أخر الاخبار

رواية هويت رجل الصعيد الجزء الثاني2الفصل الثالث3والرابع4 بقلم نورا عبد العزيز


 رواية هويت رجل الصعيد الجزء الثاني2الفصل الثالث3والرابع4 بقلم نورا عبد العزيز


الفصل الثالث (3) 
__بعنـــــوان “هــــديـــة”__ 

أختبأت “عليا” بغرفتها وهى تراقب هؤلاء الأشخاص يقتحموا منزلها من اجل السرقة فأرتجف قلبها فزعًا ثم أسرعت للفراش تأخذ هاتفها من فوق الوسادة ثم اتصلت “عطيه” دون تفكير كبير، أستقبال “عطيه” الاتصال وهو نائم وغارقًا في نوم عميق فأتاه صوتها بنبرة مُرتجفة والخوف أستحوذ عليها تقول:- 

-عطيه الحقنى أنا عندى حراميه في البيت 

أنتفض من الفراش فزعًا وكانت كلماتها وحدها كفيلة بأيقاظه من النوم تمامًا فقال بذعر:- 

-بتجولى ايه؟ 

-بقولك الحقنى  

قالها بانفعال رغم همسها في الحديث حتى لا يسمعها أحد فقال وهو يغادر فراشه بجدية:- 

-أجفلى الباب عليكي زين ومتجلجيش أنا دجايج وأكون عندك متخافيش 

أومأت إليه بنعم ثم أغلقت باب غرفتها بالمفتاح من الداخل فسمع الصوت هذان اللصان ليتجه نحو الغرفة لترتعب خوفًا فتسللت أسفل الفراش بذعر وجسدها يرتجف من القليل وتحتضن الهاتف بين يديها فأتصل برقم الشرطة وأخبرتهما بوجود لصوص في منزلها بينما كان هذان الرجلان يحاولان فتح الباب ليفتحه أحدهما بمهارة لتشهق “ليلى” بخوف عندما فُتح الباب ورأت أقدامهم تسير داخل الغرفة، وضعت يدها سريعًا على فمها، تبسم أحدهما بخبث وهو يجثو على قدمه ليراهالتراه بسمته الشيطانية ونظرت له بخوف فقال:- 

-قديم اوى أنك تستخبي تحت السرير دا أطفال اليومين دول مبيعملوش كدة دلوقت  

أشار لها بسبابته والوسطى معا بأن تخرج لكنها خشيت أن تخرج من الأسفل وأنكمشت في نفسها أكثر ليشير الرجل لصديقه بأن يخرجها بالقوة لكن قطعهم صوت باب الشقة يدق فسار الرجل للخارج والأخر وقف أمام الفراش كي يمنعها من الحديث وقد أخرج لها سكينه فأزدردت لعابها الواقف في حلقها بخوف وهى تنظر للسكين، سار الرجل إلى باب الشقة ووقف ليصدم عندما كسر الزجاج وهرع للداخل بعد أن رأى “عطيه” يدخل يده من بين الزجاج دون أن يهتم لسلامته، حاول أخرجها من الداخل لكي يأخذها رهينة لكن “عطيه” كان أسرع منه بسبب الخوف الذي تملكه مُنذ اتصالها به تستنجد به، دلف للغرفة وهى تصرخ بالأسفل بينما يحاول أحدهما جذبها من قدمها وعندما رأوه هرع الأخر إليه وبدأ الشجار معه فركله “عطيه” بقدمه بقوة ليسقط على التسريحة الخاصة به فوقف “عطيه” خلفه وضربه على رأسه بأحد زجاجات العطور بقوة حتى كُسرت على رأس اللص فتركها الأخر وذهب إلى “عطيه” ليبدأ الضرب باللكمات حتى هزمه “عطيه” لتركه على الأرض وذهب إلى الفراش، رأت “ليلى” يده تمد إليها فوضعت يدها بأرتياح في يده ليساعدها في الخروج فأتسعت عينيه عندما رأها ترتدى فستان نوم يصل لركبتيها بنصف كم وشعرها الأسود مسدول على الجانبين بحرية فأبتلع ريقه بأرتباك ثم أشاح بنظره عنها باحثًا بنظره عن شيء يغطيها ليجد أسدال الصلاة موجود على المقعد فذهب ليحضره إليها وأعطاه لها دون أن يتطلع بها وقلبه يتسارع نبضاته رغم غضه للبصر عنها لكن تلك الثواني التي تتطلع به كانت كفيلة بتسرب سحرها إلى قلبه، أرتدت الإسدال وهو كان يقيد هذان الرجلين مُنتظر وصول الشرطة وعندما جاءوا أخذهما وقاموا بالأجراءات الكاملة مع شروق الشمس، كاد ان يغادر مع الشرطة لكنها منعته عندما تشبثت بذراعه فنظر إليها لتبدأ الحديث بنبرة دافئة:- 

-تعال يا بابا 

جعلته يجلس على الأريكة في بهو الشقة ثم دخلت للمطبخ وأحضرت صندوق الإسعافات الأولية وجلست جواره ثم رفعت كم تي شيرته قليلاً ومسحت الدماء عن الجرح ثم قالت:- 

