رواية عشق الجمال الفصل الخامس والعشرون25والسادس والعشرون26 بقلم نورا عبد العزيز

رواية عشق الجمال الفصل الخامس والعشرون25والسادس والعشرون26 بقلم نورا عبد العزيز


جلس "جمال" فى المنتصف بين زوجته المهمومة ووالدته الباردة التى لا تبالي لشيء، تنهد بهدوء وعينيه ترمق الإثنتين ثم قال بتهكم:-
-وبعدين؟ أخر اللى أنتوا فيه دا ايه؟

-أنا مش عايزة حاجة يا جمال غير أنها تطلعني من دماغها 
قالتها "مريم" بضيق شديد فرمقتها "ولاء" بأغتياظ ثم قالت بسخط واضح:-
-شايف طريقتها المستفزة، دي مبتحترمش أني قد أمها ولا حتى حماتها 

كز "جمال" على أسنانه من هذه الحرب التى نشبت بين امرأتين أحدهما والدته والأخري محبوبته، بالنهاية وحده من علق بينهما فقال بهدوء:-
-خلينا نركن الطريقة على جنب دلوقت، ممكن بعد أذنك يا ولاء هانم يا أمى تتقبلي فكرة أن مريم بقيت مريم، مريم أنا مش لسه بتجوزها النهاردة، مريم مراتي بقالها خمس سنين لحد أمتى هتفضل رافضة الحقيقة دى والواقع اللى عايشين فيه، مريم مراتي وأم بنتي مكة لو مش واخدة بالك 

تحاشت "ولاء" النظر لهما ونظرت للجهة الأخري فقالت "مريم" بحدة قائلة:-
-أنتِ مشكلتك معايا فى أيه؟ فى أني أصغر من جمال وفرق السن؟ ولا فى أنى كنت مرات ابنك مختار اللي ميجوزش عليه غير الرحمة ولا فى أني بنت ديلر ولا فى أني أتربت فى عشة .. لو كان مشكلتك فقري فأنا دلوقت مش فقيرة ومش بجمال ولو تحبي أوريكي أرباحي ومالي اللى بكسبوا من تعبي معنديش مانع ، ولو مشكلتك فى ابويا فهو اللى يرحمه زى ابنك مختار بالظبط مع أن دا أنا مختارتوش محدش بيختار أهله لكني أخترت أكون بني أدمة محترمة وناجحة ودا اللى حضرتك مش قادرة تشوفيه، ممكن بقي تعرفيني مشكلتك معايا أيه؟

تبسمت "ولاء" بأغتياظ من حديث "مريم" الذي أشعرها بأنها أنتصرت عليها وخصيصًا مع بسمة "جمال" التي رافقت حديثها كأنه فخورًا بهذه الفتاة، تحدث "ولاء" بأستنكار وقسوة قائلة:-
-أنا مشكلتي معاكي أن أتقطع نسلك يا مريم ومش هتجيبي ولاد لـ.....

صرخ "جمال" بقسوة وحادة صارمة بعد أن وقف من مكانه من كلمتها قائلًا:-
-أمي.... أياكي تكمليها 

تنهدت "مريم" بهدوء بعد أن دمعت عينيها ثم وقفت من مكانها هى الأخري وقالت بهدوء بنبرة خافتة:-
-يبقي مشكلتك مع قدر ربنا لو تقدري تعارضيه أتفضلي، لكن أنا مفيش فى أيدي حاجة غير الحمد 

صعدت وحدها للأعلي بحزن خيم على قلبها، نظر "جمال" إليها وهى تغادر حزين وتأفف بأختناق فقد فعل كل شيء ليري بسمتها وينسيها أوجاعها ولو قليلًا وجاءت والدته هدمت كل شيء فصرخ بأنفعال قائلًا:-
-انتِ ايه؟ جاية منين؟ ترضي حد يعاير بنتك أنها بقيت عامية ولا وقتها هتتوجعي، قلبك دا أيه؟ مقدرتيش تحبها على الأقل حاولي عشاني أنا، أبنك ولا أنا ماليش لازمة عندك.... صحيح أنا طول الوقت ماليش لازمة ولا قيمة عندك ، أنتِ كل اللى همك الميكاب والبراندات والفلوس وعربية جديدة كل شوية عشان صحباتك لكن انا مين وتعرفي عني أيه ولا حاجة؟ جاية دلوقت تعلقي المشنقة وتحاسبني وتحاسبيها ليه؟ مين اللى اداكي الحق دا ؟، أنا قرب صبري ينفد عليكي 

رفعت "ولاء" رأسها إليه لتتقابل أعينهما بدهشة ألجمتها وقالت بتلعثم:-
-أنت بتهددني يا جمال

صرخ بانفعال غاضبًا:-
-أرجعي لندن، أرجعي مكان ما كنتي، عيشتي عمرك كله بعيدة كلمي بُعد ما دام قُربك هيوجعني ويدمر كل اللى ببيني وهيخرب بيتك ... أمشي وأرميني زى ما رميتني زمان

