رواية جمال الاسود الفصل السابع عشر17والثامن عشر18 بقلم نورا عبد العزيز


 رواية جمال الاسود الفصل السابع عشر17والثامن عشر18 بقلم نورا عبد العزيز


ظل "حمزة" يصرخ من الألم بسبب الضرب المُبرح الذي تعرض له من "عاشور" ورجاله، فتح باب المخزن ودلفت سيارة "جمال" ثم ترجل منها بعد أن فتح "حسام" الباب الخلفي له، هندم بدلته وأغلق زر سترته بغرور مُتجاهلًا ألمه الذي خف قليلًا بعد المسكن، سار نحو "عاشور" بخطوات واثقة ليقول بأختناق:-
-يا عاشور قولتلك متلمسهوش إلا لما أجي 

نزع سترته بأغتياظ وغضب مكبوح بين ضلوعه ورفع أكمام قميصه إلى ساعده ثم أخذ العصا الخشبية من يد احد الرجال أثناء سيره إلى "حمزة" المُعلق من يديه للأعلي ويكاد يفقد وعيه ليقول بينما يحدق فى وجهه:-
-ليكون فى علمك، كان ممكن يشفع لك أن مريم بنتك، لكن دا كان قبل ما تكون باردة زى قطعة الثلج فى أيدي

ضربه فى خصره بقوة بالعصا ليصرخ "حمزة" من الألم فتبسم "جمال" بغضب يجتاحه ومسك شعره بقوة ليثبت رأسه أمامه حتى تتقابل عيونهم وقال:-
-لا أجمد كدة، الدين كبير ولازم أرده كله، أنا وعدتها يكون أطنان من اللى عاشته

ظل يضرب فيه بقوة يريد أن ينفث غضبه به ويرد له جزءًا مما تعيشه هذه الفتاة من ألم ووجع وتدهور نفسي، توقف عن الضرب عندما أقترب منه "عاشور" مُحاولًا منعه فصرخ "جمال" به بأنفعال:-
-أبعد عني يا عاشور

جذبه "عاشور" بالقوة بعيدًا عنه ليقول:-
-صحتك يافندم أهدا

تنفس بهدوء وجميع الرجال مُندهشين مما يراوا وحالة الغضب والكره الذي وصل لها "جمال" يمتز بهدوئه المرعب لكن الآن غضب كالجحيم، غضبه الذي ينفثه بهذا الرجل سيقتله للتو إذا تركوا، ظل يضربه دون أن يكترث لجرحه الذي نزف وظهرت الدماء على قميصه الأسود بقعة غامقة ولوثت الفيست الرمادي لتظهر بوضوح، أشار إلى "حسام" ليأخذوا إلى صندوق زجاجي كبير ممتلي بالماء ثم قال بنبرة مُخيفة:-
-لازم تجرب اللى عملته، ما هو طباخ السم بيدوقه

دفعه بقدمه بقوة ليسقط داخل الصندوق مُقيدًا من يديه ليصارع الموت وأنفاسه كادت ان تتقطع تحت الماء، نظر "عاشور" إليه وقال:-
-كفاية كدة هموت مننا

أشار "جمال" إليه بنعم ليتنفس "حمزة" بألم بعد أن أوشك على الموت للتو وغسلت الماء الدماء التى كانت تلوث وجهه، حدق "جمال" به وهو يقول بسخرية:-
-شوف الباقي من عمرك كان ١٠ أو ٢٠ أو ٣٠ سنة أنت هتقضيهم معايا تدوق فيها العذاب اللى عيشتها فيه... فحسابك لمريم تقيل أوى عندي، فخليني فى الأهم... مُختار

نظر "حمزة" له بعينيه المتورمة من الضرب وبالكاد يري بيهما وفقال:-
-أخوك!!

-جثته فين؟

تبسم "حمزة" بسخرية كأنه لا يهب هذا الرجل مهما فعل بيه ليقول بتهكم:-
-أنت مش دفنتها وطلعت له شهادة وفاة كمان من الحكومة، ولا ناوي تعترف بتزويرك 

تبسم "جمال" بمكر أثناء وقوفه من مكانه ويشير بيده على "حمزة" مواجهًا حديثه إلى "عاشور":-
-حاولت أمنع نفسي عنه لكن هو مُصر يا عاشور

دهش الجميع عندما أخرج "جمال" سكين من خلف ظهره وطعن به خصر "حمزة" فصرخ من الألم ليقول "جمال" بوحشية باردة:-
-متجمد كدة يا راجل، دا مريم طلعت أرجل منك وكتمت صرختها قصادك

تألم "حمزة" بقوة من جرحه ونزفت الدماء على يد "جمال" تلوثها ليقول:-
-تفتكر أنا عملت أيه فى مراتي؟ لتكون فاكر أنى غبي وممكن يعدي عليا أن المعلومات دى طلعت منك أنت وأنت اللى وصلتها للصحافة

أشار إلى "حسام" ليحضر له فتاة تعمل فى قصره، نفس الفتاة التى تعاونت معه مقابل المال وكانت ترتجف خوفًا ليتابع "جمال" بسخرية من امره:-
-أنت غباءك صورلك أنك هتقدر تحط عين جوا قصر جمال المصري، وتوصلك معلومات عني كدة بسهولة وأنا مش هعرف

نظر إلى الفتاة نظرة أرعبتها من مكانها وهى تنتفض وتبكي من القادم وما ستراه على يد هذا الرجل فقال "جمال":-
-دفعلك كام؟

-خمس ألاف جنيه والله لولا الحوجة أنا ما كنت.....

ضحك "جمال" بسخرية من كلماتها وقال:-
-الحوجة يا زبالة يا رخيصة!! دا أنتِ مرتبك وأنتِ بتخدمي جمال المصري الضعف... 

أرتجفت الفتاة بخوف منه لينظر "جمال" إلي "حمزة" ببسمة شيطانية أخبرته بأن الهلاك قادم إليه....

___________________________ 

"قصــــر جمــــال المصـــــري" 

مُنذ أن أخبرها قبل رحيله بأنه سيرد الدين وهى لا تستطيع النوم، ظلت تنتظره في الصالون حتى يعود للقصر ليطمئن قلبها ويخف قلقها الذي زاد كلما مر الوقت، لا تعلم ممن سينتقم اليوم وكيف؟، سمعت صوت سيارته بالخارج لتهرع من الصالون إلى الباب فرأته يدخل مُنهكًا و"حسام" يسانده، تتطلع بوجهها والقلق يبدو عليه، سألت بقلق:-
-حصل أيه؟

تنحنح "حسام" بلطف دون أن يتفوه بكلمة بلا أمر منه وقال:-
-خليه يرتاح شوية وأنا هبعت للدكتور

هز "جمال" رأسه بلا وقال:-
-لا، متتعبش نفسك فى الوقت دا

أخذت "مريم" يده من "حسام" ليرحل، حدقت بوجهه الشاحب بقلق وقالت:-
-قولتلك متتأخرش عارف الساعة كام دلوقت ٤ الفجر وقولتلك أنك تعبان لكن شوف راجع عامل أزاى

رفع يده يلمس وجنتها بلطف ليهدأ من نيران القلق التى تحرقها وتتلألأ فى عينيها ثم قال:-
-أنا كويس يا مريم

أخذته إلى غرفته بعبوس ووجهها غاضب وتقوس شفتيها وكهذا حاجبيها الصغيرين، ساعدته للصعود فى فراشه وهى تضع يدها خلف ظهره ثم رفعتها لتضع الغطاء عليه لكنها صُدمت عندما رأت دماءه على يدها فقالت:-
-بالله عليك يا جمال، أنت عملت أيه فى نفسك؟

وقفت أمامه تنزع عنه ملابسه وقميصه ليتألم قلبها من جرحه الذي ألتهب ولا تعلم ماذا فعل حتى حدث ذلك معه، جلست خلفه على الفراش وبدأت تعقم جرحه بلطف فظل صامتًا حتى ضربته بقوة على ظهره ليتألم من ضربتها وقالت بعناد طفولي:-
-أحسن بتستاهل لأنك مبتسمعش الكلام

