رواية ثلاثين عاما في انتظار حبي الاول الفصل الثاني2 بقلم خديجه السيد
أحبك قبل أن تراك العيون و حبي لك فوق كل الظنون أحببتك بهراً بقدر الحصى بقدر أشجار الكون، قلبي لديك رهين، و عقلي بك مجنون، و أنا كلي مفتون مفتون قربك نار في لظاها أتعبّد و بعدك شوق و ليل طويل سرمد يا حبة روحي. و دواء جروحي يا ورده في بستاني فوحي يا قبلة لأحزاني و أفراحي يا مرتع بكائي و نواحي يا صدراً حنوناً هو كل أكفاني و حصناً منيعاً يشعرني بالأمن بالخوف بالرجاء بالراحةِ و الإطمئنان.
اتنفض بفزع مفرغ فمه ليقول بصدمه: مهلاَ أنتِ تتحدثي مثلنا ألستِ بكماء؟
ابتسمت رحمه بسعاده لتقول بحماس: أنت تتحدث اللغه المصريه ؟!
ثم هتفت رحمه بغضب: مهلاً من البكماء تقصد أنا ؟!
جز علي أسنانه بحده متذكر حديث ناظم صديقه ليعرف بأنها مكيده منه ليقول سريعاً براحه لا يعرف سببها بعد أن علم أنها ليس بكماء: اعتذر جداً فقد خمنت ذلك لأني لاحظت أنكِ لا تتحدثي مع أحد لذلك فكرت أنكِ بكماء
"مقصدتش نجرحك جامي" .(لم أقصد الإساءه مطلقاً) .
زمت شفتها بعبوس قائله بضيق: ماذا حدث ؟ ألست كنت تتحدث اللغه المصريه منذ قليل أنا لا أفهم عليك .
عقد طاهر حاجبيه بدهشه متسائلاً و قد فهم: مهلاً أنتِ لا تعرفين اللغه الجزائريه ؟
هزت رأسها له بالإيجاب لتقول بأسف: نعم للأسف، لذلك لا أتحدث مع حد . ثم أكملت حديثها بسعاده: لكن أنت من أين تعلمت اللغه المصريه ؟
ابتسم طاهر لأنها أصبحت تتحدث معه أخيراً و تسأله بعد ما كان يراقبها من بعيد بإعجاب دون حديث: لا أنا بـ الأصل مصري الجنسيه لكني أتحدث اللغه الجزائريه لأني أعيش هنا من حوالي سبع سنوات لذلك تعلمت اللغه الجزائريه بإحتراف .
هزت رأسها بسعاده أكبر بأنها أخيراً قابلت أحد مصري في ذلك البلد الغربيه عنها لتقول : نعم .
حك مؤخرة رأسه بإحراج و قال للتبرير: احم أنا كنت أعتقد أنكِ لا تريدي التحدث مع أحد و تفضلي الجلوس و العزله لوحدك ،لم اكن أعلم أنكِ مصريه بالأساس و لا تعرفي اللغه الجزائريه حتى عندما اصطدمت بكِ ليلة أمس و لم تعتذري مني غضبت حينها لإعتقادي أنكِ شخصيه مغروره .
"سمحلي إذا مفهمتكش وقتها" .( اعتذر لأني أسأت الفهم حينها ) .
اضطربت رحمه قائله بضيق : أي ما خطبك معي ! لماذا تتكلم بـ هذه اللغه مره ثانيه ؟ قولت إني لم أفهم عليك .
هتف طاهر سريعاً قائلاً بلهجه عربيه بتوضيح: آسف لم أقصد لكني تعودت على الحديث بها كنت اقول ليك أعتذر لأني أسأت الفهم حينها بوصفك بـ شخصيه مغروره .
هزت رأسه برفض هاتفاً ببساطه قائله بإبتسامه عريضه: لا عليك لم أحزن منك بالعكس أنا سعيده جداً إني تقابلت مع أحد مصري الجنسيه هنا بالجزائر فكل شيء هنا بـ المدينه صعب عليه ،اللغه و المعيشه و الناس و إلخ..و مثل هذه الأشياء .
ابتسم قليلاً و قال بتفهم: معك حق اللغه الجزائريه صعب قليلاً فهمها بالنسبه إلينا حتى أنا عانيت مثلك في البدايه لكن مع الوقت و التدريب على حفظ اللغه سوف تتحدثيها بإحتراف .
تكلمت بهمس صمت قليلاً بإحباط: و من ..من الممكن يعلمني إياها ؟ يجيب يكون في البدايه يعرف اللغه العربيه حتى يفهم عليا .
قال طاهر دون تفكير بعفويه : أنا ممكن أعلمك إياها بكل سهوله .
نظرت إليه بإستغراب رحمه متحدثه بتردد: أنت ؟!
انتبه طاهر على نفسه قائلا بتوتر: احم إذا أردتي يعني .
اتسعت ابتسامتها بشده قائله بفرحه طفوليه أعجب بها : بالتأكيد أريد طبعاً أنت لا تعرف كيف أرحت بالي الآن،
كنت أحمل حملاً ثقيل لـ ذلك الموضوع دائماً حتى أمارس حياتي هنا بالجزائر بكل راحه، لكن لم تتضايق من الأمر من الممكن يأخذ وقت طويل و يكون ملل .
- كلا لاداعي لذلك سوف يكون الأمر سهل بـ مشيئة الله .