ذهب من أمامها مُستشاطًا غيظًا ووجهه أحمر من الغضب والأنفعال، شعرت "ولاء" بالأنكسار والهزيمة من تخلي ولدها عنها، كأنها فقدت كل العالم الآن بعد خسارة "جمال"، أهتز جسدها قليلًا بسبب الدوران الذي أصاب رأسها وسقطت فاقدة للوعي على الأرض، توقف "جمال" عن السير للخارج بعد ان سمع صوت أرتطم شيء فأستدار بضيق لكنه صُدم عندما وجد والدته على الأرض فاقدة للوعي فهرع إليها كالمجنون وتشبث بها بخوف قائلًا:-
-أمي... أمي ... حناااااان 

جاءت إليه "حنان" مع بعض الخدم الذين فزعوا على صوت صراخه ونزلت "مريم" من الأعلي بهلع لترى "ولاء" فاقدة للوعي على الأرض بين ذراعي "جمال" فهرعت على الدرج بفزع ......

__________________________________ 

أوصلها "جابر" إلى الشقة فوقفت "غزل" بسعادة مُتشبثة بيده وتنظر بعينيه بحُب وضربات قلبها لا تتوقف عن الأنتفاض بسرعة جنونية لأجل هذه اللحظة التى لطالما حلمت به مُنذ أن ضرب العشق قلبها، تمتمت بلطف وخجل:-
-هتمشي؟

أومأ إليها ببسمة خافتة وعينيه تراقبها عن كثب وخجلها يزيدها جمالًا بأحمرار وجنتيها فقالت بتوتر:-
-خليك شوية؟ أنا عايزة أتكلم معاك

أقترب خطوة واحدة منها ثم قبل جبينها بلطف لينتفض جسدها بسعادة من هذه القبلة وأخيرًا أصبحت زوجته ولن يطلب الأذن للمس يدها كما كان يفعل، أبتعد عنها لتتقابل أعينهما معًا ثم قال بلطف:-
-خليها لبكرة

تلاشت بسمتها وانطفيء حماسها ثم قالت:-
-أممم ماشي

فتحت باب الشقة ثم دلفت ولوحت له بيدها فأستدار لكي يغادر لكن توقفت قدمه قليلًا عاجزًا عن تركها وحدها بعد أن أصبحت زوجته شرعًا، ألتف مُسرعًا قبل أن تغلق "غزل" الباب ودفعه بلطف، أتسعت عيني "غزل" على مصراعيها بقوة من دخوله المفاجئ ويده تحيط بخصرها مُتشبثًا بها فتبسمت بسعادة إليه، عانقها بحب يغمره ويغلق باب الشقة بقدمه وهمس فى أذنها قائلًا:-
-شقتيني وتعبتني يا غزل

ضحكت بخفة على كلمته ولفت ذراعيها حول خصره بلطف ثم قالت بصوت مبحوح بسبب صدره الذي تدفن رأسها به:-
-والله أنت الراجل الوحيد اللى غلبني وياه يا جبورة

تنفس الصعداء بأرتياح وهي بين ذراعيه يضمها وكأنه يضم العالم بأسره كاملًا وسعادته قد نالها للتو .....
خرج "جابر" من المطبخ بعد أن نزع سترته ويرفع أكمام قميصه للأعلي ويحمل فى يديه كوبين من المشروب الساخن فرأها تجلس على الأريكة وجلبت اللحاف من الداخل وتتضعه على جسدها من البرد، مُرتدية بيجامة قطنية وردي اللون شتوية ، جلس جوارها وأعطاها الكوب الخاص بها فقالت:-
-أيه الزوج الجميل دا، بيعملي السحلب وأنا قاعدة

وضع ذراعه الأيسر خلف ظهرها يُضمها إليه حتى لا يفرق بينهما شيء وقال:-
-الزوج دا عارف حروبك مع المطبخ 

نظرت إليه بعد أن تركت الكوب على الطاولة التى أمامها ، عينيها تراقبه عن قرب تتأمل ملامحه فلم تكن بهذا القرب من قبل ورفع  يدها الدافئة من الكوب تلمس وجهه بسعادة كأنها لا تصدق أنها تزوجت من الرجل الذي تُحبه والذي دق أبواب قلبها حتى خطفه كليًا أسيرًا له، قالت بنبرة خافتة:-
-أنت مبسوط يا جابر؟ أصل أنا مبسوطة أوى وقلبي بيراقص مش قادرة أصدق أني بقيت مراتك بجد 

وضع كوبه على الطاولة ورفع غرتها بأناملها بلطف ثم قال:-
-معقول أوصلك ومكنش مبسوط، أنتِ أكتر حاجة وحد تعبني وغلبني معاه، عمري ما خوفت ولا شيلت مسؤولية حد قدك يا غزل، أنا بحبك 

رفعت يديها بسعادة وعانقته بقوة ليطوقها بذراعيه ثم قالت بلطف:-
-وأنا كمان بحبك يا حبيبي

تبسم عليها ورائحة الورد تخرج من ملابسها، حاول أن يترك عقله وأفكاره حول والدها الذي سيثور عندما يعلم بزواجهما جانبًا ويستمتع بسعادته فى التو معها حتى يحن الوقت للعراك مع والدها......

