أخر الاخبار

رواية بقلبي اراك فرعونا الفصل الحادي عشر والثاني عشر بقلم زينب سمير

رواية بقلبي اراك فرعونا 

الفصل الحادي عشر والثاني عشر

 بقلم زينب سمير

يوم نهاية البداية ، هو بداية نهاية اخري !..


تطلع لـ المأزون ونهي بنظرات دامعة ، ابتلع ريقه الذي غاص في حلقه بصعوبة ، تطلع لنهي بتركيز لكنه لم يراها .. 

رأي فيها هايدي ، تطالعه بدموع وحزن ، آلمه قلبه فـ تجلط لسانه عن الحديث ، كانت نهي تراقب تعابيره بتفحص ، ابتسمت بآلم وهي تري تعبه وارهاق تفكيره الواضح

نهض فجأة فنهضت معه ، نظر لها بدموع وخرج صوته مختنق:-

_اسـف يانهي مش هقدر

لم تتحدث ، تعالت همهمات البعض والبعض الاخر راح يتابع المشهد بصمت ، قالت والدة نهي بدهشة وهي تقترب منه:-

_انت بتقول اية يامحمد

تطلع لها بدموع اغزر ناطقا:-

_سامحيني ياخالتي مش هقدر ، مش هقدر اسعدها ولا احبها صدقيني

قال عم نهي بأستنكار:-

_وانت جاي تقول الكلام دا ليلة كتب الكتاب

تدخل المأذون رادفا:-

_ربما رأي في البعد خيرا ياجماعة ، خير انه فاق بدري

عم نهي بغضب:-

_دي سمعة بنت ، هو شكله اتجنن

محمد:-

_ربنا يعلم مفيش في اخلاق نهي بس صدقني قلبي مش ملكي ، في غيرها مالكة قلبي ، مش هقدر 

خرج صوتها من بين شفتين باسمتين بوجع وآلم:-

_روحلها يامحمد

نظر لها بأعتذار . فتابعت:-

_انا مسمحاك ، روحلها

صاحت والدتها بغضب:-

_انتي بتقولي اية ، انتي اتجننتي انتي كمان

نهي:-

_ماما لو سمحتي ، اللي بنعمله دا الصح


لم يستمع لحديثهم ، فقد تركهم بالفعل وغادر ، عريس هارب من ليله عقد قرأنه بموافقة عروسه !

ياله من حدثا عجيب


كان السعيد بتلك الليلة هو قمير ، فهو يعلم ان كان تم هذا الزواج لكانت ستأتي بعده المصائب تباعا

والاحزان والاوجاع تباعا 


خرج اسلام من ارض المطار وحقيبته علي كتفه القاها علي الارض ، فتح يديه بوسعهما في السماء ، اغمض عيونه وقال بحنين صادق:-

_وحشتيني يامصر


رغم الوجع ، رغم الآلم ، تبقي الارض هي الام الثانية لـ الجميع ، امسك حقيبته واوقف اول سيارة اجرة قابلته ، طلب العنوان وعلي مبسمه ظهرت بسمة حماس وحنين لاهل مصر ، بسمة حقيقية جدا .. !!


_هايدي ، تليفونك عمال يرن من الصبح ما تردي يازفتة


صرخت منار بالجملة وهي تضع وسادة اعلي رأسها ، جاءها صوت هايدي:-

_انا باخد شور ، شوفي انتي التليفون ، ممكن تكون هدير

تأففت منار ونهضت عن مكانها بضيق ، توجهت لفراش هايدي الملقي عليه هاتفها بأهمال امسكته وقرأت الاسم

نطقت بتعجب بصوت مرتفع:-

_محمد بيرن

جاءها صوت هايدي الجامد:-

_اقفلي في وشه

فعلت امر الصامت ولكنها لم تغلق

انتهي الاتصال وجاء اخر ، تنهدت وهي تضعه علي نفس الوضع الصامت ، لكنه لم يصمت ظل يرن ويرن

اخيرا اجابته بضيق:-

_في اية يامحمد رن رن رن ، ما دام مردتش افهم انها مش عايزة تكلمك ياخي

قال بسعادة:-

_منار انا لغيت كتب الكتاب

صاحت بزهول:-

_بتقول اية ؟

سـرد عليها الامر سريعا وعيونها كانت تتسع تباعا ، قالت بأستنكار بعدما انتهي من سرد ما حدث:-

