أخر الاخبار

رواية بقلبي اراك فرعونا الفصل والتاسع والعاشر بقلم زينب سمير

رواية بقلبي اراك فرعونا

 الفصل والتاسع والعاشر 

بقلم زينب سمير

" قد نحب بسبب كلمة ، همسة ، لمسة ، وقد لا نحب بعد عمرا من الغزل اللاحقيقي ودهرا من الهدايا الفارغة ، الحب ياتي دون سابق انذار ، تلك هي الحقيقة الوحيدة المعروفة عنه "


هذا ما صبرت منار به قلبها ، احبته بدون سبب ، رأت فيه رجلا نال علي رضاها ورضي قلبها ، فوقعت بحبه رغم بُعد المسافات عنه .. ارسلت له رسالة محتواها:-

_عندك مسابقة انهاردة ؟

اجابها بنبرة عادية:-

_اها علي الساعة تسعة كدا

بتعجب ردت:-

_محسسني انك رايح تلعب جيم طاولة ، مش رايح تلعب مسابقة حرة ممكن توصلك لـ الموت !


نطقتها بالفعل بتعجب بيّن ، فما علمته عن عمله انه يملك احدي اكبر المراكز الرياضية بـ باريس ، وانه يمارس الرياضات العنيفة ويشارك بتلك المشاركات الخطيرة

اضافة لهذا عمله بشركة خاصة ، له هو وحسام

يترك همها الاكبر لحسام في بعض الاحيان لانشغاله بمسابقته لكن هذا لا يمنع انه يراقبها دوما


رد عليها:-

_كل الحكاية اني بروح المسابقة وانا مش خايف من حاجة ، معنديش اللي اخسره ، او الشخص اللي باقي عليه وعايز اعيش علشانه ، انا ببقي رايح وبتمني اني فعلا اموت

بعثت له بضيق:-

_بس دا اسمه انتحار ، يعني حرام

رد بعبارة واحدة:-

_متخفيش دا كان زمان ، لكن دلوقتي انا فعلا مهتم اني اعيش ..


لما ياتري !

لما ياتري هو يريد العيش ويريد ان يحافظ علي حياته من جديد !

.........

دخلت والده نهي لغرفة محمد ابن شقيقتها المتوفاة ، هتفت بسعادة وهي تمنحه قطعة من الملابس ليراها:-

_اية رأيك ياحبيبي في جاكت البدلة دا ؟

نظر له بلامبالاة ونطق:-

_حلو

سحبته من يده واكملت بسعادة وهي تستعد لتغادره:-

_جبته نبيتي علي لون فستان نهي ، علشان تبقي مطقمين مع بعض يوم كتب الكتاب


اؤما بنعم بدون صوت فتركته وغادرت

عاد برأسه للخلف وتنهد بحرارة 

ماذا عليه ان يفعل بالله ؟

هو تائه بين قلبا يحبه وامرا يريد تنفيذه


بالله ياامي ماذا رأيتي في نهي لتجعلي وصيتك ان يرتبط اسمي بها !


الخطأ خطأه ، هو الذي لم يبلغها بحبه لاخره ، بتعلقه بأخره وان هناك من تنتظره منذ زمن ، هو المخطئ الوحيد

سامحيني يانهي ، سامحيني ياهايدي


لكن انكسار القلب هل يلتئم بمجرد كلمات المسامحة !

.........

جلست منار علي سور شرفة غرفتها وبيدها كوبا من النسكافية ، باليد الاخري كان معها شطيرة من الجبن ، قضمت من شطيرتها قضمة وقالت لهايدي التي كانت تمسك بيديها نفس كوب النسكافية والشطيرة:-

_هـدير باعتنا

نطقت هايدي بحزن وهي ترتشف رشفة من كوبها الخاص:-

_علي الاقل بتحارب علشان توصل لحبها مش زينا

رمقتها بنظرة ساخرة متألمة وتابعت:-

_واحدة متخزوقة والتانية حبيبها مش عارف بمشاعرها اصلا

منار بضيق:-

_اسلام عارف بس بيتجاهل

هايدي بضحكة سخرية:-

_ماكدا انيل يامنيلة ، ياريته مكنش يعرف علي الاقل كرامتك تبقي محفوظة

تنهدت منار وحاولت ان تغير مجري الحديث:-

_طيب انتي هتعملي اية ؟

لم ترد ، اكلت اخري قضمة من شطيرتها ورشفت اخري رشفة ونهضت عن السور الذي كانت تجلس عليه توجهت بخطواتها لخارج الشرفة ، متجهة نحو غرفتها 

