رواية اطفت شعلة تمردها الجزء الثاني2وليدة قلبي الفصل التاسع والعشرون29 والثلاثون30 بقلم دعاء احمد

 


رواية اطفت شعلة تمردها الجزء الثاني2وليدة قلبي الفصل التاسع والعشرون29 والثلاثون30 بقلم دعاء احمد

هل تظن انك أصبحت تعلم كل شي؟! 

يؤسفني ان اتسبب في سقوط أملك أرضا، 

لانه لايوجد بشري على الإطلاق يعلم كل شي.... جميعنا نجهل أمر ما، إشارة ما، شئ أمامنا لو دققنا فيه لعرفنا حقاً اننا لسنا الا حمقى لعب بهم جهلهم فجعلهم يظنون انهم أعلم العالمين.... 


وقف "صالح" خارج غرفة العنايه المركزه التي ترقد بها" زينب" يتابع بخوف من خلف الزجاج 

زوجته الغائبه

عن الوعي والموصوله بعدة اجهزه ومحاليل تساعدها على البقاء على قيد الحياه ..


فقابل الطبيب المعالج لها بعد خروجه من غرفتها وقال بلهفه..


="زينب" عامله ايه دلوقتي..بقت كويسه مش كده..


ربت الطبيب على يده بتطمين ثم قال بتعاطف


=الحمد لله زينب هانم حالتها مستقره جدا احنا بس دخلناها العنايه علشان نسرع من عملية الشفا ونتابع كل علامتها الحيويه في نفس الوقت و الحمد لله وضع الجنين مستقر دلوقتي بس لسه مفقتش


اغلق صالح عينيه براحه 

وقف جانبا ينظر الى غرفة زينب بشوق يريد الدخول اليها واشباع روحه المشتاقه والخائفه عليها من رؤيتها


=انا عاوز ادخلها ..عاوز اشوفها واطمن عليها بنفسي










الطبيب باحترام


=مش هينفع يا فندم ..ممنوع حد يدخل العنايه و..


الا ان صالح قاطعه برجاء


=انا مش هعمل صوت ولا هضايقها ولا حتى هتنفس..انا هقف من بعيد اطمن عليها..


حاول الطبيب الرفض مره اخرى


الا ان كرم الذي كان يقف بالقرب منهم يتابع حديث صالح ورجائه بدهشه 


فهو يعلم انه ولو كان في حالته الطبيعيه لأقام الدنيا وجعلهم يركضون من حوله ينفذون ما يريده بالامر لا بالرجاء


ليدرك ان صديقه في اشد حالته سوءٍ وضعفا لم يراه من قبل بذلك الضعف 


حقا سؤال يدور ببال الجميع

ما يفعل الهوي بقلوب العاشقين؟! 


تدخل كرم بصرامه اخافت الطبيب


= الباشا عاوز يشوف مراته ويطمن عليها..يدخل علطول والا فيه حاجه المفروض يعملها قبل ما يدخل


الطبيب بارتباك

= ياريت ..ياريت يتعقم الاول قبل ما يدخل


صالح بلهفه وهو مايزال يراقب زينب من خلف الزجاج بلهفه و لولا القليل من الثبات بداخله لنزفت عينيه د"م وليس دموع رغم انه لم يبكي و مازال يحتفظ بكبرياءه ..


=فين ..اتعقم ..فين..


اشار الطبيب لغرفه جانبيه..


=هنا يا فندم ..الاوضه دي..اتفضل


ربت كرم على كتف صالح بتعاطف وهو يقول باحترام..


=من هنا يا باشا ..


تبع صالح الطبيب بلهفه ينفذ اوامره الخاصه بالتعقيم بدقه وعقله و قلبه وسائر مشاعره تقوده في اتجاه واحد هو الاطمئنان عليها وعلى عودتها اليه سالمه..


بعد انتهائه دخل صالح الى الغرفه بلهفه يشاهد وجهها الشاحب والاسلاك الموصوله بسائر جسدها والتي تمدها بالحياه وتحافظ على استقرار حالتها..


فاقترب منها بألم و شعور طاغي بالذنب يق"تله وهو يسترجع كل ماحدث ..زوجته حبيبته طفلته عشقه تموت وهو السبب ربما لانه لم يهتم بها بالقدر الكافي ..كان سيفقدها بمنتهى البساطه ويفقد حياته بفقدها 


فركع بألم على ركبتيه بجوار فراشها وهو يتمسك برفق بيدها الموصول بها الخراطيم التي تمدها بمحاليل المخلوطه بالدواء


وهو يحني رأسه يقبلها بعشق وندم ودموع الخوف من فقدها تغرق يدها وهو يهمس بإسمها مرارا ومرارة الخوف من فقدها تتغلب عليه..


