
رواية رحيل العاصي الجزء الثاني2 الفصل الاول1 بقلم ميار خالد
كنت اظن أنني لم أخلق للسعادة، ولكنني ضربت قوانين الحياة بعرض الحائط وأصبحت ما أنا عليه..
كلمات الحياة العاتية ظلت تتخبط بقلبي راغبه في الاستمتاع بألمي..
إنه الظلام، أحاول ثم أحاول أن ارتقي بروحي عن هذه العتمة، وكان سلاحي المنقذ هو، تلك الضحكة المشرقة التي تخترق محياي كلما شعرت بضيق، إنها أنا مرّةً أخرى، أنا رحيل
***
صاحت به باعتراض:
- بس أنا مش موافقة! أنا مش عايزاك تقرر عني أنا عارفه أنا بعمل إيه كويس
طالعها "عاصي" بهدوء ثم قال:
- أنا متأكد من ده لكن أنا شايف إن قراري هو الأحسن في الوقت ده!
ردت عليه "رحيل" بضيقٍ:
- الأحسن إننا نطلق!! أنت شايف كده
صاح بها "عاصي":
- أنا مقولتش طلاق!! إنتِ ليه مش عايزه تفهمي، أنا خايف عليكِ وعلى ابننا اللي في بطنك وعشان كده عايزك تبقي بعيده عن العيون
ردت عليه "رحيل" بضيقٍ:
- كل ده عشان شريف مش كده؟ هو مش في السجن أنت إيه اللي مخوفك!
صمت "عاصي" للحظات ثم تنهد بحرارة قائلًا:
- كلامه بقاله فتره في دماغي مش عايز يسيبني، مش مرتاح حاسس إنه هيحصل حاجه
طالعته "رحيل" مُستفسرة وقالت:
- كلام إيه؟
نظر إليها بعيونٍ تائهة وقال:
- أخر مره شوفته في القسم قالي «أنت بجد بتصدق النهايات السعيدة؟ إحنا في دنيا كلها غدر وخبث وكُره، حتى لو خلصت مني هتلاقي غيري وغيري عايزين ينتقموا منك! بس أتمنى اللي يجي بعدي يكون أقوي عشان يعرف يكسرك!»
فطالعته الأخرى بعينين مُتسعتين لأنها سمعت تلك الكلمات منه ولأول مره، وعند إدراكها لما قاله كان الآخر قد ترقرقت الدموع في عينيه رُغماً عنه وأردف:
- مش هقدر اتخيل إنه إنتِ أو أبني تتأذوا من غير ما أكون قادر أعمل حاجه، مش هعرف أعيش وسط كل الضغط ده تاني
جثت "رحيل" على ركبتيها ثم وضعت وجهه بين كفوفها وقالت:
- أنا في أمان طول ما أنا جمبك، استوعب إن الحل مش بعدي عن هنا اللي عايز يأذيني هيأذيني حتى لو بعيده، أرجوك بلاش تبعدنا عنك ده مش حل، ويا سيدي سلمها لله ومش هيحصل حاجه أصلًا، شريف ده كان واحد مريض واهو أخد نصيبه، بلاش تخليه يعكر علينا مستقبلنا وخلاص أنا في أول التامن اهو كلها شهرين او أقل واولد بإذن الله
طالعها "عاصي" للحظات ثم قال بنبرة قاطعه:
- من هنا ورايح مش هتنزلي من البيت غير معايا ومفيش نزول أصلًا أي حاجه عايزاها هتيجي لحد عندك تمام!
طالعته بنظراتٍ مُحبه قائلة:
- استحمل أسى الدنيا كلها بس أبقى جنبك ومعاك
بادلها تلك النظرات المحبة، ثم قبلها في كف يدها كما تعود دومًا وسندت هي رأسها على كتفه..