وقفت علي باب الغرفة وقالت بهدوء:-

_مش هعمل حاجة ، قولتلك كنت حاسة هنبعد وادينا بعدنا اهو

_مش هتحاربي زي هدير ؟

نطقت بجمود عكس ما يعتلي قلبها من آلم:-

_محمد ميستهلش اعمل حاجة علشانه زي قمير 


قالت تلك الجملة واختفت من امام ناظريها

امسكت منار هاتفها المغلق ونطقت بعدما تنهدت تنهيدة عالية:-

_اتمني متخلنيش يوم اندم اني حبيتك يااسلام

..........

_انا راجع مصر


قالها اسلام بعدما دخل لاحدي الغرف ، كان جسده يتصبب عرقا نتيجة لـ المجهود الذي بذله منذ لحظات ، لكن بالنهاية انتهت المسابقة بفوزه المعتاد


قال حسام بزهول:-

_بتقول اية ؟

اسلام بملامح عادية:-

_نازل مصر ، الصفقة المهمة اللي بتقول عليها هنزل انا امضيها هناك وانت خليك هنا

حسام:-

_بس انت مبتحبش تروح مصر غير للضروريات القوية اوي

ربت علي كتفه ناطقا:-

_ما الصفقة من الضروريات برضوا ، وكمان علشان تبقي مع جاسي في وقت المسابقة

ضحك بسخرية عندما جاءت سيرة تلك المسابقة


مسابقة اجمل سيدة فرنسية ، ملكة جمال فرنسا 

هي تستحق ان تكون ملكة جمال فرنسا كما هي استحقت ان تبقي ملكة قلبه ، لكنها في طريق حصولها علي اللقب

كانت تخسره تدريجيا ولا تدري ذلك...


علق بلامبالاة:-

_جاسي مش محتجاني ، الصفقة اهم

جلس اسلام امامه وهو يردد بنفي:-

_بالعكس محتجاك واوي كمان ، محتاجة تشوف اهتمامك بيها وتشجيعك لـ اللي يتعمله 

جاء ليعترض فقاطعه مكملا:-

_لو لقيتك مهتم باللي بتحبها هي ، هتعمل اللي عايزه ، هتلاقيها بتفكر في الحمل علشان تفرحك زي ما اهتمامك ليها هيفرحها

حسام بأحتجاج:-

_اسلام....

عاد يقاطعه:-

_حسام انتي اناني ، اناني اوي كمان ، هي ضحت بسببك بحاجات كتير اول ما عرفتك بطلت تشرب سجاير وخمرة وحاجات كتير ، قطعت كل علاقتها بأصحابها الشباب ، لقيتك رغم دا كله مش مرتاح حاولت تعمل الافضل فـ قرت عن الاسلام وعجبها واقتنعت بيه واسلمت علشانك برضوا

بتسيب حاجة ورا حاجة علشانك وانت مضحيتش ولا مرة علشانها ، عارفة انك في اي وقت ممكن تقرر تنزل مصر وموافقة بكدا ، ضحيِ علشانها مرة بقي


تنهد حسام بشرود ولم يرد ، أهو اناني ؟ 

لم يتخيل ان يوجعه اللفظ الي تلك الدرجة عندما يُقال امام نصب عينيه هكذا


حاول ان يغير مجري الحديث ، فـ قال:-

_طيب هترجع مصر تعمل اية ؟

اسلام بتنهد:-

_زي ما قولت هشوف الصفقة وامي ياحسام ، امي وحشتني اووي 


اؤما بتفهم ولم يرد

فآلم الاشتياق عند اسلام وصل الي حد لا يوصف ..

.............