قالها طاهر بحماس ليكمل حديثه قائلاً عندما سمع صوت جرس انتهاء الفسحه ليذهب الطلاب إلي الفصول حولهم: "خلاص وقت الراحه" .(انتهت وقت الفسحه) اقصد هيا بنا الآن نذهب للفصل انتهى وقت الفسحه و بعدها نرى كيف نبدأ أول حصه لـ تعليمك اللغه الجزائريه ،اتفقنا .
قالها ليمد يده إليها كـ إتفاق بينهما بإبتسامه عريضه بادلته الإبتسامه رحمه لتضع يدها بيده قائله برقه غير مقصوده: بالتأكيد اتفقنا .
و هنا التقت بعينيه و لفهما سحر غريب و ظلا هكذا لحظات حتى قطع عليهما صمتهما الغريب صياح المدير يأمرهم بالذهاب إلى الفصل .
لكن طاهر لم يرد على حديث المدير أو لم يسمع بالأساس أمسك بكف بقوه أكثر رافض ترك يدها أخذ يمرر يده عليه برفق، لمسات حنونه ،رق قلب طاهر على منظرها الخجول و هي قاومته سحب يدها منه بصعوبه و اِرتباك حتى سألته بصوتها الهادئ: بـ المناسبه ما اسمك ؟
و هتفت بإضطراب و نبره مرتجفه تزدرد ريقها بصعوبه فيما ملامحه نظراته الحاره صعب تحملها : رحمه .
أغمض عينه يتنفس بعمق كيف لهذه الرقه أن تسلب إليه عاد يهمس برخامه : و أنا طاهر .
__________________________________
كان ناظم يسير بـ ممرات المدرسه حتى جاء من خلفه طاهر بغضب شديد و ضرب بكف يده علي مؤخرة رأسه من الخلف،أطلق صرخ ناظم بقوه تألم ناظر إليه: واشبيك علاه درت هكا ؟ ( ما بك ؟ لما فعلت هذا؟ )
طاهر بغيظ شديد و قال: تستاهل كثر من هاك تكذب عليه و تقول لرحمه بكما و هي ماشي هكاك و حيله منك.
(و تستاهل أكثر من ذلك ،تكذب عليه و تقول لـ رحمه بكماء و هي ليست كذلك و كانت مكيده منك ) .
تحسس ناظم رأسه بألم متسائلاً بإستغراب: شكون رحمه انا معرفهاش؟!
(و من رحمه ذلك ؟انا لا أعرفها).
تحدث طاهر بتوتر واضح و قال: رحمه هي نفسها الطفله لي معانا فنفس الكلاسه لي تعايرها بالبكما .
(رحمه هي نفسها الفتاه التي معنا في نفس الصف الذي وصفتها بـ بكماء ).
ابتسم ناظم بمشاكسه قائلاً: آه عرفتها ذوك بصح منين عرفت اسمها ؟ باين بلي هدرت معاها و تعرفتو على بعضاكم .
(آه عرفتها الأن لكن من أين عرفت اسمها ؟ من الواضح إنكم تتحدثوا سوا و تعرفتوا على بعضكم أيضاً) .
صاح طاهر بحده مصتنع قائلاً لتغيير الموضوع: ماشي مهم ذوك كنت علابالك بلي تهدر و ماشي بكما كما كذبت عليا.
(ليس مهم الآن أكنت تعرف أنها تتحدث و ليست بكماء كما كذبت عليا؟ ).
تنهد ناظم بضيق مجيب: أووف طاهر ايه كنت علابالي فهذاك النهار لي وقفها شيخ فلكلاصه و عطالها سؤال بصح ماجوباتوش غير بواحد ثلث كلمات ماشي مفهومين، و ضحكو عليها كامل فلكلاصه و هي هبطت راسها و حشمت بزاف ووقتها أنت كنت غايب مجيتش ليكول.
(اوووف طاهر نعم كنت أعلم في ذات يوم أوقفها الأستاذ الفصل موجه لها سؤال لكنها لم تجيب بـ غير بضع كلمات غير مفهومين ، وضحك عليها طلاب الفصل بأكمله و هي أخفضت رأسها بخجل شديد و وقتها أنت كنت غائب عن المدرسه) .
نظر إليه طاهر بحزن عليها قائلاً بضيق: حاجة تبكي والله!تهدر المصرية و ماتعرفش تهدر الدزيريه ،ماتلعبش معايا كيما هاك مره واحدوخرا ناظم فهمت ؟
(محزن جدا ! إنها تتحدث اللغه المصرية يا زكي ولا تعرف لغه الجزائر ، لا تلعب معي مثل هذه اللعبه مره ثانيه ناظم أفهمت؟) .
ناظم بتوضيح: كنت نڨصر برك طاهر هاذا ماكان و أنت لي ديت الهدره سيريو ومعاهاذا سمحلي ماكنتش عارف بلي هذي الطفله مهمه عندك لذي الدرجه .
(كانت مجرد مزحه طاهر لا أكثر أنت الذي أخذت الحديث على محمل الجد و مع ذلك أعتذر لم أكن اعلم أن هذه الفتاه مهمه لهذه الدرجه إليك).
توتر بشده طاهر قائلاً بضحك بإرتباك: واشن ؟؟ههه آنا شكون قالك راني مهتم بيها.
(ماذا ؟؟ ههه آآ أنا من قال لك إني مهتم بها ).