-أنا أسفة  

رفع نظره بها ليرى عينيها تتلألأ الدموع بها بحزن بعد أن رأت جرحه فقال بنبرة هادئة:- 

-طب بتبكي ليه دلوجت بجى؟ 

مسحت دمعتها سريعًا قبل أن تسيل على وجنتها وهى تلف مُتحاشي النظر له وتضع المطهر على القطن ثم قالت بخفوت:- 

-مفيش 

وضعت المطهر على الجرح ليبتسم بخفة عليها وقال:- 

-طب هو أنا لومتك على حاجة، بالعكس يا ليلى لو كان جرالك حاجة ولا انا اتاخرت مكنتيش هتلاجينى جارك دلوجت لأنى وجتها هكون مستاهلكيش  

رفعت نظرها به لتتقابل عيونهما معًا فتبسم بخفة لأجلها ثم رفع يده يجفف هذه الدمعة الخبيثة التي تسللت إلى وجنتها وهى هادئة تمامًا فتابع حديثه قائلًا:- 

-غبى مين اللى ينزل دمعة منك يا ليلى ويخليكى تعتذري  

تبسمت بعفوية رغم غضبها بأنها تسببت في جرحه وأكملت تطهير جرحه ثم وقف ليغادر فأستوقفته وهى تتشبث بذراعه بخوف فنظر إليها من جديد لتقول:- 

-متمشيش  

تعجب من طلبها فتنحنحت بحرج أكبر بعد أن توردت وجنتها خجلًا من طلبها فأشارت على باب الشقة المكسور وقالت:- 

-أنا هخاف أقعد هنا لوحدى بعد ما كسرت الباب 

نظر على الباب المكسور ثم إليها ولا مفر من البقاء لتعطيه وسادة من اجل النوم على الأريكة ثم دلفت إلى غرفتها لكى تنام وأغلقت الباب بالمفتاح وقلبها يتسارع نبضاته من وجوده معها بمنزل واحد تحت سقف واحد، زاد توترها أكثر ليسلب منها النوم تمامًا حتى أذان الظهر بينما هو كان غارقًا في نومه بالخارج وكأن شيء لم يكن... 

____________________ 

مع أذان العصر وصل “نوح” بزوجته إلى الصعيد وتركها لكى تصعد إلى غرفتها وذهب هو إلى العمل يباشره لتبدل “عهد” ملابسها وتنزل للأسفل فرأت “خلود” تخرج من المطبخ بعد ان ودعت والدتها “حُسنة” فتبسمت بحياء إلى “عهد” ورحلت لتدخل “عهد” على المطبخ باحثة عن شيء تأكله فأخذت طبق من الفاكهة ثم قالت وهى تغادر:- 

-أعملي ليا حاجة اكلها يا حُسنة عشان جعانة ولا أقولك ياريت طاجن مكرونة بالجمبرى والمشروم غارقة في الكريمة  

أومأت “حُسنة” لها بالموافقة ثم خرجت “عهد” لترى “تاج” تتجول في المنزل مُرتدية عباءة ضيقة جدًا وتظهر خلخال قدمها ذو الصوت العالى وتسير حافة الأقدام وشعرها الغجري مسدول على الجانبين وتلف حول رأسها رابطة وترتدي حلق أذن كبير الحجم، أمقنتها “عهد” بنظرة مقززة من هيئتها وتجاهلت جالسة على الأريكة الوردية تتناول الفاكهة وتفتح الجهاز اللوحى الخاص بها لكن “تاج” كانت على عكسها فجلست على الأريكة الأخرى وتحدق بها لتنتبه “عهد” إلى نظراتها المُسلطة عليها فرفعت نظرها بضيق إليها وقالت:- 

-عاوزة تقولى حاجة؟ 

تبسمت “تاج” بمكر خبيث ثم قالت:- 

-لا، معاوزش أنا بس بتفرج عليكي أصل كلهم بيجولوا انك حلوة وأن جيتي للحج أنتِ جميلة جوى كيف ما بيجولوا عنك 

عادت “عهد” بنظرها إلى الجهاز اللوحى بينما تقول بخبث شديد:- 

-كأنك أول مرة تشوفنى، مش أنتِ برضو اللى كنتي مع خالد لما خطفنى 

رفعت نظرها بعد ان انهت جملتها لتحدق بها بثقة ثم نظرت إلى بطنها التي ظهرت بوضوح في ضيق ملابسها هذا وقالت:- 

-على الله تكوني مرتاحة في الحمل  

نظرت “تاج” إلى بطنها بخوف ثم وضعت يدها على بطنها تخفيها بتوتر شديد لتبتسم “عهد”بانتصار وهو تعود بنظرها من جديد إلى الجهاز اللوحى وقالت:- 

-مش غريبة دى تكونى في نص الرابع وبطنك لسه مظهرش عليها  

وقفتى “تاج” من مكانها بحرج ثم قالت:- 

-جصدك أيه؟ أنى مش حبلة مثلًا  

قهقهت “عهد” بسخرية ثم قوست شفتيها للأسفل وهى تقول:- 

-أشعرفنى أنا، أنا مقولتش كدة لكن انتِ قولتى 

كادت “تاج” أن تفقد سيطرتها على غضبها من هذه المرأة لكنها كبحت هذا الغضب وصعدت لغرفتها فقالت “عهد” بضيق شديد:- 

