أخر الاخبار

رواية قلبه لا يبالي الفصل الاول1والثاني2 بقلم هدير نور


 رواية قلبه لا يبالي الفصل الاول1والثاني2 بقلم هدير نور 


بقصر الدويرى. كانت داليدا مستلقيه فوق الفراش تتصفح هاتفها كعادتها بملل عندما فُتح باب الغرفة فجأةً و دلف زوجها داغر الدويرى إلى الغرفة...

 انتفضت واقفه بتعثر على قدميها و كعادتها عند رؤيتها له تثاقلت انفاسها التي انحبست داخل صدرها بينما اخذت ضربات قلبها تزداد بقوه جنونيه اخفت يديها خلف ظهرها سريعاً حتى تخفي ارتجافها الواضح عنه.

فقد كانت هذه هي ردة فعلها عندما رأته أول مره في حياتها و لم تتغير حتى الان فلا يزال كيانها بأكمله يهتز عندما تراه امامها... بينما كان هوكعادته التي لم تتغير منذ ان عرفته.

 بارد، صلب في تعامله معها فلم يظهر يوماً اهتماماً او اي رد فعل يدل على تأثره بها. و كعادته ايضاً دلف إلى الغرفه دون ان يلتف نحوها و دون ان يوجه اليها حتى و لو كلمه واحده مفضلاً اعتبرها غير موجوده معه بهذه الغرفه.راقبته بشرود بينما وهو يتوجه بصمت نحو خزانة الملابس مخرجاً ملابسه الخاصه بالنوم و فوق وجهه يرتسم قناعه البارد رغبت كثيراً لو كان لديها الجرأه لتصرخ بواجهه و تخبره بمدي تأثرها والالم الذي يسببه لها معاملته اياها بتلك الطريقه لكنها حتى الان لم تمتلك تلك الجرأه لفعلها.تنفست بعمق بينما تحاول نفض تلك الافكار بعيداً محاوله رسم ابتسامه على وجهها و عدم اظهار ما يدور بداخلها من صراع لكن خانتها شفتيها و ارتجفت قليلاً بسبب توترها اتجهت بخطوات مرتجفه نحو الطاوله المجاوره للفراش نازعه عنها الغطاء ليظهر اطباق مختلفه مليئه بالطعام الشهي همست بصوت منخفض بينما تفرك يديها بتوتر و عينيها مسلطه عليه تراقبه باعين متسعه و انفس متثاقله و هو ينزع ببطئ سترة بدلته.=انا، انا حضرت الاكل علشان نتعشا سوا... التف اليها ببطئ كما لو انه لم ينتبه إلى وجودها الا الان ظل واقفاً بمكانه يتطلع اليها بصمت عدة لحظات و عينيه تمر ببطئ عليها متأملاً منامتها الواسعه التي تغلق ازرارها حتى عنقها لكن رغم ذلك رفعت يدها تتمسك بخجل بعنق منامتها المغلق جيداً. هز رأسه برفض بينما يجيبها ببروده المعتاد معها بينما يلتف مره اخري ويولي اهتمامه للخزانه متناولاً ملابسه =اتعشيت في المكتب...اومأت رأسها بصمت محاوله محاربه خيبة الامل التي غمرتها بعنف فقد قضت الكثير من الوقت في صناعة تلك الاطعمه من اجله خصيصاً في محاوله منها لجذب انتباهه اليها و لو قليلاً و بدأ زواجهم كما كان يجب ان يبدأ منذ اول يوم.تابعته باعين تلتمع بالدموع بينما يدلف إلى الحمام الملحق بجناحهم شاعره بألم حاد يعصف بقلبها بسبب معاملته تلك التي لم تتغير ابداً منذ اول يوم في زواجهم فقد مضي اكثر من اسبوعين على زواجهم و رغم هذا لم تتحسن معاملته لها.اتجهت بخطوات مرتجفه نحو الفراش مره اخري منهاره جالسه ببطئ عليه تتطلع باعين شارده بباب الحمام الذي اغلقه خلفه و قد بدأت تتساقط من عينيها دموع المراره التي لم تعد تستطع حبسها اكثر من ذلك... فهي عند زواجها منه لم تكن تتوقع ان تكون حياتها معه بهذا الشكل.فقد كانت تعتقد انه سيكون عوض الله لها عن كل ما قاسته في حياتها خاصة و انها كانت واقعه في حبه عندما تقدم لخطبتها و كان ذلك اشبه بمعجزه قد تحققت من اجلها هي فقط... شعرت برجفه حاده من الالم داخل صدرها عند تذكرها اول يوم رأت به داغر...كانت في هذا اليوم جالسه كعادتها امام نافذة غرفتها التي لا تفارقها الا نادراً تنظر من خلال التلسكوب الخاص بوالدتها الراحله تراقب القمر المشع في السماء الحالكه والنجوم التي تحاوطه بمشهد يخطف الانفاس فقد كان هذا روتينها اليومي منذ وفاة والدتها التي كانت عالمه فلك فقد كانت تأخذها دائماً معها لمراقبة النجوم و مسارها بهذا التلسكوب فوق سطح بنياتهم...كانت والدتها مقربه منها للغايه فقد كانت تحاول تعويضها دائماً عن حرمانها من والدها الذي توفي وهي لازالت لم تتخطي الثانيه من عمرها... احبت داليدا هذا المجال كثيراً بسبب والدتها كما اصبح هذا التلسكوب اغلي ما لديها فهو ما بقي لها من والدتها التي كانت تشجع اياها دائماً على اكتشاف كل شئ وبث بها روح المغامره...حتي توفيت والدتها و تركتها و هي بعمر الثانية عشر من عمرها تاركه اياها تحت وصاية شقيق والدتها الاصغر مرتضي الراوي الذي كان يبلغ وقتها من العمر 22 عاماً فقد كان خالها و كذلك ابن عم والدها...