___________________________________ 

خرج الطبيب من الغرفة المخصصة لـ "ولاء" بوجه حزين فهرع إليه "جمال" بقلق وساله:-
-طمني يا دكتور؟

أجابته الطبيب بنبرة خافتة وهادئة قدر الإمكان:-
-للأسف والدة حضرتك بتعاني من سرطان فى الرئة 

أتسعت عيني "جمال" على مصراعيها بصدمة ألجمته وعادت قدمه خطوة للخلف من هول الصدمة لتتشبث "مريم" بذراعه قبل أن يسقط من الفزع، تمتم "جمال" بهدوء وعدم أستيعاب للأمر:-
-لا مستحيل، هى كانت كويسة، عمرها ما أشتكت من حاجة يا مريم، لا يا كتور أكشف عليها تاني أكيد فى حاجة غلط

هز الطبيب رأسه بلا بأسف فربتت "مريم" على ذراعه بلطف وعينيها تدمع حتى هربت الدموع من عينيها لا تصدق أن المرأة التى كانت تقف أمامها كالجبل وتشاجرها بداخلها مرض مُميت وسيقتلها، تمتمت بحزن قائلة:-
-أهدي يا جمال، أكيد فى علاج إن شاء الله تتعالج وتقوم بالسلامة 

تحدث الطبيب بهدوء متابعًا بنفس النبرة الحزينة هاتفًا:-
-للأسف السرطان بدأ ينتشر فى جسمها 

أغمض "جمال" عينيه بتعب لا يستوعب هذه المصيبة التى حلت عليه، أرتعبت "مريم" مما تسمعه وقشعر جسدها بقوة، لا تصدق أن كل هذا الأمر حدث، للحظة تمنت أن تعود "ولاء" وتشاجرها على أن تكون مريضة هنا .......

_________________________________________ 

أستعدت "جميلة" للدخول إلى غرفة العمليات وكان "حسام" يقف جوارها مُتشبثًا بيدها جيدًا حتى وصلوا أمام غرفة العمليات فجلس على ركبتيه امامها وقال بلطف مُبتسمًا رغم خوفه:-
-متخافيش يا جميلة أنا هنا وهستناكي لما تخرجي 

أومأت إليه بنعم ليترك يدها ويأخذها الممرضون منه، وقف فى الخارج ينتظر الوقت يمر وتخرج محبوبته سالمة أهم من أى شيء أخر، ذهب إلى غرفتها ووقف يُصلي كثيرًا ويدعي أن يرد الله نظر محبوبته ويشفيها حتى قاطع صلواته فتح الباب ودخول "جميلة" مع الممرضة فأنهى ركعته وهرع إليها بقلق واضح وقال:-
-جميلة

-حسام، أنا فكرتك مشيت
قالتها بخوف ويدها ترتجف فأخذ يدها فى يده بحنان ونظر لوجهها عينيها معصومتين بالشاش الطبي بعد الجراحة وقال بدفء:-
-مقدرش يا حبيبتي أنا كنت بصلي وبدعيلك يا روحي

تبسمت بسعادة إليه وقالت بأمتنان:-
-أنا عارفة أن لو ربنا كرمني ورد لي بصري هيكون من دعواتك ليا وحُبك يا حسام، عارف حتى لو عيشت عمري عامية هفضل أشكر ربنا أنه رزقني بك راجلي وسندي فى شدتي، أنا راضية والله أعيش عمية العمر كله بس أكون وياك أنت 

ضمها إليه بأمتنان وهمس فى أذنها بحب ودموعه تسيل على وجنتيه:-
-أنا عمري كله فداكي يا جميلتي

تشبثت به بقوة كأنها قبلت بقدرها وعلتها التى أبتلاها بها ربها ما دام "حسام" وقلبه معها، مرت الأيام القليلة عليهما معًا يدعمها قدر الإمكان ولا يتركها للحظة واحدة، كانت تسمع صوته فى صلواته ودعواته بأن يرد الله بصرها، لا تعلم أهذا من عشقه لها أم نعمة ربها الذي أعطاها لها، رن هاتفها باسم "مريم" ونطق الهاتف اسم المتصل لأجلها، أجابت "جميلة" عليها قائلة:-
-عاملة أيه يا مريم؟ ويوسف عامل أيه؟ 

-الحمد لله بخير متقلقيش عليه، طمنيني انتِ بس عاملة أيه؟ الدكتور جالك؟

أجابتها "جميلة" بهدوء قائلة:-
-لسه هيجي كمان شوية

تبسمت "مريم" بعفوية ثم قالت:-
-إن شاء الله خير يا حبيبتي، كل اللى يجيبه ربنا خير ليكي أكيد يا جميلة

أومأت "جميلة" لها بنعم ثم قالت بسعادة وإمتنان:-
-أنا راضية يا مريم بأى حاجة، كفاية حسام عليا، أنا خلاص رضيت بقدري ما دام حسام جانبي ومعايا 

-وعشان رضيتي ومعترضتيش ربنا هيكرمك يا جميلة وهتشوفي، ربنا قال "ولئِن شكرتم لأزيدنكم" 

أومأت "جميلة" لها بلطف ثم سألت بقلق:-
-أمال ماما فين؟ بقالي كام يوم كل ما أتصل مش موجودة وتليفونها مقفول

