رواية ثلاثين عاما في انتظار حبي الاول الفصل الرابع4 بقلم خديجه السيد

رواية ثلاثين عاما في انتظار حبي الاول الفصل الرابع4 بقلم خديجه السيد


ذوّبت في غرامك الأقلام من أزرق، و أحمر، و أخضر حتى انتهى الكلام علّقت حبي لك في أساور الحَمام و لم أكن أعرف يا حبيبتي أن الهوى يطير كالحمام .

أخذت رحمه تحاول تذاكر دروسها، تقرأ في كتاب لكنها لم تشعر بالرغبه في اِكماله شارده تفكر في طاهر، منذ أن قابلته لقد بدأت تنجذب إليه في كل لقاءها به، تحب الوقت الذي تقضيه معه حتى تحب مشاكسته معها لكن رغم ذلك فإن به شيء ما يجذبها نحوه دون أن تشعر بذلك أحياناً، لكن هذا شعور غريب فـ هي لا تعرفه يبدو أنه مختلفاً بالنسبةِ لها..صحيح هي لم تتعرف على أي شاب آخر قبل سابق لكنه ظريف و هادئ رغم أنه يبدو مشاكس و عابث، و هو وسيم بل أكثر من ذلك جذاب فإذا نظرت إلى وجهه شعرت بأنها لا استطيع أن تبعد عينيها عنه و أنها تريد تأمل ملامحه الجميله و ضحكته الجميله، يا إلهي ماذا يحدث لها؟

كيف لأي فتاه ألا تعجب به؟ إنه يبدو مثل ممثلي السينما إن له شعر أسود ناعم، و عينين و اسعتين مائلتين إلى الأعلى، و أنف مستقيم و فم هازل كما أنه عريض المنكبين صغير القامه بحكم سنه .

تنهدت بضيق شديد و استغفرت الله كثيراً من نفسها، كيف لها تسرح في كل ذلك؟ وضعت الكتب أعلى الطاوله بجانبها شاعرةٌ بالحزن فما فعلته كان خطأ، كيف تفكر بتلك الطريقه و برجل لم تعرفه جيداً و لا يحق لها أن تثق به، كيف تخون ثقة والدها بها؟؟

حاولت إقناع نفسها بأن كل ما بينهما هو الصداقةُ فقط، لكن هل هذا ماتريده مع طاهر ؟ إنها لا تشعر بذلك فقط لكن ماتشعر به أكثر هو الرغبه في سماع صوته و رؤيته و الحديث معه كما أحست بالإنجذاب نحوه، لما كل هذا؟ أسدلت عليها الغطاء و نامت و هي تتناسى شعورها بالوحده حتى بعد مده طويله استيقظت عند وقت الصلاه أفاقت بصعوبه و أقامت صلاتها و بعد ذلك جهزت نفسها للذهاب إلى المدرسه .
__________________________________

بـعـد مــرور إسـبـوعـيـن .

كانت رحمه تسير بالشارع بجانبها طاهر الذي يسير على قدمه و بيده يُسير بالدراجه (العجله) ذاهبين إلى منزلهم. كانت رحمه تنظر له بشرود دون أن تنتبه على نفسها، تنظر بإمعان إلى ملامح وجهه حتى ظهرت ابتسامة طاهر الجانبيه، وعت رحمه على نفسها و أدارت وجهها للجهه الأخرى بخجل شديد حتى سمعت صوته ينده باسمها: رحمه .

تبرم وجه رحمه قائله بضيق و خجل: نعم.

ابتسم طاهر بلطف لها و قال: أريد أن أقول لك شيئاً بصراحه نحن لم نتعرف على بعضنا إلا حديثاً لكني ارتاح لكِ كثيراً .

رحمه دون تفكير: و أنا أيضاً .

اتسعت ابتسامتها بشده قائلاً بفرحه:حقاً !!

عضت على شفتيها قائله بإرتباك : أجل .

قال بعد لحظه: أريد أن نظل معاً طول الوقت.

قالت بخجل: ماذا ؟؟

طاهر بإرتباك: أقصد، أحب أن نرى بعضنا و نتحادث و نكون مع بعضنا حسب، أشعر براحه حقيقيه و أنا معك .

رمقته بعدم فهم : لكن نحن لانعرف بعضنا جيداً .

حمحم قائلاً بهدوء: ألا يكفي أن كلاً منا يشعر بالراحةِ نحو الآخر و لكن مع الوقت سوف نتعرف على بعض أكثر، إلا إذا لا تريدي ..هل ترغبين فى أن تكوني صديقتي أقصد.. صديقتي المقربه التي أفضي إليها بمكنونات قلبي و مشاعري و حسب  إذا احتجت لها فى يوم ما .

شعرت رحمه بالإرتباك من كلامه سألته بخجل : أنت ماذا تريد ؟

تنهد طاهر يشعر بأكثر من شعور الراحه نحوها من هذا الوضع، بعد صمت طال بينهم نظر إلى عيناها السوداء اللامعه و إلى وجهها الشاحب بخجل و المرتاب بشدةٍ منه، و حتى هذا السؤال الذي طرحته عليه هو عاجز بقوه عن إيجاد إجابه مناسبه لها .

