رواية حبيسة عشقه الفصل السابع7والثامن8 بقلم مياده
رميت بجسدي علي السرير ،عيناي تحدق بالسقف الابيض حينها بدأت بالتفكير في عيناه و شفتاه ، شعره الاسود يا اللهي كم اريد لمسه صوته الساخر كم اشتاق الي سماعه ، فقط اشتاق و ارغب بشده الي رؤيته ، ذهب مازن الي رحله عمل منذ خمس ايام تركني في حراسه هؤلاء الاشخاص خارج الشقه و أدهم يأتي يجلس معي من حين الي اخر فقط نتسامر ونلعب بعض الالعاب ويذهب ، لم اتحدث معه بشأن مازن في اي شئ فقط اخبره اننا بخير .
توجهت الي غرفته فقط رائحته هي من تهدئ من روع اشتياقي له افتح دولابه واسحب احدي ملابسه ، اتوجه الي سريره وافرد بجسدي معانقه قميصه الذي في يده اشم رائحته بشده ، عقلي يخبرني ان ذاك خاطئ لا يمكنني ان اقع في حبه ، ربما هذا فقط اشتياق من الملل بدونه ، عيناي اغلقت وانا اعانق قميصه بين يداي واستنشق رائحته فوق وسادته .
تقلبت بجسدي الناحيه الاخري سمعت صوت اغلاق الباب ولكن لم اسمع شئ بعدها انتظرت حركه او صوت ولكن لم يحدث شئ ، انني اتوهم بقدومه ايضا اكملت نومي مره اخري مستمتعه بتلك اللحظه وانا بين رائحته ، شعرت بأصبع تتغلل بداخل شعري نزولا الي نهايته ، شعور جميل لا اريده ان يتوقف انتقلت الأصابع الي رقبتي نزولا الي معصم يدي ببطئ شديد خلفت قشعريره تجري في جسدي .
" قدر .... اصحي " قفزت مكاني بهلع واضعه يدي اعلي صدري خائفه من وقوع قلبي من شده ضرباته ، عيناي تتفحص ملامحه القاسية تخبرني أنه غاضب .
سحب يده من معصمي ، حرك شعره للخلف بيده مستعد للذهاب ولكني أمسكت معصمه اوقفته " عايزه اتكلم معاك في موضوع"
امسك يدي وبعدها عن يده " مش وقته"
همست " محتاجه اتكلم ضروري"
نظر الي بهدوء " بسرعه " جلس امامي علي السرير منتظرني
اخذت نفس عميق نظرت الي عينيه " كل حاجه وليها حد وانا بقول كفايه لحد كده "
" كفايه لحد كده؟! " كانت نبرته متسأله .
" مش عايزه ابقي هنا عايزه امشي" تحدثت بسرعه .
" في احلامك البعيده" اقترب مني جعلني ارجع بظهري للخلف
عنادته " انت مش هتجبرني"
" لا اقدر" أصر
" متقدرش " تحديته
" لا" ابتسم بخبث " انتي ملكي "
وضعت يدي فوق صدري اعانقها " انا قلت لك انا مش ملكك ومش مجبوره اسمع كلامك"
رفع احدي حاجبيه " عايزه تمشي ليه؟ "
" لانني ..... " وقعت بحبك لا لن اخبرك سحبت شفتي تحت اسناني لا أستطيع ان اخبره .
" انتي عارفه دي بتعمل فيا ايه" اقترب مني أكثر ينظر الي شفتاي.
" انت مش هتعملها" همست
" هعملها لو مبطلتيش عضها" كان ينظر الي شفتاي .
افلتها وابتسم ببرود ، وقف " آخر كلام مفيش خروج ومتفكريش تهربي"
تركني واتجه ناحيه الباب يضع يده علي المقبض " أرجوك مازن انا مش قادره"
توقف عن فتح الباب ونظر بغضب " نعم ؟"
" مازن ... أرجوك وافق " همست بالنهايه .
وضع يدها فوق صدره يعانقهم " عندك مشكله"
" اه " وبدأت العبث بأصابعي .