صمتت "مريم" قليلًا ثم قالت ببسمة مزيفة وكاذبة:-
-ما أنتِ عارفة علاقتنا عاملة أزاى، أكيد أنا أخر حد ممكن يفيدك بس هى عمومًا كويسة مشغولة شوية مع البراند الجديد بتاعها 

علمت "جميلة" أنها تكذب وحتما هناك شيء، هذه الفتاة التى تفشل فى الكذب دومًا لطالما "مريم" كانت صادقة ودافئة فى حديثها لكن الكذب لا تقنه نهائيًا، أنهت الأتصال مع "مريم" وقالت بقلق:-
-حسام انت خلصت صلي

أجابها بصوته قائلًا:-
-اه يا حبيبي

وضعت الهاتف على قدمه فى الفراش وقالت بقلق وفضول لما لا تبوح به "مريم":-
-أنت كلمت جمال؟ فى حاجة غريبة أنا قلبي حاسس بدا، ماما أكيد فيها حاجة؟ مستحيل أنها متسألش عليا من يوم العملية وحتى لو نسيت ميعاد العملية أكيد كانت هتتصل تتطمن خلال الوقت دا كله دا مر فوق العشر أيام وكل ما أكلم حد يقولي مشغول، مريم صوتها بيقول أنها بتكدب ومخبية عني حاجة

تنحنح "حسام" بهدوء وهو يعلم بما حدث من "جمال" لكنه حذره من أن يخبر "جميلة" خصيصًا الآن وقال:-
-أكيد محصلش حاجة يعنى وعمومًا كلها ساعتين والدكتور يجي وبعدها هنرجع وتطمنى بنفسك

أومأت برأسها بنعم وألتزمت الصمت على عكس عقلها الذي لم يصمت نهائيًا وظل يفكر فى كل شيء ممكن أن يتخيله، حتى وصل الطبيب وبعد الترحيب جلس أمامها ينزع عن عينيها الشال، وقف "حسام" بجوارها مُمسكًا بيدها بتوتر وقلق أكثر منها ولم يتوقف لسانه عن الدعاء بهذه اللحظة، أخفضت الممرضة مستوي الضوء فى الغرفة مع نزع الطبيب اللاصقة عن عينيها، تحدث الطبيب بالفرنسية قائلًا:-
-أفتحي عينيك

بدأت "جميلة" تفتح عينيها ببطيء وخوف وشعر "حسام" بخوفها حين ضغطت على يده بقوة خائفة، تبسمت بسعادة وأنفاسها العالية ملأت الغرفة حين رأت وجه زوجها الشاحب وخوفه فقالت بسعادة:-
-حسام

وضعت يديها على فمها بسعادة فتبسم بفرح تغمره وقال:-
-أنتِ شايفاني صح؟

عانقته بفرحة عارمة وبدأت تضربه على ظهره بتذمر قائلة:-
-أنت خسيت كدة ليه؟ هههه حبيبي 

أنهمرت دموعها من الفرحة فتبسم الطبيب والممرضة على سعادتها بعد أن تعلقت بعنق زوجها وتبكي فرحًا من رد بصرها وعودة رؤيتها، مسح "حسام" على رأسها بيده وقال:-
-الحمد لله يا رب، ألف حمد يا جميلة .......

__________________________________ 

"قصــــر جمــــال المصــــري" 

نزلت "مريم" من الأعلي مُرتدية بنلطون أزرق فضفاض وتي شيرت بكم أبيض اللون وخف من الفرو أبيض اللون، جاءت "نانسي" لها بالدواء وكوب من الماء فقالت:-
-خلاص يا نانسي أنا تعبت

ضربتها "نانسي" على ظهرها بخفة فهي الخادمة لم تعد بمثابة خادمتها بل أصبحت بسبب قربها الشديد من "مريم" وتحمل مسئوليتها كأم لها فقالت بتذمر:-
-أياكي تقولي كدة تاني، والعلاج هتفضلي تأخدي لحد ما تتعالجي الدكتور قال فيه أمل خلي صبرك طويل أمال

تأففت "مريم" بتذمر وقالت:-
-بقالي شهرين بأخد علاج ومفيش فايدة يا نانسي

كزت "نانسي" على أسنانها بضيق فأبتلعت "مريم" لعابها بقلق وقالت:-
-خلاص هأخده

أخذت العلاج الذي وصفوا الطبيب لها من أجل الحمل، سألت بقلق:-
-جمال لسه مرجعش

نظرت "نانسي" لها بحزن ووجه عابس ثم هزت رأسها بلا فقالت "مريم" بتمتمة قائلة:-
-أنا عارفة، جمال مش هيرجع يا نانسي.. جمال بيحملي ذنب أمه وكأن انا اللى جبتلها المرض مش ربنا 

دمعت عينيها بحزن على ما ألت إليه الأمور وبُعد زوجها عنها بعد أن فقد والدته بعد مشاجرته معها فقالت "نانسي" بلطف:-
-متقوليش كدة يا مريم، جمال بيه مش بيشيلك ذنب حاجة هو بس موجوع أن أخر حاجة حصلت بينهما كانت خناقة 

