رواية موت علي قيد الحياه الفصل الثامن8 بقلم خديجه السيد
بعد مرور يومين ..
توقفت سيارة أجرة ونزل منها وليد امام منزله ... نعم فقد عاد مصر أخير بعد سفر إستمر ثلاث ســـنـــوات هبط منها واتجه نحو باب العماره بشوق وحنين كبير ...
تأمل وليد المكان بعينين غائمتين وأخذ الذكريات تتدفق إليه ... ذكريات عاشها في هذا المنزل ... اغلبها مرة حزن وفرح وفراق الأحباء ... فحتى تلك اللحظات السعيدة التي عاشها لم تكن كاملة دوما كان هناك ما يعكرها ... لكن هو عازم أن يعيش لحظات كلها سعيده من الآن وسوف ينسي الماضي !!
كان وليد صاعد على السلم فى اللحظة الذي فتحت فيها ليلي باب شقتها و وجد خارج منها شخص يعدل ملابسه وهو يهبط السلالم ... وكان وليد مصدوم من الذي رآه ولا يصدق هل يعقل حصل بينهم علاقة ! تسأل هل ليلي عادت لذلك العمل مره ثانيه وكنت طول السنين ذلك تلتبس قناع البراءه !!
تفاجأ الشخص وهو نازل السلالم بـ وليد أمامه ابتسم له بمجامله و رمي عليه السلام بهدوء و مشي من جانبه للخارج.. وقف وليد يتطلع إليه بصدمه وحزن وغضب شديد يحاول التماسك قبل أن ينقض علي ذلك الشخص ويضربه حد الموت ...
افاق من شروده وأفكاره ليتقدم وطرق على باب المنزل فتحت ليلي باب المنزل تفاجات بـ وليد أمامها ليرميها بنظرات نارية لكن لم تلاحظ ذلك من سعادتها الكبيرة لتقول بأبتسامة وعدم تصديق: وليد ..وليد انت رجعت أخيرا
لتتقدم منه تريد تحضنه بشده فقد اشتاقت إليه لكن أوقفها بيده بجمود لي اضطرت رجعت خطوات إلي الخلف بإحباط وحزن وهو تجاهلها ودلف الى الداخل ...
ليدخل وليد بهدوء المنزل يمر جانبها ووجهه لا ترتسم عليه اي مشاعر او تعبيرات لتدلف خلفه ليلي ويسلط نظراته عليها تمر فوقها ببطء لتبادله اياها بحب ظاهر ترتسم فى عينيها لكنها بداخلها كانت ترتعد باستغراب مع استمراره بالنظر اليها بتلك الطريقة فهدوئه هذا غامض جدا ..
هتفت ليلي بأبتسامة سعيده: حمد لله على سلامتك يا وليد سليم هيفرح قوي لما يشوفك .. بس انا كنت لسه بكلمك امبارح ليه ما قلتليش انك جي !
تطلع فيها بخيبة أمل قد توقع أنها ترتد أن تعرف معاد مجئ حتي تامن نفسها ولا يعرف بما شاهده عنها.. تضيق كثير من نفسه هو كان يخطط أن يعطيها فرصه أخري وهي... وليد بعدم اكتراث: هو انا المفروض بعد كده هاخد اذنك لما اجي بيتي ولا ايه ؟!.
استغربت ليلي لغه حديثه لتقول بتوضيح: لا مش قصدي كده طبعا ده بيتك و تشرف في اي وقت .. بس عشان كنت اعمل حسابي اخذ اجازه من الشغل
تقدم وليد إليها بخطوات بطيئة تتابعه عينيها برهبة وتوجس حتى توقف امامها ليقف عدة دقائق يبادلها النظرات بصمت وملامح مغلقة حتى اخفضت عينيها امامه لاتقوى على مبادلة اياها وتسمعه قائلا بهدوء : مش هتفرق كثير يا ليلي .. ما إنتي كده او كده مش محتاجه اجازه مش احنا هنطلق و كل واحد يروح لحاله خلاص ! .
نظرت اليه ليلي بصدمة وهى تراه يقف أمامها يكسر كبريائها يلقى بكلماته هذة لتعصف بها ضربات قلبها بعنف وهى تسمعه يكمل بقسوه : اظن دلوقت ما فيش حاجه تخلينا ناخر الطلاق .. سليم خف و مهمتك لحد هنا خلصت كثر خيرك لحد هنأ
تطلعت إليه بمرارة وعدم تصديق أن بكل سهوله يستغنى عنها بعد كل ما فعلته معه ومع أبنه..لتحاول كتم صوت شهقاتها تنهمر الدموع من عينيها بالم.. فاخذ يتنفس هو ببطء محاولا تهدئة فورة المشاعر بداخله وهو يراه دموعها لايعلم لما تأثر بها قبل يفقد كل سيطرة عليها... همت ليلي بالاعتراض تفتح فمها ليرفع وليد سبابته بتحذير قائلا بجمود مصتنع : مش عاوزه اسمع ولا كلمه اتفضلي يلا أدخلي لمي هدومك عشان تمشي من هنا ؟!..
تطلعت إليه ليلي بسخرية مريره لتقول بثباب: حاضر يا استاذ وليد .. دقائق ومش هتلاقي لي اثر في شقتك
احس قلبه دقاته تضرب بانفعال قوه ويعتصر بألم فـ هو كأن لا يريد ذلك لكن شاهده بعينه حقيقتها.. قبل أن يتحدث سمع صوت خلفه : انتي فين يا ليلي وسايباني لوحدي جوه و....
ألتفت وليد خلفه بدهشه ليتفاجا بـ سيده كبير في عمر السابع والأربعين لتصمت السيده عندما لاحظت وجوده وليد هاتفه بإحراج: لا مؤاخذه ما كنتش اعرف انك معاكي حد يا ليلي ... خلاص يا بنتي خذي راحتك وانا هكمل الشغل في بيتي
مسحت دموعها سريعا وقالت بصوت هادئه مصتنع : لا استني يا أم عمار ..ده جوزي وليد ما فيش حد غريب ثواني وهاجي اكمل معاكي الشغل أنا بنفسي
ابتسمت السيده بسعاده: بجد ده جوزك هو رجع من السفر حمد لله على سلامتك يا استاذ وليد.. خلاص يا حبيبتي خليكي معاه وانا اكمل في شقتي مش هيجري حاجه
عقد حاجبيه بدهشة وتعجب أي عمل هذا يتحدثون عنه وماذا تفعل هذه السيده هنا وإذا كان حدث شئ بينها وبين الشخص الذي كان خارج من منزل كيف ومتي ؟!. و هذه السيده موجوده ليقول بفضول: هو انتم بتتكلموا على شغل اي
لتقول السيده بابتسامة: بنجهز وجبات اكل ونوزعها على المحلات والبيوت و أهو الفلوس اللي تطلعلنا بنوزعها عليا انا وليلى وابني عمار بيشتغل سواق تاكسي وهو بيساعدنا نوزع على البيوت... وساعات ام ليلى بتساعدنا برضه
صمت قليلا يفكر ولاحظ الحالة التى عليها وجهها لتشتعل عينيه حزن من قسوه يهمس بتراقب وحذر: هو عمار ابنك ده اللي كان لسه خارج من الشقه .. أنا شفته و...