رد بمصداقيه و حيره يعجز القلم عن وصفها : 
أنا إذا نفسي لم أعرف ماذا أريد لكن أنا احتاجكِ أنتِ من تفهمي رحمه، أنا أحتاج إلى ذلك منك.

نظرت له ترمقه بإعجاب صادق، عضت على شفتيها بخجل قائله بإرتباك : طاهر أنـ...لا أعرف ماذا أقول بالحقيقه ؟

قاطعها بشفق علي حالتها قائلاً حتى تنسى ما بها من التوتر و الخجل: هل تريدي أن تجربي السير بـ الدراجه ؟

تطلعت فيه بعدم فهم لتهز برأسها بتذمر برفض ليكمل حديثه قائلاَ:هيا كفي عن الدلال .

نظرت له بتوبيخ و قالت بزمجره حاده: أنا أتدلل.

ضحك طاهر على غضبها الطفولي قائلاً: و مع ذلك يعجبني، هيا تقدمي و اصعدي فوق الدراجه و أنا سوف أساعدك، لا تخافي.

نظرت له و هي تكاد ترفض بخوف حتى اقترب منها يمسك يدها بخفه يساعدها و بالفعل تقدمت بتردد تصعد فوق الدراجه، ابتسم على هذا الإستسلام فقد اقتربت حين اعتصر خصرها بقوه و حين مال عليها ببطء يرفعها حتى وضعت قدمها و بدأ طاهر يسير بها بهدوء جانبها بالأرض و هي فوق الدراجه، اغمضت عيناها بإستسلام فلم تكابر هذه المره فقد كانت كالمخدره أمام لمساته و أمام هذه المشاعر الذي و للإعجب كان لها مذاق آخر على جسدها و أصدق بالمشاعر المجهوله عليه و عليها .

بدأ الهواء المنعش يتطاير و شعرها يتطاير معه لتبتسم و هي مغمضة العين، و هو أيضاً ابتسم لها لتفتح عينيها بهدوء مستمتع حين تركها تسير بمفردها و بدأت بالفعل تسير لوحدها بسعاده لتقول بحماس: هذا جيد بالفعل.
لكن سرعان ما خاب أملها و فقدت القدره على التوازن و اصطدمت بحجره و وقعت أرضاً بالعجله ليصيح طاهر بخوف حقيقي: رحمه .

ركض نحوها و أنزلها أرضاً ليطمئن عليها، نظرت له و هي تكاد تبكي من الألم بجسدها الذي تشعر بيه ليحاوط إياها بهم حاصرها بجسده حتى تستند عليه ليقول بقلق: أنا آسف رحمه هذا خطئي، هل تشعرين بألم شديد ؟

هزت رأسها برفض هاتفه ً بإبتسامه رغم ألمها: أنا بخير طاهر و لم يكن خطؤك أنت هذه أول مره لي أركب دراجه و من الطبيعي أسقط .

تنهد طاهر براحه من عدم اصابتها بأذى كبير و هو يضع كلتا يداه على ذراعيها عندما لاحظ جرح صغير لكن ينزف دم، تنهد بضيق مكتوم من نفسه ليخرج من جيبه منديل قطن و يحاول يخفف الحرج ببطء شديد لتقول بصوت منخفض: طاهر اتركها لي .

هز رأسه برفض قائلاً بجديه: لا رحمه لن تستطيعي أن تفعليها أنتِ .

تنهدت رحمه بإستسلام أفكارها تشتت عقلها بهذهِ الأنفاس الساخنه المحمله برائحة عِطره القويه، تلاحظ هي أنه خاص به من قربه حتى عيناه السوداء اللامعه تربكها أكثر، طلته عليها من قرب تبعثر مشاعرها وردها عليه لتصمت .

رفع رأسه ليتحدث لكن صمت فجأه لم يكن يلاحظ قربها منه لهذا الحد الذي أصابته بتخدير منذ أن رآها تحركهم بتبرم و عناد.
أخفضت رأسها بحرج من قربه لها و هذا الجسد الذي تشعر بحرارته بالرغم من وجودهم في الهواء الطلق حولها لكن أحست بإختفاء الهواء و لم يعد التنفس جيداً، هو يقترب منها دون شعور وضعت يداها بتلقائيه على صدره و اغمضت عيناها من أنفاسه الساخنه التي تغمر رقبتها و تسري القشعريره بكامل جسدها .

لتدق أجراس الإنذار إلى عقلها لتفتح عينيها بقوه و فمها لترفض ذلك لكن هو سبقها و هبط على شفتيها معتصر إياها بشراسه و تلذذ بين شفتاه الغليظه .

بنعومه كان يلتهم بدون حساب لشيء لم يهمه تلويها بين ذراعه ورفضها له، كل مايهم الآن الإستمتاع بقربها الذي بات لعنه تحاصر أفكاره بشده حتى شعر بخبطه قويه أعلى صدره منها تألم بشده لذلك تركها و ابتعد عنها بسرعه و هي تلهث بشده و هو أيضاً يلهث بكثره و ينظر إلى عيناها التي رفعتهم بحده إليه و الدموع داخلها تنهمر من عينيها بألم، نظر بصدمه كبير و اإرتباك ليحاول طاهر التكلم بصعوبه شديده من التوتر و الخجل الذي حل عليه لكن لم يستطع ،و هي نهضت دون حديثه منه بسرعه تركض كأنها تهرب لكن لا تعرف من من تهرب؟؟
.............

