
رواية كبرياء صعيدي الفصل الخامس5والسادس6 بقلم نورا عبد العزيز
الفصل الخــــامـس (5) بعنــــــــــوان " أســــــد جريــح "
سمع الجميع صراخ الجميع من الداخل فذعرت "خضرة" وذهبت إلى غرفة المكتب بينما ظلت "هدي" فى مجلسها تبكي من الفراق والفقد مع أختها "سكينة"، دلفت "خضرة" إلى الغرفة لتري "ناجي" يصرخ بغضب سافر قائلًا:-
-يعنى أيه؟ يعنى أبويا أكلنى لأبن أخويا
وضع "عيسي" يديه على رأسه بتهكم مذهولًا مما سمعه وعقله لا يستوعب كم الصدمات التى تحدث بهذه الأيام ، صمت قتل "ناجي" من الغيظ فسحبه من ملابسه بقوة ليوقفه أمامه وقال:-
-جعدت ترسم عليه وتوسوس له كيف الحية لحد ما كلته
أبعد "عيسي" يديه عنه بجدية صارمة وقال:-
-بعد يدك عني يا عمي ، أنا عمري ما جبلت لجمة حرام ولا بصت ليدي اللى فى غيري كيف عيالك، أنت بتكلم عيسي الدسوقي لا نصر ولا خالد
أخرج "ناجي" سلاحه من الدرج بانفعال ووضعه فى رأس "عيسي" ليرفع رأسه بشموخ دون خوف من هذا الرجل وقال:-
-أوعاك تفكر أني هخاف من اللى فى يدك دا
مع شجارهم القوي على المال ، بالطابق الأعلي دلفت "حنة" إلى غرفة "عطر" لتصدم مما رأته وهذه الفتاة تحاول الوقوف وسط بكاءها وتلف جسدها الصغيرة بالغطاء، هرعت "حنة" إليها وقالت:-
-يالهوي ، عطر.... عملك فيكي أيه المتوحش دا
ساعدتها للدخول إلى المرحاض ودموع "عطر" لم تتوقف للحظة واحدة من الوجع والقهر الذي تعترضت إليه، جلست "حنة" بحيرة تنتظرها ودموعها تسيل على وجنتيها من الحزن وكيف له ألا يرحم هذه الطفلة الصغيرة، خرجت "عطر" بعد نصف ساعة من المرحاض وتشعر بألم أسفل بطنها لكنها حاولت الصمود لتسرع "حنة" إليها وقالت:-
-تعالي ألبسي هدومي وأنا هأخدك ونمشي من هنا
صمتت "عطر" قليلًا، عقلها شاردًا بما حدث وصوت صراخاتها المبحوحة يخنق أذنها وصدرها لتقول بتمتم:-
-لا يا حنة، انا مش همشي من هنا غير لما أطلق منه، وأدفعه ثمن اللى عمله فيا ، كان لازم يخاف من كيد النسا دا ربنا حذر منه وأنا مش هفضل أتوجع وبس والكل يدوس عليا
أرتدت فستان أسود ولفت خمارها ثم خرجت من هذه الشقة ونزلت إلى الأسفل حيث غرفة "فيروزة" لتري "خديجة" تجلس معها، رمقتها "خديجة" بأشمئزاز ثم قالت:-
-تعالي يا مرت أخويا
جلست "عطر" فى هدوء صامتة وشاردة تخفي أوجاعها بمهارة، تمتمت "خديجة" بلطف قائلة:-
-والله يا فيروزة أتجهرت على اللى حصل لعمي، ربنا يرحمه
كانت "فيروزة" صامتة وعاقدة ذراعيها أمام صدرها بينما دموعها تسيل على وجنتيها كابحة أوجاعها على فراق والدها فقالت "عطر" :-
-أدعيله يا فيروزة وأقومي أتوضي يا حبيبتي وصلي ، أنا هنزل أشوف عيسي
رمقتها "خديجة" بضيق وتحدثت بنبرة تهديدية قوية:-
-حذاري تجربي من عيسي
نظرت "عطر" إليها بدهشة من أنفعالها وتهديدها لتقول بأشمئزاز ولهجة قوية:-
-وأنتِ مالك؟
-أنا بنصحك بس عشان مصلحتك، أصل اللى جبلك أتطلجت برضو عشان عيسي
أندهشت "عطر" ونظرت إلي "حنة" بذهول فتابعت "خديجة" بغرور شديد:-
-متستغربيش أكدة، ما هو لما تبجي ست بجحة وتبص لراجل غير جوزها وتعايره برجولتك تستاهل تجتل مش تطلج بس، اللى يجحمها مكان ما هي جاعدة ، نصر حبها ودلعها كيف الهوانم لكن جليلة الأصل أم لسان طويل تعايره ليه وفى الطالعة والنازلة تجول عيسي راجل ، عيسي جدع ، عيسي دارع جدك والكلمة كلمته ، فضلت طول الوجت عينيها على عيسي لحد ما أتطلجت
تبسمت "عطر" بسخرية شديدة وأقتربت منها بمكر أكبر نابع من قهرتها وألم صدرها ومسكت كتفها بقوة وقالت:-
-أصل اللى تعاشر أخوكي عينيها متتمليش أبدًا، وبعدين مال عينيك لمعت أوعي كدة وأنتِ بتقولي عيسي.... أنتِ بتحبيه ؟! شكله عاجبك
غمزت لها بمكر شديد لتبتلع لعابها بأنتصار، تبسمت بسخرية لها بهدوء ثم قالت:-
-أنا نازلة لعيسي، وأنا لو مكانك هجري على أخوكي وأقوله مراتك رايحة لعيسي... بسرعة بقي الله يخليك
ضحكت بمكر وخرجت وخلفها "حنة"، مسكت "عطر" من ذراعها بقوة غيظًا من حديثها وقالت بحدة:-
-أنتِ قصدك أي بالضبط بكلامك دا؟ ورايح لعيسي ليه؟
تأففت "عطر" بضيق وقالت بنبرة معبأة بالإنكسارات والأوجاع:-
-رايح له عشان يطلقني من نصر، رايح له عشان موجوعة ومكسورة ولحمي منهوش يا حنة ولا أنتِ مش واخدة بالك أنا حصل فيا أيه؟ عارفة اللى نصر عمله دا اسمه، أسمه أغتصــ ــاب فبالله عليكي أرحمني وسيبنى فى حالى
جهشت باكية من الوجع ودموعها تسيل بأنهيار لتُضمها "حنة" إلى صدرها بحنان لتبكي بوجع سافر وجسدها يرتجف بألم وكان باردًا كلوح الثلج.....