لم يجيب عليها فتأففت بحزن نادمة على ضربه وألمه رغم أنه يحمل من الألم القدر الكافي، ذهبت إلى غرفة الملابس الخاصة به وأحضرت له تي شيرت بكم وعادت إليه، وقفت أمامه وساعدته فى أرتداء التيشيرت بلطف وقالت:-
-براحة على مهلك

حدق بوجهها وهدأ غضبها للتو وكأنها قررت أن تترك الغضب والقلق بعد أن رأته وأطمئنت عليه، قال بنبرة جادة وعينيه تحدق بها:-
-ممكن تروحي الجامعة بكرة

نظرت إليه بأندهاش من موافقته للتو على خروجها وقالت بفضول:-
-بجد!! بالله عليك أنت كنت فين يا جمال؟

تجاهل سؤالها ورد عليه بسؤال من طرفه:-
-أنتِ بتعتبره أب؟

لم تجيبه وظلت تحدق به بغضب ظهر فور ذكره إلى "حمزة" ثم جلست جواره صامتة وهو يتابعها بنظره لتقول وعينيها تنظر إلى يديها المنكمشتين معًا بخوف أصابها:-
-أب، أنهي أب اللى يعاقب بنته لأن مراته ماتت وهى بتولدها، عارفة لو غلطت كنت أستحملت الأذي لأني غلطانة وبستاهل العقاب، لكن فين جريمتي فى واحدة ماتت لأن عمرها أنتهي، أنا كمان اتاذيت من موتها وبقيت يتيمة الأم، مش هو لوحده اللى اتوجع ومهما كان بيحبها ومجنون بيها مش سبب لكل اللى عمله فيا، لو كان بيحبها بجد كان حافظ عليا وعرف أني حتة منها، أمانة هي سبتها له قبل ما تمشي كان لازم يصونها..

كان يستمع إلى حديثها فى هدوء رغم أشتعاله من الداخل، أدرك أن ما فعله به اليوم ليس كافي لما تشعر به هذه الفتاة، رفعت نظرها إليه فرأي دموعها تتلألأ فى جفنيها بحزن وقالت:-
-أنهي أب بيجيله قلب يا جمال يحرق بنته بسكينة سخونة، أب دايمًا ماشي بسكينة فى جيبه عشان يعذبها وقت ما يحب، قولي فى أب كدة فى الدنيا، أب بتلذذ بصوت وجعها وصرختها... لا مستحيل الأب بيضم ويطبطب ويحمي، والله جوز عمتي كان أب ليا أكتر منه على الأقل بيواجه حمزة ويقف قصاده عشاني، كان بيجبلي المصاصة وهو راجع من شغله ويطبطب عليا ولو مرة غلطت فى الواجب وعمتى زعقت كان بيراضينى، دا الأب اللى أعرفه لكن حمزة مستحيل يكون أب، خايفة أوريك جسمي عشان تشوف قسوته لتقول عليا بتعري قدام الغريب وبنت وحشة زى ما قولت قبل كدة

رفع يده إلى وجنتها ليجفف دموعها بلطفها بعد أن تساقطت من جفنيها مع حديثها عن قسوته،مُعتذرًا بدفئه على هذا الحديث الذي تفوه به عنها سابقًا وقال:-
-والله ما بيستاهل دمعة منك

تبسمت بإنكسار شديد أمامه وقالت:-
-مش عليه، مستحيل دموعي تنزل عليه لكن علي نفسي وعلى الأيام اللى عشتها معه

لم تدرك نهائيًا أن حديثها يزيد من غضب هذا الرجل وسيجلب الجحيم إلى "حمزة" أكثر، جلبت منشفة مُبللة لتمسح الدماء وأثرها عن يده بلطف وهو صامتًا يراقبها عن كثب فتبتسمت على نظراته دون أن تنظر إليه وقالت بمرح:-
-قولي من غيري كنت هتعمل أيه؟

رفع نظره عنها بحرج ثم قال بغرور شديد:-
-ليكون فى علمك.. القصر فيه خدم كتير كل واحدة تتمني تخدمني 

رفعت نظرها إليه بغيرة شديدة بعد أن فهمت تلميحه والكثير من النساء يتمنون أن يجلسون أمامه أو يصنعن له القهوة، تبسم على غيرتها إليه لتقذف المنشفة فى وجهه بقوة غاضبة ثم وقفت أمامه وقالت بسخرية:-
-خليهم يخدموك ولو مبيكفوش ممكن تطلب غيرهم 

أستدارت لكي ترحل من أمامه لكنه منعها عندما مسك يدها الصغيرة فى راحة يده لتنظر إليه بهدوء وتكبح غيرتها بداخلها مع ضربات قلبها الغاضب من حديثه للتو، قال بنبرة هادئة:-
-مبيكفوش، والله مبيكفوش قصادك.... قصدي... 

تبسمت على ربكته وهو حتى لا يعرف كيف يتغزل بها أن أراد، جبروته وقسوته والغضب هؤلاء كل ما يعرف كيف يفعلهم لكن الحب والكلمات اللطيفة والأعتراف هؤلاء الأشياء لا يمكنه فعلهم ومهما حاول، تسارعت نبضات قلبها الضعيف أمام عشقه المجنون هائمة بهذا الرجل وكل شيء به، أخذت خطوة نحوه توقفه عن الحديث لينظر إليها بصمت فسحبت يدها من راحة يده ومسكت وجهه بين يديها الصغيرتين وقالت بنبرة هادئة وعينيها تلمع بالحب حادقة بهذا الزوج من العيون الخضراء العاشقة رغم تلجم لسانه لكن عينيه لا تتوقف عن الصراخ بهذه المشاعر الكامنة بداخله لأجلها:-
-قولي أزاى أبطل أحبك يا جمال

أزدرد لعابه بتوتر شديد من أعترافها بالحب للمرة الثانية، سابقًا أستقبل هذه الكلمة بصفعة على وجهها ورفضها لتهجره أربعة سنوات كاملة والآن لن يتحمل هذا الهجر مرة اخرى فقال بنرة دافئة ورأسه مرفوع للأعلي لتقابل عينيها بينما يجلس محله على الفراش أمامها:-
-حبي هيأذيك يا مريم، أنا فاضي من جوا معنديش اللى أديهولك، خربان وخرابي هيتعبك ويوجعك

تبسمت ويديها تداعب لحيته بدلال وعينيها تبسمت فرحًا قبل شفتيها وهو يخبرها بأنه يخاف عليها من الحب، لتقول بلطف:-
-والله أنا بيكفيني أنك معايا وتكون بخير 

رمقها بصمت شديد على عكس عينيه التى أعترفت للتو بأنه يريدها ويريد الخوض فى الحب معها، هذه العيون التى ضمتها بحنان وعشق لم تراهما من قبل لتبتسم "مريم" بدفء وقالت:-
-أنا قولتلك قبل كدة أنك دافىء

هز رأسه بنعم إليها فتابعت ببسمة أكبر ويدها الأخري تسللت إلى رأسه تتغلل أناملها بين خصلات شعره بحب قائلة:-
-لكن أكيد مقولتلكش أن دفئك بيحيني، والله أنا مش محتاجة دكتور نفسي، أنا محتاجة لك أنت يا جمال بس، دفئك بيحيني

أجابها بتحذير جاد ولهجة حازمة وهو يراها غارقة فى حبه لأبعد الحدود:-
-هتتعبي يا مريم، أنا متعاشرش لو قربتي هتكرهينى، أنا من قريب مش زى ما أنتِ مُتخيلة، أنا أمي اللى ولدتني بتهرب من وحشيتي وقسوتي ومفيش أغلي ولا أقرب من الأم، أنا وحش يا مريم ومعترف بدا قصادك، أنا بالنسبة لبراءتك ونقاءك جحيم...  