ابتسمت السيده وهتفت بضحك: ايوه ابن عمار كان هنا من شويه بيدينا فلوس الطلبيه.. بس ههههه ليلى الله يجازيها خير لما عرفت أن عمال يلف يوزع الطلبات على لحم بطنه و كان تعبان من اللف .. صممت تعمل له فطار وانا دخلت اعملله كوبايه ..بس ليلي وقعت عليه كوبايه الشاي سخنه غصب عنها .. ههه عشان كده طلع يجري وهو مش مستحمل الهدوم اللي عليه .. انا هامشي انا بقى يا ليلي سلام عليكم
رحلت السيده و يسود الهدوء في المنزل بينهما كل واحد يقف في دوامه افكار وقد فهم وليد أن اساء فهم ولم يحدث بينهم شي كان مجرد عمل والدليل السيده ولم تكن ليلي وحدها معه وفهم لماذا كأن يخرج يعدل ملابسه ..التمعت عين بغضب شديد وندم من نفسه وتسرعه ..وكيف سوف يحل الوضع الان بعد أن بلغها منذ قليل بطلب الإنفصال ...
حاول وليد اخراج صوته متسائلا وليد باستنكار: وجبات اكل ايه ده يا ليلي ! هو انتي سبتي شغلك اللي في المستشفى ..
رفعت عينيها اليه بغضب تهتف بجمود: وانت مالك .. دي حاجه متخصكش أنا لوحدي من هنا ورايح
حاول وليد الهدوء و هو يعرف أنها تريد رد اعتبار و رد كرامتها لي نفسها ليقول بحده: هو إيه إللي ما يخصنيش انتي مراتي يا ليلي ولا نسيتي ...
فغرت فمها بصدمة مصتنع تهمس دهشة ساخره: بجد مراتك .. طب باماره ايه .. بيتهيالي انت اللي ناسي مش انا ؟؟..
تقدم وليد منها ليقف امامها يجذب ليلي إليه يحتضنها بين ذراعيه ويبتسم لتلك المرأة بشغف ليصير بينهم حديث بين الاعين عنيف النظرات.. فـ منذ وصوله كان يريد أن يفعل ذلك بشده...إتسعت عيني ليلي بذهول وضمها اليه ليشدد من احتضانه لها يهمس : وحشتيني اوي على فكره
أبتعد يمد انامله يتلمس خصلة من شعرها هاربة امام عينيها يرجعها الى مكانها برقة قائلا : انتي عمرك ما غيبتي عن بالي لحظه ولا نسيتك يا ليلي .. طب انساك ازاي بس وانا طول التلات سنين غربتي مش بفكر غير فيكي .. إنتي و اولادنا
أحست بانفعال قويه داخلها من كلماته و دقات قلبها فأخذت تحاول تهدئة ضربات قلبها وتنفسها السريع حتى لا ينكشف امرها امامه لكنه لم يتوقف كثيرا لتقول بحزن: دلوقتي بس بقيت مراتك مش كنت من شويه هتطلقني .. و كنت شاكك اني بخونك بس ما عدتش تفرق هي يعني جت عليك
ادرك وليد غلطته وشده كلماته لها لينظر اليها فى محاولة منه الاعتذار ليصدم حين راى دمعة تتساقط من عينيها لتستقر فوق خدها الناعم لتهتز بداخله مشاعر عنيفة يدرك مدى قسوته معها فى كل مرة ليقول بأسف : ليلى انا اسف عارف ان انا طول الوقت كنت بقاسي عليكي وطول الوقت بزعلك منه و برجع اتاسف... بس والله العظيم ما كنت بقصد انا السنين اللي فاتت عشتها معاكي عرفتك على حقيقتك بجد .. عرفت طبيه قلبك وانك بجد احسن انسانه قابلتها في حياتي... وانتي اللي تستاهلي بجد امنك على شرفي و ولادي وانا مغمض عينه ومش قلقانه عليهم
لتخفض راسها قائلة بضعف : بس انا لو كملت معاك ابقي بعذب نفسي ... انت ما لكش امان يا وليد ممكن تكون محتار مش عارف لحد دلوقتي تاخد قرار .. والدليل على كده اللي حصل من شويه.. في ثانيه من غير حتى ما تسالني ولا تستنى ادافع عن نفسي حكمت عليا و قررت زي غيرك ؟!..
ليرفع انامله يتلمس خصلات شعرها بانبهار لأول كأنه يلاحظ جمالها قائلا بعد صمت طويل اخذ يحاول الحديث فيه اكثر من مرة ليقول اخيرا بجديه: انا اخذت القرار ده وانا متاكد منه مئه في المئه وعمري ما هندم عليه .. بالعكس هندم لو سبت واحده زيك يا ليلي .. مش هكذب عليكي.. ممكن اكون في الاول كنت محتار ومش عارفه الصح والغلط فين ؟. ولا أي قرار اللي ممكن اخذه في الحل.. بس في النهايه وصلت للحل ان انا عاوز اكمل معاكي يا ليلي
نظرت ليلي بحدة له ضاغطا على شفتيها ترفع احدى حاجبيها بسخرية قهر: بجد تصدق ده كرم كبير قوي منك هي واحده زيي تطول فرصه زي دي .. المفروض افرح دلوقت واحمد ربنا انك اخيرا هتحن عليا وتسيبني على ذمتك ..مش كده
زفر وليد بقوة بينما كفه الموضوعة فوق يدها تقربها منه دون شعور اليه قائلا بندم: ليلى بلاش الكلام ده .. انا مش عاوزك بالغصب معايا انا عاوزك برضاكي ! ليلي احنا الاثنين مرني بظروف صعبه جدا واحنا الاثنين كنا محتاجين بعض وكل واحد فينا لاقي الحاجه اللي ناقصه في الثاني .. ولسه هنكمل بعض لما توافقي انك تفضلي في حياتي
اتسعت عين ليلي من كلماته ليقف ينظران الى بعضهم لدقائق عيناه تجوب وجهها بشغف هامسا : هنا مكانك معايا ومع ولادنا ...و اوعي مره تبصي لنفسك بصه وحشه ولا على انك رخيصه ومش مستاهله .. بالعكس انتي غاليه قوي
شهقة باكية منها يسمعها تتمتم بصوت مرتجف بين طيات ألمها: بلاش يا وليد انت السكينه سرقاك دلوقت .. بس مع اول مشكله هتحصل هتنسي كل ده.. لو حد بالصدفه قال لك كلمه وحش عليا .. ولا عن شغلي القديم هتجيلي في ثانيه وتهدي كل ده من غير ما تسمعني ... انت قلت الحل من اول ما دخلت من بره احنا لازم ننفصل ... انا هروح اجهز نفسي عشان امشي بس الاول اجيب مريم من عند سليم من المستشفى
اتسعت عين وليد من رؤيته تدلف الي الداخل تلم ملابسها داخل حقيبتها يلعن نفسه الف مرة انه لم يستمع اليها أو يسألها لكن شك فيها وعقبها بالانفصال علي الفور.. دلف خلفها تنحنح بخشونة: ليلى انا مش عيل صغير وعرفت كويس أوي انا عاوز و بعمل ايه .. ممكن انتي معاكي حق ان غلطت وما سالتيش عن الشخص اللي خارج من الشقه ده من الاول .. بس ممكن ربنا قاصد كده عشان يفوقني من حاجه أن ممكن يحصل سوء تفاهم زي كده لازم المره الجايه هتصرف بعقل
لم تجيب عليه أكملت لم ملابسها وملابس ابنتها وذهبت تضع الحجاب علي رأسها عقد حاجبيه بدهشة متسائلا بسعاده: هو انتي اتحجبتي؟؟.
