على أموااااج البحرر إلي تتصافق مع بعضهاا البعض كأنها تواجه معرركه قوويــه ، كأنهاا ما تريد موجتهاا الأخرى تفوز عليها ، تضرب فيهاا لتقوول موجتي أقوى .. و على صووت طيور النوررس .. و على منظر الشمس الي تسسللت خيوطها الذهبيه لتعكس أشعتهاا على البحرر .
تشبهين القمر اسماً و فعلاً فبينما ينير القمر عتمة السماء تنيرين أنتِ ، عتمة قلبي ، تزينت الحديقه بالزهور و الأضواء ، و حُمّل الهواء بنسمه منعشه صافحت الوجوه و حملت ابتسامه إلى الشفاه تزامناً مع مرأى العاشقين.
تُعد ذاكرة الإنسان من أعقد الألغاز ، و رغم هذا تعتبر شيئاً ثابتاً غير قابل للتعديل ، خاصةً عندما تُشكل هويتنا ماضينا و حاضرنا، و لكن يبقى السؤال هل نستطيع بسهولة العوده لتذكر ذلك المرار المؤلم بما يحمله من كل كسر و نزيف ؟ أم أن تلك الذاكره الخرافيه تبني حائطاً سداً لتحول بيننا و بين ماضينا المروع ، جاعله إيانا عالقين في عالم مظلم ليس منه فرار ، فتجبرنا على الخوف من انقشاع ذلك المانع الرقيق ، ربما نجد خلفه أسوأ كوابيسنا فنظل صامتين خائفين متناسين أن في بعض الأحيان يكون لصمتنا احساسه الصادق ، فيكشف ذلك الضياع الخفي ، مُظهراً أمام أعيننا مستقبل أكثر ارتياعاً وضياعاً ! .
.........................
أمسك بيدها و قادها تحت ضوء القمر بأنواره الساطعه ، إضاءه ساطعه و برغم كل الإسترخاء الذي يتملكها نتيجة عيونه الساحره الذي أجبرت على تناوله أسيرة عشقها ، إلا أن قشعريره سرت في جسدها لتعلم إنها النهايه لا مفر فقد وقعت في حبه ! .
أمسك بيدها ليجبرها على الدوران حول نفسها ، تناثر شعرها القصير ليغطي إحدى عينها ، بينما الأخرى تحاول استكشاف المكان من حولها ، مع ضحكتها الرنانه بسعاده و انتفاخ الفستان الذي ترتديه من الهواء ، و هو يتطلع إليها بهيام عاشق متيم ! فتشق ابتسامه دافئه فمه كأنه يقول لها يا من أسرتي الفؤاد ترفقي بيه ! .
توقف بها عن الدوران فشعرت أن قلبها سوف يتوقف و أنفاسها تتثاقل مع كل خطوه يتقدم بها نحوي ، قناع الشجاعه سقط منها و صمتت و هو قربها تطلع لها و لم يستطع منع نفسه هذه المره و هو يمرر اصبعه على شفتيها ، طار عقله و كأن هناك من يتحكم بي كي يتمادى. مشاعر لايمكن وصفها فقط من يملكها يفهم هذا ما شعر به من قربها ، لو حكى لي أحد أنه قد عشق لهذه الدرجه بيوم لكان ضحك بإستهزاء ، و لكن فقط هي من أخرجت الجنون الذي بداخلي لدرجة أنني مستعد لقتل أي رجل ينظر لها فقط ، اقترب أكثر و اقترب لـ يقبلها .
شعر بها تبتعد عنه ركضت بعيد أخفضت رأسها احمرت وجنتيها ، و حمحمت بصوتها الرقيق مرتعش ببراءه تناسب سنها الصغيره وهي تخفض رأسها بخجل ابتسم بخفه ، و اقترب منها مرر يده على خصلات شعرها الحريري ، رفعت عيناها تطلعت فيه بعشق و بادلته الإبتسامه .
و كأني كل شيء بدأ يعود إلي الأرض الوطن و كان مجرد سراب ، تحولت الأنوار و الزهور من حولها إلي غبار أسود العتمه ،رأت نفسها محاطة بأجساد ضخمة أخذت تخلع الوشوش وجهها عن جلدها و تظهر حقيقتها كأفاعٍ متعددة الرؤوس ، تجولت وسط الخراب بين جثث الأموات والجماجم ، أصوات الضحك بشراسه تتعالى بشر ، ركضت بفزع في الشوارع العدوانيه بين الجبهات المتقاتله المتناحره ، الليل يسود في عز النهار ، منظر السماء مذهلٌ يلمع و يرعد بشراسه رهيبه ، رغم كل ذلك الدمار العنيف المدمر و الرصاص المنهمر لكنها ما زالت تقفز بشجاعه فوق شظايا القذائف الملتهبه بالنيران وأشلاء ، أخذت عينيها تتجول بألم شديد تبحث عنه؟!..
لتفر راكضه لا تعرف أين وجهتها و تجهل أين نجدتها؟ فقدميها الحافيتين أصبحتا داميتين تئن وجعاً و تكسر هامتها فتكاد تستسلم لتلك الدوامه التي وصلت إليها ، بدأت في نهش ما تطوله منها تحاول الصراخ فلا تجد لها صوتاً يعينها على التعبير عن ألمها أيقنت بالهلاك أخيراً .
من بين سحب الغبار الكثيف سمعتْ صوتاً تعرفه و تميزه ، صوتاً عميقاً مسكوناً باللهفه يطمئنها مهدئاً من روعها ، لكن أين هو لا تراه ؟ .
دموعه حاره منها " لون عيونها غرام" ، نداء خافت شده من دوامة أفكارها .
ليظهر هو عنها عن بعد بـ مسافه طويله عنها ، رفع عينيه عن الظلام حوله لينظر إلى مصدر الصوت الناعم العذب الذي كان و مازال مهدئاً لأعصابه بقهر : حزنك يعذب روحي صغيرتي .
