أخر الاخبار

رواية عشق خارج السيطرة الفصل الحادي عشر11والثانى عشر12 بقلم دنيا العدوي


 رواية عشق خارج السيطرة الفصل الحادي عشر11والثانى عشر12 بقلم دنيا العدوي
 
أوقف سيارته أمام أحدى المتاجر الخاصة بالمستلزمات الطبيه والأدوية، وترجل منها بأتجاه سيارة تشين الذي رأها والذي ما يزال يجلس بها،.. 
ما أن رأي تقدمهُ حتى ترجل هو الآخر وقد أرتدى نظارته وقبعته ليخفي بهما ملامحه، حتى وصل أليه تاي الذي نظر ألى توتره وهو ينظر حوله فهمس متسائلا بعدم فهم لكل هذا:-
- ماذا نفعل هنا تشين! وبما تريد مساعدتي؟ 
  أجاب قائلًا وهو يضع يده على كتفه بنبرة جاده:-
- تاي أعلم أنك نادم على ما فعلت وتشعر بالأسف لما تسببت به، وتريد فعل شيء لأصلاح الأمر، لذا سأمنحك الفرصة لذلك وسأجعلك تقوم بأمر لأجلي.
ضيق عينيه بتفكير وقد شعر بالقلق من طريقته معه وغمغم متسائلًا:-
- وما هو الشيء الذي تريده مني بالضبط تشين لأصحح به عن خطأي معك..
  ابتسامه خفيفه وملامح لطيفه بثت القلق اكثر بقلبه فصديقه ليس لطيفًا ابدًا على هذا النحو بينما يستمع أليه يهتف قائلًا:-
- شيء بسيط جدًا، فقط أريد منك أن تنتظرني هنا ريثما أبتاع شيء ما لفرح من هنا.
  قال كملته وهو يشير أليه بأتجاه المتجر، فنقل بصره بينه وبين المتجر من ثم أردف مستهجنًا:-
- وهل أتيت بي من منزلي وطلبت مني أن أتخفى لشراء شيء ما لك !..
  أماء برأسه بتأكيد بينما يهتف قائلًا:-
- نعم وسأنسى أنا وفرح ما فعلت، وأضمن لك أنها لن تقربك ابدًا..
  ضيق عينيه بشك للحظات وهو يومئ لهُ بأنهُ سينتظره 
فتبسم له وتحرك صوب المتجر، بينما يخطط لشراء ما يحتاج من ثم ينتقم منه في ذات الوقت كما خط. 
  ولج ألى المتجر وبدأ يجوب في انحاءهُ بتوتر باحثًا عن هذا الشيء وحينما لمحهُ على أحد الأرفف وقف أمامه مترددًا لثوانّا في جلبه وهو ينظر نحوه بتوتر من أن يراه أحد، لكنه أقنع ذاتهُ أن لا بأس وكاد أن يفعلها، لكنه تراجع فورًا وتحرك مبتعدًا حينما لمح فتاتين بجواره وعينيهما عليه، لذا جذب عطرًا ما وتوجه صوب الفتاة البائعة وقام بشرائه منها وخرج لـ تاي الذي ينتظره بالخارج، والذي تنهد بقوة فور رؤيته قادمًا بين يديه شيء ما، فهتف قائلًا ما اأن وصل أليه:-
- اشتريت ما تريد!.
 حرك رأسهُ بالرفض بينما يهتف قائلًا بضيق:-
- لم افعل  لم أستطع جلب هذا الشيء الذي تريده فرح بينما المتجر ممتلئ بالنساء، هناك فتيات كثيرة بالداخل وشعرت وكأن نظراتهم مسلطه علي، فلم استطع..
  ضيق عينيه بينما يتسأل:-
- وما هو الشيء الذي تريده فرح وتخجل من شراؤها تشين 
  غمغم بنزق:-
  - ليس لك علاقه بالأمر، أصمت قليلًا، سننتظر حتى يغادر البعض.
 أماء لهُ باستغراب لأفعاله وانتظر برفقته وهما يشاهدن المتجر لا يخلو من الزبائن فما أن يخرج ألبعض، حتى يأتي أخرون، فتململ تاي بينما يهتف قائلًا:-
 - تشين لقد مر الكثير من الوقت وأنت تنتظر، هيا لتشتري ما تريده، لكي تذهب أنت لزوجتك وأنا أعود لشقتي وفراشي فأنا متعب وأحتاج كثيرًا للراحة.
زفر بضيق بينما يفكر ماذا عليه أن يفعل وهو ينظر للمتجر المزدحم!، ثم اتخذ قراره بالذهاب وهو يقنع ذاتهُ أن الأمر بسيط للغاية وعادي، كل الرجال يفعلونهُ من أجل زوجاتهن. 
عاد للمتجر مجددًا بينما يشعر بالحرج الشديد لرؤية كل تلك الفتيات بالداخل، لكنه أرغم ذاته على التحرك لمكانها، وحينما فعل حتى وقف تائهًا حينما رأى أنواع عديدة أمامه من الفوط النسائية، بينما هو لا يدرك أي نوعًا  يجدر به شرائهُ، فوقف للحظات حائرًا، حتى رأى  فتاتين تنظران أليه، بل يدققان البصر به، فأنتابه القلق من أن يعلمنا من هو ولما هو هنا!، فتحرك متظاهرًا ببحثه عن أمر ما هربًا منه،  يملأ الصندوق الذي بحوزته بأشياء أخرى كمعجون الاسنان وعطر ما بعد الحلاقة وعدة اشياء يواري بها ما سيجلبه،  وعينيه تسترق النظر ألى الممر المتواجدة به والمتواجد به الفتاتين، ألى أن انتبه لابتعادهم وخلو الممر، فأسرع بالتحرك مجددًا حيث متواجد ما يرغب وسريعًا ما قام بجذب نوعين مختلفين  وقام بوضعهما بالسلة التي معه يخفيها  وأسرع بالتحرك بأتجاه البائعة، غير واعيًا لتلك الفتاتين اللتان شاهدا ما فعل بابتسامه وأعجاب بهذا الشاب الذي يبتاع هذا الشيء لحبيبته، فاﭢخذ يتحدثان عنه بأعجاب بينما يدققان البصر به. 
وقف هو أمام البائعة يعطيها السلة التي ابتاعها، لتبدء بأخراجها، فيحمر وجهه حرجًا، حينما اخرجت هذا الشيء وهي تهتف بتساؤل :-
- هل هذا الشيء لك سيدي!.
  اماء لها بحرج مؤكدًا:-
- نعم انهُ لي.
  صدحت ضحكه من الفتاتين الواقفتين خلفه بانتظار دورهما، في ذات اللحظة التي هتفت البائعة ساخرة:-
-وهل تريد مسكنًا للأعراض سيدي،  فكما تعلم ألامها شديد. فهم سخريتها منه فصحح الأمر قائلًا بتلعثم:-
  - نعم أريد من أجل حبيبتي، فكما تعلمين ابتاعتهم لها وليس لي فعليًا.