هزت راسها له بالايجابي لتقول ببرود: أيوه ! .
قالت وليد بابتسامة عريضة: مبروك بجد فرحتلك عليه ..
ابتلع وليد لعابه بصعوبة عندما رآها انتهت من حجابها وحملت حقيبتها ليسرع يأخذها منها قائلاً بضيق شديد: ليلي انا قلتلك مش هطلقك و مش هتمشي انتي ليه مصممه تمشي اللي في دماغك .. عارف ان انا غلطت وقلت لك اسف , بس انتي مش راضيه تسامحيني اعمل لك ايه اكثر من كده ؟؟. ليلى إنتي مراتي و ممكن اغصبك على القعده هنأ.. بس انا عاوز يكون كل حاجه من البدايه برضانا احنا الاثنين خلينا نتفق بهدوء !!
رفعت راسها اليه بغضب وقد طفح الكيل لتصرخ من بين دموعها : هو انت متاكد ان انا مراتك بجد يا وليد ؟ طب اديني سبب يخليني اصدق ان انت جوزي.. قولي عملت لي ايه يخليني اصدقك ولا اكمل معاك .. كنت فين وامتى من حياتي من اول يوم جواز ! وانت كل ما تشوف وشي تعايرني علي اخطائي , كاني العالم كله ما بيغلطش وانا الوحيد اللي غلط .. كنت فين انت من حياتي و انت سايبني ثلاث سنين بتعذب فيهم .. عارف انا دلوقتي بشتغل وجبات منزليه في البيت ليه ؟؟. هاه مش سالتني اول ما جيت وعاوز تعرف
شعر باسي عليها ليتركها تفرغ كل ما يؤلمها منه بيه يعلم انها تحمل الم كثير في تلك اللحظة من الضعف ان تستولى عليها.. شعر بالتجمد حين سمعها تكمل حديثها بالم من بين شهقاتها الهستريا بعنف: انا بشتغل في البيت عشان اتطرد من شغلي اللي في المستشفى .. عارفه اتطرد ليه ؟؟ عشان واحد زباله المفروض ان دكتور بيعالج الناس حاول يعتدي عليا وبدل ما الناس تقف جنبي وتساعدني .. بقي كلهم ضده وما حدش عاوزه يصدقني !
اتسعت عيني وليد بعدم استوعب ينظر اليها وهى فى اشد غضبه مما يسمعه لتكمل حديثها بمرارة: خرجت من المستشفى وانا بنهار من الفضيحه إللي حصلت وانا ما ليش ذنب فيها .. ولما كنت بروح ازور ابنك في المستشفى كانوا بيبصوا لي بصه بتقتلني من جوه .. ما عرفتش اروح فين.. ولا اعمل ايه ؟؟. حتى ماما خفت اقول لها على اللي حصل خفت اتكلم وفضيحه تجيب فضيحه وكل حاجه تتكشف ..عشان كده سكت وقلتلها انا زهقت من شغل والمستشفيات ده وعايزه اشتغل اي حاجه ثانيه... انت ما تعرفش انا الثلاث سنين دول كانوا بالنسبه لي ايه ولا شفت فيهم ايه من زل واهانه من كل الناس وانا لوحدي بواجه كل ده ؟. ولازم اكمل عشان بنتي وابنك ! كنت محتاجه لشغل والست اللي انت شفتها عندي دي من شويه هي اللي جابتلي الشغل واضطريت اوافق عليه وابنها كأن شريك معنا و بيساعدنا , وبعد كل اللي مريت به ده وكنت فاكره اول ما شفتك و رجعت من بره خلاص هارتاح بس اتفاجئت انك بتقول لي بكل برود هنطلق ...
تنهدت ليلي بضعف لتقول بجمود: انا عارفة انتى بتفكر فيا وحش ما حدش راضي يصدق ان انا توبت.. ولا حتي أنت راضي تصدق علشان تفضل محتفظ بالصورة اللى رسمها ليا في خيالك عنى وبس ... بس اقول لك حاجه انا كل اللي مريت بي في حياتي علمني ان مهتمش بكلام الناس ولا هما شايفني ايه ؟. كفايه ربنا هو اللي عارف اللي جوايا مش مهم الباقي ولا حتى إنت شايفني ايه
ظل وليد ليقف فيه بوجه جامد لاتظهر عليه اى لمحة من المشاعر الا من تنفسه السريع حتى انتهت ليلي من الحديث... ليخرج كالمارد متحفز تشتعل عينيه بالنيران وغضب عاصف لتجعل رؤيته بتلك الحال من قبل ليلقن ذلك الاحمق درسا يليق بيه... تطلعت ليلي فيه لتعرف أين ذاهب لتركض خلفه سريعاً حتي لا يتهور ويضيع نفسه ... .
__________________________________
دلف وليد المستشفى وشياطين الغضب كلها متجمعة حوله ...وأخذ يدور فيها بعصبية شديدة عن وائل حتي يعرف أي ذلك الحقير الذي حاول الاعتداء على زوجته ... ليقف لحظه أمام غرفه سليم هو لم ينسي ولا لحظه لكن انشغل عنه فهو أول شخص كان يريد ان يذهب ليطمئن عليه ويحضنه إليه بشده....دلف الى غرفته ليجده فوق الكرسي المتحرك فقد شاب كم تغيرت ملامحه وأمامه طفله صغيره تضحك وهو يلاعبها ليعرف أنها مريم أبنته الصغيرة ابتسم بحنان عليهم وأقترب منهم بشتياق.. ليأخذ باله سليم بأن شخص ما خلفه ليحضن مريم بقلق شديد منه قائلا: مين حضرتك وازاي تدخل كده من غير ما تخبط علي الباب ؟!...
تراجع وليد الى الخلف لا إراديا وهو يقول بعدم تصديق : حضرتي في ايه يا سليم انت مش فاكر ابوك
سليم متسائلا بشرود : هو انت بقي ابويا اللي سافر وسابني .. بصراحه مش فاكرك
أردف وليد قائلا بجدية ودهشه حقيقية : نعم ! يعني ايه مش فاكرني ؟ أنت السنين اللي كنت فيها في غيبوبه ما تغيرتش قوي كده للدرجه دي عشان ما تبقاش فاكرني ولا... !!
