أخر الاخبار

رواية بقلبي اراك فرعونا الفصل الثالث عشر والرابع عشر بقلم زينب سمير

رواية بقلبي اراك فرعونا

 الفصل الثالث عشر والرابع عشر

 بقلم زينب سمير

هل تصدق ان ببعض الحب قد تتحول الحياة الي جنة ؟


كذلك تحولت حياة جاسي وحسام لـ جنة بعد اظهار قليلا من الحب من حسام لها ، حياته معها في نعيم حقيقي منذ لحظة فوزها بالمسابقة ، سهرات جميلة ، احاديث مسلية ، طلات مثيرة ، بعدما كان يشعر بالملل والروتين من معيشتهم وبات يكره العودة الي البيت ، صار يعود قبل ميعاده بساعات ، يلغي جميع سهراته ونسي جميع الفتيات عداها


حقا بعض التغيير يؤدي الي حدوث نتائج في غاية الروعة !


كانت تقف امام موقد الطعام ، تقلب حبات الارز الابيض بأهتمام ، فجأة وجدت من يحتضنها من ظهرها ، شهقت ونظرت خلفها فوجدته هو .. زوجها الحبيب حسام

طبع قبلة علي احدي وجنتيها وهتف:-

_بتعملي اية ؟

اجابته بنبرتها الرقيقة:-

_بعمل اكل لحبيبي 

طبع قبلة اخري علي وجنتيها الاخري ، اكمل حديثه كذلك:-

_حبيبك اللي هو انا ؟

التفتت له فصار وجهه في وجهها ، مدت يدها لتعانق عنقه ، قالت هي الاخري بغنج:-

_مفيش غيرك

ابتسم بزهو وفخر ، اقترب ليقبلها ثم ابتعد

هتفت وهي تلتفت لتقلب حبات الارز سريعا قبل ان تحترق:-

_اعمل شور بسرعة قبل ما الاكل يطيب حسام

اؤما بحسنا وترك المطبخ 

وصلت رسالة له بذات الوقت من منار 

محتواها " مبروك علي فوز جاسي بالمسابقة "

فقط انتشر الامر علي بعض وسائل الانترنت ، فـ اجابها 

" الله يبارك فيكي يامنار ، عقبال ما تتحقق احلامك انتي كمان "


وكانت جميع احلامها تلتفت حول شيئا واحدة وهو ان يحبها اسـلام ..


قبل تلك الاحداث فقط بساعة ، بمصر 


اجواء الاحتفال بالخطبة بدأت ، نغمات هنا وهناك ، رقص ، احتفال ، سعادة محمد وهايدي كانت واضحة لـ الاعمياء 

جاءت والدة هايدي بـ خواتم الخطبة ، التفتت الانظار عليهم بتلك اللحظة ليروا الامر بدقة ، ابتسم هو والتقط خاتم خطبتها ، مد يده ليمسك يدها فحاولت ان تبعد يدها عنه بدلال ومزاح

حاول مرارا وهي تبعدها والضحكات تتعالي بالمكان ، تحركت هدير بتلقائية وثبتت يد هايدي بين يدي محمد

وهي تنطق بهمس لا يسمعه سواهم:-

_بطليلي محن انتي وهو ، انا عارفة انك هتموتي وتلبسيها من زمان اصلا

نظرت لها بشزر اما محمد فضحك علي حديث هدير ونظرات هايدي الحانقة


كان قمير يتابع حركات هدير بشغف ، كانت جميلة ك عادتها حديثا ، ترتدي فستانا مشابها لـ الذي ترتديه منار ، ازرق اللون وبه بعض الورود البيضاء كذلك حجاب ابيض زاد من جمالها

عندما ابتعدت عن العروسين اقترب منها ، توترت وهي تلمحه يأتي نحوها ، لكن حاولت ان تتماسك

نطق بتلاعب:-

_عقبالك

اجابت بخجل:-

_شكرا 

صمتت وتابعت بخجل واحراج اكبر:-

_عقبالك انت كمان

فنطق بصراحة ونبرة ذات مغذي اخيرا:-

_انا وانتي ان شاء الله في كوشة واحدة 


نظرت له بذهول فأبتسم وتركها دون حديث اخر

ذلك الابلة ماذا قال بالله ؟ أيقصد انها ستكون عروسه ؟ ام انها تتخيل ام ماذا بالضبط ؟

بالاخير هل يشعل النار في عقلها ويغادر هكذا بكل برود ؟!

