أخر الاخبار

رواية وفازت القلوب الفصل الرابع عشر14والخامس عشر15 بقلم زكيه محمد


 رواية وفازت القلوب الفصل الرابع عشر14والخامس عشر15 بقلم زكيه محمد


بعدما إنتهت دعاء من سرد ما حدث في تلك الأعوام الأربعة . عاونها آسر بذكر التفاصيل الخاصة بمالك.
عم الصمت فى الغرفة والصدمة كانت جلية على الجميع .

مالك شعر بالضياع مما سمعه أيعقل أن يكون مخطط قذر هو من تسبب في فراقهما؟
مخطط جعله يذبح روحها وينهش جسدها كالحيوان المسعور، تذكر ذلك اليوم الذى ذبحها فيه ولازال صراخها يدوى في عقله وإستنجادها بأبيها منه وامها الراحلة، ولكنه ماذا فعل لم يسمع لتلك الصرخات وقام بقتلها بدم بارد. وهل أكتفي بذلك لا بل أطلق عليها وابلآ من الإتهامات التى هى بريئة منها كبرائة الذئب من دم إبن يعقوب . ويا لوقاحته وجبروته لم يكتفى بذلك قام بذبحها مرة أخرى ، وهى تستنجد بوالديها بالإضافة إلى مازن إبنها ذلك السر الذى أخفته خوفا على أبيها من الصدمة. يالها من جبل تحمل تلك الصعاب دون أن ينحني أو ينكسر. .........

محمد كان يشعر بالشفقة والألم نحوها، كيف لها أن تتحمل كل هذا بمفردها؟
خططت لكل شئ حتى لا يكشف أمرها. فهى وحيدة كيف لها أن تثبت برائتها بمفردها؟
تحملت وتحملت ولم تشتكى من أجل والدها.
كم هي مضحية. وكم هى ضحية.
نظر إلى ذلك القابع أمامه الذى ينظر للاشئ بتوهان ،فسرعان ما غلت الدماء في عروقه ووقف وإتجه ناحيته ووضع يديه حول عنقه محاولا خنقه قائلا بغضب :-
اه يا كلب يا مجرم. هقتلك لازم أخلصها منك ومن شرك يا حقير. لازم.
ثم تابع بصدمة :-
ومازن !مازن حفيدى طول الوقت دة وأنا مش واخد بالى. دايما بقول إنه فى حاجة منك بس كنت بكدب إحساسي. ليه يا أخي ليه ظلمتها وظلمت إبنك. بتدارى على عملتك يا حقير وانت تروح تعمل فيها كدة. ليه؟ ليه؟

أما مالك فكان مستسلمآ من صدمة ما سمع، فليقتله فلربما هذا يشفع خطأه، لذا لم يتحرك قيد أنملة. ترك والده يفعل ما يشاء.

تدخل آسر مسرعا يحاول جذب محمد من رقبة مالك وبالفعل نجح قائلا :-
إستهدى بالله كدة يا عمى. إهدى بس كدة.

محمد بغضب :- أهدى إيه وزفت إيه؟ الكلب دبحها ودمرها وواقف قصادى وعاوز يتجوز ولا كأن فى حاجة حصلت، حقير صحيح.

دعاء متدخلة :- إهدى يا عمى علشان صحتك. قدر الله ما شاء فعل. إنفعالك وحش على صحتك أنا مقدرة موقف حضرتك لإنى عشت دة معاها لحظة بلحظة و عارفة هو صعب قد إيه بس إحنا لازم نتماسك علشانها يا عمى علشان ترجعلنا ملكية من تانى.

ثم إتجهت لمالك بتشفى وهى تراقب حزنه الدفين ذاك، فليتعذب ويرى بعضا مما رأت.
فقالت بشماتة :-
ها يا أستاذ مالك صدقت ولا هتكدبنى ، ما أنا صاحبتها مش كدة ؟ عارف رغم اللى عملته فيها كانت ملتمسالك العذر إنك زيك زيها ضحية لعبة قذرة ،إستنتك على الأساس دة لحد ما ترجع ويوم ما ترجع تجرحها بكلامك ال**** دة ،وكمان هتتجوز وتسيبها قد إيه إنت واحد حقير، سافل، معدوم الإنسانية. .........
واه إفتكرت، ثم ذهبت إلى مكتبها وفتحت الدرج ثم أخرجت فلاشة واعطتها له قائلة :-
خد دة إتفرج على الفيديو دة اللى هيبرأ صاحبتى من إتهامك ليها إنها ليها علاقة بالدكتور طارق ال**** . على فكرة انتو الاتنين ما تتخيروش عن بعض .انتو الاتنين عاوزين تنهشوا فيها زى الكلاب. .....