ضحك عليه ناظم بشده علي منظره المتوتر،جز علي أسنانه طاهر بغيظ شديد ليرفع يده على رأسه يضربه بقوه مره ثانيه حتى يصمت.
ناظم بألم: علاش ضربتني مره وحدوخرا ؟ (لما صفعتني مجدداً؟ ).
قبل أن يجيب عليه لمح رحمه تخرج من الفصل تسير لوحدها مثل العاده فقد انتهى وقت دوام المدرسه و هي ذاهبه إلي منزلها ليقترب منها سريعاً بلهفه قائلاً: رحمه انتظري .
وقفت عندما سمعت صوته تنظر إليه بإستفهام ليقول بتردد: أين أنتِ ذاهبه؟ ألم نتفق أني سوف اعلمك اللغه الجزائريه؟
هزت رأسه لها بالإيجاب بإبتسامه خجوله : تمام و أنا انتظر حينما تتفرغ من وقتك بالكامل .
هتفت طاهر بتلقائيه بريئه : الآن إذا أردتي ، ليس لدي شيء، ما رأيك أن نذهب من الخارج المدرسه إلى أي مكان نجلس بيه حتى أعلمك براحه ؟
صمتت لتهفت رحمه فجأه بصوت صارم و ملامح حاده : نعم ! هل أنت معتوه ؟
حدق طاهر نحو رحمه ببلاهه للحظات و أجاب بدهشه: لماذا ؟
اكفهرت ملامح رحمه بينما تقطب حاجبيها بغضب و زمجرت بخشونه: من أين جاءت إليك هذه الفكره و أني سوف أوافقك الرأي للذهاب إلى خارج المدرسه ؟؟
نظر لها ببلاهه و قال بعدم فهم: و ما الخطأ فـيما قلته ؟لا أفهم .
تضيق أكثر من اصراره و هي تصطك أسنانها بحنق: و مازلت تسألني حتي الآن ، أنا حتى ذلك اللحظه لم أعرفك جيداً و لا أعرف نواياك حتى أؤمن على نفسي و أخرج معك،و أيضاً و لا أهلي لديهم علم أنني سوف أخرج معك و لم يوافقوا، و الأهم من كل ذلك لا يصح الخروج مع شاب لا أعرفه أفهمت أما ام لا سيد طاهر ؟
التزم طاهر بـ الهدوء و الصمت ناظر بإستمتاع إلي غضبها حاول عدم ظهور ابتسامه ليقول بأسف مصتنع مقلدها: حسناً أعتذر لم أقصد يا .. يا سيده رحمه .
هتفت رحمه بصوت صارمه حاده: أتسخر مني ! أنا أتحدث بجديه.
حدجها طاهر بنظرات هادئه ليقول سريعاً بحديه مصتنع: لا لا أبداً ،حسناً ما رأيك وقت الفسحه المدرسيه أعطيكِ بضع كلمات بـ اللغه الجزائريه تحفظيها و في اليوم التالي تسمعيهم إلي ؟
صمتت لحظه تفكر ثم أجابت رحمه برقه و رضى: حسناً ليس لدي مشكله .
و صمت للحظات يزفر أنفاسه براحه قال بإقتراح: تمام .. ما رأيك أن نبدأ من اليوم أعطيك بضع كلمات قبل الذهاب إلى المنزل ؟
رحلت رحمه بعض أن كتب لها طاهر كلمات في الكشكول الخاص بيها والتفت إلي صديقه ناظم و كان كـ العاده يقف ناظر إليه بمشاكسه و يغمز بطرف عينه بخبث هاتفاً: و تقولي معندي حتى علاقه معاها لالا باين ،واش كنت تكتب لها فلكارني تاعها يا خبيث؟رسالة حب ولا واش؟
(و تقول لي ليس لديك علاقه بـ هذه الفتاه لا واضح صراحه ،ما الذي كنت تكتبه اليها فـ الكشكول الخاص بها يا لئيم ؟ هل هو جواب غرامي ؟ ) .
تطلع فيها طاهر عدد لحظات بيأس منه و لم يجيب و كانت يده تسبق لسانه لـ تصفع تحت رأسه ليصيح ناظم قائلاً بصدمه: ياراجل راح رقبتي تتنقلع من قوة الضرب ،رحمني شوي .
(يا رجل سوف أفقد رقبتي من كثر الضرب ،الرحمه قليلاً ) .
__________________________________
في منتصف الليل أغلقت رحمه الشرفه واستلقت على السرير بكل أريحيه لتقرأ و تفتح الكشكول الذي كتب طاهر الكلمات الجزائر و الترجمه جانبها بالعربيه لـ تحفظ بيهم لتشرد فجأه ف بإبتسامه هادئه و هي تتذكر حديثه معه وغضبها منها، لكن حدث شيئ عكر مزاجها و هو دخول زوجة أبيها لأنها لا تريد سماع نفس الأسطوانه كل ليلة تنظيف المنزل و احتياجات أخيها و أبيها و التسوق معها لتحمل الأشياء عنها .
لتقول رحاب بتهجم : رحمه انهضي و تجهزي كي نذهب للسوق و تشتري الأغراض فـ المنزل يحتاج إلى أشياء كثيره ينقصها .
رحمه برجاء : زوجه أبي أرجوكى اتركيني الليله و اشتري أنتِ كل شيئ يلزم المنزل ، فأنت تعلمين أني لدي دراسه كثيره حتى أحاول فهم الدورس بصعوبه .