_______________________
تحدث "نصر" بانفعال شديد:-
-أنا جدي خرف على كبر
رمقه "عيسي" بنظرة ثاقبة وغاضبة وقال بتهديد:-
-أتكلم عن جدك زين بدل ما أجطعلك لسانك
ضرب "ناجي" المكتب بقبضته بحيرة عاجزًا عن فعل شيء فالأمر قد حدث وأنتهي وأصبح كل شيء ملك لـ "عيسي" وحده والآن جميعهم فى ملكه وحده، خرج "نصر" من الغرفة ومنها إلى خارج المنزل، تحدث "ناجي" بغضب مكبوح:-
-راجع لكل واحد حجه يا عيسي وأقفل بحور الدم جبل ما تبدأ ... أنا بجولك أهو
خرج هو الأخر إلى الأعلي فنظر "خالد" إلى "عيسي" بصمت وغادر المكان دون أن يتفوه بكلمة واحدة، جلس "عيسي" على المقعد بحيرة وعقله لا يستوعب ما حدث حتى جاء إليه "منصور" وقال:-
-عرفنا العربية اللى خبطت الحج الله يرحمه
وقف "عيسي" من مكانه بلهفة وخرج مع منصور إلى الخارج، رأت والدته جالسة مع اختها "سكينة" فمر من جوارها بتعجل من أمره ، ربتت "سكينة" على يد "هدي" وقالت:-
-أهدي يا هدي مش اكدة عشان خاطر بنتك فيروزة المنهارة فوج دى، السكر يعلي عليها ودى مريضة يا خيتي
أومأت "هدي" إليها بدموعها وقالت:-
-ربنا يصبرنا
جاءت إليها "خضرة" بضيق شديد وصرخت بانفعال بعد أن تحولت سعادتها إلى حسرة:-
-عملها ابنك الحرامي ، فضل لازج لجده لحد ما كوش على كل حاجة
نظرت "هدي" إلى "خضرة" وحسرتها على خسارة المال أكبر من حزنها على الأموات الذين فارقه العائلة، تمتمت بهدوء قائلة:-
-أنا مهردش عليكي يا سلفتي عشان أنتِ معندكيش دم
ضربت "خضرة" يديها ببعضها بانفعال وقالت بخنق:-
-سبتهولك يا سلفتي الدم دا لكن مال عيالي لا علي جثتي أنى أسيب جرش واحد من مال عيالي لابنك الحرامي
تنهدت "هدي" بألم ووقفت من مكانها لم تجادل هذه المرأة فقالت بنبرة خافتة:-
-لا أنا مش جادرة أتحمل دا
_________________________
ظلت "عطر" جالسة فى غرفة "فيروزة" بينما تمر الأيام وكلًا منهما تحمل بقلبها وجعًا مُختلف عن الأخر فقالت "فيروزة" بهدوء:-
-مالك يا عطر، بقالك كام يوم مكسورة وحزينة، وأنا مش جادرة أصدج أنك زعلان على جدي اللى جوزك نصر غصب
تنهدت "عطر" تنهيدة مُعبأة بالأنكسارات والخذلان وصمتت ثم قالت مُتجاهلة السؤال:-
-تفتكر عيسي ممكن يكسر الوصية ويديهم الفلوس
هزت "فيروزة" رأسها بلا وقالت:-
-لا طبعًا مستحيل ، عيسي عمره ما خان الأمانة
ألتفت "فيروزة " إلى "عطر" وهى جالسة على الأريكة ورمقتها بهدوء قليلًا تتفحصها ثم قالت:-
-عطر، أنتِ حبيتي عيسي ولا أيه؟
نظرت "عطر" إليها بصدمة ألجمتها من كلماتها وقالت بخذلان:-
-أحب، فيروزة أنا يوم لما عرفت الحب وحبيت أتخذلت وخدت على دماغي وأتعريت قصاد الناس كلها من الإنسان اللى حبته، أنا الحُب خذلني أبقي عبيطة أوي لو فتحت قلبي تاني لحد يدوس عليه ويوجعه من تاني ، أنا فيا اوجاع تكفيني لحد ما اموت، أنا بس حاسة أن عيسي ممكن يسندني ويساعدني أخلص من نصر ... دا حيوان يا فيروزة
ربتت "فيروزة" على ظهرها بلطف وقالت:-
-أنا عارفة، أن شاء الله تتحل وتفرحي يا عطر
نزلت دموع "عطر" رغمًا عنها وكأن الصمود التى تحلت به حان وقت إطلاق صراحه لتطلق العنان لهذا الوجع بأن يخرج ووضعت يديها على صدرها بألم كأنها تخنق قلبها من قسوة التمزق التى تشعر به، انتفضت "فيروزة" فزع من مكانها بعد بكاء "عطر" فقالت بذعر:-
-مالك يا عطر؟ حصل أي يا حبيبتى لكل دا
-نفسي أقول أنى مكسورة وموجوعة
قالتها بتلعثم وسط شهقاتها فقالت "فيروزة" بحيرة :-
-سلامتك من الكسرة والوجع يا بنتي ، في أيه؟ فهمينى، حد من الحربايات اللى تحت زعلك فى حاجة
هزت "عطر" رأسها بالنفي وقبل أن تتحدث سمعت صراخ من الأسفل فخرجتا الأثنتين من مكانهما...
________________________
عاد "عيسي" من الخارج مُلتهبًا كالنار وسأل "ذهب" عندما فتحت الباب:-
-نصر فين؟
أشارت إليه على السفرة فذهب إليه مُستشاطًا غضبًا وكان "نصر" جالسًا على السفرة مع "خضرة" و"خيرية" يتناولوا الطعام فركل "عيسي" مقعده بقوة ليسقط "نصر" على الأرض وقال:-
-بجي كل دا يطلع منك أنت
فزع الجميع ووقف "نصر" دون أن يفهم شيء لكنه صرخ فى وجه "عيسي" من فعلته:-
-أنت اتجننت بتمد يدك عليا
أخرج "عيسي" مسدسه من عبائته وقال بانفعال سافر:-
-أمد يدي دا أيه، أنا لسه هأخد روحك
صرخت "خضرة" و"خيرية" من الخوف ووقفت بالمنتصف تمسك مقدمة المسدس قائلة:-
-أهدأ يا عيسي السلاح يطول يا ولدى
نزل الجميع من الأعلي ووقفوا يشاهدون الشجار دون أن يفهم منهم شيء، أبعدها "عيسي" عنهما ومسك "نصر" من عبائته وقال:-
-بجالي سبوع بلف على العربية اللى فرمت أبويا وجدي وبحلف أنى لازم أخد بثأري من اللى جتلهم ، لكن لما تطلع العربية تبع نصر الدسوقي وأن اللى عمل أكدة أنت يبجي متستاهلش الرحمة
أتسعت أعين "نصر" على مصراعيها بصدمة ألجمته وقال بذعر:-
-لا انا معملتش حاجة، هجتلهم ليه؟ هستفاد ايه
صرخت "خيرية" بخوف من غضب "عيسي" قائلة:-
-أيوة أخويا مستفادش حاجة من جتلتهم هيجتلهم ليه؟ لكن الدور وبالباجى بجى على اللى ورث كل حاجة
نظر "عيسي" لها بصدمة وهى تتهمه بقتل والده وجده وقال:-
-خدوا الورث ، عايزينه خده لكن ثأري أنا هأخده يا نصر من روحك
غادر المكان غاضبًا مما جعل الجميع يتساءل عن القاتل الحقيقي، نظرت "عطر" إلى "عيسي" وهو واقفًا أمامه وكان "نصر" مرعوبًا منه ومن المسدس حتى غادر "عيسي" للحديقة فتسللت للخارج حيث يقف "عيسي" رأته واقفًا مهمومًا يلتقط أنفاسه بصعوبة من الغضب الكامن بداخله فقالت بنبرة خافتة:-
-عيسي
ألتف إليها يرمقها وما زال وجهها متورمًا من البكاء وعينيها حزينتين فقال بخفوت:-
-ايه؟ جاية دافعى عن جوزك
تمتمت بحسرة تمزقها من الداخل:-
-أدفع عنه، تقريبًا أنا الواحدة اللى عايزة تصرخ وتقولك أقتله
لم يستغرب كرهها له فمُنذ ليلتها الأولى وهى مزقت شرايين مُتمنية الموت على البقاء معه فقال بهمس:-
-ماشي يا عطر
رمقته فى صمت لتراه مهمومًا، صامدًا أمام المصائب لكنه ما زال ابن فقد والده ويرغب بالبكاء عليه والفراق يمزقه لإشلاء، شعر بنظراتها خلسًا إليه فأدار رأسه نحوها لتخجل من تقابل عينيه وتحاشت النظر لهما سريعًا، على عكسه لم يخجل أو يتحاشي النظر لملامحها الشاحبة وأنكسارها الذي يجهل سببه، تساءل كثيرًا هل الزواج من "نصر" يكفي لكسرها هكذا؟ أم هناك شيء أخر تخفيه هذه الفتاة، شعرت بغصة فى قلبها ورفعت نظرها إليه بشجاعة وهذه النظرات وحدها كفيلة بأن تصرخ بالأوجاع الموجودة بداخل كلًا منهما دون حديث، ربتت على ذراعه بحنان تواسي أوجاعه والدموع المحبوسة فى جفونه ثم قالت:-
-ربنا يصبرك يا عيسي، ومتفرطش فى الأمانة اللى جدك سابهالك
نظر "عيسي" إلى وجه هذه الفتاة البريئة رغم أنها لأول مرة تكون مُنطفئة هكذا وعينيها مكسورتين من الخذلان، سألها بقلق:-
-أنتِ عارفة يا عطر هو سابلي أمانة ايه؟
هزت رأسها بنعم بهدوء شديد ثم قالت وعينيها مُتشبثة بعينه:-
-اه، سمعت انه سابلك كل ما يملك، خيانة الأمانة وحشة أوى وبتوجع متخونش الأمانة
تنحنح بحرج من نظراتها وتحاشي النظر لها بحيرة تحتل صدره وهى لا تعلم بأنه الأمانة الألى التى تركها جده تحت وصيته، سألها بضيق يخنق صدره:-
-مبسوطة مع نصر؟
أنتفضت فزعًا من ذكر اسمه وتذكر ما فعله بها ليقشعر جسدها رعبًا، دُهش "عيسي" من رجفتها وعينيه التى أمتلأت بالدموع، مسك ذراعها بقوة يُديرها له وسأل بحزم:-
-أذاكي؟!!
