رواية وللعدالة كلمة الفصل الرابع4والخامس5 بقلم رغده
كان يقود سيارته في الصباح الباكر عائدا من عمله الليلي لتقف السيارة فجأة وسط الطريق
حاول إعادة إدارتها مرارا ولكنها أبت أن تعمل تنهد وجلس بجانب الطريق ينتظر أن يظهر أحد ويساعده أو يوصله لمكان قريب من بيته
صوت انين خافت أخرجه من شروده
التفت يمينا ويسارا ولكن لا شيء
اقترب اكثر من الارض الزراعيه التي كانت خلفه وتقدم بخطواته والصوت يزداد وضوح
رأى جسدها مسجيا أرضا لا يظهر من ملامحها الكثير فوجهها مغطى بالكدمات والعلامات الحمراء والزرقاء
لولا انينها لما صدق أنها ما زالت على قيد الحياة
لم يتردد بمساعدتها فحملها بين يديه واتجه سريعا للشارع
ليلتقي بأحد السيارات التي توقفت جانبا حين أشار لسائقها لينزل منها رجلا يساعده بحملها ونقلها للمشفى
في قسم الشرطه عادل ووالدته التي تمثل البكاء وهي تقول: والنبي يابيه تدور عليها وتقولها ترجع دي نن عيني من جوا، دي هي اللي شيلاني وبتعملي كل حاجه
الظابط: ومراتك مختفيه من امتى؟؟
قبل ان يتكلم عادل قالت سهام : هو كان بالشغل يا ابني وقالتلي هتزور وحده صاحبتها وانا اذنتلها، عادت للبكاء وهي تقول: يا ريتني قلتلها لا، بس مقدرش ده انا روحي فيها مقدرش ارفضلها طلب
تنهد الظابط وقال لعادل: سالت عليها عند صاحبتها او بيت اهلها
عادت سهام تتكلم ليضرب الظابط بيده على المكتب وبصيح بها: ما تسكتي يا ست انتي هو ابنك ملوش لسان
تنحنح عادل وهو ينظر لوالدته وقال: مراتي يتيمه ملهاش اهل ومعرفش صحابها عشان اسالهم بس استنيتها كتير ونزلت لفيت بالعربية اكتر من مرة مغيش فايده
طرق الظابط بالقلم على الطاوله عدة مرات يحاول تجميع افكاره فهو يشعر بوجود خطب ما ولكنه لا يملك دليل الا ارتباك عادل الواضح عليه بشدة
الظابط: تمام وقع عالبلاغ واحنا هنتابع شغلنا ولو وصلنا لحاجة هنكلمك
وقع عادل سريعا على البلاغ وخرج مع والدته ليتنفس الصعداء انه قد اتم مهمته باكمل وجه ودون ان يشك احدهم به
بدا البحث عن فرحة وسط شكوك الظابط شريف فهو من سنوات خبرته بات يستطيع قراءة الاشخاص ومعرفة ان كانوا صادقين ام كاذبين
في مشفى المدينه كانت تجلس هيام على كرسي بجانب سرير فرحة التي بدأت في استعادت وعيها لتشعر بالألم ينهش جسدها وروحها لتصدر انين مصاحب لبكائها
اقتربت هيام منها لا تعرف كيف تتصرف ففتحت الباب لتنادي على الطبيب ولكنها وجدت احسان امامها بعد أن انتهى من الإدلاء بأقواله بشأنها
فقالت: نادي الدكتور يا ابني البت بتتوجع وانا مش عارفه اعمل ايه
هرع احسان سريعا ونادى الطبيب الذي حضر من فوره يعاينها واعطاها مسكن لترتاح من الم جسدها
سالها الطبيب عدة اسئلة عن اسمها وما حدث لها ولكنهت لم تجب قابلت اسئلته بشرود تام وسكوت مصاحب لقطرات الدمع من عينيها اجبرهم على تركها وعدم الضغط عليها
في منزل ابتهال
كانت تجلس سهام مع صديقتها ابتهال التي اتفقت معها على نشر الشائعات عن فرحة وان لها عشيق سري قد فرت معه