جهشت "مريم" فى البكاء بحزن وبدأت تُتمتم بوجع يزين قلبها وكأن قلبها قد أعتاد أخيرًا على الأوجاع وأصبحت رفقته:-
-لا يا نانسي ، جمال بيعاقبني وبيبعد عنى عشان الخناقة كانت بسببي ومن بعدها أمه فى غيبوبة، كأن كل الناس بشر وبتتوجع ألا أنا، كأن كان المفروض أسمع وجعها ومعايرتها وذُلها ليا وأسكت عشان أنا الكائن الوحيد فى العالم اللى مبيتوجعش ومبيحسش

ضمتها "نانسي" إليها بشفقة على حال هذه الفتاة، الجميع يعاقبها ويلومها على كل شيء، مسحت "نانسي" على رأسها بلطف وقالت:-
-أهدي يا مريم، أهدي يا حبيبتي.. 

قاطعهم صوت "جميلة" التى وصلت للتو من السفر وصدمة الجمتها مما سمعته للتو وقالت:-
-أنتِ قولتي أيه؟ 

ألتفت الإثنتين إليها بصدمة ألجمتها فقالت "جميلة" بتلعثم مصدومة مما سمعته:-
-ماما فى غيبوبة.......



____ الفصـــــل السادس والعشرون (26)  ____

داخل حلبة المصارعة كانت صوت الأنفاس عالية من شدة المصارعة والحرب القائمة بين اللاعبين، لكمت "مسك" وجه هذه الفتاة بقوة لتسقط أرضًا مُعلنة نهائية المباراة فصفقت "غزل" بحرارة لفوز أختها، خرجت "مسك" لها بفضول ومفاجئة من وجود "غزل" هنا فقالت بفضول:-
-غريبة أيه اللى جابك هنا

نظرت "غزل" إلى "مسك" بهدوء وقدمت لها دعوة حفل زفافها ثم قالت:-
-إحنا طبعنا الانفتيشن 

نظرت "مسك" إلى الدعوة بهدوء ثم قالت بلطف:-
-فهمت، وطبعًا الأنفتيشن القمر دي هتوصل لبابا

تنهدت "غزل" بهدوء ووضعت يديها فى جيوبها بحيرة ثم قالت:-
-مسك أنا بقالي شهرين كاتبة كتبي ومستنية الفرصة اللى يفتكرني فيها، بابا من ساعة من جابر راح طلب أيدي منه وهو قاطع علاقته بيا ولا حتى بيسأل عليا، هفضل مستنية أيه أكتر من كدة، أنا اتجوز واروح بيت جوزى وأعيش أيامي وأخلف أولاد هعمل كل دا امتى، أنت مش واخدين بالكم من سني ولا أيه ، بابا مش هيجي غير بالأمر الواقع وجابر بقي جوزى خلاص وهو لازم يقبل بدا

أومأت "مسك" لها بنعم ثم سألت وهى تنزع القفازات عن يدها:-
-والمطلوب مني أحطه قصاد الأمر الواقع ولا أسلمه الانفتيشن فى أيده

أخذت "غزل" نفس عميق ثم قالت:-
-المطلوب منك هتدعمني وتقفي معايا، أنا هروح أكلمه بنفسي وأعزمه على الفرح بس محتاجاكي عشان تهدي الحرب اللى هتقوم بينا 

هزت "مسك" رأسها بنعم ثم ذهبت إلى الغرفة تبدل ملابسها وعادت غلى أختها كي يذهبوا إلى المستشفي حيث والدهما....

__________________________________ 

وصلت "جميلة" إلى المستشفي وأنهارت فى البكاء فور رؤيتها لوالدتها "ولاء" فى فراش المرض والأجهزة الطبية تحيط بجسدها كليًا وهى فاقدة للوعي، قبلت رأسها بأنهيار ثم قالت بتمتمة وسط بكاءها:-
-يعنى يوم ما أفتح وأشوف ، أشوفك هنا يا ماما 

ربت "حسام" على كتفها بهدوء وأخذها للخارج بعد أن أنهارت كليًا لتقابل "جمال" قادمًا نحوها فسألته عما حدث ليخبرها بمرض والدته فصرخت به بأغتياظ شديد:-
-لما هى مريضة سرطان بتعذب مريم ليه وتلومها ليه؟ محتاج تخسر حد عشان تفهم أنك غلط

نظر "جمال" لها بعيني ثاقبة كالصقر الغاضب الذي على وشك ألتهام فريسته فهمس "حسام" بلطف فى أذنها:-
-جميلة وطي صوتك الناس هتتفرج علينا

دفعته "جميلة" بعيدًا عنها وعينيها ترمق "جمال" وقالت بعناد وغضب:-
-ليكون فى علمك يا جمال مريم إذا حصلها حاجة من القهرة هتكون أنت السبب ووقتها لازم تلوم نفسك بس

مرت من أمامه غاضبة وتكاد تفقد عقلها من أخاها الذي هجر زوجته بسبب مرض والدته، أخذها "حسام" فى السيارة وعقلها يستشيط غضبًا من أخها وصورة "مريم" أمامها ...

