
نجالس الليل و الأفكار تسرقنا و نخاطب النجم حيناً كي يسلين. أمات الحب ؟ أم متنا به ألماً ؟ و هذا الشوق هل للحب يهدينا ؟ و هل للوعد حق قد يعود به عناق الدفء أو ذكرى تلاقينا ؟
صمت سيد للحظات بينما ترمقه رحاب زوجته بصدمه متزايده ثم أضافت رحاب بإمتعاض من صمته قائله بحده: سيد أنا أتحدث معك أين شارد ؟ قلت لك حسام ابن عمي يريد يتزوج من ابنتك رحمه .
تطلع فيها بدهشه و قد عبست ملامحه بتجهم خشن: و تعيديها مره ثانيه رحاب ،كيف لي حسام يتجرأ يطلب طلب مثل ذلك ألم يخجل من نفسه ؟! إذا كان أراد الله له أن ينجب ابن عمك هذا أولاد كانت رحمه بعمر أولاده الآن ،أنا حتى الآن لم أصدق ما قلتي .
هزت رأسها له بعدم مبالاه و قالت ببرود: و ما يعيب حسام ؟ رجل مثل أي رجل و يريد الزواج أين المشكله يا رجل؟؟
نظر سيد إليها بعدم تصديق قائلاً بجديه: رحاب أنتِ تتحدثي بجديه ! هذا الرجل عمره 47 سنه و ابنتي رحمه في عمر الـ 14 عام، الفارق بينهما 33 سنه هل تستوعبي فارق السن بينهما الآن؟؟ و أنتِ بعد كل ذلك تتساءلي !
تضايقت من حديثه قائله بإبتسامه مصطنعه: سيد لا تعطي الموضوع أكبر من حجمه يوجد رجال كثيرين يتزوجون بنساء أصغر منهم بكثير و يعيشون بكل راحه دون مشاكل، و حسام رجل مقتدر مالياً و هو مستعد أن يفعل المستحيل حتى يسعدها .
لتكمل رحاب بحقد: يا رجل سوف تعيش ابنتك حياه لم كانت تحلم بها في يوم طول حياتها .
هز رأسه برفض هاتفاً بضيق شديد : رحاب اغلقي هذا الموضوع و لا تفتحيه معي مره ثانيه، أنا لم أوافق أن أبيع ابنتي مقابل المال و لا أدمر حياتها لازالت صغيره على الحديث هذا .
جزت على أسنانها بعنف هاتفه بالحده نفسها: حسناً سيد أنا لن استسلم من أول جوله معك .
__________________________________
على طاولة العشاء بعد نصف ساعه جو من الصمت المريب، كانت تلعب رحمه بالطعام بلا شهيه لا تعرف كيف تطلب من والدها الذهاب إلى رحلة المدرسه؟ رفعت عيناها لتجد رحاب تنظر محدقه إليها بحده و ملامح متجهمه غاضبه لا تعرف السبب! و نقلت عيناها إلى والدها كان ينظر لها بشرود حتى ابتسم لها عندما لاحظ نظراتها فابتسمت بإضطراب لتقول: أبي هل لي أن اطلب منك طلب ؟
هتف سيد بصوت ثابت و هو يتناول طعامه بهدوء: بالتأكيد عزيزتي ماذا تريدي ؟
ابتلعت ريقها بصعوبه و تردد و قالت بإرتباك: هو.. آآ أريد أن اطلع رحله بعد أسبوع سوف تقيمها المدرسه .
تطلعت رحاب بتهكم تنتفض على زمجرتها رحمه لتقول رحاب بخشونه : ماذا ؟ و من متى إليك سفر دون أهلك انسي و اجلسي في المنزل حتى تساعديني بترتيب المنزل .
بينما قطبت رحمه حاجبيها بغضب لا يزال يلتزم سيد الصمت، زمت شفتيها بحنق بنبرة ترجي: زوجة أبى هو يوم واحد لا أكثر و بعدها سوف أساعدك في أي شيء لكن اسمح لي أن اذهب لـ هذه الرحله .
قالت رحاب بغضب: قلت لـ....
قاطعها سيد بنفس الهدوء و هو يتطلع إلى رحمه العابسه قائلاً: أنا موافق ابنتي اذهبي الرحله و تسلي و استمتعي بوقتك .
