رواية اطفت شعلة تمردها الجزء الثاني2وليدة قلبي الفصل الثالث والثلاثون33 والرابع والثلاثون34 بقلم دعاء احمد

 


رواية اطفت شعلة تمردها الجزء الثاني2وليدة قلبي الفصل الثالث والثلاثون33 والرابع والثلاثون34 بقلم دعاء احمد


"أختر صديقٌ صالح من بين آلاف الطالحين، فوالله لو صادقت الصالح لربحت الدنيا و مافيها، وأن اخترت الطالح فتيقن من خسارتك للاخره قبل دنياك الفانية"

في منزل «الشهاوي» 

دلف «صالح» لشقة والده بجسد مرهق و أمارات الحزن جاليه عليه، 

لكن وجد المنزل هادي تمامآ فكان خاليا، علم ان والدته من المؤكد انها الان مع «عائشة » ليشعر بالأسي إتجاه تلك الفتاة 


اتجه نحو غرفة والده بخطوات بطيئة، متيقن من حزن والدها على شقيق عمره و كيف لا يحزن عليه وهو الأخ و الصديق و ضلعه الثاني


صفق عدة طرقات على الباب لياتيه الرد بعد لحظات 

"ادخل" 

وضع يديه على مقبض الباب وهو ياخذ نفس عميق لتمتلئ رئتيه بالهواء شاعرا بألم و حزن، لكن حاول رسم أبتسامة صغيرة على ثغره، و هو يدلف للغرفه قائلا بهدوء:


"عامل ايه يا حج دلوقتي؟" 


كان«جلال» يجلس على فراشه ممدد الساقين، الغرفة مظلمة الا من اشعة الشمس التي تداهم الغرفة، بينما هو يُسبح على يديه بهدوء تام، 

و الابشع ان الذكريات الجيدة بينه و بين «جمال» تعصف بعقله و قلبه ليجيب :


"بخير الحمد لله" 


جلس «صالح» بجواره على الفراش بحزن قائلا:

"هون عليك يا بابا، ما هي دي النهاية لينا كلنا مين فينا هيخلد في الأرض، أنتَ نفسك علمتنا ان البقاء لله وحده" 


تنهد «جلال» بحزن و لمعه دموع صادقه ليجيب بهدوء:

" ونعم بالله، لكن عارف ايه اللي بيوجع يا ابني، انه فجأه حد بنحبه ينخطف من وسطنا، و على اد الحب بيكون الوجع من الفراق، 

انا و جمال صحاب من ابتدائي، 

لسه فاكر ازاي اتصحبنا، 

في رابعه ابتدائي كانت امي الله يرحمها اتخانقت مع الحج شريف جدك ربنا يرحم امواتنا واموات المسلمين، وقتها جدتك معملتليش سندوتش و الصبح قبل ما امشي زعقت ليا، و انا زعلت رحت المدرسة و انا مضايق و اي حد يكلمني كان ممكن اتخانق معه كنت طفل لسه، 

في الحصه الرابعه تقريبا قبل الفصحه كان قاعد في نفس التخته جمال 










لقيته بيفتح شنطته و مطلع كيس السندوتشات بتاعه و كان فاضي هو كمان 

وقتها ضحكت رغم اني كنت متضايق اللي هو اتلم المتعوس على خيب الرجا، لكن جمال وقتها اتضايق مني و نزل الفصحه و هو زعلان، 

كانت أول مره اعرف يعني ايه كسر الخاطر روحت اخدت الشنطه بتاعتي و نزلت انا كمان لقيته قاعد جانب العلم و زعلان روحت قعدت جانبه و هو متكلمش روحت فتحت شنطتي وطلعت كيس السندوتشات بتاعي، 


وقولتله انا كمان مجبتش اكل و مش معايا غير النص جنيه دا على فكرة العمله وقتها كانت غير دلوقتي  

لقيت بيبصلي و قام مطلع من جيبه نص جنيه هو كمان قالي ايه رايك نشتري سندوتش من محل الفول اللي جنب المدرسه و نقسمه سوا انا كمان جعان، 


قالتله ماشي بس انا هنط من على السور و انت تراقب علشان لو المدرسه شافتنا هتاخدنا للمدير لقيته ابتسم وقالي ماشي

و ساعدني انط من على السور واطلع اجيب سندوتش و حطيته في كيس و ربطته كويس و قمت حدفته لجمال وهو واقف جوا و نطيت تاني دخلت للمدرسه كنت شقى برضو، قعدنا كلنا سوا و قسمنا الاكل مع بعض 

