أخر الاخبار

رواية ثلاثين عاما في انتظار حبي الاول الفصل الاول1بقلم خديجه السيد

رواية ثلاثين عاما في انتظار حبي الاول الفصل الاول1بقلم خديجه السيد


على أموااااج البحرر إلي تتصافق مع بعضهاا البعض كأنها تواجه معرركه قوويــه ، كأنهاا ما تريد موجتهاا الأخرى تفوز عليها ، تضرب فيهاا لتقوول موجتي أقوى .. و على صووت طيور النوررس .. و على منظر الشمس الي تسسللت خيوطها الذهبيه لتعكس أشعتهاا على البحرر .

تشبهين القمر اسماً و فعلاً فبينما ينير القمر عتمة السماء تنيرين أنتِ ، عتمة قلبي ، تزينت الحديقه بالزهور و الأضواء ، و حُمّل الهواء بنسمه منعشه صافحت الوجوه و حملت ابتسامه إلى الشفاه تزامناً مع مرأى العاشقين.

تُعد ذاكرة الإنسان من أعقد الألغاز ، و رغم هذا تعتبر شيئاً ثابتاً غير قابل للتعديل ، خاصةً عندما تُشكل هويتنا ماضينا و حاضرنا، و لكن يبقى السؤال هل نستطيع بسهولة العوده لتذكر ذلك المرار المؤلم بما يحمله من كل كسر و نزيف ؟ أم أن تلك الذاكره الخرافيه تبني حائطاً سداً لتحول بيننا و بين ماضينا المروع ، جاعله إيانا عالقين في عالم مظلم ليس منه فرار ، فتجبرنا على الخوف من انقشاع ذلك المانع الرقيق ، ربما نجد خلفه أسوأ كوابيسنا فنظل صامتين خائفين متناسين أن في بعض الأحيان يكون لصمتنا احساسه الصادق ، فيكشف ذلك الضياع الخفي ، مُظهراً أمام أعيننا مستقبل أكثر ارتياعاً وضياعاً ! .
.........................

أمسك بيدها و قادها تحت ضوء القمر بأنواره الساطعه ، إضاءه ساطعه و برغم كل الإسترخاء الذي يتملكها نتيجة عيونه الساحره الذي أجبرت على تناوله أسيرة عشقها ، إلا أن قشعريره سرت في جسدها لتعلم إنها النهايه لا مفر فقد وقعت في حبه ! .

أمسك بيدها ليجبرها على الدوران حول نفسها ، تناثر شعرها القصير ليغطي إحدى عينها ، بينما الأخرى تحاول استكشاف المكان من حولها ، مع ضحكتها الرنانه بسعاده و انتفاخ الفستان الذي ترتديه من الهواء ، و هو يتطلع إليها بهيام عاشق متيم ! فتشق ابتسامه دافئه فمه كأنه يقول لها يا من أسرتي الفؤاد ترفقي بيه ! .

توقف بها عن الدوران فشعرت أن قلبها سوف يتوقف و أنفاسها تتثاقل مع كل خطوه يتقدم بها نحوي ، قناع الشجاعه سقط منها و صمتت و هو قربها تطلع لها و لم يستطع منع نفسه هذه المره و هو يمرر اصبعه على شفتيها ، طار عقله و كأن هناك من يتحكم بي كي يتمادى. مشاعر لايمكن وصفها فقط من يملكها يفهم هذا ما شعر به من قربها ، لو حكى لي أحد أنه قد عشق لهذه الدرجه بيوم لكان ضحك بإستهزاء ، و لكن فقط هي من أخرجت الجنون الذي بداخلي لدرجة أنني مستعد لقتل أي رجل ينظر لها فقط ، اقترب أكثر و اقترب لـ يقبلها .

شعر بها تبتعد عنه ركضت بعيد أخفضت رأسها احمرت وجنتيها ، و حمحمت بصوتها الرقيق مرتعش ببراءه تناسب سنها الصغيره وهي تخفض رأسها بخجل ابتسم بخفه ، و اقترب منها مرر يده على خصلات شعرها الحريري ، رفعت عيناها تطلعت فيه بعشق و بادلته الإبتسامه .

و كأني كل شيء بدأ يعود إلي الأرض الوطن و كان مجرد سراب ، تحولت الأنوار و الزهور من حولها إلي غبار أسود العتمه ،رأت نفسها محاطة بأجساد ضخمة أخذت تخلع الوشوش وجهها عن جلدها و تظهر حقيقتها كأفاعٍ متعددة الرؤوس ، تجولت وسط الخراب بين جثث الأموات والجماجم ، أصوات الضحك بشراسه تتعالى بشر ، ركضت بفزع في الشوارع العدوانيه بين الجبهات المتقاتله المتناحره ، الليل يسود في عز النهار ، منظر السماء مذهلٌ يلمع و يرعد بشراسه رهيبه ، رغم كل ذلك الدمار العنيف المدمر و الرصاص المنهمر لكنها ما زالت تقفز بشجاعه فوق شظايا القذائف الملتهبه بالنيران وأشلاء ، أخذت عينيها تتجول بألم شديد تبحث عنه؟!.. 

لتفر راكضه لا تعرف أين وجهتها و تجهل أين نجدتها؟ فقدميها الحافيتين أصبحتا داميتين تئن وجعاً و تكسر هامتها فتكاد تستسلم لتلك الدوامه التي وصلت إليها ، بدأت في نهش ما تطوله منها تحاول الصراخ فلا تجد لها صوتاً يعينها على التعبير عن ألمها أيقنت بالهلاك أخيراً .

من بين سحب الغبار الكثيف سمعتْ صوتاً تعرفه و تميزه ، صوتاً عميقاً مسكوناً باللهفه يطمئنها مهدئاً من روعها ، لكن أين هو لا تراه ؟ .

دموعه حاره منها " لون عيونها غرام" ، نداء خافت شده من دوامة أفكارها .

ليظهر هو عنها عن بعد بـ مسافه طويله عنها ، رفع عينيه عن الظلام حوله لينظر إلى مصدر الصوت الناعم العذب الذي كان و مازال مهدئاً لأعصابه بقهر : حزنك يعذب روحي صغيرتي .