تقدم وجلس امامي مجددا " طب اي هي؟ "
صمت فتحت فمي عده مرات ولكن اغلقها مجددا ماذا اخبره انني وقعت في حبه وهو بارد وقح لا يشعر بي " حاجه شخصيه"
" طيب يبقي مفيش خروج من هنا" تحدث ببرود
انفعلت " وانت مالك ........ ده مش بمزاجك" صوتي اصبح اعلي.
زمجر بغضب " اسكتي "
صرخت " انا مش هسكت، انا همشي من هنا ومش بمزاجك.. " صمت عندما شعرت بوجنتي تلتهب كف يدي لمسها من اثر صفعته ، عيناي حدقت به بصدمه سحبت شفتي تحت أسناني أخرجت انين صغير اذا شفتاي جرحت ، نظر لي بغضب قبل ان يخرج ويغلق الباب خلفه ويحتجزني داخل الغرفه .
لم اعلم كم من الوقت مر وانا ابكي بصمت فقط عيناي لا تتوقف عن انزل الدموع ، اعلم انني أصبحت محتجزه هنا لا مجال للخروج من الغرفه حتي ، اغلقت الأنوار مستعده للنوم في حالتي تلك ، لم اري السعاده منذ دخولي ذلك المنزل ، لم اجد سوي الحزن والبكاء ..........
هكذا انا اذا غضبت ابكي كيف لي الوقوع في الحب هكذا كنت دائما استمع إلى الاغاني والافلام واجد الحب بها جعلني اتمني ان اعيش تلك اللحظات الدافئه امسكت قميصه الذي كان في عناقي ورميته بغضب علي الأرض هو لا يستحق حبي له لا يستحق بدأت بالبكاء مره اخري اتكور علي جسدي بحزن .
خرجت من أفكاري حين أدركت أنه واقف في الظلام .
الضوء انتشر في جميع انحاء الغرفه ،وضعت يدي علي وجههي اغطي عيناي من سطوع الضوء ،عطره انتشر في الغرفه من جديد علمت أنه يقف بالقرب مني .
" ابعدي ايدك " تجاهلته ورفعت الغطاء فوقي .
" اقعدي وبصي لي" لم أتحدث وهززت رأسي بالنفي .
كرر " اقعدي وبصي لي" صوته انتشر في جميع انحاء الغرفه ، انتفضت وجلست اعانق نفسي انظر اليه عاري الصدر شعره مبعثر ويرتدي بنطاله القطني
" يلا عشان تتعشي"
همس بصوتي الباكي " لا مش عايزه"
انا وقح ايضا يصفني في البداية وبعد ذلك يريد مني تناول العشاء
" هتتعشي " امر بحده
" لا انت مش هتجبرني علي ده كمان " انا بالفعل غاضبه
" اقدر " ازداد حده
" متحاولش " نظرت الي الجهه الاخري سحبت شفتاي بين أسناني يخرج مني انين صغير اتذكر انها مجروحه اتركها بهدوء ، اراه ينظر الي بتشويش وضع الصينيه التي كانت معه بجوار السرير .
يتقدم ناحيتي بهدوء كرده فعل زحفت بجسدي للخلف ابتعد عنه بسرعه البرق سحبني ناحيته لاجد نفسي جالسه فوق فخذه ... احممرت خجلا من هذا الوضع ، يده اشتدت حول خصري بقوه حاولت سحب يده ولكن لا أستطيع فعل هذا .
همست بهدوء " مازن ....... ابعد "
شد يده اكثر حول خصري يثبتني فوق فخذه " قلت لك قبل كده انك مش من نوعي المفضل انا بس بصحح اخطائي"
ابتلعت ريقي وانا انظر الي عيناه الرمادي انها تربكني بشده اشاحت بنظري الي الأسفل .
رفع وجهى بيده " هي عيناي بتوترك" سأل ويده توجهت نحو وجنتي يداعبها .
لم ارد انا فقط كتمت أنفاسي عندما اقترب مني والصق جبينه بجبيني ، انه قريب مني للغايه ، انا اغمضت عيناي اشعر بأنفسه في وجهي لكن ليس هكذا انا اعلم ان مازن سوف يفعل شئ فقط ليجعلني اكره نفسي .
" انا عارف انك بتتوتري " همس وشفتنا احتكت قبل ان يطبع قبله صغيره فوق شفتاي تحديدا فوق الجرح وابتعد .