تبسمت بإمتنان على ظهور فى حياتها لينير قلبها وينتشلها من عتمة أيامها المُظلمة ثم قالت بنبرة ناعمة ويدها تداعب لحيته بدفء وحنان:-
-أتعب عشانك، ومستحيل أكرهك أنا مستعدة أمضيلك على كل الضمانات اللى عايزها

ضحك تلقائيًا رغم عنه على كلماتها فأى ضمانات ستقدمها لأجل الحب، لمست شفتيه مُمتنة لهذه الضحكة الخافتة التى خرجت منه، تتطلع بها وضربات قلبه تتسارع بجنون لا يحتملها فربما يفقد عقله وصوابه بهذه اللحظة لأجلها، تابع حديثه بعد أن أنزل يدها عن وجهه وأخذها فى راحة يده يضمها بحنان:-
-أنا راجل صعب وتحكماتي هتخنقك، بيغير وغيرتي مش هتستحمليها، هحبسك فى قصري عشان ميلمحكش راجل غيري، مش هقدملك الحب اللى بتتمني أى بنت، هسيبك بالأيام وأسافر عشان شغلي وهتشتكي من أهمالي ليكي وأنشغالي عنك

أومأت إليه بنعم تخبره بأنها تقبل به رغم كل شيء، تريده كما هو وقالت بمرح:-
-هروح معاك الشغل

-مريم!! بتكلم بجد أنا خايف عليكي مني ومن قسوتي
قالها بوجه عابس لتقول بجدية:-
-والله لو هتحبسني فى أوضتك مش القصر أنا معنديش مشكلة... ومتخافش عليا، جمال اللى أنا أعرف مستحيل يأذيني وممكن يهد العالم كله عشاني

نظر إلى يديها الموجودة فى يديه بحيرة من أمره وهذه الفتاة تُربكه ولا تعلم ما هي قادمة إليه وتسعي إليه جاهدة ليقول بتحذير وهو يتذكر الماضي:-
-أنا مبغفرش الخيانة يا مريم

رفعت يدها الأخرى إلى وجهه ووضعت سبابتها أسفل رأسه لترفعها حتى ينظر فى عينيها وهى تعلم بأنه يُحذرها من أن تفعل ما فعلته زوجته الأولي لتقول:-
-اللى بيحب مستحيل يخون، أنا بحبك يا جمال والله لو طلبت عمري بديهولك

أومأ إليها بنعم فى صمت مُستسلمًا لعنادها وتشبثها به لتقول بحماس من موافقته:-
-أتفقنا، بقيت خطيبي؟!

هز رأسه إليها لتبتسم وركضت إلى غرفتها كطفلة بريئة نالت اليوم هديتها الكبري، لم يتوقف قلبها عن الرقص فوق أوتار صدرها الصلب بعد أن حصل على حبيبه حتى لو لم يعترف بلسانه يكفي أنه قبل بحبها وسيأتي اليوم الذي يعترف فيه بحبه ويخبرها بأنه يعشقها، عادت إليه لينظر بأندهاش عندما رأها تحمل فى يدها خاتم الزفاف الخاص به وقالت:-
-أنا أشترته لك

وضعته فى بنصره الأيمن وقالت بنبرة جادة غليظة:-
-عشان تعرف كل الخادمات اللى يتمنوا خدمتك أن الراجل دا بتاعي 

هز رأسه بنعم إليه وصعد إلي فراشه لتساعده بلطف ونزعت عن قدميه الحذاء ثم غادرت الغرفة ليبتسم بعفوية ثم غاص فى نومه بأرتياح...

_______________________________ 

حاولت "سارة" الوصول إلى "حمزة" بعد أن أخبرها "حازم" بظهوره باحثًا عنها لكنها لم تنجح فى فعل ذلك، لم تستطيع الوصول إليه طيل الأيام الماضي، تأففت "سارة" بضيق وهو تقول:-
-لما أحتاجه ملاقهوش

نظرت للمرآة الموجودة فى غرفتها وعليها أسماء مكتوبة بأحمر الشفايف ووضعت علامة خطأ فوق أسم "نادر" بعد زواجها منه وعلامة خطأ على اسم "مُختار" بعد قتله، نظرت إلى البقية وكان اسم "مريم" و"جمال" و"حمزة" لتقول بأختناق:-
-يومك قرب يا حمزة بس تخلصني من مريم وأخلص منك نهائيًا

غادرت الغرفة وأغلقتها بالمفتاح جيدًا ثم دلفت للغرفة المجاورة فحدقت بملابسها الموجودة على الفراش وأستعدت للخروج إلى عملها، أرتدت فستان يصل لركبتها ذى اللون الزيتي وبأكتافه سلاسل مسدولة على كتفيها وذراعيها المكشوفين، وبالخصر هناك فتحتين من اليسار واليمين يظهروا نعومة خصرها وأرتدت كعب عالي ذهبي اللون وصففت شعرها على الجانب الأيسر ثم خرجت من الغرفة وأنطلقت بسيارتها إلى شركة "نادر" طلبت من السكرتيرة مقابلته ليُصدم عندما سمع بحضورها فقال "تامر" بضيق:-
-قولتلي هتحافظ على جوازكم فى السر

دلفت بهدوء ليستقبلها "نادر" بنظرات غليظة غاضبة فجلست على المقعد المقابل لمكتبها ووضعت قدم على الأخرى وقالت:-
-ممكن تطلبلي قهوة

-أيه اللى جابك هنا يا سارة؟
قالها بحدة لتجيب عليه بنبرة هادئة:-
-جاية فى شغل وحياتك يا حياتي، كنت عايزة نظام امن للمكان عندي وعايزة كاميرات مراقبة وبصراحة محبتش أروح لشركة الجمال وأنت موجود، لكن لو وجودي مضايقك أمشي

قالتها بدلال لتقف فمنعها "نادر" من الرحيل وعينيه تفترسها وتلتهم هذه الفريسة لأجله وهو يقول بإعجاب:-
-ودي تيجي، هاتلها قهوة يا تامر ومدخلش حد علينا ولا حتى أنت

تبسمت وهى تعود للجلوس مرة أخرى بهيام وعينيها تلتهمه بنظرة ساحرة، نظر "تامر" إليه بضيق وقد فهم هذه النظرات الشهوانية ليقول:-
-والقهوة أجيبها أزاى يا ريس لما مدخلش

ضحكت "سارة" بسخرية من غباء هذا الرجل وقالت:-
-يبقي بلاها قهوة يا أبو المفهومية

تأفف "تامر" بضيق من وجودها وغادر فى صمت لتقف "سارة" من مكانها وأنزلت الوشاح عن أكتافها وسارت مع المكتب وأناملها تلمس المكتب بخفة وبخطوات بطيئة تتمايل كالحية بليونة كأنها تضرب قلبه مع كل صوت يصدر من احتكاك أظافرها الطويلة بالمكتب وصوت كعبها العالي حتى وصلت جواره وقالت بنبرة ناعمة:-
-بقالي يومين مشوفتكش، وحشتني معقول موحشتكش

نظر إليها بإعجاب وهو يمرر لسانه على شفته بحب ويده لمست ركبتها الباردة تستكشف نعومتها وقال:-
-حدبرضو ميوحشهوش الجمال دا كله، بس كان عندي تجيهزات للمشروع الجديد والمنافس الوحيد اللى نازل قصدي جمال المصري فلازم استعد له

أنحنت قليلًا نحوه بعد أن سمعت أسم "جمال" ووضعت يدها على كتفه بدلال ثم قالت:-
-إذا كان كدة مفيش مانع هسامحك بس متنساش تعوضني لما تفوز فى المشروع على جمال

تبسم بحب شديد إليها مُستمتع بصوت أنفاسها وقربها منه وقال:-
-وحياتك لدلعك اخر دلع بس أخد المشروع دا ليا، أنتِ عارفة أنا بقدس الجمال والحلاوة دي قد أيه