لـ تتحول العينان القاتمتان تحولتا لبركه من الدموع العاتيه تلهث بتسارع علّ النجدة تأتي عبر هزه من العالم الواقع فتخرجها من تلك الدوامات المريره ، تفتح عينيها مجبره و كأنها مقيده فتبتهل بالصراخ و تهز رأسها برفض سريعاً بلهفه بأن لا يرحل ! و لكن لا فائده ، تتعالى شهقاتها عندما انتقل المشهد إلى نجده متمثله في اختفائه من أمامها !!!! .

رغم خوفها و رعبها من أصوات ضجيج عالٍ و عدة أصوات و صرخات معاً ، لكن صوته الوحيد الذي وصل أذنها و كل أملها أنه البطل المغوار الذي سينقذنها ، لتركض بلا تفكير له لكن شعرت فجأه بيده تسحبها بعنف شديد إليه و صوته الفحيح كالأفعى التي تغير جلدها كل موسم قائلاً :

أنتِ لي .. أنا ، ابتعدي عنه .. أنتِ لي . 

......................

نقطه من أول السطر كيف يمكن للنـهـايه
أن تهلك البـدايـه ؟؟

نـبــضــات خـلقـت معنـا ..مـع أول شهيـق ضــجّ فـي عـروقنـا ..~ مـع أول دقـة (قـلــب) فـي صـدورنـا...~و..بااقيـه إلــى أن تـغـتــالـنــا...~نبضاااات تحتضـن القلـب..قبـل الجسـد بيــن المحــال..و اللآ محـــال.. تسيــر نحــو اللآ معـــروف... لتكســـر البشــــر

♥ ♥ ♥

نـبـضـــآآآآآآآت لــن تـغـيــب..؟؟؟
تتـســابـق للـظـهــور للـمــلأ *
تـــريــــد الـبـــوووح *
تـنــادي **
تـصـــــرخ **
تــريـــد الـكـثـيـــر **

♥ ♥ ♥

هـنــا..) حـكــايـات.
تـبـدأ بـكـلمــه ..لتنتـهي بـصـمــت .
تـبــدأ بـتجــربـه ..لتنتـهي بإنـفـجــار .
تـبـدأ بـلعبــه ..لتنتـهي بـمـأســاه .
تـبـدأ بهــزه..لتنتـهي بـزلــزال .
بالتأكيد تـبـدأ بنبـضــه .. لتنتـهي بــأخـــرى .

القاهره 2021.. 

كانت تلك الجميله نائمه بعمق و فوقها المفرش يغطي يصل لبعد ركبتها و قد انحسر عنها الغطاء ليكشف عن حوريه نزلت من الجنه ، تبدو كالطفله الصغيره ، رغم قد تجاوزت سن الأربعين لكن مزالت هالة البراءه المحيطه بها تبدو من يراها يعتقدها في سن العشرون .
كان شعرها البنيه الغامق الذي يصل إلى منتصف ظهرها بها كانت لوحة فنان ، لطالما كانت مطمع للعديد من الرجال بسبب جمالها لكن هي دائماَ ترفض الإرتباط لـ أسباب مجهوله ؟؟؟

ابتسمت فجأه بنعومه و هي تتململ في الفراش ، كانت كعادتها تحلم بيه الذي طال انتظاره أن تراه لمره واحده حتي تكفي له ، يحملها بين ذراعيه و ترى نظرات العشق و الهيام بأعينه ، و يسمعها كلمات الغزل التي اعتادت سماعها كان و مازال حلمها ذاك .

فتحت عيني على أشعة الشمس المتسلله من النافذه جلست أزالت على الفراش ، نظرت حولها بتراقب ثم تنهدت بعمق ، تحاول لا حدوث شيئ يعكر مزاجها حتى هذه الأيام ، لأجله هو لا غيره كم تعرف مهم جداً لحدوث مناسبه سعيد بالنسبة له كان ينتظرها بفارغ الصبر .

نهضت من مكانها و استحمت و ارتدت عباء رصاصي غامق اللون طويله بيتي ، و تركت شعرها المبلل خلف ظهرها ثم متجهه للمطبخ .

دخل شاب وسيم إلى داخل المطبخ ليجدها تقف أمام الموقد تهتم بالطعام و هي تغني بنبره صوتها الجميل مردد كلمات الأغنيه "ورده الجزائريه" كأن صوت رقيق و نبره ناعمه تهتف .

ليالينا ليالينا ليالينا .
و تاهت بينا ليالينا .
و تاهت بينا تاهت ليالينا ليالينا .
و قولنا نرسى نرسى على مينا .
مشينا و ادينا من غير أهالينا .
و لا حد بيسأل فينا .
و اتارى الدنيا غداره غداااااره .
بتغدر كل يوم بينا غدااااره .
و الله و جيتي علينا يا دنيا جيتي علينا علينا يا دنيا . و جيتي كتير على ناس قبلينا .
ليالينا ليالينا وتاهت بينا ليالينا .
الحنيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــه .
طب فين هــــــــــــــــــي ؟
ابكي يا قلبي على الحنيه .
هي الدنيا جرى فيها ايه ؟ دي جرى فيها ايه ؟
حتى الناس صبحت مش هي .
راحت فين الكلمه الحلوه ؟
راحت فين الناس الحلوه ؟
ضيعتيهم و جرحتيهم و توهتيهم .

ليسير الشاب بخفه من خلفها اقترب هامسه في أذنيها برقه : احم... عذراً للمقاطعه أيها الكروان المغرد و لكن الطعام سيحترق لأن يغار من جمال صوتك .

التفتت إليه سريعاً لتجد صغيرها يقف خلفها تبتسم له بسعاده و حب و ما أن همت بالرد عليه هي الأخرى بمرح حتى لا يلاحظ حالتها : و بالطبع أنت سوف تحزن كثيراً على الطعام لأنك جائع .