اغلق باب بنايته والتفت بنظره الي الجهة الاخري فوجد هدير تخرج ايضا من بنايتها والضحكة ترتسم علي وجهها ارتساما كبيرا ملحوظا وهي تتحدث علي هاتفها

ضيق ما بين حاجبيه بتعجب فقطعت هي خطواتها نحوه

حتي وقفت امامه ، اطلقت ضحكة عالية وانهتها بعبارة:-

_طيب بـاي دلوقتي وهكلمك بعدين


يبدو ان الطرف الاخر قال شيئا مضحكا اخر ، حيث ضحكت مرة اخري ضحكة واسعة جميلة 

اغلقت الهاتف اخيرا ونظرت له ، جاء ليتحدث فقاطعته هي:-

_طنط فوق ، صح ؟

اؤما بشرود ، فكادت تتركه وتتجه لـ البناية

فخرج سؤاله بدون وعي:-

_كنتي بتكلمي مين ؟

وقفت ونظرت له بتعجب سأله:-

_أفندم ؟

نظر قمير لها وقال سريعا:-

_مفيش ، بقولك ماما مستنياكي فوق


حركت رأسها علامة حسنا وتركته والتفتت برأسها لـ الناحية الاخري ، وقد ارتسمت علي مبسمها بسمة خبيثة سعيدة


اما هو...


فأكمل طريقه بعقل يكاد ينفجر من التفكير 

من هذا الذي كانت تحادثه وهي تضحك الي تلك الدرجة ؟

ما الذي قاله بحق الله لتضحك هكذا ؟

بالاخير ، هل هو السبب الذي يجعلها تتزين لاجله الي تلك الدرجة ؟

فملابسها بتلك الايام باتت باهرة ، تسرق لبه بكل سهولة وتعجب عينيه بشدة ...!!

.............

اطلقت هايدي ضحكة عالية وهي تغلق هاتفها ، نظرت لها منار بضحكة هي الاخري ناطقة:-

_البت هدير هتجنن قمير والله

هايدي بسعادة:-

_يستاهل

صمتت واكملت بغل:-

_الرجالة معيزاش غير الحال المايل علشان تتعدل 

طالعتها بعيون مفكرة ثم قالت بخبث:-

_طيب ما نجرب نفس الحوار مع محمد

طالعتها بعدم فهم ، جاءت منار لتكمل لكن هايدي قالت بنفي:-

_ولا هنجرب ولا هنعمل ، انا قولتلك حكاية محمد خلاص وقفت علي كدا

منار:-

_يابنتي

قاطعتها بجدية:-

_منار لو سمحتي ، محمد كان صفحة واتقطعت من حياتي خلاص

تنهدت بقلة حيلة ناطقة:-

_يعني مفيش امل !

_مفيش امل..


أيعقل ان تنتهي تلك القصة بكل تلك السهولة ! حب سنوات ينتهي بكلمات وعبارات ! أسعيدة هي وتعلم انه سيتزوج غيرها ! أسيسعد هو وهو يعلم انها يوما ما ستتزوج غيره !


أيعقل ان تكون نهاية الحب هكذا دوما ؟! 

قاسية .. مؤلمة .. موجعة 

نهايته دوما هكذا تكون مأسوية !

.........

يوم وصول اسلام لمصر ، هو يوم كتب كتاب محمد ، هو يوم الاحلام بالنسبة لجاسي ذلك اليوم الذي ستعقد فيه مسابقة " ملكة جمال باريس "


وذلك اليوم هو غدا ....


بقلبي أراك فرعونا :-

_ الفصل العاشر _


احيانا تتعلق احلامنا وامانينا ، احزاننا واواجعانا علي دقيقة من الوقت ، ننتظر يوما لتتغير حياتنا بعده وتنقلب رأسا علي عقب ، اليوم .. يوم التغيير في حياتهم 

يوم بداية ونهاية ، لمن البداية ولمن النهاية ؟! بداية حزينة او سعيدة ؟! نهاية سعيدة او حزينة ؟!

حقا لا نعلم ، لا نعلم لمن الحزن ولمن السعادة 

فبالنهاية لا ننسي ان العلم ، علم الله...