رحمه بإستغراب لأنه وافق و ملامح مدهوشه فرحه: شكراً جداً جداً أبي .
حملقت رحاب في سيد بدهشه و التفتت نحو رحمه و هي تنهض بسعاده تحدجها بغضب تقول بتهكم تنظر إلى زوجها بغيظ: هكذا إذاً !!
__________________________________
وضعت روان ابنتها بالفراش بعد أن نامت ثمَّ وقفَتْ حائره بالغرفه لتخرج و تجلس بالشرفه تنظر إلى الشارع و البستان الذي غصَّ بروادِهِ ،إنَّها بحاجه للوحده لتتمكن من إطلاق العناد لـ حزنها على فراق زوجها و عشقها الوحيد لـ تسقط دموعها بحسره و ألم منها و قبل أن ترفع يدها تمسحها سمعت صوتٌ تعرفه: ماذا تفعلين يا روان ؟
قالها طاهر ببطء و نظر لها بتراقب لاحظ دموعها تمسحها بسرعه و تقول بإبتسامه مصطنعه: لا شيء طاهر.. لماذا مستيقظ حتى الآن ؟
اقترب منها و جلس أمامها أمسك بيدها يقبلها برقه و حنان يهمس: لا تخفي حزنك عليه أختي روان، أنا أعلم ما أصابك تذكرتي زوجك حازم أليس كذلك؟
رفعَتْ له وجهاً مبللاً بالدموعِ و صوتها راجٍ يقطع نياط القلوب : أنا لم أنساه حتى أتذكروا أخي الله يكون في عوني و يعطيني الصبر و السلوان .
قاطعاً كل الأشواط داخلها جلسَ جانبها يناجيها: أرجوكِ أنتِ لا تبكي، لا أحتمل دموعك الثمينه، أختي روان فات على وفاة حازم أكثر من سنتين لم لا تسمعي بنصيحة أمي و تتزوجي بشخص آخر ؟
فانهمر سيلُ دمعها الجارف مبدياً ضعفها كله لتقول بقهر: ماذا تقول طاهر؟ و حازم كيف ..؟
تأمَّلَ لآليء دموعها السائله من عينيها بأسَى و قال بتردد: إنه مات أختي ،هل سوف تعيشي حياتك هكذا طول العمر ؟
صاحت روان بحده قائله بحزن عميق: و حبي له .. كيف تقول شيء كهذا طاهر ؟
تراجع قائلاً سريعاً بلهفه : حسناً اهدي حبيبتي ستكونين بخير إنها مجرد مرحله فى حياتِكِ يا روان سوف تجتازينها و تحبي غيره، و سوف تكونين من أقوى النساء على الإطلاق، أنا كنتُ أمزح، لكن لا عليكِ بأخذ حديثي نصيحه، أنا و أمك دائماً خايفين عليكِ، أنا آسف روان .
تنهدت روان بعمق تحاول تهدي من أعقابها الحانيه، رضخَتْ لموجة الإعياء و لم يجذبها من بحر إغمائها هذه سوَى الألم الشديد و الفراق لتقول بهدوء: لم أحزن منك طاهر، أنت مازلت صغير لا تعرف ألم الحب و الفراق، لا تعلم بأن الحُب يأتي دون سبب، ليس هُناك قيود له، لا يأتي بمال ولا يُؤخَذ بجمال، و لا يُقاس بِعُمر، هو قدر، الحب قدر ربنا هو من بيده يجعل أقدارنا كلها خير .
نظر إليها طاهر بإمعان و قال بتأثر: الحب قدر !
تمتمَت روان و الحسره تعتصرها اعتصاراً:
نعم هو قدر ليتهم يعلمون خلف الإهتمام تختبئ كل معاني الحب ليس كل من قال "أحبك" يهتم لأمرك بل كل من يهتم بك ثق تماماً بأنه يحبك .
شعر بحزنها طاهر فـ هي أخته الوحيده و يعشقها بشده و لا يريد أن يرى حزنها ليقول بمزاح و زعل مصطنع: أختي لا تقولي مره ثانيه لـي صغير، بلا أنا أصبحت شاب كبير و وسيم أيضاً ،فقد اقترب عيد ميلادي و سوف اتجاوز الـ 15 عاماً من عمري قريباً ،هاي ألم تري شواربي حتى بدأت تخطط أسفل أنفي ؟!