كان خالها مرتضي حاد الطباع دائماً معها وكان ترجع سبب ذلك إلى الفجوه العمريه التي بينهم لكن زادت سوأ معاملته لها بعد وفاة والدتها فقد كان عندما يغضب منها او عندما يأمرها بفعل شئ و ترفض فعله يقوم بحبسها داخل غرفتها لعدة ايام حتى ترضخ اخيراً و تنفذ ما يطلبه منها... فقد كان يتعامل معها كما لو انها لا زالت طفله لا يمكنها التصرف بمفردها او الاعتماد على نفسها متدخلاً في كافة شئون حياتها.فقد منعها بعد وفاة والدتها من الخروج خارج الفيلا جاعلاً اياها تكمل دراستها من داخل المنزل اتياً اليها بمدرسين يعطونها دروساً خاصه متحججاً بانه يشعر بالخوف عليها بسبب نوبات الذعر التي اصبحت تنتابها منذ وفاة والدتها كانت وقتها طفله فلم تستطع معارضته او فعل شئ حيال ذلك و لكن عند بلوغها سن الثامنة عشر تمردت وطلبت منه ان تذهب للجامعه حتى تبدأ تتأقلم مع الذين من هم في سنها لكنه رفض بشده و عندما اصرت على موقفها و افتعلت معه العديد من المشاجرات العنيفه وافق في النهايه على مضض ان يجعلها تذهب للجامعه تحت حراسه مشدده من رجاله الذين كانوا لا يجعلونها تستطع حتى التنفس على راحه...لكن بعدها تطورت نوبات الذعر التي كانت تنتابها و اصبحت تصيبها بطريقه مبالغه بها ففي بادئ الامر عندما كانت تخاف من شئ او تحزن كان تأتيها رجفه بسيطه بقدميها و ذراعيها، لكن اصبحت اعراض تلك النوبات اقوي من قبل فقد اصبح جسدها بأكمله يبدأ بالارتجاف و تتخلله بروده كالصقيع تصل إلى عظام جسدها من ثم تصبح كما لو انها تدخل عالم اخر لا تدري بشئ مما يدور حولها.وعندما اصابتها تلك الحاله ذات مره اثناء تشاجرها مع احدي زميلاتها شعرت وقتها بحرج لم تشعر به من قبل عندما وقف الجميع يتطلعون إلى يدها وقدميها المرتجفه كما لو كانت شئ غريب لم يروا مثله من قبل... لذا عادت يومها إلى المنزل مقرره ان تكمل دراستها بالمنزل كما كان يرغب خالها عائده إلى قوقعتها مره اخري. محاوله تجنب خالها بقدر الامكان فقد كانت العلاقه بينهم دائماً مليئه بالتوتر.فقد كان يتعامل معها كما لو انها السبب في وفاة والدتها. تساقطت الدموع من عينيها عند تذكرها اليوم الذي توفت به والدتها فقد كانو بسيارة والدتها ذاهبتان لكي يشتروا ملابس لها لكي تحضر بها حفل تقيمها مدرستها فقد اخذ خالها مرتضي يقنع والدتها بعدم الذهاب مشيراً بانها مجرد حفل اطفال لا تستدعي اهتمام والدتها لكن والدتها رفضت واصرت ان تذهب وتشتري لها ملابس جديده حتى تسعدها...ولكن هم بالطريق و دون سابق انذار ظهرت امامهم سيارة نقل بضائع كبيره ضربتهم من الامام مما جعل سيارة تنقلب عدة مرات...توفيت والدتها في الحال بينما ظلت داليدا راقده بالمشفي في غيبوبه لمده 3 اشهر و عند استيقاظها لم ترا امامها سوا وجوه غريبه عليها للاطباء و الممرضات اخذت تبحث بعينيها عن والدتها وعندما لم تجدها شعرت بوقتها بخوف لم تشعر به من قبل فقد كانت الدتها كهفها الامن الذي تختبئ به من اي شئ يخيفها فلم تفارقها ابداً منذ ان جاءت إلى هذه الدنيا...وعندما سألت عنها لم يستطع الطبيب ان يخبرها بالحقيقه و يتسبب بصدمتها وهي بتلك الحاله الضعيفه فاخبرها كاذباً بانها ترقد بمشفي اخر بسبب ان المستشفي لم يكن بها اماكن اخري شاغره و انها عندما تفيق سوف تحضر اليها ظلت داليدا ايام و ايام تنتظر قدوم والدتها وعندما لم تأتي اصرت ان تذهب هي اليها رفض الاطباء متحججين بحالتها التي لم تكن مستقره بعد و بعد ان استقرت حالتها وعندما سألت عنها اخبرها الطبيب بأكثر طريقه لطيفه لديه بخبر وفاة والدتها انهارت وقتها داليدا داخله في حاله هستريه من البكاء و عندما هدئت بعد عدة ايام كانت بهذا الوقت بحاجه إلى خالها مرتضي الذي كان الشخص الوحيد المتبقي من عائلتها لكي يهدئها و يطمئنها بانها ليست بمفردها لكنها كانت بمفردها. بمفردها تماماً و علمت من الاطباء انه لم يأتي لزيارتها و لو لمره واحده طوال فتره غيبوبتها تلك، و منذ هذا اليوم وتلك النوبات لا تتركها...تنهدت ببطئ بينما ترجع بذاكرتها إلى ذلك اليوم الذي رأت به داغر لأول مره كانت داليدا قد تشاجرت مع خالها كالعاده و عندما احتد الشجار بينهما أمرها كعادته ان تذهب إلى غرفتها و الا تريه وجهها حتى اليوم التالي كانت وقتها جالسه تراقب النجوم من فوق سطح الفيلا لكن لوقت ما شعرت بالملل مما جعلها تدور بالتلسكوب بانحاء الحي الفاخر الذي تسكن به اخذت تضحك بينما تراقب احدي الكلاب يطارد قط صغير لكن القط وقف بالنهايه ام الكلب مصدراً صوتاً شرساً مما جعل الكلب يرتعب ويفر هارباً من امامه.