رفعت عينيها المنكسرتين بحسرة وألم من هذا القهر والوجع الموجود بداخلها ثم قالت بترجي:-
-طلقني منه يا عيسي، لو تعرف بالله عليك طلقني منه ولو لازم أتجوز حد من العائلة، أتجوزني أنت... أنا عايزة أتجوزك أنت بس هو لا
أتسعت عيني "عيسي" على مصراعيها بصدمة ألجمته ورمق دموعها المُنهمرة على وجنتيها بحرارة، بدأت ترتعش أكثر مع البكاء وهو يراقبها عن كثب فى ذهول لأول مرة تطلب امرأة الزواج منه، وضع سبابته أسفل ذقنها ليرفع رأسها المنحنية من جديد لتتقابل عيونهما معًا وقال بهدوء:-
-نصر عملك ايه؟؟ جولى متخافيش، والله لو لمس منك شعرة غصب عنك لأطرده من الدار وأجتله كمان
أنهارت فى البكاء بضعف وهى تتذكر كيف سحبها بالقوة للغرفة وسط صراخها ورجاءها الكثير بألا يفعل، لمسه لجسدها بالقوة وصفعاته المتتالية لها كلما قاومته، كز "عيسي" على أسنانه بغيظ وقال:-
-كنت خابر زين أنه عملك حاجة، والله لأقطع له يده
ذهب من أمامها كالثور الهائج لكنه توقف فجأة وتشنج جسده حين أرتطمت بظهره تعانقه من الخلف وتلف ذراعيها حول خصره، تمتمت بضعف قائلة:-
-بلاش يا عيسي
ألتف إليها وهو ماسكًا يدها وحدق بملامحها ثم قال:-
-واللى عمله، أعديه كدة بالساهل
تمتمت "عطر" بضعف ولهجة واهنة وسط دموعها:-
-طلقني منه بس، أنا مش عايزة حاجة غير أنه يطلقني
أومأ إليها بنعم ورفع يده يجفف دموعها بأبهامه بلطف، نظرت بعينيه فى صمت ليربكه هذا الزوج الأزرق من العيون ويجعل قلبه يقشعر بلطافة من النظر لهما فأبتلع لعابه فى صمت، حائرًا بين نظراتها ودقات قلبه المتمردة ولا يفهم كيف تسللت هذه الفتاة لداخله بهذا القدر؟ ، تحدث بعفوية قائلًا:-
-هطلجك منه ورجله فوج رجبته، بس بعد ما تطلجي منه هتجولى عاوزة ارجع مصر
ضربته على صدره بغيظ من تجحره وصلبته الباردة وقالت بزمجرة:-
-ليه أنت مش هتجوزني بعد ما يطلقني ولا ايه!؟
خرجت منه ضحكة خافتة على تذمرها وهى تطلبه للزواج، نظرت إلى بسمته بلطف ثم هتفت بهمس:-
-عن أذنك
ذهبت للداخل دون أن تنتبه إلى "خديجة" الواقفة بعيدًا تستشاط غضبًا من قرب هذه الفتاة من "عيسي" وهى هنا تختنق من حبه الكامن بداخلها وتجاهل "عيسي" لها فى حين أنه تبسم على غير المعتاد إلى فتاة أخرى...
___________________________
دلفت "خضرة" إلى غرفتها لترى "ناجي" جالسًا على المقعد شاردًا فقالت بسخرية:-
-حسرة عليا، جوزى سبع البورمة جاعد أهنا حاطط يده على خده وولدي واجف كيف الكتكوت جصاد عيسي، دا أنا مسنودة على حيطة مالية
رفع "ناجي" نظره إليها بضيق لتقول بأختناق:-
-ياخويا بدل ما أنت بتزغرلي أكدة بطرف عينيك، جوم شوف هترجع مالك كيف ولا مأنتش واخد بالك أننا بجينا جاعدينا فى ملك عيسي وفى أى وجت هيجولنا أطلعوا برا مالكوش لازمة ولا عازة
وقف "ناجي" من مكانه بضيق من طريقتها المستفزة وقال:-
-انا جايم ، بس جايم عشان غاير من خلجتك
وقفت من مقعدها بعد أن جلست بانفعال شديد وقالت:-
-اهو أنا مبأخدش منك غير كدة تيجي فى المصايب وبس، أكسف على شنبك يا رجالة أنت مبجاش حيلتك جنيه هتصرف على الغوازي والكباريهات منين هتجول لابن أخوك أدينى مصروف يا عيسي
صفعها "ناجي" بقوة وقال:-
-سبحان من مصبرني على بومة زيك
غادر الغرفة غاضبًا من حديث زوجته، نزل للأسفل وقبل أن يخرج من باب المنزل أتجه إلى مكتب والده وقبل أن يدخل سمع صوت "عيسي" يتحدث مع احد فى الهاتف ويقول:-
-لازم تلاجي سواج العربية ضروري ، لازم نتأكد يا منصور أن نصر هو اللى عملها
أبتلع "ناجي" لعابه بقلق وأسرع فى خطواته للخارج وهو يخرج هاتف ويتصل بأحد، صعد إلى سيارته وعندما أجاب الطرف الأخر قال:-
-عملت أيه؟ لاجيت الواد .... يعنى أي يا زفت جولتلك أجلب الأرض عليه وتجبهولي جبل ما عيسي يوصله أنت فاهم
أغلق الهاتف وهو يلفظ أنفاسه بصعوبة من هذا الأمر ثم أنطلق بسيارته للخارج من هذا المنزل .....