ابتسمت ساخره لتقول بوقاحه: دراسه متأكده ! عليا انا هذا الحديث أم تتسلي يا فتاه مع الشباب ؟
اتسعت عيني رحمه بصدمه و هتفت بضيق شديد: زوجى أبي ماذا تقولي ؟ أنتِ تعرفيني جيداً أنا لا أفعل هذه الأشياء ،ليس أنا من يتسلى مع شباب .
نظرت إلي رحمه ببرود قائله بلهجه حاده: و من المفترض انا أصدق هذا الحديث ! هي كلمه واحده انهضي نذهب للسوق و تشتري الأغراض .
خرجت رحاب من الغرفه دون سماع كلمه منها، فأغمضت عينيها رحمه بحزن شديد علي حالها لا تعرف لمن تذهب لتشتكي من زوجه أبيها، فـ والدها من المستحيل أن يتحدث معها فـ هو ضعيف أمامها تنهدت بعمق لعلها تطرد الهموم مؤقتا .
__________________________________
في اليوم التالي جلست رحمه بالفصل كانت تنتظر دخول المدرس ليعطي إليها هي و الطلاب أول حصه لكنه تأخر قليلاً، لينهض فجأه طاهر من مقعده جانب ناظم الذي عقد حاجبيه بإستغراب و اقترب طاهر منها لتقول رحمه بإستغراب: ماذا؟ هل تريد شيء؟
ابتسم طاهر و قال: كلا لكني أريد الجلوس هنا فحسب فهل يمكنني ذلك؟
و جلس دون أن ينتظر ردها فقطبت حاجبيها و ضحكت مستغربه من تصرفه و قالت:لقد فعلت لتوك .
ابتسم لها و في هذه المره كان قريباً ليزيد من اضطرابها و استغربت ذلك و انتبهت إلى أنه يحدق فيه بإمعان حاولت أن لا تنظر إليه و أن تسبر غور عينيه الغامضتين لكنها لم تجد الجرأة ،أخفضت رأسها يخجل و لاحت على شفتيه شبه ابتسامه و همس دون وعي: كم أنتِ فاتنه رحمه !
اضطربت رحمه قائله بتلعثم و ارتباك: طاهر آآ لا تفعل ذلك ..لا يصح .
انتبه طاهر إلي نفسه و قال بأسف حقيقي: احم.. أعتذر لم أقصد.
أشاحت وجهها بعيد بضيق مصتنع ليصمت هو لوقت و التفت نظرت إليه ثم قالت بحنق :هلا تبعد نظراتك عني؟
ابتسم قليلاً و قال بإستسلام : حسناً لكن رغم أنها تصدر رغماً عني، هل حفظتي الكلمات التي أعطيتها لكِ أمس ؟
هزت رأسها له بالإيجاب دون النظر إليه بتوتر واضح تكلمت بهمس: نعم .
قال طاهر بهدوء : حسناً بعد ثلاث حصص يكون وقت الفسحه نتقابل بعد .
نظرت إلى المقعد الذي يجلسون عليه ثم رفعت عينيها بعد لحظه: ألن تنهض و تذهب إلى مقعدك ؟
اقترب منها قليلاً فقال بهمس: هل تريدين مني أنهض ؟
هزت رأسها بعدم مبالاه ليبتسم بقوه و هو ناظر إليها، شعرت هي بقلبها يخفق بقوه لاتدري سببها و هو يتطلع فيها شعر برجفه خفيفه حتى قطع لحظتهم دخول المدرسه لينهضوا سريعاً كـ احترام إليه هما و الطلاب.
__________________________________
بعد أسبوع يوم الجمعه العطله، كانت رحمه و رحاب قد خرجت من البيت في العصريه للقيام بجوله في السوق و سارت قليلاً هي و رحاب ثم عبرت الشارع حتى وصلت إلى السوق ثم دخلت رحاب و خلفها رحمه محلاً بعد آخر و اشترت أشياء عديده زوجه أبيها ثم تركتها لوحدها بـ أمر من رحاب بالرحيل إلى المنزل و هي تشتري باقي الأشياء ،هزت رحمه رأسها لها بالإيجاب بـ طاعه و سارت محمله بالأكياس في يديها الإثنتين ثم نظرت بدهشه إلى الشخص الذي أمامها و فتحت فمها لتتكلم و تنطق اسمه لكنها لاحظت معه طفله صغيره يحملها و يبتسم لها و لم يلاحظ رحمه لتحمحم و ترحل من جانبه بسرعه دون أن يراها .
التفت طاهر خلفه بهدوء ليلمح رحمه تمر بثقل من الأكياس في يديها الإثنتين بصعوبه ابتسم بلهفه قائلاً: رحـمـه !
وقفت رحمه بتوتر وقالت بإبتسامه مصتنعه: أهلاً طاهر .
ابتسم طاهر و تقدم منها و هو يحمل طمطم بنت أخته بين ذراعيه بحنان قائلاً بإهتمام: ماذا تفعلي هنا ؟
هزت رأسها قائله بتوتر: أتسوق مثلما ما ترى، لقد اشتريت الكثير من الأغراض و كنت ذاهبه إلى المنزل.