ابتسم بإتساع و اقترب يقبلها برقه و حنان :" صباح الخير يا حلوتي متى وصلتي إلى القاهره ؟ اشتقت لك كثيراً " .

ردت و هي تضع الطعام أعلى طاولة طعام بالمطبخ و جلست : صباح النور حبيبي وصلت في تمام الساعه السابعه صباحاً ، كنت نائم وقتها لا أردت ازعاجك .

جلس أمامها و بعدها شرب كأس العصير قائلاً بعتاب : كنت سأحزن جداٍ إن لم تحضري زفافي بعد أسبوع أمي ، يكفي حتى الآن لم تحضري خطبتي و لم تري شكل العروس ، و هذا لأجل سفرك إلى الجزائر الذي لا أفهم حتى الآن ماذا تفعلي هناك ؟ .

تركت الطعام و نظرت لـ الفارغ بضيق و حزن قائله بإبتسامه مصطنعه و هي تمسك بوجهه بين يديها : بني لا تحزن هكذا تعرف جيداً رغم عني ليس بإرادتي ، كان لدي عمل هناك و لا يستطيع التأجيل ، و أنت أرتني صورة زوجتك المستقبليه على الهاتف ، كم هي جميله الله يحفظها إليك يا ابني و يتمم هذا الزواج على خير .

نظر لها بحده قائلاً بعدم رضى : أي عمل هذا أمي ؟ الذي يحتاج إلي سفر كل أسبوع من كل شهر ، و إذا كنتي رأيتي صوره العروس فقط هذا لا يكفي ! حتى أهلها لم تتعرفي عليهم حتى الآن .

أغمضت عينيها بإنكسار و قالت بخفوت : صغيري هذا طبيعي عملي ، و أنا اليوم معك و لن أتركك أبداً .

تنهد بيأس و قال بهدوء : حسناً أمي ، أتمنى ذلك أنا أيضاً ، مثلما تشائين .

ابتسمت لأجله و قالت بإهتمام: هل كل شيء جاهز ؟ هل أحضرت فستان الزفاف لي ؟ عروستك و دعوات الفرح و حجزت قاعه الزفاف ؟ .

هز رأسه بهدوء و قال: نعم أمي كل شيء جاهز لا تقلقي ، لقد أحضرت الفستان و حجزت في محل الحلاقه و لكن ليس هنا المشكله .

عقدت حاجبيها متسائله بإستغراب : ماذا بك ؟ هل حدث شيء؟ 

قال بصوت حزين جداً : نعم أمي أنا و فاطمه أصبحنا الأيام الأخيره في شجار دائم ، لما أعد أفهم عليها ماذا تريد ؟ أشعر بها دائماً تريد التهرب من الزواج مني ! ولا تعشقني مثل ما أنا أعشقها ، أحسها تسرعت من الزواج به و تريد إلغاء الزواج .

وضعت يدها فوق يده بحنان قائله بحب تخفف عنه: لا تقول هكذا من الممكن ، هي خائفه مثلا أي عروس من البدايه الجديده لحياتها معك لا أكثر ، حبي لا تتعب نفسك زياده و اتركيها على الله " .

هتف بخيبه أمل فهو لا يريد أن يحملها أكثر و يحكي لها تفاصيل ما حدث بينهما :" ان شاء الله أمي " .

حاول أن يبتسم لها زائف ، بينما تهمس بحنان و هي تربت على خدها : إن شاء الله يسير كل شيء مثل ما تريد ، موفق حبيبي في حياتك القادمه .

أومأ برأسه بالإيجاب ببطء و هو يشعر ببعض التوتر من هذه الزيجه فهو و خطيبته ليس متفقين تماماً في أي شيء ، لكن ليس بيده حيله فهو يعشقها لذلك مستمر معها ، حاول أن يبدو طبيعه و أكمل الطعام و هو يرفع جريدة الأخبار ليقرأ محتواها بإهتمام حتى ابتسم بقوه على شيء .

انتبهت هي لضحكه المفاجأ فنظرت له مبتسمه لتقول: ياه ما خطبك؟؟؟

هز رأسه بهدوء مبتسم: لا شيء مهم أمي .

آثار فضولها لتقول متسائله : بني ماذا هناك ؟ لماذا تضحك هكذا فجأه ؟ .

نظر لها ثم تحدث: حسناً .. ليس هنالك شيء فقط كنت اقرأ الجريده حتى لاحظت خطاب غريب اليوم من رجل غريب الأطوار مثل ما اسميه ، كل يوم يكتب في الخطاب كلمتين لا أكثر و هي "ارجعي إليه" فقط و يضع صور صغيره إلي قلاده رومانسيه على شكل فراش داخل شرنقه ، و كل يوم هكذا منذ سنوات طويله و أنا اقرأ الجريده و اولاحظ هذا أحياناً بالصدفه ، أرأيت غامض كثيراً لكن اليوم فعل شيء آخر .

= ماذا فعل ؟؟

قال بغرابه و بعض البلاهه و هو يريد يفهم ماذا يريد صاحب الخطاب من كلماته هذه ؟ : أخيراً رجل غريب الأطوار أطول الحديث في الكلمات قليلاً لكن ياريت ما فعل ذلك ، لأن يكتب الخطاب بلغه غريبه لا أفهمها و لا اعتقد أحد بالعالم يفهم حديثه ،حتى انظري بنفسك أمي إذا فهمتي حرف واحد من الكلمات ، لا أفهم هل هذه تعويذه أم ماذا ؟ .

عقدت حاجبيها بدهشه و تعجب من حديثه ابنها لتأخذ الجريده منه لترى الخطاب الذي يتحدث عنه ، و لا يفهم ابنها اللغه المكتوبه بيها الخطاب ، لكن الغريب أنها قرأت الكلمات و قد فهمت اللغه مردد بصوت منخفض قائله ، كأنت الكلمات .. كالآتي .