شعر بالأسى حيال كلماتها تلك ولكنها محقة، ولكن لحظة ماذا فعل ذلك الطارق لكى تقارنه به. أوصل الفلاشة بهاتفه وشغل الفيديو وما إن رآه حتى أحمرت عيناه من الغضب.
فجز على أسنانه بغضب قائلا :-
ألاقيه فين الزفت اللى إسمه طارق دة؟ ها قولى. ............

دعاء بسخرية :- ليه ماهي رخيصة بقى؟ يهمك فى إيه إنك تعرف؟

مالك بغضب :- دعاء انا مش ناقصك، قولى هو فين إخلصى. ؟

دعاء :- هتلاقيه في قسم الأسنان هناك روح إسأل عليه .

خرج بغضب وهو لا يرى أمامه متجها لطارق فهو في حاجة إلى أن يفرغ غضبه وقد أتت له الفرصة مقدمة على طبق من ذهب. .....

عند محمد والد مالك موجها حديثه لآسر :-
آسر روح وراه ليرتكب جريمة النهاردة كفاية واحدة.
آسر :- ماشى يا عمى أنا رايح أهو.

☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆

ذهب يبحث عنه بغضب إلى إن وصل إلى قسم الأسنان وسأل عنه أخبروه بإنه يوجد في مكتبه ودلوه على مكانه، ذهب مسرعآ وفتح الباب بقوة حتى إصتدم فى الحائط بدون إستئذان ، إنتفض طارق من مجلسه على إثرها.
طارق وقد عرفه من خلال وقوفه مع مليكة في المرة السابقة.

طارق :- نعم خير فى حاجة؟

إغتاظ مالك من بروده فقام بلكمه بقوة أوقعه أرضا. قام طارق وسأله واضعا يده مكان اللكمة. :- إيه قلة الذوق دى يا بنى آدم إنت.

مالك بغضب :- أنا هوريلك الذوق على أصله يا روح أمك.
لم يفهم طارق عما يتحدث حتى إنهال عليه مالك بالضرب. يفرغ شحنة غضبه فيه.
دخل آسر المكتب ووجد ما يفكر فيه صحيح،
مالك ممسك بذلك الطارق ويبرحه ضربا شديدا حتى نزف وجهه بأكمله
مالك مستمرا في ضربه :- دة تحذير بسيط لو قربت من مليكة تانى هموتك.

ضحك الآخر بإستفزاز قائلا بوقاحة :- مضايق ليه ، دة حتى اللى ياكل لوحده يزور.

مالك لاكما إياه بقوة :- اه يا ابن ال*** طيب تعالى بقى دة أنا هموتك النهاردة.

آسر متدخلآ :- مالك سيبه دة كلب ولا يسوى خلاص هتضيع روحك عشانه.

مالك بغضب :- سيبنى يا آسر. سيبنى بقولك.

آسر :- يا صاحبي إهدى بس وتعالى إنت مش شايف عملت فيه إيه؟

مالك بتهديد :- وأخلص عليه كمان لو قرب من طريقها تانى.
نجح آسر في تخليص طارق من مالك فأخذه بعيدا وخرجا من المكتب.

أخذ يسير بسرعة خارجا من المشفى متجها إلى سيارته أتبعه آسر.
آسر :- مالك أقف رايح فين؟

ولكنه لم يسمع له وتابع سيره وخرج من المشفى وصعد إلى سيارته ، فقفز آسر إلى جواره فهو متهورا حينما يغضب فلا يتوقع ماذا سيفعل؟
أخذ يقود بصمت وسرعة إلى أن وصل إلى النيل. فنزل من سيارته وأقترب من المياه ثم وقف صامتا ينظر امامه بشرود ، تحت نظرات آسر التى تراقبه.
ركع فجأة على ركبتيه وأخذ يصرخ بغضب منه وله. وأخذت الدموع وجنتيه طريقا للعبور.

أشفق آسر على حاله وأقترب منه قائلا بهدوء:-
مالك. إهدى مينفعش اللى إنت بتعملوا في نفسك ده .