سليم بنبرة قاطعة : الموضوع مش كده بس انا قايم من الغيبوبه مش فاكر اي حاجه حصلت زمان... حتى اسال دكتور وائل هو اللي بيعلجني .. و ابله ليلى هي اللي حاولت تفكرني حاجه حاجه عن حياتي وانا ابقى مين وابويا مين ؟؟ وكانت بتكلمني عنك كثير ! بس انا الحقيقة مش فاكرك
لحظات قليله وانتفض من مكانه للخارج وليد بعصبية شديده بعدم تصديق من الصدمه كأن سنين يحاول أن يعلاج أبنه يفوق ويعيده إليه .. وعاد لكن لم يتذكره ليخرج والأفكار ما زالت تعصف به ...
__________________________________
اقتحم وليد مكتب وائل والذي نهض من مكانه ما ان رأه نهض بعدم تصديق وفرحه : وليد ..الف حمد لله على السلامة ... واخيرا رجعت
زفر انفاسه بضيق شديد وهو يعود الى الوراء قليلا متذكرًا حديثه مع أبنه حينما حدثه بجدية قائلا : انا ابني مش فاكرني ليه يا وائل ...
تطلع وائل اليه بصدمة شديده ثم قال بسرعة : انت رحتله
قال وليد بنظرات ذات مغزى ليسأله بحده: عاوز اجابه على سؤالي ابني مش فاكرني ليه ؟!..
أقترب منه وائل اجابه موضحا حالته أبنه : اهدا يا وليد ما تقلقش الوضع ده مش هيستمر .. انت بعد ما سافرت بحوالى شهر اكتشف أن سليم فاق بس ما كانش فاكر اي حاجه حصلت لي .. بس ده وضع طبيعي هو بقيله سنين في الغيبوبه.. خفنا نقول لك وانت هناك ونعذبك اكثر هو ده كان اقتراح ليلي بصراحه .. وهي ما سبتوش ولا لحظه كانت معاه على طول بتحكيله عن اللي تعرفه عن عائلته وعنك, وكانت على طول بتقربه من اخته مريم و ده ساعده في نفسيته قوي .. بجد يا وليد ليلى تعبت قوي من المسؤوليه اللي انت سبتها لوحدها وسافرت .. و حافظت عليها صح ..بس ما تقلقش الوضع ده مش هيستمر ممكن النهارده قبل بكره الذاكره ترجعله ... ده حتى ليلى قدم لي في مدرسه عشان يرجع يكمل تعليمه .. عشان كفايه السنين اللي راحت ومايضيعش وقت اكثر من كده
أغمض عينه بيأس وندم أيضا علي ما فعله بي ليلي وهي من راعت أبنه سليم وهو عندما عاد طلب الانفصال علي الفور دون سماع منها حتي.. كم غضب واحتقر نفسه بشده فهو مديون الكثير والكثير إلي ليلي.. ذات الملاك الذي إرساله الله في طريقه... تنهد وليد بصوت مسموع ثم قال بشيء من الاٍرهاق : عشان كده كنت كل ما اقول لكم عاوز اتكلم مع ابني تقولي حجه شكل وما ترديش... يعني الوضع ده مش هيطول .. ما تكذبش عليا يا وائل بالله عليك
تحدث وائل مطمئنه: والله العظيم ما بكدب عليك سليم اتحسن جدا ...احنا كنا فين وبقينا فين انا حتى كنت لسه باقول من يومين لي ليلى ممكن تقدر تأخذوا النهارده لي البيت... وليد حاولت تبص لي الجانب الكويس ممكن ربنا عمل كده و خليه ينسى عشان ميفتكرش تفاصيل الحادثه ولا موت اهله كنا لسه هنواجه تعبه النفسي كمان ...
- الحمد لله على كل حال ..
قالها وليد بثبات محاولة التماسك ليفاجأ يحمر وجهه من الغضب الشديد قائلاً بحده: هو مين الحيوان اللي حاول يعتدي على ليلي ..
وائل بصدمه وتوتر: هاه
صاح وليد بعصبية مفرطة: ما تحاولش تكذب علي يا وائل ليلى قالت لي كل حاجه ... بس ما قالتليش مين ولا تفاصيل الحكايه , وانت كمان غلطان ازاي ما تقوليش حاجه زي كده ؟ انا كنت طول الوقت بتصل بيك اطمئن عليهم منك كنت سيبها امانه عندك هي و ولادي... ارجع اتفاجئ بي اللي سمعته وكمان اطردت من الشغل بسببه
ليقول وائل باستسلام: انا والله العظيم جيت متاخر وما كنتش موجود لما الحيوان ده حاول يعمل كده .. وحاولت معاها ان اخليها تبلغ عنه بس هي رفضت مش عارف ليه ؟؟.
وليد بحزم: عاوز اعرف اللي حصل باقول لك ؟؟.
هز رأسه له بالايجابيه قائلاً بتردد: حاضر هاقول لك اللي هي قالتهلي .. انا ما كنتش موجود بس سمعت منها .....
- فلاش باك ..
في يوم كانت ليلي تمارس عملها بنشاط حتي جاء وقت الاستراحة ذهبت داخل غرفة فارغ
و اتجهت إلي "كلدير" لتأخذ كوب ماء و تسقي نفسها من ظمأها و بينما هي ترتوي سمعت صوت تخابط اشياء ببعضها ,التفتت بكامل جسدها لمصدر الصوت بخوف.. ليظهر من الظلام بعينين بها نظره غامضة لا تسر ابدًا , كان يسير بعينيه علي بمفاتن جسدها , تربكت من نظراته الشيطانية لها عادت بخطوة لوراء و ترتعش شفتيها و هي تنطق اسمه : دكتور احمد .. انت بتعمل ايه هنا
تقدم منها بخطوات و هو يفصل جسدها بنظراته الخبيثة , تراجعت بقدميها المرتعشة لخلف و علامات الرهبة علي تتوسط وجهها , اخذت تعود بخطواتها حتي اللتصقت بالحائط , وقف بجثته الضخمة امامها،
ابتلعت لعابها بخوف و رسمت علي شفتيها ابتسامة مصطنعة لتعطيها القليل من الثقة و قالت : عاوز حاجة يا دكتور احمد , لو بتدور على حد ما فيش حد هنا هما بره
ظل علي حاله ,الخرس لم يتفوه اي كلمة تهد ضربات قلبها السريعة ,سقطت بعض قطرات العرق من جبينها ,اصرت علي موقفها لتنظر لعينيه منتظره منه الحديث حتي قالها بأسلوب الشهواني: عاوزك ! .