-بكرة تشوفى أنا هأخد حقي منك أزاى 

بينما “تاج” دخلت غرفتها غاضبة بضيق شديد وتقول:- 

-أهدئي يا تاج لحد ما تأخدي اللى عاوزاه وبعدها أعملي فيها اللى يعجبك، أهدئي يا تاج وأستحميلها لحد ما تبجى من العائلة دى رسميها وبعدها أنا بس اللى هكون ست الدار دى، دار الكبير... 

____________________ 

في السجن تحديدًا بوقت الزيارات، كانت “فاتن” تجلس مع زوجها وتقصي له أحداث يومها وعن “تاج” التي ظهرت بحمل جنين من ابنها فقال بجدية:- 

-وابنك وافج يكتب عليها 

أجابته بأختناق من تصرفات ابنها قائلة:- 

-لا هو ابنك برضو هيرضي، بس نوح وعدنى أنه هيساعدنى  

تأفف بضيق شديد يقول:- 

-نوح تانى نوح، مش جولتلك متتحدديش وياه تانى 

صاحت غاضبة من هذا الحديث تقول:- 

-ومين يبجى ضهرى وأنت أهنا ..لتكون فاكر أن ولدك سند وضهر لينا في غيابك ..وغلاوتك ما بشوف حتى وشه وماشي يتصرمح مع الغوازى والمطاريد  

نظر “حمدى” للجهة الأخرى بغضب شديد فوقفت “فاتن” من مكانها لتقول:- 

-انا جيت بس عشان أجولك أن أسماء هتتخطب أخر السبوع دا 

غادرت من امامه ليشتاط غضبًا ثم وقف من مكانه وذهب إلى العسكري ليأخذه إلى زنزانته فهمس إليه وهم يسيران في الرواق:- 

-أنا عاوز أعمل مكالمة من تليفونك 

نظر العسكري حوله بحذر حتى يتأكد من ألا يراه أحد ثم ذهب إلى دوره المياه وأعطاه الهاتف ليدخل “حمدى” لدوره المياه ويتصل بأحد فقال بصوت خافت:- 

-البضاعة وصلت 

أتاه صوت “همام” عبر الهاتف يقول:- 

-اه أستلمناها الفجر وهنبدأ نوزعها  

هتف “حمدى” بصوت أشبه بالهمس حتى لا يسمعه العسكري الواقف بالخارج:- 

-طب أسمع أنا هرفع نسبتك من الثلاثتين في المية لخمسين بس بشرط تهربنى من أهنا 

لمعت عيني “همام” بطمع في المال أكثر ثم قال:- 

-موافج 

تحدث “حمدى” بجدية ولهجة أمر قائلًا:- 

-بس بشرط جبل نهاية السبوع دا 

-هحاول 

قالها ثم أغلق المكالمة ومسح الرقم من الهاتف وخرج من دوره المياه ليعطي الهاتف إلى العسكرى وعاد إلى زنزانته ..... 

____________________ 

عاد “نوح” على غرفته بوقته العشاء ودلف ليرى “عهد” نائمة بالفراش ليخلع قميصه وترتدى تي شيرت قطني وبنطلون أسود ثم ذهب إلى الفراش كي يقظها فوضع يده على ذراعها وقال بخفوت:- 

-أنا جيت يا عهد 

سمعت صوته أثناء نومه فلفت جسدها بلطف إليه وهى مغمضة العينين فسألها “نوح” بقلق من نومها الكثير:- 

-وااا يا عهد لتكوني تعبانة، تحبي نروح للدكتور  

أجابته “عهد” وهى تضع رأسها على صدره بلطف:- 

-لا يا حبيبى أنا كويسة متقلقش 

تبسم بلطف ثم قال وهو يخرج شيء من جيبه:- 

-طب جومي شوفى أنا جبتلك أيه؟ 

فتحت عين واحدة تحدق به ثم فتحت الأثنين وهى تعتدل في جلستها لتراه أحضر علبة قطيفة زرقاء اللون ومربعة الشكل، تعرفها “عهد” جيدًا لترفع نظرها إليه لتقول:- 

-نوح!! 