مالك معاتبآ نفسه :- واللى عملته معاها ينفع بردو ؟ آااااااه.
أنا إيه اللى عملته دة؟ أنا أستاهل الموت يا آسر على اللى عملته فيها. أستاهل الموت.
خلاص دمرتها مش هقدر أرجعها تانى.
بس أنا مكنتش أعرف والله ما كنت أعرف. أنا عارف إنى متهور وتهورى دمرها بس والله ماكنت أعرف.
أنا عملت كدة علشان بحبها مقدرتش استحمل إن حد تانى يلمسها غيرى أو إنها تحب غيرى.
أنا تعبان أوى يا آسر. دلوقتى بس حسيت قد إيه إنى واحد ظالم دى كانت بتترجانى علشان ما اعملش فيها كدة، كانت بتستنجد بمازن إبنها ينقذها من أبوه الحقير . آااااااه يا آسر. أنا ظلمتها أوى. وخايف ليبعدونى عنها.
أنا ندمان والله ندمان.
ثم تابع بشراسة :-
بس وحياتها عندى لأخلى اللى عمل الملعوب القذر دة يبكى بدل الدموع دم. بس ألاقيه ويوقع تحت إيدى. وأول الخيط الزفت حسام دة. دة أنا هشرب من دمه.

آسر :- خلاص إهدى دلوقتى وفكر بالعقل الخطوة اللى جاية عاوزة عقل مش تهور.

مالك :- عندك حق. لازم أرجع حقها من كل اللى ظلمها. .....وأولهم أنا. ............

آسر :- طيب يلا نرجع على المستشفى دلوقتى علشان تودوها الفيلا. ......

أومأ له بقبول ثم إتجها إلى السيارة وصعدا
فيها وإنطلقا إلى المشفى.

♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

فى نفس الوقت، علم مختار والبقية بأن مليكة فقدت النطق مرة أخرى بسبب رؤيتها لحادث مماثل لصديقتها الذي حدث منذ أربع سنوات.
فذهبوا لهناك للإطمئنان عليها.
وها هم بالخارج يقفون خارج الغرفة لأن دعاء أخبرتهم بأنها بحاجة إلى الراحة.

على جانب تقف لبنى وسلمى يتحدثان بقلق

لبنى :- تفتكرى قالتله حاجة؟ دى تبقى مصيبة. يعنى كل اللى ببنى فيه إتهد.

سلمى :- مش إنتي هددتيها إنها لو فتحت بوقها هتقولى لأبوها العيان.

لبنى :- طيب إفترضى قالتلوا. إحنا لازم نشوفلنا كارت تانى غير أبوها دة نهددها بيه هى كويس دلوقتى إنها مش بتتكلم زى المرة الفاتت. بس مااعرفش ليه. ؟

سلمى بخبث :- متقلقيش دي خوافة وأنا عرفت إيه اللى هيسكتها خالص وكمان يخليها تعمل اللى إحنا عاوزينو.

لبنى :- إشجينى يا فنانة.

سلمى بخبث :- مازن.

لبنى بإبتسامة نصر :- برافو عليكى إزاى مختش بالى من حاجة زى دى. ؟ تمام عاوزين بقى نلاقيها لوحدها ونهددها.

سلمى :- متقلقيش هناك فى الفيلا هنلاقيها لوحدها يكون عمها مش معاها.

لبنى :- تمام.

☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆

فى الظهيرة كانت مليكة ممدة على فراشها في غرفتها ، بعد أن أتوا بها وسط إعتراض محمد على حمل مالك لمليكة من المشفى إلى السيارة ومن السيارة إلى غرفتها. ..........ولكن إعترض مالك ولم يسمع لأحد، وقام بحملها. وها هو الآن يسندها على الفراش برقة بالغة.

محمد بغضب :- أهو عملت اللى فى دماغك. ؟ يلا غور من هنا ملمحش وشك فى الاوضة دى تانى. فاهم ؟

مالك برفض :- لا أنا مش هبعد عن مراتى.

محمد بسخرية :- مراتك ! لا يا شيخ. طيب ما تتنفخش أوى كدة علشان لو كانت صاحية مكانتش سمحتلك إنك تقرب منها سنتى واحد.

أصابته كلمات والده فى الصميم، نعم إنه محق للغاية. لقد فقدت النطق بسببه مرتين وترتجف وتتشنج حينما تسمع صوته فما بالها إن علمت إنه من قام بحملها. ؟ غبي. .غبى غبى.
كلمة سب بها نفسه مرارا داخل نفسه على ما آلت إليه الأمور. ...........فاق من شروده حينما دلف الصغير مازن مع الدادة سعدية حينما علم بأن أمه عادت. ........................................

ركض الصغير وتعلق ببنطال والده يشده منه قائلا :- بابا .بابا ......

وقعت هذه الكلمة على مسامع مالك وكأنه يسمعها منه لأول مرة. نظر إليه وكأنه يراه لأول مرة ولأول مرة يمعن النظر فيه لديه نفس عينيه الرماديتين و وجهه جميل وبرئ كأمه. نزل إلى مستواه وعانقه بقوة ولبراءة الطفل بادله العناق ..................
شعر مالك بمدى حقارته وأن الحسنة الوحيدة التى ترتبت على ذلك الجرم الذي فعله هو إنه أتى بذلك الملاك البرئ على تلك الدنيا. ........
كان عناقا يود أن يبث له مدى أسفه لتركه طوال تلك السنوات دون أن ينعم طفله بحنانه ورعايته.