=زينب انت هتعيشي وهترجعيلي

هترجعيلي وهعوضك يا حبيبتي عن أي حاجه وحشه بس ارجعيلي.... 


ثم تابع بيأس..


=ماهو لتعيشي لاما انا اموت وأجي معاكي مفيش حل تاني.. طب مش عايزه تعرفي انا بحبك اد ايه....تصدقي انا نفسي مكنتش اعرف اني بحبك كد ولا عمري تخيلت اني احب حد كدا.... انا اول مرة احس بالضعف دا

قومي يا زينب علشان خاطري عندك


ابتسم بلهفه وهو يمسك يديها بحنان 


=عارفه اول مره شفتك فيها و انتي في الشارع و بتعيطي لما روحنا المستشفى لابوكي كان عندي احساس غريب ناحيتك.... كان نفسي أحضنك..... و لما اتجوزنا وقتها مكنتش بفكر في اي حاجه من اللي قولتيها..... الطلاق و الهبل دا 

كان عندي احساس قوي اننا هنكون مع بعض طول العمر..... قومي منها يا زينب


في حين وقف كرم في الخارج يتابعه اغلق الستائر الخشبيه على زجاج الغرفه من الخارج حتى لا يشاهد احد ما يجري في داخل الغرفه ..


ثم قال للطبيب والممرضه المرافقه له بصرامه وهو يقف على باب الغرفه يعقد ساعديه بقوه وتحذير ..


=محدش هايرفع الستاير ولا هايدخل الاوضه الا لما يخلص و يخرج


في اليوم التالي...


خرج الطبيب من غرفة زينب التي تم نقلها من غرفة العنايه المركزه الى غرفه اخرى بعد تحسن حالتها واستعادة وعيها ..


ثم اقترب من صالح الذي قابله بلهفه..


الطبيب بجديه

=مدام زينب فاقت و الحمد لله.... بس برضو مش عايزين اي انفعال 


أوما له صالح بجديه ليسمح له الطبيب بالدخول 

رسم ابتسامة على شفتيه رغم حزنه بداخله لم يرغب باحزنها 


دلف صالح الي غرفتها بخطوات ثابته و عيناه تبحث بلهفه و شوق لها 


كانت تتسطح على الفراش بجسد متعب مرهق 


اتجه اليها يحتضنها بحنان احتضنته زينب هي الاخرى وبدأت بالبكاء بطريقه هيستريه وكأن حزنها وألمها فاض بها فلم تعد تتحمل ..


اخذ يمرر يديه على ظهرها بحنان


=اهدي يا حبيبتي انتي لسه تعبانه 


بس متخافيش الدكتور طمني عليك وقاله انك هتبقي كويسه و الله هتبقى كويسه و اقسم لك بالله اللي عمل كدا ليدفع التمن غالي اوي 


وضعت زينب يديها على بطنها تتحسها وهي تبكي بهستريه وهي تدس وجهها بصدره


= هو ايه اللي حصل يا صالح؟..... ايه اللي حصل


ابتسم بحنان وهو يطبع قبلة أعلى راسها بحنان قائلا


=خالص يا زينب انسى اللي حصل؟ 

انتي كويسة و دا الأهم متخافيش 

متخافيش .. علشان خاطري اهدي 


زينب بارتعاش وهي تضع يدها على بطنها بحمايه


= طيب والبيبي كويس مش كده..


مرر صالح يده بعشق على بطنها وهو يقول بحنان


= والله العظيم كويس.... كويس يا زينب


زينب ببكاء..


=بجد يا صالح ..


مسح صالح دموع زينب باطراف اصابعه وهو يقبل عينيها بعشق جارف..


= بجد يا قلب ودنية صالح...... 


ابتسم بحنان وهو يضمها اليه ويمسح دموعها وقد شعر بالدموع تملاء عينيه هو الاخر من قوة المشاعر التي يشعرها نحوها ..


=طب كفايه بقى دموع يا حبيبتي انا مش قادر اشوفك بتعيطي بالشكل ده وكمان عشان البيبي والا انتي عاوزاه يزعل منك..


ابتسمت زينب وهي تمسح دموعها وتقول برقه


=خلاص مش هاعيط تاني علشان لا انت ولا هو تزعلوا مني ...


ثم ارتمت بين زراعيه تنعم بحبه وقربه منها..


_____________________


في قصر الدمنهوري 

في وقت متأخر من الليل 

كانت بيلا غارقه في النوم و الذكريات تتزاحم و بشده و الكوابيس تهاجم نومها مزعجا اياها ترى كل ما هو سئ و كيف تحول إلى الاسوء


فزعت بقوة وهي تصرخ بفزع مؤلم

وعقلها يقف عند نقطه مؤلمه حدثت بالماضي  

=عمر..... 