أجابها وهو يفتح العلبة إليها وكانت بداخلها طقم من الألماس عبارة عن سلسلة بها فص ألماس صغير ورقيقة تليق برقة زوجته المُدللة وخاتم سولتير، أتسعت عينيها على مصراعيها بذهول تام ثم رفعت نظرها إليه وهى تضع يديها على فمها من الذهول وقالت:- 

-كل دا عشاني أنا يا نوح؟ 

تبسم “نوح” بسعادة لرؤيته فرحتها تقفز من عينيها من دهشتها فقال:- 

-لو كان ليا حد غيرك يبجي عشانه، لكن صدجينى يا عهد لو جبتلك العالم كله ما هيكفيش ذرة واحدة من حُبي لكِ ولا هيكفى حجك لأنك تستاهلى أكتر من كدة بكتير 

رفعت يدها إلى وجنته تلمسها بلطف وعينيها تتلألأ ببريق عشقها ثم قالت بحب ونبرة هادئة:- 

-يا حبيبى ربنا يخليك ليا وميحرمنيش منك أبدًا، أنت وجودك جنبي بالدنيا كلها ومكفينى 

أخذ يدها الموجودة على وجنته ليضع في قلب كفها قبلة ناعمة ثم رفع نظره إليها وقال:- 

-أبيع عمري كله لأجل عيونك يا عهدي  

نظرت بعينيه بهيام ثم قالت بنبرة ناعمة هامسة لها:- 

-وأنا عمري هيساوي أيه من غيرك يا حبيبي 

تحدث بجدية وهو ما زال مُتشبث بيدها بحنان قائلًا:- 

-يشهد ربنا يا عهد أنك خليتنى أغير كل فكرى عن البنات المشاهير وان مش شرط عشان تكوني مشهورة تكوني بتبيعي كلام وبتعملي أي حاجة والسلام تجيب فلوس، بالعكس أنا مبسوط وفخور أنك مرتى ودايمًا هكون في ضهرك وأشوفك بتكبري أكتر وأكتر لحد ما تحججي كل أحلامك وطموحاتك كيف السهم اللى بترميه وعارف وجهته فين  

وضعت رأسها على صدره وهى تلف ذراعها الأيمن خلف ظهره ثم همهمت بلطف:- 

-مش بقولك يا نوح أنا أتولدت من جديد يوم ما دخلت حياتي 

تبسم وهو يضع العلبة على الفراش ثم أخذ منها الخاتم لينزع لها دبلتها الذهبية ويضعه مكانها في نبصرها ويقول وهو يدخله في هذا الأصبع النحيل:- 

-بحبك يا عهدي وربنا يشهد على حُبي ليكي 

تشبث بهذه اليد الصغيرة في قبضة يده الضخمة ثم وضع رأسه على رأسها الساكنة على صدره.... 

____________________ 

بحث “عمر” عن زوجته ولم يجدها بغرفة الفندق فخرج ليبحث عنها لكنه رأى تقف بفستان أبيض مليء بالكثير من الفراشات فضفاض وطويل يصل لحذاءها تقف أمام البحر تلعب مع بعض الأطفال فذهب إليها لتترك الأطفال وتذهب معه فقال:- 

-بتعملي أيه يا حبيبتى 

أجابته ببسمة مُشرقة :- 

-بلعب مع الأطفال محبتش أصحيك  

أخذ يدها في يده وقال بغزل:- 

-طب يا ريتك صحيتنى عشان ميفوتنيش شروق الشمس دا 

قالها وهو يغمز لها بعينه فنكزته بذراعها بخجل ثم قالت:- 

-أتلم يا عمر 

تحدث مُتذمرًا عليها بغضب قائلًا:- 

-يا سبحان الله هو قبل الجواز أتلم وبعد الجواز والله دا حرام 

ضغطت على قدمه بقدمها بخفة وقالت:- 

-ولو متلمتش قدام الناس هتشوف منى وش تانى 

تألم من قدمه لتستغل الفرصة وتهرب منه ليعتدل في وقفته وهو يحدق بها ثم تواعد لها بالأنتقام وبدأ يركض خلفها لتركض بسرعة أكبر منه ... 

__________________ 

جلست “عهد” على السفرة صباحًا مع “يونس” وتطعمه بيدها حتى جاءت “سلمى” لها وقالت:- 

-عجبال ما يجومك بالسلامة  

تبسمت “عهد” لها بحب ثم قالت:- 

-يا رب يا ماما بس دا لسه بدرى 

جلست “سلمى” معها على السفرة وقالت:- 

-لا بدرى ولا حاجة الأيام بتجرى على طول 

أومأت “عهد” لها بنعم، دق باب المنزل وفتحت “حُسنة” ودلف “خالد” فرأهما يجلسان هناك ورأى “تاج” تنزل الدرج ليشتاط غضبًا وقال:- 

-أنتِ بتعملي أيه هنا؟ 

مسكها من ذراعها بقوة لتصرخ بألم من قبضته وهو يتابع الحديث بجدية:- 

-مش خايفة يا بنت*** على نفسك أنتِ واللى في بطنك دا ولا جلبك جمد دلوجت 

صرخت بألم منه وهى تقول:- 

-مخايفاش منك يا خالد وأنا مهجتلش ولدى، دا أنا أجتلك انت ولا أجتلك هو 

وقفت “عهد” و”سلمى” يشاهدون في صمت ولم تتجرأ أي منهن على التدخل، نزلت “فاتن” من الأعلى على صوت صراخ “تاج” لتقول بهلع وهى تركض نحوهما:- 