أمجنون هو ؟!

..................

بـ منزل اسـلام ..


علي طاولة الطعام ، اصطفت العائلة ، والد ووالدة اسلام ، شقيقه وهو ، راحت والدته تطعمه بيدها لقيمة فأخري دون تمهل 

كان المراقب لتلك الحالة اخيه طارق الذي نطق بضحك:-

_ارحميه ياماما الواد خلاص قرب ينفجر

قالت وهي تضع بفمه قطعة لحم مشوي:-

_خليه يتغذي ، دا ياعيني كان جاي هفتان من باريس دي

طارق بأستنكار:-

_جسمه شوية كمان وهيفصل تلاتة من حجمي ودا كله وهفتان ؟

وفاء:-

_بصله بقي في جسمه علشان يتعب ويمرض ، يمكن ترتاح

ابعد عيونه عنهم وهو يردد:-

_علي اية ، انا مش هبصله تاني اصلا


ابتلع اسلام ما بفمه ونهض سريعا ، وجهه حديثه لوالدته:-

_كفاية ياماما انا خلاص قربت انفجر

كادت تتحدث فقال والده:-

_كفاية ياوفاء الواد هيجبلك معدة لدا كله منين 

بعث له قبلة بالهواء ناطقا:-

_حبيبي ياحاج


ذهب ليغسل يديه ثم عاد لهم ، قال وهو يقبل يد والدته:-

_همشي انا بقي

قالت والدته بزعر:-

_تمشي من دلوقتي ؟ لسة في وقت كتير علي الطيارة

قالت بتنهيدة عالية:-

_في مشوار ورايا عايز اعمله قبل ما اروح

قال والده بشك وقلق:-

_مشوار اية دا يابني


ظن انه خاص بـ تلك الفتاة .. حبيبته السابقة


فهم اسلام قصده فقال ليطمنه:-

_متقلقش ياحاج ، حاجة كدا سريعة خاصة بالشغل نسيت اعملها في الاسبوعين اللي فاتوا


اؤما بتفهم واطمئنان ، كذلك نهض هو وطارق ليسلما عليه

قال طارق:-

_اوصلك ؟

اؤما بالنفي قائلا:-

_لا ، مفيش داعي ، عايز اروح المشوار دا لوحدي


فـ اؤما له طارق بتفهم وهو يربت علي كتفه بحب اخوي خالص ..

...............

_عايز اقابلك 


هكذا كانت محتوي رسالة اسلام لمنار وهي بمنتصف حفل الخطبة ، كان ينوي الهروب منها ، بل هو قرر المغادرة مبكرا لـ الهروب من التفكير فيها ، لكن دون شعور وجد نفسه يريد ان يقابلها ، لم يطاوعه قلبه بأن يأتي لمصر ويغادر دون ان يراها ويحادثا وجها لوجهه


اجابته بأستنكار:-

_تقابلني فين ! انا في خطوبة هايدي

قال بتعند ممزوج بكلمات تأثيرية:-

_مليش دعوة انا عايز اقابلك وخلاص ، انا مسافر كمان تلت ساعات وعايز اشوفك قبل ما اسافر

بعثت له بفزع:-

_مسافر بالسرعة دي ؟!

_ايوة

تنهدت ولم تعرف ماذا تفعل ، تترك الحفل ام تتخلي عن زيارته ! 