كانت حياتنا بسيطه اوي، من وقتها واحنا صحاب و كبرنا سوا ابتدائي اعدادي ثانوي حتى كليه التجارة جمعتنا سوا، 


حتى لما اعُجب ببنت جيه و قالي انه عايز يخطب كنا لسه متخرجين و بنشتغل و هو كان بيحب فاطمة بنت شيخ الجامع، وقتها ابوه كان توفاه الله انا قلت للحج شريف و روحت انا و جمال و جدك نخطبهاله"


أبتسم «صالح» بود قائلا:

" كان بيحبها و هي كمان صبرت معه سنين في الفقر لحد ما كبروا و ربنا رزقهم من الوسع 

و لما ماتت مستحملش و راحلها و دي سُنة الحياة و محدش هيفضل، الذكريات هتتعبنا لكن ربنا كريم، "واستعينوا بالصبر و الصلاة" 

هون عليك يا حج الله يرضا عنك، أمي مش هتستحمل لو جرالك حاجه "


أبتسم «جلال» برفق قائلا :

" أمك، تعرف انا و حياء مع بعض بقالنا

 واحد و تلاتين سنة مفيش مرة شفتني زعلان الا وعيطت ، سبحان الله يزرع الحب في قلوبنا بلا مقابل، 

علشان كدا يا صالح وصيتي ليك يا ابني 

أمك و مراتك و أختك و بناتك في المستقبل ان شاء الله اوعي يا ابني تكسرهم او تقلل منهم،

 علمهم ان الحب الاول الاصدق لله وحده 

وان ربنا بيغير على قلوب عباده، 

لو حسوا ان في حب دنيوي ملأ قلوبهم خليهم اول مكان يهربوا ليه هو خلوتهم مع ربهم

يمكن حبيته في أمك، بعد ما خلفنا كانت دايما انتم الاول عندها و لما تتعب مكنتش تيجي تشتكيلي، كانت بتدخل اوضتها و تفضل تصلي و تدعي ربنا و أحيانا كانت بتعيط و انا بسمعها لكن عمري ما اتدخلت في اللحظات دي، لأنها كانت بين العبد و ربه... 

كلنا فينا أخطاء وكلنا مقصرين لكن ربنا بيحب اللي يسع له و يتلهف على رضاه"


أبتسم «صالح» قائلا:

" ربنا يحفظكم لينا يارب انا هدخل اجهزلك أكل لان انت من امبارح مكلتش حاجه و لسه بليل العزاء مينفعش تفضل من غير أكل "


ابتسم«جلال» بحزن وهو يومئ له بالموافقة ليتركه «صالح» يدلف للمطبخ يقوم بصنع وجبة خفيفة ثم عاد مرة أخرى للغرفه، حاملاً بين يديه صنية موضوع عليها الاطباق

ليهتف بمرح :

" عمايل ايديا و حياة عنيا 

و تحيه لأجدع رجالة يعني جلال الشهاوي يعني القماش والمقاسات المظبوطه علشان هو الصح و التمام، يعني عم المحاسبين كلهم "


أبتسم «جلال» وهو يهز راسه قائلا:

"بطل صياح يا ابن حياء" 


اقترب منه واضعا الصنيه على الفراش ليقبل رأسه :

"ياله يا حجيج خلينا ناكل لقمة سوا لان شوية و المغرب يأذن "


__________________

   في منزل «صالح» بعد أذان المغرب

كانت الفتيات ترتدي الملابس السوداء الأجواء كئيبه و حزينه، تجلس زينب علي الفراش بجوار «عائشة» النائمة و ملامحها متشنجه، و كأنها في كابوس مزعج يداهم عقلها، لا تتقبل الأمر،

 و بجوارها غرام التي تقرأ القرآن الكريم من المصحف بيديها

اخذت «زينب» تمسد بحنان على شعرها شاعره بالم طفيف، نهضت من فوق الفراش تتجه نحو الخزانه لعلها تجد دوائها، لكن وجدت الأدوية قد نفذت تزامناً مع دخول "حياء" الغرفة

سألتها برفق قائلة:

"نامت؟"

أبتسمت زينب بحزن وهي تنظر لها:

"لسه نايمة حالا ربنا يكون في عونها" 


تنهدت بحزن و ظهرت طبقة طفيفة من الدموع بمقلتيها قائلة:

"الله يرحمه كان الكل كان بيحبه، الجنازة كان فيها ناس من كل حته و اللي جين ياخدوا الخاطر من الصعيد، يارب حسن الخاتمه"


التفت تنظر لما بين يديها من أدوية قائلة:

"أنتِ لسه ماخدتش الدواء معقول يا زينب"


زينب بهدوء و ابتسامة:

"انا كويسه الحمد لله بس انشغلت مع عائشه و غرام و كنت هاخده دلوقتي بس شكله خلص "

   

ردت حياء بجدية ممزوجه بخوف امومي:

" لا طبعا مينفعش يا زينب لازم تاكلي وتاخذي الدوا هاتي الروشته انا هنزل اجيبه من الصيدلية "


رواية وليدة قلبي الفصل الرابع والثلاثون بقلم دعاء أحمد (لجزء الثاني من اطفت شعلة تمردها

«الفصل الرابع و الثلاثون»

«أطفت شعلة تمردها»


هل تظن أنك وصلت للنهاية حيث الحياة الوردية التي كنت تتمناه و لطالما حلمت بها،

يؤسفني أن اتسبب في سقوط آمالك أرضا، لأن السبيل لتلك الحياة ممزوج بألم ربما لن تتحمله و تتمنى لو تراجعت و كان هذا كله كابوس مزعج


في منزل آل «الشهاوي»

ساعدت «حياء» «زينب» في الجلوس على الفراش بعد أن بدلت ثيابها، ومازالت تشعر بالاضطراب بعد كل ما اكتشفته اليوم.


سؤال يدور بعقلها؛ لما كل هذا الحقد؟!

أغمضت جفونها بينما وضعت يديها على بطنها بخوف على أطفالها من هذا العالم.


أبتسمت«حياء» وهي تربت على كتفها بأهتمام قائلة:

"سرحانه في ايه يا زينب؟"


تنهدت بأرتياب و خوف قائلة:

"خايفة اوي من وقت ما الدكتورة قالت اني حامل في تلات أطفال الموضوع مخوفني اوي، انا أسمع ان الولادة بتكون صعبة في طفل فما بالك بتلاته، 

هو انا فرحانة بس خايفة، و كمان خايفة معرفش أهتم بيهم،

او أحب واحد أكتر من التاني و ساعتها هبقي بظلمه، و كمان ياترى فعلا هقدر أكون داعم ليهم... خايفة اوي يا ماما"


أبتسمت «حياء» بسعادة ممزوجة بطيبة وهي تقترب من «زينب» تحتضنها بحنان بينما أغمضت عينيها، شعور جميل هو العائلة، تُلقي كل همومك بين احضانها، شعور بالدفء الأمان

حياء بحب:

" بصي يا زينب الخوف الصراحه طبيعي في الحالة اللي زي دي، انا كنت حامل في صالح و أيمان، و الصراحة كنت مرعوبة في فترة الحمل لان مكنش معايا حد؛ يعني هو جلال و شهد

جلال كان مشغول في الوكالة و شهد عندها بيتها و هي كانت معها ياسمينه، اه كانت معظم الوقت معايا لكن مش دايما و انا كنت خايفة اولد في وقت

جلال كان دايما بيحاول يخفف عني و الصراحة علشان مظلمهوش هو عمل كل اللي عليه

بس انا اللي كنت شايلة هم الولاد و المدرسة و دروس القرآن و مذاكرتهم و شغل المطعم

، لدرجة ان اوقات كنت بعيط لما احس اني تعبت، بس سبحان الله كل دا يهون أدام اني اشوف ضحكة او فرحة اي واحد فيكم، عارفة انك هتتعبي

، بس اوعدك لو ربنا طول في عمري هكون معاكِ خطوة بخطوة،

عارفة يا زينب اول ما شفتك والله قلبي ارتاح لك و حسيت أنك طيبة و تستاهلِ كل خير،كفاية انك ساعدتي صالح بدون مقابل و سبحان الله طلع من نصيبك "


تشبثت «زينب» بثوب «حياء» وهي تبتسم برفق قائلة:

" أقولك سر انا بحبك أوي، يمكن معرفش مين أمي لكن لما بنتكلم سوا و تحضنيني بحس اني فعلا في حضنها، بحب أهتمامك بيا و أنك بتيجي كل يوم تحفظين القرآن، يعني انا عمري ما كنت اتخيل اني احفظ عشر اجزاء في فترة الحمل،

سبحان الله كل كلمة في كتاب الله العزيز فيها راحة نفسية غريبة...