مازلت احبس انفاسي واشعر اني سوف انفجر من الاحراج " قدر اتنفسي" همس بجوار اذني .
تنفست بهدوء " طب ابعد " همست
رفع يده عن خصري ، وقفت بسرعه بعيدا عن قدميه " ممكن تخرج برا" امرته بحده .
استلقي ببرود علي السرير وضع يده خلف رأسه " ليه اخرج برا دي اوضتي وجوه شقتي "
"خليك انا الي ماشيه" توجهت للخارج معطيه له ظهري .
" استني " تحدث
نظرت اليه وهمست " نعم "
ابتسم " اقفلي بس الباب وراكي عايز انام "
اتجهت الي الخارج اغلقت الباب خلفي وتنفست جيدا وجوده حقا يجعلني اكتم انفاسي ....
لم انم ولن انام فقط استلقي فوق الاريكه لا افعل شئ سوي انني اعيد مشهد القبله في عقلي ، اعلنت الساعة عن السابعه صباحا ، توجهت ببطئ ناحيه غرفته فتحت الباب اقابله هو نائم في ثبات عميق مثل الملائكه من يراه وهو نائم لا يراه اثناء استيقاظه ، يعانق وسادته شعره المبعثر فوق عيناه تمنعني من رؤيتها وهي منغلقه .... بهدوء اغلقت الباب واتجهت الي غرفتي ،اتذكر كيف كان وجهه وهو نائم ، اغمض عيوني وابتسم بهدوء مستسلمه لنوم عميق ........
الفصل الثامن
استيقظت من النوم بكسل افتح عيوني ببطئ شديد اجد الغرفه مظلمه سألت نفسي " بجد هو انا نمت ده كله ده احنا بقينا بليل"
خرجت من الغرفه المنزل هادئ علي غير طبيعته ، بطني أعلنت عن جوعها فتحت الثلاجه وجدت نسمه واضعه الطعام مثل كل يوم كالمعتاد ، وضعته في الفرن الكهربي للتسخين واتجهت الي الاريكه اجلس عليها منتظره جرس الانتهاء من الفرن ، تنفست ببطئ شديد ابحث بعيناي عن جهاز التحكم وجدته اخيرا ، بدأت بالانتقال بين القنوات ابحث عن شئ اشاهده ، قطع بحثي صوت فتح الباب توجهت بنظري ناحيه الباب أحاول معرفه من القادم ، عيني وقعت علي أدهم وخلفه مازن الاثنان معاً ينظران الي بصمت ، لا افهم ما يحدث بينهم " مساء الخير ؟! " سألت وانا انظر اليهم بتعجب .
" مساء الخير " نطق ادهم قبل ان يجلس بجواري علي الاريكه ومازن أيضا لقد اصبحت جالسه في المنتصف بينهم الوضع صعب ولكنه مقلق .
" انتي كويسه؟ " ادهم سأل ، عقدت حاجباي بتعجب نبرته تلك غير مألوفه " أه كويسه" أجابت وانا لا افهم ما يحدث بينهم .
اري اشارتهم من طرف عيني وأنا ادعي عدم الفهم ، يعلن جرس الفرن عن الانتهاء ، اتركهم يتحدثون بالالغاز واذهب الي المطبخ أضع الطعام علي الصينية ، اراهم يتهامسون بطريقه غريبه وفي النهاية ينظر الي أدهم ويقف متجه الي وينظر نظره اخيره الي مازن قبل ان يقف قبالتي في المطبخ .
"انتي كويسه يا قدر؟ " سأل مجددا .
حسنا لقد فاض بي " جري ايه يا ادهم " سألت وانا اضع الطعام علي الصينيه وابحث بعيني عن معلقه .
" طيب .... بصي انا مش عايز انفعالات عايزك كده تبقي هاديه " كان صوته ملئ بالتردد لا افهم ما الصعب في ان يخبرني ما المشكله معه .