لم يترك لها مجال لـ التفكير ، حيث بعث رسالة اخري لها:-

_قوليلي فينك دلوقتي وانا هاجي اخدك .. 


وبالفعل كتبت له العنوان ..


بعد قليل .. بأحدي الكافيهات  


جلس اسلام علي طاولة وامامه كانت منار ، بينهم طاولة وعليها كوبين من عصير البرتقال الطازج ، كانت هي متوترة ومشدوة ، لا تعرف ماذا عليها ان تفعل ، تلك اول مرة تقابل فيها شابا ويبقي امامها هكذا وجها لوجهه 

كما ان الشاب ليس اي احدا ، بل هو اسلام .. حبيبها صعب المنال 

كان حاله هو غيرها نعم متوتر لكن توتر من نوع اخر ، متوتر من مشاعر مبهومة هو لا يريد ان يفسرها ، متوتر من افعال يفعلها بتهور ودون تخطيط .. ك تلك المقابلة التي جمعته بها الان


تنهد وهو يهتف اخيرا بعد صمت طويل احاطهم:-

_الصورة اللي اتخيلتها عنك كانت بتشبهك بالظبط 

نظرت للارض بخجل ولم تتحدث ، فتابع:-

_انا الحقيقة مكنتش عايز نتقابل بالطريقة دي واجيبلك بسرعة من غير خبر ، بس مقدرتش اسافر من غير ما اشوفك

تطلعت له بذهول ، أهو واعي لحديثه ؟

لاحظ صدمتها فأبتسم عليها بقوة واردف:-

_انا مستغرب كلامي دا زيك بالظبط ، معرفش لية بقول كدا .. بس فعلا الكلام بيخرج من غير تخطيط ، منار انتي فيكي حاجة غريبة بتخلي الواحد يرتاح معاكي علطول ، معرفش الكل بيحس معاكي بنفس الراحة ولا انا بس 


حديثه كان من وجهه نظرها مدح ، فخجلت فورا ونظرت للارض ، نطق هو اخيرا بعد زفير طويل:-

_انا مشاعري ملخبطة جدا ، بعد حكاية ماريان وانا واقف من الحب وبيني وبينه الف سـد ، الستات حتي مكنتش بطيق اتكلم معاها الا امي وكذا واحدة طبعا ، لما قولتي انكم مختلفين وان انا فعلا اكيد علي الاقل مبشوفش امي زي ماري وانها مش خاينة ، فكرت في الامر كتير لقيت فعلا جاسي رغم كل اللي بيعمله حسام وهي عارفة بيه بتحبه ومكملو معاه ، امي استحميت كتير في الاول مع بابا ومسبتوش ، اخويا كل يوم مشاكل مع خطيبته ومسبتهوش ولا خانته ، الف حكاية وحكاية ومفيش ست فيهم كانت خاينة ووحشة ، الغلط كان عليا لاني اخترت من الاول غلط


تنهد طويلا وهي تسمع له بأهتمام وفضول ، تنتظر ما سيقوله من حديث اخر ، بالفعل اكمل:-

_بعدين لقيت نفسي بكلمك من غير شعور ، بكلمك في اي كلام واي حوار ، حتي لو قولت " ازيك " وانتي قولتي " الحمدلله " ببقي فرحان اني كلمتك ...

صمت ثم قال بتوتر:-

_حسيت بعد كدا اني معجبك بيكي ..


والله ثم والله هو لم يكن يجهز هذا الحديث ابدا ، بل هو قرر السفر كي لا يقول هذا الحديث

بالله ماذا حدث ؟ ما الذي يتفوه به هذا ؟

أ لبسه شخصا اخر ؟ ام ماذا ؟!!


كاد ينطق بحديث اخر لكن هي كل اعصابها ترتجف من اثر السعادة والذهول ، نهضت عن مكانها وهي تقول بأرتجاف:-

_هدخل الحمام ، لحظة بس وجاية 

تفهم حالتها فأؤما لها بحسنا وسرعان ما غادرته متوجهة نحو دورة مياة السيدات ...