-واا بتعمل أيه يا زفت الطين انت 

وقفت بجانبهما وهى تحاول أفلات يده عن “تاج” لتقول:- 

-هملها بجولك  

-خليكى جاعدة أهنا سنة وأتنين وورينى أنهى بهيم دا اللى هيكتب عليكى 

قالها وهو يضربها بقوة فأفلات يده عنها ثم ذهبت بعيدًا وتقول بتحدى:- 

-براحتك يا حبيبى بس أنا مهسكتش وأنا مكتبتش عليا بمزاجك هتكتب غصب عنك بعد ما أعرف عليك قضية نسب ولا أنت فاكرها سايبة أكدة 

كاد أن ينقض عليها مرة أخرى لتمسكه “فاتن” بقوة وهى تصرخ بـ “تاج” قائلة:- 

-همي يا بت أطلعي على أوضتك 

صعدت “تاج” لتدفع “فاتن” بقوة وهى تقول:- 

-ما تتهد بجى يا ولد بطنى 

تركها “خالد” وصعد إلى غرفته غاضبًا... 

___________________ 

أتسعت عينى “ليلى” وهى تتحدث في الهاتف بصدمة ألجمتها قائلة:- 

-أنت قولت أيه؟.. تمام هنفكر ونرد عليكم  

أغلقت الاتصال ونظر للأمام بشرود ثم قالت:- 

-وبعدين بقى في المشكلة دى، نوح مستحيل يوافق ربنا يستر... 

 


الفصل الرابع (4) 
__ بعنوان “شجــار” __ 

أستيقظت “عهد” من نومها على صوت هاتفها يرن كثيرًا لتتعجب من أتصال “ليلى” المستمر لتستقبل الاتصال وهى تندفن رأسها بالوسادة بتكاسل فأتاها صوت “ليلى” تقول:- 

-صحي النوم يا جميل 

أجابتها بصوت هادي تقول:- 

-أيه يا ليلى الدوشة اللى على الصبح دى 

أتاها صوت “ليلى” تقول بحماس شديد:- 

-جوزك عندك 

ألتفت “عهد” في فراشها لتجده فارغ فأجابتها وهى تعتدل في الجلوس وتضع يديها على عينيها مُتذمرة تقول:- 

-لا في ايه 

صرخت “ليلى” بحماس أكبر ونبرة صوت قوية تقول:- 

-فرصة العمر قومي ألبسي بسرعة وأغسلى وشك على ما أوصل 

أغلقت الخط لتعود “عهد” لنومها من جديد مُتجاهلة امر “ليلى” وبعد مرور ما يقارب لساعة فتح باب الغرفة ودلفت “ليلى” بفرح شديد فرأتها بالفراش لتضحك بسعادة ثم ذهبت إلى السرير وقفزت به وهى تقول:- 

-وأخيرًا الحلم بيتحقق 

فتحت “عهد” نظرها بتذمر أكبر ثم قالت وهى تجذب الوسادة وتضعها على رأسها:- 

-وبعدين بقى معاكي يا ليلى عايزة انام 

نظرت “ليلى” لها ثم قالت:- 

-جالها فرصة تقديم أخبار نشرة التاسعة، الحلم اللى حلمتيه من أول لحظة دخولك لكلية الإعلام  

أتسعت عيني “عهد” على مصراعيها وكانت كلمات “ليلى” بإيقاظها تمامًا من نومها وتحول حالة الخمول والتكاسل لفرح شديد فبدأت تفقز على الفراش وهى تمسك بيدي “ليلى” وسعادة تملكها لأقصي درجة حتى أنها تناست حملها أثناء القفر والصراخ فرحًا، توقفت فجأة وحدقت بعيني “ليلى” ثم قالت:- 

-تفتكر نوح هيوافق 

نظرت “ليلى” لها بصمت فهى لا تملك الجواب على سؤالها ثم قالت بلطف:- 

-حاول تفهميه قد أيه أنتِ كنتِ بتسعي للهدف دا وأنه حلمك من البداية ونوح بيحبك وأكيد هيتفهم دا 

صمتت “عهد” قليلًا بقلق ففكرة قبولها لهذه الفرصة تعنى بقاءها في القاهرة والعيش هناك، أقتربت “ليلى” نحوها بعد هذا الصمت وهى تعلم بالتوتر والقلق الذي أصاب صديقتها ثم ربتت على كتفها بلطف وقالت:- 

-كله هيبقى تمام متقلقيش  

تبسمت “عهد” قليلًا رغم قلقها من مواجهة زوجها واتخاذ هذا القرار معه لكن دعم “ليلى” لها كان كافى قليلًا لتخفيف عنها، دق باب غرفتها ثم دخلت “خلود” بعد ان أذنت “عهد” لتقف أمامهم ثم قالت بلطف:- 

-أنا متشكرة أوى على الكتب اللى جبتيها  

تبسمت “عهد” إليها ثن سارت نحوها وقالت:- 

-متشكرنيش أنا وعدتك أن كل الكتب اللى هتحتاجيها في دراستك هجبهالك المهم أنك تنجحى في دراستك دا المطلوب منك 

