رواية حوريه بين انياب شياطين الفصل التاسع عشر19 والعشرون20 بقلم خديجه السيد
في الصباح استفاقت حورية من غفوتها التي جاءت بعد معاناه بعد أن استطاع أسامه طفلها أن ينام أخيرا بعد أن وصل بكاء طويلة طول الليل حتي حاول قاسم مساعدتها واخذ الطفل الي أحضانه يهديه و نام اخيرا وتركهم ليذهبوا إلي النوم في حين تسطحت هي علي الفراش جانبه ولم تشعر بنفسها غير الصباح، لتفتح عينها و رمشت باهدابها برقة و هي تنظر حولها و تفيق الي ما هي به لتنظر جانبها تجد قاسم مزال نائم فركت رأسها بقوة من شدة ألم رأسها و هي تجلس باعتدال عدلت من وضع شعرها المشعث اثر النوم وهي تخرج من الفراش و تتجه نحو المرحاض بعد ان لاحظت أن الساعة لازالت مبكرة فقد كانت تشير الي السادسة صباحاً لكنها قررت ان تنهض الان و تجهز الفطور الصباحي لهم بنفسها اليوم قبل أن يستيقظ قاسم او أسامه ويبكي و يشغلها بعد أن تحممت وقفت امام المراه تغلق أزرار الفستان الوردي الفاتح الذي كانت ترتدي و سرحت شعرها وتركته مفرود خلف ظهرها ثم خرجت من الغرفة بخطوات بسيطة جدآ
ونزلت الدرج بهدوء وتحركت إلي المطبخ وبدأت تصنع فطور شهيه ولذيذه جدا انتهت بعد نصف ساعة من التحضير ثم وضعت الفطور بالخارج أعلي الطاولة ونظرت إليه بابتسامه واسعة كأنها حققت إنجاز جبار ثم فكرت أن تضع أيضا بعض من الزهور على الطاولة تعطي شكل رائع لتفكر أن تحضر الزهور من الجنينه بالخارج وتحركت بالفعل بخطوات بسيطة وهي تبتسم بسعادة وبدأت تقطف فيها واحده تلوي الأخري حتي جمعت كثير والتفتت لتتحرك بهم نحو الداخل لكنها توقفت متجمدة عندما وجدت ناريمان تقف في الجانب الآخر من القصر بين السور الفاصل بينهما وكانت تتنفس الصعداء بقوة تغمض عينيها وعندما فتحت عيونها و وجدت حورية أمامها اتسعت عينا بحقد دفين.
وقد ذبلت ابتسامه حورية فور و قوع عينيها على ناريمان التي ترمقها بنظرات ممتلئة بالغل و الكراهية مما جعل رعشة من الذعر تمر بجسدها فلأول تشعر بالذعر هكذا من مجرد نظرة شخص لها فقد كانت نظراتها تلتمع بوحشية مخيفة لتقول بنبرة مستحقرة:-
_المكان ابتدى يقرف ويكتم على نفسي حتى الساعات اللي قلت أقعد فيهم واشم هواء لقيتك في وشي مش عارفه اهرب منك ولا ابعد، الظاهر أن انتي هتفضلي قدري ونصيبي اللي مش بعرف ارتاح منه في حياتي ابدا
حورية و هى تتنفس بعمق محاولة تهدئت ذاتها ثم ابتسمت حوريه بحزن و هي تقول بهدوء:-
_على فكره انا عذراكي وعارفه اللي جواكي من ناحيتي عشان انا بقيت ام أنا كمان ..رغم ان ما حدش هيصدق اللي انا هقوله بس انا لحد دلوقتي ورغم كل اللي بتعمليه معايا مش زعلانه منك عشان عارفه حرقه قلب الام شكلها إيه
انتفضت ناريمان في واقفتها تزفر بغضب وهى تتمتمت بانفعال شديد :-
_هو انتي مسميه حته العيل اللي جبتيه بالحرام ده ابنك وخلاص هتحسي باللي جوايا، تبقي غلطانه عشان انا النار اللي جوايا عمرها ما هتطفي حتى لو موتك يا حورية حتى موتك مش هيشفي غليلي منك
ابتلعت حورية ريقها بصعوبة بالغة وهزت رأسها بيأس وضيق هاتفه بنبرة حزينه:-
_اديكي قلتيها بنفسك ما فيش حاجه هترجع زي الاول حتى لو موت وانتي اللي بتضري نفسك مش انا و ادي اخرتها كنت هتلبسي قضيه وتقضي حياتك كلها في السجن وانا عارفه ومتاكده اللي شفتيه هناك وحسي احساسك دلوقت بقي عامله ازاي؟ لان انا شفت وعدي عليا اكثر من كده
جزت علي أسنانها بشراسة وهو تهتف بقوة وتحدي:-
_بس برده ما ضعفتش ولسه قويه زي ما انا واقدر عليكي وما فيش حاجه هتهدني ابدا
رمقتها حوريه بلا تعبير و هي ترد بضيق عليها وجدية :-
_الكره والحقد اللي جواكي هو اللي هيدمرك وخلينا صراحه مع بعض جاد ما كانش ملاك قوي كده و انا الشيطانة، انتي عارفه و متاكده ان انا فعلا كلامي صح وكان معاه واحده في البيت من قبل ما تشوفي الفيديو في المحكمه بنفسك وعارفه قد ايه هو مؤذي واللي عمله معايا
صاحت ناريمان باستنكار وهى تعقد حاجبيه بغضب وتحدي قائله بحده:-
_حتى لو كان الشيطان نفسه بالنسبه لي ده ابني حته مني راحت وكل يوم بتوجع عليها وانتي اهو عايشه حياتك واتجوزتي وخلفتي ومش شايله هم حاجه الدور والباقي عليا انا ..اتهني وافرحي يا حورية و ما تقلقيش مني ثاني عشان انا خلاص مش هعمل لك حاجه ثاني من النهارده!
ظلت حورية متجمدة بمكانها عدة لحظات تنظر إليها بعيون متألمة بشده لتكمل ناريمان بحزم وعينيها تلتمع بقسوة تشتغل بالغل والحقد:-
_مش عشان خفت واتهديه زي ما انتي فاكره.. لا عشان زهقت وتعبت من كثر ما بحارب ما فيش نتيجه مرضيه بلاقيها وكل مره بتعرفي طفلتي منها افرحي.. مبروك عليكي انتصارك عليا
تحركت ناريمان بخطوات غاضبه وظلت حوريه مكانها تفكر في حديثها هي بالفعل قتلت ابنها حتي لو كان رغم عنها وهذا الشخص الذي قتلته ليس كان زوجها فقط بل شقيقه زوجها الحالي قاسم؟ فهل قاسم يفكر مثلها بهذه الطريقة ويراها قاتله و مجرمه و يدها ملطخ بدماء شقيقه حتي لو كان بينهم صراعات يظل في النهاية شقيقه.
ظلت تفكر وتفكر كثيرة ولم تشعر به قاسم الذي تقدم منها مبتسم واخفض رأسه متناولاً شفتيها فى قبله رقيقه قبل ان يتمتم بحنان:-
_صباح الخير يا حبيبتي كويس انك عملتي الاكل بسرعه عشان جعان أوي و عاوز الحق اروح الشركه بسرعه.. بس تسلم ايدك الاكل شكله تحفه
ابتسامة مشرقه احتلت وجهها باصطناع وهي تقول بصوت متحشرج:-
_بالهناء والشفاء
وفي تلك اللحظة هبط جمال ونظر إليهم من الخارج وابتسم بخفه وهتف بهدوء:-
_صباح الخير يا اولاد عاملين ايه
ألتفت إليه قاسم يجيب عليه وهو يقول بجدية:-
_صباح الخير يا جمال اقعد افطر بسرعه عشان نلحق الاجتماع من اوله
هز رأسه بالايجاب بينما كانت حورية تقف شارده ولم تجيب عليه عقد حاجبيه باستغراب قائلا بتعجب:-
_مالك يا حوريه مش بتردي عليا ليه انتي كويسه يا بنتي
كانت شارده في حديث ناريمان ولم تستمع إليه وعند تلك النقطة أغمضت عينها سريعاً تشعر بالاختناق يقبض على صدرها بعنف وقسوة التفت نحوها قاسم فور ان لاحظ صمتها الطويل خاصة وان ملامحها تبدو ليست بخير أبدأ رفع وجهها الشاحب اليه متمتماً بحزم و هو يرمقها بنظرات متفحصة ثاقبة:-
_حوريه مالك سرحانه في ايه جمال عمال ينده عليكي وانا كمان بكلمك وانتي مش معنا خالص ..في ايه يا حبيبتي انتي كويسه
انتبهت إليه مرتبكه وهزت حورية رأسها قائلة بعد ان تنحنحت محاولة جعل صوتها طبيعى:-
_هاه اه كويسه الحمد لله ما فيش حاجه اسفه يا اونكل جمال سمعتكش
هز رأسه جمال بهدوء ولم يقتنع أنها بخير لكنه تحرك إلي الداخل نحوه طاوله الطعام وتركهم بمفردهما يتحدثون أفضل، ولم يختلف الوضع عن قاسم وظل مسلطاً نظراته فوق وجهها عدة لحظات ليراها تنوي تتحرك إلي الداخل لكنه أمسكها قبل ان يضغط على يدها بحنان و جذبها نحوه إلي بعيد عن جمال بمسافة و فور ان توقفوا اسفل احدى الاشجار الضخمة مخفضاً رأسه نحوها متفحصاً وجهها بنظرات ثاقبة لتبعد عنه نظراتها ساحباً اياها منه لتقول بصوت متوتره:-
_في ايه يا قاسم مالك سحبتني فجاه كده ليه مش قلت عاوز تفطر عشان تلحق تروح الشغل
زمجر قاسم بحده وهو ينظر الى وقفتها تلك أمامه ليقول بحده لاذعه:-
_سيبك من الاكل دلوقتي والشغل انتي مالك فيكي ايه حاسك مش كويسه مع ان من امبارح كنتي بخير ومبسوطه اللي قلبك كده فجاه
رفعت حورية رأسها اليه قائلة بصوت حاولته جعله هادئ قدر الامكان بجدية مصتنعة:-
_ما فيش حاجه يا قاسم ما انا قلتلك كويسه
رمقها بضيق شديد زفر بضيق متمتماً بنفاذ صبر:-
_حوريه انا مش عيل صغير قدامك في ايه؟ ايه اللي حصل خلاكي عامله بالشكل ده حد ضايقك هنا ولا كلمك
اخذت تفكر فى شئ يمكنها قوله و يصدقه فهى لا تريد ان تقول شيئا أو ان تخبره بان قابلت ناريمان وتحدثت معها بغضب لاذعة حتى لا تسبب بمشكلة أخري ويذهب إليها علي الفور و يتشاجر معها و من الممكن أن يتقابل مع والده عصام و قد يرمقه بكلماتة بنفور و كره تألم قاسم مثل ما حدث قبل سابق، نظرت إليه مطولاً و هي تزفر بقوة قائلة بحده:-
_حد زي مين بس هو انا لحقت اشوف حد ما انا لسه صاحيه من شويه وما خرجتش قلتلك كويس انا بس تعبانه شويه وحسيت دماغي صدعت بس ما تقلقش عليا، هاخذ دلوقت حاجه للصداع و هبقى كويسه
تنهد قاسم و هو يمسك بخصلات شعرها يجبرها تتطلع إليه و هو متمتماً بصوت اجش وقد التمعت عينيه بنظرة هى تعلمها جيداً قائلا بجدية:-
_متاكده ان ما فيش حاجه ثاني يا حورية بلاش تكذبي عليا عشان هعرف لو مخبيه حاجه قولي دلوقت
ابعدت يده عنها تلك المرة و هي تقول بحدة وغضب حتي يتركها بحالها ولا يتحدث مره ثانيه عن ذلك الموضوع:-
_قلتلك ما فيش حاجه وابتديت اتعب علي فكره اكثر من الكلام معاك قاسم لو سمحت روحي افطر و روح شغلك وسيبني في حالي وما تقلقش ..عند اذنك.
رحلت بخطوات عصبية سريعة وكما توقعت كان لم تتلقى منه اى ردة فعل سوى الصمت وعدم الحديث معها مره ثانيه بينما ظل قاسم واقف ببطء وتخشب وامام عينيه المذهولة من غضبها الغير مبرر و رحليها هكذا يلتفت فى اتجاهها ليقف مكانه بصمت لا يظهر من مشاعره اى شيئ حتى عينيه اصبحت من الصعب قرائتها لا يشعر فيها سوى الجمود قبل ان يتحرك ضاغطا و يشد بانامه خصلات شعره بقله حيله.
**
استقل حازم فوق الفراش يدعى النوم فهو ومنذ ما حدث والجميع هنا يتجاهل وجوده بسبب فعلته الشنيعة أصبح يحاول التهرب من مواجهة جده عتمان بدعاء النوم يعلم بانه أخطأ و ضميرة يزعجه دائما بذلك الفعل ولا يعرف كيف يستطيع حتى يتخلص كل هذا العذاب و ان الامر اصبح لا يطاق لذلك الجميع لم يهتم بـ السؤال عنه وعن ما يشعر به وهذا ما لا يفضله فلا نية لديه بأن يستمر الوضع هكذا، ظل مستقل هو فى الفراش مده يصارع افكاره بدون فائده حتى نهض وفتح الباب وبعدها خطي خطوات ثقيلة بطيئة للخارج ينزل الدرج.
ليجد بدريه كانت تجلس في الصالون بمفردها وعندما رأته فاسرعت هي تنهض وهي تتنهد بقوة تحاول ان تهدء من وتير انفاسها من غضبها نحوه وتحرك حازم بهدوء ينظر الى الجهة المقابلة لوجهها امامها فتدير راسها بسرعه بضيق شديد وقبل أن ترحل لتفاجئ بـ يمنعها من الرحيل، لتنظر بدريه باتجاه حازم بعينين تشع غضبها ليصل اليه يحرقه بنيرانه يشعره بالندم والرهبة منه لكنه لم يتحرك ومزال يقف أمامها بل اسرع بالتحدث قائلا :-
_طنط بدريه ممكن تقفي وتسمعيني مش كل ما تشوفيني تدوري وشك وتبعد عني مع أني أنا اللي مفروض ابعد واتكسف مش حضرتك
استمرت على النظر له بجمود ووجه خالى من التعبير الا من عينيها والتى اخذت تمر فوقه ببرود لتقول بصوت حاولت إظهار فيه البرود والجفاء:-
_هو انت فاكرني ببعد عنك عشان مكسوفه منك انا ببعد عشان قرفانه منك مش مصدقه لحد دلوقت العامله السوداء اللي عملتها في بنتي و كانت هتضيع ثاني وانا واقفه بتفرج عليها ومش عارفه اعمل لها حاجه وكل ده من تحت راسك انت وجدك
اصابه بالقشعريرة كما لو ان احد يضغط بسكينه باردة تلامس قلبه ليرتجف بقوة بعد ان قال بكلماته القادمة لها والذي قالها بسرعة وارتباك:-
_انا عارف ان انا غلطان و والله ندمت على اللي عملته انا اسف يا طنط بدريه و اسفه لي حورية كمان و اتمنى تسامحني
قطعت كلماته تهتف بسخرية واشمئزاز وبقوة تفح من بين أنفاسها عنها كما لو كانت تمسك بشئ مقزز بين يديها مرددة:-
_تسامحك على ايه هو انت دوست على رجلها بالغلط انت كنت هتدبحها بأبشع طريقه وتخليها تحس بنفس الاحساس اللي حسيته زمان وهي بعيد عني ..ولا هتعمل زيهم وفاكر أنها سلمت نفسها برضاها و مش غصب عنها اللي حصل
تراجع للخلف بتوتر ولكنه اظهر التماسك قائلا بتلعثم وهو يشعر بقلبه يتحطم الى شظايا متناثرة بداخله تؤلمه بقوة:-
_حوريه كانت بالنسبه لي غاليه عندي قوي وبحبها بجد ..كان نفسي توافق تتجوزني وانا كنت هحميها ولما لقيتها متمسكه بـ قاسم قوي كده وهتروح مني ثاني مره وانا واقف متكتف ومش عارف اعمل لها حاجه ما حستش بنفسي انا بعمل ايه غير اني غضبت.. غضبت قوي
رفعت عينيها تتابعه بتوجس و قلبها عطف عليه لحظه فهي تعرف من زمن حبه إلي حورية لكنها غير قادره على نسيان ما فعله مع ابنتها وأنها من الممكن ان كانت تضيع مره ثانيه بسببه و بنظرة واحدة عليه بهمود لاتدرى كيفية التصرف لكنها هتفت بعتاب:-
_برده مش عذر يا حازم على اللي عملته فيها إذا انا ذات نفسي مش قادره ابص في وشك ولا اصدق.. وانا كمان كنت بعتبرك غالي عندي قوي وابني اللي ما خلفتوش، بس يا خساره يا حازم خيبت ظني فيك أنت كمان
صمت قليلا يستمع حازم إليها قبل ان تلتمع عينيها بتجهم ويصبح صوتها غاضب:-
_بس لو ندمان فعلا ابعد عنها وسيبها ترتاح بعيد عنكم هي مش عايزه منكم حاجه غير انكم تسيبوها في حالها انتم ما بتساعدهاش .. وخلينا صرحه مع بعض يا حازم انت مش قدها مش قد شلتها، مع اول مواجهه بينك وبين جدك او والدتك هتبيعها ومش هتقدر تحميها منهم
ابتسم حازم من زواية شفتيه باستخفاف بمرارة يقطع القلب وهو يقول بجمود:-
_وقاسم بقى اللي قد الشيله دي... مش كده تمام ربنا يوفقها و يا ريت بس لما تقابليها توصلي لها كلامي ان انا اسف على اللي عملته معاها واوعدها مش هتعرض ليها ثاني واتمنى تسامحني.