ابتسمت روان وسط دموعها لتقول لـ تغيظه: هل هذه شوارب؟ كنت أعتقد أنك تناولت شيء و لم تمسح فمك جيداً بعد الغداء .
جز على أسنانه طاهر و قال بغيظ: روان لا تفعلي ذلك.
انفجرت روان بالضحك لتقول بصعوبه: حسناً اعتذر .. لا تغضب .
__________________________________
مرت الأيام حتى جاء يوم الرحله تجمع الجميع من الأساتذه و الطلاب المركبات متجهين إلى جبال شريعه. كان يقف طاهر أمام "الأتوبيس" و بجانبه زميله ناظم الذي ينفخ بضيق مكتوم من إصرار طاهر على انتظار رحمه فـ قالت له أنها سوف تأتي لكن تأخرت تنهد بيأس عندما سمع الأستاذ يقول له:
يلا طاهر أنت و ناظم اطلعوا للبيس باش نروحو.
(هيا طاهر أنت و ناظم اصعدوا إلى الأتوبيس حتى نرحل) .
التف إليه طاهر و قال بترجي: تقدر تستنا غير عشر دقايق؟ رحمه مزال مجاتش .
(هل من الممكن ننتظر قليلاً أستاذ ؟ من فضلك عشر دقائق آخرين ناقص رحمه لم تأتي حتى بعد ).
هز رأسه برفض قائلاً بجديه: طاهر خلاص ستنينا بزاف بلاك بدلت رأيها ومجيش، ايا نركبو راح تسناها نهار كمبلي.
(طاهر يكفي انتظرنا كثيراً من الممكن غيرت رأيها و لن تأتي، هيا اصعدوا هل سوف تنتظرها طول اليوم ؟)
هتف ناظم هو الأخر مؤكد: طاهر السيد عندو الحق ايا باين بلي مجيش وماهيش رايحه .
(طاهر الأستاذ معه حق هيا بنا من الواضح أنها لن تأتي و تراجعت عن فكرة الرحله. )
نظر إلى الطريق مره أخرى بإحباط و ضيق ثم هز رأسه لهم بالإيجاب بقلة حيله و التف يصعد الأتوبيس حتى سمع صوتها الرقيق تنده بلهفه بتنفس شديد فـ من الواضح أنها كانت تركض : إني هنا...ستناوني.
(أنا هنا.. انتظروني ).
التفت سريعاً بلهفه و سعاده ناظر إليها بإبتسامه، حينها همس طاهر بصوت يكاد يسمع : رحمه .
ابتسمت رحمه بنعومه تقول بأسف: اعتذر على التأخير، أقصد .. "سمحولي على التأخير".
بعد مرور وقت قليل ركب الجميع و انطلق السائق إلى رحلتهما و هما في بداية الصباح الباكر .
__________________________________
وقف الأتوبيس وصلوا إلى جبال شريعه بداخل حديقه حتى بدأت الرحله بإستمتاع و بدأ الطلاب يلعبون و يمرحون بـ الكره و الألعاب الأخرى، و بدأت مجموعه أخرى من الطلاب في نصب الخيم للنوم بالليل و في الصبح سوف يذهبون إلى منازلهم .
خرجت رحمه من المخيم بعد أن غيرت ملابسها و كانت ترتدي بنطلون جينز قصير لبعد ركبتها و قميص أبيض بحملات رفيعه بسبب حرارة الجو، انتبه طاهر إلى أن بعض الشباب ينظرون إلى الخلف بهيام و يلقون بعض عبارات الغزل، استغرب و نظر خلفه ليتفاجأ بـ رحمه بهذا المنظر جز على أسنانه بحده و تقدم منها و قال: ما اللعنه التي ترتديها رحمه؟! اذهبي حالاً و غيري ثيابك .
عقدت حاجبيها بدهشه متسائله بعدم فهم: لما ؟ ما بها ملابسي حتى اغيرها ؟
هتف طاهر بهدوء مفتعل: من غير تساؤل اذهبي حالاً ، ألم تلاحظين نظرات الشباب إليك في سبب ملابسه ثيابك القصيره؟ أما أنتِ هذا ما تريدي من البدايه .