.................

بدورة المياة ..


وقفت امام المرأة ترتجف اثر سعادتها ، معجب بها ، هي التي توقعت انه لا يراها وظنت انها لا تفرق معه .. لكنها كانت تشغله وتشغل تفكيره كما كان يشغلها ويحوز علي اهتمامها وقلبها بالتدريج ، كاد ينطق بحبه لها ، بالله كاد ينطق ..


فتحت صنبور المياة واخذت بعض من المياة الجاري علي يدها ، مسحت بالماء علي وجهها ليرطبه والضحكة مرتسمة علي وجهها 

اغلقت الصنبور سريعا وجففت وجهها بـ قطعة قماش ورقي .. قررت كذلك الخروج سريعا له لتستمع لباقي حديثه


بنفس ذات الوقت عنده ، لم يدعي لـ التفكير طريقا له كي لا يتحكم به عقله ويقازف عليه الذكريات السوداء تباعا فيجعله بحال غير الذي عليه الان وينقلب الامر ، حاول ان ينشغل بأي شئ ، بتلك اللحظة ارتفع صوت شعار بوصول رسالة علي هاتفها الموضوع علي الطاولة وانفتحت شاشته ، نظر له وكاد يبعد نظره عنه حتي لمح مرسل الرسالة والذي لم يكن سوي حسام


مسكه بفضول وفتحه ، ظهرت امامه المحادثة التي تجمع بين حسام و منار

كانت اخر رسالة ارسلتها له هي المباركة له وهو اجابها علي تلك المباركة

صعد قليلا باصبعه لاعلي بفضول ليقرأ رسائلهم

فوقعت عيونه علي المحادثة قبل الاخيرة التي جمعتهم  

وكان محتواها 

" قالت بأصرار:-

_هيحبني ، انا متأكدة انه في يوم هيحبني

_نتراهن 

قالت بحماس:-

_نتراهن انه هيحبني وفي اقرب وقت كمان ..

ثم عادت تسأل:-

_اخبارك انت وجاسي اية ؟

تنهد عاليا من الطرف الاخر ثم اجاب:-

_تمام .. كويسين متشغليش بالك انتي بينا 

وعاد يكمل بمزاح:-

_ورينا بس شطارتك وانتي بتوقعي الفرعون في الحب

منار:-

_هو مش عايز خطط علشان يقع ، هو عايز يحس معايا بالأمان "


قرأ الرسالة عدة مرات بذهول وغضب ، قطع غضبه صوتها:-

_اتأخرت عليك ؟

نهض ليقف امامه .. مواجها له ، وضع الهاتف امام نصب عيونها وسألها بحدة:-

_اية دا ؟

نظرت لـ المحادثة وقرأتها ثم له وهي تنطق:-

_مش فاهمة !

نطق بغضب:-

_وانا اللي مفكرك بريئة اتاريكي متراهنة علي انك توقعيني في حبك

القي الهاتف علي الطاولة وبدأ بجمع اغراضه ، قالت بدموع سريعا ما تجمعت في عيونها:-

_انت فاهم غلط انا....

نظر لها بحسرة متابعا:-

_ياخسارة ، فكرتك غير ماريان بس طلعتي زيها ، خبثك غير خبثها بس في الحالتين كنت انا المتغفل الوحيد في الحكاية


ثم ماذا .. ؟


تركها وغادر بعدما القي بعض المال علي الطاولة ثمنا لمشاريبهم ، نظرت بذهول لمكان اختفاءه ، منذ لحظات كانوا سيبدأوا قصة حبهم والان لـ التو انحرقت تلك القصة بأحداثها قبل ان تدون ... 

..........