**
في شركه قاسم السيوفي ارجع قاسم ظهره للخلف يغمض عينه وهو يتنفس بعمق محاولاً السيطرة على الضيق الشديد المتأجج بداخله لكنه فشل فى ذلك كلما تذكر في الصباح كيف كانت غاضبه منه دون ادراك منه ماذا حدث وعندما حاول أن يستفسر عن ما بها؟ غضبت منه و رحلت يعلم جيدا أنها تتحمل فوق طاقتها استيعابه مما جعله يعذرها ولم يحاول الضغط عليها أو يتساءل مره ثانيه بإصرار عن ما بها، فكلما يحاول السير بحياته معها بهدوء دون مشاكل او ألم يحدث ما يحدث و يأتي شي ولو صغير و يهدم كل ذلك ظل يفكر و يتصارع مع افكاره حتي افاق من غمامة غضبه تلك عندما سماعه الصوت الذي انطلق من جمال التفت اليه على الفور بوجه متعب وهو يتساءل باهتمام:-
_من ساعه ما جيت الشركه وانت سرحان حتى في الاجتماع كل شويه تسرح وانبهك لو حاسس انك تعبان روح البيت افضل
اعتدلت في جلسته بألم بعقد حاجبيه يتطلع اليه بعينين تلتمع الإرهاق هاتفاً بخشونة:-
_لا انا كويس ما تقلقش
صمت قليلًا بتفهم حالته ثم ليعقد جمال حاجبيه باقتضاب متسائلا:-
_ما سالتنيش يعني تاني على موضوع الخاين اللي قلت اسبوع وانا هتصرف أنا لو ما عرفتش حاجه، بس عدي شهر وما سالتش ثاني اصلا الظاهر حوريه نسيتك الدنيا باللي حواليك
صدم قاسم بذهول وتذكر علي الفور فهو قد نسي بالفعل فهو الايام السابقه كان دائما معها ولم يتركها لحظه واحده ليقول بجفاف وحده :-
_تصدق صح طب ما فكرتنيش ليه ..انت بتقول فيها وانا هتجنن منها فعلا،بس قولي عملت ايه عرفت مين
تنفس جمال بعمق ثم اخذ يخبره بما حدث مرددا بجدية :-
_هاجر جاءتلي في يوم قبل شهر وقالتي أنها سمعت روان وهي بتتكلم مع جواد اكثر من مره الاول كانت المكالمات بينهم عن حب البيه أخوك كان بيلعب عليها أنه بيحبها وبعد كده المكالمات اتطورت وبقيت عباره عن نقل كل حاجه بتحصل وتفاصيل البيت كلها تنقلها روان لـ جواد.. هاجر طبعا ما كانش عجبها الوضع وحاولت تنصح روان اكثر من مره انه بيلعب بيها و مستحيل هيتجوزها زي ما هو وعدها بس روان ما صدقتش وفضلت مكمله معاه وتنقل له اخبارنا ..على اعتقاد منها انه كده هيتجوزها لما تعمل اللي هو عاوزه ولما هاجر لقيت كده الوضع اضطرت انها تقول لي كل حاجه بتحصل وانا واجهتها بكدة
ظل قاسم يستمع اليه وقد احتقن وجهه بحده و اشتعل كبركان ثائر من الغضب محكماً قبضته فوق بين يديه و هو يزمجر بغضب قائلاً :-
_مش قلتلك هتلاقي الخاين حد منهم شافت ايه مننا وحش ست روان عشان تبيعنا كده بكل سهوله و تصدق حته عيل أهبل وعدها بالجواز
تمتم جمال و هو يجز على اسنانه بحده مرددا:-
_معلش ده عيله صغيره برده ومش فاهمه حاجه ما كملتش 19 سنه وأما صدقت واحد زي جواد يعجب بيها وأنه ممكن في يوم يتجوزها كمان
هتف قاسم بغضب وقد التمعت عينيه بشراسه صائحاً بحدة لاذعة:-
_عيله ايه وزفت ايه انا بسبب حته العيله دي كانت حوريه هتموت وهتحصلي مصايب ثانيه، اوعي تقولي لي انك بعد كل ده سيبتها عادي ومعاقبتهاش عشان صغيره إياك! غلطتها كبيره ولازم تتحاسب
هتف جمال بصوت حازم بشده محاول يهدئ:-
_اهدي و ما تخافش انا ما لقيتش احسن عقاب ليها غير أني أعرف اهلها وهما يتصرفوا معاها وما تقلقش هما قاموا بالواجب ابوها راجل صعيدي واول ما سمع اللي عملته جاء مصر وجرجرها من شعرها واكيد هناك في البيت ما سكتش برضه واخذت جزائها
رفع رأسه اليه ينظر فى عينيه وهو يتمتم بصوت حاد عاصف :-
_ماشي بس برده فتح مخك عن الباقي اللي معاك و ما تثقش في حد اديك شفت اللي حصل و الحمد لله ان ربنا ستر لاحد كده
هز جمال رأسه علي الفور بقول بجدية تامة وحزم:-
_اكيد انا اصلا غيرت طقم الحراس و زودت العدد كمان ما تشيلش هم حاجه و ان شاء الله ما فيش حاجه هتحصل ثاني
**
في قصر قاسم السيوفي، كانت حوريه تجلس بالخارج في الجنينه مع والدتها التي أمامها تبتسم بسعادة غامرة وهي تراها تحضن شقيقتها ساجد باشتياق و تقبل وجهه عدد مرات وهي تهتف بحب:-
_وحشتني.. وحشتني قوي يا ساجد احسن حاجه عملتها انك جيت مع ماما ثاني وشفتك يا قلبي
ابتسم ساجد بابتسامه واسعة وضمها وهو يقول:-
_وانتي كمان وحشتيني يا حوريه انا قلت لجده ان انا هاروح اشوفك مع ماما بس هو ما رضيش في الاول بس انا قعد اقول له كثير واعيط كثير عشان يرضى يخليني اشوفك ثاني
صمتت حورية ثواني ثم حولت رسم ابتسامة سعيده وهي تقبل جبهته بعمق وقالت بحنان:-
_جدع يا حبيبي و ما تخليش اي حاجه في الدنيا تفرقنا عن بعض ولما تعوز تشوفني تاني تعالي غصبا عن اي حد
سكن ساجد شقيقها بأحضانها قليلا ثم هتف متسائلا بحزن:-
_هو انتي خلاص هتعيشي هنا ومش هتيجي تقعدي معنا وما بقتيش عاوزاني زي ما عمته ميسون بتقول
توترت ملامح وجه بدريه من حديث طفلها وبالاخص عندما رأت حزن ظهر علي ملامح حورية ثم حاوطت وجهه بين يدها هاتفه بنبرة حنونه مطمئنه:-
_انا فعلا هفضل هنا بس مش علشان مش عاوزاكم انا عشان اتجوزت وجبت نونو وخلاص بقليه بيت، بس طبعا هابقى عاوزه اشوفك على طول انت وماما ..و انت كمان هتيجي تزورني وتشوف اسامه وتلعب معاه
ابتسم ساجد بسعاده اليها ثم نظر حول بفضول متسائلا باهتمام:-
_هو فين صحيح انا عايزه العب معاه زي المره اللي فاتت شكله جميل قوي وهو صغير
ابتسمت حوريه بسعادة غامرة وهي تري تعلق شقيقها بـ طفلها وهتفت بحب:-
_حاضر يا روحي تعالي وانا اطلعك الاوضه تلعب معاه براحتك
كادت أن تنهض حوريه لكن اوقفتها هاجر التي تقدمت منهم وهي تضع صينيه المشروبات الغازية فوق الطاولة وقالت بابتسامه واسعة:-
_خليكي انتي يا مدام حوريه وانا هاخذه وهفضل معاهم واخلي بالي منهم هم الاثنين ..عند اذنكم
هزت راسها حورية لها بامتنان شديد و تقدمت هاجر و أمسكت يده ساجد ورحلت إلي الاعلي بينما تنهدت بدريه وهي تهتف مترددة:-
_اخبارك ايه يا حبيبتي عامله ايه متاخذيش على كلام ساجد انتي عارفهم وعارفه اللي فيها من امتى وهم بيهتموا ولا بيسالوا علينا
بدلتها حورية النظرة بتفهم وقبل أن تتحدث لاحظت دلفوف السياره من الخارج ودخلت من البوابه وصف قاسم السيارة وهبط جمال بالاول منها وابتسم بسعادة عندما رآه بدريه تجلس مع حوريه وتقدم نحوهما قائلا بابتسامه واسعة:-
_وانا أقول البيت منور ليه اتاري بدريه عندنا هنا ازيك اخبارك ايه
استغربت حوريه بشده انه يناديها باسمها بدون القاب لكن لم تعطي الامر اهتمام كثيرا ثم
هزت بدريه رأسها بتوتر وهي تجيب بصوت مرتعش حرصت على ان تخرجه بهدوء قدر المستطاع :-
_ازيك يا استاذ جمال عامل ايه
جلس أمامها علي المقعد الأخري وهو مزالت ابتسامته علي ثغره قائلا :-
_انا الحمد لله انتي اللي اخبارك ايه ما بقتيش تيجي زي الاول ونشوفك ليه
ابتلعت بدريه ريقها بتوتر وحاولت بدريه سير الحديث قائله بهدوء مرتبك:-
_مشاغل الدنيا بقى اتفضل حضرتك ده الاكل اللي طلبته مني يا رب يعجبك زي المره اللي قبلها
تقدم قاسم منهم بعد أن سلم علي بدريه بترحيب وجلس بجانبه زوجته و قبل قمه رأسها بعشق و على جبينها أيضا ابتسمت حوريه له بحب قبل تهتف بنبرة حائره:-
_اكل ايه يا ماما وجايبه اكل معاكي هنا ليه
هزت كتفها بدريه وهي تجيب بتلعثم وإحراج:-
_هاه عادي يعني يا بنتي اصل الاستاذ جمال المره اللي فاتت لما اخذ السكينه مكانك وصاني على اكل بيتي عشان صحته ..وانا قلت ما ينفعش اتاخر عليه الراجل كثر خيره فداكي بروحه
رفع قاسم حاجبيه لاعلي ناظر إلي جمال بتعجب ثم تطلع إلي زوجته و رفع وجهها الحائر اليه يتأملها بعشق في حين مرت اصابعه بشوق على شفتيها المرتعشتين لتحاول حورية منعه باعتراض وخجل وضربات قلبها تتصاعد بطريقه مجنونه وهمس بجانب أذنها بمرح:-
_شكلنا كده على هنسمع اخبار مفرحه قريبه أوي يا حبيبتي
عقدت حورية حاجبيها بدهشة وعدم فهم لتقول بحيره:-
_مش فاهمه بتتكلم عن ايه اخبار ايه؟.
ليلاحظ قاسم نظرات و ابتسامات جمال الي بدريه التي كانت تجلس متوتره بخجل شديد
لنتطلق علي الفور و ارتفعت ضحكات قاسم وهو يضمها اليه بحب مما جعلها تنظر اليه بدهشة ثم حمحم قائلا ناظر لهم وهو يقول بخبث :-
_لا ولا حاجه ابدا يا روحي بقول لك ايه ما نيجي نطلع احنا فوق ونسيبهم براحتهم شكل جمال اصلا لما صدق و لقي اللي هو عاوزه
احمر وجه بدريه بتوتر وإحراج وضغط جمال علي يده بضيق شديد من قاسم بينما نفضت حورية يده عنها وهي تستدير اليه بحده وتقول بغيظ:-
_قاسم ايه اللي انت بتقوله ده؟ هو ايه ده اللي لاقية
نظر إليه جمال بغضب شديد وهو على وشك الصراخ من بروده و احراج بدريه أمامهم، ليحمر جمال وجه بغيظ شديد بشده وهو ينظر له باقتضاب مرددا:-
_ما تاخذيش على كلامه يا حوريه هو بس بيحب يهزر بس ساعات هزارة بيقلب برخامه
ارجع قاسم خصلات شعرها بحنان خلف إذنها بحب وعقد حاجبيه باستغراب زائف ينظر له ببراءة و استفزاز:-
_في ايه يا جماعه انتم فهمتم ايه؟ انا اقصد لما جمال صدق يلاقي اكل حلو اصل هو طول عمره بيقدر الحاجه الحلوه وخصوصا لو كانت وجبه ذي دي حلوه كده
ثم رفع قاسم نظراته حوله باهتمام مصتنع يتجاهل نظرات جمال التحذيرة هاتفا:-
_هي فين هاجر عشان نقول لها تجهز الغداء عشان طنط تتغدى معنا بس مش هنعمل حساب جمال هو خلاص لقي اكله
نظرت له حوريه بدهشه وعدم فهم ثم إجابته يتنهد من تصرفاته الغربيه:-
_هاجر فوق مع اسامه و ساجد بتخلي بالها منهم، انا هقوم احضر انا الغداء عن اذنكم
نهضت بدريه بسرعه معها وقد توهج وجهها وهي تقول بتهرب:-
_خذيني معاكي يا حوريه اساعدك
هزت راسها حوريه مبتسمه لها وأخذتها الي الداخل معها، بينما التفت جمال نحو قاسم بغضب حارق وهو يقول بصوت غاضب:-
_لسانك ده ما يعرفش يسكت شويه كده احرجتها وبعدين اكل ايه اللي أنا اما صدقت لقيته الست تقول عليا ايه دلوقتي طفس و همي على بطني وبس
غمز قاسم له بطرف عينه متحدث بخبث شديد:-
_مش احسن ما تقول عليك عندك مراهقه متاخره، مالك بس يا جمال الحق عليا بساعدك وبوفر عليك الامور عشان تفهم لوحدها بدل ما انت عمال تخش لها من كذا ناحيه ومش قادر تنطقها بساعدك يا اخي
ابتسم جمال بضيق شديد وجز علي أسنانه بحده وهويقول بقسوة:-
_ما طلبتش منك مساعده واتلم وما تقولش قدامها حاجه زي كده وتحرجها بالشكل ده تاني.. يا بارد
هز كتفه الأيمن باستفزاز تام وهو يقول برخامه:-
_كده ماشي الحق عليا كنت هقول لك الطريقه المختصره وتعمل ايه بالضبط عشان توفر على نفسك كل ده ..مش ابنها فوق حاول تقرب منه وتخليه يحبك هتكون ضمانت عليك نصف المشوار
اغلق جمال عينيه وهو يحاول التحكم بغضبه ثم صائحاً بحدة لاذعة قائلا:-
_مش عاوز منك مساعده و اسكت احسن وبعدين ما فيش حاجه من اللي في دماغك دي اصلا ..هي صديقه فضيله وانا بحترمها وبس
أبتسم قاسم بمرح يردد وهو يغمز له بطرف عينه بمكر:-
_طبعا واكلها الحلو اللي كل يومين تتصل بيها وتعمل حجتك اننا يا حرام مش مهتمين بيك وتبعتلك هي الاكل مع اي حد، الست تقول عليك ايه دلوقتي همك على بطنك وبس، غير بقى وشوفلك دخله ثانيه
إرتفع صوت جمال فجأه وهو يقول بغضب ودهشة:-
_هو انت بتراقبني ولا ايه؟
أطلق قاسم ضاحكة عالياً بمرح وهو ينهض حتي يبدل ملابسه بالاعلي هاتف بنبرة خبيثه جعل جمال يتوتر بارتباك حين سمع صوته يقول بمكر:-
_هو انت فاكرني مش واخذ بالي منك ده انت مفؤوس وواضح قوي باماره مكالمات نصف الليل كل يوم.. صحيح الحب بهدله مش كده
هههه عند اذنك
**
بعد ساعات.