راني نكتب لحب حياتي رحمه لي مشفتهاش من ثلاثين سنه راكي تشفاي يا رحمه كي كان عمرنا خمسطاش سنه في عمرنا كما هذا اليوم في عيد الحب ، خرجنا نحوسو فالبحر تشفاي الهديه لي مديتهالك ، و عينيك لمعو و كنا مراهقين و حاسين بالخجل الحياه ولات صعيبه ، و الناس مولاوش طيبين كما كانو مولاش الحب موجود و نحسو بيه كي نتلاقاو ، توحشتك بزاف و معلاباليش وين راكي ضك فرقتنا الدنيا و ظروفها أنا ضك راني في مدينه وحدوخرا، ونتي متشفايش عليا راني نكتب ليك هذي رساله على أمل إننا نتلاقاو ، ولي ليا توحشتك بزاف ومازال مفقدتش الأمل ، وراح نبقا نحوس عليك إلى آخر العمر . 

تحولت ملامحه وجهه بذهول قائلاً بعدم استيعاب : أمي كيف فهمتي اللغه ؟؟. 

بهتت بصدمه بعد الإنتهاء من قراءة الخطاب ، و دموعها تتهاطل على وجنتيها بمراره ، وبقيت تلهث بأنفاس متقطعه ، ثم همست بخفوت و ملامح مشدوهه : مستحيل !! 
__________________________________

فتح باب السيارة بعنف و نزل منها رجل يمتاز بملامح رجولية شديدة الجاذبيه ، ببشره قمحي و عيون سوداء كسواد الليل و حاده كعيون الصقر ، و طول يافع ، و جسم قوي يدل على شدته و صلابته بجسم رياضي رغم سنه الكبير لكنه مازال يحتفظ بملامح شديدة الجاذبيه و جسمه الرياضي قفل إليها مقفلاً بابها بعنف أكبر ، كان يحاول اليسطره على غضبه و لكنه ببساطه لم يستطع ، فكلما تذكر ما حدث معه في الماضي الذي لا يتركه حتى الآن .

رغم قد مر سنوات طويله للحظه غامت عيناه بدموع حبيسه لها و لرائحتها و دفئها ، و لكن أين هي الآن ؟ نظر لي ضوء القمر المكتمل كأن يتغلغل إلى روحه ليوسع له مجرى ينفس الذي ضاق فبدأ كما كان يفعل سابقاً : حتى انت ياقمري مصرٌ على تذكيري بما نسيته ! .

ابتسم بسخريه حزينه قائلاً لنفسه "إذا أين ذهب كل ذلك الحب والوعود ......؟؟

مسح عينيه بعنف وضيق فقد الأمل تماماً ، لولا أنه ليس وحيد لي كان أطلق صرخه ألم كبيره مليئه بـ الألم الشديد و قشعريره بدأت تدب في جسده و إحساس بالضياع و الألم و التخبط ، عاد ليسكن روحه فينقبض قلبه و تختنق أنفاسه و هو يتذكر أحداث مرت عليه غيرت تاريخيه بأكمله ، و كلمات بدأت ترن في أذنه أعادته إلى الوراء سنين عديده ، ابتسم بسخريه أين ذهب كل ذلك العشق و اللهفه بينهما ؟ هل يا ترى تبحث عنه كما هو يبحث عنها الآن ؟ و كاد يموت من الشوق حتى يراها و يطمئن عليها أو يسمع صوتها حتى لو مره واحده .

تسلل لسمعه خربشات خلف شجرة السور الضخمه ، التفت إليها لكنه انشغل عنها ما إن وقعت عيناه على مدللـه الصغيره ، تجلس وحدها بالجنينه الفيلا كانت تبدو حزينه و شارده ، ليتوجه لها على الفور .

ما إن اقترب منها و رأته ، حتى نفضت الأعشاب من بين يديها و من ثيابها لتقفز و تتعلق به بفرح هاتفةً بإسمه وهو يضمها إليه بكل حنان و حب قائله بابتسامه عريضه: أخيراً تنازل سيادة اللواء و جاء لي يرى ابنته المصون .

قال بأسف حقيقي : آسف على تأخري عزيزتي ،سامحني حبيبتي ، أنتٍ تعلمي جيد أنني لا اتعمد ذلك لكن عملي يحتاج كل وقتي .

هزت رأسها بتفهم ليقول متذكر ملامحها العابسه متسائلاً بإهتمام : صحيح ما خطبك لما كنتي تجلسي لوحدك هنا ؟ من المفترض أن تكوني في الخارج مع صديقاتك لتجهيزات و شراء كل ما يخص زفافك بعد أسبوع ليس لدينا وقت كثيراً . 

فاطمه بعبوس و نبره حاده : أبي من فضلك لا تتحدث عن الزفاف أمامه مره ثانيه ، لأني أريد أن افسخ هذه الخطبه .

بهتت ملامحه و حدق نحو فاطمه بصدمه : ماذا ؟؟ ماذا حدث حتي تقولي هكذا عزيزتي ؟ الزفاف بعد أسبوع واحد ، وخطيبك رجل محترم و دائماً يتصرف معك بنبل أمامي ، و أنتم تحبون بعض لقد وافقت على فترة تعارفكم رضوخاً تحت إصراركما أنتِ و هو عندما رأيت الحب في عينيكم لبعض ، ولكن إذاً ماذا حدث حتي تقولي لا يناسبك الآن ؟ .

فاطمه بإصرار : ومع كل هذا أبي لا أريده ؟. 

قال هو بإصرار هو الآخر : الشاب ناجح جداً و محترم و سمعته طيبه بين الجميع كما أنه نزيه و حسن الخلق ، و الأهم أنكم تحبوا بعضكم هل الإنفصال سهل هكذا بالنسبه ليكي بعد كل ذلك الحب ؟! .

أجابت بخفوت و تلعثم : ممم... نعم أبي ، أشعر كأنني تسرعت في الموافقه على الخطبه .

قال بحده و نفاذ صبر: كفاك هراء !! و احكيلي ما حدث بالتفصيل .

نظرت إليه بحزن و تردد لتقص عليه ما حدث بينهما اليوم ؟!.. 