قالت ابتهال بسعادة: اهي سيرتها بقت على كل لسان هاتي الحلاوة بقا
مدت سهام يدها داخل حقيبتها لتخرج رزمة من المال وتمدها لابتهال: اهو اللي اتفقنا عليه وعليهم الحلوان كمان
ابتهال وهي تلعق اصبعها وتعد المال: من يد ما نعدمها يا ست سهام
عادل. كان طيف فرحة يلاحقه في مجلسه وعمله ونومه دائما يشعر بها ولكن قسوة قلبه و كلام والدته عنها بالسوء جعله لا يفكر الا بانها تستحق،،، نعم تستحق ظل يرددها مرارا وتكرارا حتى بات يصدقها
بعد عدة ايام استعادة فرحة البعض من صحتها ولكن نفسيتها كانت قد تدمرت
حضر الامن ليستجوبها ولكنها رفضت قول الحقيقه وكل ما قالته أنها ليست من هنا وهنالك من اعتدى عليها بالضرب فغابت عن الوعي ولم تدري بنفسها الا هنا وان من ضربها كان يرتدي قناعا على وجهه وايضا كان الليل بعتمته يحجب اي تفاصيل له
اشفقت هيام عليها كثيرا واخبرت ابنها بانها تريد اخذها لمنزلهم حتى تستعيد عافيتها
تردد احسان كثيرا فحالة كحالة فرحة تستدعي الخوف فمن فعل بها ذلك ولماذا ولكنه رضخ لطلب والدته لشفقته عليها وشعوره بالمسؤولية نحوها وايضا شعر أنها بنفس ظروف شقيقته التي توفيت منذ أعوام حين خطفها أحد المجرمين وحاول الاعتداء عليها وحين قاومته قتلها
بعد عدة اسابيع كانت فرحة تجلس في غرفتها الخاصة التي كانت تخص أمل شقيقة احسان اغمضت عينيها تحاول كبحها عن ذرف الدموع مجددا وهي تتذكر جزء من ماضيها البائس
فلاش باك
استيقظت فرحة مبكرا وقامت بتجهيز ملابس عادل واسرعت للمطبخ أعدت الافطار والشاي للعائلة كلها وعادت لغرفتها ايقظت عادل الذي كان بغاية السعادة لوجودها معه واهتمامها الكبير به حتى انها لم ترفض طلب والدته بان تتوقف عن عملها لانها لن تحتاج للمال
جلس الجميع حول المائدة وتناولوا الطعام تحت نظرات حاقده من بثينه وسهام من اهتمام عادل لزوجته وبعد انتهائه غادر المنزل متجها لعمله
سهام: بت يا فرحة انتي يا اللي ما تتسمي
فرحة نعم يا ماما
سهام : جتك مو متقوليليش يا ماما وللا انتي عشان لقيطه جايه ترمي بلاكي علينا
فرحة ودموعها بعينيها: ليه بتقولي كده بس، مش انتي اللي قلتيلي اقولك ماما
سهام: وانتي ما صدقتي بقا ، انجري نضفي البيت واغسلي الهدوم اللي متكومه
فرحة باستنكار : انا لوحدي ؟؟
بثينه : اومال انا ؟؟ انجري يا بت اعملي الي قالتلك عليه ماما
وها هي الأن بعد أن كتب لها عمر جديدا بفضل احسان تفكر كيف ستنتقم لعذابها منهم ولكن عليها أولا أن تعيد بناء ذاتها من جديد
بحث شريف عن فرحة وواصل تحقيقه وسؤاله ولكن ما لفت انتباهه هو ما قالته بعض النسوة عنها بالسوء فقد لاحظ أن كلامهن تقريبا مطابق كأنه كلام ملقن لهن فلم يجد محتوى زائد الا بعض الكلمات والتأففات منهن لوجودها هنا وتلطبخ سمعة البلده
وجد تناقض ما بين لهفة سهام المزيفة التي شعر بها منذ البدايه وما قالته النسوة