ركضت بشده رحمه و دموعها تتساقط على خدها و هي تستمع إلى صوت طاهر خلفها ينده باسمها و هو يركض يريد اللحاق بها حتى أسرع ليقف أمامها و هو يلهث بشده: رحمه توقفي قليلاً، أنا أعتذر على ما صدر مني لم أعلم كيف فعلت ذلك؟ لكنـ... .

قاطعته رحمه و هي تصيح بعنف وسط شهقاتها: لكن هذا لم يكن خطاك لوحدك طاهر أنا أيضاً أخطأت لأني لم أرفض، فقد تساهلت معك وسمحت لك بفعل ذلك .

اِنصدم طاهر من حالتها ليقول بترجي: كفاكِ بكاءُ رحمه ماذا تقصدي بحديثك ذلك ؟

مسحت دموعها بعنف لتقول بحزن شديد: لكنها الحقيقه، أنا أخطأت طاهر خُنت ثقة والدي بي .

تنهد طاهر بضيق شديد ليقترب منها محاولاً التحدث معها لكن توقف عندما سمع صوتاً غاضباً خلفه يقول بحده: رحمه لما تقفي هنا مع ذلك الشاب؟

رفعت رحمه عيناها و نظرت بتلعثم و اِرتباك إلى حسام الذي يتطلع إليها بشراسه: عم حسام، آآ هذا طاهر زميلي في المدرسه كان يسألني عن موعد درس .

اِستغرب طاهر بشده من خوفها منه لتنظر رحمه إليه بترجي شديد و بهمس خائفه: طاهر اِرحل، هذا صديق والدي .

نظر إليها طاهر بفهم خائفاً من أن يحكي هذا الشخص إلي والدها عليه، حمحم قائلاً بهدوء مصطنع: حسناً سوف ارحل، إلى اللقاء .

رحل طاهر بضيق مكتوم، و ابتلعت رحمه ريقها بتوتر و قالت بصوت مرتجف: و أنا أيضاً سوف ارحل، عند إذنك عمي حسام .

أقبل عليها حسام ببرود يرمقها بنظرات غموض أربكتها و خبث قائلاً بنبرة آمره : كفاكِ رحمه تناديني بـ عمك من الآن و صاعداً ناديني عزيزي أو زوجي أو حسام فقط، هكذا تلقب الزوجه زوجها عزيزتي رحمه .

ابتعدت خطوات للخلف و هي تشهق بعنف عندما اخترقت كلماته عقلها بعدم استيعاب لحديثه .

اقترب منها متجاهل صدمتها و هو يسترد بحده مُخيفه قاسيه كمخالب الشيطان : و أيضاً لا تقفي مع هذا الشاب، فـ أنا رجلٌ غيور جداً ومتملك إلى حدٍ كبير عزيزتي رحمه، لا تحاولي العبث معي حتى حينها يا صغيرتي   سأضطر لمعاقبتك .
__________________________________

ركضت بسرعة البرق على درجات السلالم بخطوات سريعه ثم سارت نحو الباب تقرع عليه بقوه حتى فتح أخيها الصغير بإبتسامه لكنها لم تعيره أي اٍهتمام، دلفت الداخل و كان والدها مستند على الأريكه بجانب زوجته و أخاها خلفها .

لتقول رحمه بغضب شديد: ما هذا الهراء الذي تحدث عنه عم حسام ؟

نظر إليها سيد بتوتر و تطلعت فيها رحاب بتمعن ثم قالت ببرود: عن ماذا تحدث معك خطيبك ؟

نظرت لها بذهول غير مصدقه لما سمعته من زوجة أبيها لتتذكر حديث حسام معها منذ قليل فمعنى ذلك أنه طلبها للزواج و قد واقفوا دون أخذ رأيها، إنهم يريدون أن يزوِجوها لرجل عجوز يكبرها بكثير و ليس بشابٍ حتى، نظرت إلى والدها و اقتربت منه و لكنه نهض ليتحدث معها بإرتباك واضح: اسمعي يا ابنتي، أنا أعلم أنكِ ليس لديكِ رغبه في هذا الزواج و لكن هذا الأمر رغماً عني أنا أيضاً، حسام أمر مدير عملي بفصلي نهائياً و أخذ من حمايا و ابنه بـ مصر وصلات الأمانه التي تحمل اِمضتي، و إذا لم توافقي على الزواج منه سوف يضعني بالسجن، و أنتِ و أخيك الصغير و رحاب سوف تشردون بالشوارع من دوني يا ابنتي، الله وحده يعلم أني رفضت هذا الزواج من البدايه قبل أن أعلم نواياه الخبيثه، لا تخذليني رحمه فسوف يضيع مستقبلنا كلنا عزيزتي .