فاتت ايام وايام ، عشرة ايام تقريبا ، حاولت ان تحادثه فيها لكن لا يجيب ، لا علي برنامج " الفيس " او " الواتساب " ولا علي اتصالتها 

حتي حسام كان غالق هاتفه 


قالت هدير وهي تربت علي كتفها:-

_والله دا خير ليكي انه بَعد من الاول مش احسن ما كانت حكايتكم تطور وتتعلقي بيه اكتر ويكون بيشك فيكي من ابسط حركة منك وساعتها كنتي هتعيشي في جحيم ومحتارة بين انك تبعديِ ولا تبقيِ

نطقت بدموع:-

_مسبليش فرصة اشرحله ولا افهمه حاجة

قالت هايدي بضيق:-

_هو حقه يفهم الموضوع غلط بصراحة ، بس برضوا كان لازم يسمع كلامك وتفسيرك لـ اللي كتباه

منار بأنهيار:-

_انا مكنش قصدي حاجة غير اني هغيره واخليه يحبني وقلت كلمة رهان دي بهزار


تنهدوا الفتاتين بحزن عليها ولم يرد احد ، فقط بقيت هدير تربت عليها بحنان 


امسكت هاتفها لتبعث له رسالة اخري وجدت حسابه مُغلق لكن حساب حسام كان مفتوح

بعثت له سريعا بتلهف:-

_حسام ، طمني علي اسلام ارجوك ، هو لية قافل ومش بيفتح ومش عايز يرد عليا خالص ؟


ارسلت له الرسالة ولم تعطي له فرصة وراحت ترسل كذلك عدة رسائل اخري ، أهو حزين ؟ يراها خائنة ؟ أسيعفو ؟ 

كثير وكثير من الاسئلة

اجاب حسام عليها بعبارة واحدة من خمس كلمات  مختصرة:-

_ماريان في باريس يامنار........


بقلبي أراك فرعونا :-

_الفصل الرابع عشر _


تيبست حياتها بعد معرفتها بوجود ماريان بـ باريس ، وظهورها في حياة اسلام ، حاولت ان تحادث حسام لكنه بعدما اخبرها بالامر اغلق الهاتف وما عاد يفتح من جديد


اما اسلام ..

فهو من الاساس مختفي منذ زمن ، تري ما حاله ؟ منهار ، حزين ، باكي ، ام مشتاق لتلك الفتاة وعفي عنها !


أيمكن ان يحن .. يعود لها وينساها 

ينساها وينسي ذكرياتها التي لم تكونها معه بعد 


وقفت في شرفة شقة سكنهم ، رافعة رأسها لـ السماء تنظر له بشرود وعيون دامعة ، لما هي فقط مَن حظها بهذا السوء ؟ لما بالله 

مَن تحبه ربما ينساها بأي لحظة ، اذا غفر لـ الاخري سيلقيها ويلقي كل شئ وراء ظهره وخارج حياته 

تنهدت وهي تكتم شهقة بكاء كادت تنفلت منها ، حسنا لا يوجد بيدها سوي الصبر ، الصبر وفقط ..


نظرت هايدي لهدير الجالسة علي الفراش بقلة حيلة وهم يراقبونها ، هتفت هدير بضيق:-

_لو بس امسكه في ايدي هشرب من دمه

هايدي:-

_هو بس ذنبه اية ، هي الغلطانة لانها حبت واحد زيه موجوع بسبب واحدة كان بيعشقها ، طبيعي لو رجعت ممكن يحن


كل منهم مجربين شعور الحب ومرارة البعد عن الحبيب ، لهذا نطقت هدير:-

_انا حاسة بيها بس للاسف هي اختارت تعيش قصة ملهاش ملامح ولا تقدري تتنبئيلها بنهاية


رمقتها بسأم ونطقت:-

_طيب هنسيبها كدا !

هدير:-

_في ايدك حاجة نعملها ؟


لا احد يملك الحل ، فالحل غير معروف بالاساس

عليهم الدعوة بشئ واحد وفقط ، ان كان ليس نصيبها فليدعو لها بنسيانه ..

.................