ضحكت ضحكة رقيعة أخترقت أذنيه وقلبه لتشعل نيران الحب به وقفزت بمرونة تجلس على المكتب ووضعت قدم على الأخري، ليقول بحب:-
-بس أخلص تجهيزات والبنك يوافق على القرض ووحياتك لأغرقك ألماظ ودلع 

مسكت رابطة عنقه ولفتها على يدها بدلال لتجذبه إليها أكثر بمقعده صاحب العجلات من الأسفل بعد أن جلست على المكتب أمامه وقالت:-
-قرض وأنا موجودة يا بيبي، هو أنا مش مراتك يعنى فلوسي هى فلوسك... أنت بس تشاور وحياتك عندي تلاقي من جنية لمليون تحت رجلك

تبسم عندما ألتصق المقعد بها بعد أن سحبته ببطيء ليقول بجدية:-
هو معقول أنا معيش مليون، أنا طالب قرض ب50 مليون

ضحكت أكثر بسخرية وهو يعتقد بأنها لا تملك هذا المبلغ وأنحنت إليه لتهمس فى أذنه قائلًا:-
-وحياتك لو 100 مليون، أنا عيني ليك

نظر إليها بأندهاش من أمتلاكها لهذا المبلغ من الملهي الليلي جاهلًا حقيقة كونها تتاجر بالمخدرات والفتيات لرجل الأعمال، بل لا يوجد شيء قذرًا لم تفعله لأجل المال، طبعت قبلة على شفتيه تكسر بها صدمته وتبتسم أمام عينيه لتقول:-
-أنا أحب الراجل اللى يحسسنى بمكانتي وأنوثتي وما دام أنا حاسة بدا معاك، يبقي عيني لك

جذبها من فوق المكتب لتجلس على قدمه بعفوية ويديها تسلل إلى عنقه تفك له رابطة العنق وعينيها تحدق بعينيه، تبسم "نادر" بمكر شديد بعد أن أخبرته أنها ستقدم له المال الذي يريده مقابل دلالها ليقول:-
-دا أنا اللي عيني ليك يا روح قلبي

قهقهت ضاحكة عليه بعد أن أقترب يقبل عنقها لتقول بتحذير شديد ونبرة قوية: -
-لكن أنا مقولتكش شرطي عشان تأخد الفلوس دي

أبتعد عنها بتعجب لتقول وهى تمرر سبابتها على وجنته:-
-الفلوس تحت أمرك من دلوقت لو حبت لكن المشروع دا لازم يرسي عليك، لو جمال خده هتدفعلي المبلغ كله بفوائد 30% 

أتسعت عينيه بصدمة الجمته فهى تقرضه المال بفائدة كبير لتتابع بعد أن رأت صدمته:-
-لكن الحلو أن لو أنت اللى خدته وبقي بتاعك أنا مش هأخد منك جنيه واحد من المبلغ دا

زادت دهشته فهل ستتخلي عن مبلغ كبير كهذا فقط من أجل أن يكسب المشروع ويجني هو المال فسألها بفضول شديد:-
-مش غريبة دى، كأنك بتقرضيني المال عشان أكسب جمال بس..... 

قاطعت فضوله وأسئلته التى ستقتل عقله الغبي وربما يضر بخطتها وأوقفت هذا العقل اللعين عن التفكير بدلالها وهى تسحبه إليها ليصمت كالأحمق ويتوقف عن طرح الأسئلة....

____________________________ 

"قصـــر جمــــال المصـــــري" 

أقتربت "مريم" بتردد فى بداية الأمر من "ولاء" الجالسة فى الصالون فتجنب هذه المرأة ليس الأفضل وفى نهاية الأمر هى والدة "جمال" ويجب أن تكن على وفاق معها، جلست قربها تحدق بها وهى تحمل الهاتف تشاهد المنتجات الخاصة بالبشرة والزينة وتطلب الكثير من اجلها، قالت "مريم" بلطف وبسمة:-
-ممكن أختار مع حضرتك

نظرت "ولاء" لها بغرور وكبرياء مُشمئزة من هذه الفتاة لتقول:-
-أنتِ فاكرني غبية! ليكون فى علمك أن واحدة زيك قاعدة فى القصر الطويل العريض دا بس عشان وصية المرحوم اللى ميجوزش عليه غير الرحمة وبس، معرفش كان بيجيب البلاوي دى منين؟ بس هقول إيه أبتلاء

نظرت "مريم" لها بحرج وحزن شديد وهى تتهمها بما لا يصفها، قالت بنبرة حزينة:-
-الله يسامحك

ضحكت "ولاء" بسخرية شديدة على هذه الفتاة وقالت:-
-على فكرة أنا مبيخلش عليا دموع التماسيح والمسكنة دى، لو كنتِ بريئة وطيبة مكنتش وقعتي فى طريق مختار دا ربنا بيقول الطيبون للطيبات وعلى رأي المثل الطيور على أشكالها تقع

تساقطت دموع "مريم" بألم وحزن فهى رغبت بالتودد إليها لكنها لم تجني منها سوى الإهانة والحزن فوقفت من مكانها لتقول:-
-شكرًا وبرضو الله يسامحك 

صعدت إلى غرفتها لتراها "حنان" وهي تبكي بحسرة بعد أن أستمعت إلى حديثهما القصير وأقتربت من "ولاء" لتقول بهدوء:-
-أعذريني فى كلامي يا هانم، لكن مريم هنا بقالها سنين ومش زي ما حضرتك متخيلها، مريم بنت جميلة بجد وطيبة وأنا لو كان عندي بنت كنت أتمني تكون مريم أو حتى ربعها

تأففت "ولاء" بضيق وصرخت بأنفعال قائلة:-
-أنتِ هتعلميني أتكلم أزاى، غورى من وشي هاتلي قهوة وكوباية مياه ومعدنية يا حنان

غادرت "حنان" بضيق تكبحه من هذه السيدة التى لا تهتم لشيء سوى نفسها وأناقتها....

____________________________

"شـــركــة الجمـــال  جي أند أم للألكترونيات"

ضحك "جمال" بطريقة عفوية كأنه أنتصر فى الحرب عندما سمع حديث "عاشور" ليقول:-
-بالله عليك يا عاشور قول كلام غير دا، نادر أتجوز سارة عرفي

أومأ "عاشور" له بجدية وقال:-
-دا اللى قاله حمزة وإحنا بنعذبه

ضرب "جمال" مكتبه بعفوية وقال:-
-والله لاقين على بعض، جهز حالك يا عاشور عندنا مشوار لازم نعمل

أومأ إليه "عاشور" وغادر ليجهز السيارة، دلفت "أصالة" إلى المكتب بهدوء ثم قالت:-
-ميعاد الدكتور النفسي النهاردة الساعة 6 

نظر إليها بجدية ثم سأل بأندهاش:-
-مريم طلبت منك تحجزى ميعاد للجلسة التانية!! فكرتها هتتحجج بإمتحانات الكلية وترفض

أومأت إليه بنعم وأعطته رقم الطبيب وبطاقة عمله لتقول:-
-اه، أرتاحت المرة اللى فاتت فى الكلام معاه وطلبت جلسة تاني النهار دا بما أن معندهاش إمتحانات النهار دا

وقف من مكانه لكي يغادر المكتب ثم قال:-
-ماشي ألغي باقي مواعيدي النهار دا، أنا عندي مشوار لازم أعمله وبعدها هروح 

وافقت "أصالة على أمره ليخرج من المكتب وتعود هى إلى مكتبها، صعد إلى سيارته ونظر فى ساعة يده وكانت السادسة إلا ربع، توقفت سيارته وخلفها سيارة أخرى للحراسة أمام الملهي الليلي، ترجل وكان الملهي الليلي مُغلق ولم يُفتح بعد لكنه "جمال المصري" لن يمنعه شيء، جعل الأمن يفتحوا الأبواب له بالأكراه ودلف يتجول فى المكان حتى وصل إلى مكتب "سارة" وجلس ينتظرها....