تبسمت “خلود” لها بخجل ثم قالت بلطف:- 

-شكرًا.. صحيح الحج على عايزك تحت 

أومأت لها بنعم ثم قالت:- 

-ماشي  

غادرت “خلود” ثم دخلت “عهد” للمرحاض لتأخذ حمام دافيء ثم أرتدت عباءة أستقبال فضفاض وأسدلت شعرها على ظهرها ليضل لخصرها بسبب طوله ثم غادرت الغرفة مُتجهة إلى المكتب بالأسفل وعندما دخلت رأت “على” يجلس على المقعد خلف الكرسي وقالت:- 

-صباح الخير يا بابا 

تبسم “على” لرؤيتها وأشار لها بالجلوس ثم قال:- 

-أجعدى يا عهد 

جلست “عهد” في المقعد المقابل للمكتب ثم شرع “على” في الحديث:- 

-كيفك يا عهد وكيف الحمل وياكي 

تبسمت بلطف وقالت:- 

-الحمد لله  

-أنا مهلفش وأدور عليكي يا عهد أنا عايزة تتحددي ويا نوح في موضوع تقسيم الورث دا، خلينا يا بنتى نوقف الشر ونقطع عرق الشيطان من الدار قبل ما ولدك يا جي للدنيا ويشوف الصراعات دى  

تنهدت “عهد” بتوتر ثم قالت بقلق:- 

-والله أتكلمت كتير يا بابا بس نوح رأسه ناشفه ومُصر على اللى في دماغه بس هحاول أن شاء الله 

هز “على” رأسه بالإيجاب ثم قال:- 

-حاولى يا بنتى عشان نعيش في سلام ودفء 

تبسمت “عهد” بلطف على هذا الحديث 

__________________ 

أستلم “نوح” أموال من أحد التجار وعندما غادر وقف ليفتح خزينة المكتب ليضع المال بها فدلف “عطيه” بلطف وهو يقول:- 

-بجولك يا نوح نطلع عربيات الرخام ولا نستنى لأخر اليوم  

أومأ “نوح” له بالإيجاب ثم قال:- 

-طلعها وأبعت لودر للحج فتاح  

أومأ “عطيه” له بالموافقة ثم جلس على المقعد و”نوح” يجلس معه فقال “عطيه”:- 

-بالمناسبة كان ليا طلب عندك رغم أنى مُحرج هبابه منك 

ترك “نوح” الورق الموجود أمامه ورفع نظره مُتعجبة من نبرة “عطيه” الحرج فلم يكن بينهما حرج من قبل ولم يخجل أي منهما من الأخر في أي طلب وحديث بل الأثنين كالمرآة للأخر يبوح بما داخله لطرف الثاني برحب، تحدث “نوح” بجدية:- 

-في أيه يا عطيه؟ من امتى وأنت بتتحرج منى 

تنهد “عطيه” بتوتر ليستعد قبل أن يتحدث ثم جمع شجاعته ورفع رأسه بصديقه وقال:- 

-أنا طلبت يد ليلى منها وهى وافجت بس كيف ما أنت خابر أنها يتيمة ومالهاش حد غير المدام فكن عشمان أجى أطلب يدها من مدام عهد ومنك عشان متحسش بس أنها وحيدة وناجصة حاجة عن غيرها من العرايس وهى ست العرايس كلتهم والله 

تبسم “نوح” على طلب صديقه لكنه تفهم أهتمامه ومراعاة لمشاعر حبيبته فقال بلطف:- 

-رغم أنك خابر عوايدنا وأن الحريم مبتجعدش مع رجالة والحاجات دى متنفعش بس لأجل عيونك أنت يا عطيه وعشان خاطر ليلى، بت جدعة وفى ضهر عهد دايمًا 

تبسم “عطيه” بلطف خجلًا من صديقه ثم ذهب لاستكمال عمله، تبسم “نوح” على هذا الثنائي ثم أخرج هاتفه ليتصل بحبيبة قلبه فأتاه صوتها وقال:- 

-أتوحشتك  

ضحكت “عهد” بلطف وقالت:- 

-وأنا كمان يا حبيبى، هتيجى أمتى 

تحدث بلطف وهو يتكأ بظهره على المقعد للخلف وقال:- 

-على المغرب أكدة، كيف صحتك دلوجت؟ 

-زينة جوى  

ضحك “نوح” عليها وهى تقلد لهجته بعفوية ثم قال:- 

-خدتي العلاج ولا نسيته  

أومأت له بنعم وقال:- 

-أخدته وكلت الفطار والغدا حُسنة بتجهزه متقلقش عليا أنا والبيبى، أنا هأكل كويس عشان يطلع البيبى بخدود وعسول كدة 

قهقه “نوح” ضاحكًا على هذه الزوجة المُدللة لتتابع الحديث بقلق مما ستخبره به عندما يعود:- 

-نوح 

أهتم بالإنصات لها وأعتدل في جلسته مُتقدم بجسده للأمام ومتكأ بذراعه الأخر على سطح المكتب لتتابع “عهد” بجدية قائلة:- 

-أنا بحبك يا نوح أوى لأنك مختلف عن كل الرجال، بحبك عشان ثقفتك وتفتح عقلك وفهمك لنجاحى وأحلامى اللى بتعب عشانها سنين فاتت، حبتك عشان لما أتجوزتنى أحترمتنى وحافظت على كرامتى وأنوثتي وعمرك ما جرحت كبريائي حتى قبل ما تحبنى 

كان يستمع لحديثها باهتمام لكن نبرتها كانت مُختلف أكثر جدية عن كلمات حديثها الرومانسي، لم تكن نبرتها دافئة بل جدية قوية فقال:- 

-في أيه يا عهد.... 

