أخر الاخبار

رواية بقلبي اراك فرعونا الفصل السابع والثامن بقلم زينب سمير

رواية بقلبي اراك فرعونا

 الفصل السابع والثامن

 بقلم زينب سمير

فرنسا ، ارض العشاق 

التي لا تضم العشاق 


احيانا تشعر جاسي ببرود حسام ، قسوة قلبه ، وجمود تصرفاته ، عدم شعوره بالمشاعر الطبيعية كـ الحب ، العطف ، الحنان .. اشياء من ذلك القبيل ، تشعر وكأنه خالي من الداخل ، فارغ من المشاعر التي تحتاجها هي 

او انه بالفعل ملئ بالمشاعر لكنه يمنحها لغيرها ويبخل بها عليها ، كل افعاله تشعرها بذلك 

شروده وهو جالس بجوارها يشعرها بذلك ، انشغاله الدائم ، وعصبيته عليها دون سبب ، هي تشعر انه لا يهتم 

لا يهتم بمشاعرها ، لا يهتم بأن يسعدها او يفرحها


بارع هو في اسعاد جميع نساءه الاخريات وعندها هي

ينسي كل طرق التي تعبر عن العشق ، فقط يقابلها بوجهه جامد ، حديث لازع في بعض الاحيان

وان قال كلاما رومانسيا فيكون فارغ ، كأنه يقوله دون ان يشعر به

يقوله فقط لانه يجب ان يُقال...


فتح باب مكتبه بالشركة مستعدا ليخرج منه فوجد اسلام امامه ، نظر له اسلام بتعجب ، وسرعان ما سأله:-

_معقول مروح ؟ غريبة دي

حسام زافرا انفاسه بضيق:-

_جاسي الايام دي زهقانة من قعدة البيت

اسلام مقترحا:-

_طيب ما تخرج

حسام وهي يستعد ليختفي من امامه:-

_مش عايزة ، بتقول محتاجة وقت اتعزل فيه وأكل اكل صحي ، علشان ترجع تستعد لـ المسابقة بتاعتها دي


قال اخر جملة بضيق واضح ، فاؤما له اسلام بتفهم

وهو يعلم جيدا ان هذا افضل ، فـ جاسي عندما تهبط لشوارع فرنسا العزيزة تتناول كل ما هو لذيذ ثم تعود وتبكي علي زيادة وزنها

والتي تكون تتعدي المئتين جرام فقط !!!

ولكن بالنسبة لها .. هي هكذا تبدأ في مرحلة من السمنة التي باتت لديها فوبيا منها

....................

_هحاول استوعب كلامك ، وافتكر ان كل بنت مختلفة عن التانية ، بس برضوا انا لسة عند رأيي .. متحبيش علشان الحب يعني الوجع


كان هذا رده علي حديثها ورسالتها التي ارستلها له بالامس ، لم تعرف بماذا ترد عليه ، تنهدت عاليا وهي تفكر ، لحظات وعاد هو يرسل:-

_نبقي اصدقاء ؟

كذلك لم ترد ، فتابع:-

_زي علاقتك بحسام بالظبط ، هطمن علي مصر من خلالك


لم تعرف ماذا دهاها ، لكنها وافقت علي طلبه

بل بعد فترة ، اصبح صديقا عندها علي برنامج " الفيس بوك "


العلاقة كانت تتوطد بينهم تدريجيا ، من مجرد معرفة الي صداقة ، اهتمام بالاخر وارسال كل فترة رسالة لـ الاطمئنان عليه ، تعلق علي صوره ومنشوراته

منذ فترة بعث لها دعوة لـ الدخول لاحدي الجروبات ، فدخلت فورا حتي دون ان تعرف عن ماذا ذلك الجروب يتحدث .. !!