اخذت تكمل بحثها عن شئ اخر قد يجذب انتباهها و يخفف عنها ما تشعر به من ملل و فتور... وبالفعل وجدته فقد جذب انتباهها شخصاً ما يمارس الرياضه بالحديقه الخلفيه للقصر الذي يبعد عن فيلاتهم بعدة امتار تعجبت وقتها من هذا الذي يمارس رياضه بهذا الوقت المتأخر من الليل قربت عدسة التلسكوب حتى تستطيع رؤيته جيداً...لكنها صدرت شهقه قويه عندما رأته بوضوح شعرت وقتها بقلبها ينبض داخل صدرها بجنون بطريقه غريبه لأول مره اخذت تتفحص بانبهار نصف جسده العلوي العاري الذي كان مغطي بالعرق نتيجه الرياضه القاسيه التي كان يمارسها، بينما تتأمل باعين تلتمع بالشغف ملامحه الرجوليه فقد كان وسيماً للغايه ذو جسد طويل رياضي صلب رائع بينما شعره القصير فحمي اللون الذي كان ينحدر منه عده خصلات مبتله فوق جبينه بينما.ظلت تراقبه بانفس منحبسه لم تتحرك من مكانها قيد خطوه واحده متجاهله الالم الذي ينبض بقدميها من طوال المده التي وقفت عليها حتى انتهي و دخل إلى القصر و هو يجفف عرقه بمنشفه حول عنقه.بعد هذا اليوم ظلت داليدا طوال السبع أشهر التاليه تضبط منبهها على الثالثه صباحاً حتى تستيقظ و تستطع مراقبته اثناء ممارسته رياضته اليوميه و خلال تلك الاشهر وقعت داليدا بحبه بجنون حاولت الوصول إلى اي معلومات تخصه لكن للاسف لم تستطع نتيجه الحراسه المشدده التي تتبعها بكل مكان...ظلت تحاول كثيراً الوصول إلى معلومه عنه لكن لم تستطع الوصول إلى شئ سوا الاسم المكتوب فوق لافته صغيره فوق القصر الخاص به فقد كان مكتوب عليه بخط فاخر قصر الدويري يأست من الوصول إلى اسمه او اي معلومه تخصه حتى جاء اليوم الذي جاءها اتصال من خالها مرتضي امراً اياها بارتداء ملابسها و ان تأتي إلى شركة العائله...في بادئ الامر تعجبت كثيرا من طلبه هذا خاصه و انها منذ تخرجها و هي تطلب منه العمل معه في الشركه لكنه كان يرفض غير سامحاً لها حتى بزيارته بها...وبالفعل ذهبت إلى الشركه لكن فور دخولها إلى المكتب الخاص بخالها تسمرت قدميها شاعره بقلبها يكاد يقفز من مكانه عند رؤيتها للشخص الجالس مع خالها فقد كان جارها الذي عشقته حد الجنون دون حتى ان تعرف اسمه شعرت وقتها بالارتباك والتخبط لكن اسرع خالها بتعرفهم على بعضهم البعض و ها هي اخيراً قد حصلت على اسمه داغر الدويري... قد علمت من كلامهم انه شريك شقيقها باحدي المشاريع التجاريه.ظلت طوال الوقت جالسه بصمت تتطلع نحوه باعين ملتمعه بالشغف. منبهره بوسامته الفائقه فالتلسكوب لم يوضح وسامته الفائقه تلك و زاد حبها عند سماعها صوته العميق الرجولي فقد كان يبدو ذو شخصيه قويه... تحدث معها قليلاً سألاً اياها عن مجال دراستها، و اجابته هي بصوت منخفض مرتعش... و برغم انهم لم يتحدثوا كثيراً الا انها بهذا اليوم شعرت بسعاده لم تشعر بمثلها من قبل.و بعد انصرافه ظل خالها جالساً يتطلع اليها بهدوء، و عندما سألته عن سبب طلبه اياها لكي تحضر إلى مكتبه اجابها بانه كان يرغب ان يذهب معها إلى الغداء بالخارج و قضاء اليوم سوياً... مما جعلها تندهش اكثر اكثر فهو لم يخرج معها من قبل إلى اي مكان... و بعد هذا اليوم باسبوع واحد جاء خالها و اخبرها بان داغر الدويري طلب منه يدها للزواج...وقتها ظلت داليدا صامته شاعره بكامل المشاعر التي تكنها له تعصف داخلها، لكن تغلب قلقها و خوفها على تلك المشاعر و عندما سألت خالها كيف هذا و هو لم يراها سوا مره واحده اجابها بانه كان يبحث عن عروس مناسب و عندما رأها اعجب بها على الفور من ثم بدأ باقناعها من وجهة نظره هو بانها سوف تصبح زوجه اكبر ملياردير بالبلد...لكن بداخلها لم يكن المال ما تهتم به فقد كانت تهتم به هو فقط فهي تحبه لذا وافقت أمله بان اعجابه بها قد يتحول إلى حب بعد تعرفه عليها جيداً...و بالفعل تمت خطبتهم على الفور و تم تحديد الزواج بعد شهر واحد من اعلانهم خطوبتهم لكن اثناء تلك الخطوبه القصيره لم يلتقوا سوياً الا مرتين فقط متحججاً بانشغاله عمله لكن حتى اثناء مقابلتهم تلك كان دائماً صامتاً مقتضب الوجه و عندما حاولت التحدث مع خالها مرتضي عن ذلك قال بان هذه طبيعته و انه بعد الزواج وبعد تعرفهم على بعضهم البعض سوف يتغير... كانت تشعر بالخوف و التردد من هذه الزيجه رغم حبها له.لكن تغلب حبها على خوفها هذا مقنعه نفسها بان كل هذا سوف يتغير بعد زواجهم كما قال شقيقها... من ثم سافر داغر إلى امريكا في رحله عمل و لم يعد الا قبل موعد زفافهم بيوم واحد فقط... و اقيم حفل زفافهم في افخم القاعات حضره اكبر شخصيات البلد، كان حفل اسطورياً تحدثت عنه جميع الصحف و كان داغر طوال الحفل يبدو سعيداً لم تفارق الابتسامه وجهه معاملاً اياها كما لو كانت ملكه مما جعل قلبها يتراقص فرحاً...