رواية ورطه
الفصل الثالث3
بقلم ايمان ممدوح
_ بنتك مش عاوزه تقلع الحجاب يا أمُي!
«ألقىٰ جُملته بجديه وملامح تُوحي بالصرامه أتت علىٰ تلك الجُمله كي تثأر..»
صرخت بحده قبل أن تدفعه بيدها بعنف: بقولك
إيه يا ياسر أنا قولتلك متجيش الا بورقة طلاقي،
جاي تشتكيني لِ أمي وياريت علىٰ حاجه تستاهل لأ ده حاجه تعيبك!
وانا اللي عماله اصلح في صورتك قدام الكل واجيب العيب عليا جيت خربتها.
صمتت قليلاً ثم جلست أمامه أنا تعبت منك والله..
إقترب منها ثم جلس وأمسك كفها وهتف بخفوت يمتزج بالحنين: أنا كنت بهزر؛ أنا جايه أقولك حقك على عيني وراسي من التعب النفسي اللي عيشيتك فيه الفتره الأخيره ، استحملتي فوق طاقتك يا "نُهىٰ"
أنا فوقت والله كلامك ليا امبارح لمسني كأني اتكهربت، أنتِ من النِعم اللي ربنا سُبحانه وتعالىٰ منَّ عليا بيها مش هحب أضيعك من إيدي، أنتِ صح الفتن خلتني معمي ومش شايف قدامي وبقيت اجري ورا الدنيا وبنافس نفسي ومش قادر اشبع وشويه ومش بس كده جيت عليكِ، مع ذلك كنتِ بتحاولي تفضلي باقيه عليا بس أنا فوقت يانُهىٰ اديني فرصه عشان... ثم صمت يخزي من ذاته:عشان خاطر ابننا حتى مش عشاني..
تدخلت والداتها "حِكمتْ" في تلك اللحظه تنتشلها من شتات نِفسها
_ اللي عملته ده يا "ياسر" ياابني كارثه وغلطه في رجولتك، نُهىٰ منطقتش بأي كِلمه باللي حصل بينكم بس جملتك كانت واضحه وصريحه مش محتاجه ترجمه ومع المستوىٰ اللي انتَ عايش فيه السبب واضح إنك ليه طلبت طلب زي ده، هفكرك باآيه واحده بس لو مشيت بيها في وسط العالم اللي أنتَ فيه ده هتسلم بإذن الله طول ماتوكلك على الله سُبحانه وتعالىٰ
ربنا عز وجّل قال في في القرآن الكريم
﴿ يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ﴾
الدنيا شايف فيها مغريات كتير أوي بالنسبالك بس هفكرك إنها مهما تستمتع فيها هتزول متستاهلش تضيع أخرتك عشانها، هتبيع الجنه يا ياسر!
ليه وعشان إيه؟! وعشان مين؟!
محل الإقامه والإستقرار الآخره ياابني يبقى نِعمل عشان نبني مكان لينا في الجَنه تخيل تبقى بتشقى في الدنيا وتبوظ آخرتك بسبب عملك
أنا نصحتك عشان أنتَ ابني على الرغم إن متأكده إن نُهىٰ فوقتك...
«ألقت مافي حوزتها ثم ذهبت لتتركهم معًا لعلَ الصفاء يجد بينهما مكانً له..»
تنهد بتعب: ساكته ليه يانُهىٰ؟
حركت رأسها وتحدثت بتيه: مش عارفه أقول إيه؛ قولت اللي عندي يا ياسر في كل مره اتخانقنا فيها
بس انا هديك فرصه عشان شايفه إنك ندمان وكنت محتاج تفوق استغل إنك فوقت من اللي أنتَ كنتْ فيه وارجع أحسن من الأول..
هتف بلهفه أعربت عنها عيناه: يعني مفيش طلاق يانُهىٰ؟
ابتسمت بصفاء ثم دفعته بخفه: شكلك ما صدقت!
احتضنها ثم تمتم بحنين: أنا ماصدقت فعلاً بس ماصدقت نرجع...
«أتىٰ صغيرهم الذي انطلق اتجاهم واحتضن إياهم لتكتمل الصوره بعد ان زراتها التعاسه لِفتره كانوا بحاجه إليها لكي يستفيق أحدَهُما.»
_______________________________
_ عروسه! أنتَ عملتها ياخالد واتجوزت عليا؟!
هتف بسخريه: أنتِ كنتِ فاكراني بهزر ولا إيه ثم أكمل بترقيع: لو بهزر مكنتش اديتك العلقه بتاعت امبارح يا"ثُريا"..
كادت أن تتجه إليه لتحطم وجهه حتى أمسك رسغها بعنف: شكلك عاوزه علقه جديده تقعدي هنا بأدبك بدل ماانا اللي هقل أدبي واوريكي أيام عمرك ماشوفتيها!
قاطع حديثه المرأه التي بجانبه وهي تتحدث وهي تتشدق بالعلكه التي في فمها: جرا إيه ياعُمري أنتِ هتبوظي يومي وانا مش ناقصاكِ ثم تصنعت البُكاء: يرضيك اللي بتعمله ده ياخالودي؟!
«عيونٌ جاحظه وفمٌ فارغ تلك كانت هيئتها التي تَنم عن حالتها..»
دفعها على الأريكه وهي على تلك الحاله: غوري كده وأنتِ وليه بومه..
-لم تستفيق بعد مازالت تحت تأثير مايحدث حولها أتىٰ في بداية الأمر يفتعل الكثير من المشاكل التي لاداعي لها حتى أثار بداخلها بعض الشكوك ثم وقع أمامها رساله من تلك الفتاه التي أصبحت "زوجته" وعَلِمت أنه تعرف عليها من مكان لاداعي لذِكر ماهيته ومن هنا تحول البيت إلى فاجعه حتى هو أصبح بذاته لايطاق تضغط على ذاتها حتى ينعم صغارها بِ بيت مُكتمل الأركان حتى وإن اصبحت صوره ثم توالت المواقف حتى طالب بِدهبها لكي يبتاعه ويُنفذ رغبته في الزواج مره أخرىٰ متحججًا باأتفه الأشياء لاتعلم أين تذهب ولِمن تذهب "أصبحت كُل الأماكن لا تُناسبني "
ظلت أيام داخل غرفتها تتحرك كما الآله تُنجز متطلبات صغارها الذين لم يستوعبوا بعد كيف بتلك المرأه أن تصبح زوجة أباهم وتعيش معهم في ذاتَ البيت مع والداتهم!
_ و هتعملي إيه يا"ثُريا"؟ هتفضلي شغاليه في ساقيه كده مابين شُغل وولادك وسايبه الكارثه اللي أنتِ فيها
عدىٰ تلات شهور وأنتِ معملتيش أي حاجه ولاطلبتي الطلاق حتىٰ.
«كانت شارده أفاقت على حديث صديقتها الذي انتشلها من قوقعة تفكيرها.»
_ ومين قالك إني هسكت؟ ده انا برقد لهم!