رواية وقع في عشقي شيطان الفصل الثامن عشر18والتاسع عشر19 بقلم داليا منصور
انا الجيش لنفسي وانا السيف ذاته
انا تلك التي إنتزعت الحياة قلبها لترد لها عقلها
ولكني اشتقت
هاشم بغضب: انتي ليه رافضه تصدقي كلامي
فجر بقهر:مش مصدقه انك بتسئل عشان انت مسبتش مجال اني اصدق كلامك انت خطفني وكنت متفق مع الياس عشان يخدرني وتجبني هنا
انت عارف يعني حد بتكره عايز يجبرك انك تفضل عايش معاه طول عمرك ده لو نفترض ان كلامك حقيقي
ثم اكملت بجمود: انا صدقت كلام واحد قبل كده وشوف النتيجه بعد ماطلعني في سبع سماء في حبه شوف عمل فيا اي كسر قلبي وكسرني من غير حتي مايرمشله جفن
غير كل ده انه باعني وقبض تمني بعد كل اللي حصل فيا ده عايزاني اقصدك وانت يالي كنت برضوا عايزني ابعلك نفسي انت بجد مصدق نفسك اني ممكن في يوم اقبل بحبك ده
ثم بدات دموعها تنزل بغزاره وبدات شفتيها ترتعش وهي توردف بنبره محطمه وهي ترجع شعرها للخلق بيديها المرتعشتان: انا حاسه اني ادمرت انهزمت واكملت وهي تضع يديها علي قلبها: انا حاسه بوجع جامد هنا انا مش قادره استحمله حاسه اني روح بتنسحب مني هو عمل فيا كده ليا هو عمل فيا كده ليه ياهاشم انا حاسه اني بموت
اما هاشم بقي صامت وهو يستمع اليها وفجاه اخذها الي حضنه يعتصرها بين ذراعيه اخذت تشهق بقوه ووجهها مدفون في صدره وجسدها ينتفض بشده وهي تضربه بيده علي صدره وتوردف: انا عملت اي عشان يحصل فيا كل ده
وذراعها التي تسللتا الي سترته اخذت تتشبث به كالغريق الذي يتشبث بقشه ليعيش وشهقتها كلما ترتفع بحثا عن الهواء ليغزو رئتيها
هاشم وهو يمسد علي شعرها ويوردف: ششش هو كسرلك قلبك وانا هخليكي تشوفي انا هكسرهولك ازاي
ثم ابتعد عنها برفق وهو ينظر الي عينها الحزنتين بعينيه التي تفجر منها بحور عشقها وتوعد لمن كسر قلبها ومسح دموعها بانامله ثم ابتعد عنها ورجع بخطوات بطيئه الي الخلف ثم فتح الباب وخرج اما فجر فقد القت نفسها علي الفراش ووهي تصرخ بصوت عالي كي تخرج كل مافي صدرها من الم
،،، ،،،،
مر يوم كامل وفجر لم تخرج من غرفتها ولم ترا هاشم كانت جالسه علي الفراش وهي شارده تنظر امامها عينها متجمده جفت من الدموع فاقت من شرودها علي
فتح الباب بقوه وهاشم يدلف منه ويقترب منها ثم امسكها من معصمها وجعلها تنهض من علي الفراش ويتحدث بجمود حينما يتجه الي الباب ويسحبها خلفه :
تعالي
فسحبت يدها بعنف وتوقفت عن السير وهي توردف بستغراب: هنروح فين
امسك يدها مره اخره واكمل سيره وهو يوردف بجديه: هتشوفي هكسرلك الياس ازاي
وصلوا ودلفوا الي مخزن ملئ بالصناديق ورجال يجرون في كل اتجه وهم يسكبون شئ علي هذ الصناديق
فجر بتعجب :احنا فين
هاشم ووقف امامها واردف بابتسامه خبث: ده مخزن الياس ودي البضاعه بتاعته اخر طوق نجاه ليه بعد ماشركته هتحجز عليها الديون والضرايب وكمان لو واكمل وهو يفتح ولاعته التي اشتلت: ولو ولعنا في بضاعته كمان كده الياس هيعلن افلاسه بكره الصبح ثم القي باهمال ولاعته علي احد الصناديق الذي اشتل فورا ونقل النار الي كل الصناديق الاخره واصبح كل شئ في المخزن مشتعل خلف هاشم الذي اردف بشر وهدوء مريب:كل ده نقطه من اللي هعمله فيه وبرضوا مش هيبقي تمن كافي لكسره قلبك موته عندي مش كافي برضوا لكسره قلبك فضل عائلته تحبي اعمل فيهم