صعدت حورية الغرفة بعد أن ودعت والدتها و غادرت لتخلع كنزتها و ألقتها علي الفراش بعشوائية وذهبت تحضر ملابسها لتأخذ شور وتريح جسدها و هي تدلك رقبتها و تغلق عينها باسترخاء وذهبت إلي المرحاض وبعد عدة ساعات من رحيل بدريه صعد قاسم إلي الجناح هو أيضا الي الاعلي الي زوجته التي اشتاق إليها بشده.
صعد وهو شبه يركض علي الدرج حتي وصل إلي غرفته وفتح باب الغرفة بهدوء ليجدها تقف تحمل طفلها وهو نائم لتضع إياه بالفراش و قبلته من رأسه بحنان شديد و التفتت حتي تذهب الى فراشها لتنام لتتفاجي به قاسم يقف خلفها يراقبها بشغف ،تنهدت حوريه واقتربت منه يوجهها يشع بالحرارة و هذا واضح من احمرار وجهها بشدة تقدم هو الآخر منها بعد أن أغلق الباب لتقف هي أمامه بابتسامة خفيفه تلقاها هو بين يديه ليحاوطها يضمها إليه أكثر و هي تلف يدها حول رقبته و ترفع قدميها لتصل إلى طوله وتحاوط يدها الأخري حول خصره تشدد علي احتضانه، تنفس الصعداء براحة و هو يدفن وجهه بكتفها و هي مازالت علي نفس الوضع لتهمس هي بتنهيدة حارة لفحت رقبته تشعره باشتياقها قائلة :-
_وحشتني اوي يا قاسم و وحشني حضنك أوي
اغمض عينيه قاسم مبتسم بشده من اضطراب مشاعرهم الهوجاء لتبتعد حورية عنه تنظر إليه بابتسامة و هي تضع كفي يدها علي صدره حاوط وجهها بين راحت يده و هو يدنو ليقبلها بعمق و شوق بينما هي أغمضت عينها تترك نفسها و مشاعرها تقودها مثل ما تشاء أبتعد عنها ببطء ثم رفعت يدها تحاوط رقبته بحب و هو يبعد خصلاتها المتمردة خلف اذنها قائلاً :-
_وانتي كمان وحشتيني يا حورية
نظرت إلي عينه السوداء بعمق و هي تقول بهدوء وأسف :-
_انا اسفه ما تزعلش مني على اللي عملته معاك الصبح عارفه كنت رخمه معاك بس بجد كنت صاحيه مش طايقه حد ممكن عشان ما نمتش كويس من اسامه طول الليل.. متزعلش مني
ابتسم بحب و هو يقرب وجهه من وجهها حتي همس ببطئ امام شفتيها قائلاً :-
_انا مش زعلان منك اصلا.. خذي افتحي دي
أبتعدت عنه باستغراب وأخذت تلك العلبه الحمراء بابتسامه متسائله ما بداخلها وعندما فتحتها تحولت لشهقه دهشه وتعجب وهي تشاهد طقم كامل رائعه من المجوهرات من الالماس واللولي المرصع بالاحجار النادره نظرت إليه حورية وهي تنظر لـ الطقم بدهشه :-
_الله شكلهم جميله قوي دي عشاني
لـ يمرر أنامله علي وجهها المشتعل بالحمرة القانية قائلاً بهمس ناظراً بـ قوة الي داخل عينها :-
_طبعا ما ينفعش يبقى جوزك صاحب اكبر مجموعه مجوهرات في البلد ومش لبسي من عنده ده انا عاملها مخصوص عشانك مش هتلاقي زيها عند حد
مررت حورية يدها على الطقم بسعاده شديده
ثم وضعت باعجاب عقد من الماس مرصع بحبات من الياقوت على عنقها ثم نظرت الى قاسم بابتسامه واسعة:-
_تحفه شكله يجنن ميرسي قوي يا قاسم تسلم ايدك و تعبك فيه
ابتسم وهو يتأمل فرحتها الطفوليه بسعاده ويده تلتف حول خصرها تضمها اليه وهو يقبل عنقها بعشق:-
_طب يلا مش هتلبسيها هاتي ألبسها لك لفي وريني ضهرك
هزت راسها له بابتسامه واسعة و التفتت له ظهرها و رفعت شعرها إلي الاعلي وإبتسم قاسم لها بحنان واقترب حتي يساعدها في ارتدائه وقبل أن يساعدها طبع قبله عاشقه على عنقها وهو يتأملها بحب ثم لاحظ باستغراب أنها ترتدي سلسله أخري عقد حاجبيه متسائلا:-
_ايه السلسله اللي انتي لابسها دي اول مره اشوفك لابسها وشكلها عاديه
فهمت علي الفور ما يقصد و أنزلت شعرها و التفتت له وهي تمسك بيدها ذلك السلسلة ليظهر الخاتم الذي بها بوضوح أكثر، ابتلعت حورية ريقها وهي تقول بتوتر:-
_هي شكلها عاديه بس الخاتم اللي فيها لي حكايه وحكايه انا نفسي مش فاهمه ليه محتفظه بيه لحد دلوقتي يمكن عشان الموضوع كله غريب وقت ما حصل
ضايق عينه علي الخاتم وقربها قاسم اكثر اليه وهو يقول بجديه:-
_ايه ده يا حوريه انتي جبتي الخاتم ده منين ومعاكي من امتى
صمتت حورية قليلًا بارتباك وتوتر فهي تخاف أن تتحدث عن ذلك اليوم و تثير غيرته الشديدة ثم بمحاولة أن تمتص غضبه حينها وهي تهتف بتوتر:-
_هو معايا من زمان بس ماما جابتلي حاجتي النهارده من عندها في البيت وكان وسطيهم انا كنت بالبسه على طول مش بقلعه خالص، بس اللي حصل لي و لما دخلت السجن اديته وقتها لي ماما تشيله ولسه جايبهلي النهارده بس ..بس انت مالك مهتم بالموضوع ده ليه
أقترب قاسم بخطوات سريعة منها و ساعدها في خلع السلسله و اخرج الخاتم يتطلع إليه بعدم تصديق هاتفا:-
_مين اديهلك عرفتي تاخدي منين
ابتعدت عنه و هي تبتلع ريقها بتوتر قائلة بارتباك :-
_هي حكايه عاديه يعني حصلت زمان كنت في مره في حفله و جدو عتمان ما رضيش ياخذني وقتها وانا قعدت اتحايل عليه كثير بس ما رضيش كان نفسي اشوف الحفلات اللي من النوع ده شكلها ايه، ما عرفتش بصراحه اسيطر على فضولي بالذات لما عرفت انها حفله تنكريه ولبست قناع عشان يخفي ملامحي ورحت الحفله ،وهناك كان في شاب انا حتى ما اعرفش شكله كان ايه بس كان هيموت وانا لحقته واخذت الخاتم ده منه كـ رد جميل على اللي عملته معاه
رفع قاسم نظراته إلي وجهها بصدمة كبيرة ثم ابتسم بشده و توهان وهو يكمل عنها باقي الحديث:-
_لما رقص معاكي انتي ما عرفتش ترفضي وقبل ما يسالك عن اسمك ولا اي حاجه عنك لاحظتي حد وراءه عاوز يضربه و نقذتي و اخذتي منه الخاتم حتى من غير ما تستني رايه و جريتي بسرعه واختفيتي زي ما دخلتي بالضبط
اتسعت حدقتها بصدمة وذهول وهي تقول بحيره شديده:-
_انت عرفت كل التفاصيل دي منين انت زي ما تكون كنت معايا كل ده حصل فعلا
زفر هو بتمهل غير مصدق تلك الصدفه و هو يقف يتقدم منها ليقبل قمة رأسها و هو يقول بهدوء :-
_عشان ببساطة انا نفس الشاب اللي كان بيرقص معاكي يا حوريه و انقذتي حياته، الخاتم ده كان اول خاتم اعمله في حياتي و ما عملتش منه قطعه ثانيه عشان افضل فاكر بداياتي وكان غاليه عليا جدا رغم ان عرض ناس عليا كثير اعرض الخاتم في مزاد بس انا رفضت ..حتي هتلاقي عليه الوجو بتاعي من جوه الخاتم، هو نفس اللوجو المجوهرات اللي لسه جايبهالك انا معروف بي
صمتت حورية ثواني تستوعب ما قاله ثم أخذت من العلبه العقد المصنوع من الماس لتجد فيه بالفعل نفس العلامه التي موجوده أيضا في الخاتم الذي كان معها منذ البداية شهقت بقوة وهي تقول بذهول وصدمة:-
_بجد مش معقول ده هو فعلا نفس العلامه.. يعني احنا اتقابلنا قبل كده من قبل ما كل ده يحصل ونتعرف على بعض مش مصدقه نفسي بجد
مرر قاسم يده بحنان على عنقها و قبل وجنتها بعمق و هو يهمس بجوار اذنها قائلاً :-
_ما تفكرنيش انا كمان ما تخيلتش ان هقابل نفس البنت دي تاني بعد كل المده دي، جمالها في اللحظة دي ما قدرتش انساها كان ليها لمعه كده في عيونها جذبتني ليها و خليتني لاول مره في حياتي عاوز اتعرف علي بنت و اتمني أشوفها تاني.. انا حتى رسمتك كمان علي أمل اعرف ملامحك وادور عليكي
ابتعدت تمرر يدها علي خصلات شعره و هي تقول بحنو وابتسمت بعدم تصديق :-
_مش عارفه دلوقت المفروض اتضايق ولا افرح انك اعجبت بي بنت غيري انا حتى وانا بقول لك دلوقت عنك خفت من غيرتك ،بس اتفاجئت انك نفس الشاب اصلا
تنهد بحزن و ابتسم بحب و هو يتحدث قائلاً:-
_لو اعرف انك هي من أول يوم شفتك فيها مع جاد كنت خطفتك منه ولا إني اسيبك تتعذبي كل العذاب ده لوحدك ..يا ريتني بجد لحقتك قبل ما تدخل الدوامه دي
صمتت و لم ترد عليه و نظرت إلي الاسفل حين شعرت برغبة شديدة بالبكاء فهي بالفعل لو كانت معه كان لم يحدث لها ما حدث الان و مع تسرب دموعها من بين أهدابها لتنظر إليه
هاتفه:-
_يا ريتك فعلا يا قاسم عملت كده! يا ريتك كنت اتعرفت عليا ودورت و لقيتني.. يا ريتك كنت اول راجل في حياتي، يا ريتك اول واحد لمسني و دخل حياتي وكان نفسي يكون اسامه ابنك انت مش أبن واحد ما اعرفش مين ابوه لحد دلوقتي
تنفس بصعوبة و هو يقول بصوت حاد :-
_حوريه انا مش ملاك برده و اكيد بغلط زيهم ولي اخطاء وحاجات لو آآ عرفتيها عني ممكن تكرهيني في يوم
ابتسمت وسط دموعها و هي تحاوط عنقه تميل عليه لتبكي داخل أحضانه و هي تقول بصوت متحشرج :-
_عارفه انك مش ملاك وبشر زيهم بس غلط عن غلط بيفرق او لما اكون بحب حد ويغلط قلبي هيسامحه.. انا بتمنى كثير الحاجات دي يا قاسم حتى بقعد الوم نفسي واتضايق انك مش اول راجل في حياتي
إحتضنها بشده وهو يتملكه شعور بالعجز عن إسعادها ويشعر بندم شديد وتحولت ملامحه الي الألم والخزه يخترق قلبه حزن وندم لأجلها ليقول متنهد بعمق شديد:-
_انتي ما لكيش ذنب في حاجه وانا عارف كده كويس يا حبيبتي وبلاش تلومي نفسك على حاجه ما لكيش ذنب فيها واذا كان عشان مش اول راجل في حياتك انا عمري ما حسبتها كده ومش حاسس انها كده اصلا و بالنسبه لاسامه اكيد مش محتاج اقول لك هو ابني اصلا وانتي بنفسك بتشوفي معاملتي معاه عامله ازاي
رفعت حورية وجهها اليه وعيونها تمتلئ بدموع وهي تقول بتقطع وضعف:-
_ما عشان كده باتمنى ان يكون ابنك انتي يا قاسم انت من كثر ما عملت معايا حاجات كثير حلوه وساعدتني بلوم نفسي اني دخلت حياتك وانك ما تستاهلش كل ده وتستاهل حد احسن مني
اغمض عينيه قاسم بعصبية حادة ثم فتح عيناه وسحبها بعنفوان إليه ونظر إلي وجهها يتفحصه قبل ان يتحدث ليضع يده علي وجهها برقة و هو يقول بأنفاس هادرا:-
_حوريه انا بحبك
اتسعت عينا حورية بصدمه وسعاده ليضمها إليه يحتضنها بقوة و هو يهمس بجوار اذنها بحب :-
_بحبك انتي وبس سامعه كلامي وما كنتش زمان عاوز احب ولا ادخل حد في حياتي عشان كنت عاوز أفضل كده لوحدي واموت لوحدي ما بقاش لي عيله عشان اللي شفته من اهلي كرهت العيله و أن بعد ما اتجوز في يوم يتغدر بيا و انجرح تاني.. بس انتي جيتي وغيرتي كل ده في ثانيه فتخيلي بقى بعد المجهود العظيم اللي انتي عملتيه في حياتي والتغير هفكر في الحاجات دي .. بطلي تفكري في الحاجات دي وكل شويه تقولهالي عشان انتي حد غاليه عليا قوي
وضع يده علي رأسها يمسد عليها بحنان و هو يقول بجدية :-
_انا بحبك فاهمه كويس يعني ايه؟ يعني كفايه اني انسي اي حاجه حصلت وما لكيش ذنب فيها وافكر في دلوقت وبس.. عشان بحبك
ابتسمت هي بحب بأعين دامعة وهي تقول بهمس:-
_وانا كمان بحبك يا قاسم ومش عاوزه غيرك في الدنيا ولا عاوزه حاجه ثانيه في حياتي غير انك تكون جنبي.. ما تبعدش عني و انا كمان بحبك
انفرجت شفتيه ما بين الابتسامة و عدم التصديق لينظر إليها بفرحة عارمة و هو يهز رأسه بتساؤل هل ما سمعه صحيح ام يتوهم لتبتسم حورية واقتربت منه وقلبها يخفق بقوة هاتفه بنبرة حنونه:- ايوه بحبك يا قاسم
إحتضنها قاسم بتملك شديد وعشق طغى على كل حواسه وهو يلف يده بداخل شعرها
يقبلها بشغف ولهفه شديده وكأنه يطمئن نفسه انها هنا بين زراعيه ولن تبتعد عنه مره اخرى
وابتعد عنها بعد فترة قصيرة يقول:-
_خلاص يبقى كفايه علينا حبنا وبس صح و مش عاوزين اي حاجه من حد ولا منهم.. انا بحبك قوي يا حورية لدرجه تخليني اسعد انسان في الدنيا وانا معاكي وعاوز اعيش واحب الحياه من تاني واعمل حاجات كثير كنت محروم منها زمان وحارم نفسي ..عاوز اعمل كل ده وانتي جنبي
وفي لحظات التقط شفتيها بين شفتيه ليقبلها بقوة وهي حاوطت عنقه و هي تبادله القبلات بشوق أكثر منه ابتعدت عنها حين ضاق صدرها من قلة الهواء نظرت إليه بلهاث و هو يحاوط خصرها يبتسم باتساع لتهمس إليه :-
_انا جنبك ومش هاسيبك ابدا يا قاسم
ابتسم قاسم بعشق وحاوط خصرها بذراعيه يضمها إليه و هو يضع ذقنه علي كتفها و يبدأ بقبلات خفيفة من أسفل اذنها حتي رقبتها لتنجرف بمشاعرها إليه، استمر بأحضانها وهو يقبلها بنهم ولهفه شديده ويتوه بداخل جنة عشقها.
و اخيراً قد فاز قلبها بقربه بعد تلك الأيام والشهور الصعبة التي مرت عليهم هما الاثنين و كأنها الجحيم ذاته لكن هل ستظل هذا الجنه والسعادة بينهما ام سوف تعود في اي لحظة حاسمة الجحيم مره ثانيه.
**
بعد فترة طويلة....