اِنهمرت دموعها رغماً عنها و هي تهز رأسها لكلا الجانبين برفض، لقد حسم الأمر  ماذا تفعل؟ و لمن تلجأ؟ إنها خائفةً بشده، نظرت إلى والدها بإستنجاد و عدم تصديق فهو يظلمها، كيف يفكر بنفسه و زوجته و ابنه فقط و هي لا لتقول برفض : مستحيل أن أتزوج من هذا الرجل لااا.

جزت رحاب على أسنانها بعنف فهي بالكاد بصعوبه أقنعت زوجها على الزواج و هي الآن تحاول اٍستعطافه فهتفت بعصبيه مفرطه: رحمه الأمر و النهي إلينا أنا و والدك و أنتِ عليكِ التنفيذ و حسب دون جدل، حسام اتفق بيني و بين والدك ليلة أمس على الزواج، ستذهبي بعد الزواج إلى قصر حسام و ستسكني فيه بعد زواجكم مباشرةً و ستتعرفين عليه قريباً لأن بعد أسبوع حفل خطوبتكما.

انتفضت مكانها صارخه بغضب عارم: مــاذا؟؟ محال لن اتزوجه و لن انتقل من هنا، فأنا سأكمل تعليمي و لن اتركه لأي سبب كان، أنا مازلت صغيره على أمور مثل ذلك . 

جفلت برعب من صوت رحاب الصارخ بغضب :اصمتي يا رحمه و لا ترفعي صوتك علي قليلة الربايه و إلا سأقطع لسانك الطويل، اسمعيني جيداً هي كلمه واحده و سوف تنفذ رغماً عنكِ و كما قالت .. و بالمناسبه ليس لكِ طلعه إلى المدرسه مره ثانيه فـ حسام ابن عمي رافض فكرة تعليمك و الخروج كل يوم و التحدث مع الغرباء من دون علمه .

تساقطت دموعها بمراره و قهر أكثر فـ هما يحرموها من طفولتها أيضاً لتقول بصراخ : قلت لن أتزوج .

رحاب بغضب شديد: سيتم بإرادتك أو دونها رحمه، اذهبي إلى داخل غرفتك و لا أريد رؤية وجهك حتى تضعي عقلك في رأسك .

أخفض سيد رأسه بندم شديد و عجز ثم نظر لها و قال بهدوء و حنو و هو يقترب منها: أنا آسف ابنتي، صدقيني لن تندمي على هذا الزواج مطلقاً فحسام رجل طيب و جيد، و هو وعدني أن يعاملك بحب و حنان .. لا تقلقي .

قالت رحاب بحقد و غل:آلاف الفتيات تتمني ما سوف تعيشيه يا فتاه، سوف تسكني في قصر كبير ملكٌ لكِ وحدك وزتكوني أنتِ صاحبة الرأي فيه، و هذا طبعاً غير الخدم، حياه لم تكوني تحلمي فيها من قبل . 

صرخت رحمه بصوت عالي و قهر لا يناسب عمرها فهي طفله صغيره كيف تُحرم من حقوقها دون اعتراض لتقول بهستيريه : ومــع كــل ذلــك لا أرررريـــد، لــمــا لا تـفــهـمـونـي لا أرررريـــد الــزواج .
__________________________________

بينما عند طاهر في اليوم التالي ركض يبحث عن رحمه يريد الإعتذار منها لكن تفاجأ بأنها غير موجوده تنهد بإحباط و ضيق من غيابها لكن أقنع نفسه ربما رغماً عنها و ليس هو السبب في غيابها و سوف ينتظرها في اليوم التالي حتى يعتذر لها عن ما صدر منه .
يوم، يومين، ثلاث، أسبوع و لم تأتي رحمه لـ مره ثانيه إلى المدرسه، كاد أن يجن جنون طاهر بمجر أنه لا يعرف سبب غيابها فلم تعد تأتي رحمه المدرسه و لا يعرف أي أخبار عنها، تنهد بيأس و فكر لربما هو السبب لما فعله بها آخر مره لكنه اعترف بخطئه و يريد الإعتذار، لكن أين هي رحمه؟؟

أسبوعان مروا على طاهر و كأنهم دهر، دهر قاسي يمزق داخله رويداً رويداً، بحث عنها بكل مكان و لكنه لم يجدهـا حتى كاد أن يفقد عقله فعلياً شعور كالسكين البارد الذي ينغرز بمنتصف قلبه، أنه مرفوض تماماً من أكثر شخص يحبه كأنه طفل صغير حرِم من لعبته المفاضه و لا يوجد غيرها في هذه الدنيـا.

تقدم منه صديقه ناظم ناظراً إليه بعطف فـهو و لأول مره يكن في هذه الحاله يجلس وحيداً و عيناه لم تفارق باب المدرسه ليقول ناظم بيأس: اليوم ثان مجاتش رحمه .

(و أيضاً اليوم لم تأتي رحمه) . 