_طيب وانت عرفت منين انك بتحب ماري ؟

بعثتها له فجأة بوسط محادثة جمعتهم ، تأخر رده لكنه بالنهاية اجاب:-

_كنت ببقي سعيد لما بكلمها وبحس اني مشتاق ليها اول ما تغيب عن عيني ، قلبي كان بيوجعني وجع حلو وانا شايفها قدامي بتضحك ، ضحكتها كانت بتقدر تحلي يومي 

ابتسمت وهي تقرأ كلامه ولكن عندما تذكرت انه يتحدث عن حبيبته السابقة تهجمت ملامحها 

اكمل هو:-

_بس بعدين ، مع الوقت ولما سابتني ، لقيت ان ضحكتها مكنتش محور سعادتي ، وان قلبي زمان كان بيتبسط لما ابويا كان بيجبلي هدية برضوا ، وبعدين لما كبرت في شغلي قلبي كان بيوجعني نفس الوجع الحلو ، عرفت انها مكنتش محور ساعدتي وان الشعور اللي كنت بحس انه منفرد ومختص بيها ، دا بحسه مع اي حاجة جديدة في حياتي


عادت تبتسم وهي تتساءل بداخلها لما هي سعيدة ؟!


ولكن عادت تتساءل مرة اخري ، أيستطيع احدهم ان ينسي من يحب بسهولة الي تلك الدرجة ؟!


هي متأكدة بأنه احب تلك الماري ، وانه بالفعل كان حبا حقيقيا ، لكن نتيجة لافعالها ووجعه بسببها

هو بالفعل نسي ذلك الحب ، او انه تنساه 

تنساه كي يحيي دون ألآم ودون احزان .. دون ذكريات كانت تعصف برأسه فتجعله يصرخ من القهر

......................

               " تعرف اية عن المنطق يامرسي "


راحت ضحكات الفتيات الثلاثة ترتفع في غرفتهم التي يمتلكوها في السكن الخاص بالجامعة، بمدينة اسيوط ، وهم يسمعون مسرحية " مدرسة المشاغبين "

ضحكات من فترة كانت تخرج من القلب .. لكنها الان 

ابعد ما يكون عن القلب ، هي فقط ضحكات يخرجون فيها ألامهم 

فـ من سيضحك من القلب ؟!!


هدير الذي عاد قمير غريبا عنها بعدما شعرت بعد اخر موقفين ان هناك املا قد يجمعهم 

لكن الامل بات رماد الان وهي تري المسافات ابتعدت بينهم مرة اخري


ام .. هايدي 

ومحمد مازال لا يجيب عليها ، ابتعد عنها ابتعادا ملحوظا ، حاولت بشتي الطرق ان تكلمه وتحادثه لكن محاولتها اتت بالفشل ، فهو قطع كل انواع التواصل معها ومع غيرها

بعد وفاة والدته ، انعزل عن الجميع وكأنه زهد الحياة الدنيا ،ورأها ظلاما غاب عنه نوره والتي لم تكن سوي تلك التي انجبته


بينما منار .. فحكايتها اخري

هي تقع في حب معقد ، متألم من اخري ، متوجع من الماضي ، كاره الحاضر ، لا يفكر في المستقبل

هي وقعت في حب موجع ، لطالما حذرت اصدقاءها كي يتلاشوا الوقوع فيه

ذلك الحب الذي يأخذ لا يعطي ، يأخذ من مشاعرنا ، افراحنا ، سعادتنا 

لكنه احيانا فقط .. يعطينا بعض الابتسامات الخاطفة...

...................

بـ منزل حسام .. بـ فرنسا


كان حسام جالسا في غرفة الصالون ومعه اسلام ، يتناولون المقرمشات وهم يستمعون لاحدي المباريات ، جاء فاصل اعلاني في المنتصف ، فـ انقطع انتباههم عنها ونظر حسام له هاتفا وهو يغمز له:-

_حاسس بتغيير كدا

اسلام بعدم فهم وهو يتناول احدي انواع المكسرات:-

_تغيير في اية ؟!

حسام بعبث:-

_يعني سهر بالليل وكلام في الفون ، وتعليقات كدا وحوارات من دي

بدأ بفهم حديثه فقال نافيا:-

_لا لا مش زي ما انت بتفكر

حسام:-

_والله !! هعمل نفسي مصدق بس انا عايز اسأل سؤال شاغل فصوص عقلي 

همهم اسلام طالبا منه الحديث والتساؤل ، فقال حسام:-

_امتي حصل التطور دا !؟ امتي اتقبلت تتكلم معاها ، اخر رسايل بعتها ليها واللي قريتها بالصدفة عندك مفروض لو انا مكانها معبركش او ارد كنت همسح بيك البلاط واعملك بلوك