اندست حورية بالفراش تلف حولها الغطاء وهي صامتة ساكنة في قلبها مشاعر متضاربة لا تستطيع وصفها بين الفرح الشديد والحزن كانت تتأرجح بطرف عينيها نظرت للجالس بجوارها شاردا هو الآخر فمدت يدها تربت على صدره برفق ليخرج من شروده الغائم ناظرا لها وسرعان ما ابتسم بدفئه المعهود قائلا:-
_انتي لسه صاحيه يا حبيبتي ما نمتيش
هزت رأسها بلا معنى فأغمضت عينيها تنشج بقوة فجاءه لنتذكر حديث ناريمان ذلك الصباح بينما كانت تحاول كتم دموعها وهي التي نار و قبل أن تفتحهما قائلة :-
_قاسم كنت عاوزه اسالك سؤال بس جاوبني بصراحه ومن فضلك بلاش تكدب عليا.. هو انت عمرك في حياتك بصيت لي على اساس ان انا مجرمه وقتلت اخوك
انتفض قاسم وهو جانبها بصدمه و ذهول وكأنه انسكب دلو ماء بارد ليغلي حنقه في لحظة ليقول بحده:-
_نعم! ايه الكلام اللي انتي بتقوليه ده .. هو انا هخلص من حكايه اسامه وموضوعه هتطلعي لي في قتل جاد
ليشعر بأن الأرض تدور من حوله بقلة حيلة لـ تضغط هي علي يده أكثر و هي تقول بتوسل :
_جاوب عليا من فضلك الامور دلوقت اتغيرت وهو اخوك فعلا مش بالتبني وبس
ليقول بتوبيخ خرج بنبرة متحشرجة "
_مش هجاوب غير لما اعرف مين اللي دخل في دماغك الفكره دي وجاءت لك منين تفكري بالطريقه دي
نشجت بضعف ودمعت عينا حورية وهي التي كبحت الدموع طوال اليوم حتى هذا الوقت لتجد طريقها لحضنه الآمن فاستقبلها مربتا بضعف وهي تجيبه بقلة حيلة :-
_وانت هتفرق معاك في ايه بلاش لف ودوران من فضلك انا بالطريقه دي بحس انك فعلا في يوم هتبص لي بالطريقه دي ..قاسم انا ساعات بحس ان احنا الاثنين ما كناش ننفع لبعض وكل الاسباب ضدنا
لتحبس بمقلتيها الدموع فنظرت له لتجده يبتسم لها بحنان لم تستطع إلا أن تنفجر أمامه ببكاء ناعم تندس هي الأخرى بين ذراعيه تشكوه ببكائها وهي تقول بصوت ضعيف:-
- يا قاسم أنا قتلت اخوك، واغتصبت ومعايا طفل ما اعرفش مين ابوه كل المشاكل دي ما فيش راجل يقبلها على نفسه بسهولة كده من غير ما يفكر لو لي لحظه في حاجه زي كده
صمت للحظات متجمد ليشعر برغبة غبية في البكاء هو الآخر فيبتلع دموعه بحرج وربت قاسم على رأسها يرفع وجهها له مردفا بابتسامته التي لم تزده إلا جمالا وأغمض عينيه وهو يشعر وكأنه يعرف ما بها؟ يعرف اضطراب أنفاسها وتسارع حركات صدرها وحلقها الذي يتحرك محاولا بلع غصاته دون جدوى ليقول بصوت جاد:-
_الاجابه سهله وبسيطه انتي اللي عايزه تتعبي نفسك ومش عاوزه توقفي دماغك من التفكير وتشيلي كل الافكار السلبيه من دماغك ..اولا عشان بحبك واللي بيحب بجد لازم يشوف الانسان اللي بيحبه بقلبه مش بعيون الناس ثاني حاجه موضوع اغتصابك و اسامه حصل غصب عنك مش برضاكي و وموضوع جاد اللي طلعتلي فيه النهارده كمان ما كنتيش تقصدي وانا شفت ده بعيني في الفيديو ومصدقك من اول ما قولتلي وغير كده هو اللي كان عاوز يقتلك وانتي كنت بتدافعي عن نفسك واي حد مكانك كان هيعمل نفس اللي عملتيه
ثم سحب رأسها لصدرة وقال بحب:-
_نيجي بقي لي أهم حاجه بطلي كل شويه تفتحي مخي علي حاجات انا عمري ما فكرت فيها بيني وبين نفسي في أي لحظة حتي
تنهد هو و هو يمرر يده علي وجهها يفكر بما هي به وتقوله، لتقترب حورية تمسك بيده و تنظر إليه بأعين دامعة حمراء بشدة و زفرت مرتجفة بتوتر و هي تهمس برجاء :-
_يعني انت حتى عمـ...
رفع يده يمسح دموعها برقة و وضع يديه فوق شفتها لتصمت فأهدته ابتسامة حلوة متناقضة مع مظهرها الباكي ليردها لها بابتسامه حنونة وقال بجدية:-
_حوريه بصي لي أنا بحبك ..عارفه يعني ايه الكلمه دي معناها ايه اني بحبك بجد ومستعد أعمل المستحيل اني احافظ عليكي وتفضلي جنبي
احمر وجهها بعفوية وهي ترى عينيه الذائبتين في عينيها واقترب منها يحتضنها بينما الدموع تغزو عينيها وهو يهمس:-
_انا عديت مرحله حبك اصلا انا دلوقتي بعشقك ومدرك تماما ان اي ست ثانيه عمرها ما هترضى قلبي ولا روحي ولا جسمي واحس نفس الاحساس اللي انا بحسه وانا في حضنك ومعاكي.. انا عمري في حياتي ما حسيت الشعور ده اصلا تجاه أي ست غيرك.. وانتي مكفياني وراضي بيكي زي اي زوجه بترضي الرجل إللي بتحبه
أغمضت حورية عينيها وهي تحتضنه إليها ودمعة تدحرجت منها دون أن تتمكن من ردعها فسقطت منها ليستقبلها يد شريكها في كل مشاعرها ونصفها الثاني الذي ما أن فتحت عينيها حتى تلقفها بنظراته رغم دموعها وابتسم لها بدعم وحب لتمرر يديها على وجهه قبل أن تبتسم له أخيرا باطمئنان تنهدت حوريه مسترخيه بعض الشئ تقول بشفتين ترتعشان:-
_انا بحبك أوي يا قاسم
ليرد عليها مغرقا وجهها بمزيد من قبلاته الفراشية :-
_وانا بموت فيكي يا روحي وعقل قاسم
حاوطت وجهه تنعمت بدفء حضنه ورائحته حولها التي لفت عقلها في غيمة ناعمة وهو يقبل شفتيها بنعومة وبنهم ولهفه شديدة و تنهد حينها وهو يحتضنها بقوة تأوهت له بينما هو متلاعبا بخصلاتها الحرة التي ازدادت طولا مرر قاسم يده على جسدها بتملك وعشق شديد وهو يلتهم شفتيها ثم غرق وأغرقها في بحور عشقهم اللانهائيه.
**
في اليوم التالي.
كانت تسير هاجر بخطوات بسيطة نحو قصر قاسم فهي كانت قبل قليل في الجامعه تدرس وحين انتهت تقدمت بسرعه الي القصر حتي تكمل عملها وكانت وهي تسير جاءت سيارة بقوة و تتعالي أصواتها بشده حتي صفت أمامها بعنف وكادت أن تصدم بها شهقت بقوة وهي تنظر إلى ذلك الذي يهبط منها بكل بساطة و برود كأنه لم يكن قبل قليل سوف يتخبط بها و يقتلها تنهدت هاجر بضيق شديد من تهوره وهي تقول بجدية:-
_مش تحاسب و تبص قدام كويس يا جواد
نظر إليها جواد بتعجب لما تنطق إسمه دون القاب قبله أو بعده لـ يعقد حاجبيه بحدة و هو يقول بابتسامه ماكره :-
_جواد كده حاف من غير بيه ولا أستاذ ده ايه الجراه دي
لويت شفتيها بتهكم وهي تتحدث ساخراً:-
_واقول لحضرتك استاذ و بيه ليه اكونش بشتغل عندك ومش واخذه بالي
ظهر الخبث علي نبرة صوته التي تصدح بغل داخله و قد انفرجت اساريره أنه يحاول الوصول إلي ما أراد وهو يشعرها بالإهانة :-
_مش بتشتغلي عندي اه بس في النهايه اصلك خدامه بنت خدامه و لازم لما تلاقي اللي اكبر منك قدامك تبصي في الارض وتحترميه
غصبن عنك
لم يهتز لها جفن وهي تجيب عليه بابتسامه هادئه:-
_ومالها الخدامه هو اصلي فعلا واصل عيلتي وعمري ما استعريت منة على الاقل بتعلم وبشتغل وبصرف على نفسي مش زي غيري قاعده وحاطه رجل على رجل ومستنيه المصروف من ابويا و أمي
صك جواد علي أسنانه بحدة و هو يقول هادراً بغضب :-
_تقصدي مين يا بنت بالكلام ده
مطت شفتيها بعدم مبالاه وقالت ببرود:-
_اللي على راسه بطحه بقى.. عن اذنك ورايا شغل وبحب التزم بمواعيدي
اتسعت جواد حدقته بدهشة وغيظ وهو يجدها ترحل من أمامه ليمسك بها من ذراعيها من الخلف يثبتها و هو يفتح عينه ناظراً إليها بحدة قائلاً :-
_تعالي هنا يا روح امك انا لسه ما خلصتش كلام ولا قلت لك اللي جاي عشانه، مش انتي برضه اللي رحتي فتندي على العلاقه اللي بيني وبين روان وكشفتيها لي جمال وخليتها تبعد عني
نظرت اليه بـ حقد و هي تقول بحدة وتحدي :-
_ايه زعلان عشان سابتك تكونش فعلا هتتجوزها زي ما وعدتها اتفضل روح ليها اطلبها من ابوها وادخل البيت من بابه.. تحب اديك عنوانها وتطلع قد كلمتك معاها
لـ ينظر إليها جواد بصدمة و أعين متسعة من جرأتها وعدم خوفها منه لـ يتنفس بقوة و هو يقول :-
_انتي مالك يا بنت انتي مسحوبه من لسانك كده ليه؟ ومش همك حد انتي مش قدي بلاش احطك في دماغي هتزعلي
ابعدت يده عنها بعنفوان وهي تنظر إليه شرازاً ثم أبتسمت ببرود و هي تقول :-
_اوعي ايدك وما تلمسنيش ثاني مره وانا فعلا مش فارق معايا حد ومش خايفه منك ولا من اي حد ربنا خلقه، انا مش بخاف غير من اللي خلقني وبس.. وبعدين هتخوفني من ايه انت اضعف من انك تعمل ليا حاجه عارف ليه؟ عشان انت لو فعلا اد كلامك وبتعرف تنفذ تهديدك ما كنتش هتلف على واحده غلبانه عيله صغيره وتضحك بعقلها عشان تجيبلك اخبار الناس اللي شغاله معاهم
وقف جواد و هو يقطب حاجبيه بغل شديد لما هذه القوة والصمود الذي تتحدث بها وغير خائفه منه، ارتسمت علي وجهها ابتسامه تحدي وقوة مرددة:-
_شايف نفسك قوي ومستعرض عضلاتك روح ينفسك قصاد قاسم وقوله اللي انت عاوزه بس منك لي مش احسن ولا ايه
ليظهر احمرار واضح على وجهه وأشار جواد إليها بغضب و هو يتحدث بانفعال شديد قائلاً :-
_وانتي هتخوفيني بـ قاسم بتاعك ده ولا ايه لا هو ولا عشره زيه يقدروا عليا وخفي في الكلام معايا قلتلك لي مصلحتك
نظرت إليه هاجر بـطرف عينيها و هي تحاول أن تخفي تلك الابتسامة التي تزين محياها قائله :-
_انا مش بهددك بي انا بقول لك الصح اللي مفروض يتعمل بدل الخطط و المؤامرات اللي عمال تعملها ..و بعدين إللي عاوز يعمل حاجه مش بيهدد بينفذ على طول.. عن اذنك الحق شغلي احسن
ذهبت هاجر بخطوات بسيطة لترحل و هو يقف ينتفض بعنف غاضباً ينظر بـنظرة ثاقبة الي الامام و هو يضم يده إلي بعضها يفركها بعصبية و هو يصيح بحدة :-
_ماشي يا هاجر هتشوفي انا ولا قاسم بتاعك ده
**
استيقظ قاسم في الصباح الباكر كعادته كل يوم فتح عينها بهدوء ليجد حوريه بين ذراعيه تغفو بسكون تضع يدها علي صدره في حين كان هو محتجزها بين ذراعيه بأحكام حتي لا تفلت من بين يده تنهد بارتياح و أبتسم و هو يغمض عينه مرة اخري ينعم ببعض الراحة و هي بين ذراعيه و هو بكامل وعيه يشعر بها بجواره و أنفاسها و رائحتها و يتلامس جسدها جسده بأمان وهو يسير بيده علي طول ذراعها حتي استقر بكف يده علي كف يدها اعلي صدره الذي شعر بالصخب بداخله تسببه دقات قلبه المتسارعة برجفة قلب عاشق يستكين بهدوء و من سحبها داخل صدره و هي نائمة ظل هكذا فترة و هو يتأملها بعشق
حتي استمع الي صوت طرقات الباب جعلتها تتململ بانزعاج بينما هو أغمض عينه بغضب مكتوم ليلعن بصوت مسموع التي تطرق علي الباب من الخارج ولم تكن غيرها هاجر حيث أن الوقت الحالي موعد العمل و صعدت معتقده أنهم راحت عليهم نومه ولم يشعروا بالوقت نظرت حورية إليه باستغراب بنعاس و هي تبعد يدها عنه قائلة بخمول وهي تدلك رأسها بكسل:-
_بتتخانق مع مين على الصبح كده يا قاسم
ليعتدل هو جالساً يصك علي أسنانه بحدة و يستمع إلى طرقات الباب مازالت مستمرة ليصيح بغضب :-
_خلاص يا هاجر صحينا اتفضلي امشي جهزي الفطار عقبال ما ننزل
انهي جملته ليستمع الي صوت خطوات الخادمة تبتعد عن الباب حتي نظرت إليه حورية بعتاب وزعل مرددة:-
_قاسم عيب كده وهي ذنبها ايه بس
ازداد عبوسه بانزعاج يقاوم شكلها المغري لأعصابه وهي أمامه بهذا المنظر الشهيه بقميصه هو الأزرق الفاتح والمفتوح الأزرار العلوية و أعينها الناعسة، اقترب منها متمهلة جعلتها تبتلع ريقها متوجسة ليقول بصوت عميق:-
_اهو اللي حصل جاءت فيها بقي لما انزلي ابقي اتاسف لها وانبه عليها ما تخبطش وتصحينا ثاني
رفعت نظراتها له متنهدة واقتربت هامسة:-
_وانت عاوز تنام ثاني بطل كسل الساعه 9:00 مش وراك شغل زمان جمال سبق اصلا و راح الشركه ومستنيك
رفع نظراته الخبيثه قائلا بينما يده تتلمس رقبتها:-
_عشان فصلتني وانا بتامل القمر بتاعي وحبيبه قلبي هي نايمه ..ما كانش وقتها خالص بصراحه
لتقول بدلال وهي بين أحضانه متخصرة أمامه مما جعله يعبس راسما الحزم على ملامحه وهي تقول بهمس:-
_وانا مش هطير يعني قدامك الـ 24 ساعه ما حبكتش تتأمل فيا وانا نايمه يعني قم يا بكاش وراءك شغل
رد بصوت أجش وهو يغمزها فابتسمت عندما هتف:-
_هو انتي جمال مسلطك عليا النهارده ولا ايه.. طب بالعند فيه وفيكي مش قايم غير لما تبوسيني
ضحكت بدلال أكبر وهي تقول نافضة شعرها للوراء:-
_يبقي هتفضل كده لحد بكره يا قليل الادب اوعى كده انا راحه اشوف ابني احسن
فعقد حاجبيه قليلا يتلاعب وهو ينظر لعينيها بمكر واقترب منها بشده حتي يقلبها هو وضحكت هي بدلال وقبل أن يقبلها استمع الى صوت هاتفه يرن لينتفض ناهضا من السرير ناظرا الي الهاتف و فتح الخط و رد عقدت حاجبيها بدهشة وعدم تصديق واعتدلت بغيظ شديد من فعلته وقد أثار غيرتها وهي تسمعه يتحدث مع فتاه و يجيب عليها بملء عينيه هامسا :-
_خلاص جهزي انتي الاوراق وانا جايه حالا مش هتاخر سلام
اغلق قاسم الهاتف و التفت ليري حورية تطلع نحوه ببرود وغضب شديد عقد حاجبيه باستغراب وهو يلاحظ غضبها فجاه فأحاط بوجهها قائلا بحيرة :-
_مالك يا حبيبتي واقفة كدا لية مش كنتي رايحه تشوفي ابنك يلا يا قلبي عشان ما تتاخريش عليه
نهضت من علي الفراش بعنف و بحنق تقدمت منه تضرب بقوه علي كتفه و زمت شفتيها بغيظ ثم قالت له بحده:-
_والله دلوقتي بس نطيت من السرير اول ما الهانم كلمتك وهتروح الشغل كمان وعاوز تمشيني ..ايه لحقت توحشها
لمعت عيناه بخبث وهو يقول بعدها رافعه يده يتحسس علي كتفه متألم باصطناع قائلا محاولة استفزازها:-
_آه يا مفتريه براحه وبعدين مالك متضايقه ليه على الاقل هي هترضى تديني البوسه اللي زلاني عليها
اتسعت عينا حورية بعصبية شديدة لكنه لم يمنعها من مط شفتيها رغم احمرار وجهها تقول مردفة بصراخ حاد بغيره:-
_بستك عقربها انت وهي.. طب مش هتروح الشغل يا قاسم غير لما اعرف كنت بتكلم مين وبتستعجلك قوي تروح لها كده
ابتسم لها ابتسامة أوسع حنونة وهو يميل خاطفا قبلة عميقة وهو يلصقها به بينما هي تتنهد داخلها بإستسلام حلو قائلا بشغف:-
_انتي صاحية قمر علي الصبح كدا لية
ظلت تنظر له للحظات حتي كادت أن تسبح معه إلي بحور عشقه لكنها انتبهت الى نفسها سريعا ثم صرخت حينها مجفلة إياه:-
_قـاااسـم كنت بتكلم مين من شويه مش هتاكل ،بعقلي حلاوه وتضحك عليا عشان تغير الموضوع
انفجر بضحك كبيرة جعلها تبتسم غير قادرة على المقاومة أكثر ليهز رأسه، نظر لها ولم تجد نظرات الغيظ كما توقعت وإنما نظرات عبث ممزوج ببوادر رغبة وهو يقول بصوت مبحوح :-
_متخافيش اوي كدة يا روحي دي السكرتيره عندي اجتماع مهم النهاردة و المفروض هي بتأكد عليا الميعاد مش اكثر
كانت حورية تجاهد لتبتعد عن ذراعيه بينما هو يتمسك بها بقوة مما جعلها تهز رأسها يأسا من جديد وهي تتحدث بهياج مجددا ثم صرخت ببرود وغيظ:-
_وانت مش جايب سكرتير راجل ليه أه عشان الهانم تقعد تتصل بيك الصبح بصوت الناعم وتدلع عليك مش كده ..تمام اشبع بيها بس ما لكش علاقه بيا من النهارده و اوعى كده ابعد عني
ارتفع حاجبا مندهشا ليرمش بعينيه وهو يسأل مبتسم:-
_مكنتش اعرف انك بتغير عليا قوي كده يا قلب و روح قاسم.. حبيبتي أنتي اول فرحتي انتي عارفة اني لا يمكن ابص لغيرك و لا تملي عيني واحدة غيرك يا حبيبتي خليكي واثقة كده من نفسك، انا ما فيش في حياتي غيرك ولا هيكون
ضربت الأرض بقدمها تهتف بهرمونات مجنونة:-
_بجد ولا بتاخذني على قد عقلي هعرف و لو في حاجه بينك وبين البنت ام صوت ناعم دي و وساعتها هقتلك واقتلها
قربها منه بخشونة وهو يردد بخشونة أكبر يغمز لها قائلا بابتسامة خبيثة:-
_يا شرس انتي ..انا بردة بحب الشراسة تليق بيكي أكتر
ابتلعت حورية ريقها بتوتر وهو يقبل خدها بخشونة فنهرته بحرج وقبل أن تتحدث اقترب منها وهو يخرسها بقبلته وبداخله مشاعر مجنونة وهو يهمس لها:-
_يا قلبي انتي حلوة في كل وقت مفيش زيك و لا هيكون ومش هحبك غيرك ابدا
اتسعت ابتسامتها بعبث أكبر فاقتربت تلتصق به هامسة :-
_وأنا كمان بحبك أوي وبموت فيكي يا قاسم
همسها منه جعلت حواسه ترتجف بينما هو مستمر في التطلع لجمالها ووجهها يلمع فإنتبه لعينيها اللامعتين لينتفض مبتسم بعبث متلاعبا بيديه هنا وهناك بكل وقاحة قائلا بجدية:-
_انا كدة مش هتحرك من هنا و جمال هو اللي هيموتني لو اتاخرت عليه دقيقه وبعدين انتي ما كنتيش طايقاني من شويه وعاوزني امشي مش كده
قبل شفتيها بنعومة فتنهدت قبل أن تحتضنه أكثر بينما لمعت عيناها بلهفه شديدة وهي تقول بصوت متحشرج خشن من العاطفة:-
_لاا انا اللي مش عايزاك تتحرك ابدا وتبعد من حضني
ابتسم باتساع وهو يغلق الباب بالمفتاح مستندا عليه للحظات ثم اقترب منها وهو يفك أزرار قميصه و قال بسرعة قبل أن تحاول الهرب ليسحبها له قائلا دون إعطائها فرصة الاعتراض :-
_وطلباتك اوامر يا روحي
فضحكت ببواقي خجل سرعان ما تلاشى وهو يغمرها بكل شغف وعشق ما تعلمه من حبها يوما بعد يوما.