عقد حاجبيه بدهشه متسائلاً: تتسوقي لوحدك كيف ؟ أنتِ ألم لا تتحدثي اللغه الجزائريه ؟ أليس يوجد أحد معك ؟
قالت رحمه برفض بتلقائيه: لا كان معي زوجة أبي هي تتحدث اللغه الجزائريه قليل و تفهمها أكثر عني ،لكنها ذهبت لتكمل شراء الأشياء التي تلزمها و أنا كنت راحله إلي منزلي .
هز رأسه بهدوء مبتسم بتفهم : أجل .
- آآ بـ بابا .
هتفت بها الطفله الصغيره الذي يحملها اتسعت عيني رحمه لتقول بدهشه: مهلاً هذه ابنتك ؟ هل أنت متزوج ؟!
تطلع فيها بصدمه قليلاً ليقول بإبتسامه عريضه : نعم ابنتي ولدي ابن آخر أيضاً .
شهقت رحمه بتصديق ليقول طاهر بضيق شديد وهو يضرب رأسها من الأمام بخف: هل أنتِ بلهاء رحمه ! كيف أتزوج و أنجب في هذا السن !
تألمت ناظر إليه بتذمر طفوله: آه و لماذا تضربني ؟ و كيف لي أنا أعلم إنها تقول لك أبي ؟
ابتسم طاهر على شكلها قبل خد طمطم بحنان قائلاً موضح: هذه طمطم ابنة أختي الكبير روان و تقول لـي أبي أوقات عادي من الطبيعي لأن والدها توفى عندما كانت أختي حامل بها و لم ترى والدها ،و أنا و هي متعلقين ببعض جداً لذلك أوقات تقول لي أبي .
= أجل ! يا عمري .
قالتها رحمه بحزن شديد على الطفله ثم نظر طاهر إلى كومة الأكياس التي تحملها بيديها و قال مقترحاً: حسناً دعيني أحمل عنك أغراض حتى يخف الثقل عنك .
هزت رأسها برفض هاتفاً سريعاً: كلا لا داعي لذلك أنا بيتي قريب عن هنا و...
لكنه لم يجيب عليها و أخذ نصف الأكياس من يديها بخفه قالت مبتسمه و هي تنظر إليه: شكراً، لكني لا أريد أتعبك معي لأنك تحمل الطفله .
ضحك وقال: لا بأس تعالي سوف انزلها تسير هي تعرف السير لوحدها .
و سارت إلى جانبه يسيرون بالشارع هو يحمل بيده الأكياس و بيده الأخرى تمشي طمطم و يمسك بيدها, ورحمه تحمل باقي الأكياس أخف منه.
نظرت إليه و وجدته يحدق بها فأبعدت عينيها سريعاً عنه للحظه ثم عادت عينيها لتلقيا بعينيه مجدداً فابتسم لها و لم تتمالك نفسها فابتسمت له خفق قلبها بقوه احمرت وجنتيها من نظراته الغريبه و ابتسامته الدافئه قالـ لها: كيف حالك؟
اجابت رحمه ببعض من الإرتباك: أنا بخير و أنت ؟
ابتسم طاهر و قال: بخير .. و رائع !
ضحكت بإستغراب و قالت: و رائع !
ابتسم و قال ناظر إليها بعمق:أقصد أن شعوري رائع لأني قابلتك اليوم.
طلته عليها من نظراته تبعثر مشاعرها و ردها عليه .
قالت بصوت مبحوح :بالمناسبه أين كنت ذاهب حتي لا تتعطل بسببي .
أجاب طاهر بعدم مبالاه: ليس لـ مكان أنها مجرد نزهه مع أصدقائي لا أكثر .
هز رأسه بهدوء ثم قالت له بعد لحظه: حسناً يكفي إلى هنا .
نظر إلي الطريق بتردد قائلاً بجديه: هل أنتِ متأكده ليس لدي مانع أوصلك إلى منزلك .
هزت رأسها برفض سريعاً و قالت بلهفه: لا لا يكفي هنا جيداً، شكرا على مساعدتك .
ابتسم طاهر و قال: العفو ،إذا احتجتي إلى شيء آخر لا تترددي .
بادلته الإبتسامه رحمه بهدوء و أخذت منه الأكياس و رحلت و ظل هو يقف ينظر عليها حتى اختفت من أمامه .
__________________________________
بعد مرور شهرين أصبح رحمه و طاهر كل يوم وقت فسحه المدرسه يجلسون سواء في حديقة المدرسه ليعطي إليها طاهر كلمات و تحفظها اللغه الجزائريه و أحياناً يتسامرون في أحاديث أخرى ،في ذات يوم جلس طاهر في حديقة المدرسه و خرجت رحمه تبحث عنه حتي وجدته فاقتربت منه بتلقائيه بإبتسامه عريضه لتقول: صباح الخير سي طاهر واش راك .(صباح الخير سيد طاهر)
نظر إليها طاهر بـتفاجأ و قال بمزحه: اوه حمد لله لم يروح تعليمي هدر .
لتقول رحمه بغيظ متحدثه: مغرور ! لم يكن تعليمك لي فقط بلا لأني طالبه ممتازه .
ضحك عليها و قال: ههه حسناً تعالي اجلسي.
و سارت إلى جانبه ثم نهض هو ثم قالت له بإستغراب: إلى أين تسير؟
قال طاهر بإبتسامه و هو يرحل: انتظريني هنا سوف أعود بعد لحظه .