________________________
فى حديقة المنزل كانت "فيروزة" جالسة مع "عامر" خطيبها وابن خالتها يواسيها فى حزنها فقال بلطف:-
-متخافيش من بكرة يا فيروزة أنا معاكي وفى ضهرك
تنهدت بحزن وهى تشابك الأصابع فى حزن أمامها قائلة:-
-أنا عارفة أنك معاكي وعيسي كمان معايا بس أنا حاسة أنى ظهري بجي مكسور من غير أبويا، خابرة زينكم أنكم سند وضهر أتسند عليه ومهتجوش عليا ولا توجعوني بس الأب برضو بيفرج يا عامر
فك يديها المُتشابكتين بلطف وأخذ اليمني بين راحتى يديه وقال:-
-عارف يا فيروزة وربنا يقدرني وأعوضك وأكونلك سند وضهر ومتحسيش أبدًا أنك مكسورة يا حبيبتي
نظرت "فيروزة" إلى وجهه وبشرته القمحاوية ولحيته الكثيفة السوداء مع شعره القصير وقالت بهيام ولهجة واهنة:-
-أنا مطمنة معاك يا عامر وخابرة أنى فى أيد أمينة والله ومخايفاش من بكرة معاك
تبسم إليها بعفوية ثم قال:-
-صحيح أي حكاية بنت عمك ضياء دى، أنا مصدجتش لما حكيتلي وكيف تتجوز نصر
تبسمت "فيروزة" بخفوت وهى تجفف دموعها عن وجنتيها وقالت بعفوية:-
-بنت جميلة أوى يا عامر وطيبة طيبة مشفتهاش واصل، جميلة فى روحها وطيبتها وحتى شكلها كيف الجمر ، أصغر مني صحيح بس جدعة اوى وتدخل الجلب ، أنا من اول مرة أتكلم وياها حبيتها ودخلت جلبي ، بس الطيبين كدة الدنيا بتيجي عليهم بزيادة مكفهمش اللى عمله عمي فيها جوزها سبع الرجالة نصر، تعرف من يوم ما جيت وهى مكسورة كانت برضو جوية وكسرتها مش باينة لكن من يوم ما اتجوز نصر وبجي ضعفها مغرج ملامحها ونورها أطفي ودموعها مالية عيونها ... أنا خايفة عليها وجلجانة من نصر وشره
تبسم "عامر" على محبوبته وهى تتحدث مُتناسية أوجاعها فور ذكر اسم "عطر" ليقول بذهول:-
-لدرجتي يا فيروزة، شوجتني أشوف البنت اللى سيرتها ضحكتك وفرحتك أكدة ... أنا اكدة هغير منيها بجي
ضحكت "فيروزة" بعفوية على كلماته الأخيرة وقالت:-
-تغير منيها وأنت فى الجلب برضو
-يا حياتي ، خدي جلبي يا بيه ومعاوزهوش
قالها بدلال لتضحك "فيروزة" على دلالته بسعادة ....
_________________________
دلف "نصر" إلى شقته ليراها جالسة أمام التلفاز بفستانها وخمارها وتتجاهله تمامًا بعد ما حدث ليتأفف بضيق شديد منها وذهب نحوها ثم ركل قدمها المرفوعة على الأخر وقال:-
-لما جوزك يجي تجومي تجفي وتبوسي يده ورجله كمان
نظرت "عطر" إليه بضيق شديد ولم تنفذ طلبه بل بصقت ما فى فمها أسفل قدمه ليُثير غضبه أكثر وسحبها من خمارها بقوة لتصرخ بألم وهى تقول:-
-أنت جاي تستقوي عليا وأنت كنت زي الكتكوت المبلل قصاد عيسي مرفعتش صوتك فيه ليه
صفعها بقوة على وجهها وهو يقول:-
-أنا كتكوت مبلل يا بنت الكلب ....
تألمت من شدة صفعته مما جعل شفتيها تنزف لكنها لم تخضع لقوته وقالت بألم وهى تقاوم يديه التى شدت الخمار بقوة عن رأسها:-
-أبعد عني ، أنت فاكرني هخاف منك أنا بكرهك وهفضل أكرهك عمري كله ، أضربي زى ما أنت عايز ولو عايز تقتتلني أقتلني
صفعها من جديد لتسقط على الأرض وأنهل عليها بالضرب دون أن يرحم ضعفها أو جسدها الضئيل أمام قوته وصراخها يعلو ويعلو حتى دفعته بقوة بعد أن جمعت شجاعتها وهربت من أمامه للخارج ليركض خلفها وهى تنزل الدرج حتى وصلت للطابق الثاني وخرج الجميع من غرفهم على صوت بكاء وصراخها لترتطم بجسد "عيسي" فأختبأت به بضعف ووجهها ينزف ووجنتيها متورمتين من قوة صفعاته ، أشتعلت نيران الغضب بداخله أكثر حين رآها تتشبث بـ "عيسي" ، رمقها "عيسي" بصدمة ألجمته وخمارها اظهر خصلات شعرها من سحب "نصر" لها ووجهها المتورم خلع قلبه من مكانه مع دموعها التى نزلت كالنار على قلبه فرفع نظره إلى "نصر" بصدمة ألجمته ، أقترب منها وهو يقول:-
-أنتِ فاكرة أنه يجدر يحميكي منه
لهثت بقوة من شدة الوجع والبكاء ثم قالت:-
-أنا معايا ربنا أقوي منك ومن اى حد يا ظالم يا أعري الرجالة
أقترب لكي يأخذها فسحبها "عيسي" لتقف خلف ظهره ووقف هو فى المقدمة أمامه يواجهه مما أدهش الجميع، كبح غضبه قدر الإمكان لبقول:-
-متدخلش بيني وبين مرتي يا عيسي
لم يتمالك "عيسي" غضبه أكثر من هذا الرجل ولكمه بقوة على وجهه وقال:-
-شوفت بتوجع كيف؟ مابالك بيها هى يا راجل
نظر "نصر" إليه بصدمة الجمته وقبل أن يتحرك من مكانه أوقفه "عيسي" حين قال بغضب ونبرة مُخيفة أرعبت الجميع:-
-مرت عمي، مرت ولدك طالبة الطلاج وأنتِ وولدك خابرين أن اللى يجي على حريمنا بندفنه حي، وعطر هملت بيت جوزها، طلجها
وقف "نصر" أمامه بتحدي وغرور ثم قال:-
-لا
ضحك "عيسي" بسخرية ثم قال:-
-هتطلجها .... جولي لولدك يطلجها يا ست خضرة بدل ما أطلجه أنا من الدنيا ، واللى معملتهوش الصبح أعمل دلوجت
تحدثت "خضرة" بخوف من فقد "عطر" ونصيبها إذا تراجع "عيسي" عن الورث كما قال صباحًا، قائلة:-
-مطلجهاش يا واد .... سيبه يربي مرته يا عيسي ، دا إحنا كلتنا خابرين زين هو أتجوزها ليه، دا بدل ما تبوس جزمته أنه سترها
تحدثت "عطر" بغضب سافر قائلة:-
-أخرسي قطع لسانك أنتِ وأى حد يتكلم عليا نص كلمة ،أنا أشرف منك ومن بلد وابنك سبع البورمة يشهد بدا
نظرت "خضرة" إلى ابنها ليؤمأ إليها بنعم ثم قال:-
-وحتى لو كنتِ طاهرة وشريفة دا ميمنعش أنى سترتك من كلام الناس
-ناس أنجاس زيك
قالتها بغضب ودموعها لم تجف بعد ليقاطع حديثها "عيسي" حين قال:-
-الصبح تطلجها ياما تأخد أمك وأخواتك وتطلعه برا داري وأنا هعرف أطلجها منك غصب عن أتخن شنب عندك
أتسعت أعين الجميع من قرار "عيسي" واولهم "خضرة فقالت بذعر:-
-بس الطلاج دا تحت تهديد ميجوزش
ضحك "عيسي" أكثر من كلماتها وقال:-
-ولما ابنك أتجوزها تحت التهديد مسمعتكيش يعنى بتجولي جوازة باطلة ومتجوزش، جولي لولدك يطلجها أنتوا مش جد جلبتي ولا العائلة دى حمل عزاء ثالث يا مرت عمي
أتسعت أعين الجميع حين ألتف "عيسي" إليها وأقترب منها هندم خمارها جيدًا بيده يخف شعرها عن أنظاره وأنظار "خالد" الذي يراقب فى صمت، رمقته بإمتنان وقلبها شعر بطمأنينة وأمان بعد أن سمعت حديثه فهمس إليها بخفة قائلًا:-
-متخافيش طول ما أنا هنا
أومأت إليه بنعم و"نصر" يستشاط غضبًا من رؤيتها تبتسم إلى هذا الرجل وقبل أن يقترب أكثر ويُثير الشجار من جديد ، رأى "عيسي" يحتضن يدها الصغيرة براحة يده ويأخذها إلى الغرفة المجاورة إلى غرفته تاركًا الجميع فى هول الصدمة من تهديده بقتل "نصر" وتطردهم من المنزل كليًا ، خرج "عيسي" من الغرفة الخاصة بها ثم نظر إليهما وقال:-
-صحيح يا نصر نسيت أجولك ، انا وجفت الفيزا بتاعتك أنت والمحروس أخوك ، اللى عايز فلوس يشتغل ويتعب كيف الرجالة ..
