أخر الاخبار

رواية وللعدالة كلمة الفصل الثالث بقلم رغده

         

رواية وللعدالة كلمة الفصل الثالث بقلم رغده


إن كانت كارهة لها قليلا فبهذه اللحظه ازداد كرهها اضاعفا فها هي تسرق منها ابنها ومنذ اول يوم لها بهذا البيت أبعدته عنها فلا بد أن تسعى جاهدة لإخراج هذه الفتاة من حياته وهنا قررت انها ستبذل كل ما بوسعها لتحقيق ذلك 

هذا هو كل ما أصبح يشغل بالها وتمضي وقتها بالتخطيط له 


امضى عادل وفرحة اجمل ايامهم بحب وعشق وفرح لينتهي هذا الأسبوع بسرعه البرق عليهم ليعودوا لمنزل والدته لبدء حياة جديدة يتمنون بها الاستقرار 


يومين كان الوضع مقدور عليه والسلام يعم الأجواء نسبيا إلى أن عاد عادل لعمله وهنا بدأت المهالك تقع على رأس فرحة لتتحول حياتها لجحيم من حماتها 


كانت دائما تهينها بالكلام وتسبها باقذر الألفاظ وتعايرها بيتمها

ايضا لم تستكف بذلك بل إن كل الاعمال المنزليه كانت من نصيبها في حين أن سهام وبثينه مرتاحات ولا يكفن عن الطلبات المهلكه لها 


حتى أنها منعتها من الخروج من المنزل أو مهاتفة صديقاتها بالملجا بحجة أنها الان لها اسم تنتمي إليه وعليها احترامه وعدم تشويهه بمعرفة هذه الأشكال من الأشخاص 


وفرحة تصبر على كل هذا وهي تمني نفسها انها فترة بسيطه وستنتهي وان عشق عادل لها كاف كأنه ترياق لسموم والدته 


كان يعود للمنزل يومين بالاسبوع تحاول بهم والدته حيازته بجانبها اكبر وقت ممكن وكانت بثينه بكل خبث تقوم بالأعمال المنزليه أمامه وترفض مساعدة فرحة 

كانت البلهاء تظن أن هذه المعامله لكي تفرغ وقتها لزوجها وتتزين له ولقضاء وقت جميل معه 

غافلة عن المخطط القذر الذي تحيكانه 


مضت أشهر عديدة والحال كما هو وما زاد الوضع سوءا أنها لم تحمل بأحشائها طفل كما كانت وعادل يتمنون 


وفي أحد الأيام اخذت سهام ابنها جانبا وهي تهمس له : هو انت مش عاوز تفرحني يابني وتجيبوا عيل انا نفسي أشيل عوضك قبل ما ربنا ياخد أمانته 


تنهد عادل وقال : ربنا يديكي طول العمر يا ماما ، انا كنت بفكر اخد فرحة واكشف عليها 

سهام سريعا : اطمن انت وارتاح وانا هاخدها لدكتورة شاطرة اوي واكشف عليها

اوما برأسه ولم يعلق على كلامها 


في اليوم التالي اخذتها وتوجهنا لعيادة صغيره بالبلده وكشفت الطبيبه على فرحة وحين انتهائها قالت : للاسف المدام عندها مشاكل بالرحم 

سهام : يعني ايه 

الطبيبه بعمليه : يعني مش بتخلف 

شهقت سهام وضربت على صدرها أما فرحة فامتلات عينيها بالدموع وأصبحت صوت شهقاتها التي تحاول كتمها مسموعه لهم 

لتردف الطبيبه : الطب كل يوم بيتقدم وممكن نلاقي لحالتها علاج وانا هكتبلها على شوية مقويات ومنشطات وان شاء الله خير


خرجت فرحة تكاد لا ترى أمامها من دموعها المحتبسه بين جفنيها لتقول سهام : استنيني هنا هسأل الدكتورة على حاجة وجابه 


في غرفة الطبيبه اخرجت سهام رزمة من المال واعطتها لها وعلى وجهها ابتسامة شيطانيه لتاخذهم الطبيبة وتعدهم سريعا لتخفيهم بدرج مكتبها 


جاء الخبر السيء كالصاعقة على رأس عادل 

حزن  كثيرا وتغيرت معاملته الطيبه وهذا زاد من رصيد أحزانها ومٱسيها التي أصبحت ملازمة لها 

باتت كالاموات جسد بلا روح لم تعد للحياة طعم أو لون 

وازداد عذاب فرحة على يد سهام التي باتت تبخ سمها كالأفاعي في اذن عادل فيوم تتهمها بالتقصير ويوم بأنها تهينها ويوم أنها تشتمها وتصرخ بوجهها وايضا افترت عليها بتسللها كثيرا خارج المنزل أثناء غيابه عن المنزل  ليمارس عادل قوته الرجوليه عليها من ضرب وصفعات وكلام بذيء لم تظن ابدا أنه قد يتلفظ بها 


وفي مساء  أحد الأيام كان يجلس عادل مع والدته يشربون الشاي لتقول سهام وهي تمثل الطيبه والحزن: عادل يا ابني 


عادل: نعم يا ماما 


سهام: انا عاوزة اقولك حاجه، بس بالله عليك ما تتعصب 


عادل بقلق: خير يا ماما في ايه قلقتيني 


سهام بعد ان تاكدت ان لا احد يسمعها غيره: بص يا ابني من مده بتحصل حاجة وحاولت اظبطها من غير ما اعرفك بس مفيش فايده 


عادل: حاجة ايه دي 


سهام :فرحة مراتك 


عادل: مالها 


سهام : انا مش هشكي من قلة نضافتها ولا صوتها العالي عليا واني شايله شغل البيت انا واختك وهي بأوضتها ومش بتساعدنا 