شهقت رحمه بعدم تصديق قائله بحده: ليس لك دخل بي طاهر من أنت حتى تأمُرني و أنا اسمع لك حديثك و أنفذوا بالحرف الواحد ،و الآن و صاعد ليس لك علاقه بـي أبداً .
ذهبت من أمامه دون حديثه بغضب شديد منه، تنهد طاهر بضيق شديد من نفسه و ندم على ما قاله لها، و مرت ساعات و بالفعل رحمه تتجاهل طاهر تماماً و كلما حاول الحديث معها تذهب من أمامه .
كان بعض الطلاب تتسلق الأشجار حتى يقطفوا البرتقال من فوق الشجره، بدأت رحمه في جمع حبات البرتقال على الأرض داخل سله كبيره تحملها و الطلاب فوق الشجره يرمون إليها حتى بعد ذلك لـ يأكلوه .
اقترب منها طاهر يقف أمامها يتطلع فيها لتنهض هي سريعاً بتجاهل ليقول بضيق: أمازلتي ترتدين هذه الملابس ؟
مطت رحمه شفتاها بلامبالاه : قلت لك ليس لك علاقه بـي .
لتنهض بحده و غير منتبهه لتصدم بيه بقوه و تسقط سلة البرتقال كلها أرضاً،ابتسم بسخريه عليها و هي نظرت إليه بحنق و جلست في الأرض و هي تهرب من نظراته و تجمع البرتقال الذي سقط ليقول بإستفزاز: أثقيله لهذا الحد ؟؟
نظرت له و هي ترقمه بنظرات قاتله و هو مازال يبتسم بإستفزاز لتصمت و تجمع البرتقال بسرعه و هي تنهض بضيق، و نزل يجمع معها البرتقال و من دون وعي و لا انتباه لمست يدها بيده لا تتوقف و رفعت رأسها إليه لتجده ينظر لها بقوه، سرحت بنظراته و هو ممسك بيدها حتى فاقت على نفسها سحبت يدها و هو أيضاً سحب يده لتنهض عن الأرض تحاول حمل سلة البرتقال لتهرب عائده إلى مخيم الطلاب ليقول بسرعه: انتظري لن تستطيعِ حملها لوحدك .
ليقول مقترح حتى يحاول فتح حديث معها : أتحتاجين أن اساعدك بحملها؟
لتقول رحمه بكبرياء طفولي : لا أحتاج إلى مساعده منك أنت تحديداً .
عض على شفتاه السفليه و تشدق بعبث متحسرًا : رحمه كفاكِ عناداً أريد التحدث معك .
لتقول بغيظ شديد و هي كادت أن تقع منها مره أخرى سلة البرتقال لكن اقترب منها طاهر سريعاً بلهفه يمسكها معاها: قلت لك ابتعد عني لا أحتاج إلى مساعده منك.
قال هو بإبتسامه واسعه و كأنه لم يسمع شيء :هل أنتِ جائعه ؟
رفعت عيناها و عقدت حاجبيها بإستغراب بعدم وضوح لي سؤاله .
ليقول طاهر للتوضيح : تعالى معي نأكل شيء منذ الصباح نعمل .. هيا بنا .
كادت أن ترفض لكن وضع سلة البرتقال أرضاً و أمسك بيدها ضاغط ضد يده بلطف ثم همس: تعالي معي أريد التحدث معك بعيداً عن الجميع سوف أريكِ منظر خيالي سوف يعجبكِ حقاً .
سارت رحمه معه بالفعل ببطء شديد حتى لا يلاحظ الطلاب وا لأساتذه حتى وصلوا إلى حديقه، ابتسمت رحمه بحالما خرجت عندما لامسها الهوا داعب خصلات شعرها و اطلعت إلى المكان بهيام، سار طاهر يلتفت عليها لـ تبتسم له و هو بادلها الإبتسامه بحنان و اقتربت لتجلس على أرضيه الحديقه و هي تتلمس الأزهار الموحوده بيدها .
اقترب يجلس أمامها مبتسم بسعاده: هل أنتِ غاضبه مني ؟
نظرت إليه متحدثه بتردد: لا لكن لا أحب أن يتحدث معي أحد بهذه الطريقه .
ضيق طاهر عيناه بتنمر و هو يقول بتصميم : رحمه أنا تحدثت هكذا معك بعشم لأني أخاف عليك، مازالت جديده هنا لا تعلمي نوايا الجميع نحوك .