الفصل العشرون
_________________
بــعــد مــرور ســت شــهـــور
ابتسمت حورية ابتسامة راضية متكاسلاة بعض الشئ وهي تتراجع للخلف فوق الأريكة وهي تحمل طفلها الصغير بين ذراعيها الذي أكمل عشر أشهر لقد مرت شهور طويلة و كاملة وهي زوجته شهور وهي غارقة بين الأمواج بإنتشاء لا تتوقف لذتها عن الازدياد جاعلة إياه يترنح بشغف وعشق شديد بين ذراعيها كل مرة دون شبع وأصبحت حياتها مستقرة والأمور تسير بشكل جيد وذلك بفضل روح الجماعة بين أفراد عائلتها الصغيره و منهم زوجها المصون بالطبع، هذه حياتها معه وأصبحت و سارت.
لمعت عيناها بالحب شهور كاملة مرت عليهم مزال علقها لا يتوقف فيها عن التفكير في كل تفاصيل أيامها معه، اب حنون.. زوج حريص.. صديق جيد ..وحبيب عاشق عابث و شقي أيضا بقدر حبه لها والي طفلها في لحظاتهما معا ،كل شئ يمثله لها وهي سعيده بكل هذه الأدوار التي يتقن القيام بها معها ومع الصغير!
فالحياة مقايضة لا يأخذ المرأ فيها كل شئ بل ما أن تأخذ شيئا حتى تُقدم آخر؟ فتسعد هي بما نلتة في ذلك اللحظات الأخيرة في حياتها بعد كل ما مرت به من الالام و الاوجاع مستشعره بكل لحظة لذة امتلاكها فيها.
لتنهض بخطوات بسيطة حتي تضع طفلها الذي نائم بين ذراعيها بهدوء الي فراشه لكن توقفت عندما استمعت إلي صوت بوق سيارته يعلن عن وصول قاسم من الخارج لتتسع ابتسامة حورية الواقفة بغرفتها تحمل صغيرها النائم علي كتفها تمسد علي ظهره بهدوء ثم التفتت تضع الصغير في فراشه و تدثره بالغطاء سريعا أعلي الفراش و تقدمت بخطوات سريعة ثم فتحت الستار المغطي للنافذة لتلتمع عينها بسعادة و هي تجد سيارته بالفعل تدخل من باب القصر أخيرا بعد غياب اسبوعين إلي خارج البلاد لعمل كان اضطر قاسم رغم عنه ان يتركها بمفردها ويذهب هو وجمال لعمل ضروري، لتركض هي الي الباب سريعاً و هي تركض إلي الاسفل بخطوات واسعة.
وفي ذات الوقت كان هو ينظر من زجاج السيارة الي الخلف قبل أن يفتح الباب وخرج من السيارة يغلق ازرار سترته و يتجه الي الداخل بخطوات ثابتة واثقة رائع حتى بهذة البدلة الرسمية الرمادية ،إلا أن تزينة عينه عند رؤيتها و قلبه بدأ بالطرق سريعاً حين وجدها تركض الي الخارج تقدم منها بخطوات واسعة و ابتسامة تشق طريقها الي ثغره بسعادة غامرة أنه أخيراً بعد غيابه عنها أصبحت الآن أمامها.
قفزت من مكانها راكضة بلهفة ناحية الخارج لتفتح البوابة الخارجية للبيت ثم ودون مقدمات كانت تُلقي بجسدها على أحضانه بعينين تدمعان اشتياقا لا تصفه كلمات... ارتد جسده مجفلا للحظة لكنه سرعان ما لف ذراعيه حولها وهو يبادلها الاحتضان راسم ابتسامة صغيرة وسط اجهاد ملامحه وضع فيها قدر استطاعته من السعادة معبرا عن اشتياقه المتبادل وهي تتشبث به رافضة تركه بعناد، ابتعدت عنه أخيرا بعد لحظات طالت جدا رافعة عينيها المغرورقتين بالدموع لوجهه قائلة بتحشرج :-
_ قاسم اخيرا رجعت وحشتني قوي قوي يا حبيبي
اتسعت ابتسامته أكثر وهو يجدها تحتضنه مجددا شاهقة بالبكاء فقال بحنان غلبه وهو يشدد ذراعيه من حولها :-
_اهدي يا حوريه كفايه عياط انا أهو قدامك كويس وبعدين هنفضل واقفين كده بره طول اليوم
ظلت تحضنه ولم ترد بينما تنهد قاسم بعمق وهو بين أحضانها يا الله ما أبهاها وما أجملها شعر بدموع تلسع رقبته فجأة ليعرف أنها تبكي من قوة الاشتياق فأغمض عينيه بتشوش رؤيتها المذهلة وهدير قلبه صاخب باحتفال اشتاقه جدا أبعدته عنها مجددا وهي تمسح وجهها قائلة بلهفة من جديد :-
_ اسفه يا حبيبي اتفضل ادخل اكيد تعبان من السفر امال فين جمال هو ما رجعش معاك ليه
تساءلت وهي تبتعد عن الطريق حتي يدلف بينما هو ما أن دخل حتى تنهد مرهق يزفر قاسم وهو يُلقي بحقيبته أرضا بإهمال ثم توجه إلي المقعد ليجلس، لتتقدم منه تجلس بخفة بين يديه ليلتقطها هو محاوطاً اياها بقوة ولطيف و هو يحاوط خصرها بيده ضمت نفسها إليه و هي تسمعه يهمس بجوار أذنها :-
_جمال لسه هناك هيرجع بعد يومين كده ان شاء الله، كان لسه وراءنا شغل هناك بس انا ما قدرتش اسيبك الايام دي لوحدك اكتر من كده قلت له هارجعلك وهو يكمل مكاني عشان وحشتيني وما قدرتش ابعد اكثر من كده
ابتسمت و هي تضع يدها علي وجهه برقة و عتاب :-
_وانت كمان وحشتني اوي يا قاسم اسبوعين بحالهم تسيبهم وتبعد حسيت كأنهم 3 سنين غايب مش مجرد ايام
تنهد مغمضة العينين و هو يقبل كتفها شاعراً بانفاسها الحارة التي تلفح رقبته و هو يهمس باشتياق :-
_انتي وحشتيني اكتر بكتير يا حبيبتي بس كان غصب عني وأنتي عارفه كده.. اسامه فين وحشني اوي هو كمان
هتفت بكلماتها وهي تزيد ضمه لها لتمسد علي وجنته و هي تقول بهدوء :-
_ اسامه نايم فوق بس بعد معاناه وحياتي عندك سيبو نايم وبكره براحتك يبقى العب معاه انا اما صدقت نام بعد التعب اللي تعبته معاه
ابتسم بحنان ليرفع رأسها و حين وقعت عينه علي ابتسامتها و هو ينحني يقبل ثغرها قبلة سطحية و هو يقول باشتياق :-
_سلامتك يا روحي حاضر امر لله هاسيبه مع اني واحشني اوي وكان نفسي اخده في حضني
لمعت عينها بحب و هي تبتسم بسعادة غامرة عضت علي شفتيها بقوة و هي تشعر بأن قلبها يتراقص بين ضلوعها من فرط سعادته لتهتف:-
_بكره اعمل اللي انت عاوزه معاه و خذه في حضنك و نيمه انت كمان يا سيدي، بس بلاش دلوقتي لو صحي قدامة ياجي اربع ساعات عقبال ما ينام تاني وانت كمان اكيد راجع تعبان وهيتعبك اكتر
انحني يقبل وجنتها و هو يهمس بهدوء :-
_تعبكم راحه يا حبيبتي علي قلبي.. هو انتي قاعده هنا لوحدك مفيش غير الحرس بره امال هاجر وباقي الخدم فين
ابتسمت و هي تحمحم بتوتر من رد فعل عندما يعلم أنها هنا بداخل القصر بمفردها حتي أرجعت خصلات شعرها خلف أذنها و هي تقول بارتباك :-
_هاجر وراها امتحانات ربنا يعينها وينجحها و الباقي خلص ومشي من بدري بعد ما استاذنوني مني طبعا
اتسعت عينا قاسم وهو يرفع وجهه لها غاضب من كلماتها يهتف بصوت متهدج:-
_طب كده ينفع تقعدي لوحدك يعني يا حبيبتي ،مكنتيش اديتهم اوردر يمشوا و يسيبوكي لوحدك مع اسامه أو حد يجي يقعد معاكي بدالهم بدل ما تقعدي لوحدك وتزهقي او اكيد هتحتاجي حاجه حد يعملهالك
اقتربت منة حوريه تمسك بيده بحنان وقالت بصوت هادئه:-
_ما تقلقش عليا يا حبيبي هم لسه ماشيين من نصف ساعه وانا كنت بنيم اسامه بعد كده هنام ..وبعدين هم كمان وراءهم اشغلهم متنساش انك أمرت ما فيش خدم بعد كده يبات في البيت
ليلتفت الي حورية و هو يحاوط كتفها بيديه يشعرها بالأمان والطمأنينة بينما هي نظرت إليه و هي تتأمل وجهه شاردة بكامل تفاصيله الرائعة التي تخطف لبها كل مرة أكثر من سابقتها ابتسمت بتلقائية و هي تنظر إلي وجهه الحنونه حتي لاحظ هو نظراتها حوله ليمسك بيدها يقبل باطنها و هو يقول بعشق :-
_انا عملت كده من ساعه اللي عملته الهانم روان ودخلت ناريمان البيت هنا لما سابت لها باب المطبخ مفتوح وكانت هتموتك، ومش عاوز حاجه زي كده تتكرر ثاني عشان كده ما بقيتش اثق في حد
هزت راسها له بابتسامه واسعة وهي تقول بهمس:-
_متقلقش ان شاء الله كل حاجه هتبقي كويسه و هتمشي بخير ذي ما انت عاوز
غربت عينه بغموض و هو يجذبها لتستقر برأسها علي صدره ليضمها إليه بكلتا ذراعيه و هو يقول بابتسامه ماكره بعد أن قبل رأسها :-
_يعني احنا دلوقت في البيت لوحدنا سوا ومفيش حد تالت معانا
رمشت باهدابها عدة مرات بشك من تلك الابتسامة الغريبه فجاءه ليضيق عينها عليه و هي تقول بتوتر:-
_لا ما فيش حد غير اسامه ونايم فوق وبعدين مالك ابتسمت كده ليه فجاه
اتسعت ابتسامة قاسم بشده وهو ينهض مرددا بنبرة خبيثه:-
_يعني بذمتك مش عارفه ابتسامة ليه كده يا حبيبتي راجع من السفر و وحشين بعض اوي هنقعد نقضيها كلام كده كتير.. لا طبعا لازم نستغل الفرصه ان احنا لوحدنا دي لحظه مش هتتعوض كتير تاني
اقترب منها قاسم دون مقدمات وحملها بين ذراعيها لتشهق حورية فزعة وصعد الدرج و هي متعلقة به يحتضنها هو بقوة كبيرة حتي دلف غرفته لينزلها علي الارض و هو يغلق الباب، وقفت امامه وهي تنظر نحوه بابتسامه حب و خجل ليحاوط خصرها بذراعه و هو يجذبها إليه بقوة جعلها تلتصق به و لا يفصلهما اي انش واحد وهي مالت علي كتفه تجعل من التحامهم شيئاً أكثر سهولة، لينحني يهمس امام شفتيها بحب :-
_الليله ما فيش غير انا وانتي وبس.. بحبك يا حورية
همست بشوق وعشق وهي تنظر داخل عيناه باشتياق:-
_و انا بموت فيك يا حبيبي، انا بحبك اوي يا قاسم
قبل جبينها بحب ثم نظر في عمق عيناها يهمس بعشق تغلل في أعماق قلبه:-
_وانا عديت مراحل العشق وبقيت مغرم بحريتي اللي نورت حياتي كلها
ابتسمت حوريه بسعادة غامرة علي كلماته بينما هبط هو علي شفتيها يقبلها بعمق و هو يضغط علي خصرها أكثر لتجذبه هي نحوها و هي تبادله قبلاته بمثلها بلطف و حب ليشعر أنه قفز يوما لموج الحورية منقذا فغرق في بحر حبها المشروع دون رجعة.