(فـــــلاش بـــاك)

أخبرتها "مريم" بكل شيء ومشاجرة والدتها معها وحديثها القاسي فتنهدت "جميلة" بهدوء ثم قالت:-
-وجمال فين دلوقت؟

أجابتها "مريم" بأنهيار تام ودموعها لم تجف عن وجنتيها:-
-معرفش، معرفش عنه حاجة من ساعة اللى حصل، بيلومني أن أنا السبب وأنا اللى زعلتها وبسببي هى دخلت فى كومه، مع أن ربنا يعلم أنى مكنتش أعرف أنها مريضة وأنى كنت موجوعة من كلامها، عمرها ما شافت وجعي ولا قدرت مشاعر وأنى حاسة بأية؟ أنا خسرت ابني وأتحرمت من أنى أكون أم عمري كله وهى كملت عليا وأنا سكت يا جميلة، حبست قهرتي جوايا لحد ما فاض بيا، 9سنين من ساعة ما دخلت القصر دا وهى بتهن وبتوجع فيا وأنا بسكت لكن أول ما قولت فاض بيا أخوكي أتهمني أني السبب فى مرضها وأن لو جرالها حاجة عمره ما هيسامحني... طب وأنا فين يا جميلة؟ أنا أيه ؟ أنا بشر زيكم والله لا عندي أهل ولا أخ ولا أخت أحكي له وجعي معنديش غير جمال وحتى هو قسي عليا ......

صرخت "جميلة" بهلع حين فقدت "مريم" وعيها أمامها وجاءت "نانسي" و"حنان" لها، لم تصدق ما تراه وأن اخاها الآن ستسبب فى موت زوجته ومرضها بأفعاله، أخذوها للغرفة لتنطلق "جميلة" فى طريقها للمستشفي....

قاطع شرودها يد "حسام" التى ربتت على كتفها بحنان وقال:-
-متفكريش كتير يا جميلة، جمال مش هيقدر على بُعد مريم اسألني أنا، الفراق مش هيدوم بينهما كتير ....

________________________________ 

نظر "غريب" إلى الدعوة بهدوء وقال:-
-أنتِ بتتحديني يا غزل

تحدثت "غزل" بجدية قائلة:-
-أنا مستعدة أتحدي العالم كله عشان جابر

ألقي بالدعوة فى وجهها بقوة ثم قال بقسوة صارخًا:-
-على جثتي تتجوزى الرجل دا 

تنهدت "غزل" بهدوء ثم قالت:-
-بس أنا أتجوزته يا بابا، جابر دلوقت جوزى وأنا جاية النهاردة عشان أقولك أني فرحي أخر الأسبوع ولو لسه فاكر أني بنتك هتجي ولو مجتش مش مشكلة هخلي تيام جوز أختي يسلمني لجوزى عشان أبويا هتخلي عني زى ما كل مرة بحتاجه بيتخلي عني فيها 

كاد "غريب" أن يصرخ فى وجهها فغادرت "غزل" دون أن تترك له المجال فذهب خلفها لكن أوقفته "مسك" هذه المرة بهدوءها ثم قالت:-
-بابا اللى حصل حصل، وغزل أتجوزته وهو دلوقت جوزها، أعتراضك دلوقت مش هيفيد بحاجة لو عايز رأي متخسرش غزل مرة كمان 

نظر لها مُطولًا بغضب يحرقه من الداخل وعاد لمكتبه يجلس محاولًا التفكير، رن هاتف "مسك" باسم "مريم" فأجابت عليها وكانت مُنهارة تمامًا فخرجت "مسك" من الغرفة وقالت بقلق:-
-أهدي يا مريم وفهمني حصل أيه؟.....

________________________________ 

"قصـــر جمــــال المصـــري" 

دلفت "نانسي" إلى غرفة "مكة" لترى "مريم" تساعد طفلتها فى تغيير ملابسها، سألتها بفضول:-
-هتروحي فين وأنتِ تعبانة كدة؟

أجابتها "مريم" بجدية ووجه شاحب قائلة:-
-هخرج يا نانسي

-بس.....

قاطعها "مريم" وهى تأخذ يد طفلتها فى يدها قائلة:-
-مش هتأخر يا نانسي متخافيش 

أنطلقت بطفلتها وحيدة ومهمومة، لا تملك مكان تذهب إليه لكنها لا تتحمل البقاء بهذا القصر، لأول مرة تقرر الفرار من "جمال" بطفلتها، بكل مرة كانت تهرب منه كانت تترك "مكة" كرباط بينهما حتى تعود لكن اليوم فرت من هذا القصر بكل ما تملكه لها، أخذت سيارتها حتى وصلت إلى أستوديو التصوير وهناك تركت السيارة وصعدت بسيارة أخري مع "مسك"، عانقتها "مسك" بقوة وحزن خيم على قلبها ثم قالت:-
-متأكدة يا مريم؟

-لأول مرة يا مسك بقرر الهروب من جمال، حتى لما هربت وجيتلك البيت كنت سايبة مكة عشان أرجع، عشان مش هقدر على بعدهم هم الأتنين لكن النهاردا ولأول مرة بقرار أقطع كل السبل اللى بينا، أنا علاقتي بجمال أتقطعت من زمان يا مسك بس أنا اللى كنت بحارب
قالتها وهى تجهش فى البكاء بأنهيار تام، أنطلقت "مسك" بها بعيدًا عن الجميع .........