 
الفصــــل الثـــــامن عـشــــر ( 18  )

دخلت "سارة" إلى مكتبها وتحمل فى يدها السترة الخاصة بها وحقيبتها، رأت شخص يجلس على مقعدها ويعطيها ظهره، ألقت بسترتها والحقيبة على الأريكة المجاورة لها وتقدمت خطوة فأدار المقعد ذو العجلات لترى "جمال" أمامها جالسًا على مقعدها، تبسمت بسعادة قصوى لرؤيته وقالت:-
-معقول دا، جمال المصري بنفسه في المكان هنا؟

رمقها "جمال" بنظرة ساخطة وأشمئزاز من رؤيتها ليقول:-
-لايق عليكي المكان دا، اللى مكنش لايق عليكي بجد الحجاب والتقوي، أصل اللى زيك ميعرفهوش الإيمان، 

أقتربت بدلال نحوه حتى ألتفت حول المكتب لتبقي على قرب منه وتحدق به ثم قالت:-
-حد برضو يخبي الجمال دا كله

ضحك بسخرية عليها عندما رأها تمرر يديها على خصرها مُرتدية فستان فضي اللون لامع قصير يصل لفخذيها بدون أكمام وحذاء أحمر بكعب عالي،  أدار رأسه للجهة الأخري مُتحاشيًا النظر إليها بضيق فكيف لعينيه بأن تنظر إلى أخري الآن وبقلبه هناك فتاة سكنته وأحتلت عقله وعينيه لا تخضع إلى إليها وقال بأستفزاز:-
-أنا برضو قولت كدة واحدة زيك مهوسة بجمالها وتلوينها ميلاقش عليها خالص تكون مربية فاضلة

أنحنت "سارة"  تجاهه بدلال ورفعت يدها إلى وجهه تلمسه بنعومة وتحسس لحيته السوداء تكتشف نعومة شعراته بينما تجيب عليه قائلة:-
-أعتبر دا أعترف منك بجمالي

نظر. "جمال" إليها بغرور ثم قال بنبرة هادئة تُثير أعصابها:-
-دا حقيقة أنتِ جميلة لكن عندي هناك فى القصر فى أجمل منك تخليني مشوفش أى ست فى الدنيا جميلة غيرها، مريم 

كزت على أسنانها بأختناق سافر ثم تبسمت بدلال تخفي خلفه غضبها الذي ألتهمها من كلمته وذكر اسم "مريم" وقالت:-
-عشان كدة جتلي

تسللت يدها إلى صدره تداعب قميصه الحرير بنعومة وإثارة وعينيها تحدق فى عينيه الخضراء وقالت بنبرة هامسة مُثيرة:-
- أدفع عمري كله يا جمال مقابل ليلة واحدة أقضيها معاك وفي حضنك

أنهت جملتها لتلقي بجسدها عليه وتجلس على قدمه بسعادة ليهمس إليها بنبرة مُخيفة قائلًا:-
-من ناحية عمرك فمستعجليش هتدفعيه.. يعنى هتدفعيه، واللى بتحلمي به دا نجوم السماء أقربلك وبالمناسبة أنا جيت أبارك على جوازك وأبلغك سلام حمزة بنفسي

نظرت له بدهشة وصدمة ألجمتها بعد أن علمت أن "حمزة" لديه ومعرفته بخبر زواجها، أرتعبت خوفًا من أن يتفوه "حمزة" بكلمة إلي هذا الرجل ويهدم كل شيء تفعله، دفعها بقوة بعيدًا عنه بأشمئزاز كأنها قطعة قمامة فسقطت أرضًا لتُصدم من فعلته وأتسعت عيناها لطالما جذبها الرجال إليهم وجلسوا عند قدمها لكن هذا الرجل "جمال" دفعها أرضًا لتشعر بإهانة أكبر من كلمته عندما وقف من مكانه وقال بجدية:-
-دا مكانك الطبيعي عند الجزمة تداسي بالرجل مع التراب، قسمًا بربي وغلاوة مريم عندي لو قربتي منها من قريب أو بعيد ما هتلاقي غيري فى وشك وربنا ما يوراكي أنا ممكن أعمل أيه ولا أوصل لفين وهنروح بعيد له أبقي أسالي حمزة دا لو لاقيته، واللي عملتيه لازم تحاسبي عليه لكن كله فى وقته أحلي وأنا راجل معندوش صبر.... 

دفعها بقدمه بأشمئزاز بعد أن ترك لها تهديده وغادر المكتب بعد كلمته لتظل محلها على الأرض غاضبة وتشعر بالإهانة والذل حتى أوشك صدرها على الأنفجار من الغضب وتوعدت له بالأنتقام ورد الذل والإهانة له على ما فعله....

______________________________ 

"قصـــر جمـــال المصـــري"

تبسم  الطبيب النفسي إلى "مريم" وهما جالسان معًا فى الحديقة وقد أنتهوا للتو من الحديث لتقول:-
-أهم حاجة يا مريم أنك تستمري على العلاج وتثقي أن دى فترة وعديت وكل اللى بيحصلك تهيوات من عقلك الباطن، الأحلام والكوابيس مالهاش أثر ولا وجود

أومأت "مريم" إليه ببسمة لطيفة ليقف من مكانه ويغادر، نظرت إليه ورأت "جمال" يترجل من سيارته قبل أن تصل للباب وسار نحوها لتبتسم بعفوية وقالت:-
-متأخرتش النهار دا

حدق بها بغيرة تأكل قلبه بعد أن رأها من النافذة تبتسم مع هذا الرجل وقال:-
-أنتِ بتبتسمي للدكتور!!

ضمت شفتيها بقوة بأسنانها ثم قالت بجدية:-
-لا محصلش، قصدي يعنى أتبسمت شوية لما قالي أن في أمل الأحلام دى تختفي مع الوقت

رفع حاجبه بجدية وقال بغضب مكبوح رغمًا عنه من الغيرة:-
-والله لولا أنه عشان دكتورك ومحتاجة له كنت محيته من على الأرض

تبسمت "مريم" إليه ووقفت على الأريكة بركبتها وأتكأت بيديها على صدره حتى لا تسقط لتقول:-
-بتغار؟

تنحنح بحرج من الحديث أمامها ويخبرها كم يغار ويجن عقله عندما يراها تنظر بابتسامة لرجل غيره وأخرج شيكولاتة من جيبه ليعطيها لها دون كلمة فنظرت إليه بأستغراب صمته وقالت:-
-أيوة وبعدين

-خديها
قالها ببرود كالثلج لتقول بتذمر شديد:-
-أيوة خديها بس، على الأقل قولي جبتها عشانك أو وحشتينى مثلا طول اليوم، كنت بفكر فيك !!

رفع حاجبه إليها وجذب يده بالشيكولاتة كأنه تراجع فى تقديمها لها وقال:-
-متأخدهاش

جذبت يده سريعًا إليها ومسكته قبل أن يغادر بعبوس وقالت:-
-خلاص بلاش واحشتك، هأخدها

أخذتها منه عابسة من تجمد مشاعره وعقدة لسانه التى أخبرها بها بوضوح لكنه لا يجاهد فى التقدم نهائيًا، أكلت مكعبًا منها بتذمر وتقول ناظرة للأسفل مُتحاشي النظر له بغضب:-
-حلوة شكرًا مع أنك لو قدمتها بطريقة ألطف كانت هتبقي أحلى وأطعم....

قاطعها عندما رفع رأسها بسبابته ليسرق قبلة منها دافئة فأتسعت عينيها على مصراعيها من فعلته دائمًا يسرق منها القبلة دون أى مقدمات وعلى سهو كالماكر، أبتعد عنها وهو ينظر للحديقة مُتحاشيًا النظر لها وقال بلطف:-
-تصدقي فعلًا حلوة، ممكن أخد حتة كمان

وضعت يديها على شفتيها بأندهاش تمنعه من سرقتها مرة أخرى وهي تعلم أنه يقصد القبلة وليس الحلوي لتقول:-
-يااا، أنت لئيم والله يا جمال

مال برأسه لليسار ناظرًا إليها ثم قال ويشير بسبابته عليها:-
-البنت دي عنيدة، لو تعرفي أن فى واحدة عرضت عليا ليلة من نص ساعة ......