فجر بجمود: لا كده كفايه عائلته ملهاش دعوه بالعكس ده فتحوا ليا بيتهم
هاشم بجديه: ماشي مش هقربلهم ثم امسك يدها وخرجوا من المخزن واتجه الي السياره وفتح لها بابها وانتظر حتي ركبت ثم اتجه الي مكانه ثم رحلوا
،،،،،،
اما الياس كان جالس في مكتبه وهو يضع راسه بين يديه وهو يحني اكتافه الذي اصبح عليه جبالا من الهموم
لا يعرف من اين ظهرت كل هذا الديون فجاه والمال الذي اخذه من هاشم اشتري بيه البضائع فلم يعد لديه المال الكافي لتسديد الديون رفع راسه وهو يوردف بتشجيع لنفسه: كل حاجه هترجع زاي الاول لما ابيع البضاعه قاطع حديثه رنين الهاتف حارس المخزن: الذي يخبره ان المخزن قد اشتعل بكل ما فيه
الياس بصدمه وصياح :انت بتقول اي انا جاي حالا ثم اخذ سترته وخرج راكضا من شركته ثم استقل سيارته وانطلق مسرعا الي المخزن وعندما وصل وجد رجال المطافي يحاولون اطفاء الحريق والشرطه ايضا هناك تحقق مع الحارس اما الياس فكان فوضع يديه الاثنتين علي راسه من كثره حسرته فكان يقف وهو لايصدق ماحدث له كل شئ قد ضاع من يديه كل شئ انهار علي راسه دفعه واحده ان شركه قد تدمرت وسوف تعلن افلاسها غدا كان يعتقد انه عندما اخذ المال من هاشم سوف ترتفع شان شركته ولكن لحظه توقف تفكيره عند هذا الحد وهو يكرر :هاشم اشمعنا البضاع اللي شريها بفلوسه تتحرق ثم صاح بغضب: مش هسيبك هاشم لو انت اللي ورا الحكايه دي
،،،
في الصباح استيقظت فجر وهي تشعر ان النار التي كانت مشتعله في قلبها قد هدأت قليلا ثم استقامت وانزلت قدميها من علي الفراش ثم قامت واتجهت المرحاض فانها بحاجه الي اخذ حماما دافئ يساعدها علي الاسترخاء بعد كل مامرت به ودلفت اليه وبعد مرور عده دقائق خرجت من المرحاض وكانت تلف نفسها بمنشفه كبيره وشعرها منسدل في نفس لحظه خروجها كان هاشم يدلف الي الغرفه فلتت صرخه زعر منها منخفضه بعض الشئ اما هاشم فقد ارتبك كثيرا وصدم فانه كان يظنها نائمه فاستدار بسرعه واردف
برتباك وتلعثم: انا اسف انا كنت فكرك نايمه
فجر بغضب: وانت ايه اللي مدخلك هنا اصلا
هاشم ومازال يعطيه ظهره واردف بجديه: كنت جاي عشان نفطر معا بعض تحت وانا فضلت اخبط علي الباب ولما مردتيش افتكرتك نايمه عشان كده فتحت الباب ودخلت انا مستنيكي علي الفطار تحت وانا اسف مره تانيه ثم فتح الباب بسرعه وخرج اما فجر فانها كانت تريد ان تنشق الارض وتبتلعها من كثره خجلها كيف ستواجه بعد ذلك زفرت بضيق وهي تتجه الي غرفه الملابس اتجهت الي الجزء المخصص لملابس الكاجول وارتدت بلوزه بصلي وبنطلون جينز رمادي و واتجهت الي المراءه وبدات تجمع شعرها علي شكل ذيل حصان ثم اتجهت الي الاسفل ولكنها وقفت في منتصف الصاله لاتعرف الي اين يجب ان تتجه
حتي وجده خادمه تقترب منها وتوردف بادب وهي تشير بيدها للامام: اتفضلي معايا ياانسه فجر هاشم بيه مستنيكي
فامائت لها فجر ثم اتبعتها وعندما دلفت غرفه الطعام وجدته يجلس علي راس الطاوله التي يوجد حولها الكثير من الكراسي في غرفه واسعه للغايه وعندما راها ظهرت علي وجه ابتسامه واسعه وهو يوردف بحماس و يشير الي الكرسي الذي بجانبه: تعالي يافجر قربي عايز اوريكي حاجه
