أخر الاخبار

رواية همسات من عوالم مجهولة الفصل الاول 1بقلم محمد ابراهيم عبد العظيم

 


رواية همسات من عوالم مجهولة

الفصل الاول 1

بقلم محمد ابراهيم عبد العظيم 


خالتي كانت متجوزة وكانت هي وزوجها عايشين في شقة صغيرة.. مع الوقت الشقة مكنتش مكفياهم خصوصاً بعد ما ربنا رزقها وبقى عندها ٣ اطفال .. وأكبر واحد فيهم عنده ١٠ سنين..  وأصغرهم بنت عندها ٤ سنين.


في يوم من الأيام قرروا إنهم ينقلوا لشقة جديدة.. جد زوج خالتي كان ليه شقة وبعد ممات إتقفلت.. ومن فترة طويلة ماحدش فتحها.. زوج خالتي إستأذن الورثة إنه يقعد فيها فترة لحد ما ربنا يكرمه بشقة ملك..


وبالفعل اليوم إللي بعده راحوا الشقة ورتبوها وخلاص قعدوا بعد ما نقلوا أغراضهم والعفش. 


الوضع كان طبيعي في أول شهور .. وخلاص إستقروا.. لحد ما جيه اليوم إللي قلب كل الموازين.. خالتي كانت بتحكيلنا إن في اليوم ده الساعة كانت بتقرب على واحدة بعد منتصف الليل .. فجأة وبدون مقدمات سمعت بنتها الصغيرة بتصرخ بقوة!!.


وقتها خالتي كانت في أوضة وأولادها التلاتة في أوضة.. كلهم اتخضوا وجري دخلوا الأوضة التانية.. خالتي لقت بنتها قاعدة على رجليها وإيديها على سريرها وعمّالة تتنطط بجنون! 


قربت خالتي منها بعد ما فتحت النور .. لما بصت على بنتها في الوضع ده إستغربت وفضلت تزعقلها .. بس لما قربت عليها بهدوء  كانت بتقولنا إن البنت منعكشة شعرها ومنزلاه على وشها وهي بتتنطط وبتصرخ .. ووسط صرخاتها كانت بتنطق كلمة مش مفهومة.. كانت بتقول ( شمعوان ) .. تصرخ وتسكت وتقول الكلمة دي وترجع تصرخ تاني .. كل ده وهي بتتنطط بشكل دايرة على السرير!.


البنت كانت في حالة هياج غير طبيعي .. حاولت خالتي تهديها .. خصوصاً إن أول مرة بنتها تعمل إللي هي بتعمله ده .. وبمجرد بس ما لمست البنت .. البنت قامت من السرير و بدأت تجري بهستريا في الشقة كلها .. تجري وتجري بعشوائية وهي بتصرخ بهيستريا.. مبتعملش حاجة غير إنها بتصرخ! .


طبعاً خالتي واخواتها فضلوا يجروا وراها.. لحد ما البنت وقفت في نص الحمام وبدل ما كانت بتصرخ.. بدأت تعيط بأعلى صوتها وهي واقفه قدام المرايا وبقوة ماتطلعش من بنت عندها ٤ سنين .. ضربت المرايا بقبضة ايديها كسرتها .. ولما شافت الدم على إيديها فضلت تضحك!! .


الأفعال دي ميعملهاش غير مجنون .. طبعاً خالتي شافت المنظر إنهارت ومسكت إيد البنت وحاولت توقف النزيف.. والمصيبة إن ماحدش فيهم قدر يهديها حتى أبوها.. البنت كانت بتقاوم بشكل مخيف وهي بتصرخ وبتهز دماغها هزات سريعة دائرية وهي بتقول كلام مش مفهوم!!.


 فضلت تضرب فيهم.. يمسكوها من إيديها تفلت وتضربهم بقوة . أكتر من ٤ ساعات على الوضع ده. 

خالتي كانت بتقسم إن الوقت ده مكنش طبيعي.. كان في حاجات وروائح كده ظهرت فجأة.. ريحة بخور على ريحة شياط.. طبعاً مافيش أي أثر أو مصدر للروائح دي 


دا غير إن في عز البرد كلهم حسوا بلا إستثناء بحرارة شديدة حواليهم وبالتحديد الحرارة كانت خارجة من البنت .. إستحملوا لحد ما الفجر أذن .. وتلقائي لقوها سكتت وراحت في النوم فجأة بمجرد سماعها للأذان! .


