظر لها بأيلام مردفا:-

_حرام عليكي ياشيخة بقي انا مدلعها ، دي البنت عمرها ما شافت مننا ريق حلو

ناهد:-

_ولو ، العريش برضوا ميترفضش

قال بصوت لا يقبل النقاش:-

_احنا دايما كاتمين علي نفسها ورأينا هو اللي بيمشي في كل اختياراتها ، لكن في الموضوع دا بالذات لا انا ولا انتي هندخل

_بـس...

قاطعها:-

_من غير بس ، دا اخر كلام عندي ، قفلي بقي علي الموضوع دا


داخل غرفة منار ، بعد محادثة طويلة دارت بينها وبين جاسي ، بعثت لها جملة اخيرة:-

_انا رفضته علطول والحمدلله بابا مفرضش رأيه ، رغم انه باين عليه الاقتناع اوي بالعريس دا ، كويس انه مضغطش عليا لاني الحقيقة في وقت ميسمحش بأي ضغوط تانية


لم ترد عليها جاسي فورا ، يبدو انها كانت تفكر في شئ !

لحظات بالفعل وجاءت رسالتها التي تضخ بالتفكير الانوثي الماكر:-

_طيب ما نحاول نوصل لاسلام ان في عريس متقدملك منار ، وانك احتمال توافقي 

ردت بتوتر وقلق:-

_ممكن يتأكد من فكرة اني مش كويسة ويبعد خالص

جاسي بمكر:-

_او يتجنن ويغير وتلاقيه في مصر بأول طيارة


اعجبتها الفكرة بشدة ، ربما فعلا تكون تلك هي الطريقة الوحيدة التي ستجعله يتقدم خطوة للامام في علاقتهم ..


لذا بعثت لها بموافقتها قائلة:-

_انا معاكي ، جربي وقوليلي هيحصل اية ، بس لو لقيتيه فهم غلط ، عدلي الموضوع بسرعة


_متقلقيش


هكذا كانت اجابة جاسي ..

................

بعدما انهت جاسي من شرح ما ستفعله مع اسلام لزوجها حسام ، نطق هو بقلق:-

_تتوقعي الموضوع هيظبط ؟

اؤمات بنعم بأيمان كبير ، فعاد يقول:-

_خايف يعرف الحكاية دي ويفكرها لعبة من لعبها برضوا زي موضوع الرهان فيبعد عنها اكتر

نطقت بهدوء:-

_هو لازم يفهم انها متقصدش بكلمة " رهان " انها مش بتحبه وبتعمل كدا لمجرد كسب الموضوع ، لازم يفهم انها كانت بتاخد الموضوع بتحدي علشان تحاول معاه اكتر وانها بتحاول مش علشان توقعه بل علشان هي عايزاه وعايزاه يشوفها ويحس بيها ، ولو عرف بعدين بموضوع العريس دا لازم يفهم انها عندها استعداد تعمل المستحيل علشان تقربه منها ، وطالاما مبتئذهوش فهو مش من حقه يزعل وكمان كل شئ مباح في الحب والحرب ، ولا اية ؟!

اؤما بتأييد لحديثها فقالت هي فجأة:-

_صحيح مفروض رسالة الرهان بينك وبينها ، لية زعل منها ومزعلش منك

اجابها فورا:-

_هو قالي انه مفروض يزعل بس لاني كنت اول واحد واقف معاه في وقعته الاول واني قدمتله الدعم علشان يوصل لـ اللي فيه دا كله .. فهو غفر ليا الحكاية دي ، وانها لو كانت غلطة فهي الاولي واكيد مش بقصد ، وانه عارف اني مقصديش بيها حاجة تضره

جاسي:-

_طيب اعطاك اكتر من عذر ، معطهاش هي عذر ذيك لية حسام

تنهد وهو يرد:-

_للاسف معطهاش عذر لدلوقتي ، لما جيت اكلمه عنها قفل الموضوع بسرعة بس قال جملة واحدة اكدتلي انهم اكيد هيرجعوا لبعض

تساءلت بفضول:-

_اية هي ؟!