ليومئ طاهر برأسه برفض و بتعب دون حديث . 
__________________________________

تساقطت دموعها بمراره على شكل خيوط شفافه تذيب الحجاره، لم تود أن تبكي فقط بل و أن تصرخ حتى تنقطع أحبال صوتها لكنها مخنوقه، كيف يجبروها على الزواج من رجل يكبرها بالعمر بـ كثيراً رغماً عنها؟ هي لا تعرفه لكن أصبحت تكرهه جداً و تشمئز كلما تذكرت أن حياتها انقلبت رأساً على عقب خلال أسبوع واحد فقط بسببه، و الأسوأ أنه قاسِ لا يرحم لقد سمعت الكثير عنه من زوجة أبيها، و لكن ما يحزنها بشده أن والدها وافق على هذه الزيجه بالرغم أنه منذ زواجه من رحاب و هو لا يحب هذا الرجل و يخبرها بتجنبه و الآن يقبل بأن يصبح زوجها .

ما هذه القسوه التي بداخل البشر حتى والدها صامت و رافض فعل شيء، فقد كرهت تصرفاته بشده لكنها لم تكرهه هو فبالآخر هو والدها ليس لديها أحد غيره، و تعرف جيداُ أن رحاب هي سبب هذه الزيجه و في إقناع والدها أيضاً.

هي قطه صغيره فكيف ستواجه شراسه الحياه، ستبقى معه طوال حياتها لأنهم ببساطه لا يؤمنون بمفهوم أنها طفله صغيره حتى المدرسه لن تذهب إليها مرةً أخرى بسبب حسام، لا تصدق عقلها ستكون ملكه و إلى الأبد، ستكون ملك إلى أكتر شخص تكرهه و لا تحبه و تخاف منه، ستكون ملك رجل فارق العمر بينهما أكثر من ثلاثين عاماً، كيف ستكون الحياه الزوجيه معه ؟ فـ من البدايه رفض دراستها فماذا بعد ؟ و حياه ماذا؟ هل يوجد حياه بعد كل ذلك ؟؟
__________________________________

الأيام تمر سريعاً يوماً يتلو آخر الدقائق تتراكض و تتسابق و كأنها تجاهد للوصول إلى الخلاص، و مع ذلك تبدو للبعض و كأنها قرون.

قبل أسبوع بالفعل تمت خطبة رحمه رغماً عنها على حسام، حبست نفسها بداخل الغرفه رفضت ترى وجه أحد لم تعد تطيق الوضع الذي أصبحت فيه بالغصب و القوه حتي الطعام كانت تأكله في غرفتها وحدها و لا تشاركهم أي شيء، و كيف أن تنظر إليهم و هم السبب في وضعها هذا يروها تنهار أمامهم من البكاء الشديد كل يوم و يتجاهلوا أمرها حتى والدها لم يفعل شيء سوى أنه اشفق عليها و شعر بالغضب الشديد من نفسه لأنه السبب في وضعها و يفكر أحياناً أن يذهب إلى حسام و يلغي كل شيء لكنه عندما يفكر في السجن يصمت بضعف .

أما عن حسام فرح و طار من السعاده عندما خطب رحمه لكن غضب بشده عندما كان يأتي كـ زياره حتى يرى رحمه لكنها كانت ترفض بشده و تصرخ بقوه و هي داخل غرفتها أنها لا تريده و تكره بشده، لكنه كان يحاول السيطره على نفسه بصعوبه شديده بأنها في النهايه سوف تصبح له و سوف يعاقبها على ذلك .

و هاه اليوم الفرح بعد مرور إســـبــوعــيــن .
بداخل منزل سيد علي تعالت الأصوات مع وصول الأقارب المقربين فقط من عائلة سيد و رحاب ليصل بعدها حسام برفقة أخته الوحيده سعاد التي تصغره بـ أربع سنوات، دخلت المنزل بوجهها العابس و الغير راضي على زواج أخيها بـ فتاه صغيره جداً عليه لكنه رفض النصيحه منها عندما حاولت إيقاف الزواج، هرعت رحاب ترحب بـ ابنة عمها سعاد التي ابتسمت لها ببرود فهي لا تحب رحاب و لا تطيقها فهي تعلم حقدها تجاها.
وفي الأسفل أمام المنزل يجلسوا الرجال و يستقبلهم سيد يدعوهم إلى الجلوس و يعرفهم على بعض أقارب زوجته رحاب.

نظرت سعاد أخت حسام بتكبر نحو رحاب لتقول بلؤم في نفسها: سامحك الله حسام دونةً عن النساء جميعاً لم يكن أمامك غير هذا النسب، و أيضاً فتاه صغيره فضحتنا وسط الجميع يا عيب الشوم عليك يا أخي.

ليجلس بعدها جميع النساء و يقوموا بترديد أغاني الأفراح مع التصفيق، أتت رحاب برحمه من يدها لتشهق سعاد بذهول عندما رأت العروس، طفله صغيره لا أكثر كيف لها ان تعرف معنى الزواج أو تتحمله حتى؟ لتجلس رحمه وسط الناس و هي لا تزال جامدة الملامح و بداخلها بركان على وشك الإنفجار في أية لحظه، همست سعاد لـ رحاب قائله بتساؤل: ما بها؟ لماذا هي عابسةٌ هكذا؟ هذا فأل سيء على العريس ليلة الزفاف .