اسلام ضاحكا وهي يستريح في جلسته:-

_دا علشان انت قليل الادب لكن هي محترمة ، كل الحكاية اني بكلمها لاني اشتقت لمصر واكلم حد فيه الروح المصرية زيك كدا 

حسام ناظرا له بنصف عين:-

_دا من امتي دا ؟! طيب انا لا عندي قريب ولا غريب اكلمه فمسكت فيها ، لكن انت ... ما شاء الله اصحابك و عيلتك بيتمنوا تتف عليهم مش تكلمهم

اسلام بقرف:-

_يخربيت الفاظك ..ياسيدي هو كيفي كدا اكلمها هي 

تنهد وعاد يكمل:-

_علشان غريبة 

حسام بفضول لا يغادره ابدا:-

_طيب مش ملاحظ النوع .. هي بنت وكدا

_مش هقول حاسس انها غريبة عن ماري ، وانها طيبة وكدا ، لكن هقول انها كانت زي ماري في الاول وزي اي بنت اي حد هيتعرف عليها ، في البداية هتكون لطيفة وكويسة وطيبة وانا مبسوط من كدا ، احنا مش بنحب في بعض احنا مجرد اصدقاء ، لما تبدأ تظهر وشها التاني هكون اكيد بعيد عنها

همهم حسام بتفكير ولم يرد

لحظات وانقطع الفاصل وعادت المباراة من جديد ، فعادوا يشاهدوا بحماس من جديد...

..................

زفرت بضيق وهي تضع هاتفها بجوارها ليأتيها صوت زوجها وهو يدخل من باب المنزل:-

_مالك بس ياناهد ، بتنفخي لية كدا ؟

نظرت له تحادثه بوجع:-

_منار مش بترد 

جلس بجوارها ، يربت علي كتفها وهو يقول ببساطة:-

_طيب ومضايقة لية بس ، ما يمكن في محاضرة ولا حاجة ومشغولة

ناهد بضيق وهي تطبق علي اسنانها:-

_مشغولة من ساعة ما راحت ياحامد ؟ دي بقالها تلت ايام ولا فكرت ترفع عليا تليفون

صمت ولم يرد ، نظرت هي للامام تقول بآلم:-

_انا حاسة انها ما بتصدق تبعد عننا ، مبتفكرش تكلمنا واخرها ترد علي مكالماتنا كل فين وفين ، وبتكلمنا وكأنها مكالة تقيلة علي قلبها ، عايزة تخلصها بسرعة بسرعة


كان يشعر بالحزن ، فهو يشعر بكل تلك الاحاسيس ايضا ، لكنه رغم ذلك هتف في محاولة منه ان يصبرها ويبعد عنها ما يحزنها:-

_متفكريش كدا ياناهد ، هي بس لما بتبقي مع اصحابها بتنسي نفسها فممكن تكون مشفتش رنتك بس

هتفت وهي تتمني ان يكون هذا بالفعل ما حدث:-

_ممكن برضوا .. المهم تاكل ؟

قال باسما:-

_ياريت احسن عصافير بطني بتسوسوا من الجوع

..................

_ في بعاد في المسافات ، بس قلبي جنب قلبك ساكن _


نظرت لهم وهم نائمون بجوارها بصمت وعادت تنظر لـ السقف بنظرات حزينة ، كانت اضواء الغرفة مغلقة لكن نور القمر دخل لها من النافذة المفتوحة يساندها ويسليها 

بالشقف تخيلت ملامحها الباهتة ، دون لون ودون حياة

فأبن الجيران ذلك الساكن لقلوبها لا يراها ، لا يشعر بها ، لا يحس بقلبها


اين هي واين هو ؟!


هذا السؤال له عدة اجابات ..


فهي بمكان وهو بأخر .. اذن فهو لا يراها لتشغله


هي بعالم الاحلام وهو بالواقع الذي يحقق فيه كل ما يريد وله من المغامرات النسائية ما يجعله لا يفكر فيها 


هو ذلك الفتي الوسيم الجاذب لـ العذاري ، وهي تلك الباهتة التي لا تجذب الاعمي حتي .. هو فقط من يراها هكذا 


تنهدت وهي تشعر بوادر الاحباط سيغمرها ، لكن لحظات وبدأت افكار غريبة لم تغذوا قلبها من قبل تحتلها

مثل ...

ان تجد قمير قريبا يقوم بعزومتها علي حفل زفافه !!