وبعد لحظات نهضت من مكانها بفزعٍ قائلة:
- نسينا نروح لمريم!! مش النهاردة السبوع بتاعها
قال الآخر بهدوء:
- هنروح متقلقيش، جهزي نفسك يلا وأنا هعدي على أمي أجيبها هي وليلى وهاجي أخدك ونروح
فقالت "رحيل" بحماس:
- إيه رأيك نعملها مفاجأة!!
هبَّ "عاصي" من مكانه قائلاً برجاء:
- إنتِ بالذات لا! مفيش مفاجأة عملتيها غير وبوظتي الدنيا، فاكره في عيد ميلادي لما كنتِ هتولعي في البيت!
طالعته بإحراج قائلة:
- ما أنا كنت عايزه اعملك مفاجأة متجيش على بالك
صاح الآخر بتهكُّم يصحبه انفعال طفيف:
- تقومي حاطة الشمع على السرير وعلى الستاير!! خلتيه يلزق على الستاير إزاي أصلًا!
ردت "رحيل" بمرحها المعتاد:
- يا لئيم مش هقولك ده سر المهنة، يعني أنت علقت على دي ومعلقتش على أول طبخة ليا لما حصل انفجار في المطبخ
رد "عاصي" بسخرية:
- ما هو محدش عاقل يسيب الولاعة جنب النار، راحت انفجرت كنتِ مستنيه إيه؟!
فقالت الأخرى بمنتهى السهولة:
- فدايا عادي
وفي تلك اللحظة أيقن بالفعل أنها سوف تتسبب له بجلطة يوماً ما، وتبع جملتها تلك أنها قد نهضت من مكانها وذهبت حتى تستعد وفي تلك الأثناء ذهب "عاصي" إلى بيت والدته لأنه قد استقر بشقة أخرى هو ورحيل بعد زواجهم، وعندما وصل إليها ليأتي بها و "ليلى" التي قد استقرت عندها لفتره بسبب زواج مريم و ها قد تم زواجها أسبوعه الأول، وجد "أحمد" قد سبقه لزيارتها أيضًا وتقابل الإثنان عند الباب، نظر "أحمد" إلى "عاصي" بتوتر وقال:
- آسف جيت أشوف ليلى من غير ما أبلغك قبلها بس كنت حابب اعملّها مفاجأة
طالعه الآخر بضيقٍ قائلًا:
تمام بس ياريت تعرفني بعد كده، ده لو عايز تفضل تشوفها يعني
رد الآخر ببعض الامتعاض:
- مش عايزك تنسى أنها بنتي في الأخر، أنا بقالي فتره كبيره بحاول اثبت حُسن نيتي والكلام اللي بتقولي عليه بنفذه بالحرف بس بلاش تختبر صبري أكتر من كده، انا بقالي شهور بحاول أكون نموذج كويس عشان ليلى متتكسفش مني لما تكبر بس أنت مصمم تفكرني بأصلي كل مره
قال "عاصي" بجمود:
- علشان مش بثق فيك، وعمري ما هثق فيك وعايزك تعرف إني لو بسمحلك تشوف ليلى فى ده عشانها هي بس علشان للأسف بتفرح لما تشوفك، بس مش أكتر
نظر له الآخر بضيق بسبب كلمات "عاصي" الذي قد أحرقت الدماء في أوصاله ثم خرج من المكان بغضب، وتابع خروجه ظهور "ليلى" التي قد ركضت بسرعة إلى حضن خالها باشتياق، وبعد لحظات أبعدها عنه قليلاً ثم قال بذهول:
- إنتِ كبرتي كده أمتى؟! ولا لابسه حاجه مطولاكي
وقتذاك جاءت "حنان" أمامه وقالت بابتسامة:
- شوفت فردت طول إزاي
رد الآخر بنفس الذهول:
- بس دي خست أوي! مكنش أسبوع اللي غيبته عنك
قالت "حنان" بابتسامة:
- أيوة علشان فردت طول يا عاصي
فقال "عاصي" بقلق:
- بجد يعني مش تعبانه مفيهاش حاجه ؟!
ضحكت "حنان" وقبل أن ترد عليه صاحب به "ليلى" باعتراض:
- فين رحيل هي مجاتش معاك ليه!