ألتف لكي يدخل غرفته لكنه أراد أن يثير غضبهم أكثر ويستفزهم بقوته فأستدار إليهم من جديد وقال:-
-صحيح كنت هنسي كمان العربيات أنا بيعتها أصل أنا راجل بطولي مش محتاج ملهوش لازمة الفشخرة الكذابة لا محتاج عربيتك يا نصر ولا عربية أخوك التافه دا، اااه وأبجى روح هات أبوك من عند الغازية أصل عربيته كمان أنا بعتها ممحتاجهاش ولا محتاج عربيتك يا مرت عمي .... ربنا يكفيك شر من احسن لك
صرخ "نصر" بغضب وأنفعال شديد قائلًا:-
-ما تيجي تأخد خلجاتنا اللى علينا كمان
ضحك "عيسي" بمكر وقال:-
-ممحتاجش هتوسخني، فكر زين فى طلاج عطر يمكن تلاجي حاجة تلبسها بعدها يا عالم يمكن أصحي الصبح أبيع خلجاتك النجسة كمان ... تصبح على خير يا ولد عمي .......
كبرياء صعيدي
الفصل الســـــادس (6) بعنــــــــــوان " سطو القلوب "
~هناك سحر لم تجده لدي المنجمين، سحر فى عيون ليتك تهرب من النظر إليها قبل تسرقك~
جلست "عطر" بالشرفة صباحًا تفكر فيما حدث معها وشهامة "عيسي" معها، تذكرت موقف "عاصم" الذي أحبته بقلبها وأختارته لتكمل معه عمرها كاملًا ومع أول موقف جلبها إلي هنا لتُقتل، وموقف "نصر" الذي سلبها كل ما تملك بكل وقاحة وقذارة من رجولته المنعدم، دمعت عينيها بحسرة على ما حدث وضمت ذراعيها الإثنين إلى صدرها بقوة لتنكمش فى ذاتها، سمعت صوت ضجيج فى الخارج لتخرج من الغرفة على الصوت .....
طرق "نصر" باب الغرفة بقوة مرات متتالية وهو يصرخ بضيق شديد:-
-أفتحي يا عطر، أفتحي أنتِ فاكرة أن الباب دا هيمنعني عنك ... أفتحي دا أنا جوزك
سمعت "عطر" صوته من الداخل لتقف خلف الباب مُرتعبة خوفًا من هذا الرجل وكلما سمعت صوته تذكرت قسوته وممارسة للقوة عليها ، أبتلعت لعابها ذعرًا وهو يركل الباب من الخارج بقدمه ويصرخ بها:-
-بعد كل اللى عملتهولك يا عطر، دا أنا سترتك وغليتك ورفعت رأسك وسط الناس دا جزائي يا عطر، دا أنا وزنتك ذهب مشافتهوش واحدة من حرم النجع كلته، أفتحي يا عطر ....
تنهدت "عطر" بخوف وتحدثت من خلف الباب بذعر منه ولهجتها مُتلعثمة:-
-أنا مش عايزة ولا فلوس ورأسي اللى بتكلم عنها دي مرفوعة لوحدها بأخلاقي وشرفي غصب عنك، لكن أنت أزبل راجل أنا شوفته
بدأ يصرخ كالمجنون من حديثها ويحاول كسر الباب وهى تصرخ من الداخل بخوف وأبتعدت عن الباب للخلف، خرجت "خديجة" من غرفتها وهرعت إلى غرفة والدتها تقظها من نومها بعد شجار أخاها، خرجت "هدي" من غرفتها مع خروج "حنة" وهكذا "فيروزة" وهذا الثور الهائج يحاول الوصول لها بكل قوته مُستغلًا غياب "عيسي" عن البيت، لكن "فيروزة" كانت اسرع مما يتوقع وعادت إلى غرفتها مُرتعشة خوفٍ وأتصلت بـ "عيسي" بهلع لتقول:-
-ألحجنا يا عيسي، نصر جن على الأخر وبيكسر الباب على عطر
لم يتمالك أعصابه بعد أن سمع أنه يحاول الهجوم عليها من جديد ، فأنتفض من مقعده فى مكتب المزرعة الموجود فى الارض الزراعية وتجاهل وجود التجار الذين جاءوا لأخذ المحاصيل وهرع إلى الخارج ، صعد بسيارته وأنطلق كالمجنون بعد أن أغلق الهاتف....