فأمأت له تواري ابتسامة مستمتعة وهي تضعهما في الاكياس البلاستيكية، وهو يبحث عن جذلانه بتوتر، ويعطيها  لهُ، فتقدم لهُ الجهاز ليكتب رقمه السري، فتناسى ﭢمر تخفيه ونزع نظارته ليري، وقام بكتابة الرقم السري لتتم عملية الشراء في ذات اللحظة التي بدأتا الفتاتان بالتدقيق بملامحهُ، وسريعًا ما حدثت احدهما الأخرى قائلة:-
- ألا يشبه تشين المغني الرئيسي بفرقة  ptm، حينها صاحت بها الاخرى:-
-بل هو يا غبيه وليس شخصًا يشبهه.
حينها صاح كليهما بأسمه بغير تصديق  وجذب الانتباه نحوه، فتوتر وشعر بالهلع وهو يجذب بطاقته الائتمانية من البائعة التي اصابها الذهول كذلك لرؤيته أمامها، فحدث ذاتهُ:-
-يا الهي لقد تم كشفي وعلي الهرب سريعًا 
قال جملته وهو يسرع بالهرب من تلكما الفتانين اللتان اندفعتا نحوه باتجاه الباب الذي فور أن وصل أليه حتى تذكر أمر الشيء الذي تحتاجه زوجته، فراوغ الفتيات المندفعات نحوه وسلك ممر آخر، بينما يجدهن يلحقن به، فيسرع بالتوجه صوب البائعة وينتشله من على الطاولة أمامها ويسرع بالهرب مبتعدًا ليعبر أحد الممرات، فيجدهن أمامه، ليلتف للخلف ويسلك آخر، استطاع منه الخروج والتوجه صوب الباب وهن يلحقن به بينما يهتفن بأسمه،  فيهتف بأسم تاي قائلًا :-
- تاي يونغ هناك. أنظرن لهُ.  
وقد نجح بلفت أنظارهن لتواجده، فينظر أليه تاي الواقف  بجوار المتجر ينتظره ، ليصاب بالصدمة للحظات بينما يراقبه يستقل السيارة سريعًا ويتحرك بها تاركًا اياها، بينما الفتيات يندفعن نحوه ما أن غادر، فاجتاحه الارتباك والهلع بينما ينظر ألى سيارته بالاتجاه الآخر وإلى هذا الذي تركهُ بعدما كشف لهن عن تواجده، فاسرع بالهرب ركضًا وهو يلعنه هو وحمقائه..

ــــــــــــــ
عاد ألى المنزل واخيرًا بينما يشعر بالراحة لشرائه ما تريد وكذلك لانتقامه من تاي في ذات اللحظة، لترتسم ابتسامه على شفتيه وهو يفكر في وضعه وأذا تمكن من الهرب من الفتيات ام وقع بين براثنهن..
ترجل من سيارته ودلف منزله، مستقلًا الدرج للأعلى حيث غرفته المتواجدة بها فرح، الذي ما أن دخل اليها حتى رآها ترتدي ثوب الاستحمام بينما تمشط خصلات شعرها أمام المرآه، لتحتضن شفتيه ابتسامه بينما ينتفض قلبه بقوة بين اضلعهُ، فاقترب منها وهو لا يصدق أنها الآن بغرفته بعدما أضحت زوجتهُ وقد كان منذ عدة ساعات فاقد للأمل بقربها..

تجلت صورته في المرآه أمامها بينما ذراعيه يلتفان حول خصرها فتتورد وجنتيها خجلًا وهي تراه يخص عنقها بقبله من ثم يستند برأسه على كتفها يناظر انعكاسهما بالمرآه، من ثم يتشممها بحميميه جعلتها ترتعد خجلًا وتوترًا، وكعادتها كلما تتوتر تتصرف بعشوائية، فتبتعد عنه بارتباك قائلة:-
- جبت لي اللي طلبته منك.. 
أماء لها مؤكدًا:-
- نعم وضعته على الفراش هناك، كما احضرت لكِ مسكنًا للألآم وذهبت لأحضار بعض الشوكولا لكِ، فحينما بحثت عن أغراضها علمت أنها تؤثر على نفسيتكن والشوكولا  والمشروبات الدافئة تقلل من أعراضها، لذا سأذهب للمطبخ وأعد لكِ شاي أوميغا تشا سيروق لكِ كثيرًا 
 نظرت أليه بعدم استيعاب مستفسرة:-
  - شاي إيه 
  - الأوميغا تشا حبيبتي 
  تبسمت بينما تحاول نطق اسمه قائلة:-
- أوميغا تتشا!،  عباره عن أيه دا!. 
تبسم لطريقة نطقها وصححها لها بينما يجيب موضحا وهو يلامس وجنتيها:-
- الأوميغا تشا مكون من توت الماغنوليا المجفف عزيزتي وهو يجمع بين المر والحلو أثق أنه سينال أعجابك،  سأعده من أجلك لتشربينه ريثما أنتهي من تحضير الشطائر السريعة لكِ لتتناوليها وترتاحين قليلًا، وألى أن أفعل هذا أرتدي شيئًا من ثيابي  حتى يأتي تاي بملابسك  بالغد أو نذهب لنشتري غيرها، خزانتي كلها أمامك مولاتي.. 
  قالها باستعراض فتبسمت لهُ بينما تومأ له قائلة بسخرية:-
- شكرًا لك مولاي. 
  تبسم لها من ثم تحرك لينفذ ما قال،  بينما هي توجهت صوب غرفة الملابس الصغيرة ( Dressing room)  وبدأت تتفحص ثيابه لترى ما يناسبها،  لكن أدهشتها رؤية تلك القطع اللامعة والبراقة والأخرى بتصميمات تشبه ملابس الفتيات تمامًا، فبدى على ملامحها الامتعاض والضيق لفكرة ارتدائه لهم قائلة وهي تتفحص واحدًا تلوى آخر:-
- إيه القرف اللي بيلبسه دا معقول ملابس بتلمع وبترتر وتصاميمها تمام شبه تصاميم هدومنا. 
  ثم لمعت عينيها بأصرار وهي تغمغم لنفسها:-
- اول حاجه هعملها أني هغير لهُ ذوقهُ في اللبس دا.
  قالت ما قالت وهي تستمر بتفحصهم،  لتلتمع عينيها بنظرات أعجاب لبعض القطع فتغمغم بينما تنتقي قميصًا ما وشورتًا قصيرًا لها:-
- بس ما يمنعش ان استعير البعض منهم ليا. 