وقفت جاسي مع زوجها حسام امام اسلام في ارض المطار ، نطقت بعربيتها المتقطعة:-

_اسلام حبيبي ادعيلي بالطيارة بليز

تدخل حسام بسخرية:-

_حبيبي ! طرطور انا قدامك صح

نظرت له مصححة:-

_لا حبيبي انت طرطور لا ، انا بقول كدا لان اسلام حبيبي

ضربت علي جبهتها مصححة:-

_اقصد حبيبي اخويا يعني

ضحك اسلام هاتفا:-

_جاسي متتكلميش احسن ، علشان حسام ميشطش 

نظرت جاسي لحسام هاتفة بنبرة ذات مغذي:-

_متقلقش اسلام ، حسام مش زعلان هو مش مهتم بيا خالص اصلا

نظر حسام لها من طرف عينيه ولم يتحدث ، يعلم انه يقصر بحقها كثيرا ، وانها تشعر بتجاهله نحوها وتفسره علي انه بات لا يحبها ولا يغير عليها حتي

لكنه قرر ان يثبت لها العكس قريبا ، قريبا جدا


ارتفع النداء يطالب المسافرون المتوجهون لـ القاهرة بأرض مصر بالتجهز ، فالاقلاع قريبا 

اقترب اسلام يحتضن حسام ، همس بأذنه بخفوت:-

_اهتم بيها شوية ، البت قربت تطق يازفت وصدقني الست اول ما بتطهق هتبقي نكدية مية في المية وهتحس انك متجوز مصرية برضوا

هتف حسام ممازحا:-

_يعني انا هربت من بنات مصر ونكدهم علشان اقع في النكد الاجنبي ، ما نكد بلادي كان اولي

ضحك اسلام وقال:-

_يعني تقدر تبدل جاسي بغيرها معقول

رمقها بنظرة حب صادقة واجاب بصدق:-

_مقدرش الحقيقة ، جاسي مفيش منها اتنين

ابتسم ولم يعلق ، سلم كذلك علي جاسي ثم تركهم واختفي وسط المسافرين


بعدها غادر حسام وجاسي من ارض المطار ، ذهبت جاسي لحيث الموقع التي ستقام فيه المسابقة

وبدأت بالتجهز....

.................

كان منزل محمد تتجهز فيه الاحتفالات علي قدم وساق ، والدة نهي تتحرك بالمنزل كالمكوك ، والسعادة مرتسمة علي ملامحها بشكل واضح ، استسلم محمد للامر الواقع 

كان يتحرك ك الآلة ، قرر انه سيغلق قلبه بعد اليوم ، لن يجعل هناك مجالا لـ التفكير بهايدي ، لكن لانها تستحق منه التضحية قرر ان يغلق قلبه كذلك عن حب الغير

تلك العروس لن يفكر فيها ك حبيبة ابدا ، مهكا تطلبت منه ان يفعل .. لن يفعل

سيقدم الاحترام ، الراحة ، والاهتمام

لكن اكثر من هذا لا تنتظر ، كي لا تشقي وتنتظر بلا امل


ناوله قمير " ماكينة الحلاقة " وهو يقول بأعتراض:-

_انا مش موافق علي اللي بتعمله دا علي فكرة

لم يرد عليه ، فأكمل قمير:-

_انت علشان تنفذ وصية هتدمر تلت قلوب ، لا انت هتحيا بسعادة ولا هتعرف تسعد نهي وخلاص هايدي اتدمرت


كان يحاول ان يمنع نفسه من السؤال عنها منذ ان حدثها اخر مرة ، لكنه لم يستطع ، باح بما يجول صدره:-

_متعرفش اخبارها اية ؟

قال قمير بتلاعب:-

_مين دي !

ناظره بغيظ ولم يتحدث ، فقال قمير:-

_اها قصدك هايدي

اؤما بنعم بتلهف ، فقال:-

_انت عارف ان هدير بتزور ماما دايما وتساعدها صح !