فقتربت فجر بخطوات متردده حتي اقتربت وجلست علي الكرسي بجانب الكرسي الذي اشار اليه
هاشم تنهد بنفاذ صبر ولم يعلق حتي اردف بجديه :شوفي كانت هذه الكلمه مرفقه معا مد يده لها بجريده
اخذتها من يده وهي تنظر فيها وتوردف بتعجب: اشوف اي
حتي وقعت عينها علي احد الاخبار وتثبتت عليه وبدات تقرائه بتركيز شديد
هاشم بابتسامه لعوب: ده خبر اشهار افلاس شركه الياس اللي اتحجز عليها بشكل رسمي وتقدري تقول ان الياس كده انتهي
فجر والدموع قد ملئت عينيها وهي تحدث نفسها: الياس قد انتهي لكن حبه في قلبي لم ينتهي وجرحه الذي سببه لي مازال ينزف ولم ينتهي اشتياقي له لم ينتهي بعد بدات دموعها تنصاب بغزاره :مازلت اشتاق اليه برغم كل مافعله بي مازلت اشتاق اليه لقد اصابتني لعنه عشقه مازلت اشتم رائحه عطره المعلقه في ثيابي
فائلقت الجريده علي الطاوله وواقفت وبدات تتحرك الي باب الغرفه وهي لاتدرك ان هناك عينين تنظران اليها وقلبه يتمزق من الالم ودمائه تغلي من الغيره حتي اوقفها صوته
هاشم وقد اصابته الغيره فاردف بعصبيه :انتي مكنتش عايزاني اعمل فيه كده
فجر وهي تعطيه ظهرها وبجمود: بالعكس وهو يستاهل اكتر من كده
هاشم وهو يضرب الطاوله بقبضت يده بغضب: اومال اي سبب كل الحزن والالم اللي انا شايفك بتغرقي فيهم دول كل يوم اكتر عن اللي قبل
فجر بحيره وضياع وتشتت وصوت مرتجف: انا انا حاسه ان حياتي وقفت في اللحظه اللي شوفته فيها بيبعني
قاطعها وهو يودرف بترقب مميت وقلب يعتصره الالم: انتي لسه بتحبيه
لم ترد عليه وهي تركض خارجه من الغرفه وعينيه اصبحت مثل شالالاين من الدموع لاتتوقف بماذا تجيبه اتجيبه بنعم مازلت احبه ولكنها اصبحت تكره نفسها لانها مازالت تحبه ولو تقدر علي نزع قلبها واخرج حبه منها
اما عندما خرجت ازاح هاشم كل الاطباق التي علي الطاوله حتي اصطدمت بالارض بقوه واصبح يفرغ غضبه في كل شئ حوله تطوله يده يقوم بتكسيره حتي توقف وهو ياخذ انفاسه بسرعه ويلتف حول نفسه مثل الثور الهائج ماذا يفعل ماذا يفعل حتي يخلصها من لعنه عشقك هذا الحقير
انا لاحظت ان اكتير المتابعين بقيو بيهاجمو فجر عشان انها مش واخده بالها من حب هاشم ليها بس هي حبت الياس واتعلقت بيه لدرجه كبيره عشان كانت فكره ان هو ده السعاده اللي بتجي بعد الالم واللي بيحب حد لما يجي ينساه مش هينساه ويشيل حبه من قلبه في يوم وليله دي حاجه مش سهله ابدا وخصوصا كسره القلب صدقوني بتبقي صعبه اوي ومستحيل انك تنساها طول عمرك
الفصل التاسع عشر
أريد أن نقف أنا و أنت بعد أعوام على هذا الجرح ونضحك أعرف أننا سنضحك فانا أراك في كُل البقاعِ كأنما
لا جرم في فلكي يدور سواك
فجر كانت تدفن وجهها في الفِراش
وقد تصاعد نحيبها المكتوم نشيجا يقطع قلوبَ سامعيه
واماهاشم فكان يجوب الغرفه ذهابا وايابا وهو يغلي من الغضب ويمسح علي شعره بعنف حتي اوقفه صوت طارق المذهول والصدمه الواضحه علي وجهه عندما نظر الي الغرفه التي اصبحت شبه مودمره: اي ده اللي حصل هنا
ثم اكمل بسخريه: يابني وانت ملكش شغلانه اذا كنت انت ولا فجر غير تكسير الحاجه والهي انا خايف اجي مره الاقيكوا عمالين تهدوا القصر انتوا الاتنين ثم اخذ يضحك بسخريه