أجابت رحاب بتوتر و بهمس شديد : آآ ليست عابسه بل خجِله فقط أختي، سوف أذهب إلى الداخل أُحضر مشروبات الفرح.

نهضت رحاب و هي تحذر رحمه بعينيها أن تبتسم و لكن ملامح رحمه الجامده كانت خلفها بحر من الدموع، فلم تستطع سعاد أن ترفع عيناها عنها فقد كانت تشك أنها تم غصبها على الزواج حتى نهضت رحمه بسرعه إلى غرفتها قبل أن تنهار أمام الجميع .
__________________________________

في المساء عند الساعه السابعه كان طاهر قد نزل من الطابق العلوي لمنزله رغم عدم رغبته في رؤية أحد خاصةً والدته و أخته الذين أصبحوا يشكوا في أمره.

سار نحو الخارج بالشوارع يفكر في رحمه أين ذهبت و اختفت فجأه، ظل يدور بالشوارع الجانبيه حتى أن وصل إلى الشارع الذي تسكن فيه رحمه، فـقد كان يوصلها كل يوم و هي عائده من المدرسه معه لكن كان لا يدخل معها الشارع حتى لا يراها أحد من أهلها أو جيرانها و يذهب و يقول لوالدها لكن تذكر أنها في يوم أشارت له على منزلها الذي تسكن به من بعيد و هو الآن يعرفه، فكر في شيء مجنون يفعله ربما يضره لكن ليس أمامه غير ذلك، ليعقد حاجبيه بدهشه و هتف: ما هذه الضجه الكبيره، أيوجد زفاف أمام منزلها، لكن زفاف من ؟؟

__________________________________

نسابقُ كلَّ الفراشات بالعدوِ خلفَ الرياحِ بطيّارةٍ من أملْ نعتلي عرشَ أحلامنا، حينَ كنا صغاراً نهجّي الحياةَ و نلعبُ منْ كانَ يَكذِبُ يرحَلُ عنَّا، و أصدقنا من يصيرُ البطلْ نَغرِفُ الشمسَ نحضرُ عرسَ الزهورِ و نشربُ قنينةً من عسلْ، حينَ كانتْ حكايات جدَّاتنا مثل نبعٍ يفيضُ علينا ولا نرتوي، كيفَ كُنَّا نُخبِّئُ بعضَ الدموع و نحزنُ كان قلبُ الصغارِ كبيراً و لونُ البساتينِ أجملْ.

كانت ترتعـش رحمه و هي جالسه بغرفتها تبكي بقهر، ترتدي فستـان زفاف لا يمت لفستان الزفاف بأي صه بل كان بمثل كفن لها فـ عندما تذهب و هي ترتدي إلى منزل السيد حسام سوف تُزج في قبرهـا بالمعنى الحرفي.
تشعر و كأنه ليس فستان زفاف بل حبل طويل يلف حول جسدهـا، لا حياه، لا نور، لا رحمه و لا إنسانيه إليهم منهم.
__________________________________

كانت رحمه مازالت تجلس أعلى الفراش و القلق و الخوف اعتصرا قلبها، انفجرت في البكاء الحاد على حالها حتى تسلل لسمعها خربشات خلف زجاج الشباك بغرفتها، رفعت رحمه عيناها و الدموع تجري من عينيها لتقول بخوف : من هناك ؟

استمعت إلى الصوت مرة أخرى و نهضت لتتفقد الوضع، لتفتح بتردد الشباك كادت أن تصرخ و هى غير مستوعبه من الصدمه ليضع طاهر يده بسرعه على فمها يمنع صراخها ليقول بصوت منخفض: اهدي رحمه، هذا أنا طاهر .

ابعد يده من على فمها و ابتلعت رحمه ريقها بضعف: طاهر، هذا أنت بالفعل !

انقبض قلب طاهر عندما رأى وجهها و هي تبكى بهستريه و دموعها تغرق وجهها، ابعدها عنه و دخل غرفتها من الشباك قبل أن يراه أحد، تسلل إلى شباك غرفتها و الجميع تحت مشغول بـ الزفاف، التفت ليتحدث معها ليلاحظ أنها ترتدي فستان زفاف ليقول بدهشه: ما هذا؟؟ لما ترتدي فستان زفاف رحمه؟ 

قالت رحمه بخفوت: لأن اليوم هو يوم زفافي طاهر .

ظل طاهر برهه من الوقت ساكن لم يستوعب، ياالهى هل ما سمعه حقيقه؟ كيف لطفله أن تتزوج بهذا العمر؟ صاح بعدم تصديق: مـــاذاااا؟؟ هل تمزحين؟

قالت رحمه وسط دموعها: أنا أقول الحقيقه، اليوم هو زفافي .

جز على أسنانه بحده قائلاً : تقولين هذا ببرود و كأنكِ موافقة على هذا الزواج، يا ترى من هو العريس؟

هتفت رحمه بـ أنفاسها اللاهثه بإرهاق واضح : أنا لست بارده لكنها الحقيقه، ثم أني لست موافقه على الزواج و لا أطيق العريس العجوز هذا، كل شيء يمر بالغصب و القوه.