اجابها:-

_قالي " انا ممكن اكون قلت الكلام دا في وقت انفعال بس انا متأكد انها مختلفة عن ماري ، في وقت اكيد هكلمها بس انا محتاج اصفي واهدأ الاول "


جاسي بحماس:-

_يبقي فكرة العريس دي هي انسب فكرة ..

...............

كادت هدير ان تخرج من عمارة قمير ، حيث كانت جالسة مع والدته القعيدة منذ قليل تقوم بتلبيه طلباتها كما اعتادت والحديث معها قليلا ، لتصطدم بقمير وهو يدخل بذات الوقت

انصطدمت رأسها بصدره فعادت للخلف وهي تكاد تقع اثر اختلال توزانها المفاجئ ، لحقها بلفتة سريعة وقام بلف يده حول خصرها ليحاوطها ويقربها منه

اغمضت هي عيونها بخوف من السقوط ، لكن عندما شعرت بعدم حدوث شئ فتحتها بتمهل لتقع عيونها علي ملامح وجهه الوسيمة ، ظلت تمحلق به لـ لحظات من الزمن وهو كذلك

لكن بالاخير فاقت سريعا من شرودها واعتدلت في وقفتها وهي تهتف بخجل:-

_ا .. انا اسفة ، مكنش قصدي والله

خرج صوته دون شعور منه:-

_تتجوزيني ياهدير ؟

صاحت بدهشة:-

_اية ؟

كرر جملته مرة اخري .. فلم تفعل شئيا سوي الهروب بعيدا عنه بأسرع ما يمكن

أيمكن ما سمعته ان يكون حقيقا ؟ 

أطلبها للزواج حقا ؟

أسيتحقق حلمها اخيرا ؟


ضرب جبهته بيده وهو يقول بضيق من غباءه:-

_هو دا اللي هعملها مفاجأة ، اول ما شفتها علطول كدا فضحت نفسي .. غبي والله غبي زي ما محمد بيقول 


وكما نعلم جميعا .... الاعتراف بالحق فضيلة


بقلبي أراك فرعونا :-

_ الفصل السادس عشر _


_ لسة شايف في النور .. ضلمة ، رغم بعدها عن بالي لسة سايبة علامة خطر خضرة ، مش فاكرها بس مش ناسيها ، هي مش في بالي ... لكن خيانتها لسة معلمة فيا _


طرقات علي باب منزل اسلام ، فتحه بتعصب وهي يظن ان الطارق ماريان ، كان مقررا ان يلقنها درسا لن ينسي اذا كانت هي ، لكن خلف توقعاته وقوف جاسي وحسام امامه ، افسح لهم مكانا لـ الدخول علي مضض ، فدخل حسام وخلفه جاسي ..


اصطف الثلاثة علي ارائك غرفة الصالون ، نطقت جاسي بتساءل مهتم:-

_اخبارك اسلام ؟

اجابها بنبرته الهادئة:-

_كويس ، ماشي الحال

تنحنحت ونظفت حنجرتها ، ثم خرج صوتها:-

_انت كويس بس في حد مش كويس اسلام

نظر لها بعدم فهم لكن لم يأخذ دقيقة حتي استوعب حديثها ، فأبعد رأسه عنها ولم يتحدث

خرج صوتها هي:-

_انت لو كنت كلمت منار يااسلام ، وفهمت قصدها من الحوار اللي اتكتب كنت هتلاقي الموضوع بسيط كتير اصلا ومكنتش هتحتاج وقت علشان تصفي زي ما قولت لحسام

لم يرد علي حديثها فتابعت:-

_منار كانت واخدة موضوع الرهان ك شئ يزيد تحديها في انها تخليك تشوفها وتأثر فيك ، هي حبيتك من غير حاجة ، من قبل ما تشوفك حقيقي ، هي مش زي ماري اسلام طماعة

نطق بهدوء وصدق:-

_عارف انها مش زي ماري ، بس ..

قاطعه حسام:-

_بس اية !