خدوها لبيت جدتي اللي عايشه جنبهم بكام شارع .. لما لقيتهم بيخبطوا عليها قلقت جداً .. خالتي بإنهيار حكيتلها على إللي حصل .. وجوز خالتي دخل البنت أوضة في الشقة .


من بعد اليوم ده وإللي حصل لبنت خالتي و الأمور الغريبة بدأت تحصل .. خلوا البنت عند جدتي والأولاد كمان وقالوا فترة ونرجعهم .

رجعت خالتي وجوزها  الشقة.. أول ما فتحوا الباب ووراه النور .. لقوا كمية حشرات كتيرة جداً في الشقة كلها .. كتير بشكل مش طبيعي ومش أي حشرات.. حشرات كبيرة و شكلهم مُخيف مابين العناكب الكبيرة و حشرة عندنا إسمها القارب والنمل الكبير السام..  حتى أم اربعة واربعين .


لما شافوا المنظر ده إتأكدوا إن الشقة مش طبيعية .. إزاي في أقل من ساعات في غيابهم يرجعوا يلاقوا كمية الحشرات دي .. نزلت خالتي وجابت كذا إزازة بيراسول .. وأزايز تانية بتقتل الحشرات .


وفضلوا يرشوا الشقة كلها .. وكان الغريب إن الحشرات مكنتش بتموت برغم قوة السم .. الحشرات كانت بتهرب.. كل مكان كانوا بيدخلوه.. خالتي تجري وراهم علشان تموتهم بس مكنتش بتلاقيهم ! .


إختفت الحشرات فترة .. وبقت خالتي مهلوسة بنضافة الشقة أول بأول بماية وملح في كل أركان الشقة زي ما اوصى الشيخ صاحب جوز خالتي بكده.

وسورة البقرة ماتتقفلش في الشقة .. وفعلاً  بدأت تنضف البيت كل يوم وكل ساعة.. مع العلم إن خالتي من البداية كانت بتنضف البيت أول بأول.. يبقى منين جم الحشرات دي فجأة كده؟.


الكوابيس كانت بتطاردهم لما يروحوا يناموا .. كانوا بيشوفوا في الكابوس إن الحشرات دي بتظهرلهم وبيبدأوا يكبروا بشكل غير طبيعي .. لحد مابيتحولوا لمخلوقات بشعة.. جن شكلهم أعوذ بالله.. بيتحركوا زي الحشرات بالظبط.. في إللي بيزحف وإللي بيمشي على الحيطة!. 


والشيء الملفت إن نفس الكابوس هم الإتنين بيشوفوه بنفس تفاصيله تقريباً.. وكان أصلح قرار إنهم بعدوا الأولاد عن الشقة دي .


في يوم خالتي قلقت وهي نايمة .. فتحت عنيها  مالقتش جوزها .. قالت يبقى راح الشغل كعادتهُ ماحبش يزعجها .. خصوصاً لما بصت في الساعة لقت الساعة ١٠ الصبح .. علشان كده كملت نوم .. صحيت على صوت كُرسي في الأنترية بيتجر وصوتهُ تقيل ومزعج .


قالت يبقى جوزها لسه ممشيش .. ولما إتكرر الصوت تاني نادت عليه وقالتله يبطل الصوت ده علشان مُزعج .. جالها الرد من الصالة بيقولها ( حاضر يا حبيبتي أنا أسف ) .


سمعت صوت باب الأوضة بيتفتح ويتقفل مرتين .. إنزعجت وقامت بصت عند الباب .. لقت جوزها واقف عند طرف السرير وباصصلها ومُبتسم .. وبهدوء رجع جنبها ونام علطول .


وهي كمان نامت بسبب التعب .. عدى كذا ساعة وصحيت خالتي مالقتش جوزها .. للمرة التانية قالت إنه راح الشغل .. قامت علشان تنضف الشقة .. لما طلعت الصالة لقت العفش منقول من مكانه .. يعني الكرسيين مكان الكنبة والعكس .


ولقت كمان باب الشقة مفتوح على أخره ! .. إستغربت في نفسها وقالت معقول جوزها نسي يقفله وراه ! .


وكان الواضح بالنسبالها كمان إنه غير ترتيب العفش .. ماهتمش كتير .. قفلت الباب وحضرت نفسها علشان تنضف البيت بماية وملح .. قررت المرة دي إنها تزيح السجاجيد إللي في الصالة علشان تنضف من تحتهم .


و لما عملت كدا .. إتفاجئت وإتصدمت لما لقت تعبان طويل و عرض جداً  ميت تحت السجاد....


               الفصل الثاني والاخير من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close