عادل : ازاي الكلام ده ومقولتليش ليه 


سهام : الشغل ده مقدور عليه وهي لسا صغيره وعروس 


هم عادل بالوقوف لتقول: اقعد بس مش دي المشكله 


عادل بنفاذ صبر: اومال في ايه 


سهام  بتهته : اصل اصل مراتك 


عادل: يا ماما قولي مالها 


سهام : من مده كده قالتلي انها هتنزل هي تشتري الحاجة للمطبخ وانا وافقتها بس هي بتاخد اللي بيتبقى من الفلوس وحتى بقيت احس ان في نقص فلوس من دولابي وساعات ادور عليها ملقهاش وبعد كده تيجي من برا وتدخل اوضتكم وتقفل على روحها 


لم ينتظر عادل وقام سريعا واتجه نحو فرحة وهو بغاية الغضب ليسحبها من شعرها: انتي بتنزلي السوق من امتى؟؟ وبتروحي فين من ورايا 

فرحة برعب والم: آه آه سيب شعري يا عادل 


صرخ عادل بها : انطقي الفلوس الي بتاخديها بتروحي فيها فيييين ؟؟ .


فرحة ببكاء : والله ما اعرف بتتكلم عن البيئه  ولا خدت حاجة 

امسكها من شعرها ثانية  يسحبها خلفه لغرفة نومه ورماها أرضا وأخذ يفتش بكل مكان حتى وصل لخزانة الثياب وأخذ يرميهم أرضا 

وفجأة وجد أمامه الكثير من الأموال وخاتم والدته لتقول سهام مدعية التفاجؤ : الخاتم بتاعي 😳😳


ليجن ويهجم عليها يكيل لها الكثير من الضربات


صفعات متتالية مع صرخات تتبعها تنبعث من داخل الغرفة 


تقف بخبث وابتسامتها تكاد تشق وجنتيها هي وابنتها  من السعادة وهي تقف بجانب الباب ترى وتستمع  لعذاب زوجة ابنها على يده دون رحمه 


كانت ترجوه أن يتوقف عن ضربها ولكنه كان كالمغيب وتحولت صفعاته لركلات على كافة جسدها 


فرحة مستلقية ارضا تتلقى منه الركلات على كافة جسدها لم تعد تقوى على المقاومة ولا حتى اخراج صوتها فهمست به لعلها تجد بقلبه رحمة ويرأف بحالها: عادل حرام عليك 

كانت هذه اخر كلماتها حين قال بغضب :  حراااام ؟؟ هو انتي تعرفي ايه هو الحرام وانتي بتسرقيني وبتغفليني ودايره على حل شعرك 

انتي طالق طالق طالق و  امسك ذلك الكرسي وضربها به بعزم قوته 

صمت وسكون عم الإرجاء الا من صوت أنفاسه العاليه 


يقف بجانبها ينظر لها بتوهان صدره يعلو ويهبط انفاسه تخرج كأنه في سباق عينيه جاحظة ينظر لتلك التي تفترش الأرض بسكون، لا تتحرك، لا تقاوم، لا تصرخ، 


انخفض قليلا وقرب اذنه من وجهها يحاول الاستماع لانفاسها ولكن..... يبدو انها خفتت 

هل ماتت؟؟؟ بل هل قتلت؟؟؟؟؟ هل قتلت زوجتك 

دون رحمة أو رأفة بضعفها 


هرعت سهام تدلف للغرفه وتقترب سريعا من مسرح الجريمه اما بثينه فاكتفت بوقوفها عند الباب تتأمل تلك الجثة الهامده بغل وشماته 


امسكت سهام  كتف ابنها واوقفته وهي تقول: عادل، عادل فوق مش وقت صدمة ديلوقت، لازم تتصرف قبل ما حد يحس 


نظر لها كالتائه لتكمل: بص محدش لازم يعرف الي حصل ،،، انت كنت بتربيها دي حراميه وخاينه الله اعلم كانت بتروح فين من غير علمنا 


وكأنه وجد حبل نجاته بكلمات والدته لبصق على فرحة وهو يزيحها بقدمه 


طبطبت على كتفه وهي تلوي شفتيها وتقول: حسبي الله فيها، دي كانت ست سو واهو ربنا ريحك من قرفها 


هز رأسه كالمغيب لتقول: هم يلا ناخدها نرميها بأي داهيه احنا مش ناقصنا مصايب 


وبالفعل انصاع لكلام والدته وقام بلفها بأحد الأغطية وحملها على كتفه وهبط مع والدته التي كانت امامه تتلصص كالسارقين تتأكد من خلو المكان 


وضعها بسيارته وقادها سريعا ليرميها بأحد الاراضي الزراعية المتطرفة آملا ان تأكلها الحيوانات 


عاد عادل ووالدته التي ما كفت عن بخ سمها في اذن ابنها عن ان زوجته خائنه وبها كل المساوئ وتستحق الموت 

جلس على الاريكه يشعر بالتعب والتوتر والضياع فهو من ارتكب جريمة قتل منذ بضع ساعات، نار تنهش صدره وقلبه لا يدري لما وكيف حدث هذا ولكنه نفض رأسه وهو يخبر نفسه انها تستحق 


انتهت سهام من تنظيف وترتيب غرفة ابنها وتوجهت نحوه وهي تربت على كتفه وتقول: قوم يا ضنايا نام ساعتين قبل ما الشمس تطلع، ومتنساش اللي قلتلك عليه 


اومأ برأسه وسار لغرفته التي حين دخلها شعر بصدره يضيق يكاد يختنق فخرج ثانية ونام على الاريكه ليغمض عينيه ويستسلم للنوم

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close