تكلم مازن بألم :- بابا. .إنت. ...أوجعنى. ..

مالك :- أنا آسف يا حبيبي. آسف.

مازن على وشك البكاء :- بابى. ..أنا ...عاوز مامى. ....تل سوية تموت. .....خليها تصحى بابى. ..
مالك بحنان :- بعد الشر يا مازن. يا حبيبى ماما تعبانة وأدناها حقنة ، ودلوقتى نايمة.

مازن :- ليه بابى؟ تلت سيتولا تتير زيى.

مالك بمهاودة :- اه يا حبيبى علشان كده إدناها حقنة. ..وهى نايمة دلوقتى. ....إيه رأيك تيجى معايا دلوقتى؟

مازن :- نروح فين بابى؟

مالك :- نروح الاوضة بتاعتى نسيب ماما تاخد راحتها.
مازن :- وتحتيلى حدوتة بابى. .....

مالك بحنان:- اه يا ميزو هحكيلك حدوتة. يلا بينا.
مازن ببراءة :- إستنى بابى انا عاوز أبوس مامى.
واخذ يعد على أصابعه قائلآ:-
بوسة الصبح وبوسة الضهر علشان صليت تله تله يا بابى. سطور مازن بابى.

مالك بصدمة من حديث إبنه، من يقزفها بالإتهامات الشنيعة، تعلم إبنه تعاليم دينه.

ذهب الصغير وأعتلى السرير بصعوبة ثم إقترب من وجه أمه الشاحب وقبلها قبلة قوية في خدها الأيمن وأخرى مثلها على خدها الأيسر. ثم توجه إلى والده قائلا :-
يلا بابى أنا خلاص بوست مامى.

محمد بمرح :- وأنا يا سى مازن مليش بوسة ولا إيه. ؟

مازن :- ماسى جدو بس انزل تحت علسان انت طويل. ....

محمد ضاحكا وهو يحمله :- ماشى يا سيدى أهو خليتك طويل زيى. هات البوسة بقى.

قام الصغير بتقبيله ثم قال :- يلا نزلنى جدو علسان أروح مع بابا. .

أنزله محمد واسنده على الأرض.

مازن :- يلا بابا سيلنى فوق.

مالك بحنان :- حاضر يا حبيبى.
حمله مالك بين ذراعيه وألقى نظرة أخيرة متألمة على مليكة ثم غادر الغرفة فى صمت. ..............

♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

كانت وتين في المطبخ تجلس على طاولةالمطبخ تأكل الآيس كريم وتلعقه بإستمتاع شديد وإلى جوارها القطط آسر ووتين.

دخل آسر باب الفيلا بعد إرهاقه اليوم من الصباح حتى الظهيرة مع صديقه. فشعر بالصداع، فذهب إلى المطبخ لإعداد كوبا من القهوة. ...........

نزلت وتين من على الطاولة وأخذت القطتين فى طريقها للخروج ولكن تسمرت مكانها حينما رأته عادت للمطبخ مرة أخرى ولم تعرف ماذا تفعل فهى لا تريد رؤيته بعدما أخبرتها زوجة عمها بتلك القبلة.
وضعت القطتين وعلبة الآيس كريم على الطاولة وأخذت تبحث عن مكان وسرعان ما وجدت ضالتها.
فتحت باب الدولاب الأسفل للمطبخ ودخلت فيه وأغلقت الباب . فذفرت بإرتياح إنه لن يراها ، ووضعت يدها على فمها حتى لا يصدر منها أى صوت .

بمجرد دلوفه إلى المطبخ إشتم رائحتها فعرفها على الفور منذ ذلك العناق الذى بادلته إياه عند جده في الصعيد.
ولكنها غير موجودة، ، ولكن مهلا مهلا ماذا تفعلان هاتين الهرتين هنا بمفردهما وعلبة الآيس كريم أيضا كل هذا يدل على إنها هنا.

لم يعطى للأمر أهمية و إتجه ليحضر القهوة
أخذت القطط فى المواء مما أزعجه فقال صائحا :- إيه فى إيه كفاية دوشة، زى صاحبتكو بالظبط. هى راحت فين وسيباكم هنا هى ناقصة قرف .

غضبت وتين من حديثه على قططها ولكن إلتزمت الصمت.