قال "عاصي":
- هعدي عليها نجيبها معانا وأحنا رايحين بس عشان نكسب وقت
فقالت "ليلى" بحماس:
- اتفقنا
***
وقفت أمام مرآتها تضيف اللمسات الأخيرة على مظهرها حتى صدع هاتفها رنيناً برقم غريب، أمسكت هاتفها للحظات ثم ردت عليه قائلة:
- الو، مين معايا؟
رد الطرف الآخر:
- مدام رحيل معايا؟
قالت بتساؤل:
- أيوة خير؟
ولكن في اللحظة التالية تم إنهاء المكالمة في وجهها!! نظرت إلى الهاتف بدهشة وذهول بسبب ما حدث، وللحظة قد سرى الخوف في أوصالها فاتصلت بـ "عز الدين" فوراً، وبعد لحظات رد عليها الآخر فقالت بنبرة مرتجفة:
- السلام عليكم، أخبارك إيه
رد "عز" بتساؤل:
- بخير الحمدلله، مال صوتك في إيه؟
حاولت أن تهدأ قليلاً فقالت:
- في رقم غريب أتصل بيا دلوقتي ولما عرف أنا مين قفل في وشي، أنا قولتلك عشان لو قولت لعاصي هيكبر الموضوع وهو أصلًا قلقان بقاله فتره بسبب كلام شريف، مش عارفه إيه اللي فكره بيه دلوقتي، بس أنا شاكه إنه حد من طرفه هو اللي أتصل دلوقتي
صمت "عز" للحظات ثم قال كلماته التي قد اخرستها:
- شريف مات امبارح
شهقت بفزعٍ قائلة:
- إيه؟!! مات إزاي
قال الآخر بحزن نوعاً ما:
- سكته قلبية، بيصحوه من النوم لقوه ميت امبارح، طبعاً بعدها اتشغلت بأمور التكفين والدفن ملحقتش اقول لعاصي، أبقى كداب لو قولتلك إني مش زعلان عليه، هو لسه شاب كان يستاهل حياة أحسن من كده لكن الحقد والغل اللي جواه كان سبب في موته في الأخر
قالت "رحيل" بحزن هي الأخرى:
- ربنا يرحمه ويسامحه، طيب لو مش هو اللي أتصل من شوية هيكون مين؟
رد "عز" بهدوء:
- هاتي الرقم هشوفه عندي
وبعدها أعطته الرقم وطلب منها أن تنتظر لفتره ثم تعاود الإتصال به، وبالفعل قد انتظرت ما يقارب العشرون دقيقة ثم اتصلت به مجدداً فقال وقتذاك:
- بلاش تشغلي بالك مفيش حاجه، ده رقم شركة سياحة بيتصلوا بعملاء كتير يقدمولهم عروضهم، ممكن حصل عندهم حاجه قطعت المكالمة بس لكن بلاش تشغلي بالك بحاجات تافهة زي دي وبلاش تقلقي عاصي كمان كويس إنك قولتيلي الأول
فشعرت ببعض الطمأنينة بسبب كلماته، قالت:
- شكرًا جدًا يا عز بجد
- العفو على إيه؟ لو احتاجتي أي حاجه في أي وقت كلميني على طول
ابتسمت "رحيل" ثم أنها معه المكالمة وبعدها وصل إليها "عاصي" برفقة "ليلى" و "حنان" وعندما وجدها جاهزة تحركوا جميعًا إلى بيت مريم ليطمئنوا عليها..