قطعته بنفس النبرة مُتابعة حديثها لتقول:- 

-إياك يا نوح تستغل حبي دا وتيجى عليا، أوعاك تقسي عليا عشان عارف أنى دايمًا مسامحة وعاشقة.. أنا بستقوى بعشقك محبش أجى أبدًا فيوم وأضعف بيه 

تأكد من كلماتها هذه المرة بأن هناك ما يحدث مع زوجته وهذه التحذير أطلق العنان للقلق لكى يطرق أبواب قلبه وأفكار عقله بدأت تدور في ذهنه، أغلقت الاتصال معه ليضع الهاتف على سطح المكتب ثم قال:- 

-فيكِ أيه يا عهدي 

تابع عمله وعقله شارد بها ... 

___________________ 

أغلقت “عليا” الهاتف مع “يونس” و “عهد” ثم ألتف لكى تدخل من التراس للغرفة لتجد “عمر” يخرج من المرحاض بعد أن أخذ حمام دافيء ويجفف شعره بالمنشفة الصغيرة ويقول:- 

-أطمنتى على يونس يا ستى 

أومأت له بنعم ثم أحضرت المجفف ووقفت أمامه لتنزع المنشفة عنه وتبدأ تجفف شعره بالمجفف وأصابع يدها الأخر تتغلغل بين خصلات شعره الناعم ليرفع نظره بهذه الزوجة مسحورًا بجمالها وشعرها القصير يداعب عنقها بلطف ووجهها نقى بدون مساحيق التجميل مُرتدي فستان بحمالة ملأ بالألوان الكثير الربيعي وطويل يصل للأرض، رفع يديه إلى خصرها يحاصره بنعومة فنظرت “عليا” إليه وقالت:- 

-هننزل نتعشي للعلم!! 

تبسم بخفوت على زوجته وهى تعلم ما يريده ليجذبها إليه من خصرها فأغلقت المجفف ويديها الأخر تسللت من شعره إلى عنقه وقال بنبرة هامسة:- 

-نطلب العشاء هنا 

تأففت بضيق من وسامته وسحر عينيه الذي يوقعه عليها فقالت:- 

-يااااااااا أنت جميل أوى وبتتعمد تضعف موقفى ولئيم تعرف كدة؟ 

ضحك بخفوت على حديثها ثم قال:- 

-اه عارف  

أنحنت قليلًا إليه ثم وضعت قبلة على جبينه وقالت:- 

-أنت جميل أوى يا عمر ولولا عمر علاقتى بعهد ما كانت هتتصلح كدة وكنت هخسرك عمري كله  

جذبها من ذراعها لتجلس على قدمه وقال:- 

-يعنى أستاهل مكافأة 

أنهى جملته ونقر بسبابته على وجنته لتبتسم بلطف عليه ثم أقتربت لتضع قبلة على وجنته ليدير رأسه سريعًا خاطفًا قبلته منها ..... 

___________________ 

كانت “عهد” جالسة مع “يونس” ببهو المنزل وتلعب معه بالألعاب ومعهم “ليلى” وكانوا يضحكون بسعادة كأنهم عادوا أطفال ذو الخمس سنوات فجاءت “تاج” من الأعلى ورمقتهم بنظرها ثم قالت:- 

-والله اللى يشوفك ميشوفكيش وأنتِ بتخطبي جدام الناس 

رفعت “عهد” نظرها إليها وكادت “ليلى” أن تجيب عليها لتمنعها “عهد” قبل أن تتحدث حيث مسكت معصمها ثم قالت ببرود:- 

-أبقى فكرنى يا ليلى أروح أشترى هدوم واسعة عشان بطنى بدأت تكبر مع انى لسه في الأول 

أستشاطت “تاج” غيظًا من حديثها وهى تشعر بأن “عهد” تقذف الحديث إليها فوضعت يدها على يد بطنها بتوتر وألتفت لكى تغادر، تحدث “عهد” بجدية:- 

-أهدى يا ليلى وكبرى بس خدى حذرك منها البت دى حرباية ومتصدقيش دموع التماسيح اللى بتنزلها 

نظرت “ليلى” بقلق على الدرج حيث صعدت “تاج” إلى غرفتها مرة أخرى، قطعهما دخول “نوح” من باب المنزل فتبسم إليها بلطف وصعد إلى غرفته فوقفت كى تصعد خلفه وأستوقفها صوت “ليلى” تقول:- 

-كلميه يا عهد براحة من غير نرفزة وعصبية أرجوكِ 

أومأت “عهد” إليها بنعم وتركت “يونس” لها ثم صعدت الدرج وعندما دخلت “عهد” إلى غرفة نومها كان “نوح” نزع عمته وبدلت عباءته ببنطلون أسود وتي شيرت رمادي فاتح وفور رؤيتها تبسم بإشراق مُشتاقًا لزوجته بعد يوم عمل طويل وقال:- 