ألقت الشيكولاتة فى وجهه لتسقط أرضًا بأنفعال تملكها وهو يخبرها بكل هدوء أن هناك من ترغب به وتتدل عليه وقالت بصراخ بعد أن نزلت عن الأريكة:-
-والله، وأيه كمان؟

تبسم علي غيرتها وعصبيتها من أجله فقال بكبرياء يتغزل بها بطريقة غير مباشرة:-
-مفيش راجل فى الدنيا يتمنى يشوف عصبية الست بتاعته لكن أقسملك يا مريم أن عصبيتك بتحليك 

ضربته فى صدره بقبضتها الصغيرة غيظًا منه وهى تقول:-
-كفاية كدب بقي

ذهبت من أمامه غاضبة ليتابعها بنظراته حتى لحق بها وحملها على ذراعيه فصرخت به غاضبة:-
-نزلني..... قولتلك نزلني يا جمال

أحكام حركتها بيديه بقوة وعينيه تحدق بها بنبرة مُخيفة جعلتها تستكين بين يديه وقال بجدية:-
-مسألتنيش أنا قولتلها أيه؟

صمتت بهدوء ناظرة إلى عينيه وأزدردت لعابها خوفًا من أن يكون وافق على طلب هذه المرأة البغيضة التى تتودد إلى رجل يحمل فى بنصره خاتم مليكة فتاة أخري ،همس فى أذنيها قائلًا:-
-قولتلها أن عندي فى القصر أجمل بنت أتخلقت فى العالم

تبسمت كالبلهاء بعفوية مغرمة بهذه الكلمات التى يتفوه بها على غير طبيعته وتناست كل الغضب وأنطفأت نيران الغيرة كليًا بداخلها وقالت:-
-قول والله!!

-وحياة مريم
قالها بنبرة خافتة لترفع يديها تلفهم حول عنقه بدلال وكلما أخبرته أن يقسم أصبح قسمه بعزتها عنده وهذا كافي ليخبرها بكم يحبها دون أن يلفظ بهذه الكلمة ثم قالت:-
-معناه أن في أمل

نظر إليها مُستفهمًا عما تعنيه لتقول بلطف:-
-ما دام قولت أن عندك بنت جميلة معناه أن فى أمل فى يوم تقولي كلمة واحدة من أربعة حروف

تسمر مكانه وتوقفت قدميه عن الحركة وهو يفهم هذه الكلمة التى تنتظرها منه كأي فتاة تحب وتتمنى أن تسمعها فأنزلها عن ذراعيه بتوتر من هذه الكلمة وما تريده، يعلم بأنها لا تطلب الكثير منه لكنه يشبه المستحيل، شعرت "مريم" بربكته لتتشبث بذراعيه بلطف وقالت:-
-جمال

نظر إليها بصمت لتبتسم إليه مُتعمدة أن تهدأ من روعته وضربات قلبه الخافتة التى شعرت بها من ربكته وحبيبات العرق التى بدأت تظهر فى جبينه من التوتر، نظر إلى بسمتها الدافئة كأنها تنير ظلمة قلبه بلطفها وجمالها البريء لتقول:-
-خلينا نعمل خطوبتنا، أنا فاضلي إمتحان واحد ممكن نعملها بعده

أومأ إليه بنعم ثم قال:-
-ماشي أعملي اللى عايزاه

 تبسمت وهى تسير معه للداخل وقالت بعفوية:-
-هتجبلي أيه لو نجحت بتقدير كويس، كل صحباتي متوقعين أنى مش هجيب تقدير كويس بما أني أكبرها سنًا لكن أنا قولتلهم أني هجيب أمتياز عشان جمال يفتخر بيا

تبسم إليها بهدوء ثم قال:-
-أنا فخور بيكي وعارف أنك طالبة شاطرة، عايزة أيه، عربية أحدث موديل، إيفون، أعملك برنامج تقديمي كأعلامي والله لو طلبتي قناة فضائية باسمك لأجبهالك

مسكت يده توقفه عن السير لينظر إليها بأندهاش فقالت ببراءة:-
-لا أنا مش عايزة فلوسك، خلينى أسافر بصراحة عمري ما خرجت برا الفيوم والقاهرة، تخليني أشوف برج إيفيل ممكن

هز رأسه بنعم وقال:-
-موافق أخلي سلمي تحجزلك تيكت

عقدت ذراعيها أمام صدرها بغيرة من هذا الفتاة رغم سفرها الكثير وعدم تواجدها بجواره لكنه يحترمها كثيرًا لتقول:-
-لا أنا عايزة أسافر معاك

نظر حوله بحيرة ويتمتم قائلًا:-
-بس أنا عندي شغل و....

قاطعته بسبابتها الذى وضعته أمام وجهه بحدة وقالت بلهجة أمر:-
-مفيش أعتراض ولا هقبل الرفض، أعتبرها هدية نجاحي وخطوبتنا معقول كل العرسان يقدموا هدايا الخطوبة لعروستهم وأنت جمال المصري بحاله ترفض

هز رأسه بنعم وقال بجدية:-
-خلصي إمتحانك بس وأنجحي وبعدين نشوف الموضوع دا

____________________________ 

جلست "سارة" فى مكتبها ترفض مقابلة أى شخص بعد تهديده لها، والتوتر والقلق أحتلوها كليًا من أخذه لـ "حمزة" وإذا تحدث عن خطتها لقتل أخاه حتى تستفيد من الوصية ماذا ستفعل؟، كيف ستواجه أنتقام "جمال"؟ ولأول مرة يظهر الخوف عليها من قوة "جمال" فهى تعلم بأنها تصدد له الضربات فى ظهره غدرًا لكنها لا تقوي على الوقوف أمامه نهائيًا وتواجهه علنًا، أتصلت بالفتاة بغضب ثم قالت:-
-متعرفيش تامر وصل لأيه عن مريم؟ او بيخطط لأيه؟

أجابتها الفتاة بهمس شديد قائلة:-
-حاولت أتجسس عليهم لكنهم كتومين جدًا لكن كل اللى اعرفه أنه بعت حد يراقب خطواتها وتحركاتها 

-ماشي لو عرفتي أى جديد كلمينى؟
قالتها بتوتر ثم أغلقت الخط وألقت بالهاتف على المكتب وتقول:-
-لازم أتصرف، فكري يا سارة فكري... 

_______________________________ 

"قصــــر جمـــال المصــــري" 

جلست "جميلة" مع "مريم" فى الحديقة، أعتدلت "مريم" فى جلستها احترامًا لهذه الفتاة وتحاشت النظر لها لتقول "جميلة":-
-أرتاحي أنا مش شايفاكي زى ماما

تنفست "مريم" بهدوء وأريحية ثم رفعت نظرها إلى "جميلة" التى تبسمت لأجلها بعفوية ومرح ثم قالت:-
-أنا بثق فى حنان بما أنها اللى ربتني طول الفترة اللى عشتها هنا، وربت جمال وأعتنت به طويلًا وما دام قالت أنها كانت تتمنى يكون عندها بنت زيك فدا معناه انك طيبة وجميلة 

-شكرًا
قالتها "مريم" بحرج وهى لا تعلم ماذا تقول أو أيحق لها الحديث مع هذه الفتاة لتقول:-
-حبتيه؟ بصراحة كل الخدم بيتكلموا عن الصراع اللى داير فى القصر لما بتتخانقوا لكن برضو بيتكلم عن حُبك لجمال؟ مستغربتش الصراع قد ما أستغربت حبك لجمال، أنتِ أول واحدة تحبه، أنا وماما مبنتحملش قسوته وأوامره عشان كدة أنا قررت أدرس الطيران وأبقي كابتن طيران أنشغل فى السفر عنه وأكون بعيدة قدر الإمكان لحد ما ماما قررت أنها تسافر ونعيش فى لندن