اؤما بنعم وهو يريده ان يكمل حديثه بسرعة ، فقال الاخر بكل تمهل:-

_وانا مش دايما بشوفها ، وقليل خلاص لما بشوفها

طالعه بغيظ صائحا:-

_ما تتكلم وتخلص يازفت

ضحك قمير متابعا:-

_المهم يعني الايام دي الصدف بتجمعني كتير مع هدير في البيت


كاذب ، نعم كاذب

فهو من يقتنص تلك الصدف ليراها ، مرة يتحجج بنسيانه لاوراق عمله ، مرة يتحجج بأنه لن يقابل اصحابه ويأتي مبكرا ليقتنص منها بعض النظرات والكلمات ، مرة يتحجج بأنه لن يذهب للعمل من الاساس فقط ليبقي معها

فهي بتلك الايام ، تشغله 

تشغله جدا ، تشغل تفكيره وعقله ، ويريد ان يعرف ما سـر جمالها الزائد تلك الايام


فاق علي صياح محمد:-

_بعدين يازفت

قمير:-

_سمعتها بتكلم هايدي وبتقولها معقول محمد مبقاش فارق معاكي ، هي كانت بتعمل شاي وفاتحة الاسبيكر فردت هايدي

تنحنح واكمل:-

_قالت انك متستهلش انها تفكر فيك وانك مبقتش فارق معاها 

اصابت الصدمة ملامح محمد ، أنسته بتلك السرعة بعد سنوات من الحب ؟!

اكمل قمير:-

_احم وانك مش راجل ومش قد كلمتك واكيد بعادها عنك دا الاحسن ، وانك كويس انك ظهرت علي حقيقتك بدري بدري وبعدت بدري 


قال بشرود:-

_بجد !

اؤما بنعم بحزن عليه ، فأؤما بصمت ولم يتحدث

بالاضافة الي كل آلامه ، حبيبه قلبه تراه خائنا ، لا يصون العهد ، لا يصلح ان يستحق كلمة رجلا....

.............

كانت عيون اسلام مغلقة يحاول ان يرخي ملامحه وينام حتي تصل الطائرة ، حاول ان يشغل عقله بأي شئ ، فهو معتاد كلما كثر تفكيره ، رأسه بالتدريج تغوص بالنوم ، لكن عقله رفض النوم ورفض التفكير في ما يريد واختار هو الذكريات التي يريدها

عقله ذهب بأفكاره وذكرياته لناحية اخري ..


ذهب لماريان وذكريات الماضي...


بعثت رسالة له مضمونها:-

_اسلام انا فرحي علي ايمن يوم الخميس الجاي ، هيكون في قاعة " ....... " تعالي واقف جنبي ، انا بعتبرك زي اخويا ووجودك هيفرق معايا جدا


كانت كلمات قاسية ، في غاية القسوة علي قلبه ، لم يصدق عيونه وهو يقرأ رسالتها

رد بأستنكار:-

_اخ ، وفرح .. انتي بتقولي اية ياماريان

ردت بوقاحة:-

_بعزمك علي فرحي

رن عليها فأجابته وجاءه صوتها البارد:-

_نعم

نطق بتوهان:-

_طيب وانا ياماري ؟!

يبدو انها كانت مجهزة للرد منذ فترة حيث سرعان ما اجابته:-

_انت اتقدمت ومحصلش نصيب وبابا رفضك ، جه المناسب ووافق عليه

لم يكن ليستوعب حديثها الفارغ هذا ، سأل بتوهان اشـد:-

_طيب وانتي ، انتي موافقة علي الكلام دا ، انا اصلا ازاي معرفش غير دلوقتي ، ماري انتي مستوعبة انتي بتقولي اية 

قالت بغرور:-

_ايمن غني وهيعرف يعيشني يااسلام ، انا هعمل اية معاك وانت محلتكش حاجة ومعندكش حتي وظيفة ثابتة ومش معاك شهادة ممكن تشغلك بعدين ؟ معقول فكرت اني ممكن انزل من مستوايا لمستواك ! انا اطلع لفوق ماشي لكن انزل لتحت لا

قال ببوادر بداية انهيار:-

_طيب وحبك ليا وكلامك ووعودك بأنك مش هتسيبيني 

قالت بقسوة شديدة:-

_كنت بتسلي 

هتف بعدم تصديق:-

_اية !