عقدت حاجبيها متسائله: لما ؟
لم يجيب عليها لأنه غاب و بعد قليل جاء يحمل اثنين زجاجه عصير صغيره من (كانتين المدرسه) ،تقدم منها ليعطي إليها واحده ايتسمت بخجل و قالت بخفوت: شكراً لم يكن له داعي .
وضعها أمامها بإصرار قائلاً بجديه: اشربيها رحمه .
شربا هو العصير و بعد لحظات بدأت تشرب هي الأخرى و بعد لحظات صمت نظر بـ عيناه محدق إلى ظلام عينيها اللامعه و لأول مره يرى هذه الملامح عن قرب جميله، و من ينكر هذا الجمال البسيط المجذب لي أي عين تراها بهذا القرب و برغم من أنها تلف خصلات شعرها بـ رباط رفيع إلا أن بعد الخصلات تنزل منه حتى تكمل صورتها بحق الحياة أمام عيناه .
ارتبكت من تفحصه الجريء هذا إليها قائله بحرج و هي تضع أمامها زجاجه العصير: ألن نكمل و تعلمني اللغه الجزائريه ؟
قبل أن يجيب عليها تقدم ناظم إليهم ليجلس بينهما بنصف قائلاً بمشاكسه: أو رح نعطلكم على كاش حاجه يا عشاق.
( هل سوف أُعطيلكم على شيء أيها العشاق) .
عقدت حاجبيها رحمه بعدم فهم، جز علي أسنانه طاهر بغضب و قال بحده: نوض يا ناظم و روح منا مكان حتا حاجة بيناتنا راني نعلم فيها تهدر الدزيرية باش تقدر تقرا مليح.
( انهض ناظم و اذهب من هنا ليس بينا شيء أنا فقط اعلمها اللغه الجزائريه حتى تعرف تذاكر دروسها جيداً).
نظر ناظم بفخر مصتنع و قال: صح مكنتش نعرف بلي نتا حنين هكا طاهر .
(حقا لم أكن اعلم أنك رهيف القلب و خدوم كذلك طاهر ).
طاهر بغيظ و همس : سكت ناظم باش منوضش نضربك ، دوديجا قلتلك نوض
(اصمت ناظم حتى لا أضربك ،و قلت لك انهض) .
نظر إليهم رحمه بإستغراب قالت لـ طاهر متسائله : ماذا يقول طاهر هل هناك شيء ؟
هز رأسه برفض سريعا هاتفاً وهو ينهض:
لا لا ...لا يوجد شئ رحمه ،تعالي معي نجلس في مكان آخر ،ناظم ينتظر صديق لي هنا .
أخذ طاهر رحمه و رحل ليقول بضحك ناظم و صوت عالي على يغيظه أكثر: هاي وين نروح؟ انا ثان حبيت نتعلم اللغة العربيه يا راجل رواح...ماحسسنيش بلي راني شخص زيادة هههه.
( هاي إلى أين ؟ أريد أنا أيضاً تعلم اللغه العربيه يا رجل تعال .. لا تشعرني بأني شخص متطفل هههه ) .
__________________________________
جلسوا على مقعد آخر على بعد قليل ليقول طاهر: آسف لـ الانتقال في مكان آخر .
قالت رحمه ببساطه: لابأس .. هيا لنكمل .
قالتها و وضعت أمامه الكشكول الخاص بها تنهد طاهر بضيق و أزاح الكشكول حمحم قائلاً: اتركينا منه الآن ، ما رأيك نفعل شيء آخر مثله تكلمي عن نفسك .
نظرت إليه بعدم فهم وقالت متسائله: اتكلم.. ماذا أقول ؟
ابتسم طاهر ليقول بجديه: اريد أن نتعرف على بعضنا أكثر.
أشعرها بـ الدهشه لتجيب بإضطراب: ماذا تريد أن تعرف عني؟
ليقول طاهر بتأكيد: كل شيء.
بعدها يحدقان الى بعض بنفس النظرات الثاقبه و الهيئه و قالت بتردد : و لماذا؟
يطالع طاهر بنظرات غامضه كمن يستشف دواخله و لا يدرك سبب هذه الاهتمام بها ثم اضاف معللاً: هل هذا غريب؟
هزت كتفها بعدم معرفه وقالت: لا أدري ربما.
ابتسم طاهر ثم هتف برزانه و ملامح ثابته لا تشي بمكنوناته: هيا اخبريني عن نفسك.
توردت وجنتيها لتقول بخجل: حقاً لا أدري ماذا أقول ؟
حدق طاهر الى رحمه بتمعن: قولي أي شيء رحمه.
صمتت قليلاً ثم قالت: امم حسناً أنا اسمي رحمه سيد علي، وتلدتي توفت بعد ولادتي مباشرةً و أبي تزوج بعد سنه من فراقها من سيده تدعى رحاب و أنجب منها ،و لدي أخ صغير بعمر 4 أعوام ،مم و فقط ليس لدي شيء أخبرك بي ثانيه .
تسأل طاهر بإهتمام: ليس هل لديك أخت ؟
رحمه برفض: لا و أنت ؟
ابتسم طاهر و قال: لدي أختي واحده فقط و هي أكبر مني كانت متزوجه لكنه توفى زوجها و انجبت منه فتاه ،و والدي متوفي أيضاً و أعيش مع أختي و أمي .