_انا بنت زيي زي نهي يامحمد ، الموقف مرضاش يحصلي ولا يحصل لُ احبابي وكذلك مرضهوش ليها

تنهد هاتفا بضيق من نفسه:-

_والله انا كمان زعلان بس هي كمان وافقتني 

قالت بالاخير:-

_ياريتك كنت عقلت قبل الليلة دي ، بدل اللي حصل دا

قال بقلة حيلة:-

_اللي حصل بقي

صمت وعاد يقول بحماس:-

_المهم ، قولي لهايدي اني جايلها في الطريق


وبالفعل كان ركب سيارة لتقطع المسافة من سوهاج الي اسيوط !!

...............

كانت الاسئلة تتدافق علي جاسي بكثرة ، راحت تجاوب عليها هي بكل لباقة والبسمة علي وجهها ، كانت ملامحها جميلة وزاد من جمالها تلك المساحيق التجميلية التي وضعتها عليها الخبيرة بعناية ، ملابسها كانت من مكانا فخم كذلك تسمت بالبساطة والرقي بـ آن واحد

بوسط الحشود رأت حسام يجلس ويراقبها مبتسما ، زاد وجوده من ثقتها بنفسها ، فأتسع مبسمها اكثر ، راحت كذلك تتحدث بلباقة وتجيب بأجابات افضل


بعدما انتهت من الاجابة علي اسئلتها اختفت من المكان ، كذلك التصويت راح يبدأ

لحظات ولحظات في غاية التوتر كانت تمر علي الجميع

كانت اكثرهم توترا هي جاسي ، فكان حلم حياتها ان تحصل علي ذلك اللقب ، منذ زمن وهي تحلم به


بعد مرور وقت كبير ، وقفت مقدمة المسابقة علي حلبة المسرح ، راحت الكاميرات تلتقط لها الصور وهي تتحدث بلغة فرنسية مطلقة:-

_ملكة جمال باريس اليوم استحقت لقبها بكل جدارة ، امتلكته لتواضعها وجمالها ورقيها ، كان اعلي توصيت لها هي وفقط ، لم يكن هناك حتي منافس لتنافسه 

ملكتنا اليوم هي...


صمتت وتطلعت لمجموعة من الفتيات المشتركات كانت من بينهم جاسي ، خرج صوتها اخيرا:-

_جاسمين الشناوي


فالشناوي كان لقب عائلة حسام واخذته هي بعد زواجها منه ، ارتفع التصفيق والصياح وقف حسام وراح يطلق عدة صفافير وهو يصيح:-

_مراتي ، مراتي 


ومعها جسده كان يهتز بسعادة وفرح ...


وقفت جاسي وبيدها الميكرفون ، امسكته بيد وبالاخري كان يوجد فيه تمثال صغير للغاية شفافي ، في غاية الجمال والروعة ، ابتسمت وهي تتطالع الجميع

ارتكزت عيونها علي حسام خصيصا ، ابتسم لها بتشجيع فبادلته البسمة بأخري واسعة ، قالت اخيرا بلغة عربية متقطعة ، رفضت ان تتحدث بالفرنسية:-

_بشكر كل واحد ساعدني وحمسني علشان ادخل بالمسابقة ، اشكر اخي اسلام ، شجعني كتير في اوقات كنت فيها بضعف ، كنت ما بلاقي التشجيع الا منه بالحقيقة ، بس اليوم جوزي كمان شجعني علشان كدا الهدية دي مش بس ليا ، هي كمان له هو ولكل مشجع ، كلنا ملوك جمال بقلوبنا وبس والله ، الشكل ما بيكفي ابدا ليثبت جمالنا 


نطقها لـ اللغة العربية بوسط ذلك الحفل اشعل الموقف ، زادت اضاءات ولقطات الكاميرات ، صاحت صحفية ما:-

_اذن خبر اسلامك صحيح

اجابت:-

_نعم ، انا مسلمة متزوجة مسلم وفخورة بديانتي وبلغتي العربية كتير 

..............