تعرفي صالح وعدني اني لو ختمت القرآن هينفذلي اي طلب اطلبه منه،

لما حفظت العشر أجزاء وقتها كان فرحان اوي اكتر مني انا شخصياً

هداني السلسلة دي شكلها حلو صح"











كانت تُمسك بين يديها سلسلة من الذهب على شكل مجسم صغير لمصحف مكتوب عليه اسم«الله عز و جل »

أبتسمت حياء و هي تُقبل رأسها بحنان قائلة:


" ربنا يبارك فيكِ يا زينب يارب، طبعا جميلة جدا، و بعدين أنتِ علشان شاطرة قدرتي تحفظيهم في الفترة الصغيرة دي انا الصراحة قعدت فترة أطول منك

و كمان صوتك ما شاء الله جميل و مريح للسمع، تعرفي ان جلال بيعرف يقلد بعض الشيوخ مفيش مرة يقرأ قرآن الا لو خلني اعيط سبحان الله "


أبتسمت «زينب» بخبث وهي تغمز بشقاوة:

" يا وعدي يا وعدي على الحب، 

هو صحيح مين اللي حب التاني الاول.. و ايه حكايتكم و ازاي بدأت، 

و ليه دايما أسم بابا لازم لما ينذكر يتذكر أسمك أنت كمان، يعني لما كنت شغالة في المصنع دايما كنت أسمع الاسمين مربوطين ببعض اشمعنا؟" 


أبتسمت «حياء» و توردت وجنتيها بحمرة الخجل قائلة بهمس:

" علشان انا محظوظة و ربنا عوضني عن سنين عمري في بلد غريبة بحب جلال و دف قلبه، الصراحة جلال هو السبب الاهم في نجاح علاقتنا، يمكن لانه اتمسك بيا رغم عيوبي دعمني يا زينب و انا لوحدي كل الناس كانوا بيشكوا فيا؛ 

ابويا و شهد و نوارة الله يرحمها و أيوب مفيش حد منهم سمعني الا جلال 

حتى لو في لحظة اتخلى عني فهو رجع و ردلي كرامتي.... 

اقولك سر و محدش يعرفه، انا عشت عشرين سنة في بلد غريبة، اه كنت متاقلمة فيها لكن زي اي حد كنت حاسه بالغربة و الوحدة مكنش عندي صحاب في الكلية الا قليل جدا، عارفة انا يعتبر كنت من الطبقة الفقيرة و في الكلية أحيانا كنت بتعرض للتنمر مش من الأجانب لا من بنات مصرين 

افتكر جيس و جميلة

دول الاتنين كانوا اسوء بنتين ممكن اي حد يقابلهم كانوا موذيين بكل المعاني علشان كدا مكنش عندي صحاب، هي ماما بس كانت جميلة اوي اوي و كنا صحاب جدا 

لدرجة

اني كنت بكلمها عن كل حاجة ممكن اي بنت تخجل تتكلم فيها مع والدتها زي مثالا الكلام عن الحب.... موتها وجعني اوي و خصوصا اني كنت لوحدي و مكنتش عارفة اعمل ايه 

بس ربنا بيوقف لك ولاد الحلال اللي يساعدوكِ، 

تعرفي انا مكنتش بطيق جلال سبحان الله لكن مع الوقت محبتش غيره و بقي هو كل حياتي "


أبتسمت «زينب» بحماس:

" طب انا عايزة اشوف صور فرحكم اصل سمعت انه كان كبير اوي و فضل تلات ايام في دبايح شغالة و الكل حكي انه مش هيشوفوا فرح زي دا تاني"


تنهدت «حياء» باريحية و هي تجلب هاتفها :


" تعالي انا معايا شوية صور على الموبيل و الألبوم تحت لما انزل هجيبه نتفرج عليه سوا، بابا الله يرحمه هو اللي أصر انهم يفضلوا تلات ايام فرح كان أكبر فرح اتعمل في اسكندرية بصي من الاخر كدا عوض ربنا بيجي حلو اوي اوي اوي كمان" 


احتضنت زينب لتجلس بجانبها وهما ينظرن للهاتف و يتحدثان عن كل تفصيلة حدثت يوم زفاف «جلال و حياء» 


دلف «صالح» الي شقته بعد يوم عمل مرهق و خصوصا بعد تسليمه رشاد للبوليس و فتح قضايا تزوير قام بها ذلك المدعو رشاد الشافعي 