انهارت في بكاء هستيري تبكي بعنف و انهيار

وهي تتذكر كلمات والدتها 












=لما تكوني في ظروف صعبة عليكي اوي و مش قادره تتحمليها، تجاهليها واتعاملي معها كأنها فيلم

او كانك بتشوفي كابوس مؤلم وهتصحي منه بعد دقايق

مهما كنتي مجروحه او متالمه واللي بيحصك مش قادره تتحمليه

لازم تحتفظي بمشاعرك لنفسك ألمك حزنك يأسك دموعك لنفسك وبس انت صديقة نفسك وبس


ضمت بيلا جسدها برعب و جسدها يرتجف بهستريه و تكتم شهقتها


=كابوس يا بيلا كابوس مؤلم دا مش حقيقة دا حلم دا كابوس.. مفيش كهربا ولا علاج تاني.. عمر كان حلم...


احنا متجوزناش ولا خلفت و لا اي حاجه دا حلم... خالص مفيش كهربا هتدخل جسمك تاني مفيش اي حاجة دا كابوس... كابوس يا بيلا.... 


بس ازاي كابوس انا كان من حقي اشوف بنتي كان من حقي

آآآه يا ماما مش قادره مش قادرة يارب خدني بقى انا تعبت والله العظيم تعبت 

ليه كل حاجه ضاعت ليه

أعوذ بالله من الشيطان الرچيم..... 


وحشتني اوي يا عمر و وحشني انك تحضني وتطمني بس خالص خالص كل دا راح 

يا بابا انا محتاجك والله العظيم والله العظيم محتاجك محتاجة حضنك اوي... يارب كان نفسي اشوفها... ياريت سبتني احضنها و اشوفها

آه يا عمر علي اد الحب اللي ادتهولي على اد الوجع اللي عشت فيه و حرقت قلبي عليها و عليك 

كان نفسي تحضني و لو لمرة اخيرة.... مكنتش عايزه اخسرها و لا اخسرك 


وجدت طرقات على الباب 

=مدام بيلا حضرتك كويسه؟ 


مسحت دموعها وهي تسمح للطارق بالدخول


نعمه وهي تجلس بجوارها على الفراش


=بسم الله الرحمن الرحيم... مالك يا هانم كويسه؟ 


بيلا بخوف و انهيار يتقطع له نياط القلب


=نعمة انتي شغاله هنا من زمان اوي... هو انا وحشه اوي كدا علشان اخسر كل حاجه 

انتي عرفاني كويس يا نعمه

انا عمري ظلمت حد.... انا غلطت في ايه... غلطت في ايه 

اني حبيته معقول دا ذنبي... معقول مكنش مكتوبلي الفرح اني اشوف بنتي ليه يا نعمه ليه.... يارب انا عايزه اروحلها


بكت نعمة بحزن لاجلها وهي تحتضنها


=استغفري الله يا بيلا دا حكمة ربنا 

و قدره محدش يقدر يغيره.... 

والله العظيم ربنا هيجبر خاطرك و كل الوجع دا هيجي يوم ربنا يبدله لفرح مالوش اخر..


ياريت كل الناس زيك و الله العظيم مافي حد في قلبك و صدقيني ربنا مبيعملش حاجه وحشه والله العظيم 

عارفه والله العظيم حاسه ان قريب هيتزال الغمة دي و هترجع تفرحي و تنوري القصر زي زمان 

و بعدين انتي لسه صغيرة

اي يعني تلاته و أربعين سنه.... والله العظيم لما بشوفك بفتكر ورشة الخزف و الخشب اللي بتقعدي تلعبي فيه و الرسم ارجعي تاني و انسى اللي فات بقى ضاع من عمرك عشرين سنه


رواية وليدة قلبي الفصل الثلاثون بقلم دعاء أحمد (لجزء الثاني من اطفت شعلة تمردها

«الفصل الثلاثون» 


البراءه دائما قادره على أسر اي شخص، 

قادرة على اختراق كل الحصون، و دك كل القلاع... ولكن هل تفلح مع حصونه هو اما ان حصونه لا تُخترق ابدا.. و قلاعه أقسمت على إلا تُدك من بعدها


توقفت سيارة عمر أمام قصره و خلفه سيارة الحرس الخاص به

الان قد عاد من سفر المفاجأ الي سويسرا حيث اخذ يسوي بعض الحسابات البنكية


ترجل من سيارته بشموخ و ثقة كعادته و خلفه رئيس الحرس الخاص به


عمر بجدية

=خالص يا ثائر تقدر تروح انت و خلي الحرس كمان يمشوا


رد صديقة باعتراض قائلا










=بس يا باشا...