الثعالب بحياتنا سمومها لادعة ، تقتلك دون ان يرف لها جفن ، لدغتها نهايتها الموت ، واذا نجوت منها تأتيك بكل جحود وتعتذر بدم بارد ، تطلب منك المغفرة وكأنها لم تقترف اي ذنوب !!


وماريان نوع من تلك الثعابين بل اي اشدهم سما واكثرهم جحودا 


ماريان المطلقة ، الام لـ طفلين احدهم مريض بالقلب وكان طريقها لـ اللجوء والعودة لـ اسلام من وجهه نظرها 

مازال اسلام يتذكر وجودها امام مكتبه ثاني يوم وصوله لباريس ، طفلا علي يدها والاخر بجانبها ، كل ما حل به صدمة عندما رأها ، ظن انه يتخيلها فتركها ودخل لمكتبه ،

بكل جحود دخلت خلفه ، تبكي وتنوح تطلب المغفرة والمساعدة ، مساعدته لها لانقاذ ابنها من الموت المحتوم ..


تذكر ما حدث بينهم جيدا .. حيث حدثت قبل عشرون يوما تقريبا تلك المقابلة


حاول ان يتحكم بأعصابه التي كادت ان تنفلت وهو يهتف بسخرية:-

_عايزة اية ؟!

عادت تقول بدموع ربما تكون كاذبة:-

_تسامحني يااسلام ، انا اسفة والله 

رمقها بسخرية فأقتربت منه ، حاولت ان تمسك يده فأبعدها سريعا ، نطق بغضب ممزوج بالاشمئزاز:-

_اياكي تلمسيني ، انا بقرف منك ومن لمستك

ابعدتها فورا وهي تهمس بملامح منكسرة:-

_بعدت اهو ، بس ارجوك سامحني وساعدني 

ابتسم بسمة استنكار ولم يرد ، فتابعت وهي تنظر لابنها الواقف بعيدا عنهم قليلا:-

_ساعدني الاقي مستشفي كويسة تعالج اسلام ابني

قالت اسم ابنها وهي تنظر لملامحه ، وهي تظن ان هذا سيؤثر به وقد يجعله يتألم ويحن ، لكنه لم يتأثر !

بل لم يرجف له جفن

تابعت هي:-

_سميته علي اسمك علشان افضل فكراك ، انا حبيتك بجد ، فكرت اني هبقي سعيدة مع ايمن بس كنت غلطانة ، انا بحبك يااسلام

اؤما بنعم عدة مرات بدون ملامح ، ظنت انها تؤثر به فأكملت:-

_عارفة اني غلطانة بس جيت اهو علشان نعوض اللي فات ، ساعدني بس اعالج اسلام ولو عايزني اسيبهم عند اهلي ونتجوز من غيرهم انا موافقة 

ضحك بتلك اللحظة بصوت مرتفع ، اطلق تصفيقا بيده وهو ينظر لها بعيون لا يوجد فيها ملامح ، نظرت له بتسأل ، فتوقف فجأة عن التصفيق وهو ينطق بحدة:-

_كل مرة بتثبتيلي ان الحقارة والبجاحة والو**** بتجري في دمك ،وانك الاول فيهم بكل تفوق ، جاية بكل بجاحة وطالبة نرجع ؟ انتي معندكيش كرامة ولا دم ، مفكراني هحنلك بسبب البوقين بتوعك دول او هسامحك 

توقف عن الحديث لـ لحظة وعاد يكمل بجدية:-

_عايزك بس تعرفي حاجة واحدة ، انتي مبقيتش في حسابتي لدرجة اني مشاعري ليكي مفهاش حتي الكره ، لاني لو كنت بكرهك معناه ان في مشاعر عندي ليكي واهتمام بيكي ، لكن زي ما قولتلك انت خارج حساباتي خالص

اقتربت منه وهي تهتف بتأكيد:-

_لا فيه ، انت اكيد لسة بتحبني

كادت تضع يدها علي قلبه فنفرها بعيدا وهو يصيح:-

_مش قولتلك متلمسنيش 

_انت بتقول كدا بس علشان مجروح ، صدقني انا هصلح كل غلطاتي ونرجع تاني زي زمان....