عادت بخطوة لوراء و ارتعشت شفتيها و هي تقول بغضب شديد : انت بتقول ايه .. اطلع بره دلوقتي حالا بدل ما اصوت والم عليك الناس
اطلق ضحكه بسخريه قائلاً لاستماع خوفها الذي وأضح في عينيها : طب وليه خلينا حلوين مع بعض .. وما حدش كده كده هيعرف ..حتى جوزك رميكي بقيله سنين هنا ولا مهتم بيكي عايشه ولا ميته! أصله حمار مش قادر يقدر الجوهره اللي ما بين ايديه والجمال ده كله
عقدت حاجبيها بعنف من افعال البغيضة التي تطاولت وقبل أن تتحدث ..تفاجأت به انقض علي جسدها بقوه و هي تزجره بيدها علي صدره.. امسك بكلتا معصم يدها بعنف ليلقيها علي الارض بكل عنف, انصدمت بالارض بقوة علي ظهرها الضعيف... اخذ يمزق ثيابها بعنف و هي لا تعرف كيف النجاه تحت قوته و عنفه , صرخت بأعلي صوتها و تعالت اكثر صدمتها حينما وجدته يهجم عليها و ملامحه لا تدلة علي خير علي الاطلاق..
اخذ يقذفها بقبلاته القاسية التي لا تحمل اي ذرة رحمة علي رقبتها البيضاء.. صرخت بصوت عالٍ ممتزج بلحن القهر و التعب أن أحد ينفذها منه ...
لكن لم يأتي أحد حاولت افلات اي من يدها من تحت قبضة يده التي كتفت معصم يدها بكل قوة..لم تجد حل الا ضربه بركبتها بقوة تحت الحزام ..صدم من فعلتها ليتراجع لخلف قليلًا.. استغلت الوضع وهمت بالركض هاربة من ذلك المعتدي الحقير وهو نهض خلفها ولم يتركها .. ليفتح الباب فجاه واتسعت عينه الممرضين بصدمه الاثنين الذي كانوا يدخول لتقول أحد منهم: يالهوووي انتم بتعملوا ايه ؟؟
= استغفر الله العظيم يا رب خافي ربنا ده انتي واحده متجوزه
ضمت يدها حول القميص الذي ممزق تداري نفسها بإحراج وضعف وضعت يدها علي وجهها و اجهشت في البكاء بدون ادني تهز راسها لهم برفض شديد : و .. ولله العظيم هو مش آآ أنا
في غصن ثواني تجمع جميع الأطباء والممرضات لتقول واحده بقرف: ياشيخه ربنا كأن سترك وانا مش عاوزه افضحك من اللي شفته منك زمان ..
= يا لهوووي شفتي ايه ؟!..
= شفتها مع واحد استغفر الله العظيم في واضع مش كويس جو عربيه واول ما شفتني بعدت عنه وطلعت تجري ... وانا عشان عندي بنات سكت وقولت ربنا بقى حليم ستار .. بس الظاهر اللي فيه داء عمره ما يبطله
ابتسم احمد بخبث لـ استغلال الموقف قائلاً: دي كدابه هي اللي جابتني هنا وضحكت عليا انها تعبانه وعاوزني اكشف عليها .. وفجاه اتفجئت بيها بتقطع البلوزه اللي لابساها وبتعرض على نفسها مقابل فلوس مني ..
ارتعش جسدها من الرهبة والخوف من نظرات الجميع المشمئاز تجاها ولا أحد يريد تصدقها
حاولت كتم بكاءها بأي وسيلة لكن لم تقدر انفجرت اكثر باكية بضعف دون رحمه : والله العظيم كذب ما حصل.. هو اللي حاول يعتدي عليا ..
جاء بعد نصف ساعه وقتها وائل وعلم بما حدث وكأنت مزالت بداخل غرفتها تبكي بشدة وهي تلم كل احتياجاتها الخاصه فقد فصلت من المستشفى ولم يصدقها أحد.. انفتح الباب بقوه و دلف وائل قائلاً بحده: إيه اللي انا سمعته بره ده يا ليلي
نظرت إليه بضعف فقد أحست أنها ضعيفة في ذلك الوقت ولم أحد معها ولا يريد يصدقها لتقول وسط شهقاتها بيأس: لو قلت لك الحقيقه هتصدقني ولا هتكذبني زيهم ! .
نظر لها مطولا ثم تنهد قائلاً بجدية: احكي لي الحقيقه و ملكيش دعوه .. انا هصدقك طالما هتحكي الحقيقة فعلا
بدأت تقص عليه ما حدث بالتفصيل حتي أنها ذكرت ليس أول مره كأن يتحرش بها لكن كأنت تتجاهل إياه لكن تفاجأ بـ اليوم الذي اقتحم الغرفه وحاول الاعتداء عليها ليصيح وائل بغضب شديد: ابن الكلب .. وانتي ازاي ساكته كل المده دي كلها كان المفروض تيجي تقولي ليا يا ليلي .. يا ليلي انا زي اخوكي بالظبط و وليد سيبك امانه عندي .. اسمعيني كويس انتي لازم تروحي معايا دلوقت نعمل له محضر في القسم و هم يتصرفوا معاه ويجيبهلك حقك
هزت راسها برفض دون تفكير: لا مش عاوزه .. مش هقدر بلاش عشان خاطري يا دكتور وائل
وائل بصدمه وهتف بغضب: هو ايه اللي لا انتي كده بتضيعي حقك يا ليلي كده .. هتخسري ايه ثاني ما انتي اترفضتي وخلاص
تساقطت دموعها بمرارة و بغزارة شديد وقالت بضعف: عشان ما حدش هيصدقني .. مش عاوزه فضيحه اكثر من كده اديك شايف انا لوحدي وعملوا فيا ايه ! مش عاوزه كمان وليد يعرف حاجه عشان خاطري .. يا دكتور وائل الناس ما بترحمش حد ضعيف
- نهايه فلاش باك
ضغط علي يده بعنف وليد وهو يستمع إلى حديث وائل وأن ذلك الحقير يحاول الاعتداء لولا ليلي حاولت الدفاع عن نفسه والنجاء منه .. واستطاعت النجاه بشرفها من هذا الشيطان لكن إذا ما حدث ولم تستطع النجاء منه كأن ذلك الحقير... وكل ذلك كيف وجهته بمفردها دونه.. لم تتمالك نفسها ليصيح بغضب شديد: الزفت الدكتور ده هو نفس الدكتور اللي هي كانت المساعده بتاعته !
عقد حاجبيه وائل بدهشة متسائلا: ايوه اسمه دكتور احمد كان منقول جديد وهي كانت المساعده لي.. بس إنتي عرفت ازاي هو انت تعرفه قبل كده
قبل أن يجيب عليه وليد فتح الباب ودخل شخص قائلاً: دكتور وائل ممكن تكمل العمليه بدل مني النهارده عشان عاوز امشي بدري و...