لـ تتحول العينان القاتمتان تحولتا لبركه من الدموع العاتيه تلهث بتسارع علّ النجدة تأتي عبر هزه من العالم الواقع فتخرجها من تلك الدوامات المريره ، تفتح عينيها مجبره و كأنها مقيده فتبتهل بالصراخ و تهز رأسها برفض سريعاً بلهفه بأن لا يرحل ! و لكن لا فائده ، تتعالى شهقاتها عندما انتقل المشهد إلى نجده متمثله في اختفائه من أمامها !!!! .
رغم خوفها و رعبها من أصوات ضجيج عالٍ و عدة أصوات و صرخات معاً ، لكن صوته الوحيد الذي وصل أذنها و كل أملها أنه البطل المغوار الذي سينقذنها ، لتركض بلا تفكير له لكن شعرت فجأه بيده تسحبها بعنف شديد إليه و صوته الفحيح كالأفعى التي تغير جلدها كل موسم قائلاً :
أنتِ لي .. أنا ، ابتعدي عنه .. أنتِ لي .
......................
نقطه من أول السطر كيف يمكن للنـهـايه
أن تهلك البـدايـه ؟؟
نـبــضــات خـلقـت معنـا ..مـع أول شهيـق ضــجّ فـي عـروقنـا ..~ مـع أول دقـة (قـلــب) فـي صـدورنـا...~و..بااقيـه إلــى أن تـغـتــالـنــا...~نبضاااات تحتضـن القلـب..قبـل الجسـد بيــن المحــال..و اللآ محـــال.. تسيــر نحــو اللآ معـــروف... لتكســـر البشــــر
♥ ♥ ♥
نـبـضـــآآآآآآآت لــن تـغـيــب..؟؟؟
تتـســابـق للـظـهــور للـمــلأ *
تـــريــــد الـبـــوووح *
تـنــادي **
تـصـــــرخ **
تــريـــد الـكـثـيـــر **
♥ ♥ ♥
هـنــا..) حـكــايـات.
تـبـدأ بـكـلمــه ..لتنتـهي بـصـمــت .
تـبــدأ بـتجــربـه ..لتنتـهي بإنـفـجــار .
تـبـدأ بـلعبــه ..لتنتـهي بـمـأســاه .
تـبـدأ بهــزه..لتنتـهي بـزلــزال .
بالتأكيد تـبـدأ بنبـضــه .. لتنتـهي بــأخـــرى .
القاهره 2021..
كانت تلك الجميله نائمه بعمق و فوقها المفرش يغطي يصل لبعد ركبتها و قد انحسر عنها الغطاء ليكشف عن حوريه نزلت من الجنه ، تبدو كالطفله الصغيره ، رغم قد تجاوزت سن الأربعين لكن مزالت هالة البراءه المحيطه بها تبدو من يراها يعتقدها في سن العشرون .
كان شعرها البنيه الغامق الذي يصل إلى منتصف ظهرها بها كانت لوحة فنان ، لطالما كانت مطمع للعديد من الرجال بسبب جمالها لكن هي دائماَ ترفض الإرتباط لـ أسباب مجهوله ؟؟؟
ابتسمت فجأه بنعومه و هي تتململ في الفراش ، كانت كعادتها تحلم بيه الذي طال انتظاره أن تراه لمره واحده حتي تكفي له ، يحملها بين ذراعيه و ترى نظرات العشق و الهيام بأعينه ، و يسمعها كلمات الغزل التي اعتادت سماعها كان و مازال حلمها ذاك .
فتحت عيني على أشعة الشمس المتسلله من النافذه جلست أزالت على الفراش ، نظرت حولها بتراقب ثم تنهدت بعمق ، تحاول لا حدوث شيئ يعكر مزاجها حتى هذه الأيام ، لأجله هو لا غيره كم تعرف مهم جداً لحدوث مناسبه سعيد بالنسبة له كان ينتظرها بفارغ الصبر .
نهضت من مكانها و استحمت و ارتدت عباء رصاصي غامق اللون طويله بيتي ، و تركت شعرها المبلل خلف ظهرها ثم متجهه للمطبخ .
دخل شاب وسيم إلى داخل المطبخ ليجدها تقف أمام الموقد تهتم بالطعام و هي تغني بنبره صوتها الجميل مردد كلمات الأغنيه "ورده الجزائريه" كأن صوت رقيق و نبره ناعمه تهتف .
ليالينا ليالينا ليالينا .
و تاهت بينا ليالينا .
و تاهت بينا تاهت ليالينا ليالينا .
و قولنا نرسى نرسى على مينا .
مشينا و ادينا من غير أهالينا .
و لا حد بيسأل فينا .
و اتارى الدنيا غداره غداااااره .
بتغدر كل يوم بينا غدااااره .
و الله و جيتي علينا يا دنيا جيتي علينا علينا يا دنيا . و جيتي كتير على ناس قبلينا .
ليالينا ليالينا وتاهت بينا ليالينا .
الحنيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــه .
طب فين هــــــــــــــــــي ؟
ابكي يا قلبي على الحنيه .
هي الدنيا جرى فيها ايه ؟ دي جرى فيها ايه ؟
حتى الناس صبحت مش هي .
راحت فين الكلمه الحلوه ؟
راحت فين الناس الحلوه ؟
ضيعتيهم و جرحتيهم و توهتيهم .
ليسير الشاب بخفه من خلفها اقترب هامسه في أذنيها برقه : احم... عذراً للمقاطعه أيها الكروان المغرد و لكن الطعام سيحترق لأن يغار من جمال صوتك .
التفتت إليه سريعاً لتجد صغيرها يقف خلفها تبتسم له بسعاده و حب و ما أن همت بالرد عليه هي الأخرى بمرح حتى لا يلاحظ حالتها : و بالطبع أنت سوف تحزن كثيراً على الطعام لأنك جائع .
ابتسم بإتساع و اقترب يقبلها برقه و حنان :" صباح الخير يا حلوتي متى وصلتي إلى القاهره ؟ اشتقت لك كثيراً " .