هتفت رحمه بصوت حاد و نفاذ صبر: طاهر لا تعطي الموضوع أكبر من حجمه، أنا كنت أشعر بحرارة الجو الشديد لذلك ارتديت هكذا و....
و لكن قبل أن تكمل كان طاهر يقول تحذيره بجديه : جميعنا نشعر بحراره الجو لكنهم لم يفعلوا مثلك، رحمه أنتِ مخطئه و لا ترتدي هكذا مره ثانيه أمام أحدٍ غريب.
ثم نهض ز أشار لها بيداه بهدوء : انتظري دقيقه هنا.
عقدت ما بين حاجبيها و هي تحدق به متسائِله في نفسها بغيظ شديد منه : وغد! هل ناداني حتى يعتذر أم يتحدث معي في نفس الموضوع؟ انتظر عليا طاهر ما سوف افعله بك حتى تعترف بخطأك .
جاء طاهر بعد ذلك بيده الطعام و معه كرسيين ليقول: انهضي رحمه و اجلسي فوق المقعد أريح .
هزت رأسه له بالإيجاب بإبتسامه مصطنعه و نهضت و كان طاهر مشغول بفتح كيس الطعام يرجع بجسده للخلف يجلس أعلى الكرسي، و بحركه مباغته كانت رحمه تجذب الكرسي إليها ليقع أرضاً طاهر بقوه يتألم بصدمه ناظر إليها بغضب و هي تحاول تكتم ضحكتها بصعوبه: آآه رحمه ماذا فعلتي ؟؟
أحست ببعض الندم و هو يتألم لتقول متسائِله بقلق: آسفه هل تتألم بقوه ؟ أردت فقد الإنتقام منك .
طاهر بغيظ مكتوم: هكذا إذاً! و أنتِ سعيده الآن ؟
هزت رأسها له بالإيجاب تكتم ضحكتها ليقول بضيق: لا تكتمي ضحكتك رحمه، افلتيها حتى ترتاحي أكثر .
و هنا لم تعد تسيطر على نفسها لتضحك رحمه بشده: كان مضحك جداً ذلك.
زمجر فيها بغيظ : أنتِ طفله رحمه طفله حقاً، هذه الأفعال حتى الأطفال لا تفعلها .
لتضع خصلات شعرها خلف أذنها لتقول بنبره طفوليه مقصوده لإستفزازه: أنت محق طاهر أنا لازلت طفله بالفعل، لازلت في عمر الرابع عشر، إذاً طفله بالفعل .
صرخ بها مستنكراَ بشده: و مستفزه أيضاً .
لتضحك أكثر رحمه... نظر لها و هي تضحك ليتحول وجهه من الغضب الشديد لـ ابتسامه ليسرح بإبتسامتها فابتسم أيضاُ لتظهر أسنانه و قد زينته بسمته تلك اقترب منها لتتوقف عن ضحكتها بصعوبه و تلاحظ نظراته المتفحصه ليقول بهدوء: هل لازلتِ غاضبه مني ؟
لتقول وسط لهاثها العالي من ضحكتها: لا ... و هل أنت غاضب مني أيضاً؟
قال هو بإبتسامه واسعه: إذا أنتِ سعيده أنا أيضاً سعيد لأجلك .
عضت رحمه شفتاها بخجل مبتسمه ابتسامه واسعه تشعر بفراشات تدغدغ معدتها حمحم قائلاً: هيا لنأكل، جيد أني لم افتح كيس كان الطعام كله سقط أرضاً.
اقتربت رحمه تسحب الكرسي ليجلسوا فقال بمكر مرح: لا دعينا نجلس أرضاً أنا لا أثق بك تفعلي شيئاً آخر .
ضحكت رحمه لتقول: حسناً لا تخف لن أفعل شيء مره ثانيه .
حل الليل و نام الجميع بينما على جانب آخر كان طاهر مازال مستيقظ نظر نحو رحمه كانت تجلس أعلى صخره تبعث بعقده شجره بيدها و تنظر حولها بإبتسامه هادئه إلى المكانيتطلع في السماء الذي يغطيها اللون الأسود، و الهواء الذي يحرك الأشجار .
أعاد بصره نحوها ليتحرك بإتجاهها و وقف قربها ليكتشف أنها غفت،جلس قربها و هي مغمضه العينين و تتنفس بهدوء لتأخذ هواء، ابتسم حالماً عندما لاحظ الهواء يداعب خصلات شعرها، منظرها ملائكي بالنسبةِ له.