توقفت عن بحثي عن المعلقه وقفت اقابله اسند بظهري علي طاوله المطبخ أعانق يدي فوق صدري مستمعه اليه " أنا زي الفل احكي"
يسرق نظره ناحيه مازن ثم ينظر إلى يحاول فتح فمه ولكنه يغلقه مجددا ، اقترب مني ولم يصبح يفرق بيينا الكثير امسك بيدي وضغط عليها ، انظر ناحيه مازن أجده يراقب الحدث من بعيد " هو في ايه " اصرخ بقله صبر .
اسمع صوت مازن من خلفي " ابوكي مات انهارده الصبح "
انظر الي أدهم " شفت بقي مش محتاجه انك تقول ..." اتوقف عن الحديث محاوله ان أعيد في عقلي جمله مازن .
" ايه ؟" اسأل بغير تصديق ناظره في إتجاه مازن ، يسحبني أدهم في اتجاهه يمسكني من كتفاي يجبرني علي النظر اليه " أنا اسف قدر بس ده قدره"
ادفعه بخفه " لا لا ، انت بتهزر آنا عرفاك بتحب تهزر في الحاجات دي " لا أستطيع التصديق ابي كيف يموت عقلي لا يترجم تلك الاحجيه عيناي تأبي ان تبكي فكل شئ بي رافض تلك الفكرة ، اشعر لحظات اني ضائعه عيني تتجول في كل مكان .
" قدر " صوت أدهم ينادي ، انظر له بحده " بلاش هزار سخيف "
يدي تسحب بعيدا اري يد مازن فوق معصمي يسحبني نحوه يرفع وجهي تقابل عيناي عيناه الرماديه " افهمي يا غبيه ابوكي مات دخليها في عقلك المتخلف ده " يضغط بأصبعه فوق رأسي يتركني من يداه اسقط جالسه فوق الاريكه بهدوء اسمع صراخ حولي مازن وأدهم انظر اليهم بتشويش لا استطيع سماعهم جيدا فقط اشعر بدوار قبل ان اغلق عيناي واسمع صوت أدهم ومازن في أن واحد " قدر "
افتح عيناي ببطئ واغلقها مجددا ، افتحها مره اخري عقلي يصرخ " كابوس مرعب "
أحاول ان ارفع جسدي لكي أجلس علي السرير بعض الصداع يحتل رأسي ، اشعر بثقل فوق قدمي انظر ناحيه اجده مازن نائم فوق قدمي اهمس بصوت ناعس " مازن "
يستيقظ مازن ينظر إلى بلهفه يضع يداه حول وجهي بقلق يسأل " قدر .... انتي كويسه"
اهمس بصوت مازال مملوء بالنعاس " اه كويسه "
ينظر الي عيناي " اسف مكنش ينفع اقولك الخبر بالطريقه دي "
اذا انا لست في كابوس مرعب انه حقيقه موت ابي ، عيني تبدأ بهطول الدموع دون توقف شهقاتي عاليه اعلم ان ابي ليس بصالح ولكنه ابي في النهاية لقد اصبحت يتيمه دون اب ولا ام قلبي يؤلمني لقد اصبحت وحيده اضع يدي فوق وجههي وابكي بهدوء ، انا اصبحت ضائعه دون مازن انا لا شئ .
" ممكن متعيطيش" صوت مازن ولأول مره حنون ، ارفع وجهي ناحيته وادسه في عنقه رائحته جنونيه ابكي بهدوء يداي اشتدت علي ظهره كادت تعصره من قوتها. .... قلبي يخف بقوه وكأنني لم أعانق احد من قبل ، زحفت اليه اقترب اكثر هو لم يبدي اي رده فعل حتي لم اشعر بيده حولي ، سحبت نفسي بهدوء ابتعد عنه ، يضمني هو اكثر الي عناقه شعرت بيده فوق ظهري يحركها ببطئ ويحاول ان يهدئ من روعي .
اهمس وسط بكائي " متسبنيش انت كمان "
همس داخل اذني " مش هبعد .... وعدك " ابتعد عني قليلا قبل وجنتي التي شعرت انها حمراء وانسحب بهدوء من عناقي ، يحاول ان يخرج من الغرفه .
" مش عايزه ابقي لوحدي " صوتي الباكي جعله يقف ويتجه نحوي ، يحملني بين يداه نظرت اليه بتسأل " هنروح اوضتي " رد علي بهدوء غير طبيعي بداخل مازن ، يدي تشبتت به اكثر ..........