قالت ما قال بشبح ابتسامة، من ثم تحركت صوب المرحاض بينما تلتقط أيضًا وما أحضرهُ لها، وبعد عدة دقائق كانت تخرج من المرحاض وقد أنهت ارتداء ثيابها، لحظات مرت ووجدته يلج ألى الغرفة وبحوزته بضعة الشطائر، بجوار كوبًا ما يتصاعد منهُ الأبخرة. 
توجه صوب الطاولة الصغيرة والمقعدين المتواجدين في الغرفة ووضع عليه ما بحوزته، بينما تحركت صوبه ورائحة المشروب الدافئ تتسلل لأنفها قائلة:
  -واوو شاي الاتتشا دا ريحته حلوة.
قهقهه وهو يرفع رأسه صوبها وهو يصحح لها النطق مجددًا،  لكنه تجمد وقد الكلمات قد علقت بحلقه وهو يراها بملابسه 
فانفجرت النبضات بقلبه كقنبلة مدويه بينما برقت عينيه كالنجوم وهو يهمس بحشرجة عاطفية:-
- تبدين رائعة بثيابي عزيزتي.. 
  ارتبكت مما قال ومن نظراته لها، ورفعت أناملها  تبعد خصلاتها خلف اذنيها بينما تهتف بارتباك وهي تلتقط الكوب:-
  - هشربه قبل ما يبرد.. 
- ولما تنتبه لسخونته الشديدة ولا لتحذيره لها بالانتباه:-
-حبيبتي احذري أنه ساخن. 
لكن كانت قد ارتشفت منه رشفه سريعة فشعرت باحتراق فمها، فأبعدته سريعًا بينما تهتف بجزع:-
- أوف سخن أوي،  حرق لساني 
  حينها اقترب منها بلهفه وقلق قائلًا:-
- حبيبتي انتِ بخير؟ 
  قالها وهو يلتقط كوب الماء ويعطيه لها، لترتشف منهُ القليل، من ثم أمأت لهُ بخجل من فعلتها تلك، وقد هدأ وجعها قليلًا، فمسد على وجنتيها برفق قائلًا:-
  -توترين من غزلي هل أربكك كثيرًا هكذا!
صمتت ولم تجيب عليه بينما قربهُ يؤثر بها، بينما تسمعه يهتف بذات النبرة المبحوحة:-
- يجدر بكِ الاعتياد على كلمات غزلي وعلى قربي زوجتي العزيزة، فأنا أنوي أن لا يتوقف لساني عن قولها، دومًا سأخبرك كم أراكِ جميلة ورائعة وكم أحبك.. 
  همس بآخر كلماته وهو يخص وجنتها بقبله، من ثم عرفت الشفاه وجهتها التالية ليتذوق العسل اللاذع من شفتيها،  فتمر لحظات عليهما، تداركت هي ذاتها أولًا،  فأبعدتهُ عنها بارتباك قائلة:-
- تشين أنت نسيت! 
  لعن بينما يهتف قائلًا:-
- تبًا لهذا..
 ثم هتف متسائلًا وهو يلتقط بعضًا من أنفاسه اللاهثة:-
  -ألى متى سأنتظر بعد! حددي لي المدة
  احمرت وجنتيها واشاحت وجهها خجلًا وهي تهدر بأسمه، فتفهم خجلها منه وصمت للحظات حتى يستعيد بعضًا من ثباته وهتف قائلًا:-
  -حسنًا عزيزتي آسف لأخجلك، هيا أجلسي لتتناولين طعامك وتشربين الشاي حتى ترتاحين قليلًا..
قالها وهو يجلسها ويمد يديه لها بأحدى الشطائر، فجذبتها منه بعد اصرار وقضمت منها، بينما هو يراقبها بابتسامه ومازال قلبه يختض بداخله غير مستعب بعد لفكرة زواجهُ منها، حتى تسلل لمسامعه صوت هاتفهُ فنظر اليه ووجد رقم تاي، فارتسمت ابتسامه على شفتيه وهتف موضحًا:-
-أنه تاي سأجيب عليه.
أمأت لهُ بتفهم وهي تقاوم رغبتها العارمة بالنوم، فابتعد عدة خطوات بينما يجيب عليه قائلًا:-
-مرحبًا تاي كيف حالك الأن؟  طمأنني عليك 
استمع ألى صوت الآخر الهادر بينما يلقي سبابهُ عليه:-
-تشين أيها الغبي لما فعلت هذا! لقد تركتني حرفيًا لهم، لا تعرف كم ركضت حتى استطعت الهرب منهم.
توسعت ابتسامة تشين بينما يهتف قائلًا:-
-آسف لهذا، لاستطاعتك الهروب منهن، كم أردت لو يمسكن بك، هل تظنني نسيت ما فعلته بفرح، لن انسى قبل أن أعاقبك وهذا شيء بسيط مقارنه بما فعلت، فارتضي بهذا.
قال ما قال وأغلق الخط مبتسمًا لانتقامه الصغير منهُ، من ثم استدار لها،  فصُدم لرؤيتها وقد داهمها النوم،  فقد وضعت ما كان بيديها وتقوقعت على ذاتها وقد استسلمت للنعاس،  فتبدلت ابتسامتهُ ألى أخرى حانيه وهو يقترب منها متأملًا لها للحظات من ثم ينحني ويحملها برفق بين يديه، فتتململ لثوانًا من ثم تستكين بأحضانهُ، ليتحرك بها باتجاه الفراش من ثم يضعها عليه برفق وينضم لها،  لتستكين بأحضانهُ، وحينما  تلملمت وقد افرحت عينيها وانتبهت لقربهُ منها،  فهنأها قائلًا:-
- نامي لا تخشين شيء أنا زوجك عزيزتي ولا أريد غير ضمك ألى صدري فأهدئي وعودي ألى  نومك تبدين متعبه واتركيني اتمتع بهذا القرب.. 
 خضعت لهُ بخجل واستكانت بأحضانه ألى أن عادت للنوم مجددًا، بينما هو ظل يتأملها حتى داهمهُ النوم هو الآخر بينما يشعر بلذة قربها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومع شروق شمس يوم جديد ناثرة لدنانيرها الذهبية في السماء، كان يفرج جفونه وهو يظن أن كل شيء كان حلمًا وانتهى، لكن ابتهج قلبه ما أن وقعت عينيه عليها تجاوره على الفراش، فتبسم وهو يدرك حقيقة وجودها وأنها أضحت زوجتهُ، ظل بتأملها لثوانًا بيننا يداعب خصلاتها المجعدة،  ألى  أن قرر أن ينهض ويذهب لتحضير الفطور لها وجلبهُ ألى الفراش،  لذا خص جبينها بقبله سريعة قبل أن ينهض مستقل الدرج للأسفل حيث المطبخ، الذي ولج اليه وبدأ بأعداد الفطور، في اللحظة التي سمع فيها رنين جرس منزلهُ، فتحرك صوب الباب ليري من القادم في الصباح الباكر،  حتى وصل وقام بفتح باب منزله، لتتسع عينيه  
بينما يهتف بانشداه ما ان وقعت عينيه عليها:-
- أمي!. 
  تقدمت نحوه ألى أن باتت أمامه، فضمته قائلة:-
- اشتقت أليك، فجئت لأراك واطمئن عليك.
 تشدق ساخرًا :-
- حقًا!.. 
  ابتعدت عنه تناظره بينما تومأ برأسها قائلة:-
- لقد علمت عن عودتك من الصحافة بالأمس لذا جئت لرؤيتك. 
  رفت شبح ابتسامه على شفتيه بينما يهتف ساخرًا:-
- جئتِ لرؤيتي أو لتتأكدين من تلك الأخبار والصور التي التقطت بالأمس.. 
  بدى الارتباك عليها وهي تنفي برأسها قائلة:-
- بالطبع جئت لرؤيتك، فأنا على يقين أن تلك أشاعات كاذبه وأن تلك العربية لا تعنيك بشيء ربما معجبه مهوسه أو لها عملًا ما معكم. 
 كانت تتحدث بثقه وتنهيدة راحه لرؤيتها لهُ وحيدًا بالمنزل  وبالأعلى كانت تشاهد ما يحدث بأعين متسعه، بداية من تلك المرآة الكورية  التي ترتدي ملابس أنيقة والتي اتجهت صوب زوجها وعانقته من ثم تحدث معًا بلغتهما التي تجهلها،  فتصنمت تراقبهما لثوانًا، وهي لا تصدق وقاحته، فهما تزوجا بالأمس فقط واليوم تراه مع أخرى، لذا صاحت قائلة وقد تجهمت ملامحها وطل من عينيها غضبها:-
يا نهارك أسود ومنيل بنيله يا تشين من أول يوم كده جايب لي وحده البيت كده عادي وبتحضن فيها وأنا فوق كده عادي!
تفاجأ من مجيئها، بل تفاجئا كلاهما، فقد اتسعت عين والدته بصدمه وهي ترى تلك العربية ترتدي قميص أبنها بينما خصلات شعرها مشعثه بل تبدو في حاله مزريه وحالتها تلك جعلت خاطره ما تطرق باب رأسها عن سبب تلك الحالة،  فشهقت بصدمه رؤيتها،  بينما تراها تهبط الدرج سريعًا وتتجه نحوها،  في ذات الوقت الذي هتف تشين للتوضيح وهو يعود بخطواتهُ أليها ليقابلها في المنتصف:-
- فرح أنتِ تفهمين خطأ عزيزتي، تلك والدتي. 
  كانت قد وصلت بالفعل أليه، وشرارات الغضب تنبعث من مقلتيها، فتتشدق ساخرة مما قال ويديها ترتفع نحو ملابسه تقبض عليها قائلة:-
- آه مامتك وكمان شويه هلاقي عايشه أختك بالرضاعة وبعدها سوزي بنت خالتك اللي راجعه من السفر وأنا شادية في الزوجة رقم 13 .. 
ثم امسكت بتلابيبه قائله باستهجان:-
-دي أمك أنت هتشتغلني يالا!.
أبعد يديها عن ملابسه بينما يهتف من بين أسنانه قائلًا:-
- أبعدي يديكِ يا غبيه أنها والدتي حقًا وهل سأكذب في شيء كهذا!.
جالت نظراتهُ بينه وبينها ألى  تلك المرأة المتألقة ذات القوام المتناسق والوجه الخالي من التجاعيد وكأنها فتاة في منتصف عمرها، بينما تستنكر قائلًة:-
  -أمك أزاي بس دا شكلها أصغر مني أقسم بالله، إحنا عندنا الامهات حاجه تانيه خالص تلاقيها لفه نفسها كده بالعباية السودة والطرحة ووشها خريطه لتعب السنين وبيكون ليها هيبه كده أنما دي أم أزاي يعني لشحط زيك!، خلفتك أمتى يا حبيبي!. 
قالتها وعي تربت على وجنته ساخرة،  فترى الصدق يطل من مقلتيه، فازدردت ريقها بشيء من التوتر وهي تنقل بصرها لترى نظرات الأخرى  كذلك الممتعضة لها وفكرت أنهُ من المؤكد لن يخدعها في مثل هذا الأمر حقًا، لكنها ما تزال لا تستعب أن تكون تلك الشابة والدتهُ لذا حاولت تصليح الأمر لكن ربما أفسدته حينما قالت باللغة الإنجليزية:- 
_بعتذر ما كنتش عارفه إنك أمه، شكلك صغير مش أم خالص بمظهرك دا  فكرتك واحده من الأشكال الز ** إللي كان مصاحبهم قبلي..
توسعت عين والدته بصدمه مما سمع بينما هو ضرب رأسه بيده مما قالت الغبيه الحمقاء لوالدته الغاضبة والكارهة لها بالفعل من قبل رؤيتها، لتزيد من حماقتها بغضها ورفضها لها بأول لقاء،  ليتخذ قراره بأخبارها كذلك عن هويتها، قبل أي ردة فعل تتخذها نحوها،  لذا حمحم قائلًا ويديه تلتف حول خصر فرح التي غلفها الخجل:-
- أريد أن أعرفك ب زوجتي فرح أمي،  لقد تزوجنا بالأمس فقط،  وكنت سآتي بها أليكِ اليوم لأعرفك بها، لكن كالعادة دائمًا ما تسبقين.. 
 توسعت عينيها في منتصف رأسها، وقد تضاعفت صدمتها،  بل فاقت الحد، فلم تكن تستعب بعد تواجدها بمنزله،  ليصعقها بحقيقة زواجهُ أيضًا،  لذا تلعثمت بعدم استيعاب ورفض:-
- ماذا زوجتك!. 
 قالتها وهي تنظر ألى تلك التي تبتسم لها  مأردفه بتحية خاصه وهي رفع كفها عند جبهتها:-
- تشرفنا يا حماتي. 
  وحينها لم تحتمل الأخرى وأصابها دوار جعلها تترنح في الحال، فأسرع تشين بتركها وتوجه نحو والدته يلتقطها قبل أن تسقط أرضًا وهو يهتف بأسمها بقلق، ثم يحملها نحو الأريكه ليضعها عليها، فرفعت حاجبيها وهي تنظر لهذا المشهد الدرامي قائله بامتعاض:-
- يا حول الله الولية فيصت. 
 ثم تابعت بتفكير:-
- يلا أحسن برضُه أنا مش حمل شغل حموات وقرف. 
 ثم توسعت عينيها بصدمه بعد لحظه من الاستيعاب:-
- بس كده هيفكر قدمي نحس عليهم والكل هيقول موتت أمه بحسرتها من أول لحظه. 
 وعند تلك الخاطرة تحركت صوبهما،  لتجلس بجوارها وتقوم بفرك يديها وهي تهتف قائله:-
  -لا الله يسترك فوقي كده، مش عايزة عمتي العقربة هي وبنتها يشمتوا فيا.. 
ثم ناظرت تشين قائلة:-
- هات لها برفيوم ولا حتى بصله نفوقها بيها. 
  أذعن لها وتحرك صوب حقيبتها التي التقطتها عينيه وقد سقطت منها ارضًا، ليبحث بها بيقين وجوده، وبالفعل عثر عليه وعاد نحوها،  ينثر البعض على يديه ويقربه من انفها 
عدة مرات بلا نتيجة، مما جعل فرح تنظر حولها بتفكير،  لتلتقط عينيها قنينة الماء والكوب الموضوع على الطاولة،  فأسرعت بالتقاط القنينة وسكبت بعض من محتواها في الكوب، ثم رفعته بينما تهتف قائلة:-
- وسع كده يا نجم. 
  أذعن لها بعدم أدراك لما ستفعل،  لتفاجأه بنثرها للماء على وجه والدته، التي سريعًا ما شقه وأفرجت مقلتيها بصدمه فعلتها تلك،  فترى ابتسامة الاخرى السمجة وهي تهتف قائلة:-
- الحمد لله فاقت ألف سلامه عليكِ يا حماتي. 
 ثوانًا وانتفضت بغضب من على الأريكه بينما تهدر قائلة:-
- أيّها العربية الغبيه. 
  لم تفهم عليها لتحدثها بالكورية، بينما تجهم وجه تشين المتفاجئ كذلك بما فعلت حمقائه، لكن لن يسمح بإهانتها على أي حال، لذا هدر موقفًا أياها:-
  - أمي!.. 
  حينها صاحت به قائلة:-
  أمي ماذا ها! أنت ما الذي فعلته ما الذي فعلته تشين!  كيف تتزوج بهكذا فتاة! كيف تفعل بي هكذا وب سو يون التي تعشقك وتنتظر تحديد موعد للزواج بك.. 
  - لكنني لا أعشقها أمي، ثم ماذا فعلت أنا فقط وقعت في الحب، وقعت في حب فرح وأردتها لي وهذا ما فعلت وأنتِ عليكِ أن تتقبليها.. 
هكذا هتف بها بملامح وجه مقتضبه،  بينما وقفت فرح تتظر أليهما بدون استيعاب لحديثهم لكن من نظرات تلك المرأة ونبرة صوتها هي وزوجها ايقنت رفضها لها وأن ما يدور الان حولها،  إلا يكفي سقوطها مغشي عليها ما ان علمت عنها،  لذا اجتاح قلبها الضيق والقلق مما يدور أمامها والتي هي بجاهلة عنهُ،  بينما ترى الاخرى تحاول النهوض بينما تهتف بنبرة متجهمه وعينين تشعان غضب:-
- لن أتقبلها تشين.. مستحيل أن أتقبلها فهمت،  ليست تلك من تمنين ان تكون زوجة لك وأمًا لأبنتك،  عليك أن تستعب اختيارك الخاطئ.. 
 قالت ما قالت وهي تلتقط حقيبتها وتتحرك مبتعدة بعدما ألقت نظرة ممتعضة لفرح التي ابتسمت لها بعدم اهتمام نفيض لما يدور بداخلها من ضيق، حزن، بل وقلق.. 
بينما وقف تشين متوترًا مما قالت بينما يشعر بالراحة لعدم فهم فرح لما قالت، فهو لم يخبرها بعد عن أبنتهُ، كما أنه كان قد سبق وتوقع ردة الفعل تلك لحظة علمها، وأنها لن تتقبلها بسهوله وستحيك الخطط  لتفريقهما لذا أصر على الزواج بها فورًا خشيه منها ومن استغلالها لموضوع أبنتهُ، والآن توتر وأدرك أن عليه أخبارها  بالقريب العاجل، لذا تنهد بقوة وقلقًا يجتاحه من تلك المصارحة معها، لقد غفل عنها بينما يسعى لأن تكون لهُ ومعهُ، والآن يخشى أن تتهمه بأخفاء الحقيقة عنها والكذب.
  لذا تنهد بقوة لافظًا قلقه بينما يتقدم نحوها وقد استشعر الحزن بحدقتيها اللتان تتبعان خطوات ذهاب والدتهُ بشجن،  لذا بغتها بقربه ولثمه لوجنتها اليمنى مغمغمًا:-
- صباح الخير عزيزتي، أردت صباحنا الأول أن يكن  مختلفًا، لذا هبطت لتحضير الفطور لكِ،  لكن والدتي أفسدت الأمر علينا مع الأسف.. 
  بنبرة تقطر حزنًا أردفت:-
- الواضح أن أمك محبتنيش تشين وما تقبلتش جوازنا!. 
  نبرتها الحزينة آلمت قلبهُ، لذا رسم ابتسامه خفيفة لها وهو ينظر ألى عينيها قائلًا:-
لا تهتمي لأمرها عزيزتي مع الوقت ما أن تعرفك ستحبك بالتأكيد كما أحبك أنا،  والآن تعالي معي لتناول الفطور أولًا ثم لنتحدث مطولًا عن أمرًا ما تجهليه عني،  أريد أخبارك بكل شيء، لكن بعد الطعام.. 
  ما قال اقلقها قليلًا لكنها تناهت عن قلقها وفكرت أنها تعطي للأمور حجمًا أكبر من حجمها،  هو فقط يريدها ان تعلم عنهُ كل شيء لذا تبسمت وقد نفضت أفكارها القلقة عنها بينما تنصاع لهُ وهو يصطحبها نحو المطبخ لتناول الفطور الذي أعده بنفسهُ لها..



الفصل الثاني عشر12 


بعد مرور بعض الوقت،  ما أن انتهوا من تناول طعامهم حتى قادها للجلوس على الأريكة وجلس بجوارها وقد بدى على ملامحهُ التوتر، للحظات صمت وصمتهُ بث القلق بقلبها وهي ترى شفتيه اللتان تنفرجا برغبة الحديث، ثم وكأنهُ يتردد في البوح، فاقتربت اكثر منهُ بينما كفها الصغير يرتفع ليحتضن كفهُ وهي تنظر له بنظرة تشجيع بيننا تهتف قائله:-
أيه إللي موترك كده تشين ومتردد تقولهُ ليا، لازم تفهم أنك دلوقت جوزي، فما تترددش وأيًا كان اللي هتقوله مش هيغير من دا لأني أنا بحبك. 
 قالتها بنبرة صادقه شجعتهُ على البوح فتنهد بقوة والتقط نفسًا طويلًا قبل أن يلفظ ما بجوفه قائلًا:-
- لقد تزوجت مرة من قبل حينما كنت في الجامعة وانفصلنا، لكن نتج عن هذا الزواج ابنه في الثانية عشر من عمرها. 
 نظرت أليه باستغراب للحظات بينما تهتف بعدم استيعاب:-
- وأيه المشكلة في كده مش فاهمه!
  نظر اليها مندهشًا من عدم تفاجئها قائلًا:-
  - لا يبدو عليكِ التفاجئ!.
  - ايوه لأني اكيد كنت عارفه، ما تنساش أن أختي مرح كانت معجبه كبيره بفرقتكم وعارفه كل حاجه عنكم وهي حكت لي عن موضوع جوازك في العشرين من عمرك من صديقتك بالجامعة وبعدها انفصالكم وان عندك بنت صغيرة.
 تنهيدة راحة أعقبها ابتسامة بينما يهتف:-
يا ألهي كنت أظن لا علم لكِ، وكنت أخشى لحظة مصارحتك عن الأمر، لقد شعرت بالراحة لتقبلك الأمر. 
  رفت ابتسامة على شفتيها بينما تهتف قائلة:-
- وليه ما تقبلش الأمر يعني، وما تقلقش بنتك هتكون زي بنتي تمام، ومش هكون مرات الاب الشريرة وهي سنووا وايت اللي هحاول آذيها.. 
  ثم تابعت بغرور مصطنع:-
- ودا لأن بالفعل مفيش أجمل مني. 
  توسعت ابتسامته من لطافتها وقرص وجنتيها قائلًا:-
- بالطبع عزيزتي ليست هناك أمرأة بالكون أجمل منكِ،  ولهذا تزوجت بكِ محظوظًا أنا. 
 قال كلماته وانحنى مقبلًا وجنتها،  فاحمرت خجلًا وكعادتها تصاب بالارتباك وتتهرب قائلة:-
- صحيح كنت هسألك عنها، اسمها ايه وأمتى هقدر أشوفها؟ أكيد عند مامتها لسفرك.. 
  هز رأسه برفض موضحًا:-
- أسمها آري وكلا ليست لدى والدتها، هي تعيش منذ عمر الثالثة مع والدتي لزواج والدتها من آخر وانتقالها لخارج البلاد، وأنا كما تعلمين لم استطع الاعتناء بها لتنقلي الدائم واهتمامي بمسيرتي المهنية حينها، لذا علاقتي معها ليست جيدة ابدًا.
انقبض قلبها وتجهمت ملامحها لسماعها ما يقول، فلم يعجبها أبدًا وشعرت بالضيق من أجل الصغيرة، وسريعًا ما غمغمت بنبرة مغلفه بالشفقة عليها:-
- يعني بنتك اتربت عند والدتك دي بعيدة تمامًا عن مامتها وبابها اللي كل واحد فكر في نفسه بس وتخلى عنها، أنا فكرت انك بتهتم بيها وقت وجودك وأنها هتيجي النهاردة بكرة بالكتير، لكن اللي قولتهُ دا صدمني فيك تشين وخوفني منك.. 
  وجملتها الأخيرة اخترقت قلبه قبل مسمعهُ، قلبهُ الذي انتفض بنبضة وجل وقلق مما قالت، فتسأل بنبرة يغلفها الترقب:-
- لا أفهمك.. ما الذي تقصدينه.. 
  لفظت تنهيدة من بين شفتيها بينما تهتف قائلة  بنبرة جاده وملامح مقتضبه:-
- يعني خوفني منك ومن علاقتنا والمستقبل بينا، أحنا البنات العربية لما بنتجوز من الشخص اللي بنحبه بيكون هدفنا الاستقرار وتكوين عيلتنا الخاصة وأنت باللي سمعته دا قلقني وفقدت الطمأنينة لفكرة الاستقرار والعيلة معاك،  أنك مش هتقدر تقوم بمسؤوليتك كأب لأطفالي. 
كلل ملامحهُ الذعر مما قالت وما تقصده به، فهتف سريغًا برفض لما قالت بينما يغير وضعية جلوسه ليجثو أمامها على ركبتيه بينما كفيه يحتضنا كلتا يديها:-
- ليس الأمر هكذا، أنا فقط كنت شابًا يافع فرح،  لم استطع في وقتها تحمل مسؤولية طفلة صغيرة،  وحينما عرضت والدتي الاهتمام بها وافقت باطمئنان وانشغلت بتحقيق حلمي،  لكن الأن أنا جاهز فرح،  جاهز للاستقرار وتكوين عائلة خاصه بي،  أريد منكِ أطفالًا وأعدك أن اهتم بهم، وأن أكون والدًا جيد لهم صدقيني. 
حينها غمغمت قائلة بملامح بدى عليها الاقتضاب والحزن:-
   مش ليهم بس يا تشين،  لو عايز تكون أب جيد فعلًا يبقى البداية تكون لبنتك الأولى،  بنتك اللي بتقول علاقتك معها مش كويسه وأهملتها،  وأنا يستحيل أفكر أجيب منك أولاد قبل ما تصلح علاقتك بيها وتكون الأب اللي حلمت بيه يكون لأولادي، عشان كده لازم تصلح علاقتك ببنتك وتقرب منها. 
  - حسنًا أنا أدرك أنني مخطأ فرح،  ليس الان وليس من كلماتك،  بل من قبل منذ فترة وأدركت خطأي معها وحاولت أصلاح علاقتي بها لكنها ببساطه لم تتقبلني.
  هكذا اوضح لها وقد خيم الحزن كاسيًا مقلتيه، فبدى علبها الاستياء مما قال وهتفت قائله: -
- وأنت حاولت مرة واستسلمت مش كده 
  داهمه شعور داخلي بالذنب وتجلى على سيمائه كذلك وهو يومأ لها برأسه من ثم هتف قائلًا:-
   نعم استسلمت حينها لأن لم أجد من يشجعني ويدعمني لهذا، لكن الأن أنتِ هنا معي فرح وسوف تساعدينني في هذا،  وسأكون لكِ ما تتمنين أعدك بهذا.
 ـ مش عايزاك تعمل كده عشاني تشين، عايزك تعمله عشان نابع من جواك، من إحساسك الداخلي، الأبوة بتكون فطره داخليه جواك حاول تخليها تظهر وتحس بيها وأنت هتدرك أن فاتك كتير. 
  اماء لها وشعوره بالذنب يتضاعف داخله، وهذا واضح  لها، فكان ﭢكثر من كافي لها، لذا غمغمت قائلة وهي تسحب أحد يديها من بين كفيها لترفعها اتجاه وجهه وتلامس وجنته قائلة:-
- تشين الإحساس بالذنب اللي شايفه في عيونك دا، كافي ليا في الوقت الحالي لأنك حسيت بالخطأ ومدركهُ،  فعشان كده واثقه أنك هتصححه،  قصدي هنصححه سوا لأني زوجتك من وجبي ادعمك ووجهك للطريق الصح،  وأنت هتسعى أنك تقرب منها وتصلح علاقتكم سوا وأنا معاك وهنكون عيله حلوة تمام.. 
 أماء برأسه وشعور بالراحة يتخلله بعدما أزاحت كلماتها الأخيرة القلق الذي كان يسيطر عليه،  فجذب كفها وقربه من شفتيه مقبلًا أياه من ثم ينظر ألى عينيها هاتفًا بنبرة متحشرجه:--
- أحبك فرح كثيرًا وأعدك بأن أكون لكِ الزوج الذي حلمتِ به والوالد الذي تتمنين لأطفالك وسأقوم بتعويض ابنتي آري عن غيابي وأنتِ معي وبجانبي.. 
  أمأت لهُ بتأكيد وهي تشعر بالدموع تملئ حدقتيها تأثرًا، فرفرفت بأهدابها تمنع تساقطها واردفت قائلة وقد تبدلت نبرتها:-
- ايه دا مش بحب اللحظات الكئيبة والحزينة دي.. 
 قالتها وهي تنهض من مجلسها، فنهض معها كذلك، وهو ينظر أليها لتأردف قائلة:-
- أيه رأيك تخدني أتعرف عليها فورًا، ونروح لعندها ما نضيعش وقت.. 
 احتضنت شفتيه ابتسامة بينما يومأ لها برأسه بالموافقة، ثم سريعًا ما هتف متذكرًا:-
- لكنكِ ليس لديكِ ثياب الأن. 
  ابتسامة صفراء احتضنت شفتيها بينما تهتف قائلة:-
- لا ما تقلقش من الناحية دي يا نجم، هدومك موجوده وهي تكفي وتوفي، أصلًا معظمها هدوم للبنات أساسًا فهعتمدها ونغير ليك  استيل لبسك النسائي دا.. 
  توسعت عينيه وهتف قائلًا وقد تبدلت نبرتهُ ألى الاستنكار:-
- من تقصدين أنتِ بأن ثيابهُ تشبه ثياب النساء يا عديمة الذوق أنتِ!، انظري لملابسك  أولًا المتشبهة بملابس الرجال بل هم يلبسون افضل منكِ!، فأياكِ والتفكير حتى في التطرق لهذا، ألا ثيابي ومظهري!. 
  وما أن قال هذا حتى تبدلت نظراتها ونبرتها كذلك هادره:-
- احمد يا عمر!، لبس مين اللي بتتريق عليه يا ابو هدوم بترتر أنت وشميزات لحد الركبه وفلونكات !.. 
رمقها بنظرة خطيره بينما يقترب منها ويقوم بالقبض عليها  من  ثيابها مقربًا أياها أليه قائلًا:-
  -  صحيح لقد تذكرت من هما أحمد وعمر وما علاقتهما بكِ لتذكرينهما في كل مرة نتشاجر فيها؟  والآن تذكرينهما مجددًا بعدما تزوجنا دون أي احترام لي !.. 
  - لا أهدى كده وروق يا نجم، دول مش أسامي أشخاص أنت فاهم غلط، قصدي هما أسامي اشخاص فعلًا بس هنا بقولهم كـ نوع من أنواع الردح بيتقال في الخناقات، اللي هو لما اتخانق مع أي حد اقوله أحمد يا عمر وبعدين ابدء وصلة الشتايم اللي بعدها  تحب اسمعهم لك .
هكذا أسرعت بالتوضيح لهُ عن مقصدها بالتبرير ما أن رمقها بتلك النظرة الخطيرة، ثم تلوت وهي تحاول نزع ثيابها من براثن يده قائلة:-
  -وبعدين أنت ماسكني كد ليه يا عم ، قافش حرامي غسيل أنت ولا أيه!، سيب هدومي عيب عليك تعامل بنت جميلة ورقيقه زيي كده. 
رفع حاجبه استهجانًا بها ولم يعتقها ساخرًا:-
- فتاة رقيقه مثلك ! 
  سخريته اثارت حنقها وغضبها لذا هدرت به:-
- ومالك بتقولها بسخريه كده ليه!، أذا مش عجباك حفيت ورايا ليه وسبت كل بنات بلدك عشان أحبك وأرضى بيك، ولا عشان  جيت لعندك أنا وتجوزتني، وضمنت وجودي خلاص هتبدأ تقلل مني لا فوق لنفسك كده دا أنا ميت واحد يتمنوني أيا كش انا بس اللي اطسيت في ناظري وقلبي المهبب حبك.
حسنًا لقد فهم بعض الكلمات بينما الأخرى لا، لكن أهم ما سمع تلك التي اخترقت قلبه قبل مسامعه وجعلته يختض بين جنباته، لذا لم يهتم سوى لها وباغتها باجتذابهُ لها بينما يتذوق العسل اللاذع بشفتيها، لعدة ثوانًا قبل أن يبتعد عنها مستندًا برأسه على جبينها هامسًا بحشرجة عاطفيه تأثر القلب:-
- لأنني أحبك.. تزوجت بكِ لأجل قلبي الذي اصطفاكِ عن غيرك ونبض لكِ متغاضيًا عن سلاطة لسانك وتنمرك الدائم ووقع في غرامك مستسلمًا لسحر عينيكِ. 
  توردت وجنتيها مما قال واستكانت بصمت تأثرًا بقربه بينما تشعر بقلبها يعربد بجنون داخلها.. 
فاحتضنت الابتسامة شفتيه وهو يبعدها لتنظر أليه قائلًا بذات النبرة المتحشرجة:-
- لنبقى اليوم سويًا بالمنزل، أريد قضاءه برفقتك وبالغد نلتقي بـ آري ما رأيك!. 
 أمأت لهُ برأسها بالموافقة فاحتضن كفها بيديه قائلًا:-
حسنًا تعالي لنشاهد فيلمًا ما سويًا.. 
  انصاعت له وتحركت برفقتهُ باتجاه الأريكه لتنفيذ ما أراد.. 
ليقضيا اليوم سويًا،  يتشاركان بعض الأنشطة، ويعلمها بعض الاشياء عن حياته المهنية والشخصية من ثم يعدان وجبة الغداء معًا حتى آتى الليل وحان موعد النوم فعاد بها ألى غرفتهُ وبد بدى عليها الارتباك، فرمقها بابتسامه بينما يجذبها باتجاه الفراش ويدثرها من ثم ينضم أليها ويضمها مستمتعًا بدفيء قربها حتى داهمهما النعاس.. 
ومع شروق شمس يوم جديد نهضت هي أولًا تلك المرة وتطلعت به وبدأت بمحاولة أيقاظهُ من نومهُ وهي تهمس بأسمه بينما يديها تعبث بخصلاتها الناعمة والتي تستفزها بشدة، فأفرج عينيه وهو يقبض على يديها التي تعبث به فجاءها مقربًا أياها منهُ بينما يهتم بنبرة صوت رخيم آثر نومهُ:-
- ماذا تفعلين أنتِ بشعري ألم أخبرك قبلًا لا أحب أن يلمسه أحد!. 
 ارتبكت لثوانًا من فعلتهُ ثم سريعًا ما عاد أليها طبعها المشاكس فأجابت قائلة وهي ترفع ذراعها لتشعثه من جديد بعناد:-
- بس أنا مش أي حد، أنا مراتك يا نجم ولا نسيت!. 
  ابعد يدبها مجددًا عنه قائلًا:-
- توقفِ عن العبث به أتضايق من هذا حقًا. 
  بضحكه عالية استمرت في بعثرته بينما تقول من ببن ضحكتها:- 
- بيستفزني شعرك من نعومتهُ الأوفر دي ودايمًا كنت عايزه أعمل كده.
 تضايق بشدة من لعلتها تلك، لذا بغته رفع ذراعيه ولفها  حول خصرها ليقوم بتغير وضعهما ويشرف عليه من علو بينما يهتف بها:-
- قلت لكِ اتضايق فرح وأنتِ تستمرين بفعلتك تلك، تحبين اثارت حنقي وغيظي،  لذا عليكِ تحمل توابع هذا زوجتي الغيورة. 
 أنهى جملته ثم بدأ بدغدغتها، لتنطلق ضحكاتها عاليًا من ثم يبدأ رجائها أن يتوقف،  ليزيد من فعلته تلك دون اهتمام مما جعلها تفكر في تحرير ذاتها منه، لذا رفعت قدميها حول جزعه وقامت بأحكامها عليه من ثم فجأته وهي تستخدمها لأبعاده عنها لتسقطه على جانبه وتنهض بنصفها العلوي لتناظره باستعلاء:-
- قولت لك كفاية ما سمعتش استحمل بقى. 
  وكادت أن  تحرره لتنهض، فاستخدم يديه هو لتحرير ذاته وابعد قدميها عن جسده وهو يشعر بالغيظ من فعلتها تلك، لذا حاول فرض سيطرته من جديد عليها، والعودة ألى وضعهما السابق، وهنا بدء الصراع بينهما على ذلك، والذي أخذ منحنى آخر، حتى استسلما بعد بضعه من الوقت منهمكين على الفراش بينما ضحكه عالية تخرج من افواههما، فيقرر عدم الاستسلام هو ويشرف عليها مجددًا بينما يهتف قائلًا بنبرة صوت آجش:-
- لا تستلمين أنتِ اليس كذلك.
  أمأت لهُ بابتسامه خادعه، وهي تباغته بتغير وضعهما لتشرف هي عليه من علو قائلة:-
- أبدًا..
  حينها لم يحاول تغير وضعهما واسترخى قائلًا:-
- جيد احب المرآة المسيطرة والقوية، ينفعني هذا. 
  قالها بغمزة عابثه اربكتها بشدة وهي تفكر في مقصده،  لذا حاولت الابتعاد بجسدها بتوتر، فمنعها بذراعه التي حاوطت خصرها مقربًا اياها منهُ قائلًا ببعض الخبث:-
مجددًا تخجلين وتتوترين، لقد علمت عن نقطة ضعفك حبيبتي.
 حينها غمغمت تهربًا من قربهُ ومما تراه في عينيه قائلًا:-
- ممكن نبطل لعب بقى شوية ونقوم نفطر ونستعد عشان نقابل بنتك.
  أصابته عدوة التوتر عند ذكر ابنته لذا ابعد ذراعه عنها محررًا أياها لتعدل هي من وضعها بينما ينهض كذلك بجزعه ليصبح جالسًا بينما تتجلى على ملامحهُ ما يشعر داخلهُ،  فتبسمت لهُ بينما أناملها تلامس كف يده بدعم قائلة:-
- ما تقلقش انا معاك. 
 ابتسامه مهزوزة احتضنت شفتيه بينما يومأ لها براسه قائلًا:-
- حسنًا لنستعد لهذا. 
  ثم نهض قائلًا :-
اولًا لنغسل وجوهنا ونتناول فطورنا من ثم نذهب لنلتقي بها. 
  امأت له،  فنهض متجهًا نحو المرحاض واتبعته كذلك وقدم لها فرشة اسنان اضافيه كانت لديه، فقامت بغسل اسنانها ووجهها بينما فعل ذلك هو الأخر، وما أن كادت أن تتحرك ظنًا انهُ انتهى مثلها، لتجده يقوم بفتح أحدى الإدراج التي تحتوي على عدد كبير من منتجات العناية بالبشرة ويبدء باستخدامها، فاتسعت عينيها ذهولًا وهي تراقبهُ يتنقل بين منتج وآخر،  يخرج منهُ القليل ويضعه على وجهه،  فراقبت باندهاش مما يحدث وانعكاس الأمور هنا،  فهي من عليها فعل ما يفعله هو وليس العكس، لتتسع عينيه اكثر في منتصف رأسها ذهولًا وهي تجدهُ يخرج مستحضر العناية بالأهداب كذلك ويبدأ بوضعهُ عليها من ثم حاجبيه، ثم يخص خصلاتهُ بـ روتين خاص أيضًا، حتى مر حوالي نصف ساعه وهي تشاهد بفاهًا متدلي تفاجئًا بما ترى، وكم شعرت بالازدراء من نفسها ومن بشرتها بعدما انتهى وطل عليها ببشرة لامعه، ناضره،  نقيضه لبشرتها الشاحبة فحدثت ذاتها باستنكار:-
- هي الدنيا تشقلب حالها ولا أيه! 
ثم تابعت قائله:-
أنا قولت الجوازه دي فيها حاجه غلط من البداية، بس قلبي اللي وقعني على جدور رقبتي هو السبب في اللي أنا فيه دا، أنا مني لله بجد. 
  ليتسلل أليها صوته قائلًا:-
-  لقد انتهيت يمكنكِ استخدام المرحاض أنتِ الآن،  اشيائي كلها لكِ استخدميها كما تريدين، انتقي المناسب لبشرتك. 
  أنهى كلامهُ وتخطاها ألى الخارج، بينما هي وقفت موضعها لثوانًا  قبل أن  تتقدم من المرآه وتنظر بجهل إلى كل تلك المستحضرات التي لا تفقه منها شيء، ولوهلة اصابتها الغيرة منه ومن اهتمامه بذاته وكادت يديها أن  تلتقط احد الاشياء بعشوائية،  لكنها تراجعت عن هذا ملقيه أياه بنزق وقد تراجعت عن هذا وهي تسب ذاتها وتستدير ألى الخارج وهي تشتعل غيظًا.
به لهذا...


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close