قرر شريف أن يخطو خطوة ثانية وهي الملجأ الذي تربت به
وفي الصباح الباكر غادر البلد وسافر للمدينه ومنها للملجأ
كان الملجأ بحالة جيدة جدا وذلك لعناية مديرته به
وصل هناك وطلب مقابله مديرة الملجأ فأخذته أحد المشرفات لمكتبها
دلف المكتب ليجد سيدة وقورة قد نال الشيب منها مبتغاه تجلس خلف مكتبها
شريف : السلام عليكم
وفاء : وعليكم السلام . اتفضل حضرتك ، قالتها وهي تشير الي المقعد المقابل لها
جلس وهو يتلفت حوله ليرى أمامه مكتبة كبيرة مرصوص بها الكثير والكثير من الكتب
وفاء : تحب تشرب ايه
شريف : قهوة
أخبرت المشرفه بإحضار فنجانين من القهوة وقالت له : افندم اقدر اخدم حضرتك بايه
تنحنح شريف وقال وهو يخرج الكارنيه الخاص به : اعرفك بنفسي ، الظابط شريف المحمدي
عاوز اسالك عن بنت كانت عندك بالملجأ
وفاء : اسمها ايه
شريف وهو يتمعن بالنظر لها : فرحة
اتسعت عيناها وهي تقول : فرحة ،،مالها ، بنتي حصلها ايه
شريف بهدوء : ده الي عاوزين نعرفه ، هي متقدم بلاغ باختفاءها
ثم قال : هي مكلمتكيش ولا جاتلك ؟!
إجابته بحزن : لا والله يا ابني اخر مره كلمتنا كانت بعد جوازها بمده بسيطه وكان صوتها تعبان ومن وقتها قلبي مشغول عليها وحاولنا نتواصل معاها تلفونها دائما مقفول
وقف شريف واقترب من المكتبه وأخذ يتفحص الكتب الموجوده وقال : قالتلك ايه خلاكي مش مطمنه ؟؟
عادت وفاء بذاكرتها
رنين الهاتف أوقفها عن متابعة قراءة ذلك الكتاب لتلتقطه وهي تقول
السلام عليكم
فرحة : وعليكم السلام ، ازيك يا ماما عامله ايه
وفاء بفرحة: الحمدلله يا حبيبة قلبي انتي عامله ايه طمنيني عليكي
فرحة بصوت يشوبه الحزن : الحمدلله يا ماما وحشتوني اوي
وفاء : وانتي وحشتينا كلنا ، مش هتيجي تزورينا ، دي البنات كلهم بيسألوا عليكي
فرحة بتلعثم : ها ،، اه طبعا بس مش دلوقت ، اول ما نستقر في بيت وحدنا هاجي انا وعادل ، متعرفيش وحشتوني قد ايه
وفاء : مال صوتك يا بنتي ، انتي تعبانه
فرحة : لا ابدا يا حبيبتي انا كويسه اوي اوي
ظهر صوت سهام وهي تصرخ قائلة : انا كام مرة قلت الزفت ده مش عاوزة اشوفه بايدك , قومي اعملي الاكل بدل الصرمحه دي
واقفل الخط منذ ذلك الحين
كان شريف يتابع معالم وفاء الصادقه التي اكتسابها الحزن لتقول برجاء : ارجوك دور عليها ولاقيها
فرحة دي نسمة عمرها ما أذت حد بالعكس بتيجي على نفسها عشان غيرها
شريف : طب ممكن تديني اي معلومات عنها
اتت المشرفه بالقهوة ووضعتها أمامهما لتقول وفاء : دي الاستاذه مهجه وهي اكتر حد هنا يعرف فرحة
ما أن استمعت مهجة لاسم فرحة حتى ابتسمت وقالت : فرحة ،، يبقى انت اكيد عادل
وفاء بحزن : لا يا مهجة ده الظابط شريف
مهجة بهلع : ظابط ؟؟؟ فرحة مالها حصلها ايه كفالله الشر
شريف : ممكن تكلميني عن فرحة وتديني اكبر قدر من المعلومات عنها عشان نقدر نلاقيها
مهجة بعينين زاىغة: تلاقوها ؟؟ هي فرحة مالها اتكلم ، قالتها بانفعال