-أتوحشتك 

قالها وهو يسير نحوها حتى وقف أمامها ووضع قبلة على جبينها لترفع نظرها إليه وقالت:- 

-وأنت كمان يا نوح وحشتنى.. هتتعشي  

قالتها بأرتباك من بدأ الحديث معه فأستوقفها “نوح” قبل أن تخرج من الغرفة عندما مسك يدها وقال:- 

-تعالى بس أهنا أنا اتعشيت مع العمال في المحجر 

أخذها إلى الأريكة وجلس مُنتظر أن تبدأ الحديث ويحدق بها فقالت:- 

-بتبص ليا كدة ليه يا حبيبى 

ضحكت “عهد” بتوتر أكبر من نظراته المُسلطة عليها فقال:- 

-أنا مستني أسمع اللى عندك  

تبسم لها بلطف بينما هي ألتزمت الصمت تخشي بدأ الحديث فتابع “نوح” حديثه:- 

-وا يا عهد أتحددى هتفضلى ساكتة من الصبح أكدة 

تنهدت بقلق ليأخذ “نوح” يدها في راحة يده بلطف يشجعها على بدأ الحديث فقالت بتلعثم:- 

-بصراحة عايزة أقولك حاجة.. لا لا هو مش مجرد كلام هو قرار مهم لازم نأخده سوا ... بص هو مش قرار أنا عايزة أخذ رأيك في حاجة تخصنى 

مسح “نوح” على رأسها بنعومة ولطف لكى يهدأ من توتر ولعثمتها في الحديث ثم قال:- 

-من غير مجدمات يا عهد خشي في الموضوع على طول يا حبيبة قلبى 

خرجت تنهيدة قوية من صدرها ثم رفعت نظرها بعينيه وقالت:- 

-أنا جالى فرصة شغل كويسة جدًا وكنت بستناها من يوم ما دخلت الكلية 

أومأ “نوح” بنعم مُستمعًا إليها وقد بدأ يفهم ما تولح عليه لتتابع حديثها بتوتر قائلة:- 

-أنا جالى فرصة أنى أقدم نشرة أخبار التاسعة 

سألها “نوح” بجدية قائلًا:- 

-وطبعًا القرار اللى عايزة تأخدي رأيّ فيه هو سفرك للقاهرة 

هزت رأسها بنعم ليترك يدها فنظرت “عهد” إلى يدها بعد أن تخلت يده عنها وتغيرت ملامح وجهها للقلق بعد فعلته، وقف “نوح” من مكانه وسار بالغرفة وهو يفكر بينما هي ما زالت تتطلع بيدها التي تركها وألتزمت الصمت ليقول:- 

-عايزة تسافرى القاهرة وتعيشي هناك يا عهد ويا ترى هتروحى لحالك ولا هتأخدني وياك ويا تري لما نروح هناك هنرجع بعد جد أيه عشان شغلى وأهلى اللى هنا .. شهر ولا أتنين ولا ستة  

رفعت نظرها إليه وهى تقف من مكانها وتسير خلفه قائلة:- 

-يا نوح دى فرصة متتعوضش وعيشت أحلم بيها عمرى كله... 

قطعها “نوح” وهو يلتف إليها غاضبًا قليلًا:- 

-وبيتك وجوزك مش من ضمن أحلامك ولا جررتى يا عهد تهدمى البيت وتهملى جوزك عشان الحلم 

أقتربت خطوة منه وقالت:- 

- دا خطوة مهمة في حياتى المهنية يا نوح بلاش تهدم مستقبلى وأحلامى 

أجابها بسخرية شديدة قائلًا:- 

-مستجبلك وأحلامك!!، أنا مهدمتش حاجة يا عهد ولا وجفت في طريج نجاحك وأحلامك كيف ما بتجولى بالعكس أنا بسفرك في كل مرة بيكون عندك حفل توقيع أو ندوة وبجبلك كل اللى محتاجة عشان تصوري فيديوهاتك وتكبر جناتك على اليوتيوب ومجولتش لا، كل دا وتجولى أنا بهدم أحلامك وواقف في طريج مستقبلك بلاش تكونى ظالمة يا عهد وكيف ما أنتِ مهتمة بأحلامك ونجاحك أهتمى ببيتك وجوزك وأديهم ربع أهتمامك بطموحاتك 

أتسعت عيني “عهد” على مصراعيها من حديثه لتقول:- 

-معقول دا، طلعتنى مهملة ومش مهتمة ببيتى وجوزى 

تمالك “نوح” غضبه ثم قال:- 

-أسمعى يا عهد عشان لا أتهمك ولا أجى عليكى الحديد في الكلام دا منتهى مفيش سفر للقاهرة وبطلى أنانية وتفكرى في نفسك بس وفكرى في حياتى أنا كمان ومسؤوليتى هنا  

غادر الغرفة غاضبًا في حين أن “عهد” تمتمت بصدمة قاتلة ألجمتها قائلة:- 

-أنانية.... 
 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close