جلب "نصر" مفتاح إصلاح إطارات السيارات الخاص به ، هرعت "خضرة" إليه بخوف منرد فعل "عيسي" على فعل ابنها ومسكته تمنعه من كسر الباب وقالت:-
-أهدي يا نصر بالله عليك يا ولدي، إحنا مش حمل غضب عيسي دا يرمينا كلتا برا الدار
دفع والدته بعيدًا وقال بصراخ:-
-بعدي ياما، كيف همله مرتي ، دا حجي وحلالي أنا وهو مالهوش صالح بيها ، مبجاش راجل لو هملته مرتي
أبعد "خضرة" عن طريقه بالقوة وبدأ يكسر مقبض الباب بكل قوته وكأنه يفرغ غضبه به، بدأت "عطر" تصرخ من الداخل بذعر خوفًا منه ودموعها شاركت نفضت جسدها فى التعبير عن خوفها من هذا الرجل، كسر مقبض الباب بنجاح لتهرع "عطر" إلى الداخل بخوف حين دخل إلى الغرفة، رمقها وهى تقف فى زاوية الغرفة وتبكي بانهيار تام مُرتدية بيجامة زرقاء حرير بكم وشعرها مُنسدل على ظهرها بحرية، أقترب منها كاللهب الذي يحرقها فقالت بخوف:-
-أياك تقرب مني أنا بحذرك أهو
وقف أمامها يتأملها ولمس وجنتها بأنامله بعيني ثاقبة كالمسحور بجمالها، أبتلعت لعابها بعبوس فقال:-
-أنتِ بتاعتي أنا يا عطر، لما جربت منك حسيت أنى مستحيل أعرف أجرب من ست تانية غيرك، أنتِ كيف السحر اللى سحرني وسرجني من الدنيا، على جثتك وجثتي تكوني لحد غيري أو أطلجك
دفعته بقوة من صدرته بصدمة ألجمتها من حديثه وهو يتحدث عن متعة معها فى حين أنه أغتصب روحها وجسدها عن أي متعة يتحدث وهو قتلها ببشاعته فقالت بمكر:-
-أنت زبالة وحيوان وأنا لو أشجع من كدة كنت قتلتك زى ما قتلتني
لم يتمالك أعصابه أكثر أمامها فصفعها بقوة على وجهها وكأنه أعتاد على تلذذ ضربها والقوة التي يمارسها عليها ومعه تشبع ذكوريته، لم يشعر برجولته وأنه رجل ألا عندما يستقوي علي هذه الضعيفة فصرخت بقوة ، جاءت "حنة" إليه بسرعة تضربه على ظهره حين قال:-
-أبعد عنها، قطع أيدك اللى تتمد عليها
دفع "حنة" بعيدًا لتسقط على الفراش، أخذ "عطر" بقوة وهى تصرخ معه حتى وصلت إلى باب الغرفة وتشبثت به بقوة تقاوم سحب "نصر" لها ، فقد فاض الأمر به ليسحب ذراعها بقوة من الباب ثم حملها على كتفه ونزل الدرج بها و"فيروزة" تضربه على ظهره بقوة وتقول:-
-أنت أتجننت يا نصر، عيسي مش هيرحمك على اللى عملته دا، هملها بجولك هملها
أنزلها "نصر" فى الأرض من تجمع النساء حوله وقال بأختنق:-
-لو أخوكي هيطردني برا الدار يبجي يطردني بمرتي، أنا راضي وفلوسي أنا خابر زين كيف أرجعها
كان مُتشبثًا بمعصمها بقوةحتى لا تهرب منه فقضمت يده بقوة ليصرخ من الألم وترك معصمها فهربت "عطر" للخارج منه خوفًا وخرج خلفها، ركضت مُسرعًا للخارج وتبكي بذعر وهى لا تعرف إذا أخذها للخارج ماذا سيفعل بها؟، توقفت فجأة حين ظهرت سيارة "عيسي" وهرعت نحوه ...
رآها "عيسي" تخرج من المنزل بملابسها وتبكي وخلفها "نصر" فأوقف سيارته ثم ترجل منها وهو يأخذ مُسدسه من تابلوه السيارة، أرتطمت بجسده تختبي به من هذا الوحش لتقول:-
-عيسي
طوقها بذراعه الأيمن يخفي ضألتها فى جسده العريض وحدق بـ "نصر" الذي توقف محله فور رؤيته لـ "عيسي" يلتقط أنفاسه، أبعد قفطانه المفتوح عن أكتافه ووضعه على جسدها يخفيه عن أنظار الجميع وحدق بوجهه، قلبه ينبض بجنون من الخوف مُنذ أتصلت به "فيروزة"، عينيها الباكيتين بدموعها التى لوثت صفاء أزرقها، ووجنتها التى تحمل أثر أصابع "نصر" من اللطم ورجفة جسدها، نظرت "عطر" إليه برجاء ونظرتها تترجاه أن ينقذها من هذا الوحش الذي سيقتلها إذا أخذها، رفع يده يجفف دموعها عن وجنتها بحنان وقال بلطف على عكس نيران صدره من الغضب:-
-متخافيش، جولتلك أنا وياكي متخافيش من حاجة واصل
أومأت إليه بنعم فأخذها فى يده وعاد إلى طريق المنزل لتبتلع لعابها بتوتر وعينيها تحدق بـ "نصر" فهمست إليه بفزع:-
-عيسي، أنا خايفة
لم يجيبها وبمجرد وصوله أمام "نصر" ضرب جبينه بمؤخرة مسدسه بقوة و ركل بطنه بقدمه بقوة ليسقط على الأرض لتفزع "عطر" من قوته وكأن كلمتها الأخيرة هى سبب هذا الغضب فكيف لها أن تخاف وهو هنا بجوارها وحاميها؟ وضع مسدسه فى رأس "نصر" وقال:-
-طلجها
تمتمت "نصر" بغضب قائلًا:-
-جولتلك على جثتي وجثتك أنى أهملك لعيسي
أطلق "عيسي" رصاصته الأول فى كتف "نصر" بغضب بركاني كأنه يطلق العنان لهذا الغضب دون أن يرجف له جفن أو يفكر لثانية مُترددًا، خرج الجميع على صوت إطلاق النار وحين رأت "خضرة" أبنها هرعت إليه، أختبأت "عطر" خلف ظهره وما زال ممُسكًا بيدها فى راحة يده وأرتجفت فزعًا من قوته، بنفس اللحظة الذي وصل فيها "خالد" فى سيارة أجرة مع والده "ناجي" بعد أن أخبره "عيسي" أمس بان يذهب ليحضر والده، وقف الجميع يشهد و"عيسي" يضع قدمه على كتف "نصر" المُصاب بجحود وقال:-
-مش هكررها تانية، طلجها بدل الرصاصة الجاية ما تكون فى فجلبك وهتبجي أرملة
كانت "خضرة" تتشبث بأبنها بخوف من غضب "عيسي" وقالت بتعجل ولهفة:-
-طلجها يا واد... طلجها
نظر "نصر" إلى "عطر" المُختبأة خلفه وقال:-
-صدجينى ما هتخلصش أهنا يا عطر... أنتِ طالج
صرخ "عيسي" فى رجاله وقال:-
-عبد الجواد
جاء "عبدالجواد" مُسرعًا إليه بلهفة وقال:-
-أمرك يا جناب البيه
تحدث "عيسي" بعبوس وقال:-
-شيل الزبالة دا وأرمي برا الدار وحسك عينيك رجله تخطي جوا الدار هقطع رأسك ورجله فيها
بصق ما فى فمه على "نصر" وأخذ "عطر" نحو الدار ليوقفه "ناجي" بغضب سافر قال:-
-هتطرد ولدي من بيت أبوه
ألتف "عيسي" إليه بدهشة ورفع حاجبه بمكر شيطاني وأمامه أفعال "نصر" مع "عطر" وأثر أصابعه على وجنتها مزقته وشعر بإهانة رجولته وهي فى حمايته ويدها التى ما زالت ترتجف فى قبضته تُثير غضبه أكثر من هذا الرجل فقال بإذلال:-
-شكل الخمر والنسوة سرجوا عجلك يا عمي، عشان دا داري مش دارك وأنتوا كلتكم ضيوف عندي ولما يبجي الضيف جليل الرباية يبجي يطرد طرد الكلاب
ألتف ولم يترك مجال للجدال معه، نظرت "هدي" إلى ابنها وهكذا "فيروزة" التى تبسمت رغمًا عنها من تصرف أخاها خصيصًا أنه سار نحو غرفة المكتب مُستشاطًا غضبًا لكنه ما زال ممسكًا بيدها ولم يتركها، هتفت "فيرزوة" بمزاح فى أذن والدتها قائلة:-
-ولدك شكله طب يا ست الحُسن
نظرت "هدي" إلى ابنتها ثم إلى باب غرفة المكتب بدهشة، ولج "عيسي" إلى غرفة المكتب فى ضيق ويتنهد بأختناق مُغمض العينين ليفتحهم ببطيء ورأي وجهها أمامه حين وقفت "عطر" أمامه وما زالت تضع قفطانه فوق رأسها وجسدها تخفي كامل جسدها وشعرها عن الأنظار رغم ظهور القليل من الخصال، ما زالت أثر دموعها يحتل جفنها فقال بهدوء:-
-فى أيه؟ عايزة حاجة تانية غير الطلاج
هزت رأسها بلا، أبتلع لعابه من جمالها كفراشة مُلونة أمامه وقال بحرج:-
-أمال جاية له؟ روحي على أوضتك
تبسمت بخفة رغمًا عنها ثم قالت بعفوية:-
-كان نفسي
رفع حاجبه لها وقال بهدوء:-
-وحد ماسكك ما تروح، يلا همليني لحالي
ضحكت بخفة عليه وهو لا يشعر بنفسه وهو مُمسكًا بيدها طول هذا الوقت وكأن يدها قطعة من جسده ثم رفعت يدها إليه ويده مُحتضنها بأحكام وقالت:-
-أه ماسكني يا عيسي
أنتفض وكأنه أسترد وعيه وترك يدها سريعًا بحرج منها وقال:-
-متواخذنيش
ضحكت "عطر" عليها بخفة روحها ثم قالت بجدية وعينيها تحدق به مباشرة بشجاعة:-
-شكرًا يا عيسي أنك خلصتني منه وأنك جيت فى الوقت دا، أنا معرفش لو مكنتش جيت كان ممكن يعمل فيا أيه؟
رمقها فى صمت يتأملها ولا يعرف عما تشكره وقلبه من أجبره على فعل ذلك وكأنه مُغيب عن الوعي وعقله نائمًا أمام مشاعر قلبه القوية التى تركض نحوها بقوة، خجلت "عطر" من نظراته العالقة بها بجراءة دون حياء وتنحنحت بحرج ثم قالت:-
-عن أذنك وشكرا كمان مرة
هز رأسه بنعم لتغادر من أمامه لكن بعد مُغادرتها أنتبه أن عطرها لم يغارد المكان ما زال عالقًا فى الهواء الذي يتنفسه، رفع يده يمسح فمه ولحيته بحيرة من أمره مُتمتمًا:-
-وبعدهالك يا عيسي أنت.....
