رواية ثلاثين عاما في انتظار حبي الاول الفصل السادس6 بقلم خديجه السيد

رواية ثلاثين عاما في انتظار حبي الاول الفصل السادس6 بقلم خديجه السيد


أقسمت يوماً.
بأن لا أدع حباً يمس قلبي.
فـيؤذيني .
و لكنني لا أعلم ما الذي فعلته،
حتى جعلت قلبي يعصيني.
♥.

بــعــد مـــــــرور ثـــــلاث ســـــنــوات .

أمسك طاهر بيده النتيجه بكل فخر فقد انتهت الإمتحانات الثانويه أخيراً. كم تغير كثيراً وجهه المربع، و عيونه تبدو واسعةً أكثر، ازدادت وسامته و أصبح شاب جذاب، رموش طويله و حتى طوله قد ازداد أيضاً. كان طاهر الثاني على المدرسه و الأول على فصله، و رحمه الخامسه على المدرسه نظراً لأنها كانت تأتي على الامتحانات فقط.
فرح طاهر جداً لأنه سوف يحقق حلمه بالدخول إلى الكليه هو و رحمه، خرج راكضاً من المدرسه بإتجاه المنزل و هو يبتسم بسعاده. 

ـ طاهر نجحت و لا واش؟؟ (هل نجحت يا طاهر ؟)

قالها ناظم الذي كان يسأل بلهفه ليهز رأسه طاهر له بالإيجاب بفرحه و هو يركض.

وقفت رحمه أمام المرآه تتأمل ملامحها التي تغيرت لتصبح أكثر أنثويه، فقد اختلف شكلها و تغيرت ملامحها بعد مرور ثلاث سنوات، فأصبحت عيونها عسليه مدوره صغيره، أنف مدوَّر صغير، و شفتان ممتلئتان ذات لون أحمر قاني و كأنهما قد طليتا بأحمر شفاه و شعر أسود قصير مائل للحمره يدور ليلتف حول وجهها فيضيف لبشرتها الشديدة البياض جمالاً حيث كان كل من يراها يقول إنها لوحه قد تناسقت ألوانها بطريقه رائعه و منسجمه.

لكن طاهر كان له رأي آخر، رفض رفضاَ تاماً الخروج لوحدها حتى مع أخته و والدته حتى لا تتعرض لـ معاكسات أو يراها الغرباء ويتحدثوا معها، و كان هو فقط من يخرج معها، حتى ملابسها هو من كان يختارها قطعه قطعه بعينيه بنفسه ليتأكد أنها ليست بملابس ضيقه أو ملفته للنظر، و إذا حاولت رحمه الخروج لوحدها كانت حينها تعاني من طاهر و يشب بينهما شجار كبير لا ينتهي و لا يستطيع أحد إخماد ثورة الغضب حتى والدته و أخته لذلك كانت تلتزم رحمه بطاعه لشروطه.

تذكرت حديثه بلهجه حاده و حازمه و تعليمات و أوامر لا تقبل النقاش.

= من الآن رحمه لا يوجد خروجات من غيرى. ثيابك أنا إلي هشتريها لكِ و إذا رأيتك مره ثانيه ترتدي فستان قصير أمام أحد غريب يا ويلك مني رحمه، أيضاً لا يوجد صداقات بـشباب، و تلتزمي الجلوس بالمنزل معظم وقتك و دائماً تكوني أمام عيني. اتفقنا رحمه. و لا أريد رفض أي شرط من تلك الشروط 

بدأت علاقتهما تأخذ منحنى تعدى الصداقه. فكانوا عاشقين حتى بدأ الجميع يلاحظ ذلك و خصوصاً والدته و أخته روان لكن طاهر لم ينكر و اعترف بهدوء و جديه بأنه يعشق رحمه و سوف يتزوجها عندما يكبروا.

أقبلت روان على أخيها متسائله بفضول: ماذا فعلت طاهر في النتيجه؟ هل نجحت أنت و رحمه؟

ابتسم طاهر و قال: نعم نجحنا روان الحمد لله. أين رحمه؟ أريد إخبارها بالنتيجه.

اتسعت ابتسامتها بشده ثم تلاشت لتقول بمكر: دعني أنا أقول لها طاهر، و لا تنسى تحذيرات أمي بشأن رحمه.

نظر لها بحده و قال بضيق مكتوم: لا أحد غيري سوف يقول لها روان و ابتعدي عن طريقي قبل أن تأتى أمي.

رفعت عيناها رحمه تعلقت نظراتها بالباب كل دقيقه بإرتباك شديد و خوف تنتظر دلوف طاهر بفارغ الصبر حتى تعرف النتيجه و هل سوف تذهب الجامعه أم تعيد السنه. تعرف أنها درست جيداً لكن مازالت تخاف و لا يرتاح لها بال دون أن ترى النتيجه بأعينها. تنهدت بضيق شديد و بيأس من تأخير طاهر زفرت بتوتر و قالت بصوت مرتجف و هي تتحرك بداخل غرفتها بتوتر: اهدي يا رحمه اهدي خير باذن الله. ليس هناك داعي لـ كل هذا القلق والتوتر. أوووف طاهر لماذا كل هذا التأخير؟ أين أنت الآن؟ اللعنه عليك طاهر!

أردف من الخلف بحنق مكتوم و نظرات حاده: كم مره قلت لك لا تلعني رحمه! 
التفت إليه رحمه سريعه بلهفه شديده و قالت بتوتر: هل أحضرت النتيجه، ماذا فعلت أنت؟ و أنا أيضاً؟

تقدم منها بخطوات بسيطه و قال بضيق مصطنع: لم أكن أتوقع هذا منك رحمه، يا عيب الشوم و يا خسارة تعبي معك و سهر الليالي و أنا أراجع الدروس لكِ.

رُسِم على وجهها الحزن و تساءلت بقلق: درجاتي سيئه لهذا الحد!!

هز رأسه بيأس هاتفاً بقلة حيله زائفه: يا ريت فقط رحمه.

أدمعت عيناها بحسره و هي تقول: ماذا؟ ألم أنجح من الأساس طاهر؟!

يؤلمه أن يرى دموعها فمزح معها ليقول بهدوء مفتعل : يا غبيه لماذا تبكي هكذا؟! صدقتيني على طول كانت مزحه. أنا كنت أثير أعصابك فقط و أمزح معك، لقد نجحتي و بـتفوق أيضاً.

اتسعت مقلتاها بصدمه و غضب هتفت بحده: أنت سخيف طاهر، سخيف، ما المضحك باللعب بأعصابي. كم أكرهك بشده.

قطع طاهر المسافه بينهم و وقف أمامها ثم مد يده و أمسك بيدها ليسحبها إليه قائلاً بخبث: كذابه رحمتي.

شقهت و ارتدت إلى الخلف و بلعت ريقها بصعوبه من هذا القرب الخطير فرجعت رأسها للخلف و هتفت برضوخ مجبر: آآ رحمتي من؟

ابتعد قليلاً و قبل يدها برقه ثم أضاف بهمس مبتسماً لإرتباكها و اِرتعاشها: أنتِ رحمتي. كوني لي رحمتي، كوني لي رحمتي في هذه الحياه القاسيه من دونك. كوني لي رحمتي و عطف لـ لقلبي الولهان. لا أعرف متى و كيف ظهرتِ؟ و لم ظهرتِ أصلاً؟ كوني لي رحمتي عندما اعترضت حياتي بإستجدائك الغازي. كوني لي رحمتي فأنتِ امتلكتني من أول نظره جعلتني أسير هواكي.

داعب خصلات شعرها بأطراف أنامله بنعومه: شعرك هذا يثير إعجابي بلونه الرائع. لمَ أنتِ مختلفه في كل شيء حتى في لون شعرك؟

توترت و ارتعش جسدها قليلاً مع ازدياد سرعة نبضات قلبها من حديثه هتفت بتلعثم : طاهر ! 

- دنيا طاهر.

أخفضت رأسها بخجل و قالت بهمس من جرأته: اُترك يدي.

أجاب طاهر بخفوت و نظرات عاشقه: لن أتركها أبداً رحمتي. لم أحصل عليها لأتركها .

لتخالف رحمه توقعاته و تستكين بإستسلام تاركه يدها في كفه و أصبحت ملامحها شاحبه لتقول بصوتٍ ضعيف: طاهر اترك يدي.

بقي طاهر يحدق في عينيها بعمق، يخترق جمودها بحرارة مشاعره ليهمس بصوت أجش و هو يأسر نظراتها: لِمَ رحمتي؟

أغمضت عيناها بقوه و فتحت فمها للحديث بصعوبه بالغه بحده قليلاً: لِمَ ماذا طاهر؟؟ هل ستظل ممسك بها حتى لا أتركك مثل ما فعلت قبل ذلك و حبستني بمنزلك و حرمتني من حريتي لأنك أردت امتلاكي و لم تهتم لرأيي.

بينما هي تتحدث ابتسم بمكر و هو يعلم كيف يرد عليها بإستفزازه لها قائلاً بإصرار: نعم سوف أظل ممسك بيدك طول حياتي، سأحبسك في أجمل كوخ على قمة أعلى جبل، أين تنعدم شبكات الإتصال و عندها لن تكلمي سوا، .بل ستكلميني أنا فقط و وجهاً لوجه أيضاً و أريني ماذا ستفعلين حينها رحمتي؟

أجابته رحمه بهمس و اتصال النظرات لا ينقطع بينهما: أوووف هل ستظل تناديني بهذا الاسم كثيراً رحمتي! 

ترك طاهر كفها ببطء و مال عليها بهدوء و مسك شحمة أذنيها بين أصابعه ليداعبهم و تحدث بمكر: نعم. من الآن سيكون الاسم الخاص بكِ و لا أحد سينطق به غيري حتى يكون مميز مثلكِ رحمتي.

ابتلعت ريقها بتوتر و ضعف من جرأة لمسته 
و أنفاسه الساخنه تداعب عنقها بإصرار. شعرت بتخدير عقلها قبل جسدها و هذا الضعيف ينبض داخل ضلوعه بشده يكاد يخرج من بين ضلوعها من شدة خفقانه.

أجابته بلؤم متعمده استخدام نبره ناعمه : هل ستخلف بوعدك لي في يوم طاهر؟ لم أعهدك تعود في قراراتك. لقد وعدتني بمسك يدي و عدم تركها منذ قليل.

همس طاهر: لن أعود في قراراتي أبداً رحمتي، و أنتِ أهمها.

بعد أن انهى حديثه باغتها بقبله حانيه على جوف عنقها و لم يكتفي بهذا بل حاصر خصرها لتصيبها قشعريره في جسدها بأكمله حينما امتلكها بيداه القويه. كانت تريد أن تهمس بإعتراض و لكن صوتها أصبح ضعيف من آثار إثارته لها و هذه الحركات كفيله بفقدانها هويتها أمام أفعاله المدروسه. 
همست بإبتسامه هادئه : لقد وعدتني طاهر. 

أردف بنبره مثيره هامسه: نعم رحمتي. لقد وعدتك و لن أخلف وعدي في يوم.

اللعنه طاهر ماذا تفعل؟ صاحت بها كامله بعد أن اقتحمت الغرفه و شاهدت ابنها مقترباً جداً من رحمه لتشهق رحمه بذعر و خجل و المخجل أكثر في أنه تركها و ابتعد عنها سريعاً و قال بمنتهى البرود : ماذا أمي؟ لِمَ الصراخ؟ 
لقد أفزعتينا. اطرقي باب الغرفه أولاً.

جزت على أسنانها بغيظ متحدثه بصدمه: إلى الخارج يا عديم الاخلاق و لا تدخل هذه الغرفه مره ثانيه، و أيضاً يعلمني الأدب و يتحدث ببرود معي كأنه لم يفعل شيء خاطئ!!

تنهد طاهر بضيق مكتوم و القى ابتسامته الساحره على تلك الخجوله و ذهب إلى الخارج.
نظرت كامله بعتاب ل رحمه و قالت : على ماذا اتفقنا رحمه؟ لمَ تدعيه يقترب منك هكذا. هل انا ربيتك على ذلك ابنتي؟ ألم أحذرك من الإقتراب من بعضكما هكذا؟

ضغطت على شفتها السفلى بخجل شديد و قالت بحزن: آسفه أمي كامله، لكن هـو السبب.

اقتربت منها كامله بهدوء قائله بحنان: أنا أثق بكم و لكن.. عيب و خطأ رحمه فمن الممكن في مره ألا تستطيعوا السيطره على مشاعركم و تتمادوا أكثر. اسمعي الكلام ابنتي و لا تدعيه يلمسك أبداً.

هزت رأسها لها بالإيجاب بإحراج و تنهدت كامله بإبتسامع هادئه لتقول: هو لا ينفع معه النصيحه و لا يستمع إلى كلامي لذلك أتحدث معك أنتِ حبيبتي و أقول رحمه عاقله عنه، لم تضايقي من حديثي. صحيح؟

رفعت عيناها رحمه و نظرت إليها بإبتسامه عريضه لتقول بحب: مستحيل أغضب منكِ أمي كامله، أنا أتفهم حديثك جيداً و ماذا تقصدي به.

مسحت كامله على وجنتيها بحب و بادلتها الإبتسامه لتقول بسعاده: مبروك على نجاحك ابنتي الجميله رحمه.

أقامت كامله حفل صغير ل طاهر و رحمه بمناسبة النجاح بالمنزل و توالت التهاني من الحاضرين الجيران و الأصدقاء. لاحظت رحمه فتاه نفس سنها تقترب ببطء نحو طاهر تهنئه بإبتسامه عريضه فصافحها طاهر برسميه وهتف بكياسه: شكرا لكِ.

اغتاظت رحمه بضيق شديد فـهو يمنعها من مصافحة الأغراب و هو يصافح فتاه ثم اقترب منها ناظم بإبتسامه مشاكسه كعادته و مد يده ليصافح رحمه قائلاً بود و هو يبتسم نحوها: مبروك رحمه. مبروك رحمه. أونفا تخرجنا. (أخيراً تخرجنا.)

كادت رحمه تصافحه لكن عندما لاحظت نظراته الغاضبه تحذرها ابتسمت له بإستفزاز و صافحت ناظم بعند.
نظرت لطاهر لتجد ملامحها احتدت بغيره قاتمه و كاد أن يذهب إليهم لكن سمع صوت ابنة أخته روان طمطم تنده عليه فاضطر الذهاب إليها رغماً عنه.

تنهدت بضيق شديد لترحل عندما ابتعد ناظم عنها لتسمع همس فتاتين أمامها و لم يلاحظ أحدٍ منهم وجودها خلفهم. 

- شفت ذيك الطفله لي يسموها رحمه. لي راهي واقفه قدام الطاهر شفتها وحدها معندها حتا واحد من لافامي تعها راهي هنا من سنين ومارحلتش.

(أرأيت تلك البنت التي تدعى رحمه. التي يقولون قريبتهم كانت هنا منذ قليل رأيتها تقف لوحدها ليس لها قرائب منذ سنوات و هي هنا و لم ترحل.)

_ عندك الحق مفهمتش العلاقه تعها بيهم و علاه دايماً ضل لاصقه فطاهر و ما تخليهش ڨاع.

(معك حق لا أفهم علاقتها بهم . و لماذا دائماً تلتصق ب طاهر و لا تتركه لحظه واحده.)

- ههه يمكن راهي تسنى يحبها و لا يطيح فيها، تغيظ والله هذي الطفله.

(هههه أو يمكن تنتظر أن يقع طاهر في شبكها و يحبها. كم تثير الشفقه هذه الفتاه.)

لتعلي الصدمه ملامح وجهها من قسوة حديثهم و تمرر عيناها الدامعه بحرقه عليهم بصمت و قد شهقت الفتاتان بذهول و خوف عندما رأوها و علموا أنها سمعتهم، ثم احتدت عيناها أكثر و هي تتذكر أهلها بالفعل ليسوا معها في أكثر يوم تحتاج إليهم. خرجت رحمه خارج المنزل و هي تركض ليلاحظها طاهر و خرج خلفها بلا تفكير.
تسير في الشارع و هي تبكي بحراره لتشهق فجأه بدهشه عندما سحبها طاهر إليه بقوه قائلاً بحده: ألم تسمعيني و أنا أركض خلفك أنده عليكِ و... مهلاً هل تبكي ماذا حدث؟؟

أغمضت عيناها بقوه و الدموع تنهمر من عينيها بغزاره و لم تجب، بينما احتدت ملامح طاهر و هو يقبض على كتفها بعنف و يقول بنبره خشنه: رحمه تكلمي لا تتركيني هكذا. هل أزعجكِ أحد؟؟

نظرت إليه متحدثه بحزن : لم يحدث شيء طاهر. فقط اشتقت لأهلي ف الجميع بالداخل برفقة أهله ما عدا أنا. شعرت فجأه أني مجرد عبء عليكم لا أكثر.

تركها بعنف محدقاً إليها بتحذير: رحمتي(و شدد على الكلمة قائلاً: لا أريد أن أسمعكِ تتحدثي هكذا مره ثانيه. نحن عائلتك و لا أحد يجرؤ أن يقول عكس ذلك. فهمتي؟!

لم تجب عليه ليعد الجمله مره ثانيه بتحذير أكبر لتتنهد و تومئ برأسها ف ابتسم لها بحنان ثم احتدت ملاحمه ليقول بحده: صحيح كيف تجرأتي على مصافحه ناظم؟

نظرت إليه رحمه بدهشه من تحوله السريع و همست بحده له: ماهذه الفظاظه؟؟ أنت أيضاً فعلت المثل و صافحت جارتك.

تهلهلت أسارير طاهر و ابتسم بخبث ليجيبها بصوت خافت أجش: هل تغارين رحمتي؟

ارتبكت رحمه للحظات و أشاحت بوجهها عنه: أنت لا تريدني أن أصافح رجل غيرك و أنت ببساطه تصافح فتاه غريبه عنك. هكذا العدل سيد طاهر؟!!

همس طاهر بحده و نبره غاضبه: حتى إذا فعلتي ذلك لأنك تغارين و تودي أني ترديها لي ف أنتِ خاطئه رحمتي. لا تدعي أحد يلمسك غيري أنا فهمتي. و أنا صافحت تلك الفتاه مجامله فقط.

تحدثت بعبوس قائله بحده: و لمَ لا تريدني أن أصافح رجل غيرك؟ 

قال طاهر هامساً بنبره متملكه و هو محتد الملامح: لأنني أاغااااار و لا أسمح لـ أحد غريب أو صديقي حتى أن يلمسك لا هو و لا غيره. أنتِ حبيبتي الآن و قريباً ستكونين زوجتي.

تطلعت رحمه إليه بنظرات مصدومه و سعيده فهذه أول مره يتحدث عن الزواج و عن حبه مباشرةً فقد كان يعبر بأفعاله فقط. 
قالت بخجل شديد: آآ طـ طاهر.

كان يتطلع طاهر بتمعن لوجهها الملائكي الذي أبدع الخالق بصنعه: إنكِ جميله جداً لدرجة أنني لا أشبع من النظر إليكِ.

تكلمت فصوتك يغرقها في بحور الهوى: هل تتحدث بصدق طاهر. أنت تحبني؟!

ليجيب طاهر برقه تذيب جليد رحمه بحرارة أنفاسه التي يصلها حفيفها: انظري إلي رحمتي و دعيني أبادلك النظره حتى تعرفي إذا كنت صادق أم لا. عيناكِ اجمل ما رأيت بحياتي لا استطيع الكذب أمامهم، تعرفي أنا أحببت كل شيء بلون العسل لأنه يشبه لون عينيكي.

وعندما وجد منها الصمت ككل مرة يتصل فيها...اجلت رنا حنجرتها واجابت برسمية ونظرات غامضة مصممة تسكن مقلتيها: احم... هل ستظل تتغزل حتى تهرب من الحقيقه .. اذا كانت معلوماتك هكذا سوف انسى ماحدث تكون مخطئ .. لا ينفع معي هذا النوع من الغزل الرخيص .. اذا كنت تحبني لا تصافح فتاه غيري أنت الأخري 

ابتسم بظفر وعاد يتصنع الجدية ويهمس بسلاسة عابثة: هل غزالي رخيص اذا رحمتي .. مممم إذا دعينا نجرب شيء اخر ممم مثل التلامس 

ابتسم بخبث يقترب منها لتصيح رحمه بدهشة وخجل: اقف مكانك ولا تتحرك طاهر .. قليل الحياه 

أقترب منها اكثر واجاب بجدية يسبر اغوارها : هل انا قلت شيء خطا الآن رحمه .. انتٍ الذي ذهب عقلك لي مكان اخر انا كنت اقصد ان نمسك ايادي بعضنا حتى نشعر بمشاعر بعضنا اكثر.. وانا اتغزل فيكي من الممكن وقتها تصدقي غزالي 

لتشعر بثقل يعتلها اصطربت أنفاسها العاليه أجابت باستسلام لتبتسم : وانا ايضا احبك طاهر 

همس بحرارة وشغف: اعمل جميلتي .. وانا ايضا احبك 

دنوت منها وأغلقت هي عينيها بقوه.. وضع شفته فوق راسها بحنان يضغط بها ضد خلصتها بلطف ثم فصلها وهمس: هل انتٍ جائعه ؟ 

رفعت عيناها وعقدت حاجبيها باستغراب بعدم وضوح لي سؤال ... ليقول ماهر لتوضح : هل تقبلي بالخروج معي موعد ؟

بندقيتاها توسعت وكذلك ابتسامتها بينما أخذ تهز رأسها بالايجابيه ..

ابتسم طاهر علي حماسها ليقول: اذا اصعدي غيري ثيابك وانا سوف انتظرك هنأ تحت حين تنتهي .. اعيدك بـ ليله لم تنسيها في حياتك ..

أمسك طاهر بيده رحمه وهم يمشون بسعاده ذهب إلي مطعم صغيره لياكله شئ... كانت ليله جميله لم تخلوا من النظرات العاشقة ....ليله جميله لم تخلوا من الغزل... ليله جميله لم تخلوا من الدلال...ليله جميله لم تخلوا يبثها حبه المجنون ويصر على اختراق عشقه لها.

كان يتولد شيء اخر غير جنون الحب ...الالفة والتعود ....التعود اصعب من الحب....يتعود على ملامحها ومرافقتها والتحدث اليها ليلا....لتتعود هي وقلبها. 

قادها بداخل محل اكسسور ...أمسك يدها اسحبها نحو المراه بزاويه المحل و أوقفها هو أمامها وهو خلفها أقترب منها والتصق بها و وضع القلاده أعلي صدرها ألبسها إياها.. أغمضت عينيها بهدوء عندما أقترب و طبع قبله رقيقه علي مقدم شعرها من الخلف بحنان قائلاً بحب: هل اعجبتك ؟. 

سألها ليتبتسم بقوة واومات برأسها بالايجابيه بفرحه طفوليه عدد وهي تتحسس القلاده مرات ليقول بحنان: هذه هديه نجاحك رحمتي

فتحت عينيها ببطء أخير... ونظرت إلي السلسه تبتسم عباره عن قلاده رومانسيه علي شكل فراش داخل شرنقة... شرد طاهر بها فيبتهج قلبه ويتسلح بعشقه ...فيها جمها بضراوة ويقذفها بمشاعره المحمومة مردد: يا الجمال عينيك يا حبيبتي هي تذيب الجليد الذي يحاوط قلبي البارد .. لا تغلقيها لفتره طويله و تحرميني منها .. تحرميني من رؤيه لونها المميز .. فانا اصبحت اعيش بسببها 

كأن غزل طاهر ليس منقول من كتب أو من أحد الشعراء بل من صميم قلبه العاشق.. قالها بينما تحك خلف عنقها بإحراج بعض الشئ؟ قالت بضيق مكتوم وهي تتذكر حديثه كامله ولدته معها: طاهر لا ينفع هكذا.. لا تنسى وعدك الثاني لي لا تلامس بيننا هذا حرام .. اذا كنت تحبني فقط ان كنت صادق ؟ اجعل حبك لي مثل اسمك ... طاهر !! 

نظر لها بإعجاب ...وصوت خافت رخيم ... يجيب برفق : حسنا رحمتي .. إذا عشقنا طاهر مثل أسمي.. والشوق والشغف مثل اسمك أنتٍ فـ لتكوني رحيمه به.. من شوق عشقنا !! 

ابتسمت رحمه بشده لتقول بأسف: انا اسفه طاهر نسيت لم احضر لك هديه بمناسبه نجاحك أنت أيضا.. نسيت ذلك

همس طاهر بلطف وهو يهادنها: ما رايك بأن تعديني بـ البقاء معي حتى عيد ميلادي الـ 100 سنه 

ضحكت رحمه ضحكه آثار إعجاب طاهر لتقول بصدق:انت تمزح طاهر .. اذا كان عليا أنا اريد البقاء معاك لي اخر يوم في عمري ! 

اضاف بنبرة حميمة يلتهم ملامحها بافتتان وهو يهمس بخفوت: اذا عديني كما انا وعدتك ! إني لا استطيع تركك رحمتي.. عديني لا تعشقي احد غيري ولا تتركيني 

نظرت إليه للحظات في صمت لتقول بشغف: أنا لا استطيع أن أعشق أحد كما أعشقك. أنا لا أستطيع أن أحب أحد في حياتي كما أحببتك. أنا لن أتركك طالما أنت لن تتركني، و لا أستطيع النظر ل أحد كما أنظر إليك.

لتلمع عيناه بإبتهاج و همس بحشرجه: يا الله الرحمه. قلت لك كوني في عشقك لي مثل اسمك رحيمه لي يا حبيبتي.

قادها طاهر إلى محل ملابس حريمي ليقول و هو يمسك فستان بيده طويل و محتشم: حبيبتي. ادخلي بالداخل جربي هذا الفستان عليكِ. 

ضمت شفتها و قالت بعدم رضى: طاهر يكفي ما اشتريته لي حتي الآن. هكذا كثير.

ليومئ برأسه برفض قائلاً بجديه : رحمتي لا تقولي هكذا، هيا جربي هذا الفستان و لا تتأخري لأنكِ لو تأخرتي سأدخل و أرى كل شيء.

غمز بطرف عينه بخبث و اتسعت عيناها و هي تصيح فيه بحرج واضح : وغد و سافل لم ترى ثلاث دقائق تربيه.

ضحك حينها بشده طاهر و هي تتقدم و تأخذ الفستان من يده بضيق شديد و إحراج للداخل حتى ترتديه.

كان الجو جميل و هادئ فالسماء كانت صافيه، و النجوم تسطع من بين الظلام، و الهواء يحرك أغصان الأشجار بكل حريه.
جلسوا أمام البحر بهدوء لتقول رحمه بفضول: ماذا قررت بأي جامعه سوف تلتحق؟

أجابهه طاهر بهدوء: لا أعرف لكن مجموعي كبير يكمن طب مثلاً.

هتفت رحمه مبتسمه بتفكير: مممممم لا أعرف. لم أجده مناسب لك. أنا أراك ضابط شرطه تحمي الناس من الأشرار.

ضحك طاهر و قال: هههه أشرار. حسناً سوف أفكر في كلية الشرطه إذاً. و أنتِ رحمتي ماذا قررتي؟

هزت كتفها بعدم معرفه لتقول: لا يوجد شيء في بالي الآن ثم أكملت بحماس: فكر لي أنت.

ابتسم طاهر و قال بحب: حسناً أنا أراكِ في مهنة الطب تليق بكِ أكثر.

اتسعت ابتسامتها بشده قائله بفرحه: حسناً إذاً أنت ضابط و أنا طبيه. 

لـ يبتسم نحوها بعشق و هو يمرر نظراته على هيئتها بتملك: سوف تكونين أفضل طبيبه في العالم و أفضل طبيبه تداوي جروح قلبي. 

أخفضت رأسها بخجل و ظل هو يتأمل عيناها و وجهها ليقترب و يهمس بشغف : انتبهي لنفسك أميرتي. فارسك سينتظرك ليرافقك بعد دخولك الجامعه لتكوني خطيبته.

في منتصف الليل بعد يومٍ طويل رجعوا إلى المنزل متشابكان الأيدي ببعض مع نظرات العشق بينهما.
لاحظت رحمه ثلاثة سيارات سوداء اللون تحت المنزل تراجعت إلى الخلف بخوف مما أدهش طاهر لتقول بعجز لا تعرف معنى خوفها هذا فجأه: طاهر أرجوك. لا أريد الرحيل إلا معك أنت.

يا اللهي على هذا الشعور الذى أتى له فأصبح قلبه يخفق أسرع من المعتاد و كأنه سوف يصاب بسكته قلبيه ليقول بحنان: يا روح و قلب طاهر أنتِ. ماذا حدث لـ جميلتي هكذا لتخاف؟

أشارت بعيناها إلى السيارات بقلق بالغ و سقطت دموعها بهدوء منها: ماذا يفعلوا هنا؟

عقد حاجبيه بدهشه و تعجب و هتف بحيره: لا أعرف. تعالى معى لنرى ماذا هناك ؟ لا يستطع أحد أن يأخذك مني لا تخافي.

مسحت دموعها بهدوء لتنظر بإبتسامه عريضه: هل تعدني بذلك طاهر؟ 

تنهد طاهر بهدوء مفتعل: أعدك .

و بالفعل دلفت رحمه و خلفها طاهر ببطء ليتفاجئوا بـ الجميع يجلسوا في الصالون بصمت من والدته و أخته و ابنتها الصغيره، و كان أحدهم ينظر للشرفه مولياً لهم ظهره و لكن بمجرد أن استدار و نظر لها شهقت بصوت مسموع و هي تتراجع للخلف بذعر : عم حسام!!!!!!

اتسعت ابتسامته الخبيثه التي سرعان ما اختفت و هو يقترب منها ببطء مسترداً بصوت ماكر مُخيف يذكرها بتلك الليله التي هربت فيها من الزفاف مع طاهر: نعم عم حسام. زوجك الذي بقيتي هاربه منه سنوات طويله ظناً منكِ أنه لن يجدك.

نظر له طاهر بحده و عينـاه التي ترمي بسهام مشتعله حارقه قائلاً بغضب شديد: ما هذا الهراء الذي تقوله؟ رحمه ليست زوجتك. 

بدأ يقترب منهم رويداً رويداً و عيناه تتفحصهم بغيره شديده مردداً بصوتٍ أجش حمل لمحه من السخريه : معلومه خاطئه. فالليله التي هربت بها رحمه كانت فيها زوجتي على سنة الله و رسوله و الوكيل كان والدها سيد، و من يومها رحمه أصبحت زوجتي العزيزه. 

تشبثت بقدمها على الأرض بقوه و أصبحت لا تشعر بما حولها و الدنيا أصبحت تلف من الصدمه هل هي كل هذه المده زوجته حقاً!!

تعليقات



<>