_______________________________________

كان "صادق" يقود السيارة فى طريقه للقصر و"جمال" جالسًا فى الخلف شاردًا فى حديث "جميلة" معه عن "مريم" ومرضها لتغلق قبضته بأحكام وهو يتذكر كيف صرخ بها وقسي عليها؟

ربتت "مريم" على كتفه بهدوء وقالت:-
-أن شاء الله خير وهتفوق والله يا جمال

وقف "جمال" من مكانه غاضبًا وصرخ بها وسط المستشفي بقسوة:-
-هتفوق يا مريم، عشان لو مفتقش هتبقي أنتِ السبب فى أنها تمشي وهى زعلانة منى، أمي هنا بسببك أنتِ 

أتسعت عينيها على مصراعيها بصدمة ألجمتها ولا تستوعب حديثه، رمقته بعينيها الباكيتين وقالت:-
-أنا يا جمال!! 

صرخ بوجهه بدون وعي لما يقوله ويديه تشير عليها قائلًا:-
-اه أنتِ يا مريم، لأول مرة بقولك أن أنتِ السبب، أنت السبب فى كل حاجة بتحصل فى حياتي، أنتِ السبب فى خسارة ولادي لما وثقتي فى فريدة وقربتي من الخدم بغباءك، أنا وقفت قصاد مختار أخويا ورفعت السلاح فى وشه عشانك ووقفت قصاد امي عشانك، أنا كل أهلي خسرته وهم زعلانين منى بسببك أنتِ يا مريم

لأول مرة تشعر أن قلبها أنشق لنصفين للتو، لم تقو على الرد عليه أو الدفاع عن نفسها، بل شعرت بأن أقدامها على وشك الأنهيار الآن أمامه، ألتفت لكي تغادر فى صمت تاركة العنان لدموعها فقط والجميع ينظرون عليها من نبرة صوته العالية....

قاطع شروده صوت "صادق" يقول:-
-إحنا وصلنا يا بيه؟

ترجل من السيارة بقدمي ثقيلة لا يعرف كيف سيواجهها الآن بعد قسوته؟، دلف للقصر وسمع صوت "حنان" تصرخ بغضب فى "نانسي" قائلة:-
-أزاى تسيبها تخرج لوحدها مع مكة يا نانسي؟

تقدم خطوة للأمام وقال بعد فهم:-
-فى أيه؟

أستدار الأثنتين بخوف من ظهور الآن وتحاشوا النظر له فقال بقلق:-
-ما تنطقي يا حنان

تحدثت بخوف منه بتلعثم قائلة:-
-مريم خرجت من الصبح هى ومكة ومرجعتش، وتليفونها مقفول

شعر بأنتفاضة فى قلبه وغصة مؤلمًا كان قلبه شعر بما لا يعلمه حتى الآن، أخرج هاتفه لكي يتصل عليها لكنه صُدم عندما رأي رسالة وصلت صباحًا له منها ولم يرى، فتح الرسالة وكانت تحمل كلمتين (طلقني يا جمال)

بدأ عقله يترجم ما يحدث، أختفائها مع طفلتهم والآن طلبها للطلاق ليدرك أنها رحلت عنه حقًا هذه المرة بلا رجعة لذا أخذت ابنتها معها ، صعد للغرفة كالمجنون ورأى ملابسها كما هى والساعة الخاصة بـ جين موجود على السرير مع الهاتف، كأنها تركت كل شيء أعطاه لها ولم تأخذ سوى طفلتها ملكها الوحيد فى هذا القصر ......

____________________________________ 

لأول مرة مُنذ أن دخلت القصر تعود لهذا المكان الذي صنعت به ذكريات مُرعبة، نظرت إلى "مكة" النائمة على الأريكة وبدأت تتجول فى المنزل الموجود فى مزرعة الفيوم، لم يترك "مختار" لها شيء سوى هذا المنزل البعيد بذكرياته المرعبة لكنها ستتحمل، وجهها المألوف وشهرتها لن يساعدها فى الهرب منه سوى فى الأنعزال عن العالم، وصلت بقدميها إلى الأسطبل الذي نشأت به وعادت بذكرياتها مع "إيلا" الذي فقدتها وأنهمرت دموعها على ما ألت إليه الأمور، أقدامها لا تسير كما تريد بل تزحف على الأرض بصعوبة، حتى وصلت إلى طفلتها مُنهارة فضمتها إليها وهمست فى أذنها:-
-أنا مستحيل أسيب حد يأذيكي، مستحيل أخلي حد يوجعك زى ما أنا أتوجع يا مكة

نامت مع طفلتها على الأريكة حتى شروق الشمس فبدأت "مريم" فى تنظيف المنزل وهى تراقب طفلتها التى تلعب فى الخارج مع جرو صغير.....