صمت الآخر برهه من الزمن ثم نطق بتوتر : العريس العجوز ، مهلاً هل تقصدين أنكِ سوف تتزوجي هذا الرجل الذي شاهدك معي ؟

هزت رأسه له بالإيجاب و الدموع تنهمر من عينيها بغزاره: نعم هو نفسه .

صدم بذهول و لم يعرف ماذا يقول، ثم قال طاهر بتفكير: هل هذا الزواج بسببي لأنه شاهدك معي؟ قال لوالدك و عاقبك هكذا بالزواج منه .

هزت رأسها برفض قائله بمراره: لا طاهر لست أنت السبب الرئيسي، أبي باعني إليه مقابل المال لأن عليه دين إلى العريس و إذا لم يدفع يسجن لذلك أنا سوف أتزوج منه رغماً عني .

طاهر بغضب مكتوم: إذا الأمر هكذا ارفضي رحمه، لا تكوني ضعيفه و مستسلمه هكذا .

لتقول رحمه وسط شهقاتها بعنف بصوت مشدود : ليس بيدي شيء لأفعله و لم افعله، فهم مصرين على هذا الزواج و بعد قليل سوف أصبح زوجته، طاهر أنا سوف أضيع، أشعر بالتقزز من نفسي لأني سأتزوج واحد مثل هذا الرجل، عجوز أكبر مني بـ ثلاثه و ثلاثون عاماً و غير ذلك منعني من الذهاب إلى المدرسه و تكميل تعليمي .

حينها زفر طاهر بصوت مسموع ثم استطرد : لذلك لم تأتي المدرسه الفتره الماضيه، رحمه يجب أن تجدي حل فهؤلاء ليسوا بشر، كيف يفعلون هذا بكِ رحمه؟؟

صاحت رحمه بغضب مفرط من القهر : و ما هو الحل برأيك، والدي لا يستطيع أن يرفض فهو لا من يريد إجباري على الزواج و قد حدثت مشاداه كبيرة بيني و بين زوجة أبى و عرفت رفضي للزواج ورغم ذلك والدي لم يتكلم بحرف أو منع الزواج .

ضغط على يده بضيق شديد و قال بأسف و حزن شديد عليها: اهدى يا رحمه أنا آسف لم أقصد اِغضابك، لكن ما تقوليه يثير غضبي بشده و لا أصدق! كيف تتزوجي بهذا العمر بـ رجل عجوز يكبرك بكثير من العمر؟ اسمعيني رحمه ليس لديك حل غير الهروب .

اِتسعت عيني رحمه بذهول قائله بتردد: ماذا؟ كيف؟ و أين اهرب؟ ليس لدي أحدٌ هنا بالجزائر ليساعدني . 

تنهد طاهر بعمق و قال بغموض: إذاً دبرت لكِ مكان سوف تهربين معي ؟

للحظه توترت و هي تصل لأعمق تفكيرها و هتفت بإرتباك شديد: هاه، لا أعرف طاهر أخاف اهرب منهم لكن يجدوني بسرعه .

قال طاهر و هو يفكر في شيء ما ليقول بجديه: حسناً أنا لدي مكان رحمه و لن يعرف أحد أنكِ هناك، لكن أولاً أريد موافقتك على الهروب معي .

لم تنظر له بل كانت نظراتها تسبح في عالم آخر اتصاله مباشر بعقلها فقط ثم ردت بـ توتر : نعم، و لكن هكذا سوف أفضح أبى وسط الناس بسبب هروبي ليلة زفافي.

اقترب طاهر منها بغيظ شديد منها فلمعت عيناه تلقائياً بوميض خاص، وميض ينم عن عاطفته المدفونه مؤقتاً و شوقه: رحمه أنتِ مجنونه أمازلت تفكري و تحملي همهم؟! و هم بالأسفل يخططون لإغتيال براءتك دون إشفاق أو عطف عليكِ، رحمه القرار إليكِ فكري بسرعه حالاً ماذا تريدي ؟

وقف طاهر أمامها يطالعها بتفحص دون صبر منتظر ردها، بينما هي الأخرى شعرت بالضياع و أن الحروف فرت هاربه من بين شفتيها و لا تعرف ماذا تقرر؟ حتى اتنفضوا الإثنين بهلع على صوت صياح رحاب بالخارج و هي تحاول فتح باب غرفتها و هي تهتف بحده : رحمه لماذا أغلقتِ باب الغرفه عليكِ؟ اطلعي حالاً المأذون وصل و يريدك ليحصل على موافقة الزواج منك .

شهقت رحمه و ابتلعت ريقها بإزدراد ولم تنطق، جز على أسنانه بحده لـ يشاور بعينه : ماذا قررتِ؟؟

لتصيح رحاب بحقد من الخارج و هي تدق على الباب بعنف: افتحي رحمه ألم تسمعيني؟؟ سوف اكسر الباب عليكِ، هيا المأذون بالخارج.

و أخيراً استطاعت النطق بحروف متقطعه لا يربطها سوى توترها و خوفها : حسناَ سوف أذهب معك طاهر .