أتت الخادمة وقالت بأدب :- فى حاجة محتاجها هنا أعملهالك يا آسر بيه؟

آسر :- لا روحى إنتي شوفى وراكى إيه .

إنصرفت الخادمة فأراد كوبا ليسكب فيه القهوة. فأخذ يبحث بإنزعاج قائلا بصوت مسموع :-
هشوفها فى الدولاب اللى تحت وخلاص.

حبست وتين أنفاسها بقوة واغمضت عيناها بشدة. عندما سمعت كلماته.

أخذ يفتح واحدا تلو الآخر إلا أن أطلق صرخة فزعة عندما فتح الضلفة و وجدها بالداخل.

صاح بإنزعاج :- الله يخرب بيتك سرعتينى. بتعملى إيه عندك؟ مجنونة!
إطلعى إخلصى من عندك. بتعملى إيه هنا؟

خرجت وتين من مكانها ووقفت بخجل أمامه واضعة عيناها في الأرض.

صاح مجددا :- يلا. إتكلمى بتعملى إيه عندك يا متخلفة إنتي. قطعتيلى الخلف.

وتين بتوتر :- أصل أصل. ...أصل. .........

آسر :- أصل إيه؟ ما تتكلمى هو أنا هشحت الكلام منك ولا إيه.
لم تعرف ماذا تقول فلمحت إجابة ساذجة فى عقلها نطقتها على الفور
:- أصل أنى كنت بلعب إستغماية مع البسس بتاعتى حتى شوف أهو بيدوروا عليا. ....

جن جنون آسر فمسكها من عنقها من الخلف قائلا بغضب :- بت إنتي. انتى عاوزة تجننينى ولا إيه؟ إستغماية إيه اللى مع قطط؟

وتين بتألم من مسكته لها :- أى أى سيبنى يا آسر الله يخرب بيتك سيبنى يا حمار.

آسر بذهول وغضب:- وكمان بتشتمى دة إنتي نهارك أسود النهاردة يا عم مصيلحى.

وتين بخوف من منظره :- آسر إنت هتعمل إيه؟
آسر :- بصى بقى قدامك خيارين ملهمش تالت. الأول
:- يا تقولى كنت مستخبية ليه هنا؟
ثم نظر إلى شفتيها قائلا بوقاحة :-
يا إما تجيبى بوسة يا عم مصيلحى.

فرغت فاهها من وقاحته، فهو وضعها في موقف صعب، ماذا عليها أن تفعل. ففكرت هل تبكى بصوت عالى كعادتها؟

وكأنه قرأ أفكارها فقال محذرا :- واه لو هتعيطى زى العيال يبقى هنفذ الخيار تانى وانتي حرة بقى.
ها سامعك. إتكلمى.

وتين بدموع :- طيب مينفعش أقول آسفة ؟

آسر برفض :- لا ويا انا يا انتى النهاردة .

وتين :- انا كنت مستخبية منك إنت علشان مش أشوفك.

آسر باستغراب :- ومش عايزة تشوفينى ليه إن شاء الله؟ يكونش بعض، إخلصى يا بت أنا مصدع على آخرى

وتين :- أاااااا. .......
ثم فجأة أتتها حيلة فشهت فجأة وهى تنظر إلى أعلى رأسه.

آسر بإستغراب :- فى إيه؟

وتين بصدمة مصطنعة :- إلحق يا آسر فى حشرة فوق راسك. اوعى تتحرك لتقرصك.

آسر تاركا إياها دون أن يشعر ، فشغله الشاغل الآن هو تلك الحشرة التى تقبع فوق رأسه.

آسر بإشمئزاز :- شيليها. ...شيليها بسرعة.

وتين :- حاضر. استنى هجيب منديل أمسكها بيه بس إنت اوعى تتحرك.

إمتثل لامرها أما تلك المخادعة تسحبت خلفه ببطئ وأمسكت بالقطتين وهرولت إلى غرفتها.
وعندما نظر خلفه لم يجدها ثم وضع يده بترقب على رأسه فلم يجد شئ فصاح بغضب :- اه يا عم مصيلحى الكلب والله لأوريكى .
جرى خلفها يتتبعها ولكنها إبتعدت فعندما وجدته يصعد السلم خلفها صرخت وجرت بكل سرعتها حتى دخلت غرفتها واغلقتها بسرعة بالمفتاح. ..............

طرق الباب بعنف قائلا :- إفتحى الباب دة أنا هموتك بقى عيلة زيك تعمل فيا أنا كدة؟

أتت زينب على تلك الضوضاء، فإستغربت وجود آسر أمام غرفة وتين يطرق على الباب بعنف ووجهه غاضب. تقدمت إليه. .