________________________________ 

"قصـــر جمـــال المصــــري" 

دلف "عاشور" إلى المكتب وقال:-
-لاقينا العربية فى جراج القناة لكن محدش شاف مدام مريم نهائيًا أمبارح لكن قبلها بيوم قدمت أستقالتها من البرنامج وكمان من أسبوع بالظبط سحبت كل الفلوس اللى فى حسابها فى البنك

وقعت كلماته على قلب "جمال" كالخنجر المسموم وهو يخبره بأن زوجته قررت الرحيل نهائيًا وخطط لهذا وقد فعلت، تنهد بصعوبة فى التنفس وضيق يضغط على صدره:-
-يعنى أيه؟ يعنى مريم مشيت؟ أقلب الدنيا عليها يا عاشور، مريم لازم ترجع 

وضع يده على صدره بألم شديد من ضربات قلبه المؤلمة وأنفاسه التى تخنقه ولا تقوي على الخروج، أقترب "عاشور" بقلق منه وقال:-
-حضرتك كويس؟ 

أشار "جمال" له بنعم وقال بتلعثم سافر:-
-روح يا عاشور، دور على مريم، أقلب البلد عليها، خلي شريف يساعدك ويدور عليها بجين

أومأ إليه بنعم وغادر المكتب بينما "جمال" حاول أن يتنفس بهدوء ودمعت عينيه من وجع الفراق، وكأن عشقه لها خلال التسعة سنوات التى عاشت بهما معه أنقلب عليه للتو والوجع تحول لنيران تحرقه من الداخل وهو لا يقوى على هذا الوجع، نظر لصورتها الموجودة على المكتب وبسمتها المشرقة فتمتم بعجز قائلًا:-
-يالله يا مريم هتموتني، سيبتلي كل حاجة جبتهالك ونسيت تسيبي قلبي وروحي اللى خدتيهم معاكي .....

_____________________________ 

وقفت "مريم" فى المطبخ تصنع الفطائر لها هى وطفلتها و"مكة" تجلس على المطبخ أمامها تلعب فى الدقيق معها، سألتها "مكة" بعفوية قائلًا:-
-هو بابي هيجي امتي؟

نظرت "مريم" إلى طفلتها بهدوء ثم قالت:-
-إحنا أتفقنا أننا نلعب معه صح، هو لازم يلاقينا يا مكة عشان يكسب، خلينا نستخبي منه عشان نعرفوا أننا أقوياء 

أومأت "مكة لها بنعم بسعادة وهى تعتقد أنها تلعب لعبة الغميضة مع والدها ولا تدرك أن والدتها المجروحة حرمتها من والدها للأبد...

_____________________________________ 

خرجت "مسك" من غرفة العمليات لتُصدم عندما وجدت "جمال" فى مكتبها، أخذت نفس عميق وسالته بوجه حاد عابس:-
-ممكن اعرف سبب الزيارة دى؟

سألها بحدة صارمة قائلًا:-
-مريم فين؟

-مريم فين؟!! وأنا أشعرفني مريم فين؟ هى مراتي أنا 
قالتها "مسك" بجحود ونبرة باردة فكز "جمال" على أسنانه بغيظ شديد من استفزاز هذه المرأة وقال:-
-انا عارف أنك عارفة مكانها

-فتشني
قالتها "مسك" ببرود بعد أن جلست على مقعدها فقال بغضب ونبرة مُرعبة:-
-عمومًا عرفيها أنى مش هطلقها ومريم هتعيش وتموت وهى مراتي وقريب هوصلها...

أستدار لكي يخرج من الغرفة فسمعها تقول بسخرية مُستفزة:-
-ومادام عايزاها كدة مصونتهاش وحافظت عليها وهى معاك ليه؟ ولا هو البني أدم كدة مبيعرفش قيمة الحاجة غير لما تروح منه

ألتف إليها محاولًا كبح أعصابه قدر الإمكان فقالت "مسك" بتهديد صريح:-
عمومًا خليني أنا أقولك أنك لو قلبت الأرض كلها ولو الشمس طلعت الغرب مستحيل تلاقي مريم، اللى عملته فيها أوحش بكتير من كل اللى أتعمل فيها ولو كانت هى السبب فى اللى وصت له أمك فأحب أقولك أنك أنت السبب فى خسارة مريم وولادك

ألقت فى وجهه تحليل الدم الخاص بـ "مريم" بغضب سافر ثم قالت:-
-أتوجع مرتين لا ثلاثة يا جمال، مرة عشان مكة اللى مش هتشوفها تاني  ومرة عشان مريم ومرة كمان عشان اللى بطنها، أصل المدام حامل

أتسعت عينيه على مصراعيها بصدمة ألجمته ونظر للتحليل فتابعت "مسك" حديثها قائلة بقسوة تفتت الباقي من قلبه:-
-سبحان الله يا أخى حتى ربنا لما شفاها وأستجاب لدعاك حرمك من عيلتك كلها بسبب قسوتك

غادرت "مسك" المكتب تاركة خلفها "جمال" فى حالة من الصدمة لا يستوعب أنه فقد زوجته أو أنه لن يرى ابنته مرة أخرى والآن قضي علي ما تبقي من عقله خبر حمل، لا يصدق أن قسوته وجحوده خسروه عائلته كاملة .............

تعليقات



<>