اكملت:-

_كنت بتسلي يااسلام ، شوية كلام حب وبتاع علشان الجو يحلي 

ارتفعت ضحكاتها الساخرة متابعة:-

_بس ياعيني انت كنت اهبل وبتصدق ، والله كنت بتصعب عليا بس اعمل اية انت ساذج واهبل والغلط غلطك 


تنفسه بدأ بالتعالي بأهتياج وعصبية ، قالت قبل ان تغلق:-

_يلا تشاو بقي يابيبي ، متنساش الفرح يوم الخميس علشان لو حبيت تيجي


واغلقت معه ، لم تلبث لحظات وكان قد القي هاتفه علي الحائط امامه بكل قوته وهو يصرخ بقوة ، راح يصرخ ويصرخ بكل قوته وبأقوي ما لديه من نبرات

وبعد تلك الليلة اختفي صوته لـ الابــد...


انتفض بعصبية اثر تلك الذكريات ، راح جبينه يتعرق بقوة اثر انفاعله وغضبه ، بات يشد علي مفاصله بقوة كذلك حتي برزت عروقه ، حالته كانت ستصعب وسينهار بقوة ك كل مرة يتذكر فيها ماري

لكن من افقا بعيدا تذكر منار ، تذكر حديثه معها وحوارتهم التي تدور بينهم

فبدون شعور منه هدأ تماما ، وهدأت ملامحه واستكانت ....!!!!

...............

كانت جاسي تجلس علي مقعدا ما وخلفها سيدة تقوم بتصفيف خصلاتها بأهتمام ، قطع قرأتها لـ المجلة صوت رسالة علي هاتفها ، امسكت الهاتف من علي الطاولة المجاورة لها وفتحتها

فوجدت ان الرسالة من حسام محتواها

" انا واثق انك تستحقي لقب اجمل ملكة جمال في العالم مش باريس بس ، انتي ملكة قلبي وانا واثق انك تستاهلي اللقب دا ، ان شاء الله تاخديه "

ونهاية الرسالة وضع قلبا احمر


بعد ان كانت ملامحها باهتة ازدهرت فجأة واتسع مبسمها ببسمة جميلة واسعة ، لم تستوعب الرسالة حتي دخلت احدي الوصيفات وبيدها باقة من الورود البيضاء المفضلة لها ممزوجة ببعض الورود البنفسجية 

امسكت الباقة وغمرت وجهها فيها بسعادة تستنشق رائحتها بنشوة ، وجدت ملحوظة فيها

فتحتها فوجدت مكتوب فيها

" انتي الافضل حتي وان لم يري العالم هذا ... حسام "


يقصد بكل هدوء انها وان حتي لم تحصل علي اللقب فهو يراها تستحقه ، وانه سيكون فقط سوء حظ لا اكثر ، فهو يراها الافضل ، الافضل وفقط

وبعد رسالته وزهوره

حقا لم تعد المسابقة مهمة بالنسبة لها ، اهتمامه هو فقط غمرها بشعور اخر ، شعور كانت قد تناسته منذ فترة لتجاهل حسام لها

شعرت انها مهمة بالنسبة له ، محبوبة ومازال يتذكرها

ومازال يحبها .. !!


ستنجب طفلا ، بالله ستنجب طفلا بعد تلك المسابقة

.............

كان المأذون يجلس بالمنتصف علي احدي جانبيه محمد وعلي الاخر عم نهي ، كان محمد ينظر للارض بوجهه لا يوجد فيه تعابير 

كانت والدة نهي تطلق الزغاريط من وقتا لاخر ، اما نهي فكانت تطالعه بنظرات فاحصة هادئة ، كانت تراقب كل رد فعل يصدر منه وكل تعبير من تعابير وجهه المتألم


كان يردد خلف المأزون كلماته بشرود ، عندما نطق المأذون قائلا:-

_قل .. قبلت بها زوجة 

صمت محمد وصمت الجميع ليستمعوا لـ رده ، راحت نظرات الجميع بعد ذلك تتبادل فيما بينهم بتساءل وهم يرون تأخره هذا بالايجاب

عاد يقول المأذون:-

_قول يابني ، قبلت بها زوجة


رفع نظره ونظر لها وللمأذون بعيون شاردة


ثم....

                    الفصل الحادي عشر من هنا

لقراءة الفصول اضغط هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close