زينب :- آسر بتعمل إيه عندك؟ وبتخبط ليه على الباب بالشكل دة؟

آسر بغضب :- الهانم فاكرانى عيل زيها ، وبتغفلنى و بتشتمنى كمان الهانم اه لو قدامى دلوقتى. أفتحى الباب بقولك.

وتين من الداخل بخوف :-
لاه امشى الأول. يا مرات عمى إلحقينى .

زينب بضحك:- آسر إعقل هتعمل عقلك بعقلها. وانتى يا تينا إفتحى الباب يا حبيبتى.

وتين بخوف :- طب هو مشى؟

زينب :- لا يا حبيبتى إفتحى ومش هيعملك حاجة أنا موجودة.

وتين :- طيب يا مرات عمى.

فتحت الباب بحذر وبسرعة البرق إختبئت وراء زوجة عمها.
حاول آسر الوصول إليها فصرخت فزعة متشبثة بملابس زينب من الخلف بقوة قائلة :-
إلحيقنى يا مرات عمى حوشيه عنى. ..

زينب بحزم :- آسر أقف مكانك إيه شغل العيال دة وبتتريق عليها حضرتك وبتقول عيلة وإنت إيه ها؟
آسر بغضب :- أنا لازم أربيها على الشتيمة دى أنا يتقالى يا حمار. ؟

زينب لوتين :- إعتزرى لآسر يا وتين.

وتين بغباء :- ما أنا إعتزرتله بس رفض وقالى إنه عاوز. ...يب....
فى أقل من ثانية كان فمها مكبل بيد آسر الذى وضعها عليه حتى تتوقف عن الكلام. ..

زينب بدهشة من تصرفه :- إنت حاطط إيدك على بوقها ليه؟ شيل إيدك. ...

آسر بتبرير :- أصل. ...أصل هى كانت عاوزة تقولك إنى كنت هضربها مش كدة يا وتين. وقد كانت نظراته كفيلة بأن تجعلها توافق على الفور .
هزت رأسها بسرعة موافقة على كلامه .
فسحب يده من على فمها قائلا :-
بس أنا خلاص عفوت عنك وهكتفى بالإعتذار دلوقتي ولو إتكرر الشغل دة تانى هتشوفى وش مش هيعجبك أبدا . ثم غمز لها دون أن تراه والدته ففهمت هى مقصده فخجلت منه ونظرت للأرض.

نظرت لهما زينب بعدم إقتناع وصمتت
وتين :- أنى آسفة يا آسر.

آسر بطيبة مصطنعة :- خلاص يا ستى قبلت الإعتذار.
ثم قال بخبث :- ممكن تعمليلى فنجان قهوة علشان مصدع خالص على ما آخد شاور. ...

نظرت له بصدمة وخوف في آن واحد، فهو خبيث ولن يدع الأمر يمر مرور الكرام. ....

آسر ببراءة لأمه وهو يغادر وبخبث دفين:-
إبقى قوليلها على قهوتي يا ماما بحبها إزاى ،علشان لما نتجوز تكون عارفة.

إبتسمت زينب قائلة وقد وجدتها فرصة فى تقرب آسر منها :-
ماشى يا حبيبى روح انت وانتى يا تينا تعالى معايا أقولك آسر بيحب القهوة بتاعته بتكون إزاى؟
سارت معها كالمغيبة من الصدمة كيف له أن يمثل دور البراءة هذا أمام أمه ، ومعها يكون شخصا قاسيا ووقحا معا ..
ماذا ستفعل فى تلك المشكلة. ؟

☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆

إستيقظت مليكة تتأوه بضعف فنظرت حولها بذعر، فوجدت نفسها فى فراشها في غرفتها
فإستغربت وجودها هنا. وأخذت تبحث عن مازن فلم تجده فقلقت و أخذت تبكى بصمت. قامت من على الفراش بضعف(وفازت القلوب بقلمى زكية محمد ) وخرجت من الغرفة تمشى مستندة على الحائط بوهن إلى إن وصلت إلى الأسفل فلم تجده فجلست على الأرض تبكى بصمت وعيناها تجول المكان بحثا عنه، قلقت للغاية فهي لم تره منذ الأمس.
أين ذهب؟ هل حدث له مكروه؟ وعند هذه النقطة تحاملت على نفسها ووقفت مجددا وذهبت ناحية المطبخ فلمحت الدادة سعدية فهرولت إليها ناسية ألمها. ....