لتقول رحمه متسائله بفضول: و لماذا انتقلت إلي الجزائر ؟
ليقول طاهر موضح: كانت أمي تعمل بالقاهره و هي من تصرف علينا أنا و أختي و ابنتها الصغيره ،صحيح أختي روان تعمل لكن موظفه بسيطه لذلك بحثت والدتي على عمل آخر براتب أكبر و لديها صديقي هي من دلدتها علي عمل بالجزائر لذلك انتقلنا هنا بلا تفكير ،و أنتِ لماذا تركتي القاهره و جئت إلى الجزائر ؟
قالت رحمه بإحباط و ضيق: بسبب عمل أبي أيضاً ،هو عامل في مصنع نسيج للقطن.
هز رأسه بهدوء مبتسم و هو يستمع إليها لكن قطع حديثها قائلاً: جيد و لكن لا تتكلمي عن عائلتك ،أريد الحديث عنك فقط.
ابتسمت و قالت: ربما ليس هناك الكثير ليقال ، أنا اعيشك حياه بسيطه جداً ،لماذا أنت لحوح هكذا ؟قول ماذا تريد أن تعرف؟ و أنا أجاوب عليك .
هتفت طاهر فجأه : حسناً ..ممم هل مثلاً وقعتي في الحب من قبل؟
اتسعت عيني رحمه بذهول قائله: ماذا ؟؟
طاهر بتوجس: ما بيك هذا مجرد سؤال .
قالت بعزم و ملامح حاده: كيف نحن صغار على شيء كهذا .
أجاب طاهر بجديه و دهاء مبطن: الحب ليس لديه وقت و لا سن، هو شعور جميل رحمه .
قالت بإقتضاب : إذاً من الواضح أنك تحب .
هز رأسه برفض قائلاً بهدوء: أنا لم أحب في حياتي أبداً.
خفق قلبها لكلامه براحه لا تعرف لماذا و قالت بإبتسامه عريضه: حقاً!!
طاهر بإستغراب من ابتسامتها: نعم .. ماذا يوجد شيء؟
اختفت ابتسامتها بتوتر لتقول برفض: لا لا أبداً، هيا بنا علينا أن ذهب إلى الفصل .
__________________________________
بعد مرور أسبوع خرجت رحمه من الفصل كانت تسير لـ اتجاه منزلها ،لكنها توقفت فجأه عندما لاحظت طاهر يقف مع فتاه و تتحدث عن شيء و تضحك بشده و هو يكتفي بإبتسامه هادئه تنهدت بضيق شديد و أكملت سيرها، بعد قليل سمعت صوته ينده اسمها لتقف عن السير التفت للخلف بهدوء ،ليقترب طاهر منها و هو يسير على قدمه و بيده يجري عجله(دراجه قياده) هتف بإبتسامه: لما لا تنتظريني مثل كل يوم حتى نذهب مع بعضنا ،أليس طريقنا واحد ؟
تنهدت بضيق رحمه فـ هو محق فـ منذ الشهر السابق الذي تعرفوا على بعض أصبحوا يخرجون من المدرسه سواء حتى تصل إلى قرب منزلها و يتركها و يرحل قالت على مضض: تركتك براحه حتى تتحدث مع صديقتك دون إزعاج .
عقد حاجبيه متسائلاً بعدم فهم: صديقتي من ؟
رحمه بحده ساخره : الفتاه التي كنت تقف معها منذ قليل و تضحك بشده من الواضح كانت تقول لك نكته سخيفه مثلها .
استغرب حدها ليقول لتبرير: احم آه تذكرت اسمها علا تقصدي ؟
رحمه بضيق: لا يهمني اسمها، عند اذنك سوف أرحل لمنزلي .
- رحمه انتظري ما بيك ؟؟
هتف طاهر سريعاً بلهفه لتقول بحنق : ماذا تريد ؟
تنهد طاهر و لا يعرف ما بها ليقول بهدوء: هذه الفتاه .. آآ أقصد علا هي ليس صديقتي، هي زميله لـي في نفس الصف كانت تسترجع لـ كشكولي استلفته مني منذ أيام مثلها مثل زميلات المدرسه عاديات بالنسبه لي.
انتبهت رحمه إلى نفسها و استغربت من شعورها و قالت بعد لحظه: إذاً ليس لي دخل .
طاهر بنتهيد: حسناً ..هل سوف نذهب سوياً؟
هزت راسها لها بالإيجاب بإحراج وهي تخفض وجهها أرضاً، ابتسم طاهر ليسير معها لتقول بتوتر لتغير الموضوع: هل هذه الدراجه إليك ؟
ابتسم طاهر و أجاب: نعم اشتريتها ليلة أمس ،هل أعجبتك ؟
لتقول رحمه بحماس: نعم.. و هل تستطيع السير بها ؟
نظر لها و هو يقول بلهفه و ملامح مبتهجه: بالتأكيد هل تريدي أن تجربي أنتِ؟
رحمه بعبوس و نبرة قلق: لا أعرف أخاف أن أقع من عليها .
ليقول طاهر يطمئنها بتشجيع: لا تخافين لن أتركك سوف اعلمك و هي سهله جداً .
امتقعت ملامحها و اهتزت حدقات عينيها اضطراباً: طاهر، لا أريد حقاً .
هز رأسه بهدوء و قال بإستسلام: تمام على
راحتك ،بالمناسبه يوجد رحله مدرسيه بعد أسبوع سوف تطلعيها بالتأكيد اتفقنا.
