أخر الاخبار

رواية قلبه لا يبالي التاسع9 والعاشر10 بقلم هدير نور


 رواية قلبه لا يبالي التاسع9 والعاشر10 بقلم هدير نور 

دلف داغر الي القصر بوجه مكفهر مقتضب فقد عاد مره اخري بطائرته الخاصه بعد ان تذكر بمنتصف الرحله انه لم يأتي بالعقود الخاصه بالصفقه التي سيتم عقدها فقد كان يحتفظ باوراقها بخزانة مكتبه السريه و التي لن يستطع احد الوصول اليها سواه مما جعله يضطر العوده ليأتي بها بنفسه...
فقد جعله ما حدث مع داليدا قبل ذهابه يفقد عقله و تركيزه فقد فر من الغرفه وقتها حتي لا يتهور و يفقد سيطرته علي نفسه و يتملكها كما يشتهي فقد اصبحت رغبته بها تؤلمه معذبه اياه بقسوه....
لكنه تجمد بمكانه ما ان فتح باب القصر و رأي الجميع يقفون ببهو المنزل صدم من الامر فالوقت قد تجاوز منتصف الليل مما جعله يشعر بان هناك شئ خاطئ يحدث..و تأكدت شكوكه تلك عندما رأي صافيه الخادمه تهرع نحوه سريعاً ما ان رأته هاتفه بتعثر و الخوف يرتسم علي وجهها
=داغر بيه ...داغر بيه الحق داليدا هانم....
شعر بانفاسه تنسحب من داخل صدره كما لو ان المكان يطبق جدرانه من حوله فور سماعه كلماتها تلك
=مالها داليدا....؟!
اجابته بتلعثم والذعر بادي علي وجهها ببنما تشير الي اخر الرواق
=اوضه المكتبه النار ولعت فيها و داليدا هانم فيها و الحريق جامـد محدش قادر يدخـ......
لم ينتظر داغر ان يستمع الي باقي كلامها و ركض نحو المكتبة وقلبه يقفز بعنف داخل صدره من شده الذعر لكنه وقف متجمداً مكانه عندما رأي النيران التي تنبثق من اسفل باب الغرفه بينما وقف كلاً من طاهر و شهيره التي كانت تحتضن نورا بحمايه يقفون بهدوء بعيداً يتابعان ما يحدث....
صاح بهم بشراسه بينما يندفع نحو باب الغرفه يحاول فتحه بينما الخوف يسيطر عليه فور تخيل داليدا داخل تلك النيران المستعره
=وقفين تعملوا ايه ...واقفين تتفرجوا...
اجابته شهيره بينما تتراجع الي الخلف بارتباك و عينيها مسلطه بذعر علي الباب المحترق
=عايزنا نعمل ايه يا داغر ..طلبنا المطافي و زمانها جايه....واكيد مش هدخل طاهر في النار مش مستعثغنيه عنه....
لكنها ابتلعت باقي جملتها عندما رأت النظره الشرسه التي رمقها بها فقد جعلت الدماء تتجمد في عروقها راقبته بذعر بينما يتجه يهتف بغضب بصافيه
=هاتيلي بسرعه بطانيه وبليها بالميا ....
اسرعت صافيه بتنفيذ امره هذا بينما اتجه الي الباب المحترق و ضربه بقدمه عده ضربات حتي انكسر و انفتح..
صرخت شهيره بوجه شاحب فور ادراكها ما ينوي فعله
=انت..انت بتعمل ايه داغر مينفعش تدخل جوا ممكن يحصلك حاجه.....
لكنه تجاهلها و اختطف سريعاً من صافيه البطانيه المبلله التي احضرتها هاتفاً بقسوه
=اتصلي بزكي و خليه يجي بسرعه.........
من ثم دلف الي داخل الغرفه المشتعله بعد ان احاط رأسه بالغطاء المبلل متجاهلاً صراخات شهيره التي كانت تحاول منعه من الدخول فكل ما كان يهمه الان هو ان يصل الي داليدا و انقاذها
ففكره انه قد يفقدها الي الابد تجعله يريد بالقاء نفسه الي تلك النيران لكي تلتهمه..
فور ان دلف الي الداخل تراجع الي الخلف خطوه فقد كانت النيران تملئ كل مكان بالغرفه ذات المساحه الواسعه اخذ يبحث بالغرفه عن داليدا و قبضه حاده تعتصر قلبه اخذ يصرخ باسمها بينما يبحث بلهفه عنها لكنه كان لا يستطيع ان يري جيداً بسبب عينيه الزائغه من شدة الدخان المتصاعد من النيران..
انتفض جسده بتأهب فور ان استطاع ان يري من وسط الدخان الذي يملئ الغرفه الجسد المتكوم باحدي اركان الغرفه حيث كانت تضم جسدها الي صدرها بينما تخفي رأسها بين ساقيها بخوف اتجه نحوها علي الفور متجاوزاً بصعوبه النيران المشتعله بالاثات المنتشره بالغرفه
لكنه فور ان وصل اليها صاح اسمها بصوت متحشرج ملهوف و الخوف يسيطر عليه من انه قد اصابها شئ لكن عندما لم تجيبه اسرع بالقاء الغطاء المبتل عليها الذي كان معه لكي يحميها من النيران التي كانت تلتهم كل ما بطريقها بوحشيه قبل ان يحملها بين ذراعيه و يتجه بصعوبه نحو باب الغرفه بينما النيران اوشكت اكثر من مره ان تصيبهم لكنه استطاع تجاوزها سريعاً فكل ما كان يهمه ان يخرج بها من هنا حتي تحصل علي الاكسجين النقي......
فور ان خرج بها قابله رجاله الذين اسرعوا يحاولون اخماد النيران بينما صوت سيارات الاطفاء المرتفع يملئ المكان مما يدل ان قد اتوا اخيراً ..
اتجه داغر الي الخارج يضع جسد داليدا التي كانت تسعل بقوه علي الارض بينما اسرع برفع الغطاء بيد مرتعشه عن وجهها لكي تستطع التنفس لكن لصدمته كانت التي امامه تمارا ابنة صافيه الخادمه و ليست داليدا...
تمارا التي ما ان رأتها والدتها بهذا الوضع اطلقت صرخه فازعه و هي تسرع منتحبه نحوها تحتضنها بقوه محاوله تهدئة سعالها المختنق.....
تراجع داغر الي الخلف بتعثر حتي سقط علي الارض من شدة الصدمه همس بصوت مختنق و عينيه متسعه بالذهول علي تمارا
=فين داليدا..........
بدأت الارض تميد به شاعراً بالدماء تفر من جسده فور ان ادرك بانه ترك داليدا بداخل الغرفه المشتعله..نهض سريعاً بتعثر علي قدميه حتي انه كاد ان يسقط لكنه لم يبالي و اتجهه مره اخري نحو الغرفه التي لازالت مشتعله و الخوف يسيطر عليه بانه قد تركها بالداخل وسط تلك النيران لكن اسرع طاهر و شهيره بامساكه ومنعه من الدخول صاح بغضب منفضاً ايديهم التي كانت ممسكه به مبعداً اياهم عنه و صدره كان يعلو وينخفض بعنف مكافحاً لالتقاط انفاسه بحدة
=ابعدوا.....
نجح بالفعل من التحرر منهم و اسرع نحو الغرفه مره اخري لكن اوقفه صوت تمارا المختنق التي استعادت قوته بعد ان هدئ سعالها
=داليدا هانم مش جوا يا داغر باشا اطمن.
تراجع داغر الي الخلف فور سماعه كلماتها تلك هاتفاً بغضب
=اومال هي فين.....و ليه قولتوا اصلاً انها جوا....انتوا عايزين ه
تجننوني...
همست صافيه التي كانت تحتضن ابنتها بحمايه و هي لازالت تنتحب بشده
=انا افتكرتها جوا لان لما طلعت اوضتها علشان ابلغها بالحريقه وانها تنزل تحت علشان لا قدر الله المطافي مقدرتش تسيط،علي الحريقه نلحق نطلع برا القصر لكن ملقتهاش في اوضتها و دورت عليها في الجنينه و في كل مكان بتعقد فيه ملقتهاش فعرفت انها جوا خصوصاً انها معظم وقتها بتقضيه في اوضة المكتبه......ده غير صوت الواحده اللي كانت بتصرخ جوا...
لتكمل بصوت متقطع يمتلئ بالقهر بينما ازداد انتحابها و هي تشدد من احتضانها لابنتها
=مكنتش اعرف ان اللي بتصرخ دي بنتي ...بنتي اللي جوا....
زمجر طاهر الذي كان يتابع ما يحدث بوجه شاحب فور اكتشافه اختفاء داليدا و فشل خطته
=انتي يا زفته انتي كنت بتهببي ايه في اوضة المكتبه بليل كده...
همست تمارا بينما تحاول التقاط انفاسها المختنقه
=كنت عايزه كتاب اقرأه....
لتكمل سريعاً عندما رأت الغضب الذي ارتسم علي وجه طاهر
=داغر بيه...داغر بيه اللي سمحلي ابقي اخد كتب من المكتبه اقرأها و ارجعها تاني
ثم ابتلعت الغصه التي تشكلت بحلقها و قد سيطر الرعب عليها من ان يكتشف احد ما الذي كانت تفعله حقاً داخل المكتبه بهذا الوقت فقد اعتادت من حين الي اخر سرقة احدي الكتب القيمه التي تملئ المكتبه و بيعها...لكن لسوء حظها ما ان دخلت المكتبه اليوم و همت ان تأخذ كتاب ما شعرت بخطوات شخصاً ما يقترب من باب الغرفه لذا اسرعت بالاختباء خلف الاريكه ثم رأت داليدا زوجه داغر الدويري تدلف الي الغرفه بوجه شاحب وانفس لاهثه و قد كان مظهرها غريب كانت ترتدي منامتها و شعرها مشعث فقد كانت تبدو كما لو كانت تهرب من شيئاً ما...