" ااااااااه " صرخت اضع يدي علي صدري أحاول التقط انفاسي ، مازلت اثار النوم في عيناي ، عيناي تجولت في ارجاء المكان انا فوق سريره ، اخر ما اتذكره انني غفوت علي صدر مازن ، وايضا وفاه ابي لا اعلم لم لا اشعر بالحزن الكبير داخل قلبي ، فقط شعور الحزن الذي بداخلي بسبب اني اصبحت وحيده في هذا الكون ، لا اب لا ام لا صديق لا حتي حبيبت واضع مئات الخطوط تحت حبيب هذا الاحمق الذي لا اعرف اين هو الان ، ابعد الغطاء عن جسدي .. القشعريره تجري في جسدي عندما تلامس قدمي الارض البارده فهي تشبه مازن في كل شئ ،تحركت بكسل الي خارج الغرفه افتح الباب بهدوء واسير متجه الي غرفه المعيشة كالعادة وجدت مازن يجلس علي الاريكه في فمه تلك اللعنه المسماه السجائر ويقرأ احدي الجرائد اليوميه وقبل ان اتفوه بحرف ودون ان يبعد الجريده عن وجهه " نمتي كويس " ابعد الجريدة ووضعها علي الطاولة امامه .
تقدمت بهدوء " احسن من غيرها" صمت وعضت علي شفتاي سألت بهدوء " جنازه بابا امتي "
نظر الي ساعته مطولا قبل ان يتحدث "اشتريت ليكي فستان اسود عشان تلبسيه ، تلاقيه فوق ويلا "
وقفت دون حديث متجهه الي غرفتي بكل هدوء اغلق الباب خلفي عيناي تقع علي الفستان الأسود الموضع علي السرير تتجمع الدموع بعيني لم اتخيل ان يأتي اليوم الذي ارتدي به الاسود واذهب الي جنازه ابي ، اسقط علي ركبتاي امام الفستان احتضنه بيدي باكيه صوت شهقاتي اصبح عالي ، اكاد اجزم ان مازن يستمع الي صوتي ، اتشبت بالسرير اقوم واقف علي قدمي اتجه بهدوء الي الحمام دموعي تركض علي وجنتي مثل النهر الجاري ، اقف امام المغسله فتحت الصنبور الماء امامي ينزل منها بأندفاع امد كفاي املائه بالماء واضعه بهدوء علي وجهي .....
انهيت من ارتداء هذا الفستان الذي يجعل قلبي ينبض بقوه وخوف وحزن ، اسمع صوته من الخارج كالعادة حاد " خلصتي ؟"
لم ارد واتجهت بهدوء الي الباب افتحه نظره وقع علي ولكن قبل ذلك عيناه اتجهت الي عيني تراقبها ، ابتلعت ريقي ووضعتها في الارض اتقدم امامه صامته وهو ايضا صامت اشعر ان لا هناك محال للحديث الحزن يعم علي بصوره واضحه ، يتقدم مازن امامي يفتح الباب وكالعادة هؤلاء الرجال خلفنا .
وصلنا الي السياره وجدت أدهم امامي اقترب مني بعناق حاد يهمس في اذني " شدي حيلك"
فقط اشعر بالجمود بداخلي لا انطق ولا افعل شئ ركبت بالخلف ومازن بجواري وادهم بجوار السائق ، تحركنا بهدوء الصمت المريح هو ما يملئ المكان وضعت رأسي بدون تفكير علي كتف مازن انا فقط ضائعه و بجواره اشعر بالأمان يده سحبت رأسي وجعل من فخذه وساده اضع بها رأسي أصابعه تعبث في خصلات شعري بهدوء اعلم انه يحاول جعلي بخير ولكن انا لا استطيع فكل شئ بي محطم الي مئات الأشلاء التي لا يمكن ان تصبح كما كانت من قبل ، قطره ساخنه تنزل من عيني تبلل بنطاله القماشي ويليها مئات القطرات يده تنتقل الي ظهري يحاول ان يهدئ من روعي اشعر بجسده يميل فوقس يهمس بجوار اذني " مش هسيبك"
لم ارد لا يوجد لي اي طاقه لفعل اي شئ ، بعد فتره انا لا اشعر بها اذا كانت طويله ام قصيره توقفت السياره وصوت ادهم داخل رأسي " وصلنا "
رفعت رأسي من فوق قدم مازن عيناه تجولت في عيني الحمراء الباكيه ، اخرج منديل من جيبه وبداء يمسح لي دموعي بهدوء ، " مفيش عياطقدر ، مش هكرر كلامي " أمر قبل ان ينزل من السياره انا خلفه بجواري ادهم يمسك يدي بقوه فقط بضع خطوات ووجدت ابي داخل التابوت الخشبي ملفوف بالقماش الابيض وهناك رجلين يحملانه ويضعوه داخل تلك الحفره الضيقه ، لا يوجد احد سوي انا ومازن وأدهم ورجال مازن خلفنا بالطبع لم يأتي احد ، ابي ليس بالرجل المشهور الغني حتي الجيد فهو كان سئ ولا أستطيع ان اصف اكثر من ذلك فهو اصبح ميت وجزائه عند الله .