بدأ يتفحص ملامحها بإرتياح تام طال النظر و لا يعلم بما تلك العقده فوق رأسه؟ لما شعر بـ شيئ غير اعتيادي به؟ لما شعر بـ قلبه بدأ ينبض في الثانيه ألف؟ لما شعر بأنه لا يريد أن يبعد نظراته عنها؟ لما يشعر بالسعاده بداخله عندما يكون معها أكثر؟ لما قلبه برق لها من دون غيرها؟ لما كل هذه الأحاسيس و المشاعر إذاً ؟؟
__________________________________
في اليوم التالي في منزل رحمه طرق باب المنزل ليفتح أخيها الصغير الباب مبتسم بسعاده ليقول: رحمه أخيراً جِئتي ،ماذا أحضرتِ لي معك ؟
ابتسمت رحمه بسعاده و تركت حقيبتها أرضاً و اقتربت منه تحضنه و حملت أخيها تلف بيه و تداعب خصلات شعره بحنان قائله بحب: اشتقت إليك أيها الصغير بشده.
بدأت الأيام والشهور تـمــر ثم بدأ أكثر رحمه و طاهـر تعارفهم على بعضهم البعض فى كل يوم مقابلات في داخل المدرسه يدرسان و يأكلان ويشربان معاً ، كانت علاقتهم طاهره دون أي تصرف يشعرهم أنها مبتذله . تحيا العلاقه بالحب العذري رغم أن لم يعترف أحد منهم بـ حب الآخر، كانت تحاوطهم البراءه و قيم الأخلاق و المبادئ الحميده.
__________________________________
همست رحاب بصوت مبحوح ظهر التوتر به جلياً: سيد رافض تماماً موضوع ارتباطك من رحمه .
قال حسام بنبره قاسيه تحمل نمطاً واضحاً من الحده : هل تلعبي معي يا رحاب و تأخذيني على قد عقلي؟ ما معنى حديثك هذا ؟ إذا كنتِ غير قادره لما أخذتِ مني المال إذاً ؟؟
جزت على أسنانها الصغيره بصمت و لم تُعلق لتقول بعطف مصطنع: ما ذنبي ؟! أنا أحاول يا حسام معه بكل الطرق لكن هو رافض بشده .
رفـع حاجبه الأيسـر يتهكم بقوه : سيد منذ أن تزوجتي و هو عديم الشخصيه و ضعيف و لا نافع بشيء، و كلمتك عليه هي الأولى و الاخيرة، و دائماً يمشي وراء كلمتك و ينفذها بالحرف ماذا حدث الآن؟؟
لتقول رحاب بثقه دون تفكير: و مازلت كلمتي هي الأولى و الاخيرة عليه حسام .
ضحك بسخريه وهو يُملي عيناه بريق غاضب: واضح رحاب ؟
احمرت عينـاه بغضب أرعبها و هو يكمل بتحذير : اسمعيني جيداً إذا فكرتي بعقلك تلعبي بـي لأنكِ أخذتي نصف المبلغ مني و تلغي الإتفاق بيننا حينها سوف أذهب إلى الشرطه وأعطيهم وصل الأمانه الذي يحمل اِمضتك حين شرطت عليكِ مقابل أخذك الربع مليون أن تكتبي إلي ضمان، لكن واضح أنكِ نسيتي بسبب طمعك ، صدقني رحاب سوف اترككِ مثل الحثاله حتى تعفني بالسجن .
ابتلعت غصه برعب لتنهض خلفه مسرعه تقول بصوت مرتجف: انتظر حسام أنا لا ألعب لعبه عليك و لا يوجد شيء مثل هذا، و لا أفكر في شيء كهذا بالأساس، صدقني أنا طول الوقت أحاول مع سيد حتى يوافق على زواجك من رحمه لكنه رافض .
لمعت عينـاه الشرسـه و صاح بنفاذ صبر: إذاً ما الحل؟
انتفضت بخضه على صوته لتقول بصوت مكتوم: اسمعني أنا لدي فكره نضغط بها على سيد حتى يوافق ، اشتري من أبى و أخي وصلات الأمانه الذي مضى عليها سيد و اجمعهم كلهم أنهم مبلغ كبير فـ استلف من أبى و أخي الكثير من المال لأجل السفر و حتى الإن لم يرد لهم شيء، وحينها ابتزوا حتى يوافق على زواجك من رحمه أو السجن .