شريف : ممكن حضرتك تهدي ، باذن الله محصلهاش حاجة
سرد شريف ملابسات اختفاء فرحة لتقول مهجة : يا ضنايا يا بنتي ، روحتي فين
الفصل الخامس
تمضي الايام رويدا رويدا حتى مضت عدت شهور اغلق بها ملف فرحة واطمأن عادل ووالدته وتزوجت بثينه وفؤاد بعد أن اثقل عليهم بطلبات المسمى الجهاز الذي جعل عادل مديونا لأجل شقيقته
عند فرحة باتت أيامها كلها سواسيه تستيقظ صباحا تقوم بروتينها اليومي وتتناول لقيمات قليله وتغادر لعملها الذي ساعدها به احسان بمشغل للحياكه فكانت تقوم بتصميم اي رسمة توكل لها دون تعب أو ملل
وفي المساء تعود لشقتها المتواضعة
وفي نهاية الأسبوع تزورها هيام أو تدعوها لمنزلها فالله من على كلاهما بنعمة افتقدنها
فهيام اعتبرتها ابنتها التي فقدتها ظلما وبهتانا على يد غادره وهي وجدت باحضانها عوضا جميلا عن فقدها وعذابها
أما احسان فأصبح يكن لها مشاعر لا يكنها لغيرها فهي حقا تستحق المحبه فخصالها الجميله تبعث الود بقلب من يلقاها
أما فرحه فكانت كمن أقفلت على قلبها بعدة اقفال واوصدت بابه فأصبح لا يحمل بداخله الا كره لعادل ووالدته
ليال كثيرة مرت عليها كلما حاولت أن تغمض عينيها تراه وهو يضربها ، تشعر بصفعاته كأنها حقيقية تدمي قلبها وتحررقه تاركة إياه مدمى بجروح كانت ولا زالت لم تندمل
وفي أحد الأيام كانت هيام عند فرحة فقامت بصنع ما لذ وطاب ف احسان قد حصل على ترقية بعمله حينها أصرت فرحة على تقديم هدية له فهي اعتبرته اخ وسند لها لم يخذلها ابدا حين أخبرته بالحقيقه
فلاش باك
كانت تجلس تنتظر عودته لتخبره بالحقيقه نعم هو لم يوجه لها أي سؤال عن ماضيها أو الحادث الذي حصل معها ولكنها كلما تراه ترى بعينيه الحيرة والتخبط والرغبة بسؤالها
طرق الباب لتقوم مسرعة وهي تقول لهيام : انا هفتح الباب
دلف المنزل بابتسامته التي لا تفارق وجهه وبعد أن ألقى التحية هم بالدخول لغرفته لتقول قبل أن تخذلها ذاتها وتتراجع : احسان استنى ، انا عاوزة اقولك على حاجه ، قالتها وهي تشعر أن أنفاسها تجاهد للخروج
شعر بتوترها وقال وهو يجلس بجوار والدته : خير يا فرحة محتاجه حاجه
جلست وهي تفرك يديها ببعضهما وقالت : ايوة
اوما برأسه بحثها على الكلام لتقول : محتاجه اتكلم واقولك انا مين وحصلي ايه ،
احسان : بصي يا فرحه لو مش حابه تتكلمي متتكلميش
أشارت لا برأسها وقالت : اولا من حقكم تعرفوا كل حاجة وكمان انا مخنوقه وعاوزة اتكلم ممكن ارتاح والحمل الي على قلبي يخف
بدأت تسرد ماضيها البعيد وماضيها القريب ودمعاتها تتساقط كالامطار التي تأبى التوقف
انتقلت هيام لجانبها واحتضنتها وهي تبكي معها كم القهر والظلم الذي تعرضت له
أما هو فكان من الخارج صلبا دون ملامح أما من الداخل كان كالبركان الذي انف*جر
ود لو كان عادل أمامه ليرديه قتي*لا دون ندم
اعتصر قبضته حتى ابيضت مفاصله كما كان قلبه يعتصر الما على وجعها وقهرها ودمارها وتلك الدموع التي كانت كالشلال