لكن جاءت اكبر صدمه لها بعد انتهاء حفل الزفاف و دخولهم إلى الجناح الخاص بهم في قصره... فقد اختفت ابتسامته تلك تاركاً اياها تقف بمنتصف الغرفه بفستان زفافها مختفياً بصمت إلى داخل الحمام الملحق بالجناح...وقفت وقتها شاعره بالخوف و الارتباك لا تعلم ما الذي يجب عليها فعله لكنها اخيراً تحركت ببطئ و ذهبت إلى خزانة الملابس ساحبه احدي منامتها المحتشمه فلم يكن لديها الجرأه لارتداء احدي قمصان النوم التي ابتاعتها من اجل زواجها وعندما انتهت من ارتداء ملابسها خرج داغر من الحمام عاري لا يرتدي سوا شورت اسود قصير احمر وجهها بشده عند رؤيته لصدره العضلي العاري.ظلت واقفه مكانها تتطلع نحوه بخجل شاعره بالخوف مما سيحدث بينهم لكنها شعرت بدلو من الماء البارد ينسكب فوق رأسها عندما رأته يمر بجانبها متجاهلاً اياها تماماً كما لو انها ليست موجوده بالغرفه و اتجه نحو الفراش ليستلقي فوقه مولياً ظهره لها وقتها ظلت تطلع اليها بصدمه لا تدري ما الذي يجب عليها قوله او فعله فقد رفضها و رفض اتمام زواجهم بكل برود...و كان هذا هو الحال بينهم في الايام التاليه ففي كل ليله يولي ظهره لها معلناً صراحةً عدم رغبته بها او باتمام زواجهم فلم يقم بلمس شعره واحده منها حتى الان...كل ليله تعتقد بان هذه الليله هي التي سوف يكمل بها زواجهم و يجعلها حقاً ملكه لكن تنتهي الليله بخيبة املها مديراً ظهره لها تاركاً اياها غارقه في حزنها و بؤسها تبكي طوال الليل كاتمه شهقات بكائها بوسادتها حتى لا تصل إلى مسمعه حتى تسقط نائمه من كثر التعب... اما باقي اليوم فيستقيظ مع اوائل خيوط الصباح يذهب إلى عمله ولا يعود منه الا بعد منتصف الليل.وعندما يعود يتعامل معها كما لو كانت هواء كما لو كانت غير موجوده بالغرفه لا يوجه اليها الحديث الا عند الضروره القصوي... جلست داليدا تتأمل باب الحمام الذي اختفي خلفه وعينيه تلتمع بالدموع لكنها سرعان ما استلقت فوق الفراش جاذبه الغطاء فوق جسدها حتى عنقها عندما شعرت به يخرج من الحمام...اغلقت عينيها بقوه مصطنعه النوم لكن تشدد جسدها بالتوتر و تثاقلت انفاسها عندما شعرت به يقف بجانبها بصمت عده لحظات طوال قبل ان يتحرك بصمت مره اخري نحو جانبه من الفراش مستلقياً فوقه مغلقاً الضوء ليعم الغرفه ظلام يشبه الظلام الذي بداخلها... في الصباح... تلملمت داليدا في نومها شاعره بدفئ غريب يجتاحها وثقل غريب حول جسدها فتحت عينيها ببطئ محاوله استيعاب ما يحدث لكن انتفض جسدها بمفاجأه عندما اكتشفت انها مستلقيه بين ذراعي داغر الذي كان يحيط خصرها بذراعه ضامماً اياها اليه وهو مستغرقاً بالنوم انحبست انفاسها بصدرها شاعره بالحراره تجتاح جسدها بسبب قربها الشديد من جسده الصلب الملتصق بها.لا تعلم كيف انتهي بهم الامر حتى تصبح مستلقيه بين ذراعيه بهذا الشكل. ارتسمت ابتسامه بطيئه فوق وجهها شاعره بالسعاده فهذه المره الاولي التي يضمها اليه متناسيه غضبها منه بالليله السابقه. اخذت تتأمل باعين تلتمع بالشغف ملامح وجهه الوسيم...لم تستطع مقاومه ان تنحني وتطبع بشفتيها قبله خفيفه فوق خده من ثم ابتعدت عنه ببطئ و الابتسامه التي فوق شفتيها تتسع بالفرحه مررت اصابعها بخفه بشعره الاسود الفحمي بينما تتنفس انفاسه الدافئه بشغف شاعره بقلبها يكاد يقفز من داخل صدرها من شدة دقاته المرتفعه... فهي لا تحبه فقط لا بل تعشقه حد الجنون تنهدت بسعاده مغمضه عينيها مستمعته بملمس شعره الحريري اسفل يدها...لكنها انتفضت فاتحه عينيها بذعر عندما شعرت به يتلملم في نومه... شعرت بتجمد اطرافها عندما رأته يفتح عينيه و يتطلع اليها عدة لحظات بصمت كما لو انه لا يزال لا يستوعب ما يحدث من حوله...لكن سرعان ما ذبلت ابتسامتها التي كانت تتطلع اليه بها عندما رأت الغضب الذي اندلع بعينيه قبض بقوه مؤلمه على يدها التي كانت لازالت بشعره معتصراً اياها مما جعلها تطلق صرخه منخفضه نفض يدها مبعداً اياها عنه بحركه قاسيه كما لو كانت شئ قذر يرفض لمسه. قبل ان ينتفض ناهضاً بغضب من الفراش مبتعداً عنها كما لو انها تحمل وباء ما...ابتلعت الغصه التي تشكلت بحلقها مخفضه رأسها بينما تضغط اسنانها بشفتيها بطريقه داميه في محاوله منها للسيطره على الدموع الحارقه التي تراكمت بعينيها شاعره بألم حاد يكاد يمزق قلبها بسبب رفضه لها وابتعاده عنها بهذه الطريقه القاسيه. راقبته بينما يتجه نحو الحمام بصمت مغلقاً خلفه بابه بقوه اهتزت لها ارجاء المكان دفنت وجهها بوسادتها مطلقه العنان لدموعها بينما الالم الذي ينبض بقلبها لم تعد تستطع تحمله.......