تبسمت "مريم" بخفة وهى تتذكر ذكرياتها معه وقلبها ينبض لأجله عاشقًا لهذا الرجل فقالت بهيام:-
-قسوته!!، أنا مشوفتهاش قسوة، رغم كرهه ليا فى أول يوم جت فيه لكن مقدرش يدوس على ضعف طفلة بتترجاه يحميها من أبوها اللي عايز يأخدوها بالغصب، رغم عدم أهتمامه وأن عمره ما رفع عينيه فيا لكن بمجرد ما عرف أني أتخطفت جي جري عشاني وطرد كل الحراس رغم أنه عارف أنهم مالهمش ذنب فى خطفي ولا تقصير منهم، خصص خادمة ليا مخصوص عشان بس مربيتي كانت بتنشغل عنى وقت نومها أو دخولها الحمام وعين ليا حارس شخصي مع أنى مبطلعش من البيت، أجبرني أن ملبسش قصير أو أحط ميك أب ولا أتعامل مع أى راجل عشان بس أهتم بدراستي وأنجح وأعوض اللى فاتني، أشتري مدرسة كاملة وهو مبيفهمش فى إدارتها عشان بس الطلاب هناك ضايقوني، غير لبس المدرسة من جيبة لبنطلون عشان كانت قصيرة، رغم أنشغاله طول الوقت لكن أول ما طلبت منه يجي معايا مشوار ساب كل حاجة وجه، مع انه مبيأخدش الأوامر من حد، مقاليش بحبك ولا لمح بيها لكن أهتم بكل حاجة فيا، حتى خوفي وطلب ليا دكتور نفسي، رغم أصابته برصاصة بسببي لكن كان بيطمني ويهدأني، فضل ماسك فى أيدي وهد المكان على اللى فيه ورفض يروح المستشفي إلا لما يرجعني، قدم لي بوكيه ورد حتى لو من غير كلمة حب، بيغير وقت أحط ميك أب وأكون جميلة ليعاكسنى أى رجل مع أنه واثق أن مفيش بنت مبتتعاكسش، بيمسحلي دموعي وقت خوفي وبيطبطب عليا بدفئه فى عز بردي، جمال يمكن مبيتكلمش لكن كل تصرفاته بتتكلم، قوليلي لو مكنش دا حب هيكون أيه

تبسمت "جميلة" على حديثها لتقف من مقعدها وتجلس بجوار "مريم" وعينيها تتلألأ فرحًا ثم قالت:-
-أنتِ بتحبيه اوى كدة؟

نظرت "مريم" إليها بإمتنان وحب ثم قالت:-
-أول واحد أحس معه بكل حاجة حلوة، أول واحد يمسح دموعي ويكون حنين عليا رغم قسوته اللى كلكم بتتكلموا عنها، أول كل حاجة حلوة حسيتها معه حتى أول مرة أقول بحبك كانت معاه، معقول محبهوش

ربتت "جميلة" على ذراعها بلطف وقالت:-
-عارفة أيه أكتر حاجة ممكن أقدمها لجمال من غير ما اخف أنه يرفضها

نظرت "مريم" إليها بصمت لتتابع بعفوية شديدة قائلة:-
-أني أقدم له رحلة طيران جميلة وأسافر به من بلد لبلد وفى أغلب الأوقات مبيكونش عارف أن أخته الصغيرة هى اللي بتطير به، لأن فعلًا أنا مبحبش أواجهه فى حاجة، عشان كدة اتمنى أنك تقدري تصلحي الخراب اللى جواه عشان أقدر اتعامل معاه من غير خوف

__________________________________ 

لكمه "جمال" بقوة فى وجهه الذي لم بقي به أنش سالمة لتتلقي الضرب، أبتعد عنه ينفث دخان سيجاته ثم أطفأها فى عنقه وهو يقول:-
-أدعي أن موتك يقرب قبل ما مريم تكون مراتي

نظر "حمزة" له بألم شديد ولم يعد يتحمل الألم من الضرب المبرح والعذاب الذي يعيشه مع "جمال" ورجالة طيلة هذه الفترة، لم يعد يعرف التوقيت ومتي يكون الصباح ومتي المساء، مُنذ أن أخذه "جمال" وهو يعاني كله ما يعرفه أن فصل الشتاء انتهي وحل الربيع وهذا الوحش البشري لا يتوقف عن تعذيبه، نفذت السجائر من "جمال" ليتأفف بضيق ثم قال:-
-خدوه من خلقتي، وأنا عند وعدي لما تقرر تقولي فين الجثة ممكن أفكر أخفف عنك الأذي شوية

أخذوه الرجال وهم يسحبوه بسبب كسر قدمه ليقول بتمتمة وبنبرة أستفزاز:-
-أنت عايزها عشان تتأكد من سبب موته صح، لسه مبتثقش فى مريم وعايز تتأكد هو موت بالمسدس وقتلته ولا أنا اللى قتلته

كز "جمال على أسنانه بأختناق وألتف كي يلكمه لكن منعه "عاشور" وهو يقول:-
-أهدا يا ريس وكفاية اللى خدوه النهار دا

ضحك "حمزة" بسخرية على أستفزازه وألقي به الرجال داخل الغرفة لينطلق "جمال" بسيارته غاضبًا من كلمته حتى بتر غضبه وشروده اتصال منها فأستقبله ووضع الهاتف على أذنه ليسمعها تصرخ بسعادة قائلة:-
-أنا نجحت يا جمال، والله نجحت بأمتياز مع مرتبة الشرف، أنا بقيت أعلامي رسمية 

تبسم لأجل فرحتها وسعادتها التى تظهر فى نبرتها مُستمعًا إلى صوت قفزتها العالية بعد أن نجحت كليًا الآن فقال:-
-مبروك يا مريم بتستاهلها

-متتأخرش النهار دا بليز
قالتها بعفوية وسعادة كأنها تسارع الوقت حتى تلتقي به وتنقل له سعادتها ولا تريد سوى مشاركته هذه الفرحة التى تغمرها فوافق على طلبها ثم أغلق الأتصال وهو يفكر بأى هدية يجب أن يشتراها مع عودته لأجلها، وصل للشركة ليستقبله "شريف" وبدأ يخبره بمواعيده اليوم ليقاطعه "جمال" بتذمر ولأول مرة يعارضه:-
-شريف!! عذرًا بس أجل مواعيد النهار دا لوقت تاني

أتسعت عيني "شريف" على مصراعيها بدهشة ألجمته لأول مرة هذا الرجل المدمن على العمل يتهرب منه ولأجل ماذا، دلف إلى مكتبه ومعه "أصالة" و"شريف" ليقول بحيرة:-
-أصالة

تبسمت بحماس شديد يصيبها كلما لفظ أسمها بهذه النبرة المُرتبكة وتعلم جيدًا أن القادم بخصوص فتاته الصغيرة ليقول:-
-عايزك تشوفي هدية تكون جميلة تنفع أنها تكون هدية تخرج مميزة

تلاشت دهشة "شريف" من وجهه وأسترخي بعد أن علم أن تهربه من العمل بسبب نجاح هذه الفتاة التى تسكن قلبه لتقول "أصالة" بحماس:-
-فى حاجة معينة تحبها أو فى بالك يا مستر جمال

هز رأسه بلا وهو يجهل هذه الأمور أى شيء ستفضله وتحبه النساء أو بالأحري فتاته ليقول:-
-مفيش حاجة بعينيها لكن مهم جدًا أنها تعجب مريم