لكنها وقفت في الغرفه اقل من دقيقه قبل ان تتجه نحو باب الغرفه تفتحه مره اخري لكنها لم تفتحه بالكامل اخذت تطلع منه الي الخارج عدة لحظات قبل ان تلتف و تغادر المكتبه سريعاً مره اخري..
وقتها نهضت تمارا حتي تأخذ الكتاب و تفر هاربه قبل ان تعود داليدا مره اخري لكن فجأه و دون سابق انذار رأت النيران تشتعل بأرضية الغرفه من حولها اندفعت مسرعه نحو باب الغرفه تحاول الخروج لكنها لم تستطع حيث كان الباب محكم الغلق برغم انها تأكدها بان هذا الباب ليس له قفل من الخارج او الداخل لذا اخذت تصرخ محاوله ان ينقذها احد حتي سقطت مغمي عليها من شدة الخوف و استيقظت بعدها لتجد النيران تحاوطها من كل اتجاه اخذت تصرخ باعلي ما لديها حتي يأتوا و ينقذوها....
خرجت من شرودها هذا علي صراخ داغر الدويري الحاد الذي كان يزرع الارض ذهاباً واياباً كالاسد المحبوس داخل قفصه و وجهه محتقن يظهر عليه علامات الفزع و الهلع بديان عليه بوضوح فلأول مره تراه بهذه الحاله فدائماً يظهر امامهم بقناعه الحاد الجليدي
=انتوا هتفضلوا ترغوا اقلبولي المكان ده لازم اعرف داليدا فين
ليكمل ملتفاً الي حازم رئيس امنه
=5 دقايق و داليدا تبقي قدامي فاهم لو ملقتهاش اعتبر نفسك وكل اللي موجودين هنا مطرودين...
ثم التف و توجه للخارج لكي يشاهد كاميرات المراقبه لعله يجد انها قد خرجت من المنزل
!!!***!!!***!!!***!!!
كانت داليدا جالسه منزويه في احدي اركان غرفة الخاليه لفطيمه والدة زوجها فبعد ان حاول طاهر ان يعتدي عليها هربت منه و اتجهت نحو غرفه غرفة المكتبه لكي تختبئ بها لكن فور ان دخلتها ادركت انه من السهل عليه ان يعثر عليها بها ان بابها لم يكن يحتوي علي مفتاح داخلي يمكنها غلقه جيداً عليها كما يمكن ان يكون بالفعل قد اتبعها الي هنا
فتحت ببطئ و هدوء باب غرفة المكتبه تطلع من شقه البسيط المفتوح باحثه عن طاهر لتشهق بصوت منخفض و قد بدأ جسدها بالارتجاف من شدة الخوف فور ان رأته يقف خارج الغرفه يمسك بذراعه المصاب بينما بتطلع بشرود الي الارض كما لو كان يفكر في امراً ما لكنه سرعان ما رأته يلتف و يتجه نحو المخزن الخلفي و علي وجهه يرتسم تعبير جعل الدماء تجف في عروقها فور تأكدها من اختفاءه اسرعت بالخروج من الغرفه و اتجهت نحو الجناح الغربي للقصر حيث توجد غرفة فطيمه والدة داغر التي كانت مسافره منذ اكثر من اسبوع لدي شقيقها..
فقد كانت غرفتها هي أأمن مكان لها حيث لن يأتي بعقله انها تختبئ هنا...
لكن رغم ذلك ظلت في مكانها جالسه باحدي اركان الغرفه و عينيها مسلطه فوق الباب بخوف متوقعه ان يدخل طاهر عليها في اي لحظه رغم اغلاقها للباب جيداً كان جسدها يرتجف بقوه اثر النوبه التي قد اصابتها بوقت سابق بعد هروبها من طاهر تنفست بعمق محاوله تهدئت خوفها فأول شئ ستفعله فور بزوغ النهار هو انها ستغادر هذا القصر لحين عودة داغر الذي ستخبره بكل ما فعله طاهر بها....
حتي و ان لم يكن سيصدقها فعلي الاقل طاهر سوف يتراجع عما يفعله بها خوفاً من ان ينكشف امره لداغر...
انتفضت في مكانها فازعه فور سماعها اصوات ابواق الانذار التي تأتي من خارج القصر فعادة يكون هذا الصوت تابع لسيارات الاسعاف او الاطفاء...
اسرعت بالنهوض و التوجه نحو النافذه تنظر منها حتي تفهم ما يحدث لتجد انه بالفعل يوجد سيارات اطفاء ضخمه تقف بالخارج لتعلم بانه يوجد حريق بالقصر شعرت بالخوف يدب في اوصالها ركضت مسرعه خارج الغرفه تتجه الي الاسفل فاذا كان يوجد حريق فيجب عليها الخروج فوراً من هنا...
كانت تركض بالرواق عندما اصطدمت بقوه بشخص ما كان يأتي من الاتجاه المعاكس... تراجعت سريعاً للخلف بخوف و الدماء قد انسحبت من جسدها فور ادراكها لهوية الشخص الذي اصطدمت به...
اقترب منها طاهر علي الفور قابضاً علي ذراعها بقسوه مانعاً اياها من الهروب جاذباً اياها بحده لتصبح واقفه امامه مباشرة
همس بالقرب من اذنها بينما قبضته تشدد حول ذراعها
= بقي كنت مستخبيه هنا يا ملعونه....
ليكمل بقسوه و عينيه محتقنه بشده فقد كانت تشبه بعين شيطان خرج لتوه من الجحيم
=الحريقه اللي تحت دي كانت من نصيبك....بس فلتي منها....بس المره الجايه صدقيني مش هتفلتي لو بوقك ده اتفتح و نطقتي بحرف واحد لداغر عن اللي حصل...او بكل بساطه ممكن ادبر لحبيب القلب اللي قالب الدنيا عليكي تحت حادثة عربيه ولا رصاصه تخلص عليه علشان اضمن انــ.......
قاطعته داليدا هامسه بصوت مرتعش وقد اخذت ضربات قلبها تزداد من شده الهلع فهي لن تتحمل ان يحدث لداغر اي مكروه بسببها
=مش هقوله حاجه...مش هقوله حاجه...
هز طاهر رأسه و علي وجهه ترتسم ابتسامه راضيه
=ما نشوف....
ثم دفعها بقسوه بعيداً عنه قبل ان يكمل طريقه لنهاية الرواق اندفعت داليدا علي الفور راكضه والخوف يسيطر عليها و هي لا تصدق بانه حاول حرقها لتعلم بانها تواجهه مريض نفسي و يجب ان تتخلص منه....
فور وصولها اعلي الدرج تسمرت مكانها و قد بدأت الارض تميد بها فور رؤيتها للغرفه المحترقه بينما رجال الاطفاء يحاولون اخماد النيران اهتز جسدها بقوه فور تخيلها ما الذي كان سيحدث لها لو لم تهرب من هذه الغرفه..
جذب انتباهها عن الغرفه صوت صراخ داغر الواقف بمنتصف بهو القصر يصرخ بحازم و الخدم
=يعني ايه اختفت راحت فين انطقواااا.....
كان يبدو بحاله مزريه لم تراه بها قبل فقد كان وجهه شاحب بينما شعره المنظم دائماً مبعثر الان باهمال وسترة بدلته قد اختفت بينما قميصه الابيض ملطخ ببقع سوداء كبيره لم تشعر بنفسها الا و هي تهبط الدرج بقدمين مرتجفه تتجه نحوه محاوله ان تستمد منه بعض الاطمئنان للخوف الذي يلتهم قلبها...
فور ان اصبحت امام داغر الذي كان يمرر يده بشعره بشده و عينيه للاسفل همست بصوت مرتعش متردد و قد بدأت دموعها التي كانت تحبسها لمده الطويله تتساقط من عينيها داعيه من الله ان يظهر لها ولو بعض اللطف فهي بأشد الحاجه الي حنانه
=داغر....
رفع داغر رأسه بحده فور ان سمع صوتها اخذ ينظر اليها عده لحظات باعين فارغه متسعه كما لو كان يحلم او يرا سراباً امامه همت داليدا بالتحدث اليه مره اخري شاعره بالقلق عندما وجدته لا يبدي اي ردة فعل
ولكن و قبل ان تنطق بحرف اخر اندفع نحوها دون سابق انذار يضمها بين ذراعيه بقوه دافناً وجهه بعنقها بينما ذراعيه تحيط خصرها جاذباً اياها ليلتصق جسدها بجسده بشده هامساً باسمها بصوت مختنق متألم....
شدد من احتضانه لها مستنشقاً بقوه رائحتها و الذعر و الخوف من فقدانها لا يزال يعصفان بداخله مرر يده بلهفه فوق ظهرها متلمساً اياها حتي يطمئن نفسه بانها بالفعل سالمه و بين يديه لا يصدق بانه كاد ان يفقدها فعند تخيله لها ملقاه كجثه هامده داخل تلك الغرفه المشتعله كاد ان يفقد عقله لا يعلم سبب ما يحدث له لكن ما يعلمه جيدا انه غير مستعد ان يفقدها...
هبط جالساً علي اولي درجات الدرج الذي كان خلفه و هو لا يزال يحتضنها قبل ان تخونه قدميه التي اصبحت كالهلام غير قادرتين علي حمله...
دفن وجهه بعنق داليدا التي كانت تستقر جالسه بحضنه مستنشقاً بقوه رائحتها و هو لا يزال يهمس باسمها بصوت منخفض كما لو كانت تعويذه يحاول ان يهدئ ذعره بها...
ضمته داليدا هي الاخري ممرره يدها بحنان فوق ظهره محاوله تهدئته فقد كان كامل جسده يرتجف بقوه...
قبل داغر جانب عنقها بقوه من اسفل حجابها بينما يجذبها الي جسده اكثر حتي اصبحت ملتصقه به كما لو كان يرغب بتخبئتها داخل صدره بينما هي الاخري احاطت ظهره بذراعيها تضمه بقوه متشبثه يديها بقميصه من الخلف تدفن به الخوف الذي تشعر به
هتفت شهيره التي كانت تتابع هذا المشهد بوجه محتقن بالغضب
=ما خلاص كفايه يا داغر في ايه...الناس واقفه...
لتكمل بحده بينما تنفض بعيداً يد نورا التي كانت تقبض علي يدها تعتصرها بقوه بينما جسدها يهتز من شدة الغضب و عينيها التي ينبثق منها الحقد و الغل مسلطه علي داغر الذي لا يزال يحتضن داليدا كما لو كانت كنزه المفقود
=ما هي كويسه اهها و مفيش فيها حاجه.....
لكنها ابتلعت باقي جملتها بخوف فور ان رفع داغر رأسه من فوق عنق داليدا زاجراً اياها بنظره جعلت الدماء تجف بعروقها....
نهض داغر حاملاً بين ذراعيه داليدا صاعداً بصمت بها الدرج متجاهلاً همهمات شهيره الرافضه فكل ما كان يهمه تلك التي بين ذراعيه و التي كان علي وشك يفقدها الي الابد...
همست مروه الخادمه بصوت حالم بينما تراقبهم يصعدون الدرج موجهه حديثها الي صفيه التي كانت تساعد ابنتها تمارا علي تناول كوب الماء بعد ان استعادت وعيها تماماً
=يا سلام شايفين كان خايف و هيتجنن عليها ازاي...
بقي ده داغر باشا قالب التلج المتحرك اللي مفيش حاجه بتأثر عليه ابداً يبقى حاله كده...
نكزتها صفيه في ذراعها بتحذير مشيره برأسها بخوف نحو نورا التي كانت تستمع اليها و شرارت الغضب تتقافز من عينيها اسرعت مروه بالتنحنح قائله بكذب
=يا خبر انا...انا شكلي نسيت اللبن علي النار...ما اروح الحقه قبل ما يولع في البيت هو كمان مش ناقصين ....
ثم اسرعت بالهروب من امامهم قبل ان تفجر بها نورا غضبها
هتفت نورا وراءها بغضب
=لبن ايه اللي بتغليه الساعه 2 بليل يا كدابه....
لتكمل هامسه من بين اسنانها بغل
=الحيوانه...الحيوانه بتغيظني....
و ديني لأربيها....
ضغظت شهيره علي يدها قائله بحده
=ولا بتغيظك و لا غيره يا نورا هي فعلاً عندها حق... كلنا اول مره نشوف داغر يبقي في الحاله دي ...
لتكمل بصوت منخفض كما لو تحدث نفسها
=ودي حاجه مطمنش ابداً...
هتفت نورا بغضب التي سمعت كلماتها تلك
=مطمنش ازاي..... يعني ايه؟!.
اجابتها شهيره مرمقه اياها بنظره جعلتها تصمت
=يعني تخرسي خالص دلوقـ....
لكنها ابتلعت باقي جملتها فور ان رأت طاهر الذي كان يقترب منهم هتفت بحده
=انت كنت فين...و اختفيت فجأه كده...؟!
اجابها طاهر بغضب بينما يفحص بعينيه الغرفه التي تدمرت بسبب النيران...
=كنت فوق هكون فين يعني ايه هو تحقيق...
لمست شهيره ذراعه قائله بارتباك
=لا يا حبيبي مش تحقيق بس كنـ...
لكنها ابتلعت باقي جملتها فور ان شعرت باللزوجه الساخنه اسفل يدها التي كانت تستقر فوق ذراع زوجها ابعدت يدها و قد شحب وجهها فور رؤيتها للدماء التي تلطخت بها يدها صائحه بذعر
=دم...دم من ايه يا طاهر...ايه اللي حصلك
ارتبك طاهر فور ادراكه ان الجرح الذي تأكد من تضميده جيداً برقت سابق قد اصبح ينزف مره اخري مغرقاً قميصه الجديداجابها بارتباك واضح
=مفيش..ده مجرذ جرح بسيط اتخبطت في الباب....
همست شهيره بشك
=باب ايه ده اللي يعمل في دراعك كده....؟!
هتف طاهر بغضب مقاطعهاً اياها
=يوووه هو في ايه بالظبط ده شكله تحقيق بجد ..
ثم تركها وصعد الدرج سريعاً متهرباً تاركاً اياها واقفه تطلع نحوه بشك تعلم ان وراء جرح هذا امراً اخر يحاول تخبئته عنها....
!!!***!!!***!!!***!!!
فور ان دخل داغر الذي كان يحمل داليدا بين ذراعيه انهار مستلقياً علي الفراش وهو لا يزال يحملها لتصبح مستلقيه فوق جسده الصلب كان يضمها اليه بشده دافناً وجهه بعنقها و هو مغلق العينين و لازالت ضربات قلبه تعصف داخله بجنون بينما هي الاخري كانت دافنه وجهها بصدره متشبثه به شاعره بالامان بين ذراعيه بعد الخوف الذي تعرضت اليه علي يد زوج شهيره الذي حاول الاعتداء عليها لا تدري ما يجب عليها فعله فاذا كانت ببداية الامر خائفه من اخبار داغر خوفاً من انه يمكن ان لا يصدقها فهي الان اصبحت خائفه من ان تخبره بالامر يقوم ذلك المريض بايذاءها و ايذاءه معه شعرت باليأس يحنقها مما جعل تدس وجهها اكثر في صدره ...
لكنها خرجت من افكارها تلك فور ان شعرت بداغر يمرر شفتيه فوق عنقها يقبلها همست معترضه بصوت مرتجف ضعيف
=داغر لا....
لكنها ابتلعت باقي عندما استدار بها لتصبح ترقد هي اسفله بينما يصبح هو مشرفاً عليها...
مرر شفتيه برقه علي وجهها مقبلاً عينيها و خديها حتي اخفض رأسه اخيراً متناولاً شفتيها في قبله حاره يبث بها حاجته اليها..
عمق قبلته اكثر و قد تحول خوفه عليها الي حاجة ملحة تكاد ان تقتله
عقد ذراعيه من حولها جاذباً اياها نحو جسده الصلب اكثر حتى اصبحت ملاصقه به..
عمق قبلته اكثر و قد زاد من جنونه تجاوبها الحار معه شاعراً بدقات قلبه تزداد بجنون داخل صدره ظل يقبلها عدة لحظات اخرى قبل ان يدفن رأسه بعنقها يلثمه بلطف..
بعد عدة لحظات طويله....
خرجت داليدا من فقاعتها تلك عندما بدأ احداً ما يطرق بحده فوق باب الجناح همست بصوت مرتجف لداغر
=داغر الباب.......
همس قبل ان يتناول شفتيها في قبله اخري حاره
=مش مهم.....
ازداد الطرق الحاد علي الباب مما جعل داغر يتركها و ينهض علي مضض مطلقاً لعنات حاده قاسيه فقد كان علي ب
على وشك جعلها ملكه...زوجته...
وقف يعدل من ملابسه و شعره المبعثر بسبب يد داليدا التي كانت تجوب به قبل ان يتجه نحو الباب و يفتحه ظهرت امامه صافيه هاتفه بلهفه فور ان رأته امامها
=داغر...باشا شهيره هانم عايزاك تحت ضروري...
زمجر داغر بحده بينما يحاول السيطره علي غضبه
=ليه في ايه...؟!
اجابته صافيه بتلعثم
=اصل ...اصل الست نورا تحت و.
هتف داغر مقاطعاً اياها بقسوه
=نورا ...مالها ما انا سيبها من نص و كانت كويسه
اسرعت صفاء تجيبه بصوت منخفض
=معرفش يا داغر باشا بس هي قاعده بتعيط تحت و الست شهيره طلبت مني اطلع لحضرتك اعرفك...
هتف داغر بحده من بين اسنانه وقد نفذ صبره فقد كان يرغب ان يتخلص منها حتي يستطيع العوده الي زوجته
=و المطلوب مني اعمل ايه لنورا اللي بتعيط... انزل اطبطب عليها مثلاً...
همست صافيه بتردد بينما تتراجع الي الخلف بخوف من الغضب المشتعل بعينيه
=بصراحه كده يا باشا هي شكلها مضروبه و متبهدله علي الاخر....
زمجر داغر بصدمه...
=ايه مضروبه...
ليكمل بعنف و حده
=مين ده اللي ضربها....و ازاي...
هزت صافيه رأسها بينما تجيبه بتلعثم
=معرفش...معرفش يا باشا...
اشار اليها برأسه بصمت لتغادر مغمغماً بقسوه و عقله شارد
=طيب روحي انتي و انا جاي و راكي..
اومأت له منصرفه سريعاً بينما خرج هو من الغرفه و بينما كان يهم بغلق الباب عاد الي داخل الغرفه سريعاً مره اخري
اتجه نحو الفراش يراقب بتردد تلك التي كانت تدفن وجهها المشتعل بحمرة الخجل بوسادتها وهي لا زالا لا تصدق ما كادت ان تفعله معه لولا الطرقات التي قاطعتهم انحني عليها مديراً وجهها اليه مقبلاً خديها المشتعلان قبل ان يقبل بحنان فوق جبينها هامساً في اذنها بصوت اجش
=مش عايزك تفكري في حاجه...و انا 5 دقايق بالظبط هنزل اشوف في ايه تحت و هرجعلك علي طول...
طبع على عنقها قبلة لطيفة قبل ان ينهض واقفاً ظل يتطلع بشغف الي وجهها المحتقن بحمرة الخجل التي تحاول ان تخفيه..
عنه مره اخري بالوساده عدة لحظات كما لو كان يتردد بتركها لكنه اضطر بالنهاية الى المغادره حتي يتخلص من الحاح شهيره الذي لم يننتهي اذا لم ينزل اليها..
!!!***!!!***!!!***!!!
بعد عدة دقائق...
كان داغر واقفاً بالبهو الداخلي للمنزل يجذب خصلات شعره بقسوه بينما عينيه مسلطه علي تلك المستلقيه بين احضان شقيقتها تنتحب بقوه و كامل وجهها مليئ بالكدمات
صاح بنفاذ صبر و قد وصل غضبه لاعلي درجه
=هتفضلي ساكته كتير...انطقي مين اللي عمل فيكي كده...
احنت نورا وجهها المتورم بصمت رافضه الاجابه مما جعل شهيره التي كانت تضمها بين ذراعيه تهمس باكيه
=انطقي يا حبيبتي مين عمل كده....
لتكمل مربته بحنان علي ذراعها
=انطقي يا نورا متوجعيش قلبي.....
رفعت نورا رأسها نحو داغر تطلع اليه بخوف قبل ان تهمس بتردد
=حازم ...حازم اللي عمل فيا كده....
تصلب جسد داغر بقسوه فور سماعه اسم خطيبها وقد بدأ الغضب يشتعل بانحاء جسده
هتفت شهيره بصدمه
=حازم خطيبك...ليه...عمل فيكي كده ليه
زمجر داغر بغضب مرمقاً اياها بنظره حارقه
=وانتي قبلتيه فين علشان يمد ايده عليكي الساعه دلوقتي 2 بليل
همست نورا بانكسار بينما تأن متألمه
=اتصل بيا وقالي انه مستنينيفي العربيه بتاعته برا القصر في موضوع مهم هيقولهولي بسرعه ويمشي وفعلا طلعتله و اول ما ركبت عربيته ساقها و موقفش الا في نص الطريق و نزل فيا ضرب من غير ما ينطق حتي بحرف واحد
قاطعها داغر بقسوه
=حسابك معايا بعدين ...علشان تخرجي في نصاص الليالي من ورانا بس اخلص حسابي مع الكلب اللي عمل فيكي كده
ثم التف مغادراً القصر بخطوات سريعه غاضبه بينما سعير الغضب يكوي اعماقه...
بعد نصف ساعه....
كان داغر جالساً يضع ساقاً فوق الاخري يراقب بصمت ذاك الذى الملقي فو الارض باهمال يأن متألماً و هو مخفض الرأس تمتم قائلاً بهدوء مميت
=هااا....مش سمعلك يعني صوت و قلبت زي الست الوسخه....ولا انت مش فالح بس الا انك تمد ايدك علي بنات الناس ؟!
ظل حازم جامداً بمكانه يتطلع نحو داغر بغضب و احتقار
اشار داغر برأسه الى زكي الذى كان واقفاً بجانب حازم فى انتظار هذه الاشارة حتى يعاود من جديد بتسديد اللكمات له..
اخذ يسدد له اللكمات الفاسيه حتى توقف زكي عندما اشار اليه داغر بالتوقف صاح حازم بصوت غاضب حاد والدماء تسيل من فمه
=طبعاً ليك حق...تتحمق و تدافع عنها ما هي الزباله تبقي عشقيتك
انتفض داغر من مقعده واقفاً هاتفاً بشراسه بينما يندفع نحوه
=انت بتقول ايه يا ابن الكلب.....
اندفع نحوه هاجماً عليه يقبض علي عنقه بيديه يعتصرها بقوه و الغضب يسيطر عليه حتي ازرق وجهه من شدة الاختناق مما جعل زكي يتجه نحو داغر يجذبه بعيداً عنه مغمغماً بينما يراقب وجه حازم الذي اصبح لونه اسود بالكامل
=داغر باشا...سيبه كفايه كده هيموت في ايدك....
لكن داغر رفض افلاته مما جعل زكي يجذبه بقوه بعيداً حتي استطاع اخيراً جذبه بعيداً عن حازم الذي سقط علي الارض منحنياً يحاول التقاط انفاسه
ركله داغر بقسوه و هو يهتف به بانفس لاهثه.
= و ديني لأندمك علي كل حرف قولته يا يا ابن الكلب....
مد حازم يده بصعوبه بجيب سترته و هو يسعل بقوه محاولاً التقاط هاتفه الذي اخرجه بصعوبه و اخذ يعبث به عدة ثواني قبل ان يقذف به الي داغر هامساً بصوت متعثر من بين شهقاته انفاسه التي يحاول التقاطها...
=ده مش كلامي....ده كلام مراتك
و كلام الزباله اللي لما واجهتها اكدت انها لسه بتحبك و انها اتخطبت ليا بس علشان تغيظك..
التقط داغر الهاتف علي الفور و قد تصلب كامل جسده فور سماعه ذلك تفحص الرساله التي بهاتف حازم و التي تحتوي علي صوره له مع نورا بينما تحتضنه و تطبع قبله علي خده قد التقطت لهم بعيد ميلادها الاخير الذي كان من بضعة اشهر قليله كان وقتها داغر واقفاً بشرفة القصر يشعر بالملل من حفل عيد ميلادها تلك عندما جاءت اليه نورا تطلب منه ان يسمح لصديقتها بالتقاط صوره لهم سوياً وافق داغر لكن طلبت صديقة نورا منه ان تأخذ هاتفه لكي تصورهم به حيث هاتفها علي وشك ان ينتهي شحنه بينما نورا ليس معها هاتفها سلمه لها علي مضض وعندما همت صديقتها بالتقاط الصوره لهم فجأته نورا باحتضانه بتلك الطريقه الحمميمه من ثم قبلته علي خده بالقرب من شفتيه وقتها غضب عليها و عنفها بقوه جعلتها تبكي..من ثم غادر المكان بعد ان اختطف هاتفه منها....
بعدها قد نسي امر تلك الصوره تماماً حيث انه لا يفتح هاتفه الا لكي يقوم باستقبال اتصال او القيام به....
تطلع داغر الي الكلام المرافق للصوره باعين قاسيه
"ابعد خطيبتك عن جوزي "
تفحص الرقم المرسل منه الرساله ليجده بالفعل رقم هاتف داليدا لعن بقسوه من بين انفاسه بينما اهتز جسده من شدة الغضب كيف امكنها الوصول الي تلك الصوره..ولما ارسلت هذه الرساله....
يوجد شئ خاطئ في الامر...بالتأكيد يوجد شئ خاطئ فداليدا لا يمكنها فعل ذلك...ولما ستفعل شئ كهذا...
صدح صوت بعقله كالهمس...
لكي تنتقم منه...فهي تعتقد بانه يحب نورا لذا تحاول ايذاءه لكن كيف وصلت الي تلك الصوره...
تذكر داغر المرات العديده التي امسك بها تستغل غيابه بالحمام و تعبث بهاتفه و فور رؤيتها له تلقيه من يدها و عندما يسألها عما تفعله جيبه بانها تري فقط الوقت به...
سب بقوه بينما يندفع مغادراً المكان بعد ان أمر زكي باطلاق سراح حازم بعد ان هدده ان الامر لم ينتهي بعد بينهم....


الفصل العاشر

كانت داليدا واقفة امام المرأه تقوم بتصفيف شعرها باعين زائغه و عقلها شارد بما حدث بينها و بين داغر منذ اقل من ساعتين لا تصدق بانها كانت علي وشك منحه نفسها لولا الطرقات التي قاطعتهم..
اشتعل وجهها بحمرة خجل عند تذكرها للمساته المتلهفه الجريئه علي جسدها و استجابتها الحاره له لا تدري كيف فقدت عقلها بين يديه بهذا الشكل...
حاولت ان تبرر ان سبب استجابتها تلك الى الخوف الذي شعرت به بسبب ما فعله طاهر معها و تهديده لها فقد كانت تحاول ان تستمد من داغر الامان لقلبها الذي كان يرتجف ذعراً
زفرت بغضب من نفسها فمن تخدع فهي لازالت تحبه بل تعشقه برغم كل ما حدث بينهم و سوء ظنه بها الا ان قلبها الاحمق لا يزال يعشقه...
وضعت يدها علي خدها المشتعل
لا تدري كيف ستواجهه عندما يعود و كيف ستتعامل معه اذا اراد اكمال ما اوقفه الطرق علي الباب...
خرجت من شرودها هذا منتفضه في مكانها بذعر عندما فتح باب الجناح فجأه و دلف داغر الي الغرفه بوجه مقتضب حاد يعاكس تماماً حالته التي غادر بها قبل ساعتين...
كانت عينيه تدور بارجاء الغرفه كما لو كان يبحث عن شئ ما..
راقبته بدهشه بينما يتجه مسرعاً نحو الطاوله التي بجانب الفراش و يلتقط هاتفها من عليها اتسعت عينيها بصدمه عندما فتحه و اخذ يعبث به..
هتفت بحده بينما تتجه نحوه تحاول جذب هاتفها من بين يديه
=انت بتعمل ايه...؟!
لكن شعرت بالرعب يجتاحها عندما استدار اليها و رأت شرارات الغضب التي تتقافز من عينيه فقد كان اشبه ببركان ثائر على وشك الانفجار باى لحظه تراجعت الي الخلف بتعثر لكنها اطلقت منها صرخه فزعه عندما قبضت يده علي ذراعها مانعاً اياها من الابتعاد جاذباً اياها بقربه مره اخري
=الصوره دي بتعمل ايه علي موبيلك...
هتفت داليدا بحده بينما تحاول التملص و الافلات من قبضته لكن ما اصابها من ذلك الا انه قد شدد من قبضته حولها رافضاً تركها
=صوره ايه...اللي بتتكلم عليها ؟!
ادار هاتفها نحوها مما جعل جسدها يهتز بعنف كما لو صاعقه قد ضربتها عندما شاهدت تلك الصوره التي يلوح بها امام عينيها فقد كانت له مع ابنة عمه نورا التي كانت تعقد ذراعيها حول عنقه لاصقه جسدها الي جسده بطريقه حميميه للغايه بينما شفتيها علي خده تقبله بالقرب من شفتيه مزقها الالم الذي عصف بقلبها عند رؤيتها لهم بهذا الشكل
هتفت بصوت مرتعش يملئه الغضب بينما تحاول التحكم بتلك الدموع التي ملئت عينيها محاوله منعها من السقوط حتي لا تفضح امرها امامه..
=وصل بك البجاحه انك توريني صورك معها انت ايه بالظبط.......
لكنها ابتلعت باقي جملتها عندما استوعبت اخيراً ان تلك الصوره التي يريها اياها توجد بهاتفها الشخصي..كيف وصلت تلك الصوره الي هاتفها...
خرجت من افكارها تلك عندما شدد داغر قبصته حولها هاتفاً بحده
=هو ده اللي همك....مسألتيش نفسك حتي ازاي الصوره دي علي موبيلك...ولا ازاي اتبعتت منه لحازم الدمنهور..
دفعته داليدا في صدره بقوه بينما تنزع نفسها من قبضته متراجعه للخلف سريعاً بعيداً عنه و قد ارعبها الغضب المرتسم فوق ووجهه همست بصوت مرتبك و هي غير قادره علي استعاب ما يقوله فما حدث لها اليوم علي يد طاهر من ثم ما حدث مع داغر كان اكبر من قدرتها علي التحمل...
=بعت لايه....و لمين...و الصوره دي بتعمل ايه علي موبيلي..؟!
قاطعها داغر مزمجراً بشراسه جعلتها ترتعب بمكانها..
=ما ده اللي عايز افهمه.....
ليردف بقسوه و غضب
=الصوره دي بتعمل ايه علي موبيلك.....و الرساله اللي اتبعتت منه...اتبعتت ازاي.؟!
صاحت داليدا مقاطعه اياه وقد بدأت تشعر بعالمها باكمله ينهار من حولها فور فهمها ما يحاول اتهنها به
=انا مبعتش حاجه لحد......
لتكمل و هي تجبر عينيها علي التركيز علي صورتهم بهاتفها الذي لايزال يحمله بيده محاوله تجاهل الالم الذي يعصف بداخلها و قد بدأت تقرأ الرساله المرافقه للصوره والتي ارسلت الي رقم ما تجهله...
"ابعد خطيبتك عن جوزي..."
=انا...انا مبعتش حاجه......و معرفش الرقم ده اصلاً..و لا اعرف الصوره دي جت علي موبيلي ازاي
قاطعها بحده بينما يشير بهاتفها الذي بيده امام وجهها
=الصوره دي مش موجوده غير علي موبيلي حتي مش مع نورا.....
اهتز جسدها بقوه من شدة الغضب بسبب اتهامته تلك بينما يمر امامها شريط حياتها من اول يوم خطبت به له حتي الان من بروده معها..و قسوته و رفضه لها لأكتشافها حقيقة زواجهم
زمجرت بغضب بينما تدرك بانه يتهمها بانها من قامت بسرقة الصورة من هاتفه و ارسلتها لخطيب نورا
=قولي كده....انا كده فهمت...
لتكمل بقسوه ناكزه اياه باصبعها في صدره بينما تنظر داخل عينيه قائله ببطئ و هي تضغط علي حروف كلماتها بقسوه
=الصوره و الرساله انت اللي بعتهم من موبيلي....علشان يخلالك الجو مع حبيبة القلب...مش كده
زمجر بغضب بينما يعقد يديه في قبضتين بجانبه محاولاً السيطره علي غضبه من غبائها...
=انتي مش فاهمه حاجه الصوره دي اتبـ....
فاطعته بحده بينما لازالت تنكزه في صدره غير سامحه اياه بتكملة جملته
=لا انا فاهمه كل حاجه كوبس...انت بعت الرساله دي من موبيلي علشان متبنش الشرير الوحش قدام نورا و انك السبب في فسخ خطوبتها و ان يا حرام مراتك الوحشه اللي بتغيير هي اللي عملت كده...و تبقي ضربت عصفورين بحجر خلصت من خطيبها و في نفس الوقت بينت قد ايه انا وحشه شريره وانت قد ايه بتعاني معايا علشان لما تطلقني محدش يلوم عليك....
لتكمل مندفعه بغيرتها و غضبها غير ابهه بالغضب الذي اشتد به وجهه فكل ما يهمها هو ان تألمه لكي يشعر ببعض ما تشعر به
=انت انسان حقير...حبك لها خالاك اعمي ماشي وراها زي الكلـ.......
لكنها ابتلعت باقي جملتها صارخه بفزع عندما صاح داغر بشراسه بينما يلقي في ثورة غضبه هاتفها علي الارض
=قولتلك اخرسي...اخرسي
ليكمل بانفس ثقيله متلاحقه
=قسماً بالله يا داليدا لو حد غيرك كان قال اللي قولتيه ده كنت دفنته بالحيا....بس انتي غبيه...غبيه و عمرك ما هتفهمي حاجه من اللي بدور حواليكي
ارتعش فم داليدا بقهر و قد جرحتها كلماته تلك قبل ان تنخفض و تتناول هاتفها من فوق الارض حتي تخفي دموعها عنه لكن اهتز جسدها بقوه فور رؤيتها ما فعله بهاتفها...التقطت الهاتف بلهفه بينما تحاول فتحه بيد مرتجفه خرج نشيج متألم من حلقها عندما رأت ان شاشته قد كسرت بينما الهاتف يرفض ان يعمل و قد اسودت شاشته المتهشمه همست بصوت مكتوم باكي والقهر ينبثق منه...
=انت..انت عملت ايه...في الموبيل...
زمجر داغر بشراسه و عينيه تلتمع بوحشية مرمقاً اياها بغضب
=بقي كل اللي همك هو الموبيل....؟!
من ثم التف ينوي ان يغادر الغرفه قبل ان يفقد السيطره علي اعصابه لكنه توقف بمكانه وقد تجمدت يده الممسكه بمقبض الباب عندما وصل اليه صوت بكائها المنخفض بينما تهمس بألم
=صور ماما عليه...و مش معايا غيرها......
التف نحوها ليجدها تقبض علي الهاتف بين يديها تحاول فتحه بيأس بينما وجهها غارق بالدموع وقف داغر متصلباً بمكانه لا يعلم ما الذي يجب عليه فعله و شعور بالذنب يجتاحه تقدم عدة خطوات نحوها يهم باحتضانها بين ذراعيه لكن تجمدت خطواته فور ادراكه لمدي ضعفه نحوها فبضعة دموع جعلته ينسي كلماتها الجارحه له..التف مره اخري مغادراً الغرفه علي الفور مغلقاً الباب خلفه بقوه اهتزت لها ارجاء المكان...
!!!***!!!***!!!***!!!
بعد مرور اسبوع....
كانت داليدا جالسه امام النافذه التي بغرفتها تنظر من خلالها باعين شارده حزينه و قلبها يأن الماً بين اضلاعها فبعد ان رحل داغر بعد تشاجرهم سوياً بسبب صورة ابنة عمه و هي لم تراه حيث كان يقضي كامل يومه بشركاته و يأتي الي المنزل لفتره قصيره جداً ليأخذ شيئاً من مكتبه من ثم يختفي بعدها مره اخري كما يسود المنزل جو من التوتر الغريب و الارتباك تشعر بانه هناك شيئاً ما لكن لا تعلم ما هو...
اما طاهر ما ان تذكرته مرت بجسدها قشعريره من الاشمئزاز و الخوف فقد كان هو الاخر مختفي لم تراه منذ تلك الليله التي حاول بها الاعتداء عليها و تهديده لها..لكن رغم ذلك كانت تقفل باب الجناح عليها كل ليله بالمفتاح حتي لا يستغل غياب داغر و يحاول الدخول الي غرفتها مره اخري لكن حتي غلقها للباب لم يشعرها بالامان فقد كانت تظل مستيقظه طوال الليل و عينيها مثبته بخوف علي الباب متوقعه دخوله باي لحظه.....
اطلقت تنهيده حزينه فور تذكرها اتهامات داغر الاخيره لها فقد تعبت من سوء ظنه المستمر بها كما لم يعد لديها طاقه لمحاربته فقد تعبت من المقاومه التي مارستها طوال حياتها فمنذ وفاة والدتها لم تكن تفعل شئ سوا محاربة خالها مرتضي رافضه ظلمه لها حتي وان كانت وقتها ترهبه و تخاف منه الا انها قاومته بقدر ما تستطيع و بعد زواجها من داغر بدأت تحاربه هو الاخر رافضه الاذلال الذي يعرضها له بكل مره بسبب سوء ظنه بها...
لكن رغم ذلك لا يمكنها انكار انها لازالت تحبه..التهب وجهها بالحراره فور تذكرها للمشاعر الجياشه التي شعرت بها بين ذراعيه لا تصدق انها استسلمت له بتلك السهوله فقد كانت علي وشك ان تخسر نفسها له كلياً لولا الطرق الباب الذي انقذها من ارتكاب خطأ كانت ستقضي كامل حياتها تندم عليه كيف امكنها نسيان رأيه بها فهي بالنسبه اليه ليست سوا امرأه رخيصه ابتاعها بامواله...كما كيف امكنها نسيان حبه لنورا ابنة عمه..
ابتلعت غصة الالم التي تشكلت بحلقها فقد كانت تعلم جيداً بانه يحبها و رغم هذا كانت علي وشك ان تسلم نفسها اليه فالامر لم يكن سيفرق معه كثيراً فقد ستكون نزوه اخري من نزوات ..امرأه تضاف الي قائمة نسائه الكبيره...
لكن كان الامر سيحطمها هي...
زفرت بتثاقل واضعه يدها فوق صدرها بينما غصه تتشكل بقلبها فور تذكرها لهاتفها الذي دمره داغر...فبرغم ان هذا الهاتف غير حديث متهالك الا انه كان اغلي ما لديها فقد كان به جميع صور والدتها و والدها التي التقطتها من البوم الصور الخاص بوالديها..قبل ان يقوم خالها مرتضي بحرقه امام عينيها عندما رفضت ان تتزوج من شاهين شقيق جيجي زوجته حالياً..فقد كان يعاقبها دائماً بتدمير الاشياء التي تحبها لذا حافظت دائماً علي اخفاء التلسكوب الخاص بوالدتها بعيداً عنه لم تكن تخرجه الا بعد تأكدها انه خارج المنزل او نائماً...
نهضت بتثاقل فور تذكرها لتلسكوب والدتها تخرجه من حقيبته المستقره باسفل خزانتها فمنذ ان اتت الي هنا ولم تخرجه ولو لمره واحده...
اخرجته وقامت بتركيبه من ثم وضعته امام النافذه من ثم بدأت تستكشف محيطها فقد كانت الليله مقمره مشعه بالنجوم التي كانت تزين السماء كانت تراقب بشغف و علي وجهها ترتسم ابتسامه مشرقه احدي النجوم التي كانت تلتمع بالسماء المظلمه كما لو كانت حبه من الماس..
لكنها خرجت من اندمجها هذا منتفضه في مكانها وهي تصرخ بفزع عندما شعرت بيدين تحيط خصرها من الخلف استدارت علي الفور بين ذراعي الشخص الذي يحتضنها هذا تتخبط بهستريه بين ذراعيه قبل ان يدفعها خوفها الي ان تركله بقسوه بين فخديه في اكثر اماكنه حساسيه و فكره من الذعر تسيطر عليها بان طاهر قد اقتحم غرفتها و يحاول الاعتداء عليها مره اخري لكنها تراجعت الي الخلف فاغرة الفم و وجهها شحب من شدة الصدمه عندما وصل الي اذنيها صوت داغر الذي يأن متألماً و قد بدأت تستوعب بان من ضربته ليس طاهر بلا داغر زوجها الذي كان ينحني علي نفسه ممسكاً بجزئه السفلي و وجه متغضن محمر من شده الألم من ثم اتجه ببطئ جالساً علي الفراش وهو يزال يأن متألماً منحنياً علي نفسه
اقتربت منه داليدا جالسه علي عقبيها امامه
=انا اسفه ...انا اسفه والله داغر...داغر انت كويس....
ضيق عينيه بغضب محدقاً بيدها التي كانت فوق يده مما جعلها تنتزعها بعيداً سريعاً وقد اشتعل خديها بنيران الخجل فور ادركها فضاحة ما فعلته...
تنفس داغر بقوه قبل ان يتمتم بصوت اجش بعض الشئ وقد هدأ الالم الذي كان يعصف به
=بتضربيني انتي مجنونه
نهضت داليدا علي قدميها مبتعده عنه بينما تجيبه بحده بعد ان اطمئنت عليه
=انت اللي خضتني...افتكرتك حد غريب دخل الاوضه من ورايا...
لتكمل بارتباك و حده تحاول القاء اللوم عليه
=بعدين انت اللي غلطان حد قالك تدخل تسحب بالشكل ده
قاطعها بقسوه بينما ينتفض واقفاً من فوق الفراش
=بتسحب ايه...؟! بعدين مين اللي هيتجرأ و يدخل هنا.....
ليكمل بحده بينما يشير الي خارج النافذه
=القصر محاط بأكتر من 50 حارس مفيش نمله تقدر تدخل من غير اذنهم .....
ابتلعت داليدا الغصه التي تشكلت بحلقها بصعوبه بينما تتطلع نحوه بارتباك خائفه من ان تخبره بان خوفها من اقتحام الغرفه لا يتعلق باحد غريب من خارج القصر بل من احد ساكنيه.....
تنحنحت هامسه بصوت قلق راغبه في الاطمئنان عليه بعد رأته يقف علي قدميه بهدوء
=انت كويس.. لسه موجوع...؟!
غمغم داغر باختصار و قد امتقع وجه بشده من الحرج...
=كويس...
ليكمل بينما يتجه نحوها مخرجاً هاتفاً من جيب سترته مناولها اياه
=امسكي...
تناولته منه بتردد متأمله اياه بدهشه فقد كان هاتف من احدث الهواتف همست بينما تطلع الي داغر بارتباك
=ايه ده ...؟!
اجابها بينما يبدأ بنزع سترة بدلته استعداداً لتغيير ملابسه
=ده موبيل...بدل موبيلك اللي اتكسر....
شعرت داليدا بالغضب يشتعل بداخلها فور تذكرها ما فعله بهاتفها تناولت يده واضعه بها الهاتف بحده قائله بازدرء
=شكرا..مبقبلش العوض من حـ........
قاطعها داغر بغضب بينما يلقي سترته بحده من يده
=عوض ايه انتي هبله....؟!
ليكمل بحده عندما رأها تتطلع اليه بجمود
=انتي مراتي و ملزومه مني....
قطاعته بتهكم ساخر بينما تنظر اليه من اعلي جسده لاسفله
=مراتك...اها قولتلي مراتك....
لتكمل بتصميم قاطع بينما تعقد ذراعيها اسفل صدرها
=مش عايزه منك حاجه شكراً...
بعدين انا مش فارق معايا الموبيل اصلاً.....
ضغطت علي شفتيها بقوه باسنانهت قبل ان تكمل هامسه بصوت متهدج بسبب الدموع المنحبسه خلفه عينيها و التي اختنق بها حلقها
=انا اللي يهمني صور ماما و بابا اللي كانت علي الموبيل مش اكتر ....
زفر داغر باستسلام قبل ان يقترب منها ممرراً يده بحنان فوق خدها ماسحاً دموعها التي سقطت من عينيها.....
=داليدا الموبيل مش جديد و بس لا و عليه كمان كل الصور اللي كانت علي موبيلك القديم
هتفت بصدمه بينما تحاول بتعثر اخذ منه الهاتف مره اخري
=بجد...؟!
فتحت الهاتف بلهفه بيد مرتجف تبحث فيه لتنفجر باكيه فور ان رأت صور والدها و والدتها التي المحفوظه به همست من بين شهقات بكائها وهي لازالت تقلب بالهاتف
=ازاي...ازاي ..جبتهم منين...؟!
تنحنح داغر قبل ان يجيبها بصوت جعله هادئ غير متأثر قدر الامكان بينما يراقب دموعها تلك و شعور غريب من الضعف نحوها يتملكه
=من تليفونك القديم...خليت
صافيه تجبلي التليفون من وراكي علشان لو مكنش ينفع يتصلح و اخد منه الصور متزعليش تاني...
احتضنت داليدا الهاتف الجديد الي صدرها تضمه بقوه بينما تنفجر في البكاء مره اخري بينما تهمس بصوت متقطع تحمد الله شاعره بقلبها و قد عاد للحياه مره اخري فهذه الصور هي كل ما تبقي لها من والديها
لم يستطع داغر الوقوف في مكانها ثابتاً اكثر من ذلك اندفع نحوها علي الفور يجذبها بين ذراعيه محتضناً اياها بقوه الي صدره ممرراً يده بحنان فوق ظهرها محاولاً تهدئتها فرؤيتها تبكي بهذا الشكل تؤلم قلبه ضمها اليه بقوه مقبلاً رأسها مشدداً من احتضانه اكثر لها محاولاً ان يشبع منها قدر الامكان فقد افتقدها كثيراً خلال الاسبوع الذي اضطر ان يغيب به عنها...
تشبث داليدا بظهره هامسه بصوت ضعيف من بين شهقات بكائها و هي تشعر نحوه بالامتنان
=شكراً ...شكراً....يا داغر
لكن فور تذكرها انه السبب الاساسي في تدمير هاتفها و ما فعله بها من اجل ابنة عمه انتفضت مبتعده من بين ذراعيه هاتفه بحده بينما تمسح وجهها من الدموع العالقه به
=لا مش شكراً....
شكرا علي ايه و انت اساساً اللي كسرتلي الموبيل....
وقف داغر يتطلع اليها باعين متسعه بالذهول من تحولها المفاجئ هذا همس بارتباك بينما لا يفهم ما يحدث معها
=داليدا......
لكنها قاطعته بحده فور ملاحظتها لجسده الذي اصبح عارياً بعد نزع لقميصه
=بعدين...انت ...انت وقفلي كده ليه...ما تحترم نفسك يا اخي شويه....و البس حاجه مش كل يوم هتنام بالشكل ده جنبي...
اصدر داغر ضحكه قصيره مندهشه بينما يمرر يده بشعره يبعثره بقوه و هو لا يصدق تحولها المفاجأ هذا
رمقته داليدا بغضب بينما تهتف بحده
=بتضحك علي ايه....تحب اعمل زيك و اقلع و انام عريانه زيك و شوف وقتها هتضايق و لا.....
لكنها ابتلعت باقي جملتها صارخه بفزع عندما قبض علي يدها جاذباً اياها نحوه لتصطدم بصدره انحني عليها هامساً في اذنها يهمس بصوت اجش مثير و هو يحيط خصرها بذراعه
=ياريت...
من ثم مرر يده فوق ازرار منامتها يقوم بفتح زر تلو الاخر مما جعلها تشهق بصدمه بينما تتمسك بقوه باطراف قميص منامتها
= بتعمل ايه..انت اتجننت...
رسم داغر الجديه علي وجهه محاولاً ان يسيطر علي الابتسامه التي ترتجف فوق شفتيه بينما يكمل فتح ازرار منامتها برغم مقاومتها له
=علشان نبقي متعادلين و تعرفي تنامي علي السرير جنبي براحتك.....
تراجعت داليدا بقوه الي الخلف بعيداً عنه و هي لازالت تقبض علي اطراف قميصها النفتوح جزئياً
=و مين قالك اصلاً اني هنام جنبك...ايه فاكر بعد اللي عملته فيا هنام معاك علي سرير واحد عادي
لتكمل بحده مرمقه اياه بازدراء
=انا هنام علي الكنبه من هنا و رايح و لو مش عجبك يبقي هتنقل اوضه تانيه خالص و هنام فيها....
ثم تركته واقفاً مصدوماً بمكانه و توجهت نحو الاريكه تستلقي عليها معتقده انه سوف يعترض لكن لدهشتها ظل واقفاً بمكانه عدة لحظات قبل ان يزفر بحده و يتجه بهدوء نحو الحمام...
ادارت داليدا ظهرها اليه عندما رأته يخرج من الحمام عاري الصدر يرتدي فقط بنطال منامته و شعره مبلل حيث يبدو انه اخذ دشاً سريعاً تنفست بعمق و راحه عندما اغلق الضوء ليعم الظلام بالغرفه تنهدت ببطئ وقد ادركت انه قد استسلم بالفعل و سيتركها تنام فوق الاريكه...
لكنها شهقت بصدمه عندما شعرت به يستلقي بجانبها فوق الاريكه التي برغم اتساعها الا انها لم تتسع لهم معاً مما جعل صدره العاري يلتصق بظهرها هتفت بغضب بينما تحاول ابعاده عنها
=انت بتعمل ايه...قوم من هنا....
لكنه احاط خصرها بذراعه بينما يلتصق بها اكثر دافناً رأسه بعنقها هامساً بهدوء محاولاً استفزازها
=مادام مش عايزه تنامي علي السرير...هنام انا هنا جنبك علي الكنبه...
ليكمل مغيظ اياها بينما يلتصق بها اكثر مقبلاً عنقها بلطف
=و بيني و بينك المكان هنا احسن علي الاقل مفيش مكان فاصل ما بنا زي السرير ....
ضربته داليدا في صدره بمرفقها بقوه وهي تهتف من بين اسنانها بغضب
=انت ايه...بارد....
ليشتعل الغضب بداخلها اكثر عندما سمعته يضحك و صدره اخذ يهتز مما جعلها تتراجع فجاه الي الخلف بقوه بجسدها مطيحه اياه من فوق الاريكه ليختل توازنه من فوقها و يسقط علي الارض
انفجرت داليدا ضاحكه فور رؤيتها له و هو يفترش الارض بهذا الشكل وضعت يدها فوق بطنها التي ألمتها من كثرة الضحك غافله عن ذلك الذي اعتدل جالساً علي الارض و عينيه مسلطه عليها تلتمع بالانبهار والشغف متأملاً اياها لكنه هز رأسه متنحنحاً بقوه مخرجاً نفسه من حالته تلك...
وقف علي قدميه بهدوء يمد يده نحوها قائلاً بجديه
=يلا يا داليدا تعالي ...خالينا ننام انا علي اخري و بقالي اسبرع منمتش..
توقف ضحكها عندما رأت جديته تلك هزت كتفيها قائله بينما تنظر اليه
=طيب ما تنام هو انا منعتك..السرير عندك واسع اهو تقدر تنام عليه براحتك...انا هنام هنا
لتكمل بحده بينما تطلع نحوه بنظرات تمتلئ بالتحدي
=و لوحدي.....
اطلق داغر زفره طويله حاده قبل ان يستدير و يتجه نحو الفراش مما جعلها تظنه قد استسلم لكن لصدمتها اتجه للخزانه و اخرج الحبل الذي قيدها به من قبل
استدار نحوها يشير بالحبل بيده قائلاً بجديه و صرامه
=شكلك وحشك ان تقولي كلمه سادي...
همست داليدا بتعثر بينما عينيها مسلطه بذعر فوق الحبل الذي بيده
=ابعد البتاع ده عني......
اقترب داغر منها مغمغماً بينما لا يزال يأرجح الحبل من يد لأخري بهدوء..
=هاااا...تختاري ايه....؟!
ليكمل بسخريه بينما ينحني عليها ممسكاً بيدها عندما ظلت صامته
=خلاص يبقي انتي اللي اخترتي متجــ..........
ولكن و قبل ان ينهي جملته انتفضت داليدا ناهضه من فوق الاريكه متجهه نحو الفراش مستلقيه عليها هاتفه بغضب
=خلاص..خلاص اتزفت نمت....
ادارت ظهرها له بغضب عندما رأته يتقدم نحو الفراش بعد ان القي الحبل علي الاريكه...
استلقي داغر بجانبها و علي وجهه ترتسم ابتسامه واسعه اقترب منها دافناً وجهه بعنقها من الخلف مستنشقاً بعمق رائحتها التي افتقدها طوال الاسبوع المنصرم لكنها انتفضت مبتعده عنه لاقصي الفراش هاتفه بغضب
=متلمسنيش...
لكنه اقترب منها باصرار مره اخري دافناً وجهه مره اخري بعنقها مقبلاً اياه بحنان فكل ما كان يرغب به هو النوم و الشعور بها بين يديه
استدارت داليدا لتصبح تواجهه هاتفه بغضب اكبر ضاربه اياه فوق صدره بقبضتيه
=قولتلك متلمسنيش...متلمسنيش
لكن ولدهشتها بدلاً من ان يغضب منها رأته يمد يده و يرجع خصلات شعرها الثائره عن وجهها ليضعه بحنان خلف اذنها و اخذ يمرر يده ببطئ فوق وجنتيها متلمساً شفتيها الناعمه بطرف ابهامه راقبته وجهه يقترب منها و قد اصبحت انفاسها متثاقله والحراره بدأت بغزو جسدها...
مرر شفتيه فوق خدها مقبلاً طول الخط الذي يصل الي شفتيها حتي وصل الي شفتيها وقبلها عليها برفق ثم اخذ يوزع قبلات قصيره بسائر انحاء وجهها حتي وصل الي اذنها وقبل اسفل عنقها بينما يهمس بصوت اجش
=ملاكي البريئه.....
اسرعت داليدا بالتراجع بعيداً دافعه اياه بصدره فور سماعها كلماته تلك فقد ذكرها بكلماته تلك بسوء ظنه بها وما فعله بها باخر مره كان معها و الكلمات القاسيه التي وجهها اليها بسبب ابنة عمه التي يحبها فلما يتعامل معها اذا بهذه الحميميه اذا كان يحب و يرغب بامراه اخري....
صدح صوت بعقلها معذباً اياها بانها ليست بالنسبه اليه سوا امرأه متاحه امامه و يتسلي بها...
هتفت بشراسه دافعه اياه بقسوه في صدره و شرارت الغضب تتقافز من عينيها
=لا انا مش ملاكك..انا بالنسبالك شيطان....لكن ملاك معتقدش......
جذبها نحوه مره اخري محيطاً وجهها بيديه مغمعماً بصوت مبحوح اجش
=انتي فعلاً شيطان....
ليكمل بصوت أبح يتغلله المرح بينما يعض عنقها بلطف و مشاغبه
=علشان مطلعه عيني و مركبلي الوش الخشب بقالك اكتر من ساعتين و انا خلاص هموت وانام...
ليكمل بنفاذ صبر عندما اخذت تتطلع نحوه باعين تلتمع بالحده
=داليدا بقولك عايز انام....
قاطعته داليدا هاتفه بقسوه دافعه اياه بصدره بقوه مبعده اياه عنها
=طيب ما تنام و انا مالي....
اجابها بصوت يتخلله التعب وهو يممرر يده بلطف فوق خصرها
=عايزك تنامي في حضني....
اطلقت داليدا صرخه مستنكره ساخره و هي تندفع مبتعده لأقصي الفراش بعيداً عنه عندما امتدت يده نحوها لكي يقربها منه
=كان زمان...ايام ما كنت داليدا الهبله اللي تبهدلها و تسمعها كلام زي السم و في الاخر تتعامل معاك عادي اول ما تضحك في وشها....
لتكمل بحده بينما تستدير بجسدها بعيداً عنه توليه ظهرها متجاهله الصدمه المرتسمه علي وجهه...
=تصبح علي خير ...
لتكمل بنغمه تملئها الحده و هي تضغط علي حروف كلماتها بسخريه لاذعه
=يا داغر...باشا....
صرخت مبعده ذراعها بحده عن يده التي حاول جذبها منه مره اخري اليه
=قولتلك لا و لا عايزني أ....
اسرع داغر بوضع يده فوق فمها يكتم باقي كلماتها هاتفاً بغضب و نفاذ صبر
=خلاص ... خلاص اقفلي الراديو اللي اتفتح و مش عايز يتقفل ده و نامي...نامي انا اصلاً غلطان.....
من ثم زفر باحباط و غضب بينما يلتف هو الاخر مولياً ظهره لها جاذباً بحده الشرشف مغطياً جسده به حتي رأسه و الغضب و الاحباط يغليان بعروقه...
!!!***!!!***!!!***!!!
في اليوم التالي....
كانت داليدا جالسه علي الاريكه بجناحها الخاص تشاهد التلفاز باعين زائغه و عقلها شارد تتذكر كل ما حدث بالامس...فقد عاد داغر بعد ان غاب لاكثر من اسبوع يتعامل معها بكل هدوء كما لو انه لم يقذفها باسوء الاتهامات...
بانها من ارسلت تلك الصوره الي خطيب نورا...لكنها تعلم جيداً بانه هو من قام بارسالها فقد اعترف بنفسه ان تلك الصوره غير موجوده الا بهاتفه الشخصي
ابتلعت الغصه التي تشكلت بحلقها بينما تضغط باسنانها علي جانب خدها الداخلي محاوله منع الدموع الكثيفه التي تجمعت بعينيها من السقوط عند تذكرها لوضعهم الحميمي بتلك الصوره فقد كانت نورا تقبله براحه معانقه اياه بتملك لم يكن من حقها هى زوجته الشعور به نحوه لكنها تعلم جيداً بانه ملك لنورا التي لا يزال يعشقها...
تنفست بقوه ماسحه الدمعه التي تسربت فوق خدها معنفه نفسها بقوه فهي لن تبكي من اجله مره فيكفي ما ذرفته من دموع خلال الاسبوع الماضي فقد وعدت نفسها بانها لن تجعل حبها له يضعفها بعد الان فسوف تعامله مثل معاملته اللامباليه ..البارده...
اعتدلت في جلستها سريعاً مسلطه عينيها علي التلفاز متصنعه المشاهده عندما سمعت باب الجناح يفتح لتعلم ان داغر قد عاد من عمله لكن تغضن وجهها بالتفكير فلا يزال الوقت مبكراً علي انتهاءه من عمله فالساعه لما تتجاوز ال5 مساءً بعد...
راقبته بطرف عينيها و هو يدلف الي الغرفه فقد كان شعره مبعثر و يرتسم علي وجهه الاقتضاب لكنها حولت انتبهها الي شاشة التلفاز عندما رأته يتجه نحوها...
جلس داغر بجانبها علي الاريكه لكن تشدد جسدها بصدمه عندما جذبها من ذراعها بصمت بين ذراعيه محتضناً اياها بقوه دافناً وجهه بعنقها...
همست بتردد عندما شعرت بجسده يرتجف
=مش...مش قولتلك متلمسنيش
لكنه لم يجيبها و ظل محتضناً اياها فتره طويله قبل ان يزفر ببطئ مبتعداً عنها راقبته داليدا بقلق قبل ان يردف بهدوء و قد استعاد قناعه الهادئ
=داليدا عايز اتكلم معاكي
ابتلعت الغصه التي تشكلت بحلقها قبل ان تتمتم بحده محاوله عدم التأثر بقربه منها مذكره نفسها بوعدها لنفسها
=نتكلم في ايه...؟!
اجابها بينما يقبض علي يديه بجانبه بقوه دلالة علي توتره
=عن جوازنا....
غمغمت داليدا بحده بينما تقبض بقوه علي جهاز التحكم الخاص بالتلفاز وقد تبخر قلقها عليه فقد كانت تعلم ما يرغب بقوله
=ايه نويت تطلقني خلاص مش كـ....
قاطعها داغر بقسوه و حده
=طلاق ايه اللي بتتكلمي عنه..
عقدت ذراعيها اسفل صدرها مجيبه اياه بقسوه مماثله
=ما هو مفيش حاجه بيني وبينك ممكن نتكلم فيها غير الطلاق...
زمجر داغر بحده بينما يضيق عينيه عليها
=انتي شايفه ان مفيش اي حاجه بيني و بينك ممكن نتكلم فيها غير الطلاق اللي....
اجابته ببرود يعاكس النيران المشتعله داخل صدرها
=لا ازاي طبعاً فيه...فيه فلوس..و العقد اللي معاك وال 20 مليون جنيه...
لتكمل بينما تنحني تلتقط صحن المقرمشات من فوق الطاوله التي امامها
=و مادام مش هتتكلم في الطلاق فمعلش يا داغر خاليني اركز في الفيلم احسن...
لتردف بينما ترسم ابتسامه واسعه علي وجهها
=ما تتفرج معايا ده فيلم تحفه هيعجبك...
من ثم سلطت انتبهها علي التلفاز متصنعه مشاهدة الفيلم بينما تحاول السيطره علي الدموع التي تجمعت خلف عينيها حتي لا تزعزع قوتها الهشه التي رسمتها امامه..
ظل داغر يتطلع اليها عدة لحظات و علي وجهه يرتسم تعبير غريب قبل ان يغمغم بصوت مختنق اجش...
=مادام مش شايفني غير شوية فلوس و عقد بيني و بينك يبقي اللي كنت هقولهولك ميخصكيش و لا يهمك في حاجه اللي هعمله...
ثم انتفض ناهضاً تاركاً الغرفه مغلقاً الباب خلفه تاركاً اياها تتطلع الي اثره بحسره قبل ان تنفجر في بكاء مرير....
!!!**!!!***!!!***!!!
بعد عدة ساعات...
كانت داليدا واقفه امام المرأه تعدل من حجابها حتي تنزل للاسفل و تحضر شيئ تأكله حتي تسكت معدتها الثائره فهي لم تتناول اي طعام اليوم عندما سمعت طرقاً علي الباب لتدلف بعدها صافيه بوجه محتقن متغضن قائله بصوت منخفض
=شهيره هانم عايزاكي تحت يا داليدا هانم....
عقدت داليدا حاجبيها قائله بينما تضع الحجاب علي رأسها
=و دي عايزاني في ايه...؟!
اقتربت منها صافيه كما لو كانت تهم اخبارها بشئ ما لكنها تراجعت مره اخري قائله بتردد
=مش عارفه يا هانم...هي مستنياكي تحت...
اومأت داليدا برأسها قائله
=طيب يا صافيه روحي انتي و انا جايه وراكي..
لتهمس وهي تتأكد من ان حجابها يغطي شعرها باكمله خوفاً من نظرات طاهر التي تلاحقها
=يا تري العقربه دي عايزه مني ايه...
تنهدت ببطئ قبل ان تتناول هاتفها و تهبط الي الاسفل...
لكن تجمدت خطواتها فور ان وصلت الي اخر الدرج عندما و رأت ما جعل الدماء تفر من عروقها فقد كان داغر جالساً بجانب احدي الرجال بينما نورا تجلس بالجهه الاخري من هذا الرجل الذي كان يمسك بيده دفتراً كبيراً مناولاً اياه لها قائلاً ببشاشه
=امضي هنا يا عروسه...
من ثم التف الي داغر بعد ان مضت نورا علي الدفتر
=امضي هنا يا عريس...
ثم ختم كلامه بابتسامه واسعه بعد ان مضي داغر علي الدفتر هو الاخر
=بارك الله لكما...وبارك عليكم
فور فهمها ما يحدث شعرت كما لو عالمها بأكمله ينهار من حولها
انهارت جالسه علي الدرج
و قد بدأت تميد الارض تحت قدميها بينما انفاسها اصبحت ثقيله متباطئه شعرت بها تنسحب من داخل صدرها كما لو المكان يطبق بجدرانه عليها و دقات قلبها تتباطئ حتى ظنت انها ستسقط ارضاً مغشياً عليها وضعت يدها فوق قلبها محاولة تخفيف الألم الحاد الذي يعصف به و فكره واحده تعصف بها معذبه اياها داغر تزوج نورا ...تزوج حب عمره و فقدته هي...فقدته الي الابد....
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close