أستمع لصوت ضحكات عالية أتيه من غرفة النوم و صوت والدته و زوجته يتحدثان بمرح، اتسعت ابتسامته وهو يتجة نحو المطبخ، صنع كوب من القهوة ، طرق على الباب عدة طرقات قبل أن تسمح له والدته بالدخول 


"كنتم بتتكلموا في ايه كدا و بتضحكوا" سأل والدته بفضول و هو يضع الكوب جانباً بينما تمدد على الفراش

ليضع رأسه على فخذ «حياء» مغمضاً العينين يستريح من عناء اليوم


ابتسمت برفق وهي تمرر يديها في خصلات شعره السوداء لتجيب :


"كنت بفرج زينب علي صوركَ أنتَ و أيمان و أنتم صغيرين"


في لحظه انتفض «صالح» بذعر قائلا:

"صور ايه؟" 


لم تستطع «زينب» كبت ضحكتها بتنظر له بطريقة مغيظه و ضحكتها تتعالى وهي تعطيه الهاتف ليري إحدى الصور له وهو طفل يبدو حينها كمتشرد و ليس طفل أبداً، 

كانت «أيمان» تمسكه من شعره وهو يقضم وجنتها بغيظ و أسنانه تكاد تاكل وجنته أخته 


خطف الهاتف من بين يديها بسرعة قائلا بحرج:

"دي صورة قديمة مينفعش كدا على فكرة ايه الإحراج يا جماعة كنت طفل و هي منتكش عاملة الواجب و أنا خفت المدرس يضربها روحت مديها كراستي قام المدرس ضربني أنا، لما رجعنا البيت يومها كنتِ في المطعم يا ماما و أيمان غظتني بالكلام روحت مسكتها من خدها و عضيتها لقيتها بتمسك شعري و بتشدني، يومها بابا زعقلي و يا اختي على دا يوم منيل بستين نيلة.... استنوا ارن عليها خلينا نطمن عليها مكلمتنيش النهاردة خالص"


أخرج هاتفه من جيب بنطاله ليجري اتصال بأخته


في لندن...... 

كانت تجلس بجوار «يوسف» و ذكريات اليوم تُعاد عليها، أيضحي بحياته لأجلها كما شعرت بالأمان معه في تلك اللحظات العصيبة التي مرت عليهما في داخل ذلك المصعد، 

تنهدت براحة وهي تضع راسها على كتفه بهدوء

بينما يشاهدان إحد أفلام ديزني

- بيتر بان- بينما ياكل الفشار، 

وهو يضحك وهو يرى أفعال «تنة و رنة» أثر غيرتها على «بيتر» 

جذبت الغطاء عليها وهي تتمسك بذراعه تستمد منه الأمان 


أيمان :

"غريبة مكنتش متخيلة ان في ولاد بيحبوا الكرتون كنت فاكرة ان دي حاجات بنات و بس" 


رد عليها و مازال ينظر للتلفاز:

"والله يا بنتي مش عارف بس والدتك كانت دايماً تتفرج عليه متنسيش انها هي اللي ربتني فكنت بحب اتفرج على الحاجات دي" 


ابتسمت لتردف بنبرة ممتنة :

"شكرا يا يوسف أنك في حياتي، النهاردة كنت خايفة اوي، لكن لما سمعت صوتك حسيت اني مطمنه حتى لو كنت مُت م..." 


قاطعها قائلا بحدة:

" أيمان ممكن تسكتي و بلاش تعصبني لو سمحتِ، أنا لما ابوكِ واقف على جوازنا اخد مني عهد اني اخفظ عليكِ و أنا عمري ما اخلف بعهودي، لأنك مش بس مراتي أنت حبيبي و قلبي و روحي يا جميل أنتِ، بقولك ايه ما تسيبك من الفيلم و تعالي أقولك كلمة على انفراد" 


هزت كتفها قائلة ببراءة مصطنعه:

" أنا شايفة انا الفيلم عجبك"


ابتسم بخبث مقترباً منها و ما كاد ان يُقبلها حتى صدح رنين هاتفه ليزفر بغضب قائلا:


" مين الغتت اللي بيتصل دلوقتي "


التقط هاتفه ليري اسم «صالح»ليجيب قائلا بتملق

" حبيبي واخويا و عم عيالي عامل ايه يا برنس"


           الفصل الخامس والثلاثون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا




تعليقات