ردت و هي تضع الطعام أعلى طاولة طعام بالمطبخ و جلست : صباح النور حبيبي وصلت في تمام الساعه السابعه صباحاً ، كنت نائم وقتها لا أردت ازعاجك .
جلس أمامها و بعدها شرب كأس العصير قائلاً بعتاب : كنت سأحزن جداٍ إن لم تحضري زفافي بعد أسبوع أمي ، يكفي حتى الآن لم تحضري خطبتي و لم تري شكل العروس ، و هذا لأجل سفرك إلى الجزائر الذي لا أفهم حتى الآن ماذا تفعلي هناك ؟ .
تركت الطعام و نظرت لـ الفارغ بضيق و حزن قائله بإبتسامه مصطنعه و هي تمسك بوجهه بين يديها : بني لا تحزن هكذا تعرف جيداً رغم عني ليس بإرادتي ، كان لدي عمل هناك و لا يستطيع التأجيل ، و أنت أرتني صورة زوجتك المستقبليه على الهاتف ، كم هي جميله الله يحفظها إليك يا ابني و يتمم هذا الزواج على خير .
نظر لها بحده قائلاً بعدم رضى : أي عمل هذا أمي ؟ الذي يحتاج إلي سفر كل أسبوع من كل شهر ، و إذا كنتي رأيتي صوره العروس فقط هذا لا يكفي ! حتى أهلها لم تتعرفي عليهم حتى الآن .
أغمضت عينيها بإنكسار و قالت بخفوت : صغيري هذا طبيعي عملي ، و أنا اليوم معك و لن أتركك أبداً .
تنهد بيأس و قال بهدوء : حسناً أمي ، أتمنى ذلك أنا أيضاً ، مثلما تشائين .
ابتسمت لأجله و قالت بإهتمام: هل كل شيء جاهز ؟ هل أحضرت فستان الزفاف لي ؟ عروستك و دعوات الفرح و حجزت قاعه الزفاف ؟ .
هز رأسه بهدوء و قال: نعم أمي كل شيء جاهز لا تقلقي ، لقد أحضرت الفستان و حجزت في محل الحلاقه و لكن ليس هنا المشكله .
عقدت حاجبيها متسائله بإستغراب : ماذا بك ؟ هل حدث شيء؟
قال بصوت حزين جداً : نعم أمي أنا و فاطمه أصبحنا الأيام الأخيره في شجار دائم ، لما أعد أفهم عليها ماذا تريد ؟ أشعر بها دائماً تريد التهرب من الزواج مني ! ولا تعشقني مثل ما أنا أعشقها ، أحسها تسرعت من الزواج به و تريد إلغاء الزواج .
وضعت يدها فوق يده بحنان قائله بحب تخفف عنه: لا تقول هكذا من الممكن ، هي خائفه مثلا أي عروس من البدايه الجديده لحياتها معك لا أكثر ، حبي لا تتعب نفسك زياده و اتركيها على الله " .
هتف بخيبه أمل فهو لا يريد أن يحملها أكثر و يحكي لها تفاصيل ما حدث بينهما :" ان شاء الله أمي " .
حاول أن يبتسم لها زائف ، بينما تهمس بحنان و هي تربت على خدها : إن شاء الله يسير كل شيء مثل ما تريد ، موفق حبيبي في حياتك القادمه .
أومأ برأسه بالإيجاب ببطء و هو يشعر ببعض التوتر من هذه الزيجه فهو و خطيبته ليس متفقين تماماً في أي شيء ، لكن ليس بيده حيله فهو يعشقها لذلك مستمر معها ، حاول أن يبدو طبيعه و أكمل الطعام و هو يرفع جريدة الأخبار ليقرأ محتواها بإهتمام حتى ابتسم بقوه على شيء .
انتبهت هي لضحكه المفاجأ فنظرت له مبتسمه لتقول: ياه ما خطبك؟؟؟
هز رأسه بهدوء مبتسم: لا شيء مهم أمي .
آثار فضولها لتقول متسائله : بني ماذا هناك ؟ لماذا تضحك هكذا فجأه ؟ .
نظر لها ثم تحدث: حسناً .. ليس هنالك شيء فقط كنت اقرأ الجريده حتى لاحظت خطاب غريب اليوم من رجل غريب الأطوار مثل ما اسميه ، كل يوم يكتب في الخطاب كلمتين لا أكثر و هي "ارجعي إليه" فقط و يضع صور صغيره إلي قلاده رومانسيه على شكل فراش داخل شرنقه ، و كل يوم هكذا منذ سنوات طويله و أنا اقرأ الجريده و اولاحظ هذا أحياناً بالصدفه ، أرأيت غامض كثيراً لكن اليوم فعل شيء آخر .
= ماذا فعل ؟؟
قال بغرابه و بعض البلاهه و هو يريد يفهم ماذا يريد صاحب الخطاب من كلماته هذه ؟ : أخيراً رجل غريب الأطوار أطول الحديث في الكلمات قليلاً لكن ياريت ما فعل ذلك ، لأن يكتب الخطاب بلغه غريبه لا أفهمها و لا اعتقد أحد بالعالم يفهم حديثه ،حتى انظري بنفسك أمي إذا فهمتي حرف واحد من الكلمات ، لا أفهم هل هذه تعويذه أم ماذا ؟ .
عقدت حاجبيها بدهشه و تعجب من حديثه ابنها لتأخذ الجريده منه لترى الخطاب الذي يتحدث عنه ، و لا يفهم ابنها اللغه المكتوبه بيها الخطاب ، لكن الغريب أنها قرأت الكلمات و قد فهمت اللغه مردد بصوت منخفض قائله ، كأنت الكلمات .. كالآتي .