**
=تعالي افطر يا حازم يلا بسرعه عشان نلحق ميعادنا كمان ساعه ولا رجعت في كلامك ومش عاوز تخطب
وجه عتمان تلك الكلمات الدلالية الى حازم الذي كان ينزل الدرج وهو كان مستلقى براحة على المقعد الموجودة أمام الطاولة يتناول الفطور تقدم حازم إليه بخطوات هادئه ليجلس ناظرا اليه ليجيب قائلا:-
_هاه لا خالص يا جدو طالما حضرتك متاكد من انها كويسه واخلاقها كمان خلاص انا كمان واثق في اختيارك وموافق.. المهم ما كنتش لسه زعلان مني وانا اهو بعمل اللي حضرتك طلبته مني وهتجوز البنت اللي انت اخترتها مقابل حضرتك تسامحني
اخذ عتمان ينظر اليه بغيظ وغضب قائلا بنبرة تحذرية:-
_افهم من كلامك انها ما عجبتكش الزياره اللي فاتت ولا ايه ولا اكون بغصبك على حاجه انت مش عاوزها وبتاخذني علي قد عقلي وتوافق عشان بس ترضيني.. وتجيء لي بعد كام يوم وتقول لي مش عجباني وتفسخ الخطوبه وتحرجني مع الناس
هز حازم رأسه بسرعه وهو يهتف قائلا بتوضيح:-
_لا خالص والله يا جدو هي فعلا عجبتني وشكلها كويسه ومحترمة واهلها كمان باين عليهم ناس محترمه ..انا بس بسال حضرتك سامحتني على اللي عملته ولا لا
وفي تلك اللحظة خرجت بدريه من المطبخ لتضع باقي الطعام أعلي الطاولة ليقول عتمان بجدية شديدة:-
_طالما هتتعدل و مش هتعملها ثاني وهتتجوز خلاص مسامحك شكلك فعلا ندمان وعرفت انك غلطت غلطه كبيره ..انا هطلع اجهزي انا، وانت كل براحتك وبعد كده اطلع البس و ادي خبر لامك عشان تيجي معنا هي كمان
نهض عتمان ليرحل إلي الاعلي وهز حازم رأسه بالايجاب ببطء مرددا بهدوء:-
_حاضر يا جدو
نظرت بدريه إلي رحيل عتمان إلي نهاية الدرج لتنظر إلي حازم هاتفه بابتسامه هادئه وهي تقول بصوت تحذيري:-
_مبروك يا حازم ربنا يتمملك على خير ،يا رب بس متكونش مغصوبه على الجوازه فعلا عشان تريح جدك وتخليه يرضى عنك، بلاش تيجي على نفسك عشان غيرك اديك شفت اللي حصل لي حوريه عشان عملت زيك ووافقت على حاجه هي مش عاوزاها عشان ترضي غيرها
نظر حازم نحوها بابتسامه بألم ليقول بندم:-
_لسه بتخافي عليا يا طنط بدريه وعلى مصلحتي رغم اللي عملته مع بنتك، علي العموم شكرا لي حضرتك بس ما تقلقيش انا فعلا خلاص زهقت وعاوز استقر في حياتي وبعدين اللي قلبي اختارها خلاص بقت مع غيري هاستنى ايه ثاني
اشاحت بوجهها بعيد عنه بضيق شديد وهي تقول بصوت مخنوق :-
_هي ما كانتش ليك من الاول خالص و بلاش تعشم نفسك على حاجه عمرها ما هتحصل يا حازم.. وانا لما سالتها عنك قالتلي أنها بتحاول تنسى الموضوع طالما هتبعد عنها وتسيبها في حالها بس الاكيد هي عمرها ما هتنسى بسهوله
اعتدل حازم فى جلسته بابتسامه حزينة يهتف بخيبة امل :-
_كفايه انها هتحاول قولي لها شكرا جدا ريحتني لما عرفت الكلام ده شويه ..ربنا يسعدها هي كمان ويوفقها في حياتها مع قاسم.
**
اشرقت الشمس من النافذة علي تلك العاشقين بينما كانت حورية تتسطح اعلي الفراش تستند برأسها علي صدره تحاوطه بيدها و هي تنام بعمق حتي بدأت تململت في نومتها بانزعاج لتفتح عينها ببطئ ثم رفعت مقلتيها ونظرت نحو ذلك الذي ينام بجانبها بملامح متعبه باديه علي وجهه رفعت يدها تتلامس وجهه بلطف وعلي ثغرها ابتسامة عريضة محبه اقتربت منه لتقبله بحنان حتي يستيقظ إلا أنها قامت بفزع حين استمعت الي بكاء صغيرها لتقفز عن الفراش سريعاً الي فراشه الصغير بجوارهم لتحمله ليصدح صراخ الصغير مرة أخرى لتضمه إليها تربط علي ظهره و تجلس لترضعه استيقظ قاسم بانزعاج و نظر إليها و هو يتنهد :-
_صباح الخير الباشا عامل ازعاج على الصبح ليه
ضحكت حوريه بخفه لتجلس بجوار طفلها الصغير علي فراش صغير بالغرفة المجاورة لغرفتهم التي يجلس و مسدت علي رأس الصغير حتي غفي الي جوارها لتنظر إلية سكونه بابتسامة هادئة محبة لتنهض و هي تهمس إليه:-
_صباح الخير يا حبيبي صحاك معلش
ليجلس معتدلاً و هو يفرك وجهه بضيق قائلاً بانزعاج:-
_و هو ابنك دة حد يعرف ينام منه طول الليل ازعاج و عياط
ابتسمت حوريه بشده وهي تجلس جوار زوجها تحتضنه و هي ترفع يدها تضعها برقة علي وجهها تداعب شعيرات ذقنه النامية و هي تقول بأسف:-
_ما عرفتش تنام صح قلتلك هيفضل يزعجك كل شويه خصوصا الايام دي بقى يعيط كثير ومش بيسكت بسهولة
اقترب منها لـ تفجل هي و تنظر إليه تحاوط عنقه عندما قبل ثغرها قبلة سطحية و هو يقول بحنان :-
_قلتلك انا مش بتضايق من كده ،اليوم معاكوا بالدنيا و ما فيها يا حبيبتي
احتضنته بشدة و هي تبتسم بحب فهو الحبيب الأولي و الاخر هو الامان هو الدفئ هو القلب اللين، داست نفسها بين أحضانه و هي تتنفسه رائحته لها يسكن بداخلها الهدوء ليضمها إليه بشدة ثم ابتعدت عنه قليلاً و هي تنظر إلي وجهه و هي تقول بهيام :-
_مهما اقول واعمل ومش عارفة اوفيك حقك يا قاسم، إلا قولي يا قاسم هو انت على طول كده جميل و حنين مع الكل ولا معايا انا بالذات استثناء هاه انطق
وعندما آخر جمله لتمسك برقبته بتهديد وحذر تضغط عليها بخفه لتتسع عينه بصدمة وهو يبعدها قائلا بدهشة:-
_هتخنق يا حبيبتي كده اوعي دي مش غيره كده هموت
مسدت علي ذراعيه و هي تبتسم نظر إلي ما تفعل و هو يبتسم باتساع اراحت رأسها علي كتفه و هي تقول بسعادة :-
_ما هو ده اللي هعمله معاك بالضبط يا روحي هموتك لو فكرت تبص لغيري ولا تعمل ربع اللي بتعمله معايا مع واحده ثانيه
رفع قاسم حاجبيه لاعلي ناظر لها بغيظ شديد ليقول باستخفاف:-
_ومالك مبسوطه كده ليه وانتي بتقوليها
لم تصمت صوت ضحكها بل تعالي أكثر بسعادة لم تشهد مثلها من قبل ليبتسم بحب و بيأس منها و هو يمسك بيدها يلثمها برقة يقول :-
_ايه جو الرومانسيه والموت اللي مش راكب على بعضه ده..مش كنتي من شويه بتحبي فيا وبتشكري في افعالي اللي مش عارفه تردها لي ازاي فجاه قلبتي ليه كده قابض الارواح
ضمت حورية شفتيها مثل الاطفال و هي تحاوط عنقه قائلة بحب يعكس تحذيراتها الصارمة :-
_الله مش بحذرك عشان لو عقلك في يوم وزك تعمل حركه كده ولا كده، بس في نفس الوقت اه بحبك وبموت فيكي و مش عارفه ارد لك اللي انت بتعمله معايا ازاي.. بس دي حاجه ودي حاجه ثانيه خالص
ليمرر يده علي ظهرها صعوداً و هبوطاً و هو يضمها إليه و هو يلاعب حاجبيه بمشاكسة قائلاً بخبث :-
_انا بقول نسيبنا من جو الاموات اللي فتح فجاه ده ونخلينا في افعالي هترديها ازاي يا روح قاسم وأنا هقولك تعملي ايه بالضبط
قهقهت عاليه و هو يضمها إليه مقترب يطبع قبلات محمومة علي طول رقبتها و تسبح معه في عالم من الأمان و الحصون المشيدة بالعشق الكبير الذي بينهما وأصبح لا يهدمة شيئاً أمامه.
**
كانت هاجر جالسه ببهو الجامعه مع اصدقائها وزملائها وكان يقفون ويتحدثون بمرح وابتسامات سعيده و يودعونا بعضهم بعد نهايه الامتحانات وانتهاء الترم الاول وبعد مرور فترة قصيرة تحركت هاجر وهي تشير بسلام إليهم بابتسامه واسعة ثم خرجت بخطوات بسيطة الي خارج بوابه الجامعه لـ تتجمدة مكانها عندما رأت جواد يجلس فوق سياراته امام الجامعه وعندما راها ابتسم بسماجه و هو يشير إليها بالاقتراب منه، زفرت هاجر بضيق شديد فهي اعتقدت ان لم يعد ياتي اليها مره ثانيه فطوال الست شهور الماضيه كان كل اسبوع تراه يقف امام الجامعه في انتظارها رغم انها لم تعطي اي اهتمام وتتجاهلة طول الوقت لكن هو من الواضح مصر ولم ييأس بسهوله حتى الاسبوع السابق لم ياتي مطلقاً و اعتقدت انك قد مل اخيرا منها لكن اليوم تفاجات بحضوره، لتتحرك كعادتها وتجاهلتة لترحل بسرعه لكنه نهض أسرع منها ليقف أمامها مبتسم باستفزاز جزت علي أسنانها بشراسة وعنف و هي تهتف:-
_يا دي النيله مش هنخلص بقي.. مش كنت خلاص خلصت منك وبطلت تيجي كل يوم و تقفلي بعربيتك قدام بوابه الجامعه
ليغمغم جواد بيأس من أسلوبها الجفاء والبارد معه طول الوقت و دائما فهو حتى لا يعرف ماذا يريد منها ولا لما هي بالذات دون عن باقي الفتيات الآخرين لكن من يمكن لانها هي الفتاه الوحيده التي رفضته ولم تبهر به عكسهم تماماً فهي صعبه المنال ليقول بعدم إعجاب مصتنع حتى يجعلها تفقد الثقه في نفسها قليل ليكسر غرورها :-
_ما بالراحه على نفسك وبلاش المقلب اللي واخذاه في روحك ده ،ايه ما فيش غيرك في الجامعه كلها عشان اجي له مخصوص، و بعدين مالك قلبتي وشك اول ما شفتيني ليه ده غيرك يتمنى اقف معاه ان شاء الله نصف ساعه بس
ربعت يدها أمام صدرها ببرود قاتل وهي تقول بجفاء:-
_يبقى انت اللي واخذ مقلب في نفسك مش انا عشان هم بيحبوا يقفوا معاك مش حب فيك لا ده حب في فلوسك والمظاهر الخداعه إللي حولك مش اكتر
ليزمجر من بين أسنانه بشراسه هاتف بسخرية:-
_الله كمان بقيتي فيلسوفه كلهم اصدقاء ليا من كل البلاد و مكان وخصوصا البنات نفسهم بس يانولو الشرف ويركبوا العربيه معايا
ابتسمت له ابتسامة عطف كانت تقصد أظهرها بشده له وهي تقول بجدية:-
_ما هما عشان المظاهر اللي حواليك والعربيه والفلوس مش عشانك زي ما قلتلك، لو عاوز دليل جرب بس مع اي بنت ركبت معاك قبل كده انك تخرج معاها من غير العربيه ولا اللبس الماركات اللي انت لابسه ده وقولها كمان انك سبت الشغل مع والدك وقررت تستقر في شغل لوحدك بس حاليا بتدور لسه ومعكش فلوس
شحب وجهه فجاه و ارتباك من كلماتها لتكمل بثقه:-
_هتلاقيها على طول قالتلك طب اوكي لما تلاقي شغل ويبقى معاك فلوس هتلاقيني موجوده انما حاليا ما فيش
صمت جواد قليلًا ولا يحتاج الى تفكير في حديثها فهو يعرف جيد جدا ان اصدقائه الذي معه دائما جانبه لسبب واحد فقط وهو المال ومركز والده وعندما بدات تنخفض شركه والده من حيث الشهره ابتعد عنه كثيرا من ذلك الذي يسمون اصدقاء! ارتسم ملامح وجهه بجمود ليقول بصوت ساخرا:-
_وانتي بقى اصحابك اللي معاكي خصوصا في الجامعه هنا كلهم اولاد اصول ،و مش مصاحبينك عشان المظاهر ولا حتى عشان بتساعديهم في الدروس
هزت كتفها هاجر بثبات وهي تجيب عليه:-
_مش هنكر ان اكيد في من طبقتي كمان ناس وحشه وبرده في ناس من عينت اصحابك باقابلهم في الجامعه، بس انا غيرك طالما عارفه اللي قدامي مصاحبني بس عشان مصلحته بابعد واقطع علاقتي معاه على طول انما اللي مكملين معايا ومصاحبيني عشان نفسي وبس هم دول اللي يستاهل يتقال عليهم صحاب
ليقول محاوله يثير استفزازها ليشعرها انها ضعيفه ومكسوره أمامه بقوله هاتف بسخرية لاذعة قائلا:-
_و ماهما معندهمش مانع بقي يصحبوكٍ وهم عارفين انك تشتغلي خدامه
لكن كالعاده اجابت بقوه واثقه وبفخر ايضا بكل بساطة وسهولة ولم يفرق معها شيء مطلقاً مرددة بابتسامه هادئه:-
_على فكره تقريبا نصف الجماعه هنا عارفه وانا اللي قائله لهم بنفسي كمان، لان سبق وقلتلك مش بستعري من اصلي وان ده شرف لي ان الحمد لله قادره اشتغل واصرف على نفسي ما باستناش حسنه من حد ،وزي ما بتعب في شغلي بلاقي اللي يقدر تعبي
نظر إليها بأعين متسعه بدهشة احيانا يتساءل داخله ويتمنى ان يرى عائلتها الذي اوصلتها الى تلك المرحله التي دائما تفتخر بهم و بمهنتها بثقه دون خجل، لتندلع منه شرارات الغضب وهو يقول بحدة:-
_هو انتي كل مره هتقعدي تلقحي عليا بالكلام على فكره انا بشتغل مع ابويا ومش باخذ مصروفي منه وانا قاعد وحاطط رجل علي رجل زي ما انتي فاكره كده
مطت شفتيها بسخرية وهي تقول بضحكه استفزاز:-
_اه شغلك اللي بتروحة كل مره ولا مرتين كل شهر وغالبا بيكون اليومين دول ايام القبض ..بقول لك ايه ما تيجي معايا دوغري وتقول لي انت عاوز مني ايه عشان نوفر على بعض اللف والدوران ده
ضغط على يده بعنف مكتوم ثم ليقول بابتسامه محاولاً التأثير عليها حتي تضعف امامه و تنفذ له اي شئ يطلبة مثلها مثل باقي الفتيات التي تعرف عليهم لكن هي لا يعرف مدخل اليها حتى الان لكنه مصر ويحاول دائما :-
_لمحه أوي يا هاجر مش ممكن معجب اصل بصراحه الصنف بتاعك ما عداش عليا، خصوصا اني بنت تقول لي لا وترفضني بس انا متاكد انك عاوزه بس يومين وانتي اللي هتيجي تتحايلي عليا عشان تخرجي معايا
رفعت حاجبيها لاعلي باستخفاف هاجر بينما تهز رأسها بصرامه قائله:-
_انا ممكن اجي اتحايل عليكي عشان حاجه ثانيه وهي انك ما تورينيش وشك ثاني وريح نفسك اللي انت عاوزه مش عندي ضيع وقتك مع واحده غيري وتكون رخيصه والشغل بتاعك ده بياكل معاها انما انا ما ليش فيه
مسح جواد علي وجهه بغيظ شديد ونظر إليها بحده وهو يقول بنبرة مغتظه :-
_هي في بنت دلوقت ما لهاش في الصحوبيه وجو الخروج و الفسح ما تخليكي متقدمه شويه، ولا شكلك كده في حد ثاني عينك عليه وهو مش معبرك، ايه تكونيش بتحبي
نظرت هاجر داخل عينه بتحدي وقوه هاتفه :-
_ولا انت ولا غيرك انا عندي دلوقت حاجات اهم افكر فيها وهي دراستي اذاكر وانجح عشان اتخرج واتعين ان شاء الله بشهادتي وارفع راس اهلي اللي متعشمين فيا خير، اصل هتبقى عيبه في حقي قوي أنهم بعد ما ربوني وكبروني يكون ده جزاتهم و اخيب واملهم فيا عشان حته واحد انا متاكده انه بيلعب بيا
لتكمل حديثها بجدية شديدة و بصوت فخور ولم تهتم الي ملامحه التي تجمدت بشحوب:-
_وانا ما عنديش حاجه اهم من اهلي يا جواد وريح نفسك عشان انا فاهمك من اول يوم وانك عاوز ايه مني، نفسي اقول لك اعتبرني زي اختك وابعد عني بس انا عارفه انك ما لكش اخوات بنات بس اكيد ليك ام وبتخاف عليها وما ترضاش تتحط في موقف زي ده او حتى في يوم ربنا هداك و اتجوزت ..خليك فاكر دايما دين تدان يا أستاذ جواد.. يا ريت تكون اخر مره اشوفك هنا
شعر بجسده يتجمد أمامها ببرود اعصاب وأخذ يتنفس بهدوء يعاكس النيران التي تشتعل بجسده اثر كل كلمة تنطق بها بينما تخشب لسانه ولم يعرف ولا يستطيع الرد عليها بما يقول؟ لذلك فضل الصمت بينما هي تحركت بكل بساطة وهي تسير بخطوات واثقه ثابته بفخر.