صمت أحمد بإستغراب عندما وجد شخص غريب في مكتب وائل لكن لم يتعرف عليه و وائل الذي توتر بشده .. ألتفت للخلف وليد ناظر إلي احمد الذي شحب وجهه كشحوب الاموات من الخوف فقد عرفه أنه زوجه ليلي قائلاً برتباك واضح: آآ انـ أنا اسف ما كنتش اعرف ان في حد هنا ..خلاص مش عاوز حاجه شكرا
قبل أن يخرج احمد هجم وليد عليه مصاحبًا ضرباته العنيفة , و من صدمة احمد لم يستطع الدفاع عن نفسه.. تعانف وليد في ضرب احمد حتي بعدم ادراكه بالامر بعد.. وكل ما يأتي في خياله ما فعله في ليلي .. وهو احمد بتنفس بصعوبة... حدق به لوهلة لا يعرف ماذا عليه الفعل به كلما تذكر حديث وائل وما فعله؟
لم يشعر بنفسه الا و هو يليقي بضرباته العنيفة القاسية علي وجهه بقبضة يده الحديدية ، جاءت الضربات بشكل فاجائي أحمد حتي لم يستطع المقاومة او الافلات من ضرباته المتتالية..
تجمع الناس من الأطباء والممرضات في المستشفى يشاهدون بصدمه ما يحدث .. حتي وصلت ليلي التي فزعت من الأمر و وضع احدهم يده علي كتف وليد محاولًا ترويضه من جنونه و هو يقول وائل بهرع :
-بس يا وليد اهدا.. كده هيموت في ايدك خلاص
كاد ان يقتله بين يده ، كان يضربه بكل طاقته ، اشعل النار بقلبه فور تخيله و هو يلمس ليلي بسوء ، ضاعف ضرباته بشكل اقوي ، كان احمد مستسلم له..لم يعرف كيف عليه الدفاع عن نفسه مع هذا الوحش العنيف..
لتقترب ليلي تحاول أن تسحبه وهي تصرخ ببكاء حاره: بس كفايه بقى يا وليد هيموت في ايدك.. ابوس ايدك ما تضيعش نفسك عشان كلب زي ده ... احنا محتاجين ليك
اشتعلت النيران بعين وليد رافض تركه قبل أن يعترف بالحقيقة ليقول بشراسة قائلا: مش هاسيبه قبل ما يقول الحقيقه .. انطق يا كلب
بدل ما اموووووتـــك فــي ايـــدي... انت اللي حاولت تعتدي على ليلى ولا هي استدرجاتك زي ما انت اتبليت عليها
شحبت ملامح احمد بقوة يهتف برعب وهستريا من ألم جسده: ابوس ايديكو ابعدوا عني هموت خلاص .. انا هعترف بكل حاجه .. ايوه انا اللي حاولت اعتدي عليها مش هي ! بس ابوس ايدك ابعد عني خلاص هموت ..
جذبه وائل وليلي أخير وليد الذي تركه بعد اعترافه من فوق احمد الذي شبه فقد الوعي من تلك الضربات ، نظروا الجميع إلي بعض بدهشة وعدم تصديق أن ليلي كأنت طول هذه الفتره بريئه صاح وليد و الجنون يتأكل في عقله : سمعتوا بنفسكم الحيوان كان عاوز يغتصبها وانتم بدل ما تحموها ساعدته على كده ... عشان متخلفين وما عندكش عقل اول ما بتصدقوا تنهشوا فى لحم اي حد .. من غير ما تسمعوا الحقيقه
ليصمت الجميع بخجل شديد من نفسهم ولا يعرفوا ماذا يقولون..
نظر وليد جانبه إلي ليلي كانت تقف خجلة من رؤيتها نظرات الجميع بهذا المنظر المحرج..
تتمسك بنفسها و الارتعاش يظهر علي جسدها..
تركت العنان لروحها بالبكاء اتجه وليد جذبها لحضنه بقوة وهي تمسكت بيه بشده ,تستمد القوه و الستر بين ذراعيه لتشهق ببكاء ممزقة..
كساها باحتضانه الواسع ليهدئ من روعها بيده فوق ظهرها بحنان..اخفت وجهها داخل صدره لتعيد بكاءها بطريقة اقوي كأنت تطور كل مرة عن قبل في منافسة البكاء المرير..
ابتسم وائل بفرحه و بإعجاب من موقف وليد وأنه أعاد حقها... أبتعد عنها ليرفع راسها فوق قائلاً بحزم: ليلى ارفعي راسك فوق و اياكي توطيها ثاني فاهمه... هم اللي مفروض يتكسفوا علي دمهم من نفسهم مش إنتي ..
نظرت إليه بحب و دموعها تتساقط لتهز برأسها بالايجابيه بفرحه ،وقف امامها لينظر لها بادلها الابتسامه ثم جذبها برفق قائلاً بهدوء: يلا معايا علي القسم عشان نعمل بلاغ في الكلب ده
حاولت الإعتراض ليقول بغضب مكبوت : مش عاوز اسمع منك اعتراض هتيجي معايا وانتي ساكته ... و وائل هيشهد معنا كمان !
__________________________________
في منزل وليد وصلت خالته فايزه ومعها نسرين فقد اتصل بها وليد قبل أيام.. واخبرها أن قادم إلي مصر اليوم ويريد أن يتحدث معها في موضوع هام... دلفت علي الفور هي و نسرين تجهيز الطعام وقد تفاجأ بـ المنزل مرتب جدآ ويوحد طعام كثيرا بداخل الثلاجه لتقول نسرين بإستغراب: هو مش انتي قلتلي برده يا طنط ان وليد هيجي النهارده .. امال ازاي الشقه مترتبه وكل الاكل ده فيها !
هزت فايزه كتفها بعدم معرفه وقالت: والله علم علمك يا بنتي .. بس ممكن يكون متفق مع حد ينظف الشقه عشان ما تعدبنيش عشان هو متاكد ان انا اول ما اجي هنظفهاله
اومأت نسرين برأسها بتفهم ثم ما لبثت ان سألتها بتردد : طنط فايزه تفتكري وليد اتعرف على واحده هناك وحبها !!
ابتسمت فايزه وقد فهمت ما تريده تعرفه ونهرتها فايزه حديثها قائلة : لا ما تقلقيش وليد كل حياته شغل وبس ! ولما كنت بساله عن الموضوع ده دائما كان بيقولي لما ارجع هتعرفي
هتفت نسرين بتوتر: تفتكري كأن يقصد إيه
إبتسمت فايزه بخبث هاتفه بابتسامة: يعني تفتكري قصده ايه ؟ كان على طول اول ما بجبله سيره الجواز يقول لي مش بفكر خالص في الموضوع ده... بس من اول ما شافك عندي قبل ما يسافر ابتدي يفكر في الموضوع ويقول لى طب لما ارجع هتعرفي .. يبقي ايه ؟؟. لسه بتسالي ومش عارفه ! ان شاء الله هيطلع اللي في بالي صح ...
ابتسمت نسرين بسعاده و بخجل ثم استأذنت منها أن تذهب الى غرفه وليد حتي ترتاح فيها قليلا ...
ابتسمت فايزه بحنان قائله بسعاده: يا رب ربنا يهديك يا وليد ويطلع اللي في بالي صح و تتجوز وتشوف حالك بقى ...
__________________________________
بعد مرور ثلاث ساعات .. .