راني نكتب لحب حياتي رحمه لي مشفتهاش من ثلاثين سنه راكي تشفاي يا رحمه كي كان عمرنا خمسطاش سنه في عمرنا كما هذا اليوم في عيد الحب ، خرجنا نحوسو فالبحر تشفاي الهديه لي مديتهالك ، و عينيك لمعو و كنا مراهقين و حاسين بالخجل الحياه ولات صعيبه ، و الناس مولاوش طيبين كما كانو مولاش الحب موجود و نحسو بيه كي نتلاقاو ، توحشتك بزاف و معلاباليش وين راكي ضك فرقتنا الدنيا و ظروفها أنا ضك راني في مدينه وحدوخرا، ونتي متشفايش عليا راني نكتب ليك هذي رساله على أمل إننا نتلاقاو ، ولي ليا توحشتك بزاف ومازال مفقدتش الأمل ، وراح نبقا نحوس عليك إلى آخر العمر .
تحولت ملامحه وجهه بذهول قائلاً بعدم استيعاب : أمي كيف فهمتي اللغه ؟؟.
بهتت بصدمه بعد الإنتهاء من قراءة الخطاب ، و دموعها تتهاطل على وجنتيها بمراره ، وبقيت تلهث بأنفاس متقطعه ، ثم همست بخفوت و ملامح مشدوهه : مستحيل !!
__________________________________
فتح باب السيارة بعنف و نزل منها رجل يمتاز بملامح رجولية شديدة الجاذبيه ، ببشره قمحي و عيون سوداء كسواد الليل و حاده كعيون الصقر ، و طول يافع ، و جسم قوي يدل على شدته و صلابته بجسم رياضي رغم سنه الكبير لكنه مازال يحتفظ بملامح شديدة الجاذبيه و جسمه الرياضي قفل إليها مقفلاً بابها بعنف أكبر ، كان يحاول اليسطره على غضبه و لكنه ببساطه لم يستطع ، فكلما تذكر ما حدث معه في الماضي الذي لا يتركه حتى الآن .
رغم قد مر سنوات طويله للحظه غامت عيناه بدموع حبيسه لها و لرائحتها و دفئها ، و لكن أين هي الآن ؟ نظر لي ضوء القمر المكتمل كأن يتغلغل إلى روحه ليوسع له مجرى ينفس الذي ضاق فبدأ كما كان يفعل سابقاً : حتى انت ياقمري مصرٌ على تذكيري بما نسيته ! .
ابتسم بسخريه حزينه قائلاً لنفسه "إذا أين ذهب كل ذلك الحب والوعود ......؟؟
مسح عينيه بعنف وضيق فقد الأمل تماماً ، لولا أنه ليس وحيد لي كان أطلق صرخه ألم كبيره مليئه بـ الألم الشديد و قشعريره بدأت تدب في جسده و إحساس بالضياع و الألم و التخبط ، عاد ليسكن روحه فينقبض قلبه و تختنق أنفاسه و هو يتذكر أحداث مرت عليه غيرت تاريخيه بأكمله ، و كلمات بدأت ترن في أذنه أعادته إلى الوراء سنين عديده ، ابتسم بسخريه أين ذهب كل ذلك العشق و اللهفه بينهما ؟ هل يا ترى تبحث عنه كما هو يبحث عنها الآن ؟ و كاد يموت من الشوق حتى يراها و يطمئن عليها أو يسمع صوتها حتى لو مره واحده .
تسلل لسمعه خربشات خلف شجرة السور الضخمه ، التفت إليها لكنه انشغل عنها ما إن وقعت عيناه على مدللـه الصغيره ، تجلس وحدها بالجنينه الفيلا كانت تبدو حزينه و شارده ، ليتوجه لها على الفور .
ما إن اقترب منها و رأته ، حتى نفضت الأعشاب من بين يديها و من ثيابها لتقفز و تتعلق به بفرح هاتفةً بإسمه وهو يضمها إليه بكل حنان و حب قائله بابتسامه عريضه: أخيراً تنازل سيادة اللواء و جاء لي يرى ابنته المصون .
قال بأسف حقيقي : آسف على تأخري عزيزتي ،سامحني حبيبتي ، أنتٍ تعلمي جيد أنني لا اتعمد ذلك لكن عملي يحتاج كل وقتي .
هزت رأسها بتفهم ليقول متذكر ملامحها العابسه متسائلاً بإهتمام : صحيح ما خطبك لما كنتي تجلسي لوحدك هنا ؟ من المفترض أن تكوني في الخارج مع صديقاتك لتجهيزات و شراء كل ما يخص زفافك بعد أسبوع ليس لدينا وقت كثيراً .
فاطمه بعبوس و نبره حاده : أبي من فضلك لا تتحدث عن الزفاف أمامه مره ثانيه ، لأني أريد أن افسخ هذه الخطبه .
بهتت ملامحه و حدق نحو فاطمه بصدمه : ماذا ؟؟ ماذا حدث حتي تقولي هكذا عزيزتي ؟ الزفاف بعد أسبوع واحد ، وخطيبك رجل محترم و دائماً يتصرف معك بنبل أمامي ، و أنتم تحبون بعض لقد وافقت على فترة تعارفكم رضوخاً تحت إصراركما أنتِ و هو عندما رأيت الحب في عينيكم لبعض ، ولكن إذاً ماذا حدث حتي تقولي لا يناسبك الآن ؟ .
فاطمه بإصرار : ومع كل هذا أبي لا أريده ؟.
قال هو بإصرار هو الآخر : الشاب ناجح جداً و محترم و سمعته طيبه بين الجميع كما أنه نزيه و حسن الخلق ، و الأهم أنكم تحبوا بعضكم هل الإنفصال سهل هكذا بالنسبه ليكي بعد كل ذلك الحب ؟! .
أجابت بخفوت و تلعثم : ممم... نعم أبي ، أشعر كأنني تسرعت في الموافقه على الخطبه .
قال بحده و نفاذ صبر: كفاك هراء !! و احكيلي ما حدث بالتفصيل .
نظرت إليه بحزن و تردد لتقص عليه ما حدث بينهما اليوم ؟!..