سعدية :- أهلا يا بنتى. حمدا لله على سلامتك .
أشارت إليها مليكة بأن تخبرها أين مازن؟
فهمت سعدية ذلك فقالت بإشفاق :-
ما تقلقيش يا حبيبتى، مازن مع مالك بيه فى أوضته .
فإرتعدت مليكة عندما سمعت إسمه. فأشارت للدادة بأنها تريده الآن.
سعدية :-
حاضر يا بنتى هروح أجيبه.
جلست على الكرسى خلفها بوهن شديد فشغلها الشاغل هو الإطمئنان على إبنها. ..

بالأعلى وصلت سعدية إلى جناح مالك وطرقت الباب ففتحه مالك

مالك :- ايوة خير يا دادة سعدية؟ !

سعدية :- معلش يا ابني أزعجتك.

مالك بإبتسامة :- لا ولا إزعاج ولا حاجة يا دادة.
سعدية :- كنت عاوزة مازن أصل مامتو صحيت قاعدة تحت وعاوزاه.
مالك بإنتباه وفرح :-
مليكة صحيت؟ ! بجد طيب أنا هوديهولها دلوقتى حالا.
سعدية :- ماشى يا ابنى. ثم تركته ونزلت إلى مليكة تخبرها بالأمر وبمجرد أن أخبرتها هزت رأسها بعنف فهى لا تريد رؤيته أبدا. ..
ماذا تفعل فعمها فى الشركة الآن، بمن ستستنجد؟
لم تجد غيرها فمسكت في يدها تحثها على البقاء معها، فإستغربت الدادة ذلك فربتت على يدها بحنان قائلة :- متقلقيش يا حبيبتى أنا معاكى أهو. متخافيش. ...

جلست معها وسط إندهاش الدادة من خوفها ذلك. ....
أتى مالك حاملا مازن وبمجرد أن رأته إحتضنت الدادة بخوف وأخذت ترتجف بقوة.

الدادة بخوف عليها :- حبيبتى إهدى مالك كدة بس؟
ثم نظرت إلى مالك قائلة :- إلحقنا يا بنى مالها؟
وعندما وجدته يقترب منها أخذت تصرخ بعنف أفزع الجميع.
مالك بحنان :- مليكة إهدى. مش هعمل حاجة والله.
إلا إنها رفضت وإزدادت صراخا على صراخها مما أدى إلى صراخ مازن عندما وجدها تصرخ.
مالك فى محاولة تهدأتها وحمد الله إن أمه ليست بالقصر .
فقام بترك مازن الذى جرى ناحية أمه، وقال بحنان :- مليكة إهدى أنا همشى أهو همشى إهدى .
وبالفعل رحل مسرعا إلى غرفته وإلى مكانه المعتاد.
يقف أمام كيس الملاكمة يفرغ شحنة غضبه،
كيف أوصلها جرمه إلى تلك الحالة. تخاف من وجوده إلى جوارها بدلا من أن يكون امانها؟ ألمه كثيرا صراخها وأنينها وود أن يحتضنها ليطمئنها ، ولكن كيف وهو سبب صراخها وخوفها. .؟!!! اه ..واه. .....آه. ...
لن ينفع الندم بعد ذلة القدم.

فى الأسفل هدأت مليكة من أجل مازن حتى لا يفزع، وضمته بقوة إلى صدرها كأنها تحتمى به.
مازن بطفولة مربتا على كتفها وإلى جوارها الدادة سعدية تنظر إلى حالتها بشفقة.

مازن :- مامى مس تعيطى. هجيبلت سيتولا تتير. أنا هزعق لبابا خلاتى عيطى.

لم ترد عليه وإنما كانت شهقاتها تملئ الأرجاء.

مازن :- مامى ردى عليا. إنتي مس تتلمى ليه؟
دادة سعدية قوليلها إتلمى معايا. مازن عاوز حدوتة زى بابا.

سعدية :- ميزو حبيبى مامى مش هتتكلم علشان أدوها حقنة في بوقها علشان تعبان ولما تخف هتتكلم ياحبيبى إن شاء الله.

مازن :- لا لا مامى إتلمى مع مازن يلا.

سعدية :- حبيبى إحنا قولنا إيه؟ يلا ما تتعبهاش علشان تخف بسرعة.

مازن :- ماسى دادة.

سعدية محدثة مليكة برفق :-
حبيبتى يلا قومى معايا إرتاحى في أوضتك دلوقتى مش شايفة نفسك ولا إيه؟ عينى عليكى يا بنتى كنتي وردة مفتحة إيه جرالك؟
قامت معها مليكة وهى تحمل مازن.