***
ارتدت ثوبها الأبيض المطرز باللؤلؤ، واسدلت شعرها خلف ظهرها ثم وضعت بعض الماكياج الخفيف على وجهها، نظرت إلى انعكاسها لتلاحظ قطرات العرق التي تكونت على وجهها من فرط توترها فالتقطت منديل ومسحت جبينها بيدٍ مرتجفة، في تلك الأثناء دلف إليها "شادي"، وقال بدون أن ينظر لها بنبرة هادئة:
- عربية عاصي وصلت تحت، أخرجي
وقتذاك نهضت من مكانها ونظرت إليه قائلة:
- ممكن محدش يعرف حاجه
طالعها هو بعينين كساها الضيق قائلاً:
- أكيد مش هطلع أسرار بيتنا برا
فرددت هي بصوتٍ خفيض:
- بيتنا؟
طالعها مرّةً أخرى ليقول بجمود:
- حتى لو إنتِ مش معترفه إنه بقى لينا بيت أنا معترف، يلا أخرجي عشان هيرنوا الجرس في أي وقت
وبالفعل عقب كلماته تلك رنين جرس الباب، خرج "شادي" وفتح الباب إليهم بابتسامة لطيفة وقد تناسى ما حدث قبل لحظات وكذلك "مريم" التي ركضت نحو ابنتها بسرعه واستقبلتها بين ذراعيها، ظلت تقبلها باشتياق ثم نهضت وعانقت والدتها ثم "رحيل" وربَّتت على بطنها الممتلئ، ثم دلفوا جميعاً وبعد جلسة طويلة من الترحاب والمضيافات، لاحظت "رحيل" أنَّ وجه "مريم" يكسوه الجمود على غير عادتها، فاقترحت أن تأتي لهم ببعض الشاي برفقة "مريم"، وبمجرد دخولهم إلى المطبخ اوقفتها "رحيل" بسرعه قائلة:
- إنتِ في إيه مال وشك؟
حاولت أن ترسم ابتسامة بسيطة على وجهها وقالت:
- مفيش حاجه أنا كويسة أهو
ردت "رحيل" بإصرار:
- إنتِ بتضحكي على مين؟ شادي عملك حاجه حصل حاجه في الأسبوع ده طب وشك مش طبيعي!
تغيرت نظراتها رغماً عنها، وترقرقت الدموع بعيونها، فقالت "رحيل" بقلقٍ:
- في إيه بلاش تقلقيني أكتر
ردت "مريم":
- مش عارفه أعيش، دماغي تعباني وتاعبه شادي معايا، دايمًا شايفه إنه هيسبني ويمشي عارفه لو نزل واتأخر شوية أقول إنه مش هيرجع تاني وهيهرب من جنبي، بقوم من النوم مفزوعة وكذا مرة خلال الأسبوع ده يتخض بسببي في عز نومه، مش عارفه في إيه وصدقيني غصب عني، بحبه أيوة بس في نفس الوقت مش عارفه اظهرله مشاعري دي مش بيشوف مني غير إني بنفر منه وأنا مش عارفه ليه بعمل كده، أنا بحب شادي يا رحيل بس مش عارفه اوريله الحب ده، وكل ما أجرب الاقي في حاجه بتمنعني
طالعتها الأخرى بعينين مُتسعتين قائلة:
- معقول شايله كل ده جواكي! أنا عايزاكِ تهدي الأول وعايزه أفكرك برضو إن اللي مريتي بيه مش قليل، طبيعي تمري بالفترة دي وخصوصاً في أول جوازكم، والفترة دي هتقوي علاقتكم مش هتضعفها
أردفت "مريم" من بين دموعها:
- خايفه ميستحملنيش يا رحيل، خايفه اتخذل منه تاني
ردت الأخرى برفق وهي تربّت على كتفها:
- شادي حبك وإنتِ في أسوء حالاتك يا مريم، إزاي ممكن يخذلك وهو اللي اختارك ووقف قدام عيلته كلها علشانك، إنتِ ناسية إن عيلته مكنتش موافقة على جوازكم وبرغم كل ده اقنعهم بطريقته علشان يفضل معاكي، هوني على نفسك وفكريها كل شوية إنه جنبك مش هيسيبك
قالت "مريم" وهي تمسح دموعها:
- بس أنا مستاهلش الحب ده، عشان كده حاسة إنه هيروح مني في أي وقت
صمتت "رحيل" لدقائق ثم قالت:
- إنتِ تستاهلي أكتر من الحب ده يا مريم إنتِ مش قليلة، فكري إزاي تحافظي على الحب ده مش إزاي هيروح منك عشان وقتها هتخسريه بجد، شادي دلوقتي جوزك وده بيتك، ركزي في الحاجات دي
ثم مسحت لها ما تبقى من دموعها برفق، وأخذوا الشاي وخرجوا به إليهم، وعندما عادت بجانب "عاصي" مال عليها قليلاً وقال:
- اتأخرتوا ليه كده؟! في حاجه حصلت؟
طالعته "رحيل" بتهكُّم قائلة:
- هو إيه ده، كُنا بنتكلم شوية وخلاص فيها إيه يعني
فقال الآخر ببعض الغضب:
- خلاص في إيه متعليش صوتك
ردت الأخرى بعِناد:
- أنا صوتي واطي أنت اللي صوتك عالي!