تنفس بعمق قبل ان يخرج صوته:-

_بس حاسس ان موضوع ماري هيفضل طول عمره بينا ، حوار الخيانة بتاعتها بيخليني دايما شاكك في اللي حواليا بالتالي لما بيزيد الشك بيزيد الغضب ياحسام

ابتسم حسام بسخرية وهو يقول بأستنكار وسخرية ايضا:-

_طبعا هتاخد الكلام دا حجة علشان تبعد عن منار ، كالعادة مش مستعد تواجهه وهتهرب ، كالعادة بتثبت انك ضعيف

نهض عن مكانه وهو يصيح:-

_حسام خلي بالك من كلامك ، انا مش ضعيف

حسام بسخرية:-

_اية الدليل علي كلامك ؟ انت الاول اتهربت من حوار ماري اللي بتعبره خيانة وجريت علي هنا ، المرة دي بقي لانها متعرفهاش ومقبلتهاش وجها لوجهه هتستسهل الموضوع وهتقفل كل طرق التواصل اللي بينكم وبكدا تهرب منها وهتفضل طول عمرك بتهرب من كل موقف بيحتاج منك شجاعة يااسلام

كاد يصرخ بوجهه فنهضت جاسي وقال بنبؤة هادئة:-

_كفاية عراك حسام

نظرت لـ اسلام تحديدا وتابعت:-

_انا بس عايزة اقول لك حاجة اخيرة ، منار متقدم لها عريس مناسب اسلام ، لو حست انك مش هترجع وتصدقها اكيد هتوافق علشان تعاقب نفسها علي حبها ليك ..

.................

اليوم المفضل والمقدس لهدير هو الاثنين ، ذلك الذي تعتبره منتصف الاسبوع ، كعادتها كانت تقوم بعادات هذا اليوم ، من تجربة وجبة جديدة كما تحب ، تجمع افراد العائلة ، تلعب مع والدها دورا من الشطرنج

بالحقيقة منذ ان قال لها قمير بامر الزواج وهي متوترة وحالتها غير الحالة واعصابها تالفة وهي تفكر هل قال حديثه بجدية ام كان كـ مجرد هراءا ؟


لكن رغم انشغال عقلها بهذة الافكار ، ايضا قامت بتجهيز كل شئ لتلك الليلة المميزة


علي الساعة الثامنة كانت تخرج لهم بصحون محملة بالوجبة الجديدة التي قامت بطهيها

خرج صوت والدها اول فردا:-

_اوعي تكون زي اكلة المرة اللي فاتت ؟

قالت بثقة وهي تغمز له:-

_لا متقلقش المرة دي امان

تدخلت والدتها كعلقة:-

_المرة اللي فاتت قولتي كدا ومحدش عرف ينام من الاسهال

تنحنحت بأحراج ولم تتحدث


وزعت عليهم الاطباق ، بتوجس قرب كل منهم معلقة محملة بالصنف لفمهم وتذوقها بقلق

لحظات وبدأوا بمضغها بتلذذ ، خرج صوت والدها فورا سائلا:-

_متأكدة انك انتي اللي طابخة

ردت بتوجس:-

_ايوة والله انا ، وحش ولا اية ؟

قال اخيها مادحا:-

_وحش اية بس ، دا انتي غليتي الشيف بوراك التركي

والدتها بتسأل:-

_انت جربت اكله علشان تقول انها احسن منه ؟

شقيقها:-

_لا بس...

قاطعه والده:-

_بس اية ؟ بتفشر كدا عيني عينك ، عايز ترفع من معنويات اختك عن طريق نزول مستوي طباخ عالمي ليها ومقارنتهم ببعض

تنحنحت هدير رادفة:-

_ابـا الحاج لاحظ ان كلامك جارح


كاد يتحدث لكن صوت رنين الجرس قاطعه ، نهض اخيها عن مقعده وتوجه لـ الباب ليفتحه ، وجد امامه قمير بيده باقة من الزهور الحمراء !

ناظر الزهول بتعجب وثم نظر له ، لكن رغم هذا افسح له المكان ليمر وهي ينطق:-

_اتفضل ياقمير..


عندما استمعت هدير لصوت طرق علي الباب منذ البداية دخلت غرفتها سريعا وارتدت حجابها ثم عادت ، مع وقت خروجها كانت قمير يدخل لغرفة الصالون

اصطدمت عيونها بعيونه وبـ باقة الزهول نظرت له بتعجب وعدم فهم 

فغمز لها بالخفاء بعبث ثم دخل لـ الصالون .. !