صمت فجأه يفكر بخبث و ألقى نظره أخيره عليها بإزدراء واضح فقد فهم مقصدها : لوي ذراع إذاً !
رسمت ابتسامه سمجه لتقول بطمع: بالضبط يا ابن عمي، ما رأيك بـ أفكاري استاهل مقابلها أكثر من نصف مليون صح ؟؟
هتف حسام بنبرة تملك و هوس: صدقيني رحاب إذا أصبحت رحمه لي ليس قليل عليكٍ ثروتي كلها حتى لكن يأتي اليوم و تصبح لي ... لي أنا وحدي.
__________________________________
في اليوم التالي ذهب سيد والد رحمه كعادته إلى عمله مصنع نسيج القطن ليتفاجأ بـ الأمن يمنعه من الدخول ليقول بجديه: إلى أين ذاهب ؟
حمحم سيد قائلاً بإحراج: إلى الداخل يا بني أنا أعمل هنا .. ألم تتذكرني ؟ أنا ادعى سيد علي .
قبل أن يجيب عليه تقدم منه صاحب المصنع مباشرةً أمامه و أشار إلى الأمن بالذهاب و فعل بالطاعه ليقول بهدوء: سيد اسمعني جيداً لا أريدك هنا مره ثانيه تم رفضك من المصنع بشكل نهائي .
اتسعت عيني سيد بفزع و قال بقلق: لما؟! أنا لم أفعل شيء !!
ليقول الراجل بشكل مباشر: من الذي عينك هنا ؟
نظر إليه سيد بعدم فهم و أجاب بضعف: حسام ابن عم زوجتي ،أرجوك أنا بحاجه إلى العمل بشده لدي ديون كثيره .
هتف الراجل ببرود قائلاً يتوضيح: و هو نفسه حسام من طلب مني طلب رفضك من العمل ،سيد أنا صراحه لم أستطع أن أرفض له طلب يوجد شراكه بيننا كبيره لذلك سيد لا أريد رؤية وجهك هنا مره ثانيه .
__________________________________
بداخل محل بمساحه واسعه بـ أجهزه كهربائيه يجلس حسام و قد رسم على شفاه ابتسامة خبث عندما لاحظ دخول سيد إليه و واضح عليه بعض الإرتباك و القلق ليقول حسام ببرود : سيد مرحباً بك تفضل كنت انتظرك .
فرت هاربه الكلمات من بين شفتاه و الجراه الذي حلت عليه ليوصل إلى حسام يتحدث معه و لكنه حاول فك عقدة لسانه و هو يقول بنبره يلوح منها التوتر : لما فصلتني من العمل حسام ؟ ماذا فعلت لك حتى تطلب من المدير فصلي بشكل نهائي، و أيضاً اتصل عليه حمايا و ابنه من المنزل يخبروني أنك أخذت وصلات الأمانه منهم ،لما تفعل كل هذا ؟
قال حسام دون مقدمات: رحمه !
عقد سيد ما بين حاجبيه بعدم استيعاب ثم تددف بتلقائيه مستنكراً : ماذا ؟
أومأ حسام مؤكداً ثم أخبره بإختصار : إذا كنت تريد العمل و وصلات الأمانه و ليس التشرد بالشوارع و السجن أنت و أسرتك، وافق على زواجي من رحمه .
تجهمت ملامح سيد مذهولاً و قد فهم الآن لعبة حسام، يفعل كل هذا مقابل ابنته الصغيره، فهو كان رافض الفكره بشده و لا يريد الحزن و التعب ل رحمه لكن الآن وضِع في مأزق كبير لا يعرف ماذا يفعل؟ حقاً حسام أمسكه من يده التي تؤلمه مثل ما يقولوا، غمغم بصوت حاول سرقة بذور التوتر منه بقلة حيله : لكنها صغيـ...
قاطعه يردد بحنق واضح و كور قبضتـاه معاً بغضب شديد و قال بقلة صبر: لا أريد سماع تفاهات منك سيد، الكره الآن أصبحت في ملعبك و القرار إليك، السجن أم رحمه ؟؟