دلف وليد يحمل مريم أبنته وهي نائمه الصغيرة علي كتفه وخلفه ليلي تحرك كرسي المتحرك الذي أعلي منه سليم وكان شبه نائم هو الأخري ... أشار وليد بهدوء حتي لا يستيقظوا إلي ناحيه عرفته الأطفال.. وضع وليد مريم بهدوء فوق الفراش ..وحمل سليم شبه نائم أعلي الفراش الأخري واقتربت منه ليلي تضع الغطاء عليه ولمست شعره بحنان قائله: تصبح على خير يا حبيبي ..
ابتسم سليم لها و أجاب بصوت منخفض بنوم: وانتي من اهله يا ابله ليلى
خرجت ليلي للخارج وكأن تحت أنظار وليد يتابع همستهم مبتسم بسعاده الوضع الذي أصبح بينه وبين أبنه سليم وليلي وكيف تقربهم من بعض... فـ كان يحمل هم سليم إذا عرف بأنه تزوج بعد موت والدته أن يحزن منه !! خرج وليد بهدوء تركهم حتي ينامون دون إزعاج ومر أمام غرفه الضيوف ولم يلاحظ أن فايزه خالته نائمه بداخلها .. ونسرين بغرفته !
دلفت ليلي الى الغرفة خاصتها يتبعها وليد الذي اغلق الباب خلفه.. توترت ليلي لا اراديا من وجودهما سويا في هذا المكان المغلق لكنها حاولت ألا تظهر هذا له فأدعت القوة امامه .. التفتت نحوه تسأله بتوتر : قفلت الباب ليه .. ما تروح تنام فـ اوضتك
منحها ابتسامة خفيفة وهو يرد : ما تقلقيش كده يا ليلي مش هعمل لك حاجه .. انا بس عاوز اتكلم معاكي
ابتلعت ليلي ريقها وقالت بإباء: وانا كمان عايزه اتكلم معاك ؟..
أجاب وليد بأبتسامة هادئه: ماشي اتفضلي اتكلمي انتي الاول
بللت ليلي شفتيها بلسانها ثم قالت بجدية : اول حاجه شكرا على اللي عملته معايا وجبت لي حقي ورديت لي اعتبري قدام المستشفى كلها ... وثاني حاجه انا هبات النهارده هنا بعد اذنك وبكره الصبح هلم هدومي وهامشي انا وبنتي ...
تقدم منها سحبها من ذراعيها بحده يتنفس بعنف يهمس من بين اسنانه : اول حاجه اللي عملته في المستشفى ده حقك عليا عشان إنتي مراتي وكان لازم يحصل .. وثاني حاجه ما فيش طلاق يا ليلي و بلاش تختبري صبري .. عشان مهما تعملي مش هطلقك برده
ردت ببرود أعصاب تحسد عليه وقالت: ايه هتجبرني يعني افضل معاك ... انا مش فاهمه انت عاوزني لحد دلوقتي ليه في حياتك ... عاوز توصل لايه بالضبط
نظر وليد اليها بقوة يقول بخشونة : انا مش عاوز اوصل لحاجه .. انتي مراتي و شئ طبيعي تكوني موجوده في المكان اللي انا فيه وتبقى جنبي
صرخت به بنفاذ صبر : انا مش مراتك وانت بنفسك قولت هطلقني
قال وليد بعناد: لا مراتي وبتحبيني كمان !
تراجعت ليلي الى الخلف لا اراديا بينما اتسعت عيناها محاولة استيعاب مما قاله قالت بتلعثم: هي مين دي اللي بتحبك جبت الكلام ده منين ؟.
ليهز وليد رأسه ويجيب بتردد : ليلى انا اسف انا كذبت عليكي ! انا قرات الجواب اللي انتي سبتهلي قبل ما تدخلي العمليات و تولدي
نظرت بذهول غير مصدق : انت ازاي تعمل كده ..
تنهد وليد بصوت مسموع ثم ما لبث ان قال : ليلى ممكن تهدي و تسمعيني .. انا عارف ان انا غلط كثير في حقك ! وحتى كمان غلط ان انا فتحت الجواب بس انا ما فهمتش انتي تقصدي ايه بكلامك لما قلتلي ما تفتحوش غير لما تعرف هقوم من اللي العمليه سليمه ولا لاء.. استغربت وزاد فضوله ايه الحاجه اللي مش عاوزاني اعرفها غير وأنتي مش موجوده .. بس في النهايه كويس ان انا عرفت مشاعرك ايه من ناحيتي لان انتي ما كنتش هتقولي ليا غير بالطريقه دي وأنتي قولتي بنفسك كده في الجواب
- وليه ما قلتيش أنك قرأت الجواب لما سالتك ؟!.
قالتها وهي أخفضت رأسها بانكسار و باكية لتجلس فوق الفراش ...اقترب وليد منها وانحنى بجوارها محتضنا اياها بقوة و أخذ يهمس لها : اهدى يا ليلي .. ما حبتش احرجك .. عشان انا كمان بحبك
رفعت ليلي بصرها نحوه تتطلع إليه بصدمة قبل ان تهمس بذهول : بتحبني !!..
اومأ برأسه واخذ يهديها بين ذراعيه بحنان يهمس لها مؤكدا: ايوه بحبك يا ليلي... عرفت كده في اليوم اللي كنتي بتولدي فيه !! كنت هموت من الخوف عليكي كل ما تيجي في بالي فكره ان ممكن يحصل لك حاجه وما تقوميش من العمليه سليمه .. الفكره دي كانت بتقتلني من جوه من الرعب ! عرفت وقتها ان انا بحبك ..ليلى انا مش عاوزه اظلمك معايا اكثر من كده .. كفايه اللي انتي شوفتي معايا .. وعاوزك في حياتي برضاكي نفسي نعيش حياه هادئه من غير مشاكل و وجع وعذاب.. كفايه اللي شفناه في حياتنا , عشان خاطري ما تعيطيش ..
نهضت ومسحت ليلي دموعها لينهض هو خلفها ليقول متسائلا : ساكته ليه مش مصدقاني !
أجابت ليلي وقالت بمرارة: ما اعرفش ما بقتش اعرف حاجه ..
زفر وليد أنفاسه بقوة ثم قال بيأس: ليلى أنا عارف ان احنا مرينا في حياتنا بي حاجات كثير وحشه وطريقه جوزنا و تعرفنا ببعض برده كانت بطريقه مش لطيفه .. بس خلينا ندي فرصه لحياتنا ونجرب هينجح ولا لأ ؟؟. بس بلاش نحكم على حاجه بالفشل احنا لسه ما عشنهاش
لمعت عينا ليلي بالدموع وقالت بخجل : يا وليد بلاش انت اللي تتسرع و فكر في الموضوع كويس.. هتستحمل تكمل حياتك مع واحده زيي كأنت...
صاح وليد بعصبية وضيق مقاطعة اياها بعنف: وبعدين يا ليلي هو انتي ليه مصممه تفتحي الموضوع ده ؟؟ كنتي زمان بتزعلي مني لما افتح الموضوع وتقولي ليا عاوزه انسى دلوقتي بتفكري نفسك وبتفكريني ليه ؟!..