= فلاش باك
كانت فاطمه مع خطيبها يتجولون في الشوارع للتسوق و شراء المستلزمات حتى قد انتهوا الآن بعدما ذهبوا إلى المقهى أحضروا الفستان و الحجز في محل الحلاقه حتى اكتفوا اليوم ، و اقترح هو عليها ليجلسوا ليرتاحوا قليلاً ، و.طول جلوسهم بالمقهى تبادلوا الحديث و تكلموا عن مواضيع كثيره ، حتى تذكرت فاطمه شيء لتقول بحماس : كنت أن أنسى صحيح اليوم و انا أمارس عملي بالمشفى تم طلبي للذهاب للمدير يريدني في شيء مهم .
فـ فاطمه تعمل دكتوره جراحة مخ و أعصاب ممتازه و متفوقه جيداً استطاعت تحقيق نجاح كبير و اسم لها بعد التخرج و العمل على الفور نظر لها بإستغراب و قلق : لماذا ما الخطب ؟؟ .
قالت فاطمة بإبتسامه هادئه: لا يوجد شيء يدعو للقلق و التوتر ، تم اختياري منح دراسيه للخارج كنت سبق و تحدثت مع المدير ، و هاه جاءت لـ الفرصه لـ السفر بعد شهر واحد من اليوم إلى أمريكا.
تطلع فيها بصدمه قليلاً ثم قال بإستنكار: و أنا آخر من يعلم ، و أيضاً تم تحديد موعد السفر بعد ثلاث أسابيع من جوازنا ، ألم تفكري في حياتنا بعد !!! .
قالت فاطمه ببساطه : ما بها حياتنا حبي ! من الممكن أن تسافر معي و تبحث عن عمل في الخارج معي أيضاً .
تنهد بضيق شديد من أنانيتها و نبر الهدوء التي تتحدث بها و قال بجمود: اسمعيني جيداً فاطمه أنا لا أريد السفر إلى الخارج لا أريد ان اارك عمليه هنا و لا حياتي و لا أمي , و لا أريد من بداية زواجي الإستقرار بالخارج ، و من المفترض أن تأخذي إذني أولاً قبل أن تخطيطي من دون رأيه يا زوجتي المستقبليه .
قالها من نوع السخريه لتجز علي أسنانها بحده قائله: ماذا تقصد بحديثك معي ؟ أنا منذ سنوات طويله انتظر هذه المنحه فسوف تؤثر على نجاحي و لها دور عامل كبير على ابحاثي الطبيه ، و أنت بكل أنانيه تأتي و تهد كل طموحي ، و أي عمل تتحدث عنه بهذه الأهميه ؟ أنا مجرد عامل في بنك لا أكثر !!! .
نظر إليها بصدمه قائلاً بعدم تصديق: هل تسخري مني و تقللي من شان عملي فاطمه ؟! .
أدركت أنها خانها تعبرها و مع ذلك لم تعتذر لتقول بعند: أنت تعرف لم أقصد ذلك المعنى ، أنا كنت أقصد تستطيع بسهوله تجد عمل بالخارج معي .
قال بجمود: و من تحدث أني سوف أسافر معك ؟؟ .
تطلعت إليه بنظرات مصدومه قائله بحده: إذاً ..
نهض واقف بجمود بعد أن وضع الحساب الطعام أعلى الطاوله قائلاً بنبره حاده مقصوده : إذاً فاطمه أنا أم العمل بالخارج ؟؟ .
تسمرت فاطمه مكانها تحدق نحوه بصدمه ، حتى قال بإقتضاب: و الآن تفضلي حتى أوصلك في طريقي .
زمت فاطمه شفتيها بحنق وردت بعناد و نبره حاده : سأعود بسيارتي.
= نهايه الفلاش باك
تطلع فيها والدها بعدم رضى قائلاً بهدوء : بعد كل ذلك لم تري نفسك أنك مخطئه في شيء واحد يا فاطمه ؟! حملتي كل الذنب إليه فقط و لا أنتِ لأ !!؟ لكنك للأسف عزيزتي أخطأتي كثيراً و ليس خطأ واحد فقط أيضاً .
لاحظ بوادر اعتراض فاطمه من ملامحها المتجهمه حدقت إليه بحده: أبي أنا المخطئه أم هو ؟ يعرف جيداً أني أحب عملي الطب ، و.لا استطيع أن أضيع فرصه مثل هكذا و هو يأتي بكل جبروت و قسوه و يضع نفسه في مقارنه بين عملي و هو !! إذاً أنا سوف أختار عملي بالعند فيه .
هز رأسه بيأس من عنادها و أضاف بجديه و ملامح حاده : كفاك عناد فاطمه ، الأمور ليست تحل هكذا ، لم لا تتنازلي و تضحي هذه المره أنتِ بدل منه و ترفضي هذه المنحه الدراسيه و تظل بـ جانب زوجك ، هو تنازل كثيراً لأجلك أيضاً و لأجل سعادك عزيزتي .
هتفت فاطمه بشموخ و نبره متهكمه تتحدى بنظراتها الحانقه إليه: أبي هو الذي وضع نفسه في هذه المقارنه ليس أنا إذاً يتحمل المسؤوليه ، و أي تنازل و تضحيه تتحدث عنها أبي ؟ هل يوجد أحد في هذا العالم يضحي بحياته من أجل من يحب ؟ هذا يوجد في المسلسلات و الأفلام فقط خيال و ليس حقيقه !!! .
كاد أن يجيب عليها لتقول بجديه: أبي دعني أقول شيء لكن جاوب بصراحه ، هل أنت يمكنك أن تضحي بحياتِك من أجل شخص تحبه ؟ .
صمت قليلا بصدمه من السؤال ، ابتسمت فاطمه بثقه: أرأيت صمت الآن!! لأني حديث صحيح إذاً أبي .
هتف بخشونه و بحنق لتغير الموضوع بتوتر: ما هذا السؤال الغريب ؟ أنا اتحدث عنك الآن و ليس أنا؟؟ .
أجابت ببرود و نبره متهكمه ترمقه بنظرات ساخره: جاوبني أبي بصدق حتى تقتنع برأيه .