= فلاش باك

كانت فاطمه مع خطيبها يتجولون في الشوارع للتسوق و شراء المستلزمات حتى قد انتهوا الآن بعدما ذهبوا إلى المقهى أحضروا الفستان و الحجز في محل الحلاقه حتى اكتفوا اليوم ، و اقترح هو عليها ليجلسوا ليرتاحوا قليلاً ، و.طول جلوسهم بالمقهى تبادلوا الحديث و تكلموا عن مواضيع كثيره ، حتى تذكرت فاطمه شيء لتقول بحماس : كنت أن أنسى صحيح اليوم و انا أمارس عملي بالمشفى تم طلبي للذهاب للمدير يريدني في شيء مهم .

فـ فاطمه تعمل دكتوره جراحة مخ و أعصاب ممتازه و متفوقه جيداً استطاعت تحقيق نجاح كبير و اسم لها بعد التخرج و العمل على الفور نظر لها بإستغراب و قلق : لماذا ما الخطب ؟؟ .

قالت فاطمة بإبتسامه هادئه: لا يوجد شيء يدعو للقلق و التوتر ، تم اختياري منح دراسيه للخارج كنت سبق و تحدثت مع المدير ، و هاه جاءت لـ الفرصه لـ السفر بعد شهر واحد من اليوم إلى أمريكا.

تطلع فيها بصدمه قليلاً ثم قال بإستنكار: و أنا آخر من يعلم ، و أيضاً تم تحديد موعد السفر بعد ثلاث أسابيع من جوازنا ، ألم تفكري في حياتنا بعد !!! .

قالت فاطمه ببساطه : ما بها حياتنا حبي ! من الممكن أن تسافر معي و تبحث عن عمل في الخارج معي أيضاً .

تنهد بضيق شديد من أنانيتها و نبر الهدوء التي تتحدث بها و قال بجمود: اسمعيني جيداً فاطمه أنا لا أريد السفر إلى الخارج لا أريد ان اارك عمليه هنا و لا حياتي و لا أمي , و لا أريد من بداية زواجي الإستقرار بالخارج ، و من المفترض أن تأخذي إذني أولاً قبل أن تخطيطي من دون رأيه يا زوجتي المستقبليه .

قالها من نوع السخريه لتجز علي أسنانها بحده قائله: ماذا تقصد بحديثك معي ؟ أنا منذ سنوات طويله انتظر هذه المنحه فسوف تؤثر على نجاحي و لها دور عامل كبير على ابحاثي الطبيه ، و أنت بكل أنانيه تأتي و تهد كل طموحي ، و أي عمل تتحدث عنه بهذه الأهميه ؟ أنا مجرد عامل في بنك لا أكثر !!! .

نظر إليها بصدمه قائلاً بعدم تصديق: هل تسخري مني و تقللي من شان عملي فاطمه ؟! .

أدركت أنها خانها تعبرها و مع ذلك لم تعتذر لتقول بعند: أنت تعرف لم أقصد ذلك المعنى ، أنا كنت أقصد تستطيع بسهوله تجد عمل بالخارج معي .
قال بجمود: و من تحدث أني سوف أسافر معك ؟؟ .

تطلعت إليه بنظرات مصدومه قائله بحده: إذاً ..

نهض واقف بجمود بعد أن وضع الحساب الطعام أعلى الطاوله قائلاً بنبره حاده مقصوده : إذاً فاطمه أنا أم العمل بالخارج ؟؟ .

تسمرت فاطمه مكانها تحدق نحوه بصدمه ، حتى قال بإقتضاب: و الآن تفضلي حتى أوصلك في طريقي .

زمت فاطمه شفتيها بحنق وردت بعناد و نبره حاده : سأعود بسيارتي.

= نهايه الفلاش باك

تطلع فيها والدها بعدم رضى قائلاً بهدوء : بعد كل ذلك لم تري نفسك أنك مخطئه في شيء واحد يا فاطمه ؟! حملتي كل الذنب إليه فقط و لا أنتِ لأ !!؟ لكنك للأسف عزيزتي أخطأتي كثيراً و ليس خطأ واحد فقط أيضاً .

لاحظ بوادر اعتراض فاطمه من ملامحها المتجهمه حدقت إليه بحده: أبي أنا المخطئه أم هو ؟ يعرف جيداً أني أحب عملي الطب ، و.لا استطيع أن أضيع فرصه مثل هكذا و هو يأتي بكل جبروت و قسوه و يضع نفسه في مقارنه بين عملي و هو !! إذاً أنا سوف أختار عملي بالعند فيه .

هز رأسه بيأس من عنادها و أضاف بجديه و ملامح حاده : كفاك عناد فاطمه ، الأمور ليست تحل هكذا ، لم لا تتنازلي و تضحي هذه المره أنتِ بدل منه و ترفضي هذه المنحه الدراسيه و تظل بـ جانب زوجك ، هو تنازل كثيراً لأجلك أيضاً و لأجل سعادك عزيزتي .

هتفت فاطمه بشموخ و نبره متهكمه تتحدى بنظراتها الحانقه إليه: أبي هو الذي وضع نفسه في هذه المقارنه ليس أنا إذاً يتحمل المسؤوليه ، و أي تنازل و تضحيه تتحدث عنها أبي ؟ هل يوجد أحد في هذا العالم يضحي بحياته من أجل من يحب ؟ هذا يوجد في المسلسلات و الأفلام فقط خيال و ليس حقيقه !!! .

كاد أن يجيب عليها لتقول بجديه: أبي دعني أقول شيء لكن جاوب بصراحه ، هل أنت يمكنك أن تضحي بحياتِك من أجل شخص تحبه ؟ .

صمت قليلا بصدمه من السؤال ، ابتسمت فاطمه بثقه: أرأيت صمت الآن!! لأني حديث صحيح إذاً أبي .

هتف بخشونه و بحنق لتغير الموضوع بتوتر: ما هذا السؤال الغريب ؟ أنا اتحدث عنك الآن و ليس أنا؟؟ .

أجابت ببرود و نبره متهكمه ترمقه بنظرات ساخره: جاوبني أبي بصدق حتى تقتنع برأيه .