بعدها بفترة تسمع خبر حمل زوجته !!

ثم ... ثم ماذا ؟!

تري طفله يلعب بالشارع امامها وهي ستكون خلف ستائرها تراقبه بعيون دامعة

لا .. لن تستطبع ان تتحمل ان تري اشياءا كتلك 

هي يجب ان تتصرف ، تحاول ان تجذب انتباهه ، يجب ان تجعله يراها 


صرخت وهي تنتفض من علي فراشها:-

_مناااار

انفزعت منار وانتفضت من علي فراشها نفضا هي وتلك المسكينة هايدي ، فتحت هايدي نور الغرفة الخافت الذي يقبع مكبسه بجوار فراشها وهي تصيح بعيون ناعسة:-

_بتزعقي لية يابقرة

كذلك منار قالت وهي تفرك عيونها بيدها بنعاس:-

_بتصرخي لية زي الهبلة ياهدير

تجاهلت حديثهم معا وابتسمت وهي تقول بحماس انثوي:-

_انا قررت اوقع قمير في حبي

منار بجهل وعدم فهم:-

_ودا من اي جهة دا !!!

هدير بخبث:-

_مش هو عرف كل انواع البنات .. انا بقي هبقي كلهم مع بعض ، الخجولة و الجريئة ، المحترمة و البريئة ، وقليلة الادب والشيك .. هبقي كلهم كلهم مع بعض 


ناظروها الاثنين بزهول ، لكن لحظات وعادوا يغفوا علي فراشهم وكأن لم يحدث شئ

فهي تقول هذا دوما .. ثم ، لا يحدث جديد


لكن الان سيحدث ، لانها تخيلت ما جعل قلبها يتألم وهي تتوقع ان هذا قد يحدث في يوما ما ويبات حقيقة

وتري .. قمير يسير بيده زوجته وخلفه لفيفا من الاطفال....


بقلبي أراك فرعونا :-

_ الفصل الثامن _


تذكرت انها منحته وعدا بـ الا تتركه ، وان العلاقة اتوطدت بينهم جدا حتي باتوا اصدقاء ، لا يستطيع هو الاستغناء عنها ولكن كـ صديقة ، وهي لا تستطيع ان تستغني عنه ولكنه كـ حبيب


نعم حبيب ، متي احبته ؟! 

لا تدرك لكنها بالفعل تشعر بخيوط من الغرام تتشابك حول قلوبها وتنجذب له هو فقط ، بأصابع يدها راحت تسطر رسالة له:-

_هدير سافرت لـ سوهاج ، شكلها المرة دي هتنفذ وعدها اخيرا وهتوقعه 

جاءها رده:-

_كويس ، اخبارك انتي في الدراسة !

منار:-

_تمام .. عادي يعني الايام بتمر ببطء وزهق ، اسلام هو انت فعلا روحت عند دكاترة نفسيين ؟!


كانت قد علمت بهذا من حسام من قبل ، وقررت ان تحادثه ليفيض بالماضي معها ، في وقتا يكون عقله صافيا فيه


اراح جسده علي فراشه ، وهو ممسك بيده الهاتف ، تنبئ بغضبه عندما يقرأ الرسالة ، لكنه لم يشعر بذلك وهو يراها تفتح سيرة الماضي .. ماذا اصابه بحق الله !!

_فعلا روحت عند دكاترة نفسيين كتير ، هنا وفي مصر ، بس مرتحتش غير مع الدكتورة جيسيكا وهي اللي قدرت تخليني اتكلم وارجع شوية لطبيعتي 


منار بتوجس:-

_ومين جيسيكا دي كمان .. عندها كام سنة ؟!

ابتسامة ارتسمت علي شفتيه من الطرف الاخر وهو يشعر بغيرتها ثم اجابها:-

_دي الدكتورة يامنار ، عندها حوالي خمسة وخمسين سنة


تنفست الصعداء وهي تقرأ العمر ، ودن سابق انذار كتبت اهم رسالة في حياتها:-

_اسلام .. انا بحبك ، الاول كنت معجبة بيك بس بعدين الاعجاب تحول لـ حب ، انا عارفة انك مش بتبادلني مشاعر بس كان لازم اعترف ، لو عايز نكمل مع بعض كـ اصحاب انا موافقة ، انا بس كنت عايزة مشيلش حاجة في قلبي ، لكن لو مش متقبل كلامي اعملي بلوك وانا مش هزعل


لكنه كان قد اغلق ، بالفعل كان مغلق


ولم يراها...

......................

اخذت هدير كوب الماء من يد السيدة مروة والدة قمير ، كذلك اخذت شريط الدواء ، وضعتهم علي طاولة بالجوار ثم نظرت لها قائلة ببسمة:-

_بالشفا ان شاء الله 

ابتسمت السيدة مروة لها بحنان مرددة بشكر:-

_تسلميلي ياهدير يابنتي ، والله الكام يوم اللي غيبتيهم دول قطعوا بيا ، متروحيش السكن دا خالص وخليكي معايا 

جلست علي مقعد مقابل لها و:-

_انا بفكر فعلا اعمل كدا ، بس لسة مقررتش اوي

ثم وقفت وراحت تدور حول نفسها تريها ملابسها الجديدة الانيقة وهي تقول:-

_مقولتليش اية رأيك في اللبس دا 

مروة بأعجباب:-

_حلو اووي ، جديد دا صح ؟!

هدير:-

_ايوة ، كان معايا فلوس وملقيتش حاجة اضيعها فيهم غير الهدوم


نظرت لساعتها ثم نهضت مغمغمة:-

_همشي انا بقي علشان ورايا مذاكرة

وودعتها بحب وغادرت الشقة


في طريقها لـ هبوط درجات السلم ، كان قمير يصعد ، وهو يطلق صفيرا عاليا ، فكرت كثيرا ماذا تفعل وبوسط تفكيرها وهي تهبط درجات السلم التوت قدماها ببعضها فتأوهت بوجع وهي تستعد لتسقط علي درجات السلم


لكن يده كانت اسبق حيث مدها وامسكها سريعا يسكنها بين يديه ، اشتدت هي في امسكاها لذراعيه وهي تغمض عيونها ، بينما هو راح يراقب ملامح وجهها الوسيمة بنظرات باردة بالخارج


استوعبت الامر اخيرا فأبتعدت عنه سريعا وهي تهمس بتألم:-

_اسفة مأخدتش بالي

اؤما بتفهم ثم رمقها جيدا ورمق مظهرها الجديد بأعجاب هاتفا:-

_اية النيو لوك الجديد دا !!

خجلت وجنتيها وهي تلمح نظرات الاعجاب بعينيه ولم تستطيع ان ترد ، فأكمل هو:-

_والله مش مصدق انك هدير 

ثم انغص جبينه بضيق سائلا:-

_بس لية التغيير دا ؟

ادركت ما يفكر فيه وانه ربنا ظن انها تحب اخر ، فقررت الضغط علي ذلك الوتر وهي تستأذنه بخجل واضح وتهرب من امام عينيه

تاركه اياه يفكر بجنون مَن الذي من الممكن ان تحبه تلك الصغيرة 

وهي بهذا السن !!

........................

تلك الليلة هي الليلة بعد الثانية التي مرت علي وقت ارسال الرسالة ، اسلام كان مختفيا دون سبب ، لم يري رسالتها لحتي الان

ظلت تقرأ محادثتهم القديمة بحزن فوقعت عيونها علي بعض الحمل التي قالها

_انا مش عارف ، بس حاسس اني بدأت اثق في الحب بسببك مرة تانية

_تتوقعي فعلا في بنات كويسة ؟!

_انا مستحيل احب بس مش هبقي متحامل علي الحب مرة تانية ، سكتي غير سكة الحب ، هو في طريق وانا في طريق

_انا مفيش اي بنت بقيت بتعجبني ، مش لانها حلوة بس لاني عارف ان الجمال الخارجي مش كل حاجة

_ماري كانت فاتنة من برة ، لكن من جوة فـ هي فارغة اووي ووحشة اوي


وغيرها الكثير ..


تنهدت ووسط ما هي تقرأ وجدته يكتب لها توترت لدرجة انها القت الهاتف بعيدا عنها لحظات وامسكته مرة اخري وقرأت ما دونه:-

_انا مش هعملك بلوك ..


فقط .. هذا فقط ما ارسله ردا علي حديثها


وعاد يقول:-

_انتي مش قولتلي هنكمل اصحاب ؟! انا عايزك كـ صديقة في حياتي 


شعرت وكأنه خجل ان يكتب بعد تلك الكلمات كلمة " و بس .. صديقة وبس " 

لكنها رغم ذلك راضية بتلك العلاقة التي تربطها به ..

...........................

كانت هايدي تخرج من بوابة جامعتها فوجدت محمد في وجهها ملامحه الوسيمة باتت في غاية البهتان والذبول 

اقتربت منه بسعادة غامرة وهي تصيح بصوت عالي:-

_محمد 

ومن سعادتها كادت تحتضنه بأندفاع لكنها تمالكت نفسها باللحظة الاخيرة


لم يكن مبتسما ، وجهه كان عابسا وبشدة كأنه يحمل حملا فوق عاتقه ، قالت وقد بدأت تلاحظ حالته:-

_متزعلش يامحمد كلنا كدا نهايتنا الموت 

خرج صوته جامدا:-

_هايدي .. احنا لازم نسيب بعض


اجفلت من حديثه وعادت خطوة لـ الوراء بزهول وهي تقول:-

_انت واعي انت بتقول اية ؟!

عادت تلك الخطوة التي رجعتها وراحت تقول:-

_انا هفضل معاك لـ حد ما تبقي كويس ، مطلعنيش من حياتك في لحظة حزن او ضعف يامحمد ، انا مقدرش اعيش من غيرك ، هفضل مستنياك ومستحملاك والله لحد ما تبقي كويس بس انت متسبنيش


كلامتها لم تغير شيئا فيه سوي انها زادت من قسوة وجمود ملامحه ، حاولت ان تستعطفه بحديثها لكنه لم يرمش له جفن حتي

_محمد ارجوك ، انا من غيرك اموت والله ، انا بحبك اووي وانت عارف

تطلع لملامحها بهدوء ، ثم خرج صوته باردا قاسيا:-

_انا هتجوز نهي بنت خالتي..


وثم ماذا ؟!


غادر دون حديث ، وظلت هي في مكانها تطالع اثره التي اختفي بصدمة

ودمعة وحيدة سقطت من عيونها


كانت تشعر تلك المرة عكس كل مرة فاتت بأن النهاية اقتربت ، نعم تحاول ان يتجمعوا لكن إحساسها بالفعل كان قوي

ولكنه غادر بقسوة ، تاركا فيها جرحا غائرا

وهي تعلم تمام العلم ، بأن هناك اخري ستشاركها قلبه وعقله

..........................

والان ماذا ..


ثلاث قلوب جراح في عالم الحب 

والثلاثة اصدقاء .. هدير تلك التي تتشبث بأمل زائف

منار التي غادرها الحب قبل ان تشعر به

واخري تعلم ان يوما ما ستسمع بخبر زواج حبيبها


كانت تتصفح هاتفها بملل فـ اسلام غالق لحسابه الان ولا تجد من تحادثه وجدت من يدخل لها علي حسابها ويراسلها هاتفا:-

_الهانم اللي نسياني

بسعادة اجابته:-

_حسام اخبارك ؟!

_تمام .. بس اية الجمدان دا انتي عملتي مع اسلام اللي الدكاترة مقدرتش تعمله دا بقي بيبتسم يابنتي 

قالت بغرور مصطنع:-

_علشان انا مش اي حد

تنهد مجيبا عليها:-

_انا عرفت انك بتحبي اسلام

توترت من الناحية الآخرة ولم ترد .. فأكمل:-

_نصيحة مني حاولي تبعدي او تنسي مشاعرك دي ، اسلام مستحيل يحبك

قالت بأصرار:-

_هيحبني ، انا متأكدة انه في يوم هيحبني

_نتراهن 

قالت بحماس:-

_نتراهن انه هيحبني وفي اقرب وقت كمان ..

ثم عادت تسأل:-

_اخبارك انت وجاسي اية ؟

تنهد عاليا من الطرف الاخر ثم اجاب:-

_تمام .. كويسين متشغليش بالك انتي بينا 

وعاد يكمل بمزاح:-

_ورينا بس شطارتك وانتي بتوقعي الفرعون في الحب

منار:-

_هو مش عايز خطط علشان يقع ، هو عايز يحس معايا بالأمان....

                    الفصل التاسع من هنا

لقراءة الفصول اضغط هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close