قال بصوت صاغره مجبره متجهمه الملامح مقطبة الحاجبين : بالطبع ، أنها ستكون حبيبتي و نصفي الآخر و يمكنني فعل أي شيء لها.
حدقت فاطمه نحوه بغيظ بينما تزفر أنفاسها الهادره بغضب : و هل هي يمكنها أن تضحي بحياتها من أجلِك ؟
صمت لحظه يرمش بإضطراب يزدرد ريقه ببطء لتتحدث بتسليه : لا تعلم بتأكيد صحيح ، لأنك ليس في الموقف نفسه حتى تعرف إذا كانت هي تستطيع أم لا ؟ و لكن إن حكمت عليها الظروف هل يمكنكِ أن تؤكدِ لي أنها ستضحي بحياتها من أجلِك أبي ؟
هتف بلا استيعاب و نبره خافته : لكنني أعرف شخص على استعداد بأن يضحي بحياته و كل ما يملكوا من أجلي ، قلبه ، و روحه ، و وفاء ،مقابل أن يكون معي للأبد ، شخص عيونه صادقه في العشق و كلماته شريفه وعوده صادقه ،شخص يمكنه التضحيه بكل شيء من أجل الحب ، و لكنها كانت ليس على استعداد هي فعلت بالفعل ضحيت من أجلي .
فغرت فاطمه فاهها بصدمه و هتفت بعدم فهم: أنا لا أفهم عن ماذا تتحدث ؟؟ .
ليفاجئها بإبتسامه فخوره و هو يهمس بصوت أجش محدقاً إلى عينيها و نظرات حاره حاده: اتحدث عن روحي الضائعه الذي لم التقي بيها حتى الآن فاطمه .
عش أنت عش أنت ...إنى مت بعدك.
كانت بقايا للغرام ..ماكان ضرك لو عدلت .
و جعلت من جفنيَّ متكأً.. ورفعت بى عرش .
الهوى أنقى من الفجر الضحوك.. و أرقَّ من طبع .
النسيمِ وألذ من كأس النديمِ.. و حياة عينك .
و هي عندي ..و أطل إلى ماشئت صدي .
بمهجتي فختمت بعدك ..أما رأت عيناك قدك .
و من عينيَّ مهدك و رفعت فوق العرش بندك .
فهل أعرت الفجر خدك؟ فهل خلعتَ عليه بُردك؟ .
فهل أبحتَ الكأس شهدك؟ مثلما الإيمان عندك؟ أتاك يعتذر... قد أتاك يعتذرُ .
♥ ♥ ♥
الجزائر 1989 ...
كانت تجلس ذاته الجميله أعلى المقعد بداخل الفصل الدراسي بتوتر واضح تفرك يدها أوقات و تهز رأسها بالأسفل إلى الكتاب الذي أمامها تشغل نفسها بأي شئ و أحياناً تضغط على شفتها بحده و بخجل شديد ، لا تريد أن يلاحظ أحد عليها و يوجه لها المدرس سؤال ، فهي منذ شهر واحد و هي انتقلت إلى الجزائر مع عائلتها لأجل فرصه عمل أكبر إلى والدها ، و قدم لها بذلك المدرسه لتكمل دراستها لكنها احبطت بشده بسبب عدم فهم اللغه الجزائريه فهي مصرية الجنسيه و ليس لديها أي اصدقاء هنا و كل يوم دوام تأتي و ترحل لوحدها .
و على جانب أخري على بعد كام مقعد خشبي يجلس شاب نفس عمرها الـ 14 عاماً ، ليطالعه إلى أجمل وجه مرتعب و متوتر قابله في حياته ، شابه بعيون عسليه واسعه متوسله و جميله بل جميله جداً ، رموش طويله مرتعشه تتهادى من التوتر الذي لا يعمل ، لماذا دائماً حالتها هكذا ؟ شعر متدرج قصيره قليلاً و وجهها المكتنز بخدود حمراء من التوتر ، شفاه صغيره منفرجه مرتجفه تزفر أنفاسها بإضطراب .
كان هو لا غيره طاهر ! و هو من أوائل الطلاب و رغم مشاغبته محبوب من بعض المدرسين ، منذ شهر أو أقل لا يعلم هذه الفاتنه جاءت منذ أول العام الدراسي مع الطلاب الجدد ، ظل يتابعها من مقعده يومياً ويبتسم كالأبله عند رؤيتها منذ أول الصباح مع بداية اليوم ، عندما يتطالع إليها لا تبدي أي إشارات لكونها قد ترى أو تبادلوا النظرات حتى ، كان يتعجب كثيراً كيف منها حتى لا أصدقاء لها و أحياناً بعض البنات كـ غيره منها يلقبوها بالـ مغروره ، حتى الشباب عندما يوقفها أحد خارج الفصل لـ التحدث معها تتجاهلوا .
ظل طاهر أكثر من مره يتابعها و يتمنى أن تراه مثل ما يراها ، لا يعرف لماذا يريد ذلك ؟ لا يعرف معنى تحديد مشاعره و هو في سنه صغير ؟ بذلك بتأكيد لا حب من الممكن إعجاب لكن إعجاب بتعلق شديد و انجذاب !!! .
= مهرة واعره ( مهره جامحه ! ) ! كأن ذلك صوت صديقه ناظم الذي يجلس بجانبه و هو يراه دائماً ينظر له.
نظر له طاهر بإنزعاج قائلاً : وشنو وش راك تهدر (ماذا !! عن من تتحدث !! ).
اقترب منه ناظم بمشاكسه قائلاً : هذيك الشابه لي شعرها صفر لي نقدرتش تهبط عينيك عليها .
(عن ذلك الشقراء الجميله التي لم تستطع أن تخفض عيناك عنها) .
قال طاهر بضيق شديد: بعد عليا قبل منكسرلك راسك ! .
(ابتعد عني قبل أن احطم رأسك ! و اصمت)
قال ناظم بإستسلام و هو يضحك عليه: هههه أوكي . (هههه حسناً )
رن جرس المدرسه معلناً انتهاء الدوام في الإعداديه النخبه و خرجت البنات و الشباب من المدرسه ، فهي مدرسه مشتركه بين الجنسين، بعضهن مسرعات و البعض الآخر كنَّ يتمايلن ببطء و دلال .