قاطعه عمر بحدة

=مفيش حاجه اسمها بس.... ياله أمشي و الحرس كمان خليهم يمشوا و بكرا الساعة سبعة الصبح عايز اجتماع مع مدير الحسابات و عايز المراقبه تكون على عصمت و خليل مشددة مش عايزه يغيب عن عيونكم


سأله ثائر بجدية

=حضرتك شاكك في حاجة؟


توقف عمر وهو يضع يديه بجيب بنطاله قائلا


=عصمت.... عصمت قبل ما ارجع مصر من نيويورك هي اللي كانت بتدير الشركة هي و خليل

و انا طبعا اللي بشرف على كل حاجه من هناك.. لكن من مدة بعد رجوعي مصر اكتشفت ان في حاجه مش مظبوطه و غير معلومات وصلتني وانا في نيويورك.. كنت عارف انها بتلعب من وراء ضهري بس قلت عادي خليها تفتكر نفسها ذاكيه و بتحرك العرايس

متعرفش ان كل الخيوط في أيدي... المهم دلوقتي خلي عينكم عليها لازم أصفي حسابي معها في أقرب وقت 


ثائر

=انت تؤمر يا باشا.... بعد اذنك


دلف الى داخل القصر في وقت متأخر بجسد منهك وهو يحمل سترته على ذراعه 

صعد الدرج ليصل لغرفته 

... ثواني ووجد طرقات على الباب


عمر بحنق

=ادخل... 


ابتسمت تك الفتاة وهي تدخل غرفته اقتربت منه احدي الخادمات التي تعمل في قصر و اردفت بدلال


«عمر بيه احضرلك العشاء....» 


عمر بحدة


«لا و قلت الف مرة لما ارجع في وقت متأخر مش عايز حد يطلع ليا ولا أنتِ مبتفهميش» 


ردت بتملق و دلال 

«انا اسفة بس انا قلت اكيد جاي حضرتك جاي من السفر تعبان و اكيد ماكلتش» 


نظر لها عمر نظره متفحصه مقتربا منها فظنت هي انه اخيراً استجاب لها 

فهي تطمع به و بشده فهو بالنسبة لها حلم رغم فرق السن بينهم و صغر سنها بالنسبه له.... و لكنه سيظل حلما لها فهوي غني و اعزب يُقال انه لم يتزوج الا مرة واحدة


حتى أن الأمر لم يكن معلناً للجميع.. رفع عمر يديه ممسد على شعرها فاغمضت عيونها باستسلام ولكنها سرعان ما فتحتهم عندم وجدته يجذبها من خصلات شعرها مردفا بنبرة حادة مخيفه 

فعمر بغضبه لايري أمامه غير انه شخص غاضب بطبعه 


«هو انا مش قلتلك مليون مره يا بت انتي الأسلوب دا تبطليه.... قولت و لا مقولتش» 


هند وهي تبتلع ما بحلقها برعب من حدة نبرته

«قولت يا بيه» 


زاد من شدة قبضته على شعرها بغضب قائلا


«ولما انا قلت الزفت الكلام ما بيتسمعش ليه» 


هند وهي ترفع يديها تحاول تحرير خصلات شعرها من بن قبضته


«اخر مرة و الله يا عمر بيه» 


ابتسم عمر ساخر ليجيب بحدة 


«اخر مره للأسف ما هو مفيش مره تانيه» 


اخرج هاتفه ليجري اتصال بمدبرة القصر و التي تقطن في مبنى صغير مجاور للقصر خاص بالخدم لتصعد بعد دقائق بارتياب


فريدة بغضب وهي تنظر لتلك الفتاة

«افندم يا عمر بيه....» 


عمر بحدة

«البت دي تاخد حسابها و مشوفهاش في القصر تاني...... و أظن يا فريدة انا قلت مدام جيت في وقت متأخر محدش يطلع الاوضه الا لو طلبت و تكوني انت.... حصل و لا محصلش» 


فريدة بجدية و لباقه

«حصل يا فندم بس انا كنت نايمه و... 


عمر بمقاطعة

«اللي قلته يتنفذ و خديها... تاخد حسابها و مشوفهاش في القصر لحظه تاني و بكرا الصبح الساعة سته يكون الفطار جاهز.... اتفضلي» 


اومات له السيدة بجدية وهي تاخذ الفتاة بغضب بينما أغلق عمر الباب خلفها بقوة و هو يتجة نحو الحمام

           الفصل الحادي والثلاثون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا



تعليقات