-زى أيه مثلًا
قالتها بحيرة ليقف من مقعده وسار إلى النافذة بعد أن فتح الهاتف وخصيصًا على تطبيق الواتس أب الخاص بها لينظر إلى صورتها التى تضعها لحسابها وهو لا يملك صورة لها فقال بهيام ونبرة دافئة:-
-معرفش، لكن هديتها لازم تكون برقتها وجمالها

-أكلم شركة المجوهرات الفرنسية تبعت عقد ألماظ
سألته بحيرة من كلماته التى لا تساعدها فى أختيار الهدية ليقول وعينيه تحدق بوجه "مريم" وبسمتها:-
-لا، مبتحبش العقود بتقيد رقبتها، هي عاملة زى الفرسة البرية متكرهش قد أن حد يكتفها ويمنع حريتها، طول الوقت شعرها مفرود بحرية وتكره تقيده بدبوس واحد، ولا مرة شوفتها حاطة ماسكرا لرموشها الطويلة عشان متكتفهمش بها، رقبتها مفهاش غير سلسلة رقيقة، عمر الأساور ما لمست أيديها تقيدهما وصوابعها مستحيل تلبس فيهم خاتم، أنا عارف أنها مستحملة خاتم الخطوبة بالعافية فيهم، دايما بتجري فى القصر حافية، مريم زي الفراشة تعشق الحرية ومتكرهش قد التكتيف وأن حد يقيدها..

ظلت تستمع لغزله بها وتمنت أن تكون "مريم" هنا لتسمع كيف يوصفها بنبرته الدافئة هائمًا بعشقها حتى لو لم يعترف، تبسم "شريف" رغمًا عنه مع سماعه لهذا الحديث عنها وأخيرًا سقطت هذا الوحش فى العشق لأجلها وقريبًا سيتنازل عن قسوته وهذا الرعب الذي يبث منه بطاقته المخيفة سيتلاشوا معًا ويذيبهما الحب، تابع حديثه وهو يلمس بسمتها بأصابعه دون وعي منه:-
-واثق أنها موافقتش تكون خطيبتي طول الوقت لأني بجبرها على دا لكن باللطف واللين وافقت، أتاكدي أن الهدية تليق بحريتها يا أصالة، لو كان بأيدي لأختارت فرسة جميلة بتشبهها لكنها بتكتفي بإيلا، مش مهم الهدية أيه قد ما مهم أن مريم تحبها ومتبالغيش فيها لأنها بسيطة وبتحب البساطة

أومأت إليه بنعم ثم غادرت المكتب لتعد له هدية تليق بهذه المواصفات التى لم تقدم العون لها نهائيًا قبل أن يغادر الشركة...
أستدار كي يباشر عمله فرأي "شريف" يحدق به ببسمة خبيثة كأنه يعلم ما يدور بداخله فتنحنح بحرج ثم قال:-
-بتستاهل هدية على نجاحها

-اه طبعًا مفهوم، مفهوم 
قالها بسخرية ليرفع "جمال" حاجبه فتوقف "شريف" سريعًا عن الأبتسام والخبث خوفًا منه ثم تابع بجدية:-
-هروح اعدل الجدول عشان نأجل المواعيد عشان نجاحها بيستاهل

هرب من أمامه قبل أن يغضب من طريقته فضحك "جمال" بخفة وبدأ عمله....

_________________________________ 

أخذ "نادر" المال من "سارة" ووقع لها على إيصالات أمان بالمبلغ بالفائدة وأنطلق ليقدم الأوراق الخاصة بالمشروع بحماس وما يفيد كونه يمتلك الميزانية الكاملة لهذا المشروع وبدأ يفكر كيف ينتصر على "جمال" فى مقابلة اللجنة التى ستحكم بينهما، دلف "تامر" بحماس شديد يتمالكه وقال:-
-وصل

ألتف "نادر" إليها بسعادة لا يصدق أو يستوعب ثم قال:-
-بعتلك مخططات جمال للمشروع

اومأ "تامر" له وهو يضع الفلاشة على المكتب أمام "جمال" وقال:-
-طبعًا وبكدة بقى نستعد كويس بمخطط أفضل منه يعجب اللجنة

تبسم "نادر" بأنتصار شديد وهذه ستكون الضربة القاضية فى حربهم وسيأخذ المشروع بلا شك ما دام يعرف خطة الطرف الأخر كاملة....

________________________________ 

"قصـــر جمــــال المصـــــري" 

وصل "جمال" على القصر وهندم ملابسه قبل أن يدخل وحمل فى يده باقة الورود الوردي وأخذ نفس عميق من لقائها الآن، دلف للقصر لتستقبله "حنان" ببسمة كبيرة تحتل وجهها وهو يعلم أن الجميع الآن يشاركون هذه الفتاة سعادتها وفرحة نجاحها، بحث عنها بنظره لكنه لم يجد لها أثر، تمتمت "حنان" بلطف بعد ان انتبهت إلى بحثه الصامت عنها:-
-مريم بتلبس فوق، خمس دقايق والعشاء يكون جاهز

-ماشي، أنا هغير هدومي
قالها بجدية ثم صعد للأعلي بحرج من نظرات الجميع المُسلطة على باقة الورد التى يحملها بإعجاب من فعله ذلك، كان الطابق هادئًا كالمعتاد لم تصعد به أى خادمة طبقًا لقواعده فدلف إلى غرفته ليُدهش عندما رأها تقف هناك مُرتدية فستان أسود طويل من الدانتيل بأكمام شفاف وحول خصرها رابطة من الحرير الحمراء وتستدل بطول فستانها من الخلف وشعرها البندقي الجميل مُسدل على كتفها الأيمن وظهرها ويظهر حلق أذنها بأذنها اليسري، تقدم إليها بخطوات هادئة حادقًا بوجهها التى وضعت به مساحيق التجميل تزيدها جمالًا وتبتسم لأجله، رائحة عطرها الناعمة تعبأ الغرفة وتغتصب أنفه وعقله، وصل أمامها بإعجاب شديد ثم قال:-
-قصتي شعرك؟

تبسمت وهى تلمس شعرها الذي تخطي منتصف ظهرها بقليل بعد أن قصته وهو دائمًا ينتبه لأى تفاصيل تخصها وقالت بأرتباك:-
-طول زيادة عن اللزوم، كدة وحش؟

لمس خصلات شعرها بأنامله بلطف يتحسسهم وقال:-
-بالعكس أحلي لكنك دايمًا بتعتزي بشعرك من يوم ما شوفتك ومقصتهوش ولا مرة إلا لما رفضتك وزعلتي

أخذت خطوة نحوه بحب وعينيها تحدق بعينيه لتقول بنبرة دافئة:-
-طول أوي، كمان حبت أغير شوية

تبسم بصمت ويديه تتسلل للأسفل مع خصلات شعرها حتى وصل إلى أطرافهم ليرفعهم إلى أنفه يستنشق عبيرهما بعشق فتبسمت على فعلته الناعمة وقالت:-
-ممكن تجهز بسرعة عشان العشاء، أنا عملته بنفسي عشانك

أومأ بنظره إليها لا يستوعب كل هذا الحب الذي تقدمه إليه وجرعاته تتزايد فأقترب ليسرق قبلته المُفضلة لتضع يدها سريعًا على فمها تمنعه من هذه السرقة وقالت:-
-لو سمحت متفسدتش ميكاجي النهار دا بالذات، أنا تعبت عشان أكون جميلة 

مسكها من ذراعها بقوة وهو يجذبها إليه حتى ألتصقت بصدره وأصبح يشعر بأنفاسها وضربات قلبها ثم قال:-
-أنتِ جميلة من غير حاجة يا مريم

ضحكت بسعادة على هذا الأعتراف وقالت بهمس:-
-متتأخرش

هربت من أمامه لتتركه يستعد وسرقت منه باقة الورود ونزلت للأسفل والسعادة تغمرها لكن سعادتها لم تُدوم كثيرًا عندما رن هاتفها وسمعت صوته عبر الهاتف كالميت الذي عاد حيًا للتو مُدمرًا كل سعادتها .....


تعليقات



<>