أخر الاخبار

رواية قلبه لا يبالي التاسع عشر19 والعشرون20 بقلم هدير نور


 رواية قلبه لا يبالي التاسع عشر19 والعشرون20 بقلم هدير نور 

شعرت به يمسك بيدها الاخري ثم يضع شئ حديدي بمعصمها لتصبح يديها معلقه بالهواء بطريقه غريبه هزت يديها بقوه محاوله اخفاضها لكنها لم تستطع حاولت ابتلاع الغصه التي اختنق بها حلقها بينما رأسها يتلفت بقوه حولها بينما تسمع صوت خطواته الهادئه فوق الارضيه لتمر عدة لحظات قبل ان يقوم داغر بفك الرباط من حول عينيها التي اخذت ترتجف محاوله التعود علي الضوء لكن ما ان اتضحت لها الرؤيه حتي شعرت بالدماء تجف بعروقها فقد كانت بغرفه مرعبه كانت بمزيج من اللون الاحمر و الاسود كان بادوات مرعبه قد رأتها من قبل في عدة افلام علي انها ادوات خاصه بالساديه و التعذيب...

رفعت رأسها لتجد يديها معلقه بالحائط الذي خلفها بقيد حديدي به سلاسل حديديه مثبته بالحائط خلفها شعرت بالشلل يجتاح اطرافها فور ادراكها ما يحدث بحثت بذعر عن داغر لتنسحب انفاسها من داخل صدرها برعب فور ان وقعت عينيها عليه واقفاً بنهاية الغرفه و عينيه مسلطه عليها بنظره سوداء قاتمه لم ترا بمثلها بحياتها ...

لكن ما جعل قدميها تلتوي اسفلها من شدة الخوف هو رؤيتها للسطو الغليظ الذي كان بين يديه..

راقبته باعين متسعه و هو يقترب منها ببطئ حتي اصبح يقف امامها مباشرة ظل يتطلع اليها عدة لحظات قبل ان تمتد يده الي خلف عنقها فتغلب الخوف عليها مما ينوي ان يفعله فلم تشعر الا و هي تطبق باسنانها علي ذراعه الذي كان بالقرب من وجهها....

اطلق داغر لعنه قاسيه بينما يحاول يحرر ذراعه من بين اسنانها لكنها لم تتركه حتي شعرت بدماءه في فمها حيث كان يدفعها خوفها و ذعرها منه...

ابتعد عنها و هو يلعن بقوه مدلكاً ذراعه الذي ادمته ....

ظل واقفاً يوليها ظهره عدة لحظات قبل ان يلتف اليها و يقترب منها مره اخري لكن هذه المره لم يقم بلمسها حيث قام بفك قيد يديها من القيد الحديدي...

راقبته و صدرها يعلو و ينخفض بقوه محاوله التقاط انفاسها اللاهثه من شدة الخوف و هو يقوم بحل وثاقها و ما انهي مهمته تلك ابتعد عنها بصمت حيث اتجه الي اقصي الغرفه رأته يجلب شيئاً ما من فوق الطاوله...

لم تنتظر داليدا كثيراً حيث اتجهت نحو باب الغرفه الذي كان لا يبعد كثيراً عنها بخطوات خفيفه من ثم فتحته و خرجت منه بهدوء حتي لا يشعر بها داغر الذي لا يزال منشغلاً بما يفعله لتركض باقصي ما لديها من سرعه فور ان خرجت الي الممر الخارجي حتي وصلت الي الدرج الذي هبطته باقصي سرعه لديها...

توجهت نحو باب الكوخ تفتحه بيد مرتعشه تخرج منه الي الخارج حيث كان الثلج يغطي كل شئ ليتجمد جسدها الذي كان لا يغطيه سوا قميص نومها القصير للغايه...

خطت بقدميها العاريه فوق الثلج الذي كان يغطي قدميها بالكامل بينما كان جسدها باكمله يرتجف بقوه من شدة البروده و الرياح القويه التي كانت محمله بالثلج الكثيف حيث كانت العاصفه لازالت مستمره اتجهت بصعوبه الي الجهه الخلفيه للكوخ تبحث عن السياره التي تركها زكي لهم اخذت تبحث بيأس عنها او عن اي شئ يأخذها بعيداً عن هنا لفت نظرها الكراج السفلي الذي و لابد ان السياره به وو لكن وقبل ان تتجه نحوه اطلقت صرخه مدويه عندما شعرت بذراع قاسيه تلتف حول خصرها وترفعها من الخلف صرخت بقوه وهي تحاول الافلات من بين يدي داغر الذي اسرع بحملها هاتفاً بغضب بينما يحاول مقاومة الرياح القويه المحمله بالثلج التي كانت تدفعهم الي الخلف

=اثبتي خالينا ندخل قبل ما العاصفه ما تزيد اكتر من كده

لكن داليدا لم تتوقف عن الصراخ حيث كان خوفها منه قدزسيطر عليها

=سبني يا داغر...انا مش هقدر اتحمل اللي انت ناوي تعمله ده...

لتكمل بصوت مرتجف ضعيف

=علشان خاطري...لو بتحبني بجد متعملش فيا كده....

لم يجيبها داغر الذي كان منشغلاً بمقاومة الرياح التي كانت تزداد قوتها كل مدي...حتي نجح بالوصل اخيراً الي داخل الكوخ...

الذي اغلق بابه بقدمه جيداً قبل ان يتجه بها الي الاعلي مره اخري...

انفجرت داليدا باكيه شاعره باليأس و الخوف يسيطران عليها عندما رأته يتجه بها نحو تلك الغرفه مره اخري...

=انت قولت اني لو بحبك هتحملك وهقبلك بعيبك...انا والله بحبك وهقبلك باي عيب كان و عمري ما هسيبك بس مش هقدر اتحمل اي حاجه من اللي جوا دي....علشان خاطري يا داغر ....

همست بصوت مرتعش بينما تتشبث بعنقه

=تعالي نرجع مصر..ونشوف دكتور كويس لحالتك دي...و انت اكيد هتبقي كويس..بس علشان خاطري بلاش تعمل فيا كده

توقف بتردد امام الباب فور سماعه كلماتها تلك بينما يتطلع اليها عدة لحظات ونظره غريبه بعينيه...لكنها سرعان ما اختفت و دلف بها الي داخل الغرفه التي كانت معتمه نسبياً اخفضها علي قدميها ببطئ ليستند ظهرها بصدره..لكن فور ان وقعت عينيها علي الات التعذيب الموجوده باقصي الغرفه صرخت بينما تتلفت بين ذراعيه دافنه وجهها بصدره وهي تغلق عينيها بخوف بينما انتحابها يزداد بقوه

شعرت بيده تمر فوق شعرها هامساً باذنها

=ارفعي راسك يا داليدا و بصي عليهم كويس...

هزت رأسها بالرفض بينما تدفن وجهها بخوف اكثر في صدره بينما اصابعها تتشبث بظهره وهي لا تفهم كيف تتحامي به و هو السبب الرئيسي في رعبها هذا..

ابعدها عنه بحزم بينما يديرها بين ذراعيه حتي اصبحت تواجه تلك الالات الموجوده باقصي الغرفه..شعرت به يخرج شئ من جيبه مما جعلها تتوتر من ثم حدث ما جعلها تتجمد بمكانها بصدمه...

اختفت تلك الالات و تحولت الي كواكب ونجوم تملئ الغرفه كما لو كانت حقيقه بالفعل لتحول الغرفه الي عالم خاص بالفلك...

هزت رأسها بقوه شاعره بانها ستجن مما تراه اخذت تبحث بعينيها عن تلك الالات لكنها حقاً كانت قد اختفت حقاً التفت الي داغر تتطلع اليه باعين متسعه تسأله بصمت حيث كانت غير قادره علي النطق بحرفاً واحد....

امسك بيدها و اتجهه بها نحو تلك الكواكب و النجوم التي باقصي الغرفه و التي حلت محل تلك الالات....

لكن فور وصولهم الي عندها تم تغييرها مره اخري الي تلك الالات مما جعلها تصرخ و تتلفت حول نفسها تحاول الهرب بعيداً من شدة ذعرها لكن داغر امسك بها قائلاً

=اهدي...اهدي و بصي كده يا حبيبتي...بصي...

اتسعت عينيها عندما مرر يده خلال تلك الالات لكنه لم يلمس شئ حيث عبرت يده من خلالها كما لو كانت هواء...ثم رأته يضغط علي جهاز بيده لتختفي الات و تظهر الكواكب و النجوم التي كانت تبدو كالحقيقيه مره اخري

امسك بيدها بين يديه ممرراً يديهم عليها لكن عبرت ايديهم من خلالها ايضاً ضمها اليه هامساً باذنها

=دي يا حبيبتي...تكنولوجيا الهولوجرام....

ليكمل موضحاً عندما عقدت حاجبيها بعدم فهم اشار الي عدة اجهزه سوداء ملتصقه علي الجدار الذي كان بذات اللون مما جعلها غير مرئيه الي حداً ما

=دي مجسمات ثلاثية الابعاد...يعني مش حقيقيه....

ظلت داليدا تتطلع الي الكواكب التي امامها وقد بدأ عقلها يخرج من صدمته و يترجم الذي يحدث همست بتردد

=يعني انت مش سادي..؟!

اجابها داغر بينما يمرر اصبعه برفق فوق شفتيها قارصاً اياها بين اصبعه برفق...

= لا طبعاً سادي....

تراجعت الي الخلف بخوف بعيداً عنه حتي كادت تتعثر و تسقط لكنه اسرع باحاطة خصرها بذراعه جاذباً اياها اليه ليلتصق جسدها بجسده زافراً بغضب وهو يتمتم بحنق

=مش متخيله قد ايه انا منبهر برأيك الزباله عني....سادي ايه يا دليدا

ليكمل بينما يشير الي الغرفه بيديه

=كل ده كان المفروض يبقي مفاجأه من ضمن المفاجأت اللي حضرتهم ليكي من يوم ما قررنا نسافر علي هنا...

قاطعته داليدا بغضب برغم شعورها بالراحه من تأكيده بانه ليس ذلك السادي الذي رأته منذ عدة دقائق قليله...

=و دي مفاجأة ايه ... اللي تخليك تربطني بسلاسل في الحيطه و تحطلي الات تعذيب لا و مسكلي كمان كرباج في ايدك...

غمغم داغر بتردد و قد ادرك مدي سوء فعلته فقد تسبب في ذعرها

انحني يلتقط السوط الملقي علي الارض واضعاً اياه بين يديها

= ده كرباج لعبه...بعدين

انا قولت هتبقي مفاجأه علي طريقه الكلمه اللي كنت قرفاني بها في اول جوازنا.....

ليكمل بخجل مما فعله و تسببه في ذعرها بهذا الشكل

= كنت ناوي نلعب شويه في الاول بس اول ما لقيتك بترتعشي عرفت انك خوفتي بجد فكيتك و روحت اجبلك الهديه اللي محضرهالك لقيتك بتجري زي المجنونه في التلج.....

هتفت داليدا بينما ترمقه بصدمه بينما تلقي السوط بعد تفحصها له و تأكدها بانه مزيف حقاً

=يعني انا كمان اللي غلطانه..

قاطعها داغر بينما يمرر يده بحنان فوق خدها

=لا يا ستي انا اللي غلطان....

من ثم جذبها بين ذراعيه محتضناً اياها دافناً وجهها بصدره مقبلاً رأسها بحنان لكنه اطلق انة الم مرتفعه عندما شعر بها تعض اعلي صدره بقسوه.. مما جعله يدفعها بعيداً عنه....

ابتعدت عنه هاتفه بشماته وهي تتطلع اليه بحده

=تستاهل...

هتف بغصب بينما هو يدلك اثر عضتها علي صدره

=قسماً بالله انتي اللي شكلك ساديه انتي مبتشبعيش عض هتخليني اخلعلك سنانك دي علشان ارتاح...

مررت عينيها فوق اثر عضتها التي بصدره ثم الاثر لعضتها السابقه علي ذراعه اثناء هروبها منه...

=عايز كمان تخلعلي سناني ...

لتكمل بغضب وحده

=صحيح ساد.........

اسرع باطباق اصابعه فوق شفتيها قبل ان تكمل كلمتها تلك قائلاً بسخريه

=متكملهاش...علشان في الاخر بتعقدي تعيطي.....

ازاحت اصابعه المطبقه علي فمها بحده مرمقه اياه بغضب و هي تعقد ذراعيها اسفل صدرها مما جعله يقوم بفكها حتي يجذبها منها اليه لكنها عقدتها مره اخري باصرار....ليقم بجذبها اليه محتضنها وهي علي هذا الوضع بين ذراعيه...

غمغمت بحده بينما تحاول الابتعاد عنه

=بتضايق اوي اني بقولك سادي

ما انت السبب مش انت اللي ربطتني بالحبل في السرير في اول جوازنا...

لتكمل بحده وهي لازالت تحاول التراجع بعيداً عنه

=بعدين في واحد عاقل يحط حبل في دولابه...عايزني افهم من ده ايه

حاول داغر اجابتها بهدوء و هو يحاول كتم ضحكته علي افكارها الملتويه تلك المتعلقه به

=الحبل ده يبقي من ضمن ادوات الرياضه بتاعتي اللي محتفظ بها في الخزنه اللي ورا باب الجناح واللي مش عارف لحد دلوقتي ازاي ملاحظتهوش...

قاطعته داليدا بتهكم حاد

=لا علي فكره لاحظت..بعدين انا اعرف منين انك بتستعمل حبل في الرياضه بتاعتك....

تجاهل داغر تهكمها هذا ليكمل وهو يقوم بفك شعرها من عقدته لينسدل حول وجهها كهاله من النيران

=و ربطتك في السرير وقتها لانك مكنتيش عايزه تنامي في السرير معايا

ليكمل وهو يدفن وجهه بعنقها يستنشق بعمق رائحتها

=و بيني وبينك انا مكنتش عارف انام من غيرك وقتها بس كنت بقاوح مع نفسي ..

انهي جملته تلك ثم اخذ يقبل عنقها بحنان لكنها ابعدت رأسها للخلف برفض زفر داغر باحباط وهو يدرك انها ستصعب الامر عليه

=خلاص بقي يا ديدا ..

ليكمل و هو يطبع قبله رقيقه علي خدها

=بعدين المفروض انا اللي ازعل... انتي ازاي اصلاً تصدقي اني ممكن اضربك او أأذيكي.....

تطلعت داليدا الي اثر عضتها علي صدره و ذراعه كأجابه صامته علي سؤاله بانها بالفعل قامت بايذاءه فلما هو لا يستطيع هو الاخر فعله ..

هتف داغر ضاحكاً فور فهم ماوتقصده بنظرتها تلك

=لا انا ماليش دعوه بيكي... انتي واحده مفتريه عضاضه

ليكمل ممرراً اصبعه ببطئ فوق شفتيها

= و سنانك دي سابقه تفكيرك دايماً...

اسرعت داليدا بفتح فمها و القبض علي اصبعه بين اسنانها تعضه لكن ليس بقسوه او قوة عضاتها السابقه..

غمغم بنبره تهديديه يتغلغلها المرح و هو يخفض رأسه نحوها

=افتكري انك انتي اللي جبتيه لنفسك

قبض علي ذراعها باسنانه يعضه برفق في بادئ الامر لكن ازدادات قوة ضغطه عليها كلما زادت حدة و قوه عضتها علي اصبعه....

ظلوا علي حالتهم من العناد تلك عدة لحظات حتي استسلمت داليدا بالنهايه و افلتت اصبعه من بين اسنانها عندما اصبح الالم في ذراعها لا يطاق.

مما جعل داغر يفلتها هو الاخر...

لكزته بيدها في صدره وهي تهتف بغضب بينما تدلك ذراعها المتألم

=عجبك اللي عملته فيا ده

راقبها باعين مشتعله لينحني و يلتقط شفتيها في قبله عميقه قويه كانت واقفه بين يديه جامده لا تستجيب لقبلته تلك..مما جعله يعمق قبلته لها اكثر اطلقت داليدا تنهيده قبل ان تستجيب الي قبلته تلك حيث لم تعد تستطيع ادعاء اللامبالاه اكثر من ذلك رفعت ذراعيها محيطه عنقه بها و هي تطلق تنهيده ناعمه...

افلت داغر شفتيها بالنهايه دافناً راسه بعنقها يقبله برفق..

غمغم من بين قبلاته فوق عنقها

=لسه زعلانه مني....؟

هزت رأسها بالنفي حيث لم تستطع التفوه بحرفاً واحداً بينما اصابعها المدفونه في شعره تتلاعب بخصلاته

طبع قبله حنونه علي خدها من ثم بدأ يمطر وجهها بقبلات متفرقه قبل ان يغمغم بصوت اجش لاهث من اثر العاطفه..

=يلا نرجع اوضتنا

اومأت له بينما تتقدمه تخرج من الغرفه لكن فور وصولهم امام باب غرفة النوم اسرعت داليدا بالدخول الي الغرفه و في اقل من ثانيه واحده كانت مغلقه الباب بوجهه المنصدم...

وقف داغر عدة لحطات يتطلع الي الباب المغلق بصدمه حتي اخرجه صوت مفتاح الباب يدور من الداخل

طرق بقوه علي الباب وهو يهتف بحده

=افتحي الباب....

وصل اليه صوتها الحاد من خلف الباب و هي تهتف

=مش هفتح حاجه...و روح نام في اي مكان....

زمجر داغر بغضب بينما يضرب الباب بقوه بيديه

=بطلي شغل العيال ده...وافتحي بقولك.....

قاطعته داليدا بغضب وهي تضرب الباب من الداخل هي الاخري رداً عليه

=مش هفتح....علشان تبقي تحرم تعمل اللي بتعمله فيا ده....

مرر يده في شعره بقسوه مشعثاً اياه بينما يلتف حول نفسه والغضب يتأكله صاح وهو يضرب الباب بقدمه بحده

=متفتحيش...اشبعي بالاوضه...

ثم هبط الدرج ملقياً بجسده علي الاريكه و نيران الغضب تشتعل بصدره لا يصدق بان اليوم الذي كان يحضرله منذ ان كان بمصر تحول الي كارثه بهذا الشكل فقد كان يرغب باللعب معها فقط مغيظاً اياها رداً علي كلماتها له ببداية زواجهم فقد كانت تطلق عليها سادي ...لذا قام باعداد تلك الغرفه و ارسل خبراء بتكنولوجيا الهولوجرام التي كلفته الكثير لكي يصمموا الغرفه بهذا الشكل علي ان تتحول تلك الالات الي عالماً من الكواكب و النجوم يملئ الغرفه حتي يفاجأها بها فقد. كان يعلم مدي عشقها لعلم الفلك...

اخرج من جيبه الهديه التي كان يخطط تسليمها اياها اخذ يتأملها بحسره قبل ان يغلقها و يعيدها مره اخري بجيبه مغلقاً عينيه بقوه محاولاً النوم لكنه لم يستطع فكيف له هذا دون ان يشعر بدفأ جسدها بين احضانه فهي لم تفارقه ولا لو لليله واحده منذ زواجهم....

بعد عدة محاولات فاشله للنوم نهض و ظل جالساً بمكانه يتطلع الي الفراغ...

صعد الي الاعلي لكنه وجدها قد اغلقت الضوء مما يدل علي نومها هبط الي الاسفل مره اخري غاضباً اكثر من قبل فكيف لها النوم وهو لا يستطيع من ثم ظل مستيقظاً مشتعلاً بغضبه حتي اليوم.التالي.

!!!***!!!***!!!!

بعد مرور يومين...

كان داغر واقفاً امام بابها المغلق مره اخري كعادته خلال اليومين الماضيين محاولاً اقناعها بفتح الباب...

وصل اليها صوته يغمغم من خلف الباب

=داليدا افتحي..عيب كده احنا في الحال ده بقالنا يومين....

اعتدلت داليدا في جلستها بينما تسمعه يكمل

=بعدين انتي استغليتي ان خرجت اجيب خشب من المخزن و نزلتي خدتي كل اللي في التلاجه...ايه هتعملي بيات شتوي عندك..

هتفت داليدا بحده بينما تخفض عينيها الي قطعة التوست التي بين يديها و التي كانت غارقه بشيكولاته النوتيلا

=كل التلاجه ايه..مخدتش غير النوتيلا....و ازازة بيبيسي....

قاطعها بغضب والقلق يسيطر عليه فهي لم تتناول طعام طبيعي منذ اكثر من يومين

=و ده يعتبر اكل...طيب افتحي و انزلي كلي انا عاملك مكرونه نجرسكوا اللي بتحبيها كليها و اطلعي تاني و و عد مش هقرب منك....

ظلت داليدا تفكر عدة لحظات بينما بطنها الجائعه لطعام حقيقي تحثها علي الموافقه...لكنها رغم ذلك هتفت بصوت مرتفع و هي تقضم قطعه من التوست بينما وجهها يتغضن بغير رضا فقد أكلت نوتيلا ما يكفيها مدي حياتها الباقيه...

=لا مش عايزه انا عجباني النوتيلا.....

قابلها الصمت عدة لحظات قبل ان تسمعه يتمتم بصوت رقيق حنون تعرفه جيداً مما جعل قلبها الخائن يضعف

=طيب داغر حبيبك موحشكيش..؟!

ظلت صامته لم تجيبه بينما قلبها اخذت دقاته تضرب بقوه بين اضلعها فبالطبع اشتاقت له حتي انها عانت من نوم متقطع بسبب عدم تواجده معها فلم تستطع النوم لاكثر من ساعه متواصله لكنها لا يمكنها ان تمرر ما فعله دون ردة فعل قوية منها فكيف يمكنه المزاح في امر بغيض كهذا فرغم حبها له الذي لا يمكن ان يقاس بشئ الا انها مازالت حتي الان تشعر بقشعريرة الاشمئزار تمر من خلال جسدها كلما تذكرت تلك الألات التي جعلها تظن انها حقيقيه..

فلا شيئ يثير بغضها و قرفها سوى الرجل السادى الذى يتلذذ بتعذيب من هن اقل منه قوة...

و عند تخيلها لداغر قد يتمتع بأذيتها جعلها ترغب بالموت وقتها...

تنحنحت قبل ان تجيبه بحده مصطنعه مقاومه الرغبه الملحه التي تحرضها لفتح الباب والقاء نفسها بين ذراعيه تحتضنه حتي تشبع شوقها اليه...

=لا موحشتنيش.....

ظلت تنتظر رداً منه لكنها لم تسمع سوا خطواته التي اخذت تبتعد عن الباب لتعلم بانه قد يأسي منها وهبط للاسفل...

لكن لم تمر سوا 5 دقائق و سمعت صوت دقاته فوق الباب قبل ان تسمعه يقول بصوت هادئ

=داليدا انا سيبلك الاكل علي عتبة الباب افتحي خديه و متقلقيش انا هنزل تحت....

سمعته يكمل بصوت منخفض حزين بعض الشئ

=ولما تحبي تطلعي براحتك انا تحت...

لم تتحرك من مكانها لساعه كامله رافضه الحاح معدتها التي تزمجر طلباً للطعام فقد كانت مقتنعه بان هذا مجرد فخ منه حيث ينتظرها تفتح الباب حتي يمسك بها...

ظلت ساعه اخري تقاوم لكن لم تستطع الصمود كثيراً امام جوعها خاصة وان علبة النوتيلا قد انتهت منذ الصباح...

اتجهت نحو الباب تفتحه ببطئ وهي تشعر بالخوف بان تجد داغر امامها باي لحظه لكن لدهشتها كان الممر خارج الغرفه خالياً تماماً...

اخفضت عينيها لتجد صينيه مغطاه امام باب الغرفه اخذتها ودلفت الي الغرفه مره اخري رفعت الغطاء لتجدها ممتلئه بالاطعمه التي تحبها حيث لم يكتفي بالنجريسكو فقط...

فقد كان يوجد ايضاً قطع اللحم المشويه و قطع البانيه المحمره بشكل مغري مع طبق كبير من السلطه وكوب من العصير...

وضعت الصنيه من يدها فوق الطاوله وقد اختفي جوعها تماماً حيث شعرت بالاختناق و الشعور بالذنب بسبب اهتمامه هذا لم تتردد كثيراً حيث خرجت من الغرفه هابطه للاسفل لتجده نائماً علي الاريكه مولياً ظهره للباب...

اندفعت لداخل الغرفه مستلقيه بجانبه فوق الاريكه تحيط خصره بذراعها تضمه اليها بقوه بينما تدفن وجهها بعنقه...

همس داغر اسمها بصوت منخفض كما لو كان يحلم بها..لكن سرعان ما فتح عينيه عندما قبلته بحنان فوق عنقه اخذ يتطلع بصدمه الي يدها التي حول خصره و هو يظن انه لا يزال يحلم بها لكن ما ان شعر بقبلاتها المستمره فوق عنقه استدار علي الفور نحوها محتضناً اياها بقوه دون ان ينطق بكلمه واحده..

ظل داغر يحتضنها عدة دقائق بصمت حتي ابتعد عنها اخيراً هامساً بصوت اجش من اثر النوم

=لسه زعلانه مني..؟؟

هزت داليدا رأسها بصمت قبل ان تجيبه

=لا مش زعلانه منك.....

همهم بينما يحاول الوصول الي جيبه الجانبي مخرجاً منه احدي العلب ذات الشكل الغريب...

=مادام مش زعلانه مني يبقي اديكي الهديه اللي كنت محضر المفاجأه علشانها...

هتفت داليدا بمرح بينما تتصنع الخوف

=مفاجأه تاني...لو من نوع مفاجأتك اللي بتوقف القلب دي مش عايزها...

ضحك داغر بخفه بينما يقبلها مقدمة انفها بحنان وهو يهمس لها

=لا يا حبيبي دي مفاجأه من اللي تفرح القلب..

ثم فتح الصندوق امام عينيها لتشاهد داليدا ارق و اجمل خاتم رأته بحياتها فقد كان مزين بحجر يشبه القمر المضاء و تحيطه ماسات صغيره كالنجوم ربطت داليدا هديته تلك بمشهد الغرفه التي حولها بوقت سابق الي عالم صغير من الكواكب و النجوم فقد اعد لها مفاجأه تخص شغفها بعلم الفلك امتلئت عينيها بالدموع تأثراً باهتمامه بادق تفاصيلها و معرفته بمدي شغفها باشياء كانت تظن بانه لن يلاحظها...

اقتربت منه طابعه قبله قصيره لكن عميقه في ذات الوقت علي شفتيه هامسه بصوت مرتجف

=ربنا يخاليك ليا يا حبيبي....

مرر يده علي خدها بحنان قبل ان يضع الخاتم بيدها اليمني حيث كانت يدها اليسري مشغوله بخاتم ازواجهم الذي كان لا يقل جمالاً او فخامه عن هذا رفع يدها مقبلاً خاتم زواجهما ثم قبل يدها الاخري بحنان...

تشبثت داليدا به معانقه اياه بقوه بينما تقبل صدره موضع قلبه...

رفع وجهها اليه قائلاً بتساؤل وقد تذكر الطعام الذي ارسله لها...

=كلتي يا حبيبتي...؟!

هزت رأسها بالنفي ...

مما جعله يزفر بغضب

=كده يا داليدا ممكن تتعبي...

ليكمل بينما يحاول ان ينهض من فوق الاريكه

=يلا تعالي..أأكلك....

لكن داليدا اندفعت مرتميه بجسدها فوق جسده مانعه اياه من النهوض دفعته بيديها في صدره ليعاود الاستلقاء مره اخري علي الاريكه...

انحنت فوقه مقبله جانب عنقه حتي وصلت الي اذنه هامسه بصوت منخفض

=مش جعانة......

لتكمل وهي تقبل اذنه بلطف هامسه باذنه بعدة كلمات

مما جعل داغر يضحك فور سماعه كلماتها الجريئة تلك فقد تحولت علي يديه من تلك الخجولة التي تحمر خجلاً الي تلك مشاكسة جريئة...

هم ان يعترض فهو يجب ان يطعمها اولا ً قبل اي شئ لكنها لم تعطيه الفرصه حيث اطبقت علي شفتيه تقبله بشغف جعله يطيح بعيداً عن اي خطط او افكار كانت لديه

!!!***!!!***!!!

بعد مرور عدة ايام...

صرخت داليدا بخوف بينما تتمسك بيدي داغر الذي كان يحاول حثها علي التقدم للامام فوق التلج بحذائها الخاص بالتزلج

فقد مضي اكثر من نصف ساعه وهي واقفه بمكانها تتشبث به بخوف رافضه التحرك من مكانها مما جعل داغر يهتف بها بنفاذ صبر

=قسماً بالله يا داليدا لو متحركتيش هسيبك...

ثم تحرك مبتعداً عنها خطوه واحده كتهيديد مما جعلها تشهق صارخه بفزع و هي تتمسك بيديه بقوه

=لا يا داغر علشان خاطري هقع...

قاوم نوبه الضحك الصاعده بداخله بينما يربت بحنان علي ظهرها

=طيب خلاص انا معاكي اهو..بس اتحركي من مكانك و جربي....

اومأت برأسها بينما تخطو ببطئ فوق السطح الثلج و داغر يمسك بها لكنها توقفت مره اخري خائفه عندما شعرت بقدميها تنزلق هزت رأسها وهي تصرخ بحده

=مش عايزه الزفت ده....مش عايزه...

قاطعها داغر بصرامه بينما يشير برأسه نحو الاطفال الذين يملئون المكان

=بطلي صويت يا داليدا العيال الصغيره بتضحك عليكي....

ليكمل بعصبيه و حده

=و بطلي دلع بقي يا داليدا اطفال و عندها 6 سنين و بتتزلج لوحدها.....

ابتلع باقي جملته عندما رأي عينيها تلتمع بالدموع و شفتيها بدأت ترتجف كما لو كانت علي وشك البكاء اقترب منها علي الفور محتضناً اياها بحنان

=طيب خلاص اهدي يا حبيبتي..

قبل رأسها بحنان بينما يمسك بذراعيها يحثها بلطف علي عقدهم حول خصره لتفعل ما يريد بينما احاطها بذراعيه هو الاخر هامساً باذنها

=جاريني...و براحه متخشبيش جسمك

اومأت له بالموافقه و هي لا تفهم ما الذي سيفعله لكنها شهقت بفزع عندما بدأ يتحرك للخلف بظهره وهو لا يزال يحتضنها صرخت بخوف بينما تتشبث به بقوه

=داغر لا لا....

لكن فور ان بدأ يتحرك ببطئ بدأت قدميها علي التعود علي التحرك بهذا الحذاء..من ثم بدأت تستمتع بالامر....

ظلوا خلال الايام التاليه يومياً يذهبون للتزلج حيث اصبحت داليدا ماهره الي حداً ما به...

اصطحبها لزيارة العديد من المعالم السياحيه حيث دخلوا الي كهف كان منحوتاً بالثلج و كل ما به مصنوع من الثلج ايضاً.

و تناولوا الغداء في العديد من المطاع المحليه العاديه كأي سائحين عاديين و بالمساء يأخذها الي مطعم فخم بكل ليله كما اخذها للتسوق حيث قام بالشراء لها العديد والعديد من الملابس والمجوهرات رغم اعتراضها الا انه كان يصر...فقد امضوا كل الوقت معاً يتمتعان سوياً بكل شئ حولهم

كما بذل داغر اقصي جهداً لديه حتي يجعل رحلتهم تلك اجمل ايام حياتها تتمني بكل يوم الا تنتهي ابداً....

!!!***!!!***!!!

بعد مرور عدة اسابيع...

كان داغر جالساً علي عقبيه امام المدفأه يضع بعض قطع الخشب محاولاً اشعالها فقد حاصرتهم عاصفه ثلجيه اخري لكنها كانت اقوي من سابقتها حيث تسببت بقطع الكهرباء عن الكوخ مما ادي الي توقف التدفئه المركزيه و جعل المكان شديد البروده

انهي اشعال المدفأه هاتفاً بصوت مرتفع علي داليدا التي صعدت منذ اكثر من نصف ساعه الي غرفة النوم حتي تبدل ملابسها

=داليدا بتعملي ايه كل ده

سمعها تجيبه بينما خطواتها تقترب

=خلاص جيت اهو....

تراجع رأسه بصدمه عندما رأها تدلف الي الغرفه و هي ترتدي فوق جسدها العديد و العديد من الملابس و اكثر من معطف مرتديه اياهم فوق بعضهم البعض منهيه الامر بارتدائها لمعطف خاص به و الذي كان يصل الي ركبتيها

= ايه اللي انتي عاملاه في نفسك ده يا د..

الفصل العشرون 


رأت باعين متسعه داغر يدلف الي الغرفه وهو يلهث بينما تتبعه شهيره و طاهر و بعض الخدم الذين اجتمعوا علي صوت صراخ نورا....

اندفعت شهيره نحو شقيقتها تجلس علي عقبيها بجانبها

=في ايه يا نورا....في ايه...

اخذت نورا تصرخ وهي تبكي بينما تمسك ببطنها بقوه

=داليدا ضربتني و زقتني علي الطرابيزه....

لتكمل وهي تصرخ متألمه

=قتلت ابني...اهاااااااا بطني الحقووووني........

وقفت داليدا تهز رأسها بصدمه وهي لا تصدق ما تدعيه تلك المريضه.. التفت تستنجد بداغر لكن شعرت بقلبها يهوي بداخل صدرها عندما رأت عينيه مسلطه عليها بنظره غاضبه قد تشعل القصر بكل ما فيه...

اتجه نحوها علي الفور و هو ينزع سترة بدلته و هو يلعن بقسوه وضعها فوق كتفيها العاريه من ثم دفعها بحده امامه نحو الحمام الذي فتح بابه و دفعها الي داخله هاتفاً بها بحده جعلت الدماء تجف بعروقها

=خاليكي هنا و متتحركيش من مكانك فاهمه....

هزت داليدا رأسها بصمت بينما تنفجر باكيه لكنه اغلق

الباب خلفه بغضب اهتزت له ارجاء المكان غير ابهاً ببكائها هذا...

من ثم التف الي طاهر الذي كان واقفاً متجمداً بمكانه و عينيه مركزه امامه بذهول فمنذ ان دخل الغرفه و رأي داليدا تقف امامه بتلك المنامه قصيره التي تظهر جسدها بهذا الشكل المغري و هو يشعر بالنيران تشتعل بداخله...

=وقف عندك متنح ليه...ما تاخدها و تنزل تروح المستشفي اللي هي متابعه فيها بسرعه ..

خرج طاهر من شروده هذا مجفلاً من حدة داغر معه اومأ برأسه وهو ينحني حاملاً نورا التي كانت لازالت تصرخ و هي تمسك ببطنها و الدماء تغرق بنطالها الابيض الذي ترتديه....

بينما تبعه كلاً من داغر و شهيره التي كانت تبكي بهستريه وعينيها مسلطه علي شقيقتها بقلق و خوف....

!!!***!!!**!!!

في وقت لاحق...

بالمشفي خرج الطبيب من غرفة الطوارئ التي ادخلت نورا اليها منذ اكثر من ساعتين...

اتجه اليه داغر الذي كان جالساً بجانب شهيره الباكيه التي ما ان رأت الطبيب هي الاخري انتفضت متجهه اليه...

=خير يا دكتور...

اجابه الطبيب الشاب بتردد

=مش عارف اقولك ايه يا داغر بيه بس للاسف المدام فقدت الجنين....

فور سماع شهيره ذلك اخذت تصرخ باكيه ضاربه داغر بصدره و

=كله من مراتك....كله من مرااااتك....

لتكمل و هي تنهار جالسه علي الارض

=حرام عليكوا مش كفايه انا مش عارفه اجيب حته عيل...كمان هي بتحرموها من ابنها....منكوا لله...

وقف داغر يتابع انهيارها هذا بوجه متصلب مقتضب...قبل ان يلتف الي الطبيب يسأله

=سبب الاجهاض ايه...؟!

اجابه الطبيب و عينيه مسلطه بارتباك علي شهيره القابعه علي الارض تصرخ بانهيار

=من الواضح انها اتعرضت للضرب في البطن مباشرة و ده اتسبب في اجهاضها...

هي دلوقتي بتفوق من البنج تقدر ترجع البيت بكره لو انتوا حابين

اشتد وجه داغر بقسوه بينما يومأ له بصمت...

اردف الطبيب بهدوء...

=هنضطر نذكر سبب الاجهاض في التقرير الطبي...و يتحول للشرطه لان من الواضح ان المريضه تم الاعتـدا.......

قاطعه داغر بقسوه

=هتذكر في التقرير بتاعك انها وقعت من علي السلم...و ده.سبب الاجهاض.....

ارتبك الطبيب الشاب فور سماعه نبرة داغر الحاده تلك بينما انتفضت شهيره واقفه تهتف بقسوه بينما تندفع نحو داغر

=سلم ايه اللي وقعت من عليه...ايه بتحاول تحمي مراتك...لا يا داغر يا دويري هنقدم بلاغ و مراتك هتتحبس فاهم هتتحبـس و هجيب حق اختي......

قاطعها داغر بينما يقبض بقسوه علي معصم يدها التي كانت تنكزه بصدره

=حق اختك انا هعرف اجيبه منها كويس....

ليكمل بينما ينفض يدها بعيداً بحده

=ومن غير ما ندخل البوليس ونخلي سمعة العيله في الارض و علي كل لسان...فاهدي كده و اعقلي....

ابتعدت عنه شهيره وهي تهز رأسها هامسه بصوت حاد

=ما نشوف يا داغر هتعمل فيها ايه...احنا عارفين كويس انك عرفتها ان اللي في بطن نورا مش ابنك علشان كده هي عملت فيها كده...علشان تخلص من اللي في بطن نورا و ميشلش اسمك و كمان تطلق نورا ما خلاص السبب في جوازكوا راح....

ربت داغر علي ذراعها قائلاً بحزم و وجهه مشتد بالغضب

=لو حد هيطلق فاكيد مش نورا متقلقيش.....و حقها و حق الطفل اللي مات بدون ذنب ده انا هعرف اجيبه كويس...

ليكمل بينما يدفعها نحو الغرفه التي انتقلت لها نورا

=ادخلي اطمني عليها....وخاليكي معها هي اكيد محتاجلك...

اومأت شهيره برأسها ببطئ قبل ان تتركه و تدلف الي الغرفة الخاص بشقيقتها....

تاركه داغر واقفاً بمكانه يتطلع الي اثرها باعين شارده...


!!!***!!!**!!!

في مساء اليوم التالي....

كانت داليدا جالسه ببهو المنزل الداخلي تحاول التحكم في ارتجافة يدها فهي علي وضعها هذا منذ ليلة امس لا تستطيع ان تفكر في شئ...

ينتابها الخوف كلما تذكرت ما فعلته نورا بنفسها...

فقد علمت من صافيه بان نورا فقدت الطفل...

شعرت بالالم لمعرفتها بذلك خائفه من ان يعتقد داغر بانها حقاً فعلت هذا...

لكنها لم تفعل شئ انها حتي لم تلمسها فكيف يمكن ان تكون السبب في قتل طفلها...

انتفضت واقفه بارتباك عندما رأت داغر يدلف الي المنزل و هو يساند نورا التي كانت تخطو ببطئ بينما يتبعهم كلاً من شهيره و طاهر...

تجمدت خطوات داغر فور رؤيته لها هتف بها بحده

=واقفه عندك بتعملي ايه...؟!

شعرت داليدا بلسانها قد عقد لم تستطع اجابته لتسمع نورا تتمتم بصوت ضعيف

=واقفه مستنيه تتفرج عليا..و تشمتي مش كده....

هتفت شهيره بغضب بينما ترمقها بنظرات حاده قاتله

=صحيح انك بجحه تقتلي القتيل و تمشي في جنازته بس لا....و ديني لاخلي جنازتك انتي النهارده....

انهت جملتها تلك وهي تندفع نحو داليدا تهم بضربها لكن اسرع طاهر بالامساك بها و منعها...

كانت داليدا تراقب هذا باعين متسعه بالرعب بينما تتخذ خطوه للخلف بخوف لكن تجمدت خطواتها عندما سمعت داغر يهتف بها وعينيه مسلطه عليها بقسوه والغضب

=امشي اطلعي فوق ...و مشوفش وشك قدامي و الا قسماً بالله هخليكي تندمي علي اليوم اللي اتولدتي فيه...

ليكمل بقسوه و حده

=و تطلعي دلوقتي تلمي هدومك...و بكره الصبح اصحي مالكيش موجوده هنا تغوروا للمكان اللي جيتي منه

لم تستطع داليدا التحكم في نفسها فور سماعها كلماته تلك لتنفجر باكيه بصوت ممزق ..

بينما تشاهد نورا تبتسم لها ببطئ و عينيها تلتمع بالخبث من خلف ظهر داغر الذي كان يقودها برفق هو شهيره الي الاعلي نحو غرفتها..

مما جعل بكائها يزداد بشكل اكبر..دفنت وجهها بين يديها تكتم بينهم شهقات بكائها الحاده التي اخذت تتعالي لكنها انتفضت في مكانها بنفور شاعره بالاشمئزاز يجتاحها عندما شعرت بيد طاهر تربت فوق ظهرها

=شوفتي...عرفتي ان ابن الدويري مالوش امان....

ليكمل و هو يبتسم بشماته

=يلا يا حلوه اطلعي حضري شنطتك علشان تترمي مع الزباله الصبح بدري..زي ما جوزك قالـ....

لكنه لم يستطع اكمال جملته حيث اطلق صرخه متألمه عندما التفت اليه داليدا راكله اياه بقسوه وحده في ساقع بحذائها المدبب...

قبل ان تفر هاربه من امامه تركض فوق الدرج صاعده الي غرفتها حتي تحتمي بها...

تاركه اياه منحني علي نفسه يمسك بساقه المصابه وهو يتطلع نحوها باعين تلتمع بالغل و الحقد....

!!!***!!!**!!!

في وقت لاحق...

دلف داغر الي الجناح الخاص به بخطوات بطيئه متعبه لكنه تجمد في مكانه عندما وقعت عينيه علي تلك الواقفه امام خزانة الملابس تجمع في ملابسها و تلاقيها باهمال في الحقيبة الموضوعة علي الارض بجانب قدميها و هي تبكي بشهقات مرتفعه...

اتجه نحوها علي الفور و هو يهتف بصدمه

=داليدا انتي لسه بتعيطي....؟!

ليكمل بينما يقبض علي كتفيها و يديرها نحوه عندما لم تجيبه

=يا حبيبتي انا قولتلك تبيني ان كلامي جرحك مش تعيطي..

هزت كتفيها منفضه يديه بعيداً عنها هامسه بصوت متكسر من بين شهقات بكائها

=عايزني اعمل ايه بعد ما طردتني...

وقف يتطلع الي عدة لحظات بصدمه

=داليدا انتي مجنونه انا مش متصل بيكي قبل ما اجي و فهمتك اللي هيحصل...

قاطعته هاتفه بصوت مختنق من اثر البكاء

=قولتلي استحملي الكلام اللي هقولهولك و اعملي انك اتأثرتي بيه و زعلانه...

لتكمل هامسه بصوت متقطع و قد بدأت بالبكاء مره اخري

=مقولتليش انك هتطردني....

انقبض صدره بالم فور رؤيتها بحالتها تلك زفر بضيق من نفسه

قبل ان يقترب منها و يحيط وجهها بيديه قائلاً و هو يمرر اصابعه علي خديها يزيل دموعها برقة

= انا اسف...انا اسف يا حبيبتي متزعليش مني انا لما لقيتك بتعيطي تحت افتكرتك بتبالغي في التمثيل معرفش انك كنت بتعيطي بجد....

وقفت تتطلع اليه بضعف وعينيها مغرورقتين بالدموع مما جعل ضعف غريب يستولي عليه ضغط شفتيه علي جبينها مقبلاً اياه بحنان قبل ان يبدأ يقبل كل انش في وجهها وهو يهمس لها معتذراً من بين قبلاته....

وضعت يديها فوق صدره تدفعه برفق بعيداً هامسه بصوت مرتبك محاوله السيطره علي نفسها و عدم الانجراف و راء عاطفتها نحوه مغمغمه بهدوء يعاكس لما يثور بداخلها

=عايزه اتكلم معاك..

مرر ابهامه فوق وجنتها بحنان قبل ان يبتعد عنها قائلاً بتعب وهو ينزع سترة بدلته

=حاضر هنتكلم و هنعمل كل اللي انتي عايزاه...بس هدخل اخد دش بسرعه و اغير هدومي...لان بجد مش قادر...اتفقنا ؟

اومأت برأسها بالموافقه بصمت ليكمل وهو يتجه نحو الحمام

=معلش يا حبيبتي طلعيلي هدومي ....

زفرت بحنق بينما تتجه نحو خزانته مخرجه منها ملابس نومه...

اخذته ثم اتجهت به نحو الحمام لتجده واقفاً امام المرآه يقوم بحلاقة ذقنه لكنه كان يطلق السباب بصوت منخفض بين كل حين و اخر حيث كان يشعر بالارهاق و التعب حتي لفعل ذلك...

وضعت سرواله القصير جانباً قبل ان تقتربت منه بهدوء وضعت يديها علي صدره مما جعله يخفض ماكينه الحلاقه بينما يصب اهتمامه ونظراته المُتسأله عليها دفعته برفق ليجلس علي المقعد الموجود بالحمام ثم وقفت بين ساقيه  بعد ان تناولت منه ماكينه الحلاقه...

رفع داغر حاجبه متحدثاً برعب و هو يتطلع بخوف مصطنع للماكينه التي بيدها

=اوعي تكوني ناويه تنتقمي مني و تشوهيلي وشي....

مررت الماكينه فوق وجهه برفق دون ان تجيبه تصب كامل انتباهها علي حلاقة ذقنه بينما كان هو عينيه مسلطه بشغف علي ملامح وجهها الجاده متأملاً انفها و خديها المحمرين بسبب بكائها في وقت سابق...

فور ان انتهت من حلاقة ذقنه مسحت وجهه بالمنشفه التي يلفها حول عنقه قبل ان تقرب شفتيها من اذنها هامسه بصوت منخفض

=انا لما احب انتقم منك مش هشوهلك وشك...لا.........

لتكمل وهي تبتعد عنه ممرره اصبعها فوق عنقها بطريقه موحيه للقتل...

=انا بخلص علي طول....

تجاهلت نظرته المسلطه عليها بالصدمه منحنية تطبع بشفتيها قبله حنونه فوف جبينه بينما تمرر يدها بشعره محتضنه رأسه الي صدرها ..

غمغم داغر بتهكم و سخريه

=ولازمتها اي بقي الحنيه دي...بعد فيلم المرآة و السطور اللي عملتيه ده

غمغمت داليدا بهدوء بينما تبتعد عنه متجاهله حديثه هذا

=يلا قوم استحمي....

جذبها من يدها اليه لترتطم بصدره العاري قائلاً بصوت اجش محاولاً اغاظتها حتي يخرجها من حالة الحزن التي تسيطر عليها

=طيب ما تساعديني....

ليكمل بصوت جعله متعب قدر الامكان عندما همت بالرفض

=والله مش قادر اتحرك....

وقفت تطلع اليه بصمت عدة لحظات قبل ان تومأ برأسها باستسلام دافعه اياه برفق نحو كابينة الاستحمام..

بدأت بسكب سائل الاستحمام على شعره الذي بدأت تفركه برفق وحنان و بعد ان انهت مهمتها  انحني مطبقاً بشفتيه علي شفتيها يقبلها بحنان و شغف في ذات الوقت لكنها دفعته بعيداً قاطعه قبلتهم تلك...

لكنه رفض افلاتها مشدداً من ذراعيه حولها مما جعلها تغمغم بسخريه

=دلوقتي مش تعبان......

انهت جملتها تلك دافعه اياه للخلف من ثم هربت من بين يديه لخارج كابينة الاستحمام..

لتردف بهدوء وهي تخرج من باب الحمام متجاهله نداءه الغاضب عليها

=خلص و حصلني علي برا.....

راقبها داغر و هي تخرج من الباب و هي تتهادي في خطواتها زفر بحنق مطلقاً لعنه حاده و هو يتناول المنشفة يجفف بها رأسه

خرج من الحمام ليجدها واقفه امام المرآه بعد ان بدلت منامتها المبلله..

كانت واقفه تمشط شعرها الذي كان مبللاً اقترب منها حتي وقف خلفها تناول من يدها الفرشاه بصمت من ثم بدأ يمشطه لها برفق حتي اصبح شعرها جافاً مسترسلاً فوق ظهرها كالحرير المشتعل...

تقابلت نظرات اعينهم المتأججه بالمرأه..امسك بيديها بين يديه مشبكاً اياهم ببعضهم البعض

قربها منه حتي استند ظهرها الي صدره العاري عاقداً ذراعيهم المتشابكه اسفل صدرها وعينيهم لازالت مسلطة ببعضها البعض اسند ذقنه فوق رأسها بينما يشدد احتضانه لها قائلاً و هو يتأمل انعاكس صورتهم بالمرأه

=تعرفي ان احنا لايقين علي بعض اوي....

همهمت داليدا بالموافقه بينما هي الاخر تتأمل صورتهم معاً فقد كانت ذات طول متوسط يميل الي القصر حيث كان يصل رأسها بالكاد الي عنقه و بشرتها كانت بيضاء ناصعه و شعرها احمر مشتعل بينما كان هو يعاكسها في كل شئ فقد كان طويل ذات جسد عضلي و بشرة برونزية و شعر اسود فحمي كانا نقيضان لبعضهم البعض لكنهم في ذات الوقت يكملان بعضهم..

دفن انفه في شعرها يستنشق رائحته بشغف قبل ان يحملها بصمت بين ذراعيه و يتجه بها نحو احدي المقاعد التي جلس عليها مجلساً اياها فوق ساقه و هو لا يزال يحتضنها بينما كانت هي تدفن رأسها بعنقه..

=داغر هو انت صدقت ان انا ممكن اعمل كده في نورا...؟!

رفع رأسها عن عنقه برفق قائلاً بصوت هادئ و صارم في ذات الوقت.

=لا طبعاً....

ليكمل و هو يتطلع الي عينيها حتي تري مدي صدق كلماته

=ولا للحظه واحده شكيت انك ممكن تكوني عملتي فيها كده....

ابتلعت الغصه التي كانت تخنق حلقه هامسه بصوت مرتجف

=اومال ليه...زعقتلي لما دخلت الاوضه وشوفت نورا مرميه علي الارض و النهارده زعقتلي وطردتني.....؟!

لكنها ابتلعت باقي جملتها مرجعه رأسها للخلف تحدق فى وجهه بخوف من لهيب الغضب الذى اشتعل بعينيه و وجهه الذي احتد بقسوه بينما يجيبها بحده

=بسبب منظرك في البيجامه اللي كنت لابسها طاهر و الخدم دخلوا و شوفوكي بها....كان هاين عليا وقتها اخرم عين كل واحد فيهم ولا انهم يشوفوكي بالمنظر ده....

تلمست ظهره بيدها برفق تربت بحنان عليه محاوله تهدئته فالان علمت سبب غضبه هذا فقد شل الخوف وقتها تفكيرها ولم تستطع ان تجد مبرراً لغضبه هذا سوا انه قد صدق حقاً انها قد فعلت ما ادعته نورا..

و عندما اتصل بها من المشفي اليوم اخبرها باقتضاب و سرعه انه سوف يقول كلاماً قاسياً لها امامهم و عليها ان تبين تأثرها بكلماته تلك و انها يجب ان تعلم بانه لا يعني اي كلمه من التي سيقولها....

وقتها شعرت بالارتباك و التشوش لا تعلم هل صدق فعلاً انها من تسببت بفقد نورا لطفلها كما تدعي فهي تعلم انه يحبها و قد يتغاضي عن اي شئ تفعله لكن رغم ذلك ألمها انه قد يصدق بانها يمكنها ان تكون بتلك الوحشيه والحقاره...

خرجت من افكارها تلك عندما سعته يكمل بهدوء

=والنهارده...كنت عايزهم يتأكدوا ان انا مصدقهم واطمنهم علشان ميبقوش مستعدين للي هيحصلهم بكره

همست داليدا وهي تعقد حاجبيها بتساؤل يتخلله الفضول

=و ايه اللي هيحصل بكره...؟!

تمهل قليلاً قبل ان يجيبها ممرراً يده بحنان بشعرها متنعماً بملمسه الحريري فوق اصابعه

=هحكيلك كل حاجه بس عايزك تهدي و متنفعليش...

هزت رأسها بالموافقه بينما عينيها مسلطه عليه بتوتر و خوف مما سيقوله

=طبعاً انا مكنتش مصدق انك ضربتيها او لمستيها حتي فلما الدكتور خرج وقال ان سبب اجهاضها الضرب وقعد يكبر في الموضوع كانه قاصد يثبت الموضوع عليكي...فهمت علي طول انه متفق معاها عملت قدامهم اني مصدق ..و اني هاخد حقها منك....علشان الموضوع ميوصلش للبوليس لان حتي لو هقدر اخرجك منها زي الشعره من العجينه الا اني مش عايز ابهدلك ولو لساعه واحده في القسم علشان كلبه زي دي...

توقف عن تكملة جملته عندما رأها تجفل عند سماعها كلماته الاخيره مرر شفتيه فوق خدها يقبله بحنان مطمئناً اياها قبل ان يكمل بهدوء

=روحت وراه اوضته ولما مسكت فيه و عرفته اني عارف كل حاجه و هددته بالسجن خاف وقالي كل حاجه....قالي ان نورا اللي اجهضت نفسها.....

زفر بحنق قبل ان يكمل و هو يشعر بالاسف علي ذلك الطفل الذي لم يكن له ذنب سوا ان والدته امرأه دون عقل او رحمه

=قالي انها جاتله من يومين و طلبت منه حبوب للاجهاض وتكون بتسبب نزيف شديد...بس هو رفض فقعدت تقطع في هدومها في مكتبه و هددته انها هتصوت و تقول انه حاول يعتدي عليها في الاخر وافق واتفقت معاه تديله 100 الف جنيه علي انه يقول ان سبب الاجهاض لما تجيله كمان كام يوم هو الضرب...

شهقت داليدا بفزع واضعه يدها فوق فمها و هي تغمغم بصدمه

=مش قادره اصدق..ان ممكن واحده تعمل كده في طفلها اللي لسه متولدش علشان كرهها و غلها اللي عموها....

احاط وجهها بيديه مقرباً اياها منه ظل يتطلع اليها عدة لحظات و هو يشعر بالخوف و التردد من اخبارها التالي

= اليوم اللي لقيتك فيه مرميه في المطبخ و ايدك مقطوعه....

تحشرج صوته في نهاية جملته حيث شعر بالاختناق و الالم يسيطران عليه فور تذكره لمشهدها وهي ملقاه علي الارض غارقه بدمائها.

=نورا اللي عملت فيكي كده...مش انتي اللي حاولتي انتحرتي....

انسحبت الدماء من عروقها فور سماعها كلماته تلك همست بصوت مكتوم باكي و القهر ينبثق منه...وقد اخذت ضربات قلبها تزداد بشده

=ازاي....ازاي عرفت استحاله تتجرئ و تعمل حاجه بالبشاعه انت اكيد فهمت غلـ......

قاطعها داغر علي الفور مبعداً خصلات شعرها المتناثره فوق عينيها الي خلف اذنها محاولاً التخفيف عنها قبل ان يخبرها ما حدث و كيف علم بالامر...

.....فلاش باك.....

كان يهم داغر الدخول الي غرفة نورا بعد ان اوصل شهيره الي كافتريا المشفي حتي تتناول طعام غدائها..

لكنه تسمر علي مدخل الباب الخاص بغرفتها عندما وصل اليه صوت طاهر الساخر

=اوعي تكون انتي اللي اجهضتي نفسك.....

سمع نورا تغمغم بحده مجيبه اياه

=اجهض نفسي دي ايه انتي بتقول ايه ليه اتجنتت علشان اعمل كده في ابني

قاطعها طاهر بسخريه لاذعه

=والله اللي تقطع ايد واحده وهي مغمي عليها علشان جوزها يفتكر انها ماتت منتحره تعمل اكتر من كده

صاحت نورا بصوت مرتجف

=انت عرفت منين...شهيره اللي قالتلك مش كده.....

ضحك طاهر و هو يجيبها

= و هي اختك تقدر تخبي عني حاجه.....

كان داغر واقفاً يستمع الي هذا بجسد يهتز من شدة الغضب الذي يعصف بداخله كبركان ثائر علي وشك الانفجار باي لحظه..

كان لا يصدق بان تلك الحقيره المريضه من حاولت قتل زوجته..قبض علي يديه يعصرها بجانبه محاولاً السيطره علي نفسه حتي لا يقتحم الغرفه و يقوم بخنقها بيديه حتي تلفظ اخر انفاسها..لكنه شيجعلها تدفع ثمن ما فعلته سيجعلها تتمني الموت و الرحمه حتي تتخلص من العذاب الذي سيذقها اياه....

......نهاية الفلاش باك...

مرر يده فوق جرح يدها الذي لا يزال اثره موجوداً رفع يدها يمرر فمه برفق فوقه يقبله بحنان هامساً من بين قبلاته تلك

=والله لاجيبلك حقك..منها و من اي حد حاول يأذيكي....

احاطت عنقه بذراعيها بينما هو عدل من جلستها فوق ساقيه مقرباً اياها منه اكثر يضمها الي صدره

تلاعبت اصابعها بشعره القصيره الذي بخلف رأسه وهي تشعر بالتردد من اخباره بما حدث من شهيره قبل ان تنهار و يغمي عليها لكنها تجمعت شجاعتها فيجب عليها اخباره..

=داغر عايزه احكيلك عن حاجه حصلت في اليوم ده...بس مش عارفه هتصدقني ولا لاء...

توقفت يده التي كانت يمرر فوق ظهرها شاعراً بالقلق من ترددها هذا

=طبعاً هصدقك...في ايه يا داليدا....؟!

تنحنحت قبل ان تهمس بصوت منخفض متردد

=شهيره في اليوم ده جاتلي الاوضه وقالتلي انها عارفه عن اتفاق جوازنا و انك انت اللي قولت لنورا ده علشان تبررلها جوازك مني....

قاطعها داغر بحده

=كدابه محصلش....عمري ما قولت لحد عن موضوع الاتفاق ده...ممكن تكون سمعتك وانتي بتتكلمي مع ماما...او حتي سمعتنا واحنا بنتكلم...لكن انا عمري ما قولت لا لها ولا لغيرها حاجه زي دي....

شحب وجه داليدا فور تذكرها لليوم الذي حضر به خالها مرتضي الي هنا وحديثها معه فمن الممكن ان تكون شهيره قد سمعتهم بالفعل

اومأت برأسها ببطئ بينما تخبره

=فعلاً انا قبلها بيوم كان خالي مرتضي كان هنا و ممكن تكون سمعتنا و احنا بنتكلم...

عقد داغر حاجبيه قائلاً باهتمام

=و خالك كان عايز ايه منك...و ليه مقولتليش انه جه هنا...؟!

اجابته بهدوء وهي تيند رأسها علي كتفه

=كان عايزني اتطلق منك بما انك خلاص اتجوزت نورا و وصلت للي انت عايزه ...و مقولتلكش علشان كنا وقتها مش بنتكلم بسبب جوازك من نورا...

زمجر داغر من بين اسنانه بحده

=بس برضو المفروض كنت تقوليلي

قاطعته داليدا بتململ

=داغر سبني اكملك شهيره عملت ايه...

زفر بحنق قائلاً بذات الحده

=كملي....

اخذت داليدا تخبره عن جميع ما قالته لها شهيره و عن التسجيل الصوتي الذي اسمعته اياه و ان هذا كان سبب انهيارها

كان داغر يستمع الي كل هذا و الغضب يتأجج بداخله كبركان ثائر لكنه خرج من حالته تلك عندما سمع داليدا تصرخ بألم ليجد اصابعه تنغرز في خصرها بقسوه نزع يده سريعاً عن خصرها مقبلاً عنقها ممرراً يده  برفق على خصرها  بينما يهمس معتذراً

همست داليدا بصوت مرتعش ضعيف وهي تشعر بكامل جسدها يشتعل اثر لمسته تلك

=ناوي تعمل ايه معاهم....

اجابها داغر بصوت حاد

=بكره هتعرفي كل حاجه..

من ثم انحني علي شفتيها

يلتقطها في قبله حارقه..هزتها رجفه قويه مرت بسائر جسدها زاد قبلته  تملكاً...

ظلوا عدة لحظات علي حالتهم تلك  حتي نهض من فوق المقعد و هو لا يزال يحملها بين ذراعيه يقبلها بينما عقدت هي ذراعيها حول عنقه تتشبث بعنقه اتجه بها داغر نحو فراشهم ليغرفان به و ينعمان بحبهم...


!!!***!!!**!!!

في الصباح....

جلست نورا بجانب شهيره التي كانت جالسة علي الاريكه بغرفة الاستقبال بينما كان زوجها يجلس بالمقعد المقابل لها..

غمغمت نورا بحده

=هو مش عارف اني تعبانه و محتاجه ارتاح جامعنا من الصبح ليه...ايه الموضوع المهم اوي كده اللي هيكون عايزنا فيه...

لتكمل بتأفف و هي تنظر الي ساعة الحائط

=بعدين بقالنا ساعه مستنين....هو فين كل ده.

اجابتها شهيره بسخريه

=تلاقيه عايز يوضح قد ايه هو مكسوف من اللي عملته الجربوعه مراته....

لتكمل ناكزه نورا بمرفقها

=وتلاقيه كمان عايز يعرفنا ان جوزاكوا هيبقي حقيقي....

اتسعت شفتي نورا في ابتسامه واسعه فور سماعها ذلك

=تفتكري....

هزت شهيره كتفيها قائله بثقه

=طبعاً هو اكيد حاسس بالذنب بعد اللي عملته مراته..

لتكمل وعينيها تلتمع بالغضب و الحده

=بس المهم عندي اعرف...هو طلق الكلبه دي قبل ما تمشي ولا لاء......

اجابتها نورا و لازالت ابتسامتها الواسعه تملئ وجهها

=اكيد طلقها...انتي مشوفتيش هو كان بيعاملها ازاي امبارح ده مكنش طايق يبص في وشها و كل ده علشـ.......

لكنها ابتلعت باقي جملتها وقد ذبلت ابتسامتها الواثقه فور رؤيتها لداغر يدلف الي الغرفه وهو يحيط بذراعه خصر داليدا التي كانت تخطو بجانبه

انتفضت واقفه تهتف بغضب

=البني ادمه دي بتعمل ايه هنا انت مش طردتها....

وقف داغر بمنتصف الغرفه وهو لايزال يحيط خصر داليدا مجيباً اياها بهدوء

=اطرد مين... تقصدي داليدا....مراتي ؟؟

ليكمل وهو يلتفت الي داليدا يقبل رأسها بحنان تحت النظرات المشتعله لكلاً من شهيره و نورا

=هو في حد يقدر يطرد حد من بيته

ليكمل وهو يتطلع الي شهيره و نورا و طاهر الذي ترك مقعده واتجه يقف بجانب زوجته

=الضيوف بس اللي تقدري تطرديهم مش كده ولا ايه

هتفت شهيره بحده

=تقصد ايه يا داغر......

اجابها داغر بقسوه و حده ارسلت الرعب داخل قلب ثلاثتهم

=اقصد انك انتي و جوزك معتش ليكوا مكان هنا تاخدوا شنطة هدومكوا وتخفوا من وشي......

تراجعت شهيره الي الخلف هاتفه بصدمه

=بتطردنا يا داغر...بتطردنا علشان خاطر الكلبـ........

قاطعها بصوت حاد اهتزت له ارجاء الغرفه

= لمي لسانك بدل قسماً بالله اقطعهولك.....و ارميه لكلاب السكك اللي شبهك تنهش فيه

ابتلعت شهيره الغصه التي تشكلت بحلقها بخوف وقد ارعبها مظهره هذا همست بصوت جعلته حزين محاوله جذب عطفه بينما تتطلع الي شقيقتها الواقفه ببرود بجانبها مدعيه ان الامر لا يهمها معتقده بان داغر سيحتفظ بها فلم يذكر اسمها بالامر

=طيب و نورا....انت عارف ان مبعدتش عنها ولا يوم من يوم ما اتولدت.....

قاطعها داغر بينما يشير بيده الي شخصاً ما يقف بخارج الغرفه لكي يتقدم الي الداخل

=لا نورا متقلقيش عليها خالص....حجزتلها في اكبر مصحه نفسيه في البلد..هيعرفوا هناك يربوها صح...

شاهدت نورا و شهيره باعين متسعه ثلاثه رجال يدلفون الي الغرفه و يتقدموا نحو نورا مما جعلها تتراجع الي الخلف بخوف بعيداً عنهم لكنهم اسرعوا بالامساك بها و جذب..

يتبع 

              الفصل الحادي والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close