قال بصوت صاغره مجبره متجهمه الملامح مقطبة الحاجبين : بالطبع ، أنها ستكون حبيبتي و نصفي الآخر و يمكنني فعل أي شيء لها.

حدقت فاطمه نحوه بغيظ بينما تزفر أنفاسها الهادره بغضب : و هل هي يمكنها أن تضحي بحياتها من أجلِك ؟ 

صمت لحظه يرمش بإضطراب يزدرد ريقه ببطء لتتحدث بتسليه : لا تعلم بتأكيد صحيح ، لأنك ليس في الموقف نفسه حتى تعرف إذا كانت هي تستطيع أم لا ؟ و لكن إن حكمت عليها الظروف هل يمكنكِ أن تؤكدِ لي أنها ستضحي بحياتها من أجلِك أبي ؟ 

هتف بلا استيعاب و نبره خافته : لكنني أعرف شخص على استعداد بأن يضحي بحياته و كل ما يملكوا من أجلي ، قلبه ، و روحه ، و وفاء ،مقابل أن يكون معي للأبد ، شخص عيونه صادقه في العشق و كلماته شريفه وعوده صادقه ،شخص يمكنه التضحيه بكل شيء من أجل الحب ، و لكنها كانت ليس على استعداد هي فعلت بالفعل ضحيت من أجلي .

فغرت فاطمه فاهها بصدمه و هتفت بعدم فهم: أنا لا أفهم عن ماذا تتحدث ؟؟ .

ليفاجئها بإبتسامه فخوره و هو يهمس بصوت أجش محدقاً إلى عينيها و نظرات حاره حاده: اتحدث عن روحي الضائعه الذي لم التقي بيها حتى الآن فاطمه .

عش أنت عش أنت ...إنى مت بعدك.

كانت بقايا للغرام ..ماكان ضرك لو عدلت .

و جعلت من جفنيَّ متكأً.. ورفعت بى عرش .

الهوى أنقى من الفجر الضحوك.. و أرقَّ من طبع .

النسيمِ وألذ من كأس النديمِ.. و حياة عينك .

و هي عندي ..و أطل إلى ماشئت صدي .

بمهجتي فختمت بعدك ..أما رأت عيناك قدك .

و من عينيَّ مهدك و رفعت فوق العرش بندك .

فهل أعرت الفجر خدك؟ فهل خلعتَ عليه بُردك؟ .

فهل أبحتَ الكأس شهدك؟ مثلما الإيمان عندك؟ أتاك يعتذر... قد أتاك يعتذرُ .

♥ ♥ ♥

الجزائر 1989 ...

كانت تجلس ذاته الجميله أعلى المقعد بداخل الفصل الدراسي بتوتر واضح تفرك يدها أوقات و تهز رأسها بالأسفل إلى الكتاب الذي أمامها تشغل نفسها بأي شئ و أحياناً تضغط على شفتها بحده و بخجل شديد ، لا تريد أن يلاحظ أحد عليها و يوجه لها المدرس سؤال ، فهي منذ شهر واحد و هي انتقلت إلى الجزائر مع عائلتها لأجل فرصه عمل أكبر إلى والدها ، و قدم لها بذلك المدرسه لتكمل دراستها لكنها احبطت بشده بسبب عدم فهم اللغه الجزائريه فهي مصرية الجنسيه و ليس لديها أي اصدقاء هنا و كل يوم دوام تأتي و ترحل لوحدها .

و على جانب أخري على بعد كام مقعد خشبي يجلس شاب نفس عمرها الـ 14 عاماً ، ليطالعه إلى أجمل وجه مرتعب و متوتر قابله في حياته ، شابه بعيون عسليه واسعه متوسله و جميله بل جميله جداً ، رموش طويله مرتعشه تتهادى من التوتر الذي لا يعمل ، لماذا دائماً حالتها هكذا ؟ شعر متدرج قصيره قليلاً و وجهها المكتنز بخدود حمراء من التوتر ، شفاه صغيره منفرجه مرتجفه تزفر أنفاسها بإضطراب .

كان هو لا غيره طاهر ! و هو من أوائل الطلاب و رغم مشاغبته محبوب من بعض المدرسين ، منذ شهر أو أقل لا يعلم هذه الفاتنه جاءت منذ أول العام الدراسي مع الطلاب الجدد ، ظل يتابعها من مقعده يومياً ويبتسم كالأبله عند رؤيتها منذ أول الصباح مع بداية اليوم ، عندما يتطالع إليها لا تبدي أي إشارات لكونها قد ترى أو تبادلوا النظرات حتى ، كان يتعجب كثيراً كيف منها حتى لا أصدقاء لها و أحياناً بعض البنات كـ غيره منها يلقبوها بالـ مغروره ، حتى الشباب عندما يوقفها أحد خارج الفصل لـ التحدث معها تتجاهلوا .

ظل طاهر أكثر من مره يتابعها و يتمنى أن تراه مثل ما يراها ، لا يعرف لماذا يريد ذلك ؟ لا يعرف معنى تحديد مشاعره و هو في سنه صغير ؟ بذلك بتأكيد لا حب من الممكن إعجاب لكن إعجاب بتعلق شديد و انجذاب !!! .

= مهرة واعره ( مهره جامحه ! ) ! كأن ذلك صوت صديقه ناظم الذي يجلس بجانبه و هو يراه دائماً ينظر له.

نظر له طاهر بإنزعاج قائلاً : وشنو وش راك تهدر (ماذا !! عن من تتحدث !! ).

اقترب منه ناظم بمشاكسه قائلاً : هذيك الشابه لي شعرها صفر لي نقدرتش تهبط عينيك عليها .

(عن ذلك الشقراء الجميله التي لم تستطع أن تخفض عيناك عنها) .

قال طاهر بضيق شديد: بعد عليا قبل منكسرلك راسك ! .

(ابتعد عني قبل أن احطم رأسك ! و اصمت)

قال ناظم بإستسلام و هو يضحك عليه: هههه أوكي . (هههه حسناً )

رن جرس المدرسه معلناً انتهاء الدوام في الإعداديه النخبه و خرجت البنات و الشباب من المدرسه ، فهي مدرسه مشتركه بين الجنسين، بعضهن مسرعات و البعض الآخر كنَّ يتمايلن ببطء و دلال .

كانوا يخرجون بعض الطالبات و الطلاب بهدوء حتى حدف أحد الطلاب الكره على طاهر بقوه في رأسه نظر له بغضب طاهر و الطالب بادله النظره الإستهزاء ، فهو دائماً في شجار معه حتى تقدم طاهر بهدوء مصتنع و وضع أحد رجله تحت قدمه ليقع أرضاُ وسط ضحكات الجميع و منهم طاهر ، فجن جنونه و نهض الطالب و أخذ يطارد طاهر الذي أصبح يركض فرحه مستمتع بإنتقامه ليهتف بعصبيه مفرطه : وين تهرب مني يالصعلوك ! ولله غير نحكمك ونتفلك شعرك ! .

ـ لن تفلت مني يا صعلوك ! سأمسك بك و انتفلك شعرك !

التفت نحوه و أخرج له لسانه لـ يتغاظ أكثر ، وبدأ يضحك عليه و هو يركض تجاه و التفت مستمر في الركض و فجأه و في غمرة انشغاله بالهروب منه و الإتفاف إلى الوراء تصطدم بـ فتاه فتبعثر هو و أغراضه و كتبه أرضاً و لم تكن غيرها الفتاه الذي يتابعها في الصف معه .

رمقمها بضجر و توقف الطالب الذي تشاجر معه بضحك على طاهر لأنه وقع مثل ما أوقعه أرضاً ، جز على أسنانه بغضب منها بسبب ضحك زميله عليه و يراها لم تعِرهُ اهتماماً و واصلت بالسير دون اعتذار حتى ،صاح طاهر بعصبيه و هو يلملم أوراقه و كتبه التي تناثرت في كل حدب و صوب : على الأقل قولي سمحلي . (قولي آسفه على الأقل !) .

وقفت تنظر إليه قليلاً بخجل شديد و هي لا تفهم شيئ حتى رحلت ، لكن أيقنت غضبه منها عقد حاجبيه بدهشه متسائلاً و غيظ منها: وشبيها هذي طفله .(ما بها هذه الفتاه ..) .

تقدم منه صديقه ناظم حتى يساعده بالوقوف قائلاً بضيق: طاهر خليها في حالها وش دخلك فيها باينه بلي مبكمة متهدرش .

(طاهر اتركها في حالها ما شأنك بها .. من الواضح أنها بكماء ) .

توسعت طاهر عينيه بقوه يشهق قائلاًً بعدم استيعاب: وشنو !! بصح كفاه عرفت ؟ .

(ماذا و كيف عرفت ؟؟) .

تنهد و أضاف بإبتسامه ماكره : علاش مشفتش بلي مرجعتلكش الهدرة نتا ولا غيرك ....مكاش تفسير و حدوخر .

ألم ترى بنفسك هي لم تجيب عليك أو على غيرك .( ليس هناك تفسير غير ذلك ).

أخفض رأسه بندم على ما فعله معها منذ قليل و قال بإحباط: مبكمه ...هذاك الزهر المنحوس .

( بكماء .. يا للحظ السيء) .
__________________________________

كانت تسير بالشارع بعد الإنتهاء من دوام المدارس لتذهب إلى منزلها ، كانت تفكر و هي تشعر أصابه بالإحباط بالسكن و الدراسه في الجزائر لا تستطيع أن تتأقلم هنا فقد تشتاق إلى مصر ولي أصدقائها و جيرانها ، لكن ليس باليد حيله بسبب عمل والدها اضطرت إلى السفر مع والدها و زوجة أبيها و أخيها الصغير ، كادت أن تصل للبيت تلفحها شمس الظهيره الحارقه حتى لامحها ذلك المدعوه حسام و أخذ يعاكسها و بدأ يسير خلفها كالعاده فـ منذ السكن هنا و هو دائماً لا يتركها في حالها و لا يكتفي من مضايقتها بإصرار .

كانت تطلع فيه بإشمئزاء فـ هو فـ عمر الخمسين نفس عمر والدها تقريباً ، كيف لرجل مثله يفعل أفعال المراهقين معها و هي في عمر أولاده و هو مصري الجنسية مثلهم ، و هو من أحضر عمل لـ ولدها و يسكن في نفس العماره معها، يا إلهي إنه لا يمل أبداً من اللحاق بها .
بدأ يحاول استفزازها بعبارات الغزل : ارحمي الأسفلت الذي تدوسين عليه و سيري كما تسير الأنثى ! لا تجعليني أشعر أني أمامها ضابط في الجيش .. 

أطلقت زفرة ضيق و هي تحاول بصعوبه أن تتجاهله حتى حديثه إليها لا يليق برجل وقار مثله ، حتى توقف أمامها يبتسم لها بطريقه تغيظها ، توردت وجنتيها و هي تنظر أرضاً من شدة خجله قائله بتوتر : عم حسام من فضلك ابتعد عن طريقي .

قال حسام بتسليه : عماد فقط يا رحمه أنتٍ لا تعلمي ما نيّتي تجاهك !! .

رفعت عيناها رحمه إليه بضيق شديد لتصطدم بعيونه البنيه التي تنظر لي بطريقه مقزز و هو يقف اشاحت وجهها فتجاهلته إكراماً لوالدها و اكملت سيرها دون حديث.

تطلع فيها حسام بتفحص و قال بعمق: لن تكوني لغيري يا مهرتي الصغيره ! .
............................................................

طرقات صغيره على الباب نهضت رحاب بتثاقل لتفتح الباب لـ ابنه زوجها رحمه و حين رأتها أمامها زعقت رحاب بخشونه : كل هذا الوقت بالمدرسه ، و أيضاً كفاك طرقات على باب المنزل بقوه ليس اقف خلف الباب منتظره جنابك . 

تنهدت رحمه بيأس من الشجار معها و قالت بخفوت: أنا لم اتأخر كثير زوجة أبي ، لكن حدث شيء تحت عم حسـ...

نظرت إليه بلا تعبير و تنحت مفسحه لها الباب حتي قاطعتها: لا أريد اسمع مبررات منك ، و الآن تفضلي إلى الداخل ، أنا جائع و لم أحضر طعام طول اليوم مشغوله في تنظيف المنزل ، و من ناحيه أخرى طلبات أخيك و والدك .

نظرت بطرف عينها إلى والدها الذي يجلس أعلى المقعد بتوتر صامت و هو يستمع إلى حديث زوجته مع ابنته ، و بلا صوت اتجهت إلى المطبخ لتحضر عشائه .

حمحم سيد محاول التحدث بهدوء مصطنع: رحاب كفاك طلبات من رحمه كثير هي صغيره على العمل بالمنزل وغير دراستها ، هي يتيمة الأم و لم تري حنية والدتها حسب! و أنتِ تعلمي موت ولدتها وقت إنجابها . 

تطلعت إليه بنظرات غموض أربكته ثم تحدثت: تعرف من تحدثت معه اليوم سيد أبي يستعجلك حتى تسدد الديون له ! و أيضاً وصولات الأمانه لـ أخي .

أخفض رأسه بعجز عن الحديث ابتسمت رحاب بسخريه هاتفاً ببرود: أين ذهب لسانك الآن ؟ بدلاً أن تلقبني أني قاسيه على ابنتك ركز أنت أيضاً في العمل حتى لا بالآخري تضع فـ السجن من كثر ديونك .

سيد بإرتباك شديد و قال بقلق: أنا لم اقصد هكذا زوجتي العزيزه .

نظرت له بلا تعبير بإستخفاف و هي ترى الخوف بأعينه فهو شخص ضعيف: الآن فقط أصبحت زوجتي العزيزه .

نهضت بحده قائله بضيق شديد: أشعر بصداع شديد سوف أذهب ارتاح في غرفتي ، لا تنسى أن تقول لي ابنتك تطعم ابنك و تغسل الأواني قبل الذهاب للنوم .
__________________________________ 

اتجه نحو الباب يقرع جرسه بحماس عدد مرات و لم يتوقف، فتحت له الباب أخته الكبرى روان الذي باتت تعرفه من الطارق قبل أن تفتح له من طريقة دلف يهتف بمرحه كعاده ليقول طاهر بلهجته المصريه عكس حديثه الجزائري بالمدرسه فقط: أنا وصلت ، يا أهل المنزل أين أنتم ؟ انا وصلت أين الترحيب المشرف لي ؟ .

لتقول روان بغيظ متحدثه: كفاك إزعاج ، اصمت قليلاً سوف تستيقظ طمطم ابنتي على صوتك ، و تعطلني و أنا أريد انا اهبط إلى العمل الآن .

تقدم منها بحماس شديد ليقول: أين هذه الفتاه ؟ لقد اشتقت إليها ، دعيها تستيقظ روان بالله عليكي .

قبل أن تجيب عليه روان استمعت إلى صوت صغيرتها تبكي بالداخل تنهد بضيق مكتوم قبل أن يدلف إليها طاهر مقتحم الغرفه و يحملها بحضنه بحب و هي بدأت تهدأ و تضحك عندما رأته ، فـ ذلك الطفله التي لا تتعدى سنه تعلقت به بشده ليقول طاهر و هو يقبلها برقه و حنان موجه حديثه إلى أخته: اذهبي أنتِ أنا سوف أسليها لا تقلقي ، بالمناسبه أين أمي ؟ .

هزت رأسها له بالإيجاب بإبتسامه عريضه لتجيب: بالداخل المطبخ تحضر لك الطعام ، سلام أنا ذاهبه للعمل قبل أن اتأخر .

غادرت روان و ذهب طاهر و هو يحمل الطفله بحضنه إلى المطبخ كانت تقف أمه تعد الطعام بإهتمام و تركيز حتى تقدم منها بخطوات بسيطه يقبلها بقوه من وجنتيها ، شهقت كامله بحده قبل أن تستدرك قائله: بسم الله ، أفزعتني طاهر ، كم مره قلت لك لا تفعل هذه الحركه معي .

استنشق طاهر رائحه الطعام بإستمتاع قائلاً بإبتسامه: رائعه الرائحه حقاً ! هل تعلمي أمي إذا قدمتي على مسابقة طبخ سوف يخسره الجميع ما عدا أنتِ وتفوزي بإمتياز حينها .

ضحكت عليه كامله لتقول بإبتسامه: ماكر ! انتظرني بالخارج و سوف آتي لك بالطعام .
__________________________________

في اليوم التالي جلست رحمه أعلى المقعد الخشبي بالمدرسه وقت الفصحى كانت لوحدها كعادتها لتفتح كتاب ورقي لتسلي نفسها بيه ، من بعيد نظر لها طاهر و هو يقف مع زملائه يتسمرون بالحديث ماعدا هو أخذ يفكر بشئ و شويه حتى تشجع و اقترب منها و وقف أمامها ، رفعت عيناها رحمه نظرت إليه بإستغراب و توتر ، حتى حرك يده كـ إشارة الصم و البكم حتى تفهم حديثه قائلاً بـ (مرحباً بيكي أنا طاهر) .

تطلعت فيه بدهشه و تعجب ترقمه بنظرات كأنه شخص مجنون أمامها و هتفت بحيره : 
ماذا بك ! لما تفعل هكذا الحركات بيدك ؟!.. 

قال طاهر بتلقائيه و دون وعي: هذه إشارة الصم و البكم حتى تفهمي حديثي و... 

اتنفض بفزع مفرغ فمه ليقول بصدمه: مهلاً أنتِ تتحدثي مثلنا ألستِ بكماء؟ .

ابتسمت رحمه بسعاده لتقول بحماس: أنت تتحدث اللغه المصريه ؟ .

ثم هتفت رحمه بغضب: مهلاً من البكماء تقصد أنا 

يتبع 
                   الفصل الثاني من هنا 





تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close