هاشم بضيق: مش ناقصه استزرافك دلوقتي ياطارق
طارق بمرح: خلاص ياعم متضيقش عليا انا غلطان اني عايز اخليك تضحك
ثم اكمل بجديه: قولي بقي ايه اللي حصل
هاشم بنزعاج :مفيش فايده مش عارف اعمل اي عشان اخليها تشوف عشقي ليها وتنسي الزفت ده
طارق بتفكير: اهتم بيها اعملها حاجه تخليها مبسوطه وانا اللي هقولك تعمل اي ياهاشم
هاشم بتنهيده: ماشي
،،،،،،،،
في منتصف اليوم وقد هدات فجر سمعت دق علي الباب
فجر بهدوء: ادخل
فادلف هاشم ببطئ فعتدلت فجر وجلست علي الفراش
اقترب منها هاشم وملامحه هادئه انتظرت فجر ان يقول مايريده ولكنه فجائها عندما جلس علي ركبتيه امامها مباشرة
فجر بستغراب: انت قعده كده ليه هو في اي
هاشم بنبره يغلفها الحزن الدفين وهو ينظر اليه برماديتيه التي اصبحا لونهم غامق جدا :انا اسف انا عارف اني بضغط عليكي وبحملك فوق طاقتك بس انا بعد كده هتحكم في اعصابي ومش هتنرفز عليكي تاني
ابعدت عينها عنه التي امتلئت بالدموع الشعور بالاهانه كم تصعب عليها نفسها وكم اصبحت تشعر بالذل الان وهي سجينه له يعاقبها وقت يريد ويراضيها وقت يريد كل هذا يحدث بها بسبب الياس ذلك الندل
اما هاشم فقد فهم مايجول في خاطرها فامسكها من ذراعيها وجعلها تنهض ثم اتجه به الي المراءه وجعلها تنظر الي المراءه وهو يقف خلفها وقام بازاحه شعرها ووضعه علي كتفها وقام بفك السلسله التي في رقبتها وهو يوردف بنبره ذات مغزه: مبقتش من مقامك السلسله دي
فجر بدون وعي وهي تتذكر مافعله بها الياس: معك حق فعلا مش من مقامي
وبعد ان قام بنزعها قام بالقائها علي الارض بعيدا ثم اخرج من جيب سترته سلسله مليئه بفصوص الالماس ومتدلي منها حجر من الفيروز الازرق وقام بتلبيسها ايها ثم ادرها اليه برفق وهو يوردف بحالميه: انتي نبض قلبي يافجر
آه لو تعرفي انا كان نفسي في وجودك ازاي وانتي بعيده عني ويمكن يكون قصدي اني محتاج لوجودك
لو تعرفي صورة زي دي اول ما بتمر من قدام عيني وانتي بين ايدي ومعايا بتخيل ايه وبروح لحد فين
بحور حبك يا حبيبتي كبيره اوي وبغرق فيها
يمكن زمان كنت فاهم تعلقي بيقي لدرجه الكبيره دي غلط بس دلوقتي فهمت وعرفت
انك حالة عشق ضماني وحضناني ويوم عن يوم بتمتلك ذرة جديدة من كياني ومن تكويني
انتي حالة جنون عاشق الغرق فيها
بتمني لحظة تكون فيها خدودك علي صدري زي تفاحة جميله علي طبق من دهب
انا وانتي بس علي شط وقدامنا بحر وتحتينا رمل
رمل هعشق كل ذرة فيه لمجرد انك بس عديتي من عليه بكعوب رجليكي يا اميرتي
بحر هيكون قدام بحر حبي ليكي هادي وساكن ومستني ضحكتك
قمر هشاور عليه وكأن قدامي في الهوا مرايه عاكسة صورتك انتي
صدقيني يا ملكتي مش بجامل بس بشوف العالم كله خاضع وهادي لمجرد وجود طيفك معايا يمكن ده جنون او هوس
بس ده جنون عاشق حياته وموته مرتبط بوجودك
ابتعدت عنه برفق وهي توردف بنبره حاده :اللي انت بتقوله ده عمره ماهيحصل وامسكت بالسلسله حتي تخلعها ولكنه امسك يدها كي يمنعها من خلعها واردف
هاشم بحرقه :متخليش العناد والتحدي يدخل مابيني ومابينك مش خوف منك ولا تحدي مني لأني متأكد أن ساعتها أنا وانتي هنخسر وأنا وأنتي هنتوجع وأحنا الاتنين هنتكسر قدام بعض وبعد كام يوم اشتياقنا لبعض هيمسك فينا زي النار ونصيحة مني كفايا عند