توقف عن الحديث حين مرت يده على فمه ووجد عطرها عالقًا بيده فظل يشم رائحتها بلطف هائمًا بها ليُدرك أن تلك الصغيرة علقت بداخله كالسحر وقد فهم موقف "نصر" مع هذه الفتاة، فكل من رآها سٌحر بها وكأنها أدمان أو جنية تسرق قلب كل من يراها، وقد وقع هو الأخر بها فتنهد بحيرة من أمره وماذا يفعل أيكابر ويعاند هذه المشاعر التى تحتله؟ أم يذهب إليها ويأخذها إليه حتى وأن كان الأمر بالقوة؟....
________________________
كانت "خضرة" بغرفتها تضرب قدميها بيدها من هذا الحظ وطرد "نصر" من البيت أمام الجميع مذلولًا فهتفت "خديجة" بضيق:-
-هسكتي على أكدة ياما ، البت دى السبب يالهوي شوفتي عيسي بيعمل عشانها أيه
دفعتها والدتها بعيدًا عنها وقالت بأغتياظ شديد:-
-دا اللى أنتِ فالحة فين عيسي وزفت، أرتاحي يا حيلة أمك عيسي مهيرفعش عينه فيكي
قوست "خديجة" شفتيها بضيق من حديث والدتها وقالت بتذمر:-
-بتجولى أكدة ليه ياما، دا بدل تطيبي خاطري
ضربت "خضرة" يديها الإثنين ببعضهما بسخرية وقالت بانفعال:-
-ياختى ألا ما بصلك وأنتِ جاره هيبصلك دلوجت بعد ما جت ست الحُسن والجمال ولا أنتِ عبيطة جوي أكدة ومشافيش عينيه بتلمع كيف جصادها ، يا بنت الهبلة دا مطلجها من اخوكي عشان ياخدها له ... جومي ، جومي يا خيبة أمك خليني أفكر فى اللى جاي أهم بكتير من خيبتك وووكستك
تأففت "خديجة" بغضب وقلبها يشتعل نارًا من الكره والحقد النابع من غيرتها التى تلتهم صدره كاملًا ، وكرهها يزداد أكثر إلى "عطر" وعقلها يصور لها أن هذه الفتاة سرقت حبيبها منها وحُب عمرها، خرجت من الغرفة غاضبة وتركت "خضرة" تفكر بشرود فيما حدث فبدأت تُتمتم مع نفسها:-
-بجي حتة عيلة تجلب كل الموازين على رأسي، تطرد وولدي مكسور ورأسه محنية وتكسر جلب بنتي، ماشي يا عطر مبجاش خضرة الحشاش لو ما خدت حجي منك وعيسي دا مهيعرفش يعملك حاجة ولا ينجدك من تحت يدي والأيام وما بينا يابنت المصراوية
_________________________
كانت "هدي" جالسة بغرفتها حزينة مُرتدية الأسود بعد وفأة زوجها تحمل المصحف بين يديها وتقرأ به والدموع تتغرغر عينيها، قاطعها صوت دق الباب فهتفت بهدوء قائلة:-
-أدخل
فتحت "فيروزة" باب الغرفة بلطف ودلفت ببسمة خافتة وكانت خلفها "عطر" ، رمقتهما "هدي" فى هدوء ثم أغلقت المصحف ونزعت نظارتها وقالت:-
-تعالي يا فيروزة
تحدثت "فيروزة" بلطف قائلة:-
-ممكن نخرج أنا وعطر نروح المحافظة هنجيب شوية لبس كدة عشان عطر وكمان ناجصها حاجات كتير وتعبت من حاجاتي وبتستحي مني
رمقتهما "هدي" بهدوء، وكانت "عطر" خجولة من هذا الطلب خصيصًا أنها لا تملك المال لشراء شيء أو الخروج من المنزل فقالت بهدوء:-
-خلاص جولي لأخوكي ولو وافج روح بس متعوجوش
أومأت إليها بنعم، وأخذت "عطر" من يدها بلطف وخرجوا معًا لتقول "فيروزة" بعفوية:-
-متجلجيش عيسي هيوافج، هو شديد شوية بس جلبه طيب ومش هيرفض
توقفت "عطر" بمنتصف البهو بحرج ومسكت يد "فيروزة" بهدوء، نظرت "فيروزة" لها فتنحنحت "عطر" بخجل شديد ثم قالت:-
-فيروزة، انا مش عايزة أكون ثقيلة عليكم ولا أشيلكم حملي وهمي، أنا مش عايزة أخرج
تبسمت "فيروزة" بهدوء وأقتربت خطوة من "عطر" ثم قالت بهدوء:-
-ليه بتجولي أكدة أنتِ حتة مننا مش غريبة، أنتِ جصدك على الفلوس صح
طأطأت "عطر" رأسها بحرج فضحكت "فيروزة" وأخذت يديها إلى المكتب بعفوية ثم دخلت بمرحها فكان "عيسي" جالسًا فى المكتب منشغلًا بأعمال حتى دق الباب ليرفع رأسه بجدية ورأى وجه أخته تبتسم أمامه قائلة:-
-ممكن أدخل
أومأ إليها بنعم فدلفت إلى المكتب وهى تسحب "عطر" خلفها بالقوة، نقل نظره إلى "عطر" الخجولة وهى مُتحاشية النظر إليه كليًا، ترك القلم من يده وعاد بظهره إلى الخلف بأسترخاء فتبسمت "فيروزة" حين وصلت أمام المكتب وقالت:-
-عيسي، أنا جصدي يعنى إحنا كنا عايزين نخرج شوية نشتري شوية حاجات لينا ولبس وكدة يعنى
رفع "عيسي" حاجبه بدهشة وقال بجدية:-
-واااا ومن ميتى بتطلعي لحالك يا فيروزة
قوست "فيروزة" حاجبيها بترجي وقالت بعفوية:-
-عشان خاطري يا عيسي كمان عطر محتاجة حاجات متنساش أنها جيت من غير حاجاتها وبصراحة هى بتستحي تطلب منى
نظر إلى "عطر" التى ردت سريعًا قائلة:-
-لا، شكرصا أنا مش محتاجة حاجة
تنحنح "عيسي" بهدوء وأخرج محفظة نقوده ليسحب منها بطاقته البنكية وقال بحنان:-
-خدي يا فيروزة وأشتري كل اللى نفسكم فيه بس خدي مصطفي وعبدالجواد وياكم
أومأت إليه بنعم وألتفت لكي تغادر وهى تحدث "عطر" بحماس:-
-شوفتي هنشتري كل حاجة
همست "عطر" إليها بحرج وقالت:-