استغل قمير الامر ، حيث بعدما غادر محمد باتجاة اسيوط توجه هو نحو منزله سريعا ، كان متأكدا من انها ستكون بالمنزل بذاك الوقت ، تأكيده لم يخيب ، حيث وجدها مع والدته القعيدة يتسامرون معا ، اقترب يقبل يد امه

فحركت يدها بين خصلاته بحب وهي تسأله:-

_كتبوا الكتاب يابني ؟

تطلعت هدير له بأهتمام بعد هذا السؤال ، فقال وهو يطالعها بنظرات ذات مغذي:-

_لا 

اتسعت عيونها ذهولا وابتسمت بتوسع ، حاولت ان تخفي الابتسامة وهي تقول بحزن مصطنع:-

_مكتبوش ، لية طيب ؟

طالعها بمكر وهو يرد:-

_في حد كدا عيونه عسلي بصلهم في كتب الكتاب

رمشت ببراءة عدة مرات وتجاهلت اشارته لـ لون عيونها ، راحت تراقبهم والدته بخبث ونظرات تمني بأن يحدث ما تريد ، هتف هو متابعا:-

_قال انه بيحب واحدة كدا...

قالت باندفاع:-

_هايدي 

سارعت بوضع يدها علي فمها وصمتت ، فاكمل هو مبتسما:-

_سافر ليها دلوقتي علشان يقابلها

صاحت بحماس وشغف:-

_بجد

نهضت عن مقعدها وهي تكمل:-

_انا مبسوطة اووي 


واختفت من امام عينيه بسرعة شديدة ، كي تغادر منزلها لتأتي بهاتفها التي وضعته علي الشاحن لتتملئ بطاريته ، وتتصل بهايدي وتري ماذا سوف يحدث..


هتف وهو يطالعها بشرود مبتسما:-

_مجنونة

................

طرقات علي الباب من يده جعلت قلب السيدة وفاء يهوي ارضا ، تعلم صاحب تلك الدقة الخاصة ، تركت اريكتها التي كانت تجلس عليها مع عائلتها واتجهت للباب وهي تقول بتلهف:-

_اسـلام

قال طارق ابنها الاخر بتعجب:-

_اسلام اية بس ياماما ! اسلام في باريس !

استعدت لتفتح الباب وهي تقول بتأكيد:-

_والله اسلام ، انا عارفة دقته


وسارعت بفتح الباب فوجدته بالفعل امامه ، شهقت عاليا وهي تلقي ذاتها بين احضانه باكية الاشتياق له ، فهي كانت تشتاق له لحد الموت ، كما يشتاق هو لها وربما اكثر

بادلها حضنها بالاقوي ، بكت فانزل هو دمعا اكثر ، كانت ترتجف واعصابه هو انفلتت ، ابتعدت اخيرا عنه تمسد وجهه بحماس تنطق بتلهف:-

_وحشتني ياحبيبي 


وراحت توزع علي وجهه قبلات الحب الامومي المفترقة علي كامل وجهه 


ابعدوه من بين يديها بصعوبة وراح يتناقل من بين حضن الي اخر ، الجميع السعادة تكاد تعصف به الي دربا من الجنون ، فتلك المفاجأة كانت اجمل ما حدث لهم منذ وقت طويل ..

...............

صاحت هايدي بأستنكار:-

_مستحيل انا قولت مستحيل ارجعله ولو حصل اية

منار:-

_يابنتي دا ساب البنت ليلة كتب الكتاب علشان خاطرك

قالت بأعتراض زائف:-

_مليش دخل انا مقولتلوش سيبها 

منار بنظرات ذات معني:-

_هايدي حركاتك دي مش عليا ، انا عارفة اللي فيها وعارفة انك كنتي بتطنطتي ورا الباب وانا بكلمة

تنحنت بحرج فتابعت منار:-

_فبلاش نلعبهم علي بعض ووافقي بقي وخلصوا علشان ندخل في حوار الزفتة التانية ونخلص منه

هايدي بتساءل حزين:-

_طيب وانتي ؟

منار ببسمة خفيفة ، وهي تحاول ان تغير مجري الحديث:-

_انا اية ! ما انا زي الفل اهو 

طالعتها بصمت ولم تتحدث ، فأكثرهم وجعا هي منار ، خاصة بعدما عرفت بعودته لمصر من حسام وهو لم يفكر ليخبرها بهذا بنفسه


حتي مكانه صغيرة في قلبه لها .. لم تحصل !