**
بعد ساعات نهض قاسم و دخل المرحاض حتي يستحم وارتدى ملابسه المكونه من بدله انيقه باللون الاسود ليستعد إلي العمل ثم خرج من الغرفه وهبط الدرج و جلس علي طاولة الطعام ليقترب من حورية التي تجلس أعلي المقعد و علي قدمها الصغير تقبل رأسه كل لحظة و الأخري و تطعمه بهدوء ليمرر قاسم يده علي ظهرها صعوداً و هبوطاً و هو يضمها إليه ويقبل طفله بحنان قبل أن يجلس جانبها وهي تنظر نحوه بحب و لم تستطع أن تداري ابتسامتها الواسعة علي حنانه معها و مع طفلها بدأ في تناول الطعام و هي تأكل معه حتي تقدمت هاجر بخطوات بسيطة تضع باقي الطعام أعلي الطاولة لينظر إليها بهدوء و هو يقول بابتسامه:-
_صباح الخير يا هاجر خلصتي امتحاناتك ولا لسه
تراجعت هاجر للخلف خطوتين بعد أن وضعت الطعام من يدها و إجابته بملامح بعبوس:-
_اخر يوم كان النهارده شكرا لسؤالك
رفع قاسم نظراته إليها باستنكار و دهشه مرددا:-
_شكرا ! ده ايه اللهجه دي مالك قلبي وشك على الصبح ليه ايه ما حلتش كويس ده انا مديكي اسبوعين اجازه بحالهم عشان تعرفي تذكري براحتك
تنهدت هاجر بضيق و هي تقول بجفاء:-
_متشكره جدا لي ذوق حضرتك
نظر إليها باستغراب ثم تطلع إلي زوجته رافعاً حاجبه الأيسر لاعلي ليقول بتعجب:-
_هي مالها البنت دي بتكلمني كده ليه زي ما تكون مش طايقه لي كلمه
لم تجيب عليه هاجر بينما ضمت حورية شفتيها تكبح ضحكتها و هي تقول بقله حيله:-
_زعلانه منك عشان زعقتلها الصبح ثاني لما طلعت عشان تخبط علينا وتصحينا، صالحها بقى و بطل كل شويه تزعلها
نظر نحوها مره ثانيه بتفهم علي الفور لتظهر بعينه بها الندم ثم قال بغضب مكتوم:-
_آه هو ده اللي قالب وشك من الصبح يا هاجر ما انتي برضه اللي بتضايقيني كل مره اقول لك بطلي تطلعي تصحينا ما تقربيش من الاوضه خالص طالما طولنا الصبح بالذات لما اكون راجع من السفر
هتفت هاجر بضيق شديد بسرعه مرددة بزعل:-
_يعني الحق عليا بفكر حضرتك بـ ميعاد الشغل ما انا هعرف منين ان حضرتك صحيت ولا نايم؟ بفتكر راحت عليك نومه ونسيت معاد الشغل، ما انت برده لو راحت عليك نومه فعلا وما صحيتش بدري هتطلع وتزعقلي عشان ما طلعتش وخبطت عليكم
نظر إليها بغيظ و هو يتمتم بغضب بوقاحه :-
_مش محتاجه فقاقه افهمها من نفسك تعبان و وراجع من الشغل عاوزه استريح مع مراتي شويه لوحدنا
شهقت حورية بصدمه من جرأته وقد احمر وجهها من شدة الخجل والإحراج لتتحدث سريعاً :-
_هو يقصد يقول لك عاوز يستريح من تعب السفر عشان بيبقى تعبان
هزت راسها هاجر بابتسامه محرجه بشده ثم خفضت حوريه رأسها و هي تتنفس بهدوء مصتنع لتقول بحده:-
_بس يا قاسم حرام عليك اللي انت بتقوله ده ما توضح لها احسن بنعمل ايه؟ لسانك على طول مسحوب منك كده في قله الادب امسكه شويه عيب كده
مط شفته بعدم مبالاه وقال ببساطة كأنه لم يفعل شئ محرج بل زاد في أحرجها مرددا بعدم أكثر:-
_يا اختي اتنيلي انتي كمان والله هتلاقيها فاهمه وبتستعبط، ولا اقول لك خلينا نوضح لها احسن عشان تحس على نفسها وتبطل تضايقنا وتقطع علينا الـ..
وضعت يدها بلهفه شديدة فوق فمه حتي يصمت وابتلعت ريقها بخجل شديد و هي تتنحنح حتي تستطيع أن تخرج نبرتها عادية وهي تقول بهمس:-
_بس يا قاسم اسكت ابوس يديك.. احم خلاص يا هاجر حقك عليا انا واسمعي كلامه وما تقربيش من الاوضه وانا بنفسي اللي مسؤول عن صحيانه قدامك أهو ولو راحت عليه نومه هيكلمني انا
هزت هاجر راسها لها بامتنان شديد متحدثة باقتضاب:-
_تمام يا مدام حوريه حضرتك ما لكيش ذنب برده ولا بتزعقي لي زي ناس كل يومين
عقد حاجبيه بغيظ شديد عندما وجد هاجر مزالت تقف أمامه بعبوس في انتظار ان يعتذر هو! فرك وجهه بيده بحدة و هو يقول بتنهيدة طويلة :-
_اسف يا هاجر خلاص كده تحبي اقوم وابوس على دماغك عشان ترتاحي كمان
هزت هاجر رأسها بنفي سريعه و هي تنظر إليه تزفر بارتياح و هي تقول بابتسامه واسعة:-
_لا ما فيش داعي مش للدرجه دي ،انا تقلبت الاعتذار خلاص وهاروح اعمل لحضرتك القهوه.. عن اذنكم
اتسعت قاسم حدقته بصدمة وغيظ وهو يراها تركض أمامه بخطوات واسعه ليقول بصوت مغتاظ:-
_شوف البنت كمان لسه ما عملتيش القهوه غير لما اعتذرت ليها
نظرت حورية إليه بعيونها تشع غضب شديد لتقول بحنق وضيق شديد وهي تنهض تضع طفلها جانبها في كرسي مخصص له:-
_احسن وتستاهل اكثر من كده كمان عشان كذا مره اقولك امسك لسانك واسكت مش لازم تتخن صوتك وتفضحنا في البيت كله اول ما اي حد يقرب من الاوضه
عقد حاجبيه باستخفاف وهو ينهض ليقترب منها لينظر إليها بجراءة و هو يقول بتحدي:-
_ما كان على قلبك زي العسل امبارح لدرجة أني حسيت ان انا قصرت معاكي وقلت مش هبعد غير لما اصلح غلطتي دي معاكي.. و دلوقت بعد ما اخذتي غرضك مني بقيت وحش
جزت علي أسنانها بعدم استوعب وهي تهتف بشراسة:-
_تعرف قله الادب عندك بقيت عماله تعلى كل يوم عن يوم أنت بتسهر مع مين يا قاسم و فسد اخلاقك كده أعترف
امسك بخصرها يحتضنها يرفع عن مستوي الأرض و هو يقول بهمس محب بمكر :-
_يا حبيبتي من غير ما اسهر مع حد كفايه اكون معاكي لوحدنا انتي بتفسديها لوحدك ومش محتاجه مساعده كمان
هزت رأسها بيأس شديد مبتسمه رغم عنها و هي تحاول التملص منه لتنزل الي مستوي الأرض بقدمها تهتف بغيظ:-
_انا كلمتك انت هتجيبها فيا دلوقت، يا حبيبي انت بتتلكك و مش محتاج حد يفسدك اصلا
وضع يده علي جانبي خصرها مره ثانيه جذبها إليه و هو يلاعب حاجبيه بمشاكسة قائلاً بعبث :-
_شوفتي اديكي اهو بتجرجريني للرذيلة من غير حاجة وبتسبلي لي بعيونك الحلوه وانا لما بصدق بصراحه
ضحكت بصوت عالي و هي تدفن رأسها برقبته و هي تقول من بين ضحكتها :-
_يا روحي انت مش محتاج حد يجرجرك لي الرذيلة انت بتتلكك لوحدك عشان تروحلها.
بعد فترة قصيرة رحل قاسم وتركها مجبور إلي العمل بوجه محتقن بعبث وظلت تضحك بخفوت عليه حورية وعلي منظره وهو يبدو مثل الاطفال الصغار التي لاول مره تذهب الي الحضانه وتترك حضن والدتها.
دلفت حورية المطبخ وهي تضع أطباق الطعام فوق الرخام ثم التفتت لتجد هاجر مزالت تصنع القهوة الخاصه بـ قاسم لتبتسم حورية قائله بهدوء:-
_خلاص يا هاجر اطفئ على القهوه قاسم اصلا مشي اتصلوا بي من الشركه وقولي له لازم يكون موجود دلوقت ويمضي علي ورق مهم بنفسة
نظرت هاجر نحوها بدهشة ثم هزت راسها بضيق من نفسها وأسف فهي السبب في التأخير وأنها لم تلحق تعطيها له لتقول بقله حيله:-
_ماشي تمام انا هبدا دلوقت في تحضير الغداء تحبي حاجه معينه
وقفت حوريه تفرغ الاطباق من بواقي الطعام إلي أطباق بلاستيك تغليف ثم ابتسمت وهي تجيب عليها تتجه نحو الثلاجة مرددة:-
_لا حضري العشاء على طول واعملي حساب اونكل جمال هو اتصل بي قاسم الصبح وقال انه هيجي بالليل على الساعه سبعـ.
صمتت حورية فجاءه الا ان الدوار هاجمها فجأه فترنحت لتهب هاجر إليها وهي تاخذ عنها الاطباق بسرعه تضعها فوق الطاولة واقتربت منها تسندها وهي تقول بلهفه:
_مدام حوريه انتي كويسه مالك
أغمضت عينها بتعب شديد و هي تقول بصوت منخفض:-
_مش عارفه فجاه دوخت
مررت هاجر يدها على وجهها تمسح العرق البارد عنها بقلق شديد لتهتف بسرعه:-
_تحب اتصل بقاسم بيه و اقول له ولا اطلب دكتور على طول يجي يشوفك باين على حضرتك تعبانه اصلا وشك مخطوف واصفر
هزت راسها حوريه برفض بسرعه و مشت خصلات شعرها باصابع يدها و هي تقول بوهن:-
_ولا ده ولا ده انا كويسه يا هاجر تلاقيني بس دخت عشان ما نمتش كويس طول الليل اسامه مجننا مش راضي يضبط نومة
أغلقت حوريه عينيها وهي تشعر بالدوار يهدء وكانت هاجر تراقبها بتوتر شديد لتقول بخوف:-
_طب مش هيحصل حاجه لو الدكتور كشف عليكي نتاكد من دلوقتي افضل، انا هتصل بقاسم بيه يبعت دكتور بسرعه
مسكت حورية يدها تمنعها من التحرك وهي تبتسم بضعف:-
_قلتلك لا إياكي يا هاجر تتصلي عليه ولا لما يجي تقولي له حاجه، هيسيب كل اللي في ايده ويجي علي طول هنا، خليه مركز في شغلة احسن وبعدين قلتلك انا كويسه ما تقلقش عليا هطلع ارتاح شويه فوق ولما اصحي هبقي كويسه.
**
بعد مرور يومين.
دخل جواد الي القصر بوجه شاحب متعب فهو ظل يقود سيارته عدد ساعات دون هدف محددة حتي شعر بالتعب ليرجع وهو يتقدم بخطوات بسيطة نحو والدته و والده عصام الذين يجلسون بالصالون ومن الواضح أنهم يتحدثون عن شيء بصوت منخفض باهتمام وعندما لاحظت ناريمان دخوله التمعت مقلتيها بحماس وهتفت بابتسامه واسعة:-
_تعالي يا جواد كويس انك جيت كنا لسه انا و ابوك بنتكلم عنك واحنا بنزور عمك لطفي شفنا بنته بس ايه بنت جميله ومؤدبه قوي
تقدم دون النظر إليهم و ألقي جاكتة جانبه وجلس وهو يهتف ببرود وعدم مبالاة:-
_وانا اعمل لها ايه
زمجر عصام بغضب وهو يقول بصوت حاد:-
_يعني ايه تعمل لها ايه ما فهمتش يعني قصدنا يعني تتجوزها وتروح تتقدم لها ولا مش ناوي تتلم بقى في بيت بدل الصرمحه دي على طول
صمت جواد ولم يجيب عليهم لتهتف ناريمان بصوت صارم وقد التوت شفتيها بابتسامه ساخره:-
_ما ترد علينا هو احنا بنكلم نفسنا مالك حالك مقلوب ليه كده من ساعه لما رجعت من بره وجبنا لك سيره الجواز
اجابها بهدوء يعاكس الغضب و الضيق الذان يلتمعان بعينيه:-
_بجد لاحظتوا أخيرا اللي انا مش كويس ولسه فاكرين ان ليكم ابن تسالوا عليه اصلا
زفرت ناريمان بحنق عندما رأت الرفض المرتسم علي وجهه لتعتقد سبب غضبه هذا عندما عرضت عليه أن يجب أن يتزوج لتهز رأسها بعدم اهتمام قائله:-
_كل ده عشان جبنالك سيره الجواز طب ولا تزعل اتفضل انت اختار بس تختاري واحده عدله وكويسه مش من اللي بتسهر معاهم وتتسرمح لحد اخر الليل دول لما ما ينفعوش لجواز
صمت جواد قليلًا منهم وهو يجز علي اسنانه بغيظ شديد بينما نهض يراقبهم ثواني شاعراً فجاه بانقباض وألم حاد بصدره عندما شرد في حديث هاجر وهي تتحدث عن عائلتها بحزم و اهتمامهم بها رغم أنها من طبقة فقيرة لكنها من الواضح وهي تتحدث عنهم وعن خوفها الشديد عليهم في أن تخيب أملهم فيها فهي من الواضح قد حصلت على اهتمام كبير و رعاية منهم عكس ما يشاهده الآن من عائلته رغم توفير كل شيء متاح له لكن فقد أهم شيئا وهو الاهتمام منهم الذي فازت به هاجر نعم ذلك الفتاه الفقيره يحسدها علي تلك العائله و الاهتمام الذي حظت به، ليهتف لاول مره وهو يشعر بالاشمئزاز منهم بصوت مخنوق عالي:-
_ولما هم ما ينفعوش لجواز بتسبيني ليه اعرفهم واصاحبهم واكسر قلبهم بعد كده لما ازهق منهم و اسيبهم .. ده حتى لو واحده قريبه صاحبتك وانتي عارفه انا بعمل ايه معاها و جاءت تشتكي بتعملي نفسك ولا كانك سمعتي حاجه وتسيبيني مكمل في القرف ده
عقد عصام حاجبيه بدهشة مما يقوله بينما ناريمان هاتفة بشراسه و عينيها تلتمع بغضب :-
_في ايه يالا انت بتكلمني كده ليه؟ و بتزعقليني دلوقت عشان انت فاشل بتتصرمح مع البنات ،هو انت صغير طب ما تبعد عنهم هو احنا اللي بنقول لك روح صاحبهم وسيبهم لما تزهق
اغمض عينة بضيق شديد وتراجع الي الخلف عدة خطوات وهو يقول بفحيح لاذع و تعبيرات الألم والخزه مرتسمه فوق وجهه :-
_ما هو انا اكيد ما طلعتش فاشل من نفسي وياترى ده حصل بفضل مين فيكم؟ أنتم كنتم لما تسمعوا اي حاجه عني انا ولا جاد قبل ما يموت طالما مش بتاذيكم وبعيد عنكم تسيبونا ولا تسالوا عننا ..زي ما بتعملوا معايا دلوقت ولا في دماغكم.. واحد بيدور ازاي يكبر شركته ويجمع فلوس و حضرتك كل اللي يهمك مظهرك قدام الناس وازاي تجيبي حق جاد
ثم ابتلع جواد تلك الغصه التي تشكلت بحلقه مغمغماً بيأس بينما الالم الذي لايزال يقبض عليه بقسوه يكاد يمزقه روحه من عدم اهتمامهم إليه مطلقاً:-
_انا بقى لي يومين اصلا بره وسايب البيت ولا حد منكم فكر ولا لاحظ عدم وجودي من الأصل ..ولا حد منكم بيدور عليا ولا في مره قعدوا معايا نتكلم مع بعض أن شاء الله حتي مرة فى حياتى واتعامل كبنى ادم مش ورقة بتلعبوا بيها عشان مصلحتكم انتم الاثنين
شحب وجه ناريمان و عصام فور سماعه لكلمات أبنها لينظرون إلي بعض بذهول وصدمة من حالته و كلماته لتنهض ناريمان بغضب قائلة بحده:-
_كل الاسطوانه دي عشان بنقول لك عايزينك تتجوز وتتلم في بيتك ..وخروجتك الكثيره دي انا ياما انا وابوك اتكلمنا عنها وانت مش بتسمع الكلام ولما تتاخر بره بفتكرك مع حد من صحابك مش بابقى مش واخده بالي زي ما انت مفكر ..كل ده عشان عاوزه افرح بيك واشوف لي حفيد قبل ما اموت انا خلاص ما بقيليش غيرك، جاد ومات ما فاضليش غيرك و...
قاطعها جواد صائحاً بقسوه و عينيه تلتمع بالإزدراء:-
_يووووووه هو انتي مفيش حد في حياتك غـيـر ابـنـك جــاد ايــه ما خلفتيش غيره طول الوقت معاه هو و كل اهتمامك لي حتى بعد ما مات وأنا ولا هنا ولا في دماغك أصلا ويوم ولما بتفكري فيا عشان مصلحتك عشان عاوزه حفيد لي العيله وهي فين العيله دي اساسا
انتفضوا علي صوت صراخة وهما لا يعرفون ما به وما أوصله لتلك الحالة فجاءه ثم ارتفعت ضحكة جواد الساخرة تهز ارجاء المكان قائلا بعدها وهو يصيح بعصبية شديدة:-
_هو انتم مش واخذين بالك ان احنا وجودنا مع بعض زي عدمه موجودين ولا حاسين ببعض اذا كنا كويسين ولا لا .. وكل ده ليه بسببكم انتم الاثنين عشان كل واحد ملهي في دنيا غير التاني
صمت قليلًا وهو يتنفس الصعداء بصعوبة وقوة وهما صامتون بتراقب و ذهول مما يسمعون جعلهم في صدمه كبيره ثم تحرك جواد يتوجه ناحية الباب مغادرا بخطوات عنيفة لكنه توقف فجاه التفت لهم صائحاً بصوت عالي غاضب ارتجل له ارجاء القصر وهو يردد بسخرية والم:-
_و في الاخر جايين تلومه حوريه عشان قتلت جاد بس الحقيقه انتم اللي قتلتوه الأول مش هي باهمالكم.
**
هبطت حورية علي الدرج بخطوات غاضبه ثم فتحت باب مكتب قاسم واغلقت باب المكتب بهدوء متوقفة عدة لحظات تراقبه حيث كان لايزال يصب كل اهتمامه بالاوراق التى امامه منذ أن وصل من الخارج حتي لم يتناول الغداء معهم اليوم بسبب كثرة العمل و دلف بعدها المكتب أكثر من خمس ساعات وهي تنتظرة بالاسفل بفارغ الصبر وعندما لم يصعد هبطت هي لتراه، كانت حورية تقف لمقابل لمكتب قاسم تراقبه و هو مندمج فى عمله بعينين تلتمع بشغف لكنها اخفضت عينيها عندما رفع رأسه نحوها باستغراب قائلاً بهدوء:-
_خير يا حبيبتي عاوزه حاجه
انتفضت حورية تقترب منه تهتف بغضب شديد:-
_طب كويس انك لسه فاكرني من ساعه ما جيت من بره وانت حابس نفسك هنا مكالمات وشغل طول الليل.. هو حتى الشغل هنا يا قاسم المفروض تيجي هنا تستريح وتفصل وتخليك معنا
نظر إلي الساعه الذي بيده وهو يعقد حاجبيه هاتف بأسف:-
_معلش يا حبيبتي في حاجه مهمه بس باراجعها ونصف ساعه بالظبط وهتلاقيني وراكي على طول.. اطلعي انتي ارتاحي فوق وانا هخلص واجي وراكي على طول
زفرت بضيق شديد و بنفاذ صبر ثم اتجهت نحوه بخطوات سريعة حتى وصلت الى مكتبه ثم اقتربت منه بشده و رفعت نفسها حتى اصبحت تجلس أمامه فوق المكتب الذى دفعته للخلف قليلاً كان قاسم يراقب ما تفعله بعدم فهم يتطلع اليها بدهشه متمتماً بضيق:-
_حوريه انتي بتعملي ايه
لم تجيب عليه لكنها اقترب أكثر و جلست على ساقيه محيطه عنقه بذراعيها مقبلة وجنتيه بخفه اتسعت عينا قاسم بذهول وصدمة وتخشب مكانه من جرأتها عندما اخذت توزع قبلاتها ببطئ فوق وجهه مما جعله يغمض عينه بقلة حيلة متنهد تنهيدة طويلة لتسرع حوريه في قبلاتها بعمق شديد وكثير تنحنح فجاه بصوت اجش عندما أبتعدت عنه ببطء شديد ترفع عيناها نحوه وهي تبتسم بتحدي:-
_بعاقبك يا روحي عشان بعد كده تحرم تقول لي على حاجه لا! وتطنشني وتتجاهلني اكثر من خمس ساعات بحالهم ينفع كده
نظر لها عدة لحظات متأملاً اياها و عينيه تلتمع بالشغف قبل ان يقوم بوضع يده خلف عنقها يثبت رأسها متناولاً شفتيها فى قبلة نهمة حارة تأوهت امام شفتيه مما جعله يعمق قبلته اكثر متناسياً العمل مطلقاً وبدأ يبث احتاجه لها لتبادله هي الاخري قبلته تلك بشغف تأوهت بصوت منخفضاً عندما اخذ يعمق قبلته محتوياً جسدها الضعيف بين ذراعيه جاذباً اياها نحو جسده الصلب اكثر بينما اخذت دقات قلبهما تزداد بجنون ظل يقبلها عدة لحظات اخرى قبل ان يرفع رأسه ببطئ سانداً جبهته فوق جبهتها و صدره يعلو وينخفض بشدة مكافحاً لالتقاط انفاسه نظر إليها ليجدها كانت هى مغمضة العينين تلهث بشدة متأملاً اياها عدة لحظات ممرراً يده ببطئ فوق شفتيها المنتفخه اثر قبلته تلك قبل أن ينظر خلفها و يتذكر العمل همس بصوت اجش وهو يكافح لالتقاط انفاسه:-
_لا ما ينفعش طبعا ..ولا ينفع اللي انتي بتعمليه دلوقتي يا حورية خالص ولا هنا
قهقهت هي بسعادة غامرة ترفرف بقلبها المهلك و هي تميل برأسها علي كتفه قائلة بدلال :-
_امال ينفع فين يا حبيبي هاه رد
هز رأسه قاسم بيأس منها ممرراً يده بحنان فوق وجنتها ثم انحنى ضاغطاً شفتيه فوق جبهتها مقبلاً اياها بحنان وهو يحتويها بين ذراعيه قائلا:-
_يا بنت الحلال ابعدي عني انتي لسه من كام يوم كنتي بتحذريني بلاش فضايح في البيت، بالطريقه دي هتخلي اللي ما يعرفش يعرف كده.. انا ماسك نفسي بالعافيه عليكي قدامك دقيقه بالضبط و تقومي إلا ما تلومش الا نفسك
نظرت إليه بعيونها تشع عاطفه جارفة و براءه جعلته يبتلع ريقه بتوتر شديد همهم منحنى عليها ينوى تقبيلها لكنه انتفض مبتعدا عنها بصعوبة بالغة بعد أن كان ملتصق بها ليقف مسد علي وجهها برقة و هو يهتف بحزم شديد مصتنع :-
_يلا يا حوريه على فوق ورايا شغل كثير مهم اطلعى اوضتك ونصف ساعه يا حبيبتي وهتلاقيني قصادك بالضبط
ظلت حورية متجمدة بمكانها عدة لحظات تنظر اليه بعدم تصديق وهو متجاهلة نظراتها المنصبه عليه ثم تنهدت وهي تتحرك بضيق شديد وهى تتمتم بحنق:-
_كده يا قاسم ماشي ما لكش دعوه بيا وإياك تيجي ورايا فوق وتصحيني سامعاني! عشان انا هطلع انام جنب ابني احسن منك
زفر قاسم بحده ممرراً يده بين خصلات شعره بغضب عندما رأى غضبها وحزن منه لأجل ابتعاده عنها لكن ما اليد حيله فلا يعلم ما الذى يحدث له عندما تصبح بين ذراعيه ثم فجاه أستمع الي صوت ارتطام شئ بقوه شديدة بالارض أنتفض قاسم بذعر شديد و بسرعه التفت لينظر إلي الخلف ليفتح عينه علي مصراعيها بصدمه و ذهول عندما وجد حوريه سقطت بالارض مغمي عليها.
ركض نحوها بلهفة شديد وانزل بركبته أمامها ليأخذها بين ذراعيه وهو يحاول أفاقتها بقلق شديد وقلبة يرتجف برعب عليها لا يعرف ما حدث لها فجاءه:-
_حوريه ..حوريه ردي عليا مالك يا حبيبتي حــوريـه
**
بعد فترة قصيرة....
وقف قاسم خارج الغرفة يستند بجهبته فوق اطار باب الغرفه المغلقة يحاول يستمع الى أي شئ حتي صوتها الضعيف أو تهأوتها المتألمة من الداخل وهي معها الطبيب و هاجر بالداخل لكن لم يستطيع أن يسمع أي شئ أبتعد عن الباب بضيق شديد بينما اقترب منه جمال يجذب إياه بحده قائلا يهمس:-
_يا ابني ما تقعد بقى هتفضل واقف كده كثير ما الدكتور جوه وهيطلع يطمنك دلوقت بطل قلق على الفاضي
صمت قليلًا ثم ليصرخ فجاءة يدق الباب بغضب:-
_طول قوي جوه يا جمال وبعدين ايه اللي حصل لها فجاه كده وخلاها يغمي عليها كده ما كانت كويسه من الصبح
هتف جمال بهدوء وهو يقول بنبرة هادئه مرددا:-
_ولا كثير ولا حاجه هو لحق يكمل ربع ساعه جوه.. انت اللي مستعجل بس وبعدين تلاقي ارهاق عادي من مجهود اليوم مع ابنها وان شاء الله هتطلع كويسه
التفت إليه بحده يتطاير من عينيه الشرر ليقول بصوت عالي:-
_دماغها ناشفه قلتلها بدل المره 10 طالما اسامه بدا يتعبك كده نجيبله حد يهتم بي معاكي ويساعدك بس هي مش راضيه دائما ترفض.. مش قادر تنسى اللي عملته زمان معاه ودائما حاسه بالذنب عشان كده بتتعب نفسها زياده وبتيجي على روحها طول الوقت من غير ما تشتكي
خبط علي كتفه الأيمن بخفه مرادفا بنبرة مطمئنه:-
_معلش اهدي الدكتور هيطلع دلوقت ويطمئنك ما تقلقش.. انا حاسس ان الموضوع ان شاء الله خير وحاجه بسيطه
رفع رأسه إليه وقلبه يخفق بخوف وقلق و هو يقول بضيق شديد بتنهيدة :-
_يا رب يا جمال ..يا رب
في الداخل ارتفعت صيحات الفرح من هاجر فور انتهاء الطبيب من فحص حورية لتسرع فى اتجاه الباب تفتحه وهى تطلق زغروطه بسعادة الى قاسم و جمال المنتظرين فالخارج بقلق ابتسم جمال بسعادة بتفهم بينما اقترب قاسم بلهفة شديد ليقول بعصبية حادة:-
_بتزغرطي علي ايه انتي كمان أنتي اتهبلتي يا هاجر.. انطقي الدكتور قال ايه هي كويسه فاقت ولا لسه
تلاشت ابتسامة هاجر ببلاهه لا تصدق أنه لم يفهم فـ الأمر واضح جدا لتصمت وهي تنظر إلى جمال بتعجب بينما جز قاسم علي أسنانه بغضب شديد قائلا:-
_في ايه مالك متنحه لي كده ليه ما تنطقي
خرج الطبيب من الغرفة بينما هز جمال رأسه مبتسم وهو يقول بنبرة مغزية:-
_لسه ما فهمتش يدهل اغمى عليها وهاجر طالعه بتزغرطي من الاوضه يبقى ايه لسه ما وصلتلكش المعلومه هي عندها ايه
لكن قاسم لم ينته ولا يهتم الي كل ذلك فهو الان يصب تركزة فقط علي صحة زوجته حورية ليصيح بنفاذ صبر بانفعال شديد:-
_هو انا وقت فوازير ما تنطقوا انتم الاثنين انا اعصابي على أخري ايه علاقه الزغاريد بواحده تعبانه ..اقول لكم مش عايز اسمع حاجه منكم من فضلك يا دكتور قولي مراتي مالها
ضربت هاجر كف علي كف وهي تبتسم عليه بعدم تصديق بينما ابتسم الطبيب فى وجه قاسم الغاضب بشده قائلا بعملية:-
_ما تقلقش كده يا استاذ قاسم هي بخير وفاقت كمان محتاجه بس شويه رعايه واهتمام عشان صحتها و وضعها الحالي
اتسعت عين قاسم بحنق شديد من كل ذلك المقدمات ليسأله بعينيه بعدم صبر أن يختصر في الحديث ليومأ الطبيب له قائلا بابتسامة عريضة:-
_مبروك يا استاذ قاسم مدام حوريه حامل
تجمد قاسم مكانه عدد ثواني ثم حرك رأسه لينظر الى الباب الذي فاصل بينه وبين حوريه ببطء عينيه مسلطة فوقه هو فقط لاغير بعينيه كانت تعبير يرتسم فوق وجهه بوجه خالي من التعبيرات ابتسمت هاجر بسعادة لتقول بمشاكسه :-
_ازغرط ثاني ولا هتسالني بتزغرطي ليه
نظر قاسم لها بصمت مزال لم يستوعب بعد لينحنح جمال موجها حديثه لـ هاجر يغمز لها قائلا بمرح:-
_زغرطي من هنا للصبح وروحي باللي الشربات كمان يا هاجر.. مبروك يا قاسم اخيرا القصر هيتملي اولاد و احفاد ونربيهم سوا
رحل الطبيب بعد دقائق وكان كل ذلك يقف فاسم يسمع كلمات الجميع حوله ينظر بوجه خالى من التعبير لا يوضح اى لمحة من السعادة فوق وجهه بل كل ما كان واضح هو غموض يرتسم فوق ملامحه ثم اخذت ضربات قلبه تتقاذف بداخل صدره وهو يكافح لالتقاط انفاس بعيون متسعة بقلق شديد مما هو سمعه هل حقيقة؟
عقد جمال حاجبيه بدهشة واقترب منه يخبط على كتفه برفق لينظر قاسم اليه بصمت وقبل أن يتساءل جمال عما يفكر ليشهق بصدمه و ذهول حين اقترب منه قاسم فجاءة بلهفه شديدة ينحنى يحضنه بقوة حتي حمل جسده بين ذراعيه وأخذ يلف بيه عدد مرات وهو يضحك بصوت عالي بسعادة غامرة و جمال يصرخ بصوت عالي بحزم أن يتركه وهو يضرب علي كتفه بغيظ شديد لكنه لم يستمع له و ظل يدور به أكثر وهو يردد بكلمه واحده (سوف اصبح أب مرة ثانية) وسط ضحكات قاسم العالية بسعادة شديدة كمن ملك السماء بين يديه بينما كانت هاجر تقف بصدمة لا تصدق ما يحدث وهي تشاهد ما يفعله قاسم به جمال وهو يصرخ بغضب وهيجان عليه وهو يطير بالهواء هكذا به، لتحاول كبح ابتسامتها بصعوبة بالغة إلا أنها لم تستطع لتتعالي ضحكات هاجر هي الأخري بالقصر بسعادة
يتبع