سعدية :- هاتى يا حبيبتى أشلهولك لحد فوق.
هزت مليكة رأسها برفض و صعدت به إلى غرفتها.
وسط دهشة سعدية من حالتها أمام مالك تلك.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆

أمام غرفته تقف مترددة أتدلف أم تغادر؟
وقفت تحدث نفسها :-
أنى هعمل إيه دلوك؟ يا مرارى. ..يا مرارى. ..

الله يخرب بيتك يا وتين يعنى لازم تتسحبى من لسانك وتشتميه.
أنا. ....أنا خايفة منه ليعملى حاجة. .....دة طلع قليل الحيا ومش متربى.
ومرات عمى اللى مبسوطة متعرفش اللى فيها ياعينى.
ثم قالت مشجعة نفسها :- أنى هدخل وأحطها وأطلع علطول.
ثم فتحت الباب ببطئ وأدخلت رأسها منه فنظرت في جميع أرجاء الغرفة فلم تجده.
فزفرت بإرتياح ودخلت ووضعت القهوة وفى طريقها للباب أغلق فجأة وتم محاصرتها عنده.
نظرت له بصدمة ، متى ظهر ومتى أغلق الباب؟
آسر بخبث :- إيه ياعم مصيلحى. مستعجلة على إيه بس؟ .

وتين بخجل :- أاااااا. ...لو. ..لو سمحت يا آسر أنى عاوزة امشى .

آسر بمكر :- مش قبل ما آخد بتارى.

وتين بفزع :- قصدك إيه بالكلام دة؟

آسر :- قصدي كلى خير يا عم مصيلحى.

هبط فجأة إلى شفتيها يقبلها إلا إنها أزاحته بضعف قائلة ببكاء وخوف :-
لا. ..لا......لا يا آسر أحب على يدك متعملش اكدة دة عيب وحرام.

إبتعد عنها ونظر إليها بإشمئزاز....
آسر :- عشان بس تحرمى وقبل ما تعملى حركة كدة ولا كدة صدقيني مش هتراجع ثانية عن اللى هعمله .و لو روحتى فين هجيبك. فاهمة؟
هزت وتين رأسها بسرعة توافقه على كلامه بخوف شديد .
آسر بحدة :- إطلعى برة .

لم تتردد وتين في الخروج إذ خرجت بسرعة البرق تحمد الله إنه لم يفعل شئ يحاسبها عليه الله فهى تتمسك بتعاليم دينها بشدة
...
صاح هاتفه بالرنين فألتقطه وما إن رأى المتصل قال :- أيوة هى دى الخلق اللى تفتح النفس على المسا.
قام بالرد عليها :- إزيك يا سوزى أخبارك إيه؟ وحشتينى يا بيبى.
سوزى بضحك:- اه يا ألعبان ومين تانى وحشتك غيرى ؟
آسر :- لا أبدا وحياتك إنتي وبس.

سوزى :- ماشى يا سيدى هصدقك المرة دى مجيتش النادى ليه النهاردة؟

آسر :- لا جيت بدري ومشيت مالك كان عاوزنى في موضوع كدة .

سوزى :- امممم طيب ما تتأخرش علينا دى الشلة كلها بتسأل عنك إنت ومالك.

آسر :- اه ماشى يا سوزى نبقى نيجى يا عمرى يلا سلام.
سوزى :- سلام يا أسورة.

أغلق معها الهاتف وجلس يرتشف القهوة وفجأة لاحت صورة وتين أمام عينيه فقال :- ماشى يا عم مصيلحى دا إنتي حياتك هتبقى معايا عنب.

**************************

فى المساء دلف محمد إلى غرفة مليكة التى كانت تطعم مازن وجبة العشاء.

إقترب منها قائلآ :- مساء الخير يا بنتى. عاملة إيه دلوقتى.

رسمت إبتسامة باهتة وهزت رأسها بمعنى إنها بخير.
محمد :- أحمد إتصل بيا وإضطريت إنى أقوله على موضوع فقدك للنطق دة، بس أنا طمنته عليكى وقولتله انك فقدتى النطق زى ما دعاء قالت للكل .وقالى إن الدكتور حددلوا العملية وهيعملها بعد شهر من دلوقتى يعنى هيتأخر شوية. المشكلة دلوقتى إنى مش عارف أفاتحه إزاى في موضوعك أنا خايف عليه يا بنتى وفى نفس الوقت مش عاوز اسكت لازم يعرف. الله يخرب بيتك يا مالك كله من تحت راسك.
آه يا ربى أعمل إيه دلوقتى؟ أعمل إيه ؟

مازن :- جدو عيب تستم بابا.

محمد :- يا شيخ إتلهى إنت وأبوك.

مازن :- يعنى إيه جدو؟

محمد :- يعنى حاضر يا حبيب جدو مش هشتم بابا تانