أخر الاخبار

رواية بقلبي اراك فرعونا الفصل الثالث والرابع بقلم زينب سمير

رواية بقلبي اراك فرعونا 

الفصل الثالث والرابع 

بقلم زينب سمير

ياليت ما مضي لم يأتي من الاساس .. 


تشوش عقله اثر انفاعله البيّن ، يقف علي آلته الرياضية يتحرك فوقها بعنف يخرج فيها كبته .. غضبه ، حرقته 

غاضب من نفسه ومن حاله ، غاضب من ماضي مازال يتمسك به ، لا يتركه ولا يريد ان يفعل ، جسده تصبب عرقا بشدة فأمسك زجاجة ماء بجواره فتحها تناول منها الماء في جرعة واحدة وباقي الزجاجة القاها علي رأسه الفاير وجسده الرياضي ، كانت رأسه متعبة من التفكير فلعل الماء البارد يريحها قليلا

امسك منشفته وازال الماء عن وجهه واكمل الجري علي آلآلة بهدوء

كأن من كان منذ لحظات ، لم يكن هو...!!


بعد ساعات ، جلس علي فراشه مستعدا لـ النوم ، امسك الهاتف وبدأ بحل مشكلة تلك الفتاة التي لم يعرف اسمها حتي

طال الامر وكان صعبا ، لكن لانه اسلام

استطاع ان يحل لها الامر

ثم غفي علي فراشه بأرهاق..

.....

اختفت اسفل وسائدها ، تضع اعلي رأسها وسادة من القطن تنعم وجهها بنعومتها وهي تبتسم بحب اثر حديث الطرف الاخر علي الهاتف ، كان يغازلها بحب وهي تستمع بدقات قلب متسارعة من الحماس 

همست بخجل اثر كلمة قالها:-

_وانا كمان بحبك يامحمد 

وارتسمت علي وجهه من الناحية الاخري بسمة صافية ، وهو يستمع لردها الذي طرب قلبه وزلزل كيانه ، هذا ما يريده قليلا من التعب في العمل كثيرا من الراحة والحب بعد العمل ، تلك الراحة التي تكون علي فراشه والحب يأتي بحديثه معها

هتف ببسمة ارتسمت علي شفتيه:-

_هترجعي السكن امتي بقي ، انا عايز ارجع اشوفك براحتي

غمغمت بنبرة خافتة ، رغم ان الجميع نائم الا انها مازالت خائفة ان ينكشف سرها بحديثها مع غريب:-

_لسة فاضل اسبوعين كاملين يامحمد

قال بشوق شعرته جيدا في صوته:-

_مستنيهم يخلصوا اووي علشان ارجع اقابلك تاني ونخرج مع بعض تاني

مذنبة هي بفعل هذا وخروجها معه ، لكن القلب... ، هذا امر القلب 

والقلب يفعل ما يريد ..

انهت حديثها اخيرا معه:-

_هقفل دلوقتي يامحمد ... باي

_باي ياهايدي

وانتهت ليلة سعيدة علي قلبها كـ غيرها من الليالي

معه تتبدل احزانها بالسعادة ، تغمرها دوما الفرحة

لما لا ؟!! وهو دوما ما يفعل المستحيل ليسعدها


لكن عزيزتي تذكري ، ما زال في الامر غصة 

........

استيقظت من نومها الهنئ علي صوت رسالة بعثت لها عن طريق برنامج " الواتساب " اضطرب قلبها وهي تفكر بأنه ربما يكون هو .. صديق حسام المبجل

امسكته وفتحته فوجدتها بالفعل منه ، يخبرها بأنتهاء الامر وان الرقم السري عاد كما هو كما انه مازال يعمل برقم هاتفها .. الان تستطيع ان تغيرهم لو ارادت

لم تشكره بل اسرعت ودخلت لـ صفحتها الشخصية علي " الفيس بوك "

اطمئنت ان كل شئ بخير ثم عادت لـ المحادثة التي تجمعهم

ترد عليه بشكر خالص:-

_شكرا جدا لحضرتك .. من غيرك مكنتش عارفة هعمل اية

وبعد لحظات .. جاءها رده المقتطب

_عفوا 


وانتهت طرق التواصل بينهم .. لكن تناسي كل منهم ان يحذف رقم الاخر من عنده

فماذا قد يجمع بينهم مرة اخري ؟!

........

تعانقني حينما تؤلمني ، وحينما اريد الحب .. تفر مني !


دخل لمنزله مساءا بعدما انهي عمله ، تأخر قليلا في العمل لعدم وجود اسلام ، كانت لديه سهرة لكنه قام بألغاءها ، فهو بالفعل متعب ، وقعت عيونه علي زوجته ، تجلس في قلب المنزل امام التلفاز وبيدها كوبا يحتوي علي مشروب ساخن ، كانت تشاهد التلفاز بعيون شاردة يبدو انها لا تستمع لما يقال حتي

تقدم منها بخطواته حتي وقف امامها مال نحوها مقبلا اياها علي جبينها وهو يهتف بحب:-

_انتي لسة منمتيش ياجاسي ؟

نظرت له حاولت ان ترسم بسمة علي شفتيها وهي تجيبه:-

_مش عندي نوم حسام


" ملحوظة ، جاسي او جاسمين ، فرنسية الاصل اتعلمت اللغة المصرية والعربية علشان حسام احيانا كلامها فصحي واحيانا عربي مكسر ، انتوا اقروه علي انه عربي مكسر "


اؤما متفهما لحالتها ، وابتعد عنها مقررا التوجه لغرفته الا انها قاطعت طريقه وهي تقف امامه تسأله ببسمة:-

_تحب نسهر سوا ونسمع فلم ؟

اشار لها بلا مجيبا بتعب:-

_انا تعبان ياجاسي والله مش هقدر

اؤمات بتفهم حزين وتركته ليذهب لـ الغرفة

تعرف اين كان وتعرف ما الذي ارهقه

تعرف انه كان برفقه احدي الفتيات

عذرا ياجاسي لقد ظلمتيه اليوم ، هو نعم يفعل ذلك يوميا لكن اليوم ... حقا لم يفعل

............

عادت حياتها لطبيعتها ، نست او تناست ما حدث قبل ذلك اليوم ، صفحتها الالكترونية عادت بدون خسائر وفهمت جميع اصدقائها الوضع وانها لم ترسل لهم تلك الرسائل فتفهموا الوضع..

والان .. في احدي الكافيهات في مدينة سوهاج


كانت تجلس علي طاولة مكونة من ثلاث مقاعد ، هي احتلت احدهم وبأنتظار الاخرتين ليحتلوا مقاعدهم التي حجزت الطاولة بمقاعدها علي عددهم ، كانت تتصفح هاتفها حتي وجدت من تضع حقيبتها بعنف علي الطاولة وتحتل مقعدا من المقعدين الفارغين ، اغلقت هاتفها ونظرت له

من حالتها تفهمت الوضع ، فقالت ساخرة:-

_خانك تاني ولا اية ؟

ناظرتها بغضب ، وهي تراها تستهزء بها وعنفتها بضيق:-

_منار ، لو سمحتي انا اعصابي مش مستحملة سخرية

منار متنهدة بضيق:-

_ما هو انا تعبت من حالتك دي ، انتي هتضيعي لو فضلتي علي حالتك دي ياهدير

هدير بدموع بدأت بالتجمع في عيونها:-

_اعمل اية بقي ؟ بحبه 

ولان الامر به " الحب " فعليك ان تتوقع ان يكون صاحب مشاعر الحب منكسرا ، حزينا ، منطفئا ، دوما

حاولت ان تبقي هادئة وهي تهاتفها بهدوء وكأنها تحادث طفلة وتقنعها بعدم شراء دمية لانها ليست بجيدة:-

_وهو لا ، هو اصلا مش شايفك ، وهو هيشوفك ازاي وانتي اخرك تراقبيه من ورا الستارة ، هدير .. قمير بشخصيته دي عايز حاجة كدا محصلتش بنت هو راسمها في احلامه بالمسطرة

واشارت لها ولملامحها الذابلة متابعة:-

_انتي بشكلك وشخصيتك دي متهزيش فيه شعره

تجمعت الدموع بعيونها وهي تسمع لحديثها القاسي هذا

تجاهلت منار دموعها واكملت بقسوة اشـد:-

_احنا اول ما بنرجع من السكن وترجعي تشوفيه كل يوم حالتك تلقائيا بتتبدل ، ملامحك بتبهت وتذبل ، الحب ما دام مبينورش وبيطفي يبقي الاحسن منمسكش فيه ونحاول نرتاح منه وننساه

وضعت هدير يدها علي قلبها ، ونظرت لمنار مجيبة اياها:-

_القلب مبينساش اول دقة حب دقها يامنار

.........

هتف بجمود:-

_مين قالك اني لسة فاكرها ، انا قلبي نساها من زمان ، نسي الحب اللي بتقول عليه ياحسام

ناظره بنصف عين هاتفا بشك:-

_متأكد ؟ يعني ماري بجد مبقتش شاغلة دماغك

طالعه بهدوء نظرات لا تُفهم وطال الهدوء ، حتي ان حسام

قلق من ذلك ، الا ان صوت اسلام الذي عاد يتحدث ، ابعد القلق عنه:-

_انا لسة فاكر ذكريات منها ، ذكريات كل ما بفتكرها بتقويني وبتخليني اكرهها واكره كل بنات العالم ، بتخليني مش طايق ابص لوش واحدة من جنس حواء

والتف يناظره بعيون حادة ثاقبة ، مكملا:-

_مبفتكرش غير يوم فرحها ، لما كنت بكلمها قبلها بيومين وبتقولي احلي كلام حب وتاني يومها الاقيها بتعزمني علي فرحها وبتقولي اتمني تكون موجود معايا

صمت لفنية يحاول ان يسيطر علي عنف الذكريات التي تهاجمه وعاد يكمل بقسوة:-

_كـ اخ او كـ صديق ، متخيل بعد كل الحب اللي حبيته ليها اتجوزت غيري ، ابوها لما رفضني علشان اقل منها في المستوي التعليمي والاجتماعي قولت هي هتحارب علشان تغير رأيه ، بس هي ضعفت بسرعة ، او ممكن تكون محبتنيش اصلا 

ضحك مستهزءا بعنف ، ضحكاته بدأت تتعالي بشكل مخيف ، حسام يطالعه بـ خوف عليه ، حالته تلك تجعله يقلق من ان يصيبه شئ ، توقف فجأة عن الضحك ونظر له مكملا بقسوة اشـد:-

_واللي يضحك اني لقيتها بتتجوز صاحبي ، ماشي مكنش مقرب مني اوي بس كان عارف اني بحبها كان عارف اني في وقتها من غيرها هموت

ساد الجمود علي عينيه مرددا:-

_بس انا دلوقتي قادر اعيش من غيرها عادي وكأنها مكنتش في حياتي فـ يوم


تظن انك عاشقا بينما انت هائما بمشاعر الكذب ، تظن انك دون احدهم تموت وبالحقيقة انك بدونه تحيا ، تظن ان الموت بالبعد عن احدهم والحقيقة ان قربه هو الذي يقبع فيه هلاكك..

تظن وتظن وتظن ... والعبرة بالنهاية ، والحقيقة بالنهاية

.............

كانت ومازالت تحادثها تحاول ان تقوي منها تجعلها توقف مشاعرها بأتجاهه ، لا تقول " انسي " ولكنها تقول لا تحبيه اكثر من ذلك

دخلت الثالثة ، ابعدت المقعد عن الطاولة وجلست ، كانت ملامحها سعيدة ، مرتاحة جدا ، منتشية

طالعتها منار بسخرية ، وهي تهتف بأستهزاء:-

_الست العاشقة جت

هايدي بضحكة في غاية الرواق:-

_انا بحبه اووي يامنار بحبه اووي ، انا مقدرش اتخيل حياتي من غيره

منار ناظره لهدير الباكية:-

_اهو دي السعيدة اووي بيه ، يومين وهتيجيلنا عايطة

وراحوا الاثنان يهتفوا معا مقلدين اياها:-

_محمد هيسيبني يابنات ، انا ومحمد مننفعش لبعض يابنات وتعيطلنا وتقرفنا لمدة شهر

هايدة بثقة شديدة:-

_عادي احنا بعد كل خناقة بنرجع لبعض ولا كأن في حاجة حصلت لاننا روح واحدة ياروحي

منار ضاحكة:-

_خلي بالك لان الروح ممكن تتقسم لروحين فجأة 

هدير مكملة حديث منار بحزن:-

_ووقتها هتحسي ان في حاجة كبيرة جواكي ناقصة ، مش موجودة وانتي مش عارفة كيف تعوضيها ، انتي علي الاقل جربتي شعور الكمال لكن انا لسة

طالعتها منار بحزن هي وهايدي

كم ان الحب من طرف واحد مؤلما ، موجعا...

................

" في سماء الحب تلألئ يانجمتي ، فـ عنك لا اريد ان احيد بصري "


عبارة كتبها حسام ثم ضغط علي كلمة ارسال لـ الكل وارسلها لجميع الفتيات التي يعرفها ، حتي لزوجته 

وجلس منتشيا علي مقعده وهي يقرأ رسائلهم التي جائت بالرد منهم علي رسالته ، كانت عبارات شكر واخري بها محتوي جرئ 

جميعهن يعلمون انه لا يقصد بها شيئا حقيقا ، فقد يتلاعب بهن ليقعن اكثر به ، وهم مرحبين بذلك

الا هي ..

زوجته التي عندما وصلت لها الرسالة ، طارت من السعادة لـ اعماق السماء فعلا ، تعلم بـ مغامراته ، تعلم بأسراره النسائية وهو يعلم انها تعلم

لكن ماذا عليها ان تفعل ؟

كيف تتحدث وهي تعلم انها اذا تحدثت لن يقول سوي جملة واحدة

" امنحيني ما تحرميني منه ، لامنحك ما تطلبين "


وهي ببساطة لا تستطيع ان تمنحه الان طلبه ، لا تريد ان تمنحه طفلا ، لا تريد ذلك

وهو لا يتفهم.......


بقلبي أراك فرعونا :-

_ الفصل الرابع _


" نعم لنشر الحب ، لا لنشر الكراهية "


جلست علي فراشها ليلا بعدما عادت من خروجتها التي كانت تجمعها مع اصدقائها ، كانت تتصفح صفحتها الشخصية ببسمة ، سعيدة برجوعها لها مرة اخري ، وجدت صورة تجمع بين شابا وفتاة ، من مظهرهم يظهر انهم احباء

احتفظت بالصورة علي الهاتف ثم ذهبت لبرنامج " الواتساب " حملتها كـ حالة 

وكتبت اعلاها

" تتدواي جروحنا بالحب ، فأقترب ياحبيب انا بأنتظارك "


واغلقت هاتفها وتركته متوجهة الي المطبخ لاحضار وجبة خفيفة تتناولها


عادت بعد لحظات وتزامن مع ذلك صوت وصول رسالة فتحتها فوجدت انه رد من اسلام علي حالتها

ظهرت الدهشة علي ملامحها ، يبدو انها نسيت ان تحذف رقمه

وجدته قد رد بغضب وهجوم شعرت به من كلماته:-

_الحب اكبر كدبة الانسان بيعيش فيها ، الله يلعن الحب واللي بيحب

هتفت بدفاع عن الحب ، ردا عليه:-

_الحب شعور جميل وسامي ، ممكن تكون مريت بتجربة قاسية لكن الحب الحقيقي ... نقي

ارسلتها وتوقعت تأخره في الرد عليها كما فعل بالماضي

لكن هي فقط ثواني ووجدته قد رد عليها:-

_شكلك مجربتيش الحب ، لو جربتيه هتلعني فيه اكتر مني

_متعطيش انطباع عن حاجة بسبب تجربة واحدة بس ، ممكن تكون اخترت غلط 

رد بأندفاع يوشي بما في قلبه:-

_فعلا اخترت غلط ، اخترت واحدة خاينة وبياعة ، واحدة بتتكبر عليا علشان معاها شوية فلوس زيادة ، واحدة فضلت تقول انا جنبك انا معاك وفجأة لقيتها بتعزمني علي فرحها ، واحدة اكدت ليا ان كل الستات خاينين وبمية وش وبيهمهم فلوس وبس ، حتي الشكل ممكن يتخلوا عليه احيانا مادام الفلوس هتعوض 


ارسل الرسالة لها وقرأتها فورا ، الا انه لحظات وحذفها ، يبدو انه فاق من حالة من العصبية كانت قد اقترفته


الا انها اجابته:-

_قريت الرسالة علي فكرة ، وحقك تقول كدا ، بس دي تجربة من الف غيرك مر بيهم واصعب منهم وفي الاخر لقيوا اللي تتحملهم واللي حبهم وعرفوا بيهم الحب الحقيقي

رد بحزم:-

_انا مش عايز احب تاني

_يبقي دي غلطتك وقرارك ، بس مش من قرار وتجربة تشوه الحب وتكره الناس فيه

كانت تحادثه بتأهب وحزم كأنها تدافع عن شئ يخصها رغم انها لم تذوق الحب يوما


كان هو علي الناحية الاخري ، في غرفته علي فراشه ، جسده ينتفض من غضبه لتذكره الماضي وغضبه من تلك التي تدافع عن الحب

فهي تدافع عن اقذر شعور قد يشعر به الانسان


يرد ان يخبرها ان الحب كذبة كان يؤمن بها حتي علم بحقيقة الواقع

يريد ان يقول لـ الجميع من اراد ان يعيش بسلام لا يحب ولا يقترب من الحب


اما هي ، فعندما طال صمته 

خرجت من المحادثة التي تجمعهم ، واغلقت الهاتف 

............

" تواجد بك كل ما اتمني ، وبي لا تري سوي ما لا تريد "


علي بداية شارعهم كانت تسير وحيدة احتضنت حقيبتها وهي تسير في الشارع الذي اختفت انواره جميعها الا من اضواء خافتة ، شارعهم كم يخيفها ، اخذت تسير بأسرع ما لديها ولكن تشعر بأن الطريق يطول كلما سارت

فجأة وهي تسير استمعت لصوت نباح كلب ، نظرت لمصدر الصوت وجدت انه بجوارها بنفس المكان التي تقف فيه الا انه علي الطرف الاخر

قبل ان تفوق من صدمتها وجدته يتجهز لينقض عليها 

فبدون شعور راحت قدامها تركض بأسرع ما لديها من قوة ، تنظر لوهلة لـ الخلف ووهلة لـ الامام ، فعلت هذا كثيرا قبل ان تجد وهي تنظر لـ الخلف رأسها يصطدم بأحدهم بقوة

رفعت رأسها بألم تنظر لـ من اصطدمت به وهي تشهق برعب

فوقعت عيونها عليه حبيبها الخفي ، مسهرها الليالي ، زاد التوتر عليها الضعف وابتلعت ريقها ولم تعرف ماذا عليها ان تفعل 

نظرت لحالتها وجدت نفسها تضع يديها الاثنين علي صدره وبينهم حقيبتها رأسها بالكاد تصل لـ امام عنقه

ابتعدت فورا وهي تهمس بتوتر:-

_انا اسفة ، مأخدتش بالي والله

اؤما بصمت بـ نعم كأنه يقول لا توجد مشكلة ، نظرت هي خلفها تبحث عن الكلب

فرد سريعا:-

_متقلقيش هو مشي

اؤما بحسنا عدة مرات وهي تحاول ان تستجمع نفسها ثم هتفت وهي تستعد لتبتعد من امامه:-

_بعد اذنك 

اوقفها هاتفا:-

_هدير..

نظرت له بتوتر منتظرة بقية حديثه فأكمل بصوت جاد:-

_متتأخريش كدا تاني برا البيت

وجدت نفسها تؤمي له بحسنا بخنوع وتغادره مبتسمة

وهي كانت تتوقع ان تحدثه ؟

بل ويخبرها بطريقة غير مباشرة انه يقلق عليها

كـ حبيبة ، شقيقة ، جارة لا يهم

الاهم انه يقلق

يومها هذا انتهي بسعادة لم تحياها يوما..

.............

دخل حسام صباحا لمكتب اسلام باسما كعاته فوجده مكفر الوجهه وذا حاجبين معقودين بضيق ، ناظره بأستفهام قبل ان يسأل عن سبب حالته هتف اسلام بأندفاع:-

_البنت اللي خلتني اكلمها دي مستفزة جدا وغبية

حسام مستفهما بتعجب ممزوج بعدم فهم:-

_مين

صمت لفنية قبل ان يتابع:-

_اهاا قصدك منار

هتف مغتاظا:-

_ايوة هي دي

تقدم من مكتبه وجلس علي المقعد المقابل لمقعده بأرتياح واضعا قدما علي الاخري ، ثم سأله:-

_لية عملتلك اية ؟


راح يقص عليه محادثتهم التي دارت بينهم بالامس والتي جعلت النوم لم يزوره قط ، لحتي تلك اللحظة

ابتسم حسام بتفهم هاتفا بجدية غريبة عليه:-

_انت شايفها غبية لانك بتتكلم نتيجة لتجربة فاشلة وهي شيفاك غريب لانها ممرتش بتجربتك دي او انها مرت بتجربة بس نجحت

ترك كل حديثه الذي فات ، وسأله بأهتمام:-

_هي بتحب حد ومرتبطة ولا اية ؟

ناظره بذهول ، فهو يتحدث عن الشرق والاخر يفكر في الغرب ولكن نظراته تحولت لخبث ، فهم اسلام نظراته فورا فقال شارحا:-

_بسأل علشان لو بتحب هفضل وراها لحد ما تفركش

حسام وهو يطالعه بضيق من حديثه:-

_ياساتر عليك ، ملكش دعوة بحد وخليك في نفسك ممكن ؟

اسلام:-

_ماشي ... بس قولي هي مرتبطة ولا لا ؟!

حسام مجيبا عليه:-

_علي ما اعتقد لا !

............

_لا تقترب من الحزن بقدمك ، ثم تسأل .. لما انا حزين ؟!_


رغم انهم احباب ، يحزنون ويتصالحون ، يغضبون ويبتسمون ، يبتعدون ويقتربون ، رغم انهم مهما افترقا يعودا 

الا ان بالامر بقي غصة ، بالامر بقي خطأ

تعلم ان حديثها معه خاطئ ، وان ما تفعله لا يقترب لـ الصواب بصلة ، الا انها تحبه

تموت في غرامه ، لقد سيطر حبه عليها بالفعل


ظلت ترن عليه بهاتفها مرات عديدة ، مرة فأخري لكن لا يوجد رد

توترت اثـر ذلك

أغضب منها ؟ 

لكنها لم تفعل شيئا يغضبه ، راحت ذاكرتها تتذكر كل ما بدر منها سوي كانت قاصدة او لا ، كل حديثها كان معتادا ، سعيدا تظهر من خلاله حبها المكنون له

اخر محادثة جمعتهم كانوا متفاهمين فيها

لم يغضب منها او شئ من هذا القبيل ، زاغت نظراتها وهي تفكر ما الذي يشغله عنها بالوقت الفارغ لها من كل يوم في حياته..

توجهتنحو الشرفة ووقفت بها ، امسكت هاتفها مرة اخري وقبل ان ترن عليه وجظت ان هناك اتصالا اتاها من منار

ردت سريعا عليها دون ان تري اسمها المتصل ، تقوم بشوق:-

_محمد...

منار بتعجب:-

_محمد مين ياهايدي ، دي انا منار

نظرت لاسمها ثم عادت تضع الهاتف علي اذنها مجيبة بأمل خائب:-

_فكرتك هو 

منار وقد بدأت تستوعب الامر:-

_متخانقين مع بعض

اسرت بأجابتها:-

_لا والله ، ودا اللي هيجنني 

حاولت ان تبث فيها الهدوء وهي تردف:-

_متوتريش نفسك علي الفاضي ممكن يكون مشغول جه تعبان ونام ، كدا يعني

حاولت ان تقنع ذاتها بذلك ، رغم علمها انه مهما كان مريضا يتصل ومهما كان مشغولا يفرغ وقته ليطمئن عليها


جاءها صوت منار مخرجا اياها من افكارها:-

_هايدي .. هو الحب حلو ولا وحش

هتفت بهيام وهي تتخيل محمد امامها .. حبيبها ومعشوقها واذا اذن الله سيكون زوجها:-

_حلوو اوووي 

من نبرتها ظنت منار انها ربما تخرج من عيونها قلوبا حمراء الان

لكن رغم ذلك عادت تسأل:-

_طيب لو مثلا انتي ومحمد مكملتوش ، هتفكري تحبي غيره ولا هتقفلي علي قلبك ؟

السؤال كان صادما ، سؤال بلا اجابة

هي بدون محمد !! 

بدون صوته ، قربه ، حبه ، حنانه 

هذا يعني موتها

تتخيل ان تخب غيره !!

لا والف لا ، الحب لـ محمد ، والقلب لـ محمد

حتي هي لـ محمد

وبقي السؤال معلقا .. حتي ان منار اغلقت عندما سأمت من تأخير هايدي في الرد عليها

............

" تفترق الطرق ولا تجتمع ، ارأيت يوما اقصي الشمال يتقابل مع اقصي الجنوب ؟!!! "


ذلك الرجل صديق حسام شغلها وشغل عقلها بقصته ، استطاعت ان تفهم ما حدث من بعض جمل قالها بغضب ثم حذفها ، اللآمها قلبها عليه وهي تتخيل وجعه

هي اكثر الناس التي تهتم بشئون الحب ، تتأكد بوجده 

تحب ان تسمع عنه ، نعم تخشي اقترابه

لكنها تثق به..

ظلت مترددة .. أتحدثه ؟ 

ام لا .. وان حادثه ماذا ستقول ؟

الحيرة غمرتها كليا ، هي تعلم فتيات جنسها

تعلم مكرهم تعلم سوءهم ، تعلم ان البعض منهم ملائكة

واخري افاقوا الشياطين بحيلهم

ويبدو انه قابل احدي تلك الشيطان فأثرت به بقوة


ورغم بعد المسافات .. هناك شيئا في قلبها جعلها تشعر به 

وبألآمه المكتومة 

امسكت هاتفها ترسل له رسالة محتواها:-

_استاذ اسلام...


وبقي حديثها متعلقا ، فهي حتي لم يجول بخاطرها

بماذا ستحدثه وكيف ستفتح معه مواضيعا

وهي تعلم تمام العلم

انه ما تفعله خطأ.....

                    الفصل الخامس من هنا

لقراءة الفصول اضغط هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close