فجر بعذاب : ده مش هنعد ولاتحدي ده عذاب بقيت عايشه فيه افهمني انا كل حاجه انجبرت عليا غير كده اني معتش قادره اني احب او اثق في حد مره تانيه بجد مش هقدر وخصوصا انت انت كنت عايزني احبك ازاي وانت كنت مخيرني بينك وبين موتي قبل كده انت ازاي نسيت كل ده
هاشم بنبره صادقه: نسيت عشان بحبك وعشان عايز ابداء معاكي صفحه جديده صفحه يكتبها حبي ليكي
فجر:بس انا مش هقدر قاطعها وهو يضع اصبعه علي شفتيها
وبداء يهمس بنبره عشقه: انا مش طالب منك تحبيني النهارده ولا بكره خدي كل وقتك انشاله سنه اتنين عشره وانا هستناكي بس المهم انك تكوني جانبي هو ده كل اللي انا عاوزه كفايه عندي اني اشوف عينيكي اللي شبه نجوم الارض مازالت تنظر الي عينيه التي تغير لونها الي الون الرمادي الفاتح تريد ان تكتشف الكذب في كلامه ولكن لايوجد كذب في بحر عينيه يوجد ترجي فانزل اصبعه من علي شفتيها واردف بهدوء: احنا من الصبح مكلناش حاجه تعالي ننزل عشان ناكل يلا لم يمنحها فرصه للرد ووخرجوا من الجناح ثم نزلو الدرج واتجهوا الغرفه الطعام ولكنها واقفت مذهوله فان كل شئ بالغرفه تغير الاشياء التي راتها في الصباح لم تعد موجوده وهذه اشكال جديده
ثم اتجهوا الي الطاوله وسحب لها الكرسي الذي بجانب كرسي راس الطاوله فجلست عليه بهدوء وانتقل هو وجلس في مكانه وقام الخدم بتقديم الطعام كانت اصناف كثيره شهيه للغايه ولكنه نظرت الي الطعام ولايوجد لها شهيه ولكن يجب ان تاكل فانها اصبحت تشعر بدوار الدائم
هاشم بابتسامه: انا معرفش انتي بتحبي اكل اي عشان كده قولتولهم يعملوا كل حاجه واختاري انتي بقي اللي بتحبيه فنظرت اليه بصمت وبداء هاشم ياكل اما هي فاخذت قطعه لحم صغيره وبدات تاكل حتي جاء في خاطرها السؤال الذي يدور في راسها منذ ان التقت بهاشم ولم تجد له اجابه فاردفت بجديه: هاشم انت اول مره عرفت انا فين منين
توقف عن الاكل ثم ترك الشوكه من يده وكتف يديه علي الطاوله واردف بهدوء: يوم ماخالد كان جيبلك جواز السفر رجالتي كان بيرقبوه وعرفوا مكانك
فجر وهي تأماء برأسها وتوردف بجمود: فهمت
هاشم وهو يتنحنح محاولا تغير الموضوع: انا هخرج دلوقتي شويه اخلص كام حاجه وارجع مش هتاخر فالو حبه يعني تشوفي القصر والجنينه عشان لو حابه تغيري فيهم حاجه
مانتي هتعيشي فيه علي طول ولو معجبكيش قوليلي وانا هجبلك واحد تاني
فنظرت اليه فجر وهي تتنهد بنفاذ صبر ولم ترد عليه
ثم اردفت بجديه: انا عايزه اكلم ماما
هاشم وهو يكمل طعامه واردف بهدوء اقرب للبرود: هتكلميها
فجر بجمود: امتي
هاشم بلامباله: في الوقت المناسب
فجر بضيق: اللي هو هيجي، امتي الوقت المناسب ده
هاشم وقد انهي طعامه واردف وهو يتجه الي باب الغرفه ويخرج: لما يجي هقولك ثم خرج
فجر بغيظ واشمئزاز: انسان بارد ثم سمعت صوت سيارته ترحل فقامت واتجهت الي الحديقه كان هناك الكثير من المصابيح بها فانها حديقه واسعه رات ارجوحه كبيره فقتربت منها وجلست عليها وبدات تحركها وهي تفكر كيف ساخرج من هذا المعتقل لا يوجد اي طريقه عندما دققت النظر حولها رات ان هناك الكثير من الحراس في كل مكان وكلاب حراسه لا امل لها في النجاه