مازالت غريبة في عالمه ، مازالت غير مهمة في حياته ، مازالت قليلة في عينيه .....


بقلبي أراك فرعونا :-

_ الفصل الثاني عشر _


تمر الايام ك ربيع العام ! يبدأ وينتهي دون ان نشعر به تزدهر زهوره وتدبل كذلك دون ان نشعر ، تجري ايامه كأنها تتسابق وهكذا حياتهم هم .. دوما في سباق سريع


فات اسبوعين علي تلك الاحداث ، لم تحاول هايدي ان تعترض او تظهر الحزن فببساطة هو عاني ليعود لها ، كسر قلب فتاة وربما اصابها بالفضيحة ، حوار الوصية كان سيظل عائق في حياته لولا ان والدته جاءت له في منامه تخبره بأنها ليست حزينة من عدم تنفيذه لـ الوصية ، كذلك تتمني له السعادة .. !


لان هايدي جزء من مثلث يتكون من منار وهدير وهي ، عادت منار من اسيوط سريعا ، لتجهز معها التحضيرات اللازمة قبل موعد الخطبة 


مساء ذلك اليوم ، انتهوا الفتيات من التسوق ، كعادتهم توجهوا لـ الكفاتريا التي يفضلونها جلس كل منهم علي مقعد حول طاولة واحدة وطلبوا مشروبات لهم

قالت منار بسخرية:-

_محمد خلاص صفحة اتقطعت من حياتي

هدير بنفس السخرية:-

_لو حصل اية انا مستحيل ارجع

ناظرتهم بضيق مزيف ولم تتحدث ، فتابعت منار وهي تعود برأسها للخلف ضاحكة:-

_نسينا ان الورق بيرجع يتلصق بالسولتيب...


لم تكمل باقي جملتها ، فقد توقفت باقي حروف العبارة بحلقها ، توسعت عيونها بعدم تصديق وهي تنظر لـ طاولة امامهم

قالت هدير وهي تلكزها بيدها:-

_في اية يابنتي ، بتبصي علي اية ؟

لم ترد عليها وظلت تنظر لذلك الرجل الجالس امامها ، نعم لم يكن سوي اسلام ، هي رأت كثيرا من الصور له ، هو بذاته .. بجماله .. بشخصه ، اغمضت عيونها وفتحتها عدة مرات بعدم تصديق ، لكنه لا يختفي !

الي تلك الدرجة الظروف تخدمها ، الي درجة ان تجمعها به بدون ترتيب منهم ! كم ان القدر رائع


حانت من اسلام التفافه فوقعت عيونه عليها ، لم يراها من قبل ذلك ابدا فلم يكن يعرف ملامحها ، انزلت هي ابصارها سريعا ، لكن ظلت عيونه هو معلقة عليها 

يترفسها رفسا بالله ، عيونه ضاقت بتركيز وهو يراها امامه ويلمح توترها

شعر انها هي ، منار .. تلك الفتاة التي باتت تزور تفكيره جديدا وحديثا ، وتغزو افكاره


بالحقيقة اسلام دوما ما كان جريئا ، لذلك لم يترك الامر هكذا يمر مرور الكرام ، امسك هاتفه وطلب رقمها سريعا ..

...............

صاحت والدة نهي بغضب وهي تنظر لـ ابنتها:-

_خطوبته بكرة عليها يانهي ، يارب تكوني مرتاحة

تنهدت نهي وهي تجيبها:-

_ايوة ياماما مرتاحة وفرحانة كمان 

لكزتها بظهرها بقوة صائحة بنزق:-

_قوليلي جايبة برودك دا بس منين ، اللي مفروض يبقي جوزك من اسبوعين رايح يخطب غيرك بكرة وانتي ولا هنا


لا تعرف كيف تفهم والدتها شيئا ، انها لا تحب محمد ولا هو كذلك ، كان سيكون زواجا تقليديا سيفشل دون شك ، هو اخيها ، هي تعبره كذلك وفقط

لما والدتها لا تستوعب ذلك بالله !