أجابت رحمه بتركيز و إحباط: لا أعرف من ممكن زوجة أبي لا توافق .
هتف فجأة طاهر بحماس و عيناه تلمع ظفراً و ابتهاجاً: حاولي مع والدك رحمه سوف نستمتع بالتأكيد و نريح بالنا من الدراسه قليلاً .
- حسناً سوف أتحدث معه، إلى اللقاء .
لتقول رحمه بخبية أمل أخفتها ليجيب طاهر بإبتسامه: حسناً انتبهي لنفسك إلى اللقاء .
_________________________________
نهضت رحاب عندما سمعت صوت الباب يرن الجرس لتفتح لتتفاجأ بـ السيد عماد ابن عمها و هو الذي وظف سيد زوجها هنا بالجزائر و وفر له سكن و عمل ليكن أمامها عقدت حاجبيها بدهشه و تعجب و هتفت بحيره: عماد ماذا تريد ؟ سيد ليس هنا في العمل الآن إذا كنت تريده سوف يكن هنا في الساعه السابعه مساءً .
دخل عماد فجأة المنزل و جلس أعلى المقعد قائلاً بإبتسامه لعوب: تعالي اجلسي رحاب لست أريد سيد ، أنا أريد التحدث معك أنتِ في شيء يخصنا احنا الإثنين و ليكِ صلحه منه كبيره.
رفعت حاجبيها بتهكم و هي تتقدم تجلس بعدم فهم: و ما هي مصلحتي التي معك عماد؟
تجاهل نبرة التهكم و قال عماد بخشونه: أنا أريد أنا اتزوج رحمه .
صمتت عِدة لحظات تستوعب كلماته، حدقت بسواد عيناها الذي احتضنه فتيل من الصدمه خاصةً و هي تسأله بحروف متقطعه : رحـ.. رحمه من ؟!. رحمه ابنة زوجي ؟!
نظر إليها ببرود هامساً بنبره أجِشه: نعم هي .
تلوى ثغرها بإبتسامه ساخره ثم سرعان ما اختفت لتقول بقسوه و هي تخبره: هل جننت يا رجل رحـمـه!! أليس رأيت غيرها من تريد أن تتزوجها !! ألم تلاحظ فارق العمر بينكما؟ إذا كنت أنجبت من زوجاتك الإثنين الذي توفاهم الله لـ كانت رحمه بعمر حفيدتك الآن !! هل تريد أن تكون مسخره وسط الناس ؟
جز على أسنانه عماد بغضب شديد عندما ذكرت أنه لا ينجب رغم أنه تزوج مرتين لكن العيب منه هو و ليس له علاج، و فقد الأول مع السنوات حتى أصبح الآن بـ عمر 47 عاماً و لم يحصل على أطفال مطلقاً ليقول بنبره محذراً: رحاب انتبهي إلى حديثك معي، ثم ليس ليك الحق الدخل في شؤوني ،أنا في النهايه رجل حر و معي من المال يكفيني و زياده حتى افتح بيت و اتزوج .
صدرت عنها ضحكه خشنـه مغموسه بالحقد و هي تقول: تزوج إذاً هل أحد كان مانعك من البدايه ؟ كن أي امرأه نفس عمرك أو أقل قليلاً على الأقل بـ سنتين أو خمسه ليس أكثر من ثلاثون عاماً!!
تجاهل حديثها و قال عماد بجديه : سوف اعطيك ربع مليون إذا سيد وافق على زواجي منها .
حينهـا صمتت ببلاهه فقط اتسعت عينـاها بذهول: ماذا؟؟
ابتسم عماد ساخر فـ يعرف ابنة عمه جيداً طماعه و لا ليس تهتم غير بالمال ،قال ببرود : سمعتي حديثي جيداً رحاب إذا تزوجت من رحمه ليكِ ربع مليون .
ابتلعت ريقها بصعوبه بالغه لتقول بإرتباك: أنا متأكده أنه سيد من المستحيل أن يوافق مثل ما قلت لك بسبب فارق العمر بينكم .
صاح عماد بغضب شديد من ذكر العمر أكثر من مره تستمري بـ إهانته هاتف بقوه: اتركينا من فارق العمر جانب رحاب ! و الآن حاولي بقدر ما تستطيعين من حديث و أفعال حتى يوافق زوجك على زواجي من ابنته.
اهتزت من صوته لتقول بدهشه متسائلاً بحقد: الهذه الدرجه تعجبك رحمه ؟هل أنت مراهق عماد اخجل من عمرك حتى !!
مره أخرى تستمر في إهانته لكنه صمت لأنه بحاجه إليها ليقول بغضب مكتوم: سوف اعتبر نفسي لم أسمع شيء، سوف أعطيكِ نصف مليون الآن زاد المبلغ هل موافقه؟
إلى هنا لم تحتمل العروض المال عليها أكثر لتشهق فجأه بعنف شديد من المبلغ و قالت بحده: هاه نـ نصف مليون إليه أنا !!هل تتحدث بجديه عماد أم تمزح معي ؟
عماد بحده و نفاذ صبر: من أنتِ حتى امزح معكِ رحاب أتحدث بجديه و إذا كنتِ تريدي ضمان لحديثي أيضاً، مستعده أعطيكِ نصف المبلغ الآن ،لكن بشرط أن تكن رحمه لي.
التمعت عينيها بطمع لتقول رحاب بإبتسامة توجس: حسناً مواقفه عماد .