كانوا يخرجون بعض الطالبات و الطلاب بهدوء حتى حدف أحد الطلاب الكره على طاهر بقوه في رأسه نظر له بغضب طاهر و الطالب بادله النظره الإستهزاء ، فهو دائماً في شجار معه حتى تقدم طاهر بهدوء مصتنع و وضع أحد رجله تحت قدمه ليقع أرضاُ وسط ضحكات الجميع و منهم طاهر ، فجن جنونه و نهض الطالب و أخذ يطارد طاهر الذي أصبح يركض فرحه مستمتع بإنتقامه ليهتف بعصبيه مفرطه : وين تهرب مني يالصعلوك ! ولله غير نحكمك ونتفلك شعرك ! .
ـ لن تفلت مني يا صعلوك ! سأمسك بك و انتفلك شعرك !
التفت نحوه و أخرج له لسانه لـ يتغاظ أكثر ، وبدأ يضحك عليه و هو يركض تجاه و التفت مستمر في الركض و فجأه و في غمرة انشغاله بالهروب منه و الإتفاف إلى الوراء تصطدم بـ فتاه فتبعثر هو و أغراضه و كتبه أرضاً و لم تكن غيرها الفتاه الذي يتابعها في الصف معه .
رمقمها بضجر و توقف الطالب الذي تشاجر معه بضحك على طاهر لأنه وقع مثل ما أوقعه أرضاً ، جز على أسنانه بغضب منها بسبب ضحك زميله عليه و يراها لم تعِرهُ اهتماماً و واصلت بالسير دون اعتذار حتى ،صاح طاهر بعصبيه و هو يلملم أوراقه و كتبه التي تناثرت في كل حدب و صوب : على الأقل قولي سمحلي . (قولي آسفه على الأقل !) .
وقفت تنظر إليه قليلاً بخجل شديد و هي لا تفهم شيئ حتى رحلت ، لكن أيقنت غضبه منها عقد حاجبيه بدهشه متسائلاً و غيظ منها: وشبيها هذي طفله .(ما بها هذه الفتاه ..) .
تقدم منه صديقه ناظم حتى يساعده بالوقوف قائلاً بضيق: طاهر خليها في حالها وش دخلك فيها باينه بلي مبكمة متهدرش .
(طاهر اتركها في حالها ما شأنك بها .. من الواضح أنها بكماء ) .
توسعت طاهر عينيه بقوه يشهق قائلاًً بعدم استيعاب: وشنو !! بصح كفاه عرفت ؟ .
(ماذا و كيف عرفت ؟؟) .
تنهد و أضاف بإبتسامه ماكره : علاش مشفتش بلي مرجعتلكش الهدرة نتا ولا غيرك ....مكاش تفسير و حدوخر .
ألم ترى بنفسك هي لم تجيب عليك أو على غيرك .( ليس هناك تفسير غير ذلك ).
أخفض رأسه بندم على ما فعله معها منذ قليل و قال بإحباط: مبكمه ...هذاك الزهر المنحوس .
( بكماء .. يا للحظ السيء) .
__________________________________
كانت تسير بالشارع بعد الإنتهاء من دوام المدارس لتذهب إلى منزلها ، كانت تفكر و هي تشعر أصابه بالإحباط بالسكن و الدراسه في الجزائر لا تستطيع أن تتأقلم هنا فقد تشتاق إلى مصر ولي أصدقائها و جيرانها ، لكن ليس باليد حيله بسبب عمل والدها اضطرت إلى السفر مع والدها و زوجة أبيها و أخيها الصغير ، كادت أن تصل للبيت تلفحها شمس الظهيره الحارقه حتى لامحها ذلك المدعوه حسام و أخذ يعاكسها و بدأ يسير خلفها كالعاده فـ منذ السكن هنا و هو دائماً لا يتركها في حالها و لا يكتفي من مضايقتها بإصرار .
كانت تطلع فيه بإشمئزاء فـ هو فـ عمر الخمسين نفس عمر والدها تقريباً ، كيف لرجل مثله يفعل أفعال المراهقين معها و هي في عمر أولاده و هو مصري الجنسية مثلهم ، و هو من أحضر عمل لـ ولدها و يسكن في نفس العماره معها، يا إلهي إنه لا يمل أبداً من اللحاق بها .
بدأ يحاول استفزازها بعبارات الغزل : ارحمي الأسفلت الذي تدوسين عليه و سيري كما تسير الأنثى ! لا تجعليني أشعر أني أمامها ضابط في الجيش ..
أطلقت زفرة ضيق و هي تحاول بصعوبه أن تتجاهله حتى حديثه إليها لا يليق برجل وقار مثله ، حتى توقف أمامها يبتسم لها بطريقه تغيظها ، توردت وجنتيها و هي تنظر أرضاً من شدة خجله قائله بتوتر : عم حسام من فضلك ابتعد عن طريقي .
قال حسام بتسليه : عماد فقط يا رحمه أنتٍ لا تعلمي ما نيّتي تجاهك !! .
رفعت عيناها رحمه إليه بضيق شديد لتصطدم بعيونه البنيه التي تنظر لي بطريقه مقزز و هو يقف اشاحت وجهها فتجاهلته إكراماً لوالدها و اكملت سيرها دون حديث.
تطلع فيها حسام بتفحص و قال بعمق: لن تكوني لغيري يا مهرتي الصغيره ! .
............................................................
طرقات صغيره على الباب نهضت رحاب بتثاقل لتفتح الباب لـ ابنه زوجها رحمه و حين رأتها أمامها زعقت رحاب بخشونه : كل هذا الوقت بالمدرسه ، و أيضاً كفاك طرقات على باب المنزل بقوه ليس اقف خلف الباب منتظره جنابك .