قلبه لا يبالى 🦋🦋

البارت الثانى 🦋🤎

بعد مرور اسبوع...

 كانت داليدا واقفه امام المرأه تقوم بتعديل ملابسها قبل النزول إلى الاسفل لتناول طعام الغداء مع العائله فبرغم ان هذه ليست المره الاولي التي تتناول بها الطعام معهم الا انها هذه المره تشعر بالتوتر و الارتباك

🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋

فالليله هي المره الاولي التي سيتناول معها داغر العشاء بحضور العائله بأكملها فمنذ زواجهم و هو دائم الانشغال باعماله و شركاته فلم يتناول معها ولو وجبه واحده حتى الان.

🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋

.مررت يدها حول خصلات شعرها ناري اللون قبل ان تقوم بجمعه وعقده فوق رأسها من ثم تناولت حجابها الذي كان بلون عينيها الرماديه و ارتدته... اخذت تتأكد من ثبات عقدته حول رأسها قبل ان تنهض ببطئ و تتأمل مظهرها في فستانها البسيط ذو اللون الاسود المطعم بورود رقيقه و الذي يبرز جمال قوامها بطريقه محتشمه...انتقلت عينيها ببطئ إلى صورة زوجها المنعكسه بالمرأه و الذي كان يجلس باقصي الغرفه على احدي المقاعد فقد انتهي من ارتداء ملابسه منذ فتره وجلس يراقب اعماله عبر اللاب توب الخاص به. شعرت برجفه حاده تمر باسفل عمودها الفقري عندما تقابلت نظراتهم بالمرأه فقد كانت نظرته قاتمه يتأملها بهدوء مريب... تلملمت في وقفتها بعدم راحه عندما اخذت عينيه تمر فوق جسدها ببطئ يتفحصها بهدوء و ببروده المعتاد...همست بصوت مرتجف بينما تمرر يدها المرتجفه فوق فستانها تحاول ان تداري ارتباكها عنه =انا، انا، خلصت. اومأ لها برأسه قبل ان ينهض بهدوء و يتجه نحو الباب يفتحه و يغادر تبعته داليدا إلى الخارج بقدمين مرتجفه و عينيها كانت مسلطه على ظهره العضلي المحتجز داخل بدلته الفاخره فقد كان معتاد دائماً على ارتداء ذلك النوع من البدلات لم تراه قطاً بملابس عاديه سوا تلك المرات التي كانت تراه يمارس الرياضه بها..

🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋

تعثرت خطواتها حتى كادت ان تصطدم به عندما استدار اليها دون سابق انذار و تناول يدها شابكاً اياه بيده قابضاً عليها بلطف. كاد قلبها ان يغادر صدرها فور ان شعرت بلمسته تلك فقد كانت قبضته حول يدها دافئه قويه كما ان هذه هي المره الاولي التي يبادر بلمسها بمثل تلك الطريقه.اخذت تحاول تهدئت ضربات قلبها المتسارعه و على وجهها ترتسم ابتسامه مرتجفه بينما تتأمله بعينين تلتمع بالشغف و الفرح و خطواتهم تتواكب معاً بهدوء وهم يهبطون الدرج سوياً. 

🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋

فور دخول داغر و داليدا إلى غرفه الطعام تسلطت الانظار عليهم على الفور متفحصين اياهم باهتمام شديد. غمغم طاهر زوج شهيره ابنة عم داغر بينما ينظر بتأفف إلى الساعه المعلقه بالحائط =اخيييراً كل ده بتعملوا ايه... لو يجيبه داغر متجاهلاً اياه و اتحه بهدوء نحو احدي المقاعد ساحباً اياه لداليدا التي ساعدها بلطف على الجلوس عليه من ثم جلس بجانبها على المقعد الذي يرأس الطاوله...

🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋

شعرت داليدا بجو من القلق والتوتر يسود المكان تلاقت نظراتها بكلاً من نورا ابنة عم داغر و شقيقتها شهيره ليرمقونها بنظرات تمتلئ بالازدراء و النفور كعادتهم لكنها قامت بتجاهلهم كعادتها فمنذ قدومها إلى هذا القصر و هي تتفادي التعامل معهم.

 ارتسمت ابتسامه لطيفه فوق وجهها عندما شعرت بيد فطيمه والدة داغر الجالسه بجانبها تربت بلطف فوق يدها بحنان و هي تهمس لها بصوت منخفض والفرحه تلتمع بعينيها.=اخيراً. شوفتكوا مع بعض. مش فاهمه ازاي متجوزين بقالكوا اكتر من 3 اسابيع و دي اول مره تعقدوا فيها معانا انتوا الاتنين على سفرا واحده... اجابتها داليدا بصوت منخفض و قد احمر خديها بشده =ما انتي عارفه يا ماما ان داغر على طول مشغول في الشركه... قاطعتها فطيمه بصوت منخفض حاد.

🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋

 =للاسف ابني و عارفاه. و عارفه ان الشغل دايماً اهم حاجه عنده...كانت تستمع اليها بصمت لا تدري بما تجيبها لكنها انتفضت بمكانها مجفله عندما شعرت بيد داغر تقبض بلطف على يدها الموضوعه فوق الطاوله استدارت نحوه تنظر اليه باعين متسعه بالصدمه لكن اتسعت عينيها اكثر عندما رأت وجهه يقترب منها متمتماً بهدوء و فوق وجهه ترتسم ابتسامه =مش بتاكلي ليه يا حبيبتي،؟!اخذت تتطلع اليه وعينيها لازالت متسعه من الصدمه فقد كان عقلها يجد الصعوبع في استعاب انه يتحدث اليها هي بتلك الطريقه المحببه. لكن فور ان نطق باسمها مقطباً جبينه بتعجب =داليدا،؟! ادركت انه يقصدها هي بالفعل تنحنحت هامسه بصوت ضعيف غير قادره على التحكم بالارتجاف الذي به =ن. عم،؟! غمم ممرراً يده فوق جبينها مدخلاً بحنان خصله شعر الشارده التي خرجت من حجابها =مش بتاكلي ليه،؟!شعرت بتيار من الكهرباء يسري بانحاء جسدها فور ان شعرت بلمسته تلك تناولت بيد مرتجفه شوكة الطعام غارزه اياها باحدي قطع اللحم واضعه اياها بفمها بينما تغمغم بارتباك واعيه لانظار الجميع المنصبه عليهم =باكل، باكل اهو... مرر اصبعه فوق خدها بحنان مما جعلها تشعر بمعدتها تنعقد بقوه شاعره بالارتباك من تعامله معها بهذا اللطف و الاهتمام الذي غير معتاده عليه منه...

🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋

خرجت من افكارها تلك عندما هتفت شهيره ابنة عم داغر الكبري و التي كانت جالسه تراقب اهتمامه هذا باعين تلتمع بغضب لم تحاول اخفاءه. =اول مره نشوفك مع عروستك في مكان واحد من يوم جوازكوا... لتكمل بصوت ممتلئ بالسخريه كما لو كانت تطلق دعابه ما لكن كلماتها كانت ممتلئه بالسم والحقد =الواحد كان قرب يصدق، انها طفشتك من البيت من اول يوم جواز.شعرت داليدا بنيران الغضب تندلع بداخلها فور سماعها كلماتها تلك و زاد غضبها اكثر و اكثر ضحكتها الساخره التي رافقت كلماتها تلك همت بالرد عليها... لكن فاجأها داغر عندما اجابها هو بهدوء =لا طبعاً، بس كل الحكايه ان احنا في اخر السنه وده وقت جرد كل الشركات و الجرد واخد كل وقتي، و داليدا عارفه اني مشغول و مقدره ده كويس...ليكمل موحهاً حديثه إلى داليدا بينما يرفع يدها إلى شفتيه طابعاً قبله عميقه براحة يدها مما جعل جسدها يرتجف باكمله فور ملامسة شفتيه لجلدها الحساس = بكره افضا و اعوضك يا حبيبتي عن كل ده... شعرت داليدا بموجه من الفرحه تنتابها فور سماعها كلماته تلك اومأت له برأسها بصمت بينما الامل بدأ يتراقص بداخلها... تابعته باعين ملتمعه بالشغف عندما نهض من فوق مقعده قائلاً موجهاً حديثه للجميع.=معلش يا جماعه هستأذن انا عندي اجتماع مهم... ليكمل بينما يلتفت نحو داليدا مغمغماً بصوت منخفض بعض الشئ بينما ينحني مقبلاً اعلي رأسها... =عايزه حاجه يا حبيبتي.؟! اجابته بصوت مرتجفبينما تجذب انفاسها بارتجاف وهي لازالت لا تصدق تقربه منها بهذا الشكل. =س. لامتك...ربت بحنان فوق خدها قبل ان يلتف و يغادر الغرفه تاركاً اياها بجسد مهتز و انفس متسارعه متلاحقه بينما تراقب ظهره العريض وهو يغادر الغرفه باعين متسعه ملتمعه بالشغف... 

🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋

كانت داليدا جالسه على احدي المقاعد تضم ركبتيها إلى صدرها بينما تسند رأسها عليهم تفكر فيما حدث اليوم بالاسفل و معاملة داغر لها التي تغيرت كلياً من البرود وعدم اللامبالاه إلى الاهتمام و الحنان الذي لم يعاملها بهم من قبل... اخذت كلماته عن تعويضها عن تقصيره معها تتردد برأسها معطيه اياها الامل في ان يتغير الوضع بينهم في المستقبل...و ان يكون سبب معاملته لها بتلك الطريقه واهماله لها هو انشغاله في اعماله حقاً...اعتدلت في جلستها فور سماعها طرقاً فوق باب الجناح لتدلف بعدها فطيمه والدة داغر إلى الغرفه و على وجهها ترتسم ابتسامه لطيفه.

🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋

 لا تنكر داليدا انها منذ خطبتها لداغر و ان والدته تعاملها كأبنه لها معوضه اياها عن والدتها التي فقدتها منذ الصغر، تعاملها بود و حنان عكس معظم باقي افراد الاسره التي حتى الان لا تفهم سبب معاملتهم السيئه تلك...

 خرجت من افكارها تلك عندما جلست بجانبها فطيمه و هي تهتف بمرح.=سرحانه في ايه،؟! اجابتها داليدا بينما ترسم هي الاخري ابتسامه فوق وجهها =ابداً و لا حاجه... اقتربت منها فطيمه قائله بمرح بينما تهمس باذنها كما لو انها تخبرها بسر عظيم =تعرفي ان داغر مضي النهارده. اكبر عقد توريد في تاريخ شركاته... هتفت داليدا بحماس بينما عينيها تتراقص بها الفرح =بجد يا ماما... اومأت لها فطيمه قائله بحماس مماثل =لسه طاهر راجع من الشركه و قايلنا على الخبر...لتكمل بينما تنكز داليدا في ذراعها بخفه قائله بنبره ذات معني =شوفي بقي هتحتفلي ازاي معاه بالمناسبه دي هزت داليدا رأسها هامسه بارتباك =احتفل معاه ازاي مش فاهمه. ظلت فطيمه تتطلع نحوها بثبات و فوق وجهها ترتسم ابتسامه واسعه ظناً منها ان داليدا تتصنع عدم الفهم لكن تلاشت ابتسامتها تلك 

🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋

هاتفه بصدمه فور ان ادركت انها لا تفهم بالفعل ما تقصده =بقى مش عارفه هتحتفلي مع جوزك ازاي يا داليدا،؟!تخضب وجه داليدا بالحمره بينما تهز رأسها بالنفي بصمت مما جعل فطيمه تربت بحنان فوق وجنتيها مدركه ان والدتها قد توفت منذ صغرها وانها كانت ابنه وحيده كما ان خالها كان لا يسمح لها بالخروج كثيراً لذلك كانت تعاملها كأبنه لها محاوله تعويضها عن والدتها. =داليدا. انتي بتعتبرني زي ماما مش كده... اومأت لها داليدا مجيبه اياها على الفور =طبعاً يا ماما...اقتربت منها فطيمه حتى اصبحت جالسه ملتصقه بها شابكه ذراعها بذراع داليدا من ثم بدأت تخبرها بهدوء بما يجب عليها فعله تراجعت داليدا إلى الخلف بعيداً

🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🤎🤎

 هاتفه بصوت مختنق و قد اصبح وجهها بلون الجمر من شدة الخجل عند تخيلها انها تفعل ما اخبرته به مع داغر... =لا يا ماما مش هقدر اعمل كده... قاطعتها فطيمه بحده.=يعني ايه مش هتقدري تعملي كده. ده جوزك بعدين المفروض انكوا خدتوا على بعض خلاص هتفضلي خايبه كده لحد امتي...


 غرزت داليدا اسنانها بشفتيها بقوه لا تدري كيف تخبرها بان داغر حتى الان لم يقم بلمسها ولم يتمم زواجهم حتى الان و ان اول مره قام بلمسها بها كانت اليوم اثناء مسكه ليدها اثناء ذهابهم للعشاء. خرجت من افكارها تلك عندما رأت فطيمه تنهض و تتجه نحو خزانتها نهضت داليدا هي الاخري تتبعها مغمغمه بارتباك.=بتعملي ايه يا ماما،؟! اجابتها فطيمه وهي تتفحص ملابس داليدا المصفوفه بخزانتها =بشوف حاجه حلوه تلبسيها... لتكمل بينما تهتف بحماس مخرجه احدي قمصان النوم الذي كان بلون الاحمر الدامي

🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋

 =هو ده... لتكمل بينما تضعه بين يدي داليدا =البسي ده النهارده و اعملي شعرك و ظبطي نفسك...وقفت داليدا متجمده تنظر برعب إلى قميص النوم الذي بين يديها فبرغم انها من قامت بشراء ذلك القميص ضمن قمصان اخري اثناء تجهزيها لملابس عرسها الا انها لم ترتدي حتى الان ولا واحد منهم امام داغر فقد كانت ترتدي دائماً منامات محتشمه تغلقها حتى العنق... خرجت من افكارها تلك على تربيت من فطيمه فوق ظهرها =متنسيش تعملي اللي اتفقنا عليه... لتكمل بينما تتجه نحو باب الغرفه تستعد للمغادره =هسيبك علشان تجهزي براحتك...اومأت داليدا برأسها بصمت بينما تراقب والدة زوجها تغادر المكان بينما ظلت هي واقفه متجمده بمكانها في منتصف الغرفه و القميص لايزال بين يديها...

🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋

 بوقت لاحق... كانت داليدا جالسة بجمود فوق الاريكه و عينيها منصبه برعب فوق قميص النوم الذي اخرجته لها والدة زوجها، لا تدري ما يجب عليها فعله. فكيف لها ارتداء مثل هذا الشئ الفاضح و زوجها منذ بداية زواجهم لم يقم بلمسها حتى الان مظهراً بوضوح تجاهله لها وعدم اهتمامه او تأثره جسدياً بها فربما لا يجدها جميله او جذابه بما يكفي.شعرت بنيران الالم تحترق داخل قلبها عند هذه الفكره فهل يمكن حقاً ان يكون هذا هو سبب عدم اتمامه زواجه بها حتى الان،؟! هل يكون لا يجدها جميله او يشعر بالنفور منها

🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋

 لذلك لم يستطع حتى الان بلمسها لكن اذا كان الامر هكذا فلما تزوجها منذ البدايه،!نهضت سريعاً ملتقطه قميص النوم من فوق الطاوله و صدرها يعلو و ينخفض بقوه بينما تكافح لالتقاط انفاسها، مقرره ارتداءه كتجربه لكي ترا مظهرها به فقط محاوله تضميد الجرح الذي تسببت بها افكارها تلك فبرغم معرفتها مدي جمالها الذي يبهر جميع من يراه الا ان ثقتها بنفسها قد اهتزت كثيراً منذ زواجها بداغر الذي اعلن بوضوح و صراحة عدم مبالاته بها او بجمالها هذا...مجرد التفكير فقط بانه لا يراها جميله او ينفر منها قد جرحها و ألمها بشده. بعد عدة لحظات...

🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋

وقفت داليدا امام المرأه بعد ارتداءها لقميص النوم تتأمل باعين متسعه و انفس منقطعه مظهرها به فقد كان القميص قصير للغايه يصل إلى منتصف فخديها مظهراً جمال قوامها و سيقانها البيضاء الحريريه عاري الصدر و الظهر ابتسمت بفرح بينما تقوم بفك عقدة شعرها لينسدل بنعومته الرائعه فوق ظهرها مثل شلال من ألسنة النيران الملتهبه بسبب لونه المشتعل...تناولت بيد مرتجفه قلم احمر الشفاه واضعه القليل منه فوق شفتيها لتصبح اكثر بروزاً و اثاره اخذت تتأمل ذاتها و الفرحه تملئ صدرها... تمنت لو كان داغر يستطيع رؤيتها بمظهرها هذا لكنها تعلم بانها لن تستطيع الوقوف امامه بهذا الشكل الفاضح، تنهدت بحسره بينما تلقي نظره اخيره على مظهرها الخاطف للانفاس هذا قبل ان تستدير و تتجه نحو خزانة الملابس لكي تخرج بيجامتها حتى تقوم بتبديل ملابسها قبل قدوم داغر

🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋

.لكن تسمرت قدميها شاهقه بذعر فور ان وقعت عينيها على ذاك الواقف يستند إلى باب الغرفه بينما عينيه مسلطه عليها تمر ببطئ فوق جسدها بهذا القميص. اخذت تلملم بيدها المرتجفه اطراف قميص نومها محاوله ان تستر جسدها عن عينيه شاعره بالنيران تحترق بخديها ترغب بان تنشق الارض وتختفي اسفلها من شدة الحرج. لا تدري متي دخل داغر الغرفه و منذ متي و هو واقف بهذا الشكل يراقبها...دبَ الرعب اوصالها عندما رأته دون سابق انذار يعتدل في وقفته و يقترب منها شعرت برجفه حاده من الخوف تمر اسفل عمودها الفقري عندما رأت النظره المرتسمه بعينيه بينما يشق طريقه نحوها بخطوات سريعه و تلك النظره السوداء لازالت مرتسمه بعينيه... 

🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋

شهقت بقوه عندما شعرت بذراعه تلتف حول خصرها جاذباً اياها بقوه نحوه ليصطدم جسدها الغض الناعم بصلابة صدره القوي العضلي.شعرت بالصدمه تجتاحها عندما اخفض رأسه بدون سابق انذار و تناول شفتيها في قبله حاره مشتعله... هزتها رجفه قويه مرت بسائر جسدها عندما شعرت بملمس شفتيه فوق شفتيها التي كان يقبلها بشغف لكن سرعان ما تبدلت هذه الصدمه إلى مشاعر اخري غريبة تسري بانحاء جسدها لأول مرة في حياتها تشعر بها مما جعلها ترتجف بقوة بين ذراعيه...زاد ضغط شفتيه فوق شفتيها بتملك حارق و برغم قلة خبرتها الا انها حاولت مجراته في قبلته تلك رفعت ذراعيها تدس يديها بشعره الاسود الحالك تجذب بلطف خصلاته الحريريه ظلوا عدة لحظات على حالتهم تلك، لكنه اضطر اخيراً الى فصل شفتيهم عندما شعر بحاجتها إلى الهواء. همست داليدا بصوت مرتجف لاهث ضعيف بينما تنزع يدها من بين خصلات شعره ممرره اياه بحنان فوق خده

🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋

 =داغر...ظل يتطلع اليها عدة لحظات و نظرة غريبه بعينيه لكن فجأه تحولت نظرته تلك إلى قسوه و غضب فور ان سمعها تتمتم اسمه بشغف كما لو انه قد استوعب اخيراً ما قام بفعله نفض يدها من فوق خده بغضب دافعاً اياها بعيداً عنه بحده حتى كادت ان تسقط فوق الارض لكنها اسرعت التمسك بطرف الفراش محاوله المحافظه على توازنها... زمجر بقسوه بينما يتخذ خطوه إلى الخلف بعيداً عنها =ايه القرف اللي انتي لابساه ده،؟!تراجعت داليدا إلى الخلف بوجه محتقن و عيون متسعه بذعر واضعه يدها المرتعشه فوق عنق قميصها و هي تدرك مدي عريها امامه لكنها انتفضت بذعر و قد بدأ جسدها بالارتجاف بقوه عندما صاح بوحشية قاتلة و عينيه تلتمع بازدراء بينما يلتقط مأزرها الموضوع فوق الفراش ملقياً اياه نحوها بحده ليرتطم بوجهها بقسوه و يسقط بجانب قدميها على الارض. =اخر مره اشوفك بمنظرك الوسخ ده فاهمه...

🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋

ثم التف مغادراً الغرفه بخطوات عاصفه كما لو ان هناك شياطين تطارده مغلقاً الباب خلفه بقوه اهتزت لها ارجاء المكان... بينما سقطت داليدا منهاره فوق الفراش دافنه وجهها به وشهقات بكائها اخذت تزداد و تتعالي شاعره بألم حاد بقلبها يكاد يزهق انفاسها. في اليوم التالي... كانت داليدا تهبط الدرج بخطوات بطيئه متثاقله فلولا اصرار فطيمه والدة زوجها على نزولها لتناول العشاء مع باقي افراد الاسره ما كانت خرجت من غرفتها ابداً بعد ما حدث... فقد ظلت حبيسة غرفتها طوال اليوم لا تفعل شئ سوا البكاء والتفكير فيما حدث بليلة امس مع داغر فحتي الان لا تصدق انه قام برفضها و اهانتها بتلك الطريقه فاذا كان حقاً يكرهها إلى هذا الحد لما تزوجها منذ البدايه.

🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋

فقد تحملت منذ اول يوم في زواجهم تجاهله لها و بروده و تعامله اللا مبالي معها كما لو كانت شئ غير موجود بحياته و بسبب حبها له اعطته الكثير من الاعذار مثل انشغاله بعمله وصفقاته الخاصه، لكن ما حدث بالأمس كانت القشه التي قسمت ظهر البعير فبعد تقبيله لها كما لو كانت اكثر شئ يرغبه بهذه الحياه دفعها بعيداً عنه كما لو كانت شئ قذر قد لوثه.خرجت من افكارها تلك فور ان هبطت إلى الاسفل و شعرت برجفه حاده تمر بجسدها لتعلم بان داغر قد وصل التفت ناحية باب القصر لتجده يدلف إلى داخل القصر و على وجهه يرتسم تعبير حاد مقتطب مما جعلها تلتف هاربه سريعاً و تدخل اول غرفة قابلتها و كانت لحظها غرفه الاستقبال فقد كانت لا ترغب بمواجهته بعد ما حدث بينهم فلازالت تشعر بالاهانه و الالم يعصفان بداخلها...

🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋

ارتمت جالسه فوق الاريكه بجسد مرتعش بينما تفرك يديها بقوه = مالك يا داليدا، في ايه؟! انتفضت فازعه بمكانها فور سماعها تلك الكلمات التفت برأسها لتجد فطيمه والدة زوجه تجلس على احدي المقاعد وبين يديها هاتفها. اجابتها داليدا بصوت حاولت جعله ثابتاً قدر الامكان =ابدا ً. مفيش، حاجه... رمقتها فطيمه بنظرات ثاقبه متفحصه باهتمام وجهها الشاحب قبل ان تردف =مفيش حاجه ازاي و وشك اصفر كده ليه...لتكمل وهي تنهض من فوق مقعدها وتجلس بجوار داليدا فوق الاريكه =في حاجه حصلت ضايقتك،؟! غمغمت داليدا بصوت مرتجف محاوله عدم ااظهار شئ لها =لا ابداً مفيش حاجه يا... لتبتلع باقي جملتها منتفضه واقفه بارتباك عندما رأت داغر يدلف إلى الغرفه كانت نظراته القاتمه مسلطه عليها بطريقه جعلت انفاسها تنحبس داخل صدرها من شده الارتباك و الحرج غمغمت سريعاً بينما تتجه نحو باب الغرفه =هروح اشوف زينات خلصت العشا و لا لسه...لكن فور ان مرت بجانب داغر زمجر باسمها بصوت حاد محاولاً ايقافها كما لو ادرك انها تهرب منه غير راغبه بان تتواجد معه في مكان واحد لكنها تجاهلته و فرت هاربه من الغرفه تتجه بخطوات متعثره نحو المطبخ لكن تجمدت خطوات عند وصولها بقرب باب المطبخ عندما وصل اليها صوت مروه ابنة زينات الخادمه تغمغم بأستياء.

🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋

=داغر بيه ده مش وش نعمه بقي، مش عاجباه مراته اللي شبه الملايكه القمر دي، ولسه قلبه متعلق بالعقربه نورا ده اول ما دخل من الباب سألني عليها هي فين... لتكمل بصوت يملئه الازدراء. =زي عادته متغيرش. حتى بعد ما سابته و راحت اتخطبت لواحد غيره و خلت سيرته على كل لسان... كلنا عارفين و فاهمين انه لسه بيحبها و متجوز داليدا هانم بس علشان يداري على الفضيحه اللي سببتهاله العقربه نورا... لتكمل بغيظ و حده.=انا عارفه بيحبها على ايه دي بني ادمه انانيه ومدلعه... قاطعتها زينات والدتها بقسوه =مروه اخرسي خالص ومسمعش ليكي نفس انتي عارفه لو داغر باشا سمعك بتتكلمي كده هيقطع رقبتك و رقبتي لمي لسانك احنا مالناش دعوه بالكلام ده غمغمت مروه بارتباك =خلاص، سكت. سكت اهو مش هفتح بوقي تاني... 

🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋

استندت داليدا إلى الجدار الذي خلفها و قد بدأت تميد الارض تحت قدميها

🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋

.شاعره بعالمها باكمله ينهار من حولها فور سماعها تلك الكلمات تباطئت انفاسها التي بدأت تنسحب من داخل صدرها شاعره كما لو ان المكان يطبق جدرانه من حولها و قد بدأت البرودة تسرى في انحاء جسدها و دقات قلبها تتباطئ حتى ظنت انها ستسقط ارضاً مغشياً عليها وضعت يدها فوق قلبها محاولة تخفيف الألم الحاد الذي يعصف به وظلت تهمس دون وعى من بين شهقات بكائها المريرة بكلمات متقطعة غير مترابطة بصوت مكتوم باكي والقهر ينبثق منه...=بيحب نورا. بيحب نورا... 


لكن تجمدت كلماتها تلك على شفتيها عندما رفعت رأسها و رأت الشخص الواقف على بعد خطوات منها يتطلع اليها باعين متسعه بالذعر و جه شاحب يملئه الصدمه.

يتبع 

                        الفصل الثالث من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close