فعادت هي لغرفتها مرة اخري والفضول يكاد يعصف بها وهي تتساءل ، تري لما جاء ؟

أيعقل ليقوم بخطبتها ؟ 

...............

_منار ..


صوت شعار علي هاتفها جعلها تترك ما بيدها وتتجه له لتفتحه ، وجدت ان الشعار يعطي انذار بوصول رسالة ، فتحت برنامج " الواتساب " المبعوثة من خلاله الرسالة

فوجدتها من اسلام .. !


كتب اسمها وفقط ، ردت هي بتلهف:-

_نعم 

تأخر بالكتابة ، مكتوب من اعلي الشاشة " يكتب الان " لكنه لم يرسل لها اي شئ ، يبدو انه متوتر يكتب ويحذف ، تعصف به افكاره وتخيلاته !!

بالاخير كانت محتوي رسالته:-

_انتي فعلا متقدملك عريس واحتمال توافقي ؟!

لم تعرف بماذا ترد ، يهتم بأمر العريس ونسي ان يتحدث بأمر الرهان والاهانات التي قذفها بها قبل مغادرته ؟

لم تستطيع ان تتمالك ذاتها وهي تكتب له:-

_انت بس هامك موضوع العريس بجد ؟


قرأ الرسالة ولم يرد ، فتابعت تكتب كل ما يضيق علي صدرها ويخنقها ، يربكها ويخلل بتوازن ايامها ، يحزنها ويفقدها نفسها بالتدريج:-

_انت لية مُصر تعطي لحياتنا مصطلح الغموض والقصة مش مستهالة ، الخوف من المستقبل من غير سبب ، ذنبي اية انا افضل خايفة من انك تختفي فجأة ، ذنبي اية استحمل كل انفعلاتك بدون حتي شكر ، انت كل مرة بتبعد اول ما بتفتكر الماضي او بتحصلك حاجة شبه اللي حصلت زمان ، بتخاف فبتبعد وتهرب ! انا ذنبي اية تهيني وتهزقني قدام ناس كتير وتختفي وعايز لما ترجع وتسأل ارد عليك بكل بساطة .. !


ارسلت الرسالة وعادت تتابع:-

_انت اناني يااسلام جدا ، للاسف كل الرجالة انانية مش انت بس ، بس احنا خلينا فيك دلوقتي ، انت شايف نفسك الوحيد اللي اتلعب بيه ، الوحيد اللي اتخان ، الوحيد اللي اتصدم ، عايز تحس من كل اللي حواليك انك محور الكون بالنسباله ، لية ؟ لما عملتلي دعوة لجروب كدا ، مكنش بينا اي كلام غير صداقة ، كنت حاسس بحبي ليك فضفتني مخصوص علشان توريني اني مش بس اللي حباك واشوف كل البنات اللي بتكتب تعليقات علي صورك هناك ، ضفتني علشان اعرف انك مرغوب ومحسش في يوم اني كتيرة عليك .. عملت حسابك لـ الظروف رغم انك مكنتش لسة حبيتني ، ماري كانت ممكن تكمل معاك لو معاك كلية بس انت ممعكش وكنت وقتها فقير ، دلوقتي كنت مش معاك كلية بس غني ومعاك فلوس فـ حبيت توريني انك احسن مني واني لو جيت يوم وعايرتك بحوار التعليم مش هتتأثر زي زمان لانك بقيت غير


ارسلتها واكملت بوجع ظاهر من حروفها:-

_متعرفش اني حبيتك من غير تفكير في دا كله ، متعرفش اني حبيتك لانك اسلام ، اسلام اللي كان قوي وضعف وقويِ تاني ولو ضعف هقف معاه لحد ما يقوي ، حبيتك لاني منار مش ماري ومش بفكر زيها ، حبيتك مش لشكلك ، حبيتك لشخصيتك ولانك تستاهل الحب ، حقك تخاف بس مش من حقك تبعد وترجع وتهرب وقت ما تعوز ..


دقائق كثيرة مرت ولم يرد ، تعلم انه قرأ رسائلها وهذا يكفيها ..

                الفصل السابع عشر من هنا

لقراءة الفصول اضغط هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close