و بالفعل خلال لحظه كان طاهر يقف أمام الشباك يسحب يده و رحمه معه لـ يقفزوا منه و يهرول إلى الخارج و هي معه بفستان الزفاف لـ يقف طاهر للحظه يفكر كيف تخرج بـ الفستان و الناس تجلس بالأسفل، ألن يشكوا بهم؟؟ صحيح الفستان بسيط دون و لن يلفت الإنتباه و لكن يجب أن يأخذوا حذرهم ليخلع الجاكيت الخاص به و يأمر رحمه بإرتدائه بسرعه حتى تخفي أنها ترتدي فستان زفاف.
__________________________________

بعد مرور نصف ساعه تقريباً، طاهر يمسك يد رحمه و يركضون بالشوارع حتى وقفوا من التعب و أنفاسهم اللاهثه تلاحقهم، نظرت رحمه خلفها بخوف من وجود أحد خلفهم لكن حمدت الله أنهم لم يراهم أحد و كان الجميع مشغول بالحفل، اقترب منها طاهر و قال : رحمه تحملي قليلاً اقتربنا من منزلي .

نظرت إليه بقلق لم تعد ترتجف بل ارتخى جسدها بأكمله من الرعب فـ أمسك بيديها بين يديه قائلاً بهدوء: اهدئي يا رحمه فأنا لن أؤذيكِ، لا تخافي مني أبداً.

كاد أن يتحرك بها لكنها تجمدت مكانها برفض لتقول متسائله بقلق بالغ تعرف أن سؤالها جاء متأخراً جداً لكن تريد أن تعرف الإجابه: لحظه طاهر، أنت لماذا تساعدني؟ و لماذا جئت إلى منزلي؟

نظرت إليه، صمت لعِدة لحظات بعجز لا يعرف ماذا يقول؟ حتى قربها منه و رفع لها رأسها بيديه الإثنتين يحتضنه و كأنه يحتضن شيء ثمين، وجهه غاضب و صوته هامس: لا تخافي مني، ثقي بي .

هزت رأسها مؤيدة حديثه دون إجابه ليقول طاهر بإصرار: انطقيها يا رحمه، قولي أنا أثق بك.

فتحت فمها وفعلت دون وعي كما أمرها و عيونه تنظر لها بإصرار فقالت بهمس فقط شفتاها تتحرك : أنا أثق بك طاهر .

ابتسم طاهر و قال: حسناً هيا بنا .

بعد مده ليست طويله دخلوا البيت المكون من ثلاثة طوابق لتسمع صوته قائلاً: وصلنا أخيراً رحمه، المنزل في الدور الثاني . 

كانت البنايه ليست كبيره حتى المنزل مساحته عاديه و بسيطه، على جانبيه حديقة منظّمة تتنافس الأزهار فيها لإظهار جمالها، أشجار عاليه تغطي سور المنزل لتبدو و كأنها سور ثانٍ أعلى و أزهى من الأول .

طرق باب المنزل و ظهر على وجهه القلق و التوتر لتفتح اِمرأه كبير في السن وقفت و الصدمه باديه على وجهها عندما رأت فتاه صغيره مع ابنها مرتديه فستان أبيض لم يكن واضح أنه فستان زفاف و فوقه جاكيت أسود لطاهر، لم ينتظر حديت أمه و دلف بالفتاه بالدخول مما أشعل الغضب داخل كامله أكثر حتى صرخت بصوتٍ عالِ: ما هذا؟

ابتلع ريقه بإرتباك واضح: اخفضي صوتك أمي، اسمحي لي لأشرح لكٍ أولاً.

نظرت أمه إلى رحمه بتلك النظرة الغاضبه و كأن النار تشتعل داخل عيونها : تشرح ماذا؟ كيف تجرؤ بـ أن تأتي بـ فتاه إلى بيتي؟ و في هذا الوقت!!

خرجت روان ابنتها على الصوت و عقدت حاجبيها بإستغراب عندما رأت فتاه صغيره بنفس عمر أخيها تقف منكسه وجهها أرضاً بخوف و ترتجف لتقول روان: ماذا حدث ؟

تجاهلت ابنتها لتقول كامله بإصرار: يجب أن أفهم من هذه ؟

ـ أرجوك أمي! دعيها تدلف داخل الغرفه و أنا سوف أشرح لكِ بالتفصيل كل شيئا.

قالها طاهر بترجي لتقول رحمه بصوت مرتجف: آآ طاهر أنا سوف أذهب، لا أريد لك المشاكل بسببي.

نظر لها بحده قائلاً: اصمتي رحمه إلى من سوف تذهبين، أنتِ ليس لكِ أي مكان غير هنا .

فتحت فمها كامله بصدمه و هتفت بغضب شديد: ما هذا؟؟ تأخذ منك الإذن أيضاً، اشرح لي ما العلاقه بينكما حالاً . 

تنهد طاهر بضيق شديد و قال بترجي: أختي روان بالله عليكِ ادخليها أنتِ بداخل غرفتك و أنا سوف أشرح لكم كل شيء . 

تعليقات