نطقت اخيرا بنبرة لا تقبل النقاش:-

_ماما ، علشان نقفل الموضوع دا ، محمد ابن اختك يعني لازم تبقي معاه بكرة وانا بنت خالته وبمثابة اخته وهروح احضر بكرة ، نقفل ياريت الموضوع بقي ؟

رمقتها بشزر ولم ترد ، كذلك نهضت مغادرة غرفتها سريعا

قبل ان تخرج فيها كامل غضبها وحنقها 


فما حدث كان عيبا بالله

عيب ان ليلة عقد القرأن ينهي العريس الامر امام لفيفا من الحضور ، لما الجميع لا يتفهم حرجها وغضبها من هذا الموقف ؟!


دخل حامد لمنزله والغبطة تظهر علي ملامحه ، صاح بينما يستريح علي اول مقعد قابله:-

_ناهد ، ياناهد 

جاءت ناهد سريعا من المطبخ هاتفة:-

_في اية ياحامد ، بتنادلي بعلو صوتك لية كدا

قال بسعادة وهو يشير لها لتجلس بجواره:-

_عندي ليكي خبر حلو

ناظرته بفضول ممزوج بأهتمام ، تري ما هو ذلك الخبر ! هي لا تنتظر منه شيئا ، او لم تطلب شيئا كان صعبا لينفذه ! قطع حبل افكارها جملته:-

_منار متقدملها عريس...

................

ضغط علي زر الاتصال وعيونه معلقة عليها ، لحظات وارتفع صوت رنين هاتف بالمكان ، كان هاتفها هي ، نظرت لاسم المتصلة وبدون شعور رفعت انظارها لتنظر له ، ابتسم عندما نظرت له وتأكد انها هي

لم تعرف ماذا عليها ان تفعل ، قطع هو الاتصال لكي لا يحرجها


قالت هايدي بتسأل:-

_في اية يابنتي ، لونك مخطوف لية كدا ؟

اجابتها بتردد وهي تبعد عيونها عنه:-

_مفيش .. مفيش ، مش يلا ؟ علشان ننام بدري و نلحق بكرة اليوم من اوله 


ايدتها كلا من الفتاتين وبالفعل اسرعت هي بـ تجميع احتيجاتها من علي الطاولة بسرعة تحت انظاره المراقبة لها بتفحص


حقا لا يعلم كيف عرفها ، لكن قلبه دله عليها ، شعر انها هي ما ان وقعت عيونه عليها ... !!


بعدما وصلت لمنزلها ، غيرت ملابسها ودخلت اسفل غطاءها ترتعش اخيرا من التوتر ، أكان امامها حقا

يطالعها بعينيه ؟! كان حبيبها منذ لحظات يراها وجها لوجهه ! 

ياله من حظ وقدر في غاية الحسن

لم تتوقع حتي في احلامها ان يحدث هذا ، قطع افكارها صوت وصول رسالة ، توترت دون شعور قبل ان تمسك الهاتف حتي

شعرت انه هو الراسل


وبالفعل شعورها كان صحيحا حيث كان هو بالفعل المرسل ، فتحت الرسالة المبعوثة علي برنامج " الواتساب " 

لتجد محتوي الرسالة

" اللي شفتيه انهاردة اسلام علي حقيقته ، قدرتي تشوفي كل الاسود اللي في حياته ولا لمحتي فيه شوية نور ؟! "


اجابت بصدق:-

_مشفتش فيك غير الحلو وبس ، قناع الجمود مخفاش عني جمال روحك


بالماضي ، اسلام هذا كان اطيب شخص يمكن ان تقابله ، اكثرهم مزاحا ، تشعر معه بالراحة وعند الحديث معه تتحدث بكل استفاضة ورخاء