-لا أنا مش هشتري حاجة، أنا مش عايزة أكلفكم كفاية تعباكم وأنكم مقعديني معاكم
لم تجيب "فيروزة" فقاطعها صوت "عيسي" الذي تحدث بلهجة قوية وخشنة:-
-فيروزة، هملينا لحالنا
ألتفت "عطر" إليه بعد أن غادرت "فيروزة" لتراه يقف من مكانه ويلف حول المكتب حتي وصل إلى "عطر" لتقول:-
-فى حاجة؟
رمقها "عيسي" بنظرة هادئة تزيد من خجلها مما جعل وجنتيها تتورد بحمرتها، تمتم "عيسي" بلهجة لطيفة:-
-جولتي ايه؟ أنا سمعتك
تنحنحت "عطر" بخجل ثم قالت:-
-قولتك كتر خيركم مقعديني معاكم هشيلكم كمان همي
وضع "عيسي" يديه الإثنين خلف ظهره وقال بحدة:-
-كتر خيرنا!! وبعدين لو مشلتش هم خطيبتي اللى هتبجي مرتي هشيل هم مين؟
رفعت رأسها إليه بدهشة من كلمته وأتسعت عينيها من ذهوله ثم قالت بتلعثم:-
-أنت قولت أيه؟
لم يقوي على النظر لهذا الزوج من العيون دون ضمها، بمجرد ان ترفع عينيها بيه يشعر برغبة فى ضمها والاستماع لضربات قلبها وأنفاسها، تحدث بهدوء:-
-جولت خطيبتي، أنتِ مش خطبتني سابج ولا هنرجع فى كلامنا بجى
أبتلعت "عطر" لعابها بحرج منه وقالت بتذمر:-
-أنا كنت بهزر معاك
أقترب "عيسي" منها خطوة أكثر لتسير القشعريرة فى جسدها وينتفض جسدها خجلًا حين سمعته يقول:-
-وأنا مبهرزش والكلمة عندي وعد، وأعملي حسابك تخلص عدتي وهكتب عليكي أعتبريها فترة خطوبتك ، ومن هنا ورايح أنتِ مسئولة منى وطلباتك اوامر وحسك عينك أسمعك تقولي تجيلة دى أنتِ بنت عائلة الدسوقي يعنى هانم بنت باشاوات وخطيبة الكبير عيسي الدسوقي
لمس ذقنها بلطف يرفع رأسها مُتابعًا الحديث:-
-يعنى رأسك دي تفضل مرفوعة ما عاش ولا كان اللى يحنيها فاهمة
شعرت "عطر" برجفة جسدها أمامه ومن رقة حديثه معها فأومأت إليه بنعم بهدوء ثم غادرت فى صمت ولم تعارضه وهى لا تصدق بأنه يتخذها خطيبة له الآن.....
___________________________
تحدث "نصر" مع اخاه "خالد" فى الهاتف يقول:-
-جولتلك ما ههملش حجي ولا مرتي لعيسي ، خليك بس عيني فى الدار ومعاوزش منك حاجة يا خالد غير أنك تعرفي أول ما عطر تطلع من الدار وسيب الباجي عليا أنا
أغلق الهاتف مع "خالد" بغضب سافر يتملكه وهو جالسًا داخل منزل صغير لأهل والدته ، نفث دخان سيجارته بأختناق وهو يتمتم بنيران الغضب:-
-والله ما هفوتهالك يا عيسي ومرتى هرجعها وبكرة تعرف مين هو نصر الدسوقي
لم ينهي كلمته ورن هاتفه من جديد باسم "خالد" فقال بضيق:-
-ايه تاني؟
نزلت كلمات "خالد" كالصاعقة على صدره التى فزعته من مكانه وهو يقول:-
-خرجت ، أنت متأكد أن عطر طلعت من الدار؟
خرج من المنزل غاضبًا وهذا الغضب ممزوج بسعادة وفرحة الأنتقام وأغلق الهاتف مع أخاه وأنطلق فى طريقه .....
________________________
ترجلت "عطر" من السيارة مع "فيروزة" وكان معهم "مصطفي" مساعد "عيسي" ودلف إلى أحد المولات التجارية وبدأوا يتجولوا بين المحلات واشتروا الكثير من الأغراض بسعادة تغمرهما و"مصطفي" يسير قربهما ليظلوا تحت أنظاره، ذهبت "فيروزة" إلى دورة المياه وتركت "عطر" أمام محل ملابس، نظرت "عطر" إلى محل ملابس حريمي ودلفت لتشتري بعض الأغراض الشخصية، كانت تنظر بحرج قبل أن تأتي "فيروزة" لترتطم بأحدهما من الخلف فألتفت لتقول:-
-أنا أسفة مأخدتش بالي
صُدمت من السيدة عندما نكزت فى كتفها بقوة وصرخت بانفعال على غير المعتاد فى موقف مثل هذا:-
-أسفة ايه وزفت أيه؟ أيه اتعميتي
تنحنحت "عطر" بحرج من صراخها أمام العاملات وقالت:-
-بقول لحضرتك أسفة محصلش حاجة لكل دا
كزت السيدة على أسنانها وذهبت بنظرة أنتقامية، تركت "عطر" كل شيء بيدها وخرجت من المحل ولم تجد "مصطفي" أو "فيروزة" ....
جاءت "فيروزة" إلى المكان التى تركت به "عطر" ولم تجدها وكان "مصطفي" واقفًا محله فسألته بقلق:-
-فين عطر؟
أشار إليها على المحل لتدخل لكنها لم تجد أثر لـ "عطر" وعندما سألت العاملة قالت بهدوء:-
-كانت هنا وشوية ستات أتخانقوا معها فخرجت
شعرت "فيروزة" بقلق شديد وخصيصًا بعد شجار السيدات معها فخرجت تبحث عنها بقلق وخوف من أخاها و"عطر" لم تعرف شيء هنا وإلى أين ذهبت ومع مرور الوقت والبحث الطويل منها مع "مصطفي" ولم يجدوا أثر إلى "عطر" وأيضًا ليس لديها هاتف فأستسلمت للأمر وحلها الوحيد الذي تعرف الأتصال بأخاها فرنت على "عيسي" .......
فزع من فراشه بعدأن سمع صوت بكاء "فيروزة" وقال:-
-أنتِ بتجولي أيه؟ يعنى أيه أختفت يا فيروزة؟ خليك محلك وأنا جاي
خرج من الغرفة كالمجنون وعقله لا يستوعب أن أصابها شيء وكل ما يفكر بها أنها خرجت من منزله وبالخارج هناك "نصر" يسعى للأنتقام منها .......
يتبع