لم اتحمل رؤيته يدفن والتراب يغطيه من كل النواحي سقط علي ركبتاي بجوار قبره انتحب وابكي صارخه " اكرهك ،بكرهك اووي "
اشعر بيده حولي يحاول ان يجعلني اقوم ولكن ادفعه بقوه " انت عارف انا كمان بكرهك، بكرهكم كلكم ايعدوعني " اصرخ وابكي في ان واحد .
اراي عيناه التي اظلمت يبرز فكيه من كثره الضغط ينظر الي أدهم قبل ان ينتقل الي بقسوه " قدر اسكتي "
مازلت جالسه علي الارض وسط التراب ابكي وشهقاتي عاليه " ليه اسكت ؟مش عايز تسمع الحقيقه المره انك حقسر وباود وابعد عني مش عيزاك في حياتي " يحملني مازن فوق كتفه يداي تسقطان امام ظهره ويمسك بقدماي بشده ، اضربه فوق ظهره صارخه باكيه "سبني يا حيوان سبني "
لا يرد فقط يحملني بقوه يلقي بي داخل السيارة أقابل عيناه المظلمه لقد أصبح غاضب " لو سمعتي صوتك تاني هقطع لسانك" الكلمات تخرج من فمه بصعوبه يهددني وشعرت للحظه آنه سوف يفعلها دون تفكير .
انفلعت اكثر " مش هسكت " كان صوته اعلي من ذي قبل " قدر " شعرت ان السياره اهتزت من قوه صوته صمت وعانقت جسدي بجوار الباب الاخر ركب هو بجواري مجددا عيناي وقعت علي ادهم ينظر الي بحزن كبير فقط اشعر آنه يشفق علي صوت مازن ظهر من العدم " علي البيت "
اضع وجهي بين قدماي لا اريد النظر اليه ولا حتي ان استمع اليه غاضبه حزينه مشتته منكسره ربما خبر وفاته لم يجعلني حزينه ولكن رؤيته جعلتني تعيسه فقط لتلك اللحظه تمنيت الموت رفعت عيوني ببطئ ناحيه المازن المنشغل بهاتفه اذا يمكنني الموت بسلام ، فتحت باب السيارة بجواري اعطي صوت انذار اندفعت بنفسي الي خارجها قبل ان ألقي نظره علي مازن القلق ، شعرت بيده تمسكني قبل أن انزلق الي خارجها وقفت السياره ومازن يدخلني الي السياره يصرخ بي " انتي اتجننتي ... ؟ انتي فعلا اتجننتي قدر "
يدفعني مجددا الي الجلوس داخل السياره يغلق الأبواب جيدا ويضع فوقي حزام الأمان وعيناه تشع بالغضب " متتحركيش لحد ما نوصل البيت ... ، وحسابك معايا بعدين"
ابتلع ريقي بخوف ، أدهم ينظر الي بأسف " مش عيزك ضعيفه، انها الحياه "
عيناي تمتلئ مره اخري بالدموع انفجرت بالبكاء لا اعطي اي أهميه لنظرات الشفقه التي تتوجه الي ولكني اريد البكاء كثيرا