تنهدت رحمه بيأس من الشجار معها و قالت بخفوت: أنا لم اتأخر كثير زوجة أبي ، لكن حدث شيء تحت عم حسـ...
نظرت إليه بلا تعبير و تنحت مفسحه لها الباب حتي قاطعتها: لا أريد اسمع مبررات منك ، و الآن تفضلي إلى الداخل ، أنا جائع و لم أحضر طعام طول اليوم مشغوله في تنظيف المنزل ، و من ناحيه أخرى طلبات أخيك و والدك .
نظرت بطرف عينها إلى والدها الذي يجلس أعلى المقعد بتوتر صامت و هو يستمع إلى حديث زوجته مع ابنته ، و بلا صوت اتجهت إلى المطبخ لتحضر عشائه .
حمحم سيد محاول التحدث بهدوء مصطنع: رحاب كفاك طلبات من رحمه كثير هي صغيره على العمل بالمنزل وغير دراستها ، هي يتيمة الأم و لم تري حنية والدتها حسب! و أنتِ تعلمي موت ولدتها وقت إنجابها .
تطلعت إليه بنظرات غموض أربكته ثم تحدثت: تعرف من تحدثت معه اليوم سيد أبي يستعجلك حتى تسدد الديون له ! و أيضاً وصولات الأمانه لـ أخي .
أخفض رأسه بعجز عن الحديث ابتسمت رحاب بسخريه هاتفاً ببرود: أين ذهب لسانك الآن ؟ بدلاً أن تلقبني أني قاسيه على ابنتك ركز أنت أيضاً في العمل حتى لا بالآخري تضع فـ السجن من كثر ديونك .
سيد بإرتباك شديد و قال بقلق: أنا لم اقصد هكذا زوجتي العزيزه .
نظرت له بلا تعبير بإستخفاف و هي ترى الخوف بأعينه فهو شخص ضعيف: الآن فقط أصبحت زوجتي العزيزه .
نهضت بحده قائله بضيق شديد: أشعر بصداع شديد سوف أذهب ارتاح في غرفتي ، لا تنسى أن تقول لي ابنتك تطعم ابنك و تغسل الأواني قبل الذهاب للنوم .
__________________________________
اتجه نحو الباب يقرع جرسه بحماس عدد مرات و لم يتوقف، فتحت له الباب أخته الكبرى روان الذي باتت تعرفه من الطارق قبل أن تفتح له من طريقة دلف يهتف بمرحه كعاده ليقول طاهر بلهجته المصريه عكس حديثه الجزائري بالمدرسه فقط: أنا وصلت ، يا أهل المنزل أين أنتم ؟ انا وصلت أين الترحيب المشرف لي ؟ .
لتقول روان بغيظ متحدثه: كفاك إزعاج ، اصمت قليلاً سوف تستيقظ طمطم ابنتي على صوتك ، و تعطلني و أنا أريد انا اهبط إلى العمل الآن .
تقدم منها بحماس شديد ليقول: أين هذه الفتاه ؟ لقد اشتقت إليها ، دعيها تستيقظ روان بالله عليكي .
قبل أن تجيب عليه روان استمعت إلى صوت صغيرتها تبكي بالداخل تنهد بضيق مكتوم قبل أن يدلف إليها طاهر مقتحم الغرفه و يحملها بحضنه بحب و هي بدأت تهدأ و تضحك عندما رأته ، فـ ذلك الطفله التي لا تتعدى سنه تعلقت به بشده ليقول طاهر و هو يقبلها برقه و حنان موجه حديثه إلى أخته: اذهبي أنتِ أنا سوف أسليها لا تقلقي ، بالمناسبه أين أمي ؟ .
هزت رأسها له بالإيجاب بإبتسامه عريضه لتجيب: بالداخل المطبخ تحضر لك الطعام ، سلام أنا ذاهبه للعمل قبل أن اتأخر .
غادرت روان و ذهب طاهر و هو يحمل الطفله بحضنه إلى المطبخ كانت تقف أمه تعد الطعام بإهتمام و تركيز حتى تقدم منها بخطوات بسيطه يقبلها بقوه من وجنتيها ، شهقت كامله بحده قبل أن تستدرك قائله: بسم الله ، أفزعتني طاهر ، كم مره قلت لك لا تفعل هذه الحركه معي .
استنشق طاهر رائحه الطعام بإستمتاع قائلاً بإبتسامه: رائعه الرائحه حقاً ! هل تعلمي أمي إذا قدمتي على مسابقة طبخ سوف يخسره الجميع ما عدا أنتِ وتفوزي بإمتياز حينها .
ضحكت عليه كامله لتقول بإبتسامه: ماكر ! انتظرني بالخارج و سوف آتي لك بالطعام .
__________________________________
في اليوم التالي جلست رحمه أعلى المقعد الخشبي بالمدرسه وقت الفصحى كانت لوحدها كعادتها لتفتح كتاب ورقي لتسلي نفسها بيه ، من بعيد نظر لها طاهر و هو يقف مع زملائه يتسمرون بالحديث ماعدا هو أخذ يفكر بشئ و شويه حتى تشجع و اقترب منها و وقف أمامها ، رفعت عيناها رحمه نظرت إليه بإستغراب و توتر ، حتى حرك يده كـ إشارة الصم و البكم حتى تفهم حديثه قائلاً بـ (مرحباً بيكي أنا طاهر) .
تطلعت فيه بدهشه و تعجب ترقمه بنظرات كأنه شخص مجنون أمامها و هتفت بحيره :
ماذا بك ! لما تفعل هكذا الحركات بيدك ؟!..
قال طاهر بتلقائيه و دون وعي: هذه إشارة الصم و البكم حتى تفهمي حديثي و...
اتنفض بفزع مفرغ فمه ليقول بصدمه: مهلاً أنتِ تتحدثي مثلنا ألستِ بكماء؟ .
ابتسمت رحمه بسعاده لتقول بحماس: أنت تتحدث اللغه المصريه ؟ .
ثم هتفت رحمه بغضب: مهلاً من البكماء تقصد أنا
يتبع