لكن لا يبقي الحال علي حاله ، فدوام الحال من المحال

لهذا هو الان ، اللمحة الاولي التي تأخذها عنه انه جامد المشاعر والقلب 


ارسل لها:-

_عرفتك من اول ما شوفتك

قالت بفضول اصابها:-

_عرفتني كيف وانت مشفتنيش قبل كدا ؟

تأخر بالاجابة قليلا كأنه يفكر ، ثم رد بحيرة شعرتها:-

_صدقيني معرفش ، اول ما شفتك حسيتك انتي منار اللي برتاح لما بكلمها


ابتسمت وهي تقرأ الرسالة ولم ترد


هتف هو لنفسه من الطرف الاخر بهمس مفزوع عندما وصل لتلك الجملة ولعدة تحليلات اخري وصلت لعقله ، موجها همسه لـ قلبه:-

_اوعي تكون عملتها 

تنهد واكمل بتعب:-

_اوعي تكون حبيتها ، احنا لسة متشافناش من الجرح القديم علشان توقعنا في الجديد


لكن هل يسمع له القلب ؟

بالله لا والف لا ولا 

...............

قمير قرر ان يبيت الليلة مع محمد ، فـ خالته وابنتها غادرا لانه لا يجوز جلوسهم معه وخصوصا نهي ، جلسا معا بشرفة المنزل 

قال قمير وهو يجلس علي حرف السور:-

_هتتربط بكرة ياعيني

نطق محمد بسعادة:-

_مش مهم ، انا فرحان بالربطة دي

نظر له مكملا بغمزة:-

_عقبال ما تتربط انت كمان

قال بنفي سريع:-

_مستحيــل..

لم يكمل الكلمة وصمت ، جاءت علي باله هدير بطلتها الجديدة ولمحات اخري من مقابلاته معها التلقائية قبل ان تبدأ بالظهور بالطلة الجديدة تلك ، خجلها .. تعثرها .. ارتباكها .. وما شابة ، نظر له محمد وابتسم بخبث ، تأخر صمت قمير قبل ان ينظر له بشرود هاتفا:-

_تصدق ممكن

ناظره بعدم فهم ، فتابع قمير حديثه الخافت:-

_تصدق فعلا ممكن تكون هي بتعمل كدا

محمد بحيرة وعدم فهم:-

_تعمل اية يابني ومين هي اصلا اللي هتعمل

نظر له وتذكر حديثا سمعه سابقا لوالدته وهدير ، وهي تخبرها بحبها لشخصا ما وعدم اهتمامه بها ، أيمكن ان يكون هو الشخص ؟ وهي تفعل كل هذا له ؟

فهو لم يكن يلمحها بالماضي بالفعل ، لم يكن لينشغل بالتفكير فيها ، لكن الان ....

الان ماذا ! 

تشغل عقله جدا

هل هي من خططت لهذا ، ان تبهره بطلاتها الغير اعتيادية ، 

هل فعلت ؟ هل تحبه لتفعل هذا ؟

أهو الشخص الذي سمعها تتحدث عنه ؟


صاح محمد بنزق:-

_انت بتكلم نفسك

قال بنفس شروده:-

_احجزلي رباط معاك..

...............

نطقت وفاء بصدمة:-

_ترجع ؟

اؤما بنعم وهي يقول بنبرة يحاول ان يهدئها بها:-

_الصفقة ياماما معجبتنيش شروطها ولغيتها ولازم ارجع دلوقتي ادور علي عميل تاني بصفقة تاني ، لو معرفتش اظبط الموضوع الدنيا هتبوظ

قالت بدموع:-

_حسام يتصرف مكانك ، انا لسة مشبعتش منك يابني

اقترب يحتضنها بحب ، قبل جبينها هاتفا:-

_وعد هزورك قريب تاني ، في نفس السنة دي والله هزورك ، هظبط الموضوع دا واول ما الاقي نفسي فاضي هجيلك 

وفاء:-

_طيب حسام....

قاطعها:-

_مش هيعرف يتصرف ، انا لازم اكون هناك


بالحقيقة كاذب ، كان يستطيع ان يبقي

لكنه اختار الهروب من المكان التي تتواجد فيه منار ، يريد ان يبعد عنها ليفكر مليحا بالمشاعر والاحاسيس الجديدة التي بدأت تغمره نحوها


وكان يوم سفره هو يوم خطبة محمد

كما كان يوم عودته هو يوم عقد قرأنه الذي فُسخ .. !

                  الفصل الحادي عشر من هنا

لقراءة الفصول اضغط هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close