قاطعته بنبرة باكية : عشان هي دي حقيقتي ومش هاقدر اغيرها .. شوفلك واحده غيري ما عندهاش ماضي زيي تستعر منها في يوم !
أخذ وليد نفسا عميقا مقترب لها ليشدد من احتضانه لها بقوة قائلة برقة : كانت يا حبيبتي .. إنما انتي دلوقتي اتغيرتي اهو وعرفتي تبعدي عن الطريق ده مع اول فرصه جتلك الحمد لله وما ضيعتهاش زي غيرك .. وبعدين ما انا ممكن كنت اتجوزت واحده ثانيه وطلعت يا ستي فيها العبر كلها و بتخوني وبتعمل كل حاجه وحش.. بس في الدره من غير ما انا اعرف اي حاجه عنها ..ليلي انا مش فارق معايا كلام الناس كفايه انا شايفك ايه في عيني
لتقول بحرقة حقيقية : انا تعبت من الكابوس الملازمني و مش عاوز يروح .. عارفه ان انا غلطت غلطه كبيره صعبه امحيها .. بس عاقبت نفسي كثير عشانها ! نفسي الزمن يرجع ما كنتش هعمل كده .. بس كنت لسه صغيره عقلي مش فيا مش مدرك قيمه الغلط اللي انا عملته وقتها.. بس تعبت والله تعبت ! تعبت من نفسي ومن الناس اللي حواليا اللي مش بيغفروا
ليحدثها قائلا بهمس بجدية: قلت لك ما لكش دعوه بالناس .. كفايه انا شايفك ايه
منحته ابتسامة ساخرة من بين دموعها وقالت بألم : وانت شايفني ايه يا وليد ما انت كمان زيهم ظلمتني وكنت بتكرهني وقرفان مني ومش طايق تشوفني ولا تلمسني
قال وليد بهمس معتذر وندم: انا اسف ان انا حسستك بالشعور ده .. بس خلينا في دلوقت انا بحبك وعاوز اكمل معاكي .. عاوزك تبقي لي زي ما انا ليكي
هزت راسها برفض هاتفه بحزن: انت عمرك ما كنت لي يا وليد
كادت ان تخرج لكنه مسك يديها الاثنتين بيديه وقال بحزم : لا يا ليلي انا ليكي انتي وبس .. تحب اثبتلك كده
فتح عينيه ببطء لتتوقف ليلي عما كانت تقوله حين صدمتها تلك النظرة فى عينيه المغشيه بالرغبة والشغف لتدرك ان كل هذا موجه لها هى لتتلعثم فى حروفها تبتعد بخطوات متعثرة : وليد آآآ ..!
لم تكمل كلماتها تجذبها يده اليه بقوة لتصطدم بصدره ليضع يده خلف راسها والاخرى يلفها حول خصرها يهبط بشفتيه عليها يبتلع شاهقتها بداخله يقبلها بكل الجنون والاشتياق بداخله غير واعى لاى شيئ سوى ملمس شفتيها الناعم تحت شفتيه ليصدر عنه تأوه قوى يشدها اكثر اليه متجاهلا مقاومتها الضعيفة له هو يحاول السيطرة عليها بخبرته ليجعلها بعد لحظات تبادله شوقه اليها باخر خجول مرتبك لم يدرك كم ظلام على هذا الحال غائبين عن كل ماحولهم حتى صرخت رئتيهم طلبا لتنفس ليبتعد عنها مغمض العينين بضعف يستند براسه فوق جبهتها ينهد بقوة طلبا للهوا... ليفتح عينيه بعد لحظات استطاع فيها استجماع سيطرته على ذاته مرة اخرى يخفض عينيه اليها يراها هى الاخرى فى حالة من الفوضى بشعرها المبعثر بجنون حول وجهها وشفتيها المنتفخة من اثر قبلاته المجنونة لها ليمسك بوجهها بين كفيه يرفعها اليه برقه يهمس بضعف وصوت اجش: وحشتيني يا ليلي .. وحشتيني قوي
ليخفض وجهه اليها مرة اخرى يقبلها ولكن تلك المرة برقة وحنان اذابها بعمق فلم تشعر بحالها وهى ترفع زراعيها تلفهم حول عنقه تبادله تلك القبلة الرقيقة ليدرك هو بتجاوبها هذا ليشدها اليه اكثر بلهفة كمن يريد ان تمتزج بداخله اضلعه تتلاشى بداخله اخذتهم عاطفتهم الى سماء صافية محلقين نحوها لدقائق طوال لم يدركا شيئا خلالها سوى مشاعرهم نحو بعضهم البعض ليقول بين قبلاته : عاوزك يا ليلي.. محتاجلك أوي ... ما تبعديش عني
لحظات قليلة وفتحت الباب فايزه فقد استمعت إلى صوت داخل الغرفه معتقده بأنه وليد جاء دلفت مبتسمه لـ تتلاشى ابتسامتها بصدمه وذهول وهي تري وليد في وضع حميمه مع فتاه كادت لا تصدق عينها .. !!!!
شعرت ليلي بنفسها تكاد تذوب بين يديه ابتعدت عن احضانه بعد لحظات لتلتقي عيناها بعينيه كانت رغبته بها واضحة وضوح الشمس بين الاثنين .. وهي كانت تريده وبشدة ... ليستمر فى تقبيلها برقة وشغف جعلها تائهة عما حولهم لكنها حاولت الاعتراض أن يكفي من جنونه ليسرع بلفها اليه يحتصنها بين ذراعيه بحنان يخفض شفتيه الى شفتيها لم يمهلها يسرع بالتقاط كلماتها داخل شفتيه يقبلها برقة وحنان سرعان ما تحول الى شغف وجنون لم تستطع ابعاد لتجاري اياه ليلاحظ هو ذلك فاخذ يبطء من استجابت لها وبادلته قبلته بشكل أثار جنونه ...
تجمدت فايزه مع الصدمه الوضع أمامها ولا تعرف ماذا تفعل فـ لا تستوعب بأن وليد يفعل ذلك في يوم.. وهما غير ملاحظين وجودها حتى اعادتهم الى ارض ثم ما لبثا ان سمعوا صوت فايزه تصرخ بعدم تصديق : ولــيــد ... انت بتعمل ايه ؟؟.
اخفض وليد وجهه الى عنقها يقبلها وهي بعالم اخر لا يعى أحد.. يقبل بشرة عنقها برقة... حتي أستمع إلي صوت خالته لـ اتنفضون الاثنين بهلع وابتعدوا عن بعض سريعاً بصدمه وإحراج.. فلا احس أحد منهم عليها..
لتكمل فايزه وهي تنظر إليهم باعين متسعه متمتماً بقرف : انت يطلع منك كل ده يا وليد اخس عليك .. وجايبها لي حد البيت كمان .. طلعها بره حالا دلوقتي قبل ما بنت عمك تصحي وتشوفك بالمنظر ده !!! ..