قاطعها بسخرية:-

_نرجع زي زمان واكون انا الاهبل في الحكاية تتجوزيني وتاخدي فلوسي وبعدين تسيبني وتشوفي صيدة غيري صح ؟ ما انا دلوقتي غني بقي 

ماريان:-

_انا بحبك

نطق بجمود:-

_انا دلوقتي بقيت بحب غيرك

نظرت له بصدمة ناطقة:-

_كداب ، انت اكيد كداب وبتقول كدا علشان ابعد عنك


لم يرد .. بينما نادي بأعلي صوته:-

_طوني ، طوني

لحظات وجاء له احدي عاملين المركز الرياضي ، قال بالفرنسية وهو يرمقها بقرف:-

_خذ تلك السيدة واخرجها من المكان فورا ولا تجعلها تدخله مرة اخري بدون اذني

طوني بأيجاب:-

_امرك سيد اسلام


ثم سحبها سحبا لخارج المكان ..


لكنها لم تصمت بل صارت تلاحقه من هنا وهناك حتي تلك اللحظة


عاد من ذكرياته وهو يتنفس بغضب ، تلك الفتاة بلا كرامة ، بلا قلب ، بلا دم ، بلا مشاعر

هي تفتقد كل شئ بالله ..

................

تنهد حسام بضيق بعدما اغلق هاتفه ، نظرت له زوجته وهي تسأل بأهتمام:-

_مش بيرد برضوا حسام ؟

هتف بأيجاب:-

_بقاله يومين كدا مش ظاهر في اي مكان ، بعد اول مقابلة كان بيروح الشغل عادي والحقيقة انا اتصدمت انا فكرته هيهرب علطول بعد اول مقابلة ، لكن لما عداها قولت فعلا نسيها ، لكن دلوقتي انا مش فاهمه ، لية مختفي كدا !

قالت بحزن وضيق:-

_ماري دي شريرة خالص ومش كويسة ، اخيرا بقي كويس لية تظهر بس دلوقتي لية

حسام:-

_انا مضايق علشان منار بس

نطقت بتسأل ممزوج بشك:-

_مين منار دي ؟


نظر لها وفهم نظراها القلقة من ان تكون واحدة من الذين يعرفهم ، ابتسم لها وراح يطمنها ويقص عليها مَن هي منار ، كذلك يقص عليها قصتها مع اسلام


قال بحزن:-

_حبيبتي ، اكيد دلوقتي هي زعلانة ومحتارة

اجابها بضيق من نفسه:-

_انا مش برضي افتح واكلمها ، مكسوف ومش عارف هقولها اية بالظبط

صمتت لـ فنية من الزمن ، ثم نطقت بحماس:-

_انا هكلمها

بتعجب قال:-

_تكلميها !

ماريان:-

_اها هكلمها ، هحاول افهمها الحالة واخليها تصبر شوية ومتخدش منه موقف


اعجبته الفكرة فسارع بـ بعث رقمها لها ، لتحادثها ..

................

رنين هاتف هايدي جعلها تترك الفتاتين بالشرفة وتدخل هي لـ الغرفة ، نظرت لصاحب الرقم وجدته محمد ، ابتسمت وهي ترد عليه:-

_حبيبي ..

هتف من الطرف الاخر:-

_عيون حبيبك ، عندي ليكي خبر حلو

قالت بحماس:-

_اية هو ، ها اية هو 

ضحك من الطرف الاخر عليها ، ثم قال:-

_الخبر مش ليكي خالص علي فكرة

ضيقت ما بين حاجبيها بتعجب ، تشدقت كذلك بتسأل:-

_اومال لمين ؟

_خاص بصاحبتك هدير


لم تتحدث انتظرت بقية حديثه هو بفضول فتابع اولا بتحذير قبل ان يقول الخبر:-

_بس متقوليلهاش سامعة

قالت بصدق:-

_والله مش هقولها

_قمير قرر يخطبها وناوي يفاجئها بالطلب دا

نطقت بسعادة وصوت مرتفع جدا:-

_بجد

محمد بسخرية:-

_فضحتينا ، هو دا اللي مش هقولها ، زمانها سمعتك دلوقتي وهتيجي تسألك بتزعقلي لية وانتي زي الهبلة هتكري الشريط

تركت كل ما قاله وامسكت في العبارة الاخيرة ، واجابته بغضب:-

_اية تكري الشريط دي ، انت شايفني فتانة

محمد بسخرية:-

_النكد بدأ يشتغل ، اتخانقي ياهايدي .. اتخانقي ، انا سامعك ياحبيبتي ..

..............

بتلك اللحظة ، عند هدير ومنار بالشرفة


جاءت رسالة من رقم غريب لـ هاتف منار ، امسكته وقبل ان تقرأها هتفت بتعجب:-

_رقم دولي باعتلي رسالة 

هدير بحماس:-

_شوفيها بسرعة ممكن يكون اسلام 

فتحتها بالفعل فوجدتها رسالة طويلة لم تلمح منها كلمة لكن الفزع كان قد اصابها وهي تظن انه ربما فعلا المرسل اسلام ويطلب منها نسيانه والبعد عنه واشياء من ذلك القبيل


لكن بالاخير تنهدت بعمق لتهدي اعصابها ثم بدأت تقرأها بصوت مسموع قليلا لتستمع لها كذلك هدير


" اخبارك منار ؟ انا جاسي مرات حسام اعتقد انك عرفاني وعرفاه ، حبيت اتعرف عليكي وكمان اطمنك علي اسلام ، انا حاسة بيكي وعارفة كل الظنون اللي بتجيلك دلوقتي وخوفك من ان اسلام يحن ليها او يسامح ويرجع 

.. بس متخفيش اللي متأكدة منه انا وحسام انه بقي بيحبك انتي حتي وان معترفش بـ دا ، حسام حكالي عن ان اسلام طول الفترة الاخيرة كان كل كلامه عنك ، هو لما شافها اتعامل عادي جدا متألمش او زعل ، هو بس زعق فيها وطردها ، هي فضلت تلاحقه كتير وهو بيبعدها عنه ، فكرة انها رجعت كانت صدمة ليه لاول كام ساعة وبعدين اتقبل الامر عادي ، كان بيكلم حسام عادي طول الفترة اللي فاتت بيقوله انها مش شغلاه خالص بالعكس ظهورها وعدم تأثره بيها اثبتله انها بقيت مفرقاش معاه خالص ، بس للاسف هو اليومين دول بس اللي بطل يرد علي حسام ... والحقيقة احنا بنتوقع انه يكون بيعمل كدا علشان يخلي ماري تحبط وتعرف انه مفيش سبيل لـ رجوعهم وتبعد عنه "


انتهت اخيرا من قرائتها فأرتسمت علي ملامح وجهها السعادة

نطقت هدير بأستغراب:-

_انتي فرحانة ؟

نطقت بأرتياح:-

_خلاص اطمنت عليه وعرفت انها مبقيتش في باله ، ومش هتأثر فيه

هدير بضيق:-

_ممكن متقدرش تأثر دلوقتي بس بعدين تقدر

اجابتها بكل ثقة:-

_ما دام هو شايفها ولا حاجة من البداية ، يبقي عمره ما هيشوفها حاجة بعدين

هدير:-

_طيب وبعدين معاكي انتي ، هتعملي اية ؟

_هستناه ، هستناه وبس ، علشان لما يرجع يلاقيني مستنياه ....

                الفصل الخامس عشر من هنا

لقراءة الفصول اضغط هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close