وقبل أن يرد عليها الآخر قالت "ليلى" بتأفف:
- يوه بقى بدأنا تاني
لتصيح بها "مريم" بقوة:
- ليلى! عيب كده
فقالت الأخرى بمُزاح طفولي:
- آسفه يا ماما بس هما علطول بيتخانقوا كده وأنا مش بقدر أخلي الكلام جوه مخي لازم أقوله
ردت عليها "مريم" بهدوء:
- بس مش كل حاجه تيجي في بالنا نقولها يا ليلى لازم تفكري كويس قبل ما تتكلمي، عشان في كلام عيب يتقال كده
قالت "حنان" برفق وهي تربّت على كتف الطفلة:
- معلش يا مريم هي لسه صغيرة برضو مش مشكله
ردت "مريم" بنفس الإصرار:
- برضو يا ماما معلش، في حاجات لازم تكون عرفاها حتى لو صغيرة عشان متغلطش بعدين
بالرغم من صحة كلمات "مريم" إلا أنها قالتها ببعض الحدة جعلت الدموع تترقرق بعيون "ليلى" وعندما وجدها شادي على وشك البكاء نهض من مكانه وعانقها برفق قائلاً:
- ماما مش قصدها تزعلك هي عندها حق
فقالت "ليلى" من بين دموعها:
- بس أنا كنت بهزر عادي
فقال الآخر برفق:
- في كلام حتى لو على سبيل الهزار مينفعش يتقال
أومأت "ليلى" برأسها وتفهمت كلماته تلك، وبعدها عانقتها "مريم" ونهضوا جميعاً ثم ودعوا "مريم" و "شادي" وبمجرد خروجهم جاءت رسالة على هاتف "عاصي" فأمسكه ونظر به للحظات فتغيرت ملامحه إلى الجمود رويدًا رويدًا، ثم نظر إلى "رحيل" بوجهٍ عابس، طالعته هي بتساؤل قائلة:
- مالك في إيه؟
لم يرد عليها وظل يطالعها بعبوس، وبعدما أوصل والدته و "ليلى" إلى بيتهم عاد إلى بيته مع "رحيل" بصمت، وكانت تعلم أن صمته هذا بمثابة الهدوء الذي يسبق العاصفة، وعندما دلفوا الى بيتهم لم تحتمل أكثر فأوقفته قائلة:
- حصل إيه وشك اتغير من ساعة ما خرجنا من عند مريم، أنت كويس؟
ظل يطالعها بصمت فصاحت به بقلق:
- بلاش تبصلي كده في إيه!
وفي الدقيقة التالية قرر أن يقطع صمته هذا، فأمسك هاتفه وبحث به لثواني ثم وضعه أمام عينيها لترى به سجل مكالماتها الأتية والصادرة! ثم أشار لها على الرقم الذي أتصل بها قبل مكالمتها مع "عز الدين" قائلاً:
- ممكن أفهم رقم مين ده، ومن أمتى وإنتِ بتخبي عليا حاجه؟!
فطالعته هي بقلقٍ واضطراب، وهربت الكلمات عن لسانها حتى قالت ..
يتبع