حتي وجده سياره تدلف القصر وطارق يترجل منها وعندما وجدها جالسه اقترب منها واردف بجديه: هو هاشم فين
فجر بستفزاز :معرفش
جلس بجانبها وهو يتنهد واردف بجديه: انتي لسه واخده موقف مني
مطت شفاتيها بستهزاء ولم ترد عليه فاكمل بجديه:انا صحيح صاحب هاشم بس متنسيش يافجر اني في الاول وفي الاخر شغال عنده ولازم انفذ اوامره
فجر بصياح: كنت ممكن متقولوش انك عرفت مكاني انا كان فضلي يوم واسافر انا المفروض كنت ابقي في انجلترا دلوقتي مش في السجن ده خصوصا انك كنت عارف اني كنت عايزه اهرب منه باي طريقه
طارق بضيق: متفتكريش انك لوكنتي سافرتي انه كان ممكن ميوصلكيش هو قالهاك قبل كده انك لو في اخر الدنيا هيجيبك وانا واثق انه قادر ينفذ كلمته حتي لو روحتي فعلا لاخر الدنيا
فجر بتعب: انا مش هقدر قعد هنا اكتر من كده انا حاسه اني بتخنق انا مش قادره اتنفس هنا
طارق بهدوء: هاشم حبك بجد بس انتي اللي رفضه تديله فرصه وتنسي اللي عمله فيكي قبل كده ثم اردف بنبره ذات مغزي: او يمكن عشان قلبك وعقلك مشغول بحد تاني فنظرت له بنزعاج فاكمل: بس خليكي فكره ان هاشم باقي عليكي واشتراكي واعتقد ان اللي بيشتري احسن من اللي بيبع ولا انا غلطان
فجر بصوت مخنوق : انا في الوقت القصير ده وصلت فيه لقمة العجز النفسي إحساس الوجع مسيطر ليا ولا انا عارفه انسي ولا عارفه اكمل انا لاقيت نفسي فجاه في وضع مجبره اني اقبل بيه من غير حتي ميكون ليا حق اني اعترض او اقبل واقفه بين اتنين واحد منهم اديته قلبي وكنت مفكره انه هيحافظ عليه بس هو بكل بساطه راح باعه وقبض تمنه بس الفرق اللي بينه وبيني ان هو باعني بفلوس بس انا هبيعه بلاش
طارق بتنهيده: جايز تكون الفتره دي من أصعب الفترات اللي بتمر بيها لكن خليكي ع يقين إن ربنا هيعوضك باللي ميتخلاش عنك ف اى وقت تحتاجله فيه اللي يكون كل همه يشوف الضحكه ماليه وشك خليك دايما مطمنه ان العوض قريب لانك كنتي صادقه اوى معاه وهو اللى فرط فيك اوعى تزعلي علي واحده قذر زاي ده
فجر وهي تنظر اليه وتوردف بنبره ممطوطه: واللي هيعوضني هو هاشم
طارق وهو يرفع كتفيه وينزلهم في حركه سريعه ويتحدث بلامباله: او ممكن حد غيره محدش يعرف بس المهم تفتحي قلبك وتاخدي بالك من اللي حوليكي كويس قطع حديثهم صوت صياح عالي فدخلوا الي القصر وجدوا الياس واقفا وهو يغلي من الغضب
فجر ببرود :في اي بتزعق ليه
الياس بعصبيه :بزعق عشان البيه بتاعك هو اللي حرق مخزني ودمر شركتي وخلاني اعلن افلاسي
فجر بلامباله :واطي صوتك بس وهاشم مش موجود هنا اصلا يعني مافيش لزوم لصوتك العالي ده
واكملت بجمود:وبعدين ان عامل دوشه ليه عادي اي يعني شركتك ادمرت فوق دماغك مره واحد وكل حاجه ضاعت من ايدك واعلنت افلاسك دي كلها حاجات عاديه انت جاي ليه دلوقتي بقي متعصب ومضايق
الياس بستفزاز وسخريه : عندك حق عادي اي يعني دي حاجه عاديه زاي مثلا قلبك اللي كسرتهولك وبرضوا لسه مفيش فايده ولسه بس غريبه اني شايفك واقفه قدامي يعني مش هتعيطي وتجري ولا نسيتي اني كسرت قلبك
فجر وقد المها حديثه شعرت بخنجر ينغرز في قلبها هذا الشعور الذي كلما راته تشعره به ولكنها اخفت كل ذلك واردفت بقوه وثبات :