أخر الاخبار

رواية قلبه لا يبالي السابع عشر17 والثامن عشر18 بقلم هدير نور


 رواية قلبه لا يبالي السابع عشر17 والثامن عشر18 بقلم هدير نور 

بالمشفي
كان داغر جالساً علي احدي المقاعد خارج غرفة الطوارئ التي ادخلت اليها داليدا منذ اكثر من ساعه يتطلع امامه باعين متحجره محتقنه كالدماء يحاول التحكم بارتجافة جسده و قلبه الذي يعصف الخوف بداخله..
اخفض عينيه يتطلع باعين غائره الي يده الغارقه بالدماء...
لكنها لم تكن اي دماء..فقد كانت دماء داليدا انقبض قلبه بالم كاد ان يحطم روحه الي شظايا فور تذكره لمشهدها و هي ملقيه بأرضية المطبخ كالجثه الهامده و الدماء منتشره من حولها
تشكلت غصه بحلقه اوشكت علي خنقه لا يصدق بان حياتها قد هانت عليها و حاولت قتل نفسها...
لكن لما...فهو يعلم انه اخطأ كثيراً عندما لم يخبرها بحقيقة زواجه من نورا...لكنه اخبرها انه سوف يقوم باخبارها بكل شئ....لما اسرعت بالتخلص من حياتها بتلك السهوله اذاً...
انتفض جسده فور ان شعر بيد والدته الجالسه بجانبه تربت بحنان علي كتفه
=استهدي بالله يا حبيبي ان شاء الله هتبقي كويسه....
اومأ بصمت بينما يخفض رأسه و محيطاً اياها بيديه محاولاً اسكات الاصوات التي تتصارع بداخله مؤذيه اياه...
اخذت تتطلع فطيمه الي ولدها باعين تلتمع بالدموع و قلب ممزق بالالم فلأول مره بحياتها تراه في حالته تلك فقد كان بحاله يرثي لها القلب...
تنحنحت مجليه صوتها قبل ان تغمغم بهدوء محاوله معرفة منه ما الذي اصاب داليدا فهي كانت بالخارج عندما اتصلت بها صافيه و اخبرتها بانها رأت داغر يحمل داليدا التي كانت غائبه عن الوعي راكضاً بها كالمجنون الي سيارته امراً السائق بالتوجه الي المشفي علي الفور...
حاولت الاتصال وقتها بداغر عدة مرات لكنه لم يجيب مما جعلها تتصل بالسائق تستعلم عن عنوان المشفي الذي اخذهم اليها..
و ها هو منذ ان حضرت صامتاً بحاله يرثي لها يرفض التحدث او افاهمها اي شئ من الذي حدث
=ما تفهمني يا حبيبي..داليدا مالها ؟و ايه حصلها...؟!
رفع داغر رأسه ببطئ بينما يجبر شفتيه علي التحدث مجيباً عليها
=اغمي عليها و هي لوحدها و وقعت علي الطرابيزه الازاز و ايدها اتفتحت
ليكمل مجبراً نفسه علي الكذب فهو لا يمكنه اخبار احد بانها حاولت الانتحار حتي لا يهز صورتها امام احد
=و فضلت تنزف وهي مغمي عليها لحد ما انا وصلت و لحقتها
اطلقت فطيمه صرخه صادمه بينما تضع يدها فوق فمها ادار داغر وجهه بعيداً حتي لا تلاحظ والدته كذبه
هتفت فطيمه بينما تنفجر باكيه
=يا حبيبتي يا بنتي....
انتفض داغر واقفاً يبتعد عن والدته قدر الامكان فهو لن يستطع التحمل سماع اي بكاء فقلبه لن يتحمل..
لكن سرعان ما اشتد وجهه بغضب عندما رأي طاهر يتقدم نحوه بينما تتبعه شهيره.
هتفت شهيره بصوت جعلته قلقاً بينما تتجه نحو داغر
=داليدا عامله ايه يا داغر طمنـ............
قاطعها داغر بقسوه
=ايه اللي جابكوا هنا....انا مش عايز حد منكوا يبقي هنا....
تغير وجه شهيره التي تراجعت بخوف خطوه الي الخلف بعد ان رأت الشراسه و الغضب المرتسمان بعينيه..
بينما غمغم طاهر بارتباك
=جينا نطمن علي داليدا...احنا مش عيله واحده ولا ايه يا داغر بعدين داليدا انا بعتبرها في مقام اختي الصغيره و لازم نطمن عليها...
زمجر داغر بشراسه بينما يجز علي اسنانه بغضب...
=خد مراتك و امشوا من قدامي...احسنلكوا
هتفت شهيره بحده مقاطعه اياه
=جري ايه يا داغر انت بتتعامل معانا كده ليه كأننا اعدائك..ايه هي داليدا خلاص قدرت توصلك لكده انك تـكـرهـ.........
ابتلعت باقي جملتها علي الفور و قد شحب وجهها بخوف عندما رأت عيناه تشع بالغضب عليها بينما كان يأخذ خطوات متواعدة نحوها مما جعلها تتراجع الي الخلف بذعر...
ليسرع طاهر الامساك بذراعها و هو يتمتم بخوف بينما يستدير و يفر هارباً بها من امام داغر الذي كان يبدو انه خارج السيطره تماماً
=خلاص...خلاص هنمشي وهبقي اطمن منك بلتليفون...
راقبهم داغر باعين محتقنه و هم يفرون هرباً من المكان قبل ان ينهار جالساً مره اخري علي المقعد حيث لم تعد قدماه قادره علي حمله دافناً وجهه بين يديه مستسلماً ليد والدته التي كانت تربت علي ظهره بحنان...
اخذ يردد بعقله بشكل هستيري بانها سوف تصبح بخير فهو لن يتحمل فقدها...
بعد عدة دقائق...
انتفض داغر واقفاً بلهفه فور رؤيته للطبيب يخرج من غرفة الطوارئ اتجهه نحوه علي الفور قائلاً بصوت مختنق
=داليدا عامله ايه...؟!
اجابه الطبيب بهدوء
=متقلقش يا داغر بيه هي بقت كويسه والخطر عدي...بس احتاجنا ننقل لها دم لانها فقدت دم كتير...
ليكمل بينما يتطلع بتردد نحو فطيمه التي كانت تقف بجانب داغر بوجه قلق
=بس محتاج اتكلم معاك لوحدنا...
تراجعت فطيمه علي الفور قائله =هدخل اطمن عليها
اومأ الطبيب برأسه بينما كان داغر واقفاً بتصلب بمكانه تنحنح الطبيب قبل ان يغمغم بارتباك
=داغر بيه القطع في ايد داليدا هانم ده كان محاولة انتحار و احـ............
قاطعه داغر علي الفور بحده و صارمه حيث لم يتيح له اكمال جملته
=داليدا وقعت علي الطرابيزه و ايدها اتجرحت فاهم يا دكتور
غمغم الطبيب بينما يومأ برأسه
=فاهم يا داغر بيه و اللي تشوفه طبعاً...بس لازم حضرتك تشوف ايه السبب و تحله لانها ممكن للاسف تكررها تاني...
شحب وجه داغر فور سماعه كلماته تلك شاعراً بالدماء تجف بعروقه فور تخيله لها تحاول الانتحار مره اخري
غمغم الطبيب بينما يبتعد عنه
=عن اذنك يا داغر بيه هروح اكتب التقرير الطبي.....
راقبه داغر يبتعد باعين زائغه لا يري امامه بها ليظل بعدها واقفاً متجمداً بمكانه غير قادر علي الحركه لا يعلم كم مر عليه من الوقت منذ ان تركه الطبيب لكنه خرج من جموده هذا عندما شعر بيد والدته التي خرجت من غرفة داليدا تربت علي ذراعه برفق التف اليها تنحنح قائلاً وهو يفرك وجهه بيده
=عامله ايه...دلوقتي؟!
اجابته فطيمه بصوت متحشرج و قلبها يتألم علي الام ولدها الواضح
=نايمه يا حبيبي....واخده مهدئ و هينقولها اوضتها من الباب الخلفي للمرضي
اومأ برأسه بصمت مربتاً علي يدها التي فوق ذراعه
=روحي انتي يا ماما و انا هفضل معها...
ليقاطعها عندما همت بالرفض
=انا عايز ابقي معها لوحدي...محتاج ده...
غمغمت فطيمه بصوت هادئ عكس ما يندلع بداخلها من قلق عليه و علي تلك الراكده بسكون في غرفتها
=تمام يا حبيبي...و انا هكلمك علي طول اطمن منك...
اومأ داغر رأسه بصمت من ثم تركها واتجه نحو الغرفه التي نقلت اليها داليدا والتي دلته عليها الممرضه....
دلف الي الغرفة بخطوات بطيئه مرتجفه ليشعر بقبضه حاده تعتصر قلبه فور ان وقعت عينيه على جسد داليدا المستلقيه فوق فراش المشفي غائبه عن الوعى اقترب منها بخطوات متهالكه شاعراً بألم يمزق روحه وهو يراها في حالتها تلك انحنى مقبلاً جبينها بحنان مستنشقاً رائحتها بعمق لكنه اسرع بغلق عينيه بقوه علي تلك الدموع التي ملئت عينيه و هو لا يمكنه ان يتخيل انه كاد ان يفقدها مره اخري للابد...
ابتعد عنها جالساً علي المقعد المجاور لها و عينيه مسلطه عليها لا تفارقها لكن ما ان لاحظ يدها المضمده التي كانت بوقت سابق تتدفق منها الدماء بغزاره ابتلع بصعوبه الغصه التي تشكلت بحلقه بينما يرفع يدها تلك برفق مقبلاً اياها عدة قبلات متتاليه هامساً بصوت اجش مختنق
=كده توجعي قلبى عليكي ...
ليكمل يضغط بيده المرتجفه برفق فوق ضمادة جرحها كما لو كان يأكد لنفسه انها بخير
=هانت عليكي نفسك بالساهل كده...
قبل يدها مره اخري قبل ان يضعها برفق علي الفراش و هو لايزال متشبثاً بها رافضاً تركها وعينيه مسلطه عليها بصبر منتظراً استيقاظها...
بعد مرور عدة ساعات....
ظل داغر جالساً بجوار داليدا و هو ممسك بيدها بين يديه يتشبث بها بقوة طوال الوقت و عينيه الشبه مغلقه مسلطه فوقها بترقب محاولاً مقاومة النعاس و التعب الذان يسيطران عليه..
لكن بالنهايه اغلقت عينيه ببطئ دون ارادته مسنداً راسه الى حافة فراشها ليغرق سريعاً بنوم يتخلله التعب و الارهاق..
لكن لم يمر سوا عدة دقائق قليله حتي افاق سريعاً عندما شعر بحركة يد داليدا التي بين يديه ليجد داليدا تفتح عينيها ببطئ مطلقه تأوهاً منخفضاً بينما عينيها ترتجف كما لو كانت لا تعي بعد ما حاولها انتفض واقفاً مقترباً منها ممرراً يده بحنان علي رأسها هامساً اسمها بقلق
لتنتبه اليه علي الفور تجهم وجهها بينما تتطلع حولها بعدم فهم
=انا فين...
اخذت تدور بعينيها بالمكان بارتباك وعندما وقعت عينيها علي داغر القابع فوق رأسها عادت اليها علي الفور ذكريات كل ما حدث من خبر حمل نورا....لكلام شهيره اليها... لكلام داغر حول زواجهم....
انتفضت مبتعده عنه بحده هاتفه بغضب
=ابعد عني....
و عندما حاولت جذب يدها من يده اطلقت تأوه متألم اخفضت عينيها علي يدها لتشعر بالدماء تنسحب من جسدها فور ان وقعت علي معصمها المضمد شحب وجهها فور تذكرها للسكين الذي كان بيدها و محاولتها لقتل نفسها هزت رأسها بقوه هامسه بصوت مرتجف...
=لا مستحيل.....
لا يمكنها تصديق بانها فعلت ذلك بنفسها فهي تتذكر جيداً انها القت السكين من يدها و لم تفعلها لكنها تعجز عن تذكر اي شئ بعد ذلك..
انفجرت باكيه بقهر و هي لا تصدق ما فعلته بنفسها
اقترب منها بتردد داغر الذي كان واقفاً متجمداً بمكانه بعد دفعها اياه يتابع كل تلك المشاعر تمر علي وجهها غير قادر علي النطق بشئ فبداخله يوجد صراع بين غضبه و خوفه عليها...يرغب بهزها بقوه حتي تفقد وعيها و في ذات الوقت يرغب باحتضانها و طمئناتها
جلس علي حافة الفراش بجانبها يضمها اليه لكنها رفضت مبتعده عنه هاتفه من بين شهقات بكائها
=انا معملتش كده....انا استحاله اعمل كده في نفسي...
جذبت كلماتها تلك اهتمام داغر معطيه اياه الامل انها لم تفعلها بالفعل ذلك لكن ما ان اكملت كلماتها شعر بخيبة الامل تحاصره
=انا...انا مسكت السكينه و كنت ناويه فعلا انتحر بس انا رمتها و.....
انفجرت مره اخري باكيه بهستريه
=بس انا..مش فاكره اي حاجه بعد كده....
ابتلعت بخوف الغصه التي تشكلت بحلقها خائفه من ان تكون بالفعل فعلت ذلك بنفسها..
زمجر داغر بغضب و قد سيطر عليه خوفه عليها عندما حاول لمسها و رفضت باكيه بشكل اكبر
=طيب اهدي...اهدي يا داليدا انتي لسه تعبانه.....
نفضت يده بعيداً عنها صارخه به بهستريه بينما تبتعد عنه لاقصي الفراش حتي كادت ان تسقط من عليه
=شوفت...شوفت وصلتني لايه...طلقني...طلقني انا مبقتش عايزاك.....
لتكمل بهستريه و انفعال اكبر
=ارجع لمراتك اللي بجد...ام ابنك...وسبني بقي في حالي حرام عليك
لم يستطع السيطره علي نفسه فور سماعه كلماتها تلك جذبها بحده من يدها السليمه اليه من ثم احاط كتفيها بيديه محاصراً اياها بجسده مانعاً محاولتها للابتعاد عنه
=اسمعي كويس اللي هقولهولك...نورا مش حامل مني
ليكمل بقسوه و غضب متجاهلاً وجهها الذي شحب بصده
=انا عمري ف حياتي ما لمستها.... نورا كانت حامل من قبل ما اتجوزها و ده السبب في جوازي منها مش اكتر.....
هتفت داليدا مقاطعه اياه بغضب
=كداب...بتكدب عليا زي ما كدبت في كل حاجه قبل كده...ما انا الهبله اللي بتصدق اي حاجه مش كده...نورا هي اللي مراتك اللي ناوي تكمل حياتك معها
زمجر داغر بغضب بينما تشددت يديه التي كانت تحيط كتفيها بقسوه
=عمري في حياتي ما كدبت عليك...انتي اللي ناوي اكمل حياتي معها
شحب وجه داليدا بينما تستمع الي كلماته تلك....لكنها هزت رأسها سريعاً برفض فهي لا يمكنها تصديقه بهذه السهوله..و لن تخدع نفسها حتي ترضي قلبها الضعيف البائس..افاقت من شرودها هذا علي صوت داغر المختنق
=ازاي قدرتي تعملي في نفسك كده.........
ليكمل بصوت مرتجف بينما يمرر يده فوق وجهها ببطئ
=عمري ما هقدر اسامحك علي الاحساس اللي خلتيني احس به..لما شوفتك مرميه علي الارض و انتي غرقانه في دمك....
قاطعته وهي تدفع يده بعيداً
عن وجهها هاتفه بغضب
=و انا عمري ما هسامحك علي انك وصلتني لكده...طلقني..
لتكمل بصوت ضعيف مرتجف
=طلقني...بدل ما المره الجايه توصلني اني اعملها بجد...
تقطعت باقي جملتها عندما انفجرت باكيه هامسه بصوت مرتعش
=كفايه اني خسرت حياتي...بلاش تخليني اخسر اخرتي كمان....
ابتعد عنها داغر منهاراً جالساً علي المقعد الذي خلفه و قد اصبحت قدميه غير قادرتان علي حمله ...بينما قلبه يهتز بداخله من شدة الالم الذي يعصف به
ظل صامتاً عدة لحظات لا يقوي علي التفوه بجمله واحده مما جعلها تهتف بصوت متحشرج من بين شهقات بكائها
=سمعتني يا داغر طلقني.
انتفض واقفاً هاتفاً بشراسه بينما يقبض يديه بجانبه بقوه محاولاً السيطره علي الالم الذي يعصف بداخله ممزقاً اياه
=قولتلك 100 مره مفيش طلاق بيني وبينك فاهمه يا داليدا مفيش طلاق...
ثم خرج من الغرفه بخطوات سريعه مغلقاً الباب خلفه بقوه اهتزت لها ارجاء...
بينما ظلت داليدا جامده بمكانها منحنيه الرأس تغلق عينيها بقوه ضاغطه علي شفتيها بيدها السالمه محاوله كتم شهقات بكائها لكنها لم تستطع حيث انهارت علي الفور منفجره في بكاء مرير بينما شهقات بكائها الحاده تمزق السكون من حولها غافله عن ذاك الذي لا يزال يقف خلف باب غرفتها من الجهه الاخري يستمع الي شهقات بكائها تلك شاعراً بها كسكين حاد يمزق قلبه...
!!!***!!!***!!!
في ذات الوقت...
دلفت شهيره الي غرفة شقيقتها تبحث عنها حيث ظلت حابسه نفسها داخل غرفتها منذ مده طويله...و ما ان دلفت للداخلو
وجدتها جالسه علي الاريكه تضم ركبتيها الي صدرها بينما تتطلع امامها باعين شارده حتي انها لم تشعر بها....
جلست بجانبها بهدوء لتنتفض ذاعره عندما وضعت شهيره يدها فوق كتفها...
= في ايه يا نورا حابسه نفسك كده ليه في اوضتك من الصبح و وشك اصفر كده ليه...؟!
اعتدلت نورا في جلستها مغمغنه بارتباك
=مفيش...مفيش حاجه...
قاطعتها شهيره بحده
=مفيش حاجه ازلي....في ايه يا نورا انا عرفاكي كويس...
لتكمل بينما تقبض علي يدها و تديرها اليها بحده
=ده في حاجه و حاجه كبيره كمان....
اخذت نورا تتطلع الي شقيقته عدة لحظات بتردد قبل ان تقرر ان تحكي لها ما حدث حتي تساعدها بمصيبتها تلك.
=انا...انا...اللي قطعت ايد داليدا....
هتفت شهيره بصدمه وهي تضرب يدها فوق فمها
=يا خبر اسود...بتقولي عملتي ايه...!!
ظلت نورا صامته تطلع اليها بوجه شاحب مما جعل شهيره تقبض علي ذراعها تهزها بقوه وهي تهتف بغضب
=انطقي...عملتي ايه....؟!
ابتلعت نورا الغصه التي تشكلت بحلقها قبل ان تمتم بتردد
=كنت كنت...روحتلها اوضتها بعد ما انتي خرجتي من عندها كنت عايزه اغيظها...بس لما دخلت ملقتهاش في الاوضه و كنت همشي بس سمعت صوتها وهي بتعيط في المطبخ فلما روحت لقتها ماسكه السكينه و كانت ناويه تنتحر وتقطع ايدها فعلاً....
مررت يدها المرتجفه فوق رأسها و هي تكمل بصوت مرتجف...
=بس هي رجعت في كلامها و رمت السكينه من ايدها وقعدت تعيط لحد ما مره واحده اغمي عليها و وقهت علي الارض...
توقفت متردده عن الاكمال خائفه من اخبار شقيقتها ان مروه الخادمه كانت معها حتي لا تقتلها فهي لن ترحمها اذا علمت بذلك
= انا انا قربت منها و محستش بنفسي الا و انا بمسك السكينه وبقطع ايدها و حطيت السكينه في ايدها التانيه علشان يبان انها انتحرت....
صرخت بألم قبل ان تكمل جملتها عندما قبضت شهيره علي شعرها بيدها تجذبه بقوه وهي تصرخ بها معنفه اياها
=انتي ايه...انتي ايه ياشيخه حرام عليكي....؟!
جذبت نورا شعرها من يدها بقوه متحرره من قبضتها وهي تهتف بغضب
=انتي بتضربيني....انتي اتجننتي يا شهيره ولا ايه...
قاطعتها شهيره بقسوه بينما تحاول القبض علي شعرها مره اخري و قد اعماها غضبها
=انا اللي اتجننت ولا انتي اللي اتجننتي بتقتليها...عايزه تودي نفسك في داهيه....
انتفضت نورا واقفه مبتعده عنها صارخه بحده
=اهي ممتتش و بقت زي القرد و البيه قاعد جنبها و راجعه بكره البيت تعقد علي قلبنا...
وقفت شهيره هي الاخري تتقدم نحوها وقد اصبح الغضب يدوي بداخلها من برود شقيقتها لا تصدق ان وصل بها الجنون الي جعلها تقتل
=و انتي فكرك انها كده خلصت...داغر لو شم بس خبر او شك في حاجه هيموتك يا نورا...قسماً بالله هيموتك...
لتكمل بقسوه و صوت مرتفع محاوله الامها حتي تفيق من جنونها هذا
=داغر مش بس بيحبها لا ده واحد مهووس بحب واحده..و عنده استعداد يخسر اي حد علشانها مشوفتيش حالته و هو قاعد برا اوضتها عامل زي العيل الصغير اللي تايه من امه....
اقتربت منها نورا ممسكه بيدها ضاغطه عليها بقوه بينما تغمغم بصوت منخفض
=وطي صوتك انتي هتفضحيني...
نفضت شهيره يدها بعيداً بينما تتجه نحو الباب تهمهم بحده
=ادعي ربنا ان داغر ميشكش في حاجه لان وقتها يا نورا مش هقف معاكي و ادافع عنك زي كل مره..دي روح بني ادمه و انتي كنت هتموتيها...
وقفت تطلع نحو شقيقتها عدة لحظات بنظره يملئها الغضب و الحده قبل تخرج من الغرفه مغلقه الباب خلفها بغضب...
جلست نورا علي الاريكه مره اخري تهز قدميها بقوه و هي تغمغم بحده بينما تغرز اظافرها بكفة يدها
=قال روح قال....ده لو كانت ماتت كان هيبقي ارحملها من اللي هيحصلها من الحبوب اللي بقالها شهر بتاخد فيها ....
=بس هانت كلها كام يوم والجرعه تكمل و الحبوب تبدأ تجيب نتيجتها هانت اوي.....
ثم وقفت بهدوء متجهه نحو الحمام الخاص بها تستلقي داخل حوض الاستحمام الملئ بالفقعات و الاملاح محاوله الحصول علي بعض الاسترخاء....
!!!***!!!***!!!
في اليوم التالي...
بعد خروج داليدا من المشفي ..
كانت مستلقيه علي الفراش بالجناح الخاص بها وهي داغر بالقصر...
تتصنع التقليب بهاتفها بينما تطلع بطرف عينيها الي داغر الجالس علي الاريكه المواجهه للفراش يعمل علي اللاب توب الخاص به متجاهلاً اياها...
فمنذ ليلة امس و هو لا يفراقها اينما ذهبت يذهب معها لكنه في ذات الوقت كان صامتاً لا يتكلم معها الا قليلاً فمنذ طلبها الطلاق منه كم لو جعله هذا يرفع حاجز بينهم تنهدت ببطئ من ثم سلطت اهتمامها علي الهاتف الذي بيدها..
بينما كان داغر بالجهه الاخري يحاول العمل لكنه كان يجد صعوبه في التركيز حيث كان كامل تركيزه ينصب علي تلك المرأه المستلقيه بالفراش امامه..حيث كان الشعور بالخوف يسيطر عليه منذ ان اخبره الطبيب بانها من الممكن انتحاول الانتحار مره اخري و ما زاد خوفه هذا اضعاف مضاعفه تهديدها لها بانه اذا لم يطلقها سوف تقوم بالانتحار ....
فكر كثيراً بمنحها الطلاق الذي تريده لكنه لن يستطع العيش بدونها...كما انه لن يستطيع تركها تدهب بتلك السهوله دون المحاربه فهي كل شئ بالنسبه اليه....
فرك عينيه و هو يسند رأسه علي ظهر الاريكه بتعب فهو لم تغمض له عين منذ يومين فقد خائفاً من اغفال عينه عنها فتفعلها اقل حركه لها تسبب له التوتر و الانفعال و الخوف...
زفر بحنق بينما يعتدل جالساً مره اخري لكن فور ان وقعت عينيه علي ما تفعله تشدد جسده بانفعال انتفض واقفاً متجهاً نحوها باقصي سرعه لديه منتزعاً منها علبة الدواء التي كانت بين يديها هاتفاً بغضب
=بتعملي ايه...؟!
اخذت داليدا تطلع اليه باعين متسعه بالصدمه مما فعله منقله نظرها لعلبة الدواء التي اصبحت بين يديه قبل ان تغمغم بهدوء
=هكون بعمل ايه يعني...باخد حبايه مسكنه قبل ما انام علشان الجرح بيوجعني...
ادار علبة الدواء بين يده وهو يزفر غاضباً قبل ان يفتح العلبه ويخرج منها حبه و يضعها بيدها قائلاً بصرامه
=ايدك متلمسش العلاج تاني....انا اللي مسئول عنه فاهمه....
قاطعته داليدا بحده بينما تعتدل في جلستها
=لا مش فاهمه...و انا مخدش علاجي ليه بنفسي كنت مشلوله.....
تجاهلها داغر مديراً لها ظهره متجهاً نحو الحمام لكنه عاد مره اخري سريعاً مختطفاً كيس الدواء الذي علي الطاوله التي بجانب فراشها مما جعلها تهز رأسها بعدم تصديق...
دلف الي الحمام حيث قام بالاستحمام و تغيير ملابسه في مدة زمنيه قياسيه لم تتعدا الثلاث دقائق حيث كان خائفاً من تركها بمفردها لمده اطول من ذلك...
تفاجأت داليدا عندما رأته يخرج من الحمام بعد هذه المده القصيره راقبته بينما يتجه نحو الفراش يستلقي بجانبها و علي الفور قام بسحبها الي ما بين ذراعيه التي التفت حولها كالحصار تلملمت محاوله نزع ذراعه من حول خصرها هاتفه بغضب
=ابعد عني...و متقربليش...
لكنها تجمدت مكانها عندما همس في اذنها بصوت اجش مرهق
=نامي يا داليدا لانك لو عملتي ايه مش هسيبك...فمتتعبيش نفسك و تتعبيني معاكي..لان قسماً بالله مش قادر....
استكانت بين ذراعيه وهي تزفر بحنق و غضب قبل ان تستسلم فهي ستدعه ينام فقط لانه لم ينم منذ يومين حيث ظل مرافقاً لها بالمشفي رافضاً الحاح والدته عليه بان يذهب لكي يرتاح بالمنزل و يتركها تجلس معها لكنه رفض رفضاً قاطعاً تنهدت بصمت فهي لم تعد تعلم ما الذي يجب عليها فعله لكي تجعله يتركها فهي لن تتحمل العيش معه بعد ما سمعت ما يقوله عنها و ما تعنيه بالنسبه اليه...
كما انها لا تصدق كلماته بان الطفل ليس له بلا طفل خطيب نورا السابق فقد يكون يكذب عليها كما كذب عليها من قبل عندما اخبرها انها ستصبح زوجته و انها غاليه بالنسبه اليه لكن ما اكتشفته انها بالنسبه اليه ليست سوا عاهره رخيصه يستمتع بوقته معها مسحت الدموع التي اغرقت وجهها سريعاً..
و قد اتخذت قرارها بانه ستجعله يطلقها فهي لاحظت مدي خوفه من تكررها لمحاولة قتل نفسها لذا سوف تضغط عليه من خلال تلك النقطه...اغلقت عينيها محاوله النوم لعله يهدئ من الالم الذي يعصف بقلبها لتنجح في الاخر و تستغرق بنوم عميق بفضل المسكن الذي اخذته ...
دخل داغر الجناح الخاص بهم اخذ ينادي داليدا بحثاً عنها فقد احضر لها هديه سوف تفرحها كثيراً...
اخذ ينادي عليها مره اخري لكن ما واجهه هو الصمت المطبق اتجه نحو المطبخ بخطوات بطيئه وهو يصل الي سمعه صوت زمجره شرسه
اقترب اكثر بخطواته حتي وصل الي باب المطبخ المنفتح علي مصراعيه لكنه تجمد مكانه بينما اهتز جسده بقوه كما لو ان صاعقه قد ضربته عندما رأي جسد داليدا الساكن الملقي علي ارضية المطبخ المغطي بالدماء بينما اربعة كلاب سوداء بشعه تمزق جسدها باسنانها الحاده حاول داغر الصراخ باسمها و التوجه نحوها لكن شئ ما كان يمسك به جاعلاً اياه كالمشلول التف اليه احدي الكلاب يتطلع نحوه بنظره شرسه مليئه بالغضب والحقد قبل ان ينقض علي عنق داليدا و يقضمه باسنانه المسننه لينفجر الدماء من عنقها بكل مكان....
انتفض داغر يفتح عينيه و هو يصرخ باسم داليدا اخذ يتطلع بمحيطه باعين مذهوله غير مستوعباً محيطه بينما صدر يعلو و يهبط محاولاً التقاط انفاسه الثقيله اللاهثه ليدرك بانه في غرفته علي فراشه نائماً و ان هذا لم يكن الا كابوساً بشعاً فقد كانت داليدا بين ذراعيه نائمه بامان
ارتفع علي مرفقه منحنياً عليها و ضربات قلبه تعصف بقوه بين اضلعه وضع اصبعه امام انفها متحسساً انفاسها حتي يطمئن قلبه بانها حيه و عندما شعر بانفاسها الدافئه تلامس انفه اطلق انفاسه التي كان يحبسها استلقي علي الوساده مره اخري ضامماً اياها بقوه بين ذراعيه دافناً رأسه بعنقها من الخلف مستنشقاً بعمق رائحتها محاولاً ان يطمئن قلبه بانها بخير ظل جسده يرتجف عده لحظات مما جعله يزيد من احتضانه لها...
همهمت داليدا باسمه اثناء نومها معترضه عندما زاد من احتضانه لها اكثر ضاغطاً بدون قصد علي جرحها خفف من احتضانه لها مبتعداً قدر الامكان من جرحها مقبلاً اعلي رأسها بحنان..من ثم ظل مستيقظاً غير قادر علي النوم برغم تعبه و ارهاقه الا انه لم يستطع النوم مره اخري من شدة خوفه....
!!!***!!!***!!!
في الصباح....
راقبت داليدا داغر وهو يدلف الي الحمام بوجه مرهق فقد كانت لحيته قد نمت بشكل مبالغ بها فلأول مره تراه بحالته تلك فدائماً كان يشذب ذقنه بطريقه انيقه بينما جسده اصبح انحف قليلاً عن قبل..
انتفضت من فوقوالفراش لتخرج الي الشرفه تقف بها تستنشق بعمق هواء الصباح...
التفت تنظر لداخل الغرفه لتجده يخرج من الحمام خطرت لها فكره جعلتها تتردد عدة لحظات لكنها تذكرت وعدها لنفسها بانها ستجعله يطلقها حتي تبتعد عن هذا المكان باسرع ما يمكن قبل ان تضعف وتقبل ان تكون مجرد حقاً لعبه بين يديه و تفقد احترامها لنفسها...
انحنت بنصف جسدها العلوي علي سور الشرفه تتصنع مشاهدة شئ ما لكنها كانت منحنيه بشكل خطر لكن في اقل من لحظه كان داغر الذي ما ان لاحظ ما تفعله انطلق نحوها يحيط خصرها بذراعه جاذباً اياها للخلف وهو يهتف بقسوه و غضب
=بتعملي ايه...انتي اتجننتي...
ثم قام بسحبها الي داخل الغرفه مغلقاً الشرفه خلفه بينما يحاول يسيطر علي ارتجافة يده و قلبه الذي كان يعصف بالذعر بداخله.
هتفت داليدا بحده بينما تتجه نحو الفراش تستلقي عليه
=في ايه...انا كنت ببص علي عم محمد وهو بيقص الشجر...
لتكمل زافره بحنق متصنعه الغضب
=انت بقيت صعب اوي بجد هو سجن انا بدأ..
الفصل الثامن عشر 



شاهدت داليدا باعين متسعه بالصدمه و الخوف داغر و هو يوجه فهوة المسدس نحو صدره فوق موضع قلبه مباشرة صرخت داليدا بينما تركض نحوه تحاول منعه مما ينوي فعله ولكن وقبل ان تصل اليه كان قد ضغط علي المسدس لتخترق الرصاصه علي الفور صدره و تغرق الدماء قميصه الابيض.....
سقطت علي ركبتيها بجانبه ترتمي علي صدره صارخه بفزع و هي تراقب الدماء تنسدل بغزاره من صدره مما جعلها تشعر بالاختناق كما لو احدهم امسك قلبها و عصره بين يديه وضعت يديها فوق جرح صدره تحاول كتم الدماء بينما تهمهم بهستريه جنونيه و هي تراقب باعين متسعه بالذعر عينيه المغلقه...
=داغر...لا ونبي دااااغر ...فوق ونبي..........
لتكمل بهستريه اكبر و هي تنفجر باكيه بشهقات حاده متقطعه...
=و الله مش عايزه اطلق...و لا هموت نفسي انا كنت بس بهددك متعقبينش بموتك كله الا كده...
اخذت تهمهم باسمه بصوت ممزق متوسل من بين شهقات بكائها و هي تربت علي خده بينما يدها الاخري تضعها فوق جرح صدره تحاول حبس الدماء بها و عندما بدأ عقلها بالاستيعاب نهضت سريعاً حتي تجلب هاتفها لكي تقوم بالاتصال بالاسعاف و زكي الذراع الايمن لداغر فهو الشخص الوحيد الذي يمكنها ان تثق به..
لكن ما ان همت بالنهوض شعرت بيد تحيط ذراعها و تجذبها للخلف التفت سريعاً لتجد داغر جالساً بدلاً من استلقائه كجثه هامده علي الارض اخذت تمرر عينيها المحتقنه و المتسعه بالصدمه عليه و عقلها لا يستوعب ما يحدث كيف امكنه الجلوس هكذا بهدوء كما لو ان لا يوجد رصاصه قد اخترقت صدره لكنها لم تستطع مقاومة شعورها بالراحه من رؤيته قد افاق لكن سرعان ما تبخرت راحتها تلك عندما لاحظت الدماء التي لازالت تتدفق من صدره دفعته بيديها المرتجفه برفق في صدره تحثه علي الاستلقاء مره اخري و لايزال الخوف عليه يسيطر عليها همست بصوت مرتجف باكي
=خاليك نايم يا حبيبي زي ما كنت....علشان الجرح ميزدش....
لتكمل بكلمات غير مترابطه بينما تتلفت حولها بحثاً عن هاتفها
=و انا ..انا هكلم الاسعاف...و هتبقي كويس...
قبض داغر علي ذراعها مره اخري مانعاً اياها من التحرك من جانبه عندما همت بالنهوض متمتماً اسمها برفق...
=داليدا انا كويس....
هزت رأسها برفض بينما عينيها لا زالت مسلطه بخوف و رعب علي صدره الغارق بالدماء بينما تتلملم بحده محاوله جعله يفك حصار قبضته التي تمسك بذراعها حتي تستطيع الذهاب و تتصل بالاسعاف
=لا...انت مش كويس..جرحـ.......
قاطعها داغر سريعاً بينما يفتح قميصه علي مصرعيه مما جعله ازاره تتناثر بكل مكان بالغرفه
=بصي.. بصي يا حبيبتي مفيش جرح ده دم مزيف..
ظلت تهز رأسها بالرفض بقوه بينما عينيها المحتقنه بالدموع مسلطه علي صدره الغارق بالدماء و هي لازالت داخل الصدمه مما جعل داغر يمسك يديها برقه و يمررها فوق صدره لتنطلق منها صرخه مرتعبه فور لمسها للدماء التي علي صدره خوفاً من ان تكون قد أذت جرحه...لكن سرعان ما بدأت تمرر يدها فوق صدره بلهفه عندما وجدت انه بالفعل لا يوجد اي جرح هناك...
ظل داغر يتابعها باعين ممتلئه بالارتباك متوقعاً انفجارها الغاضب باي لحظه فور ادراكها و استعابها للخدعه التي ارتكبها لكن و لصدمته بدلاً من انفجارها الغاضب ارتمت بين ذراعيه تضمه اليها بقوه متشبثه بعنقه بيديها تضم رأسه اليها منفجره دون سابق انذار ببكاء مرير بينما جسدها باكمله يهتز بشده من قوه شهقات بكائها الحاده الممزقه عقد داغر ذراعيه حولها و هو يشعر بالندم علي فعلته الحمقاء تلك
ممرراً يده بحنان علي ظهرها محاولاً تهدئتها بينما هي كانت تتشبث به اكثر و اكثر بخوف.
ظلوا عدة دقائق علي وضعهم هذا حتي هدئت داليدا تماماً و اصبحت شهقاتها منخفضه متباعده..
ابعدها داغر ببطئ عنه مجلساً اياها بين ساقيه بينما يمرر يده فوق وجهها المحمر الغارق بالدموع مبعداً خصلات شعرها المتناثره علي عينيها الي خلف اذنها...
بينما كانت عينين داليدا مسلطه فوق وجهه تتشرب ملامحه بخوف...خوف من فقدانها له..
مررت يدها المرتجفه فوق وجهه تتلمس ملامحه لتترك عليهل اثراً من الدماء المزيفه التي كانت تملئ يدها...
همست بصوت مرتجف من بين شهقاتها الضعيفه
=ليه...ليه تعمل فيا كده...
لتكمل بصوت متحشرج مختنق بالدموع التي انسدلت بغزاره علي وجهها
=انا كنت هموت...و الله كنت هموت....
ابتلع داغر الغصه التي تشكلت بحلقه قبل ان يجيبها بصوت مهتز
=كنت عايزك تجربي احساسي لما لقيتك علي الارض غرقانه في دمك....تجربي خوفي و تعبي و ازاي الدنيا كانت بتقفل في وشي في كل مره كنت بتخدعيني فيها و توهميني انك بتحاولي تنتحري اكتر من مره...
تجمدت يدها التي كانت تمر فوق خده فور سماعها كلماته تلك هامسه بصوت مرتجف
=عرفت ازاي اللي كنت بعمله...؟!
اجابها و هو يشير برأسه نحو هاتفها الملقي فوق الفراش
=امبارح بعد ما قولتلك اني موافق اطلقك و انتي جريتي بعدها علي الحمام موبيلك وقع منك ساعتها علي الارض و لما جيت اشيله وصلتلك رساله من اميره صاحبتك عارف اني غلطت اني فتحتها بس كنت عايز اعرف ايه بتفكري ازاي... لقيتها بتقولك حرام اللي انتي بتعمليه فيا بعدها فتحت باقي الرسايل علشان احاول افهم هي تقصد ايه ...و عرفت انك كنت بتعملي كل ده علشان تخليني اطلقك..و انك بتعملي كده علشان فاكره اني بحب نورا و اني بتسلي بيكي .....
ليكمل و هو يحيط و جهها بيديه
=بس انتي غلطانه يا داليدا انا مبحبش نورا.......
هزت رأسها بقوه مقاطعه اياه بحده بينما لازالت تنتحب بشده
=كداب.....
قاطعها علي الفور مشدداً من ذراعيه حولها
=عمري في حياتي ما كدبت عليكي...نورا عمرها ما كانت مراتي لانها لا شرعاً ولا قانوناً تنفع تبقي مراتي و لانها بالنسبالي مش اكتر من واحده رخيصه فرطت في نفسها و في شرفها علشان شوية فلوس الكلب خطيبها حطهم باسمها في البنك و ضحك عليها بالحلم الاهبل بتاعها انها تمثل انتي اللي ناوي اكمل حياتي معها.....
شحب وجه داليدا بينما تستمع الي كلماته تلك مقارنه اياها بالكلمات التي اسمعتها اياها شهيره فقد كانت ذاتها لتعلم علي الفور ان داغر لم يكن يقصدها هي بلا كان يقصد نورا ابنة عمه....
غمغم داغر بصوت متألم و هو لا يستطيع رؤيتها بحالتها تلك و قد فسر شحوب وجهها بانها لازالت لا تصدقه
=داليدا بصيلي.....
لكنها رفضت مغلقه عينيها اكثر بينما تنسكب منها الدموع مغرقه وجهها
زفر قائلاً بيأس و هو يدير وجهها اليه بتصميم
=اهدي يا حبيبتي و بصيلي...
فتحت عينيها ببطئ تتطلع نحوه بالم و حسره مما جعله يحبس انفاسه من الالم الذي عصف به
احاط وجهها بيديه قائلاً بصوت اجش من اثر العاطفه التي تثور به ممسكاً بيدها واضعاً اياها بلطف فوق صدره موضع قلبه
=انتي اغلي حاجه في دنيتي كلها.....
ليكمل ضاغطاً يدها بقوه علي صدره حتي تشعر بدقات قلبه المتسارعه بجنون
=انا بحبك...بحبك اكتر من نفسي و اكتر من الدنيا دي كلها وما فيها......
اتسعت عينيها بالصدمه فور سماعها كلماته تلك لا تصدق بانها تسمع تلك الكلمات تخرج من فمه...
قربها منه اكثر هامساً بصوت اجش محمل بالعاطفه
=و الله العظيم بحبك....
حاولت داليدا التراجع للخلف ساحبه يدها من فوق صدره بينما تلهث بصدمه و قد اهتز جسدها بقوه كما لو صاعقه قد ضربتها فور سماعها كلماته تلك هامسه بصوت مرتجف ضعيف و هي لا تستطيع تصديق انه يحبها هي بالفعل
=لا...انت مبتحبنيش ..انت بتحب نورا...
قاطعها داغر علي الفور بحده
=انا عمري ما حبيت نورا و لا هحبها....
ليكمل بينما يعيد يدها فوق صدره حتي تشعر بما يثور في قلبه.
=المفروض كنت تفهمي لوحدك من ضعفي ناحيتك...من خوفي و لهفتي عليكي...
همس بصوت معذب بينما بدأ جسده بالارتجاف
=داليدا انتي لو كان حصلك حاجه...انا مكنتش هقدر اكمل و اعيش من غيرك......انا كنت وقتها هموت نفسي.....
تحشرج صوته بالنهايه
بالدموع الحبيسه و قد عاد اليه الخوف فور ان تذكر بكل ما مر به ليسرع بدفن وجهه بعنقها بينما اخذت دقات قلب داليدا تزداد بعنف حتي ظنت بان قلبها سوف يغادر جسدها من شدتها و هي لا تزال لا تستطع ان تصدق بانه يحبها هي حقاً و ان كل العذاب الذي مرت به بالايام الماضيه من كانت من اجل لا شئ السابق
همست بصوت ضعيف
=بتحبني...بجد....؟!
اجابها من بين انفاسه اللاهثه و رأسه مدفوناً بحنايا عنقها مشدداً من ذراعيه حاولها كما لو كان يرغب بضمها حتى تصبح بداخل صدره
=بحبك دي قليله...انا بعشقك يا داليدا....
قاطعته مفصحه عن جميع شكوكها
=طيب و نورا.......
رفع رأسه عن عنقها محيطاً وجهها بين يديه يمرر اصبعه بحنان فوق وجنتيها قائلاً بصوت صارم محاولاً اقناعها
=نورا انا عمري ما حبتها و يوم ما خطبتها فخطبتها علشان ارضي عمي و انفذ وصيته ليا قبل ما يموت.....
ليكمل سريعاً عندما همت بالتحدث عالماً ما سوف تقوله
=و جوازي منها كان بسبب حملها من خطيبها...اضطريت اتجوزها بعد ما عرفت ان حازم مات في استراليا بعد ما شرب جرعه كبيره من المخدرات....و لما ودتها تنزل اللي في بطنها الدكتور حظرنا انها ممكن تموت و هي بتعمل عملية الاجهاض
ليكمل بينما يخرج من جيب سترته الملقيه علي الارض بجانبه حافظته التي اخرج ورق منها فتحها و رفعها امام عينيها اخذت داليدا تمرر عينيها علي الكلمات المطبوعه عليها و التي تثبت ان في تاريخ12/9/2020 كانت نورا حامل بنهاية الشهر الاول...
بدات داليدا تجري بعض الحسابات بعقلها لتدرك انها كانت حامل بالفعل قبل زواجها من داغر بشهر كامل اي انها الان في بدايه الشهر الثالث من الحمل وليس الاول كما تدعي
غمغم بينما يلقي بالورقه بعيداً
=صدقتيني....
اومأت برأسها بالايجاب بصمت بينما بدأ انتحابها يخف مما جعله يحيط بوجنتيها بيديه و هو يكمل بعاطفه جياشه ممرراً شفتيه علي خدها يلتقط دموعها و هو يقبل اياه بخفه
=انا مش بحبك بس انا..روحي فيكي...و مقدرش اتخيل انك ممكن تبعدي عني...
ارتجفت شفتيها بابتسامه مرتجفه فور سماعه كلماته تلك و قلبها يرقص فرحاً بها و قد تناست جميع احزانها..
دفنت رأسها بعنقه هامسه بصوت مرتجف و خديها مشتعلين بالخجل
=و انا كمان بحبك.....
رفع رأسها عن عنقه سريعاً متطلعاً الي وجهها عدة لحظات بشك قبل ان يغمغم باحباط
=داليدا مش معني اني قولتلك اني بحبك يبقى انتي كمان ملزمه انك تقوليها او انك تغــصبـ......
قاطعته داليدا هاتفه بصدمه من ردة فعله تلك
=ملزمة ايه؟! انا مبقولش كده..علشان انت قولتلي فبردهالك.... علي فكره دي تاني مره اقولهالك يعني انا اللي قايلها الاول.....
قطب حاجبيه قائلاً بعدم فهم
=قولتيلي...؟! قولتيلي امتي انك بتحبيني قبل كدا...؟!.
اجابته علي الفور بينما تشدد من ذراعيها حول خصره
=قولتهالك فوق علي السطح لما حسيت اني هقع خلاص و مفيش امل.....
قاطعها علي الفور و اضعاً يده فوق فمها مغطياً اياه قائلاً بحده بصوت مرتجف
=بلاش تفكريني باليوم ده....
ليكمل بذات النبره المعذبه و صور تلك اللاحظات المرعبه تتقافز امام عينيه
=انا وقتها مكنتش شايف ولا سامع حاجه كل تركيزي كان في اني ازاي الحقك قبل مل تقعي ...
ليكمل بصوت مرتجف سانداً جبهته فوق جبهتها متشرباً انفاسها الحاره بشغف
=بجد بتحبيني...؟!
اجابته داليدا بصوت منخفض لاهث و جسدها بدأ بالارتجاف استجابةً ليده التي كانت تمر فوق جسدها بشغف
=بعشقك....
اخفض رأسه علي الفور قابضاً علي مقبلاً اياها بشغف و حراره مشدداً من ذراعيه حاولها ضامماً اياها الي صدره كما لو كان يرغب بدفنها بداخله..
بينما غرزت يدها بشعره الاسود الحالك متنعمه بملمسه الحريري بين اصابعها و قلبها يرقص فرحاً فداغر اصبح لها..و قلبه ملكاً لها هي فقط....
رفع رأسه نهض من فوق الارض و هو لا يزال يحملها بين ذراعيه متجهاً بها نحو الفراش لكن اسرعت داليدا بالهمس باذنه باعتراض
=حبيبي الحمام الاول....
اخفض عينيه للاسفل ليري صدره الغارق بالدماء المزيفه مما جعله يومأ برأسه بصمت قبل ان يلتف و يتجه نحو الحمام...
انزلها بلطف علي قدميها داخل كابينه الاستحمام نازعاً عنها
تناولت داليدا سائل الاستحمام و افرغت منه كميه كبيره بيدها من ثم بدأت بغسل صدر داغر من الدماء و عندما نظف تماماً...
انحنت عليه واضعه شفتيها علي صدره فوق موضع قلبه تطبع عليه قبله حنونه بينما تحيط خصره بذراعيها تحتضنه بقوه غير قادره علي مقاومه الدموع التي اخذت تنسدل من عينيها فهي لم تكن ستسطع ان تكمل حياتها بدونه...اخذ داغر يربت علي ظهرها محاولاًتهدئتها بينما يطبع قبلات متتاليه حنونه فوق رأسها
فور انتهائهم حملها خارجاً بها الي غرفة النوم واضعاً اياها بحنان فوق الفراش من ثم استلقي بجانبها ضامماً اياها اليه بقوه دفنت داليدا رأسها بصدره بينما كان هو يقبل بلطف ذراعها الملتف حول عنقه..
رفع وجهها اليه بلطف مغمغماً بصوت اجش
=ايه رايك نسافر بكره و نقضي شهر في المالديف انا كنت مجهز كل حاجه ونقدر نسافر في اي وقت....
ارتسمت ابتسامه واسعه فوق شفتيها فور سماعها كلماته تلك هاتفه بفرح
=شهر بحاله...لوحدنا !!!
اومأ لها بالايجاب بينما عينيه تتأمل بشغف و سعاده فرحتها تلك...
=بس انا مش عايزه اروح المالديف
مرر يده فوق وجهها مبعداً خصلات شعرها المبلله عن عينيها الي خلف اذنها و هو يغمغم بصبر
=اومال عايزه تروحي فين...؟!
ضغطت باسنانها فوق شفتيها قبل ان تهمس بتردد
=روسيا...
هتف داغر بصدمه وهو لا يصدق ما سمعه
=روسيا.....و في الشتا..انتي عارفه الجو عامل ازاي هناك دلوقتي...؟!
اومأت برأسها قائله بينما عينيها تلتمع بالشغف
=ايوه...تلج...و انا بصراحه من زمان نفسي اشوف التلج..عمري ما شوفته...
مرر اصبعه علي خدها مقبلاً جانب عنقها بينما يغمغم
=خلاص نسافر سويسرا هنام تلج برضو..بلاش روسيا الجو هناك صعب مش هتسحمليه..
هزت رأسها بالرفض قائله بتصميم
= لا ...روسيا...
اخذ يتطلع اليها عدة لحظات قبل ان يومأ برأسه بالموافقه فهو سيفعل لها اي شئ ترغب به...مهما كان الثمن فراحتها و سعادتها اهم شئ عنده
=حاضر...هنسافر روسيا...بس كده مش هنقدر نسافر بكره هنستني لحد ما نخلص ورق السفر لهناك هياخد كام يوم...
صرخت بفرح فور موافقته تلك محيطه عنقه بذراعيها بينما اخذت تمطر وجهه بقبلات متفرقه مما جعل داغر يضحك بفرح...
وهو يشعر بالراحه والسعاده انه السبب في فرحتها تلك...
!!!***!!!***!!!!
في ذات الوقت....
كانت شهيره واقفه بالشرفه الخاصه بغرفتها تتحدث بصوت منخفض بالهاتف بينما تتلفت بين حين و اخر تنظر الي داخل الغرفه نحو الفراش الذي يستلقي عليه زوجها حتي تتأكد بانه لا يزال نائماً...
=يا دكتور عزت اهدي و اسمعني انت مش فاهم...
قاطعها عزت بتهكم
=اسمع ايه...بقولك ايه يا شهيره الافلام اللي بتقوليها دي متدخلش علي عقل عيل صغير...تحليل الدم بتاع مرات داغر اثبتت انك بتديها الدوا اللي انا ادتهولك...
ليكمل بغضب و حده
=انتي لما طلبتي مني اجبلك دوا من النوع ده قولتي ان طاهر بيخونك مع واحده صاحبتك و عايزه تعلميها درس...لكن اول ما شوفت تحاليل مرات داغر عرفت ع طول انها بتاخد الدوا اللي كتبتهولك لان الدوا ده مش من الساهل تلاقيه في مصر....داغر يبقي ابن اعز اصحابي و استحاله اخدعه
قاطعته شهيره بغضب ونفاذ صبر.
=بقولك ايه يا دكتور عزت فكك من الكلام ده انت سمعتك الزفت سابقاك من الاخر عايز كام....
اجابها عزت علي الفور دون تردد
=8 مليون..والا هكون مبلغ داغر بكل حاجه..
قاطعته شهيره بحده بينما تتطلع خلفها حتي تطمئن من ان طاهر لايزال نائماً
=هو مليون واحد..مفيش غيره..وقبل ما تهددني بداغر خاف منه انت الاول...لانك لو انت مش خايف منه كنت قولتله اول ما شوفت التحاليل لكن انت عارف كويس ان رجلك هاتيجي في الموضوع فاهدي كده و بكره المليون جنيه هتوصلك..
ثم اغلقت الهاتف علي الفور دون ان تنتظر اجابته مرتميه فوق المقعد تمرر يدها بشعرها و هي تزفر بحنق لا تدري متي تنتهي تلك الدوامه التي ادخلت نفسها بها من اجل شقيقتها الحمقاء...
!!!***!!!***!!!!
بعد مرور اسبوع..
كانت داليدا جالسه بجانب داغر علي متن الطائره الخاصه بهم في طريقهم الي روسيا و علي وجهها ترتسم ابتسامه مشرقه....
انحني داغر الذي كان يتابع شيئاً ما علي هاتفه مقبلاً خدها بحنان..قبل ان يلتف و يكمل ما يفعله بهاتفه ..
عقدت ذراعها بذراعه تسند رأسها علي كتفه العريض الصلب فالايام الماضيه كانت اسعد ايام حياتها حيث اغدقها داغر بحبه و حنانه معاملاً اياها كما لو كانت ملكه...
وضعت يدها فوق خده تديره نحوها قائله بلوم
=مش كفايه شغل بقي....هنبدأها من اولها كده
ادار داغر وجهه طابعاً قبله دافئه فوق راحة يدها قبل ان يغمغم بهدوء
=خلاص...خلصت دي كانت اخر حاجه و الله و هقفل الموبيل واللاب طول الشهر الجاي...مبسوطه
اومأت داليدا رأسها بفرح و قد ارتسمت علي وجهها ابتسامه واسعه....
=كلمت ماما فطيمه و اطمنت انها وصلت بالسلامه...؟!
اجابها بينما يغلق هاتفه و يضعه في جيب سترته
=اها وصلت امبارح بليل...
عقدت داليدا حاجبيها قائله بحزن
= مش فاهمه ليه اصرت تسافر السعوديه و تروح تعيش مع اونكل مؤمن هناك..
شبك داغر اصابع ايديهم ببعضها البعض و هو يجيبها
=من بعد وفاة بابا و هي كان نفسها تسافر تعيش مع خالي مؤمن في السعوديه علشان هو عايش لوحده و متجوزش بس اللي كان بيمنعها انها خايفه تسبني لوحدي بس بعد ما اتجوزت و اطمنت علينا قررت تسافر....
ليكمل بصوت مشاكس مغري بالقرب من اذنها مغيراً الموضوع
=علي فكره الطايره فيها اوضة نوم صغيره...
اطلقت داليدا ضحكة رنانة بينما تبعد وجهه الذي كان يقترب من وجهها بتصميم
=لا طبعاً انت عايزنا نتفضح قدام طقم طايرتك.... و زكي والحرس اللي في الكابينه التانيه
لتكمل وهي تمرر اصبعها فوق شفتيه باغراء
=كلها كام ساعه و نوصل...
فتح فمه سريعاً يهم بعض اصبعها هذا باسنانه لكنها ابعدته و هي تضحك بمشاغبه...
من ثم اخذت تمرر يدها فوق صدره و عنقه بينما تطلع بعينه باغراء مما جعله يطلق لعنه حاده و هو يجز علي اسنانه بقسوه
اخرجت له لسانها باغاظه مما جعله يهتف بحده
=والله يا داليدا لو ما اتلمتي لا هيهمني نتفضح و لا منتفضحش..انتي حره
همست بصوت لاهث من بين ضحكاتها الصاخبه
=لا خلاص و الله.....
ثم اسرعت بوضع يدها فوق فمها تحبس ضحكاتها التي لم تستطع التحكم بها لكنها تراجعت في مقعدها علي الفور عندما رأت داغر يقف علي قدميه و ينحني فوقها يهم بحملها من فوق المقعد و هو يتمتم من بين اسنانه بغضب
=انتي اللي جبتيه لنفسك....
دفعته في صدره هامسه بلهاث حاد
=علشان خاطري... مش هعرف اوريهم وشي تاني....
لتكمل بالحاح اكبر عندما حملها بين ذراعيه بالفعل و وجهه كان لا يزال مصمماً
=و الله لو عملتها ما هركب طايرتك دي تاني ابداً..
ظل يتطلع اليها عدة لحظات من بين شق عينيه قبل ان يزفر بحده و هو يغمغم باستسلام مخفضاً اياها مره اخري فوق مقعدها
=يبقي لمي نفسك..ولمي ايدك....
اومأت له وهي تسرع بعقد ذراعيها اسفل صدرها ضاغطه بقوه فوق علي شفتيها محاوله كتم ضحكها...
وقف يتطلع اليها عدة لحظات قبل ان يرتمي جالساً مره اخري فوق مقعده و هو يفرك وجهه باحباط وغضب ..
همست بينما ترفرف عينيها ببرائه
=طيب ممكن اسند راسي علي كتفك علشان عايزه انام...
بصمت قبض علي ذراعها جاذباً اياها لتجلس علي ساقيه بينما يحتضنها بقوه اليه لتدفن رأسها بعنقه مقبله اياه بخفه قبل ان تهمس باذنه
=انا بحبك اوي يا داغر....
مرر يده علي رأسها من فوق الحجاب رافعاً يدها التي حول عنقه مقبلاً اياها بشغف
=قلب و روح داغر......
ليكمل بينما يخفض وجهه نحو وجهها المدفون بعنقه طابعاً قبله علي جبينها وهو يغمغم بصوت اجش.
=وانا بحبك يا شعلتي...
ارتسمت ابتسامه واسعه فوق فمها فور سماعها كلماته تلك لتغرق اكثر بين ذراعيه محتضنه اياه بقوه اكبر ليقضوا باقي الرحله و هم علي وضعهم هذا......
!!!***!!!***!!!
بعد عدة ساعات...
فور ان هبطت داليدا من الطائر لفحتها رياح قاسية البروده مما جعل جسدها يهتز بقوه فلم تكن تتخيل بان الطقس سيكون بتلك البروده القاسيه التف اليها داغر علي الفور يعدل من معطفها السميك من حولها من ثم قام برفع غطاء الرأس المعلق بمعطفها حول رأسها محيطاً اياها بذراعه بحمايه محاولاً بث الدفأ بها بينما هم يخرجون من المطار ليصعدوا علي الفور الي سياره فاخره كانت تنتظرهم بالخارج اخذت داليدا تنظر من نافذه السياره تتأمل باعين تلتمع بالشغف و الحماس الثلج الذي كان يغطي كل شئ و متراكماً بجانب الطريق التفت الي داغر و هي تهتف بسعاده
==شايف التلج يا حبيبي...
اومأ لها مبتسماً بينما يضمها بذراعه الي صدره وعينيه معلق
عليها وحدها بينما كانت هي عينيها مسلطه بشغف علي خارج النافذه تتابع الثلج المتساقط...
توقفت السياره بالنهايه خارج كوخ شتوي رائع ساعد داغر داليدا علي النزول من السياره معدلاً مره اخري من معطفها حولها حيث كانت الرياح المحمله بالثلوج قويه لكنها ابتعدت عنه علي الفور راكضه فوق الثلج و هي تصرخ بفرح انحنت ممسكه بحفنه من الثاج ملقيه اياها بالهواء كان داغر واقفاً يراقبها و علي وجهه ترتسم ابتسامه واييعه لكنه افاق علي صوت زكي الذي كان يقف بجانبه و علي ما يبدو انه كان يتحدث معه منذ مده لكنه لم ينتبه اليع حيث كان كامل انتباهه ينصب علي تلك الساحر الصغيره التي لا زالت تلعب بالثلج بمرح و هي تطلق ضحكات فرحه رائعه...
=بتقول حاجه يا زكي...؟!
اومأ زكي قائلاً بجديه تعاكس الابتسامه التي ترتعش فوق فمه فلأول مره بحياته يري رب عمله مأخوذا بالهذا الشكل و واقعاً بالحب من رأسه الي اطراف اصابعه...
=كنت بقول لحضرتك انهم بيحذروا في الاخبار ان في عاصفه تلجيه هتبدأ كمان ساعتين فكنت بعرف حضرتك علشان متخرجش انت او المدام لحد ما تنتهي....
ربت داغر علي ذراعه بقوه
=متقلقش...و انت يلا خد العربيه واطلع علي الاوتيل انت والرجاله اقعدوا فيه..و لو احتجتك هكلمك....المكان أمن
اومأ له زكي بينما يصعد الي السياره ليبتعد بها بينما تتبعه السياره الخاصه بالحرس ....
اتجه داغر علي الفور نحو داليدا التي اصبحت مغطيه كلياً بالثلج الكثيف المتساقط بينما كان وجهها الرائع محمر من شدة البروده التي تحيط بهم..
احاط خصرها مقرباً اياها منه بينما يدلك ذراعيها من فوق المعطف بحنان محاولاً بث بعض الدفأ بها
=مش كفايه بقي و يلا ندخل الكوخ...
ليكمل سريعاً عندما تغضن وجهها بالحزن و الرفض
=هنخرج تاني ...بس لازم ندخل لانك لسه مش واخده علي درجه الحراره دي...و كمان في عاصفه هتبدأ كمان كام ساعه عايزين نظبط الكوخ قبل ما تبدأ....و بعد ما تخلص هسيبك تقعدي في التلج براحتك هاا اتفقنا...؟!
اومأت برأسها قائله بدلال بينما ترتفع علي اطراف قدميها محيطه عنقه بذراعيها
=اتفقنا...
من ثم قبلته بشفتيها البارده قبله خفيفه علي خده ليسرع داغر بحملها و يتجه بها نحو الكوخ الشتوي رائع التصميم ليصدر من داليدا شهقه قويه فور رؤيتها له فلم تنتبه اليه عند وصولها الي هنا حيث انصب كامل انتباهها فور خروجها من السياره علي الثلج الذي كان يتساقط بكثافه و الذي كان يغطي الارض بطبقات كبيره حيث كان يصل الي منتصف قدميها...
تأملت الكوخ و قلبها يرقص فرحاً فبحياتها لم ترا شئ في جماله و روعته...
دلف بها داغر الي الداخل و هو لا يزال يحملها بين ذراعيه انزلها ببطئ حتي يستطيع فتح الضوء اخذت داليدا تتلفت حولها بانبهار فقد كان الكوخ مثل ما تراه في الافلام الاجنبيه بلا كان اروع و اجمل بكثير كان ذات مساحه كبيره للغايه فقد كان الطابق السفلي مكون من غرفة جلوس كبيره رائعه...و غرفه اخري مغلقه رفض داغر ان يريها اياها متحججاً بانها فارغه و مطبخ واسع مجهز باحدث الاجهزه و بهو كبير به طاوله طعام و اريكه و مدفأه...
صعدت مع داغر الي الطابق العلوي...كان هناك غرفين اخرتين مغلقتين اخبرها داغر انهم ايضاً فارغتين من ثم اتجه بها الي غرفه بها مدفأه صغيره و اريكه و عدة وسادات منظمه علي الارض يستطيعوا النوم او الجلوس عليها
من ثم صحبها الي غرفة النوم التي كان يتوسطها فراش ذات حجم متوسط و اريكه و خزانة ملابس كانت اقل جمالاً من باقي غرف الكوخ لكنها كانت تفي بالغرض وضع داغر الحقيبه من يده بينما يساعدها في نزع معطفها لتصبح واقفه بفستانها البسيط من ثم ساعدها بنزع حجابها محرراً شعرها فوق ظهرها لينسدل كالحرير المشتعل حول وجهها...
غمغمت داليدا باعتراض بينما كان ينزع عنها باقي ملابسها
=داغر كده هبرد الجو صعب اوي...
طبع قبله لطيفه فوق فمها قبل يتمتم قائلاً و هو لا يزال يستمر بنزع ملابسها...
=دلوقتي التدفيه المركزيه هتبدأ تشتغل و مش هتحسي بحاجه...
اومأت برأسها بينما تساعده في نزع مل
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close