بعد أن هدأ نشيج بكائها اقترب منها وجثى على ركبته أمامها وقال : صدقيني لجبهولك تحت رجليكي ، هندمه عمره كله أنه اتجرأ واذاكي
لازم تبلغي عنه
أزاحت رأسها عن كتف والدته ونظرت له وهي تمسح بقايا دموعها وهزت له رأسها نفيا وقالت : لا يا احسان ، لا ده وقته ولا هي معركتك ، انا هاخد حقي ومتاكده أن ربنا مبيرضاش بالظلم ابدا وهيجيبلي حقي منهم
احسان الذي كان لأول مرة على هذه المقربة منها أسرته عينيها الحمراء وذلك الأنف الصغير الذي اكتسى باللون الاحمر والخدود الورديه أصبح كالمغيب ولم يفق الا على لمسة يدها التي لامست يده وهمست : متلوتش ايديك بواحد زي ده
عودة للحاضر
هيام : بت يا فرحة ريحة الاكل تجنن
فرحة : يا رب يكون الطعم حلو كمان
هيام : اكيد حلو مش انتي الي عملاه
ابتسمت لها فرحه وهي تستمع لرنين جرس الباب
أسرعت نحو الباب وفتحته ليدلف احسان وهو يحمل باقة من الورد
مد بها نحوها لتأخذها منه وهي تستنشق عبقها العطر
فرحة : تسلم ايدك مكانش ليه داعي
احسان بابتسامه : دي حاجة بسيطه
هيام : نورت يا حبيبي
اقترب احسان وقبل راس والدته : ده نورك يا حبيبتي
قامت فرحة بتجهيز السفره وساعدها احسان الذي أصر على والدته أن ترتاح وجهز كل شيء مع فرحة وسط حديث متبادل عن يومه وما حدث به والأعمال التي قام بها وكانت فرحة تشاركه حديثه وتدعمه بكل ما يخبرها به
قضوا نهارهم معا ولاحظت فرحة نظرات احسان التي كان يختلسها لها لتشعر أن هنالك خطب ما وعليها ايقاف ما يحدث هنا سريعا فهي كانت عاشقة حتى النخاع وتعلم سر هذه النظرات ولمعة عينيه التي تفصح عما يجول بقلبه ولكن كيف لها أن تفعل هذا وتتسبب بجرحه وايضا من الممكن أن يبتعد عنها بعد أن اعتبرته اخ لها يساندها وقت احتياجها
على الطرف الآخر كان عادل قد تغير كثيرا بعد أن أصبح يقضي وقتا طويلا مع فؤاد زوج شقيقته فأصبح إنسانا مستهتر بحياته وكل ما يهمه هو مزاجه الذي يوفره له فؤاد من مشروبات محرمه وحبوبا تذهب عقله وقلبه
كانت بثينه دائمة الشكوى من زوجها فؤاد ووالدته ابتهال ولكن كان عادل يقف بوجهها ويدعم فؤاد ويرغمها على طاعة زوجها وعدم ترك بيتها
أما ابتهال فكانت تعاملها كالخادمة طوال اليوم ولا تتركها تصعد لشقتها الا وقت النوم فتصعد لشقتها لتتوالى طلبات زوجها واصدقائه التي لا تنتهي إلا ببزوغ الفجر وخيوط الشمس تتلألأ بالأفق ليغادر رفاقه مترنحين وهو يطلبها لفراشه وبعدها يغط بنوم عميق لمنتصف النهار
عانت سهام من الوحده كثيرا وخاصة أن عادل لم يعد يتواجد بصحبتها الا قليلا وايضا أصبح عنيدا وعدوانيا دائم التوبيخ لها على كل شيء
حتى نال منها التعب والأعباء دون أن يلتفت لها أحد
في أحد الأيام كان الظابط شريف في المدينه في زيارة لأحد اصدقائه وبعد انتهاء الزياره قرر أن يتمشى بأحد الأسواق لشراء بعض احتياجاته قبل عودته وخلال تواجده هناك رأى فتاة تسير بجانب رجلا يتبادلون أطراف الحديث
دقق النظر لها وهو يتذكر اين رٱها ومن هي فلم تسعفه ذاكرته ولكن فضوله لم يتركه وشأنه فتبعهم حتى ولجأ إلى أحد البيوت
اقترب من البواب وأعطاه مبلغا زهيدا وسأله عن الفتاة
فقال البواب : دي الست فرحة وساكنه هنا بقالها ييجي سنه
ما أن سمع شريف اسمها حتى عادت له ذاكرته بقوة وهو يردد اسمها ، فرحة مرات عادل
ابتعد قليلا حتى لا يثير الشكوك ووقف يفكر بها ومن هذا الرجل
هل حقا هربت مع عشيقها ،، اخذله حدسه في سر اختفائها وكان عادل ووالدته محقين
هل ما سمعه لم يكن شائعات وانما هي الحقيقه
تساؤلات كثيرة دارت بخلجه وبرغم أن القضيه أغلقت الا أن شعور ما بداخله استوقفه وارغمه على البحث مجددا لمعرفة الحقيقة البحته
وبعد ساعة كامله رأى ذلك الرجل يخرج ولكن ليس وحده بل معه سيدة تمسكه من ذراعه كأنها تستند عليه
اسرع شريف خطاه وبحركة بسيطه اصطدم ب احسان ليتوقف وبقول : اسف
ابتسم احسان وهو يقول : مفيش حاجه حصلت انت كويس
شريف وهو ينظر حوله بارتباك : ايوة انا كويس
هيام : مالك يا ابني
شريف : انا جاي من .. زياره لصديقي بس شكلي تهت بالعنوان
احسان : قولي العنوان ممكن اقدر اساعدك
أخبره شريف بالعنوان لتقول هيام : ياااه ده انت بعيد اوي يا ابني العنوان ده في الطرف التاني من المدينه
احسان : ماما تقدري ترجعي انتي لفرحة وانا هروح أوصله وارجعلك
شريف : لالا مفيش داعي انا هشوف تاكسي
احسان لا ميصحش يلا تعال معايا
شعر شريف بأن خطته تسير بنجاح ليغادر مع احسان بعد أن اطمأن احسان أن والدته مع فرحة
وفي طريقهم عبث شريف بهاتفه ليرسل رسالة لصديقه ويغلق هاتفه
وصل احسان للعنوان بعد أن تبادل حديث طويل مع شريف ليعرف شريف عن احسان الكثير
تعمد شريف ترك هاتفه ونزل من السياره ليغادر احسان سريعا
وبعد دقائق انتبه احسان لهاتف شريف على المقعد بجواره فعاد سريعا ليجده يقف أمام الباب محتارا
احسان : يا استاذ شريف نسيت موبايلك
شريف مدعي الحزن : انا مش عارف ايه اليوم الغريب ده
احسان : خير ان شاء الله مالك
شريف : مفيش حد هنا ونظر لهاتفه وابتسم ، واهو تلفوني فاصل شحن كمان
احسان : وهتعمل ايه
شريف : هشوف توصيله لمحطة القطر وارجع بعدين أزوره
احسان : يا خبر ، ليه هي الدنيا خاليه ، تعال عندي الليله وبكرة نيجي وتزور صاحبك
شريف : لا انا عطلتك كتير روح الوالده عشان متقلقش عليك
احسان بإصرار : والله ما يحصل يلا تعال اركب ، دي تدابير ربنا الي خلتنا نلتقي
اذعن شريف له وغادر معه
هاتف احسان فرحه وتحدث مع والدته
احسان : اه يا ماما خليكي الليله عند فرحه وانا هجيلك الصبح
هيام : خير يا ابني حصل حاحة
احسان : متقلقيش يا ست الكل صديق الاستاذ شريف مش موجود وهاخده عندي البيت للصبح
هيام : ماشي يا حبيبي خد بالك من نفسك وابقى اشتري اكل واتعشوا مع بعض ، متعرفش الراجل أحواله ايه ولا كل اخر مره امتى
ابتسم احسان وهو ينظر لشريف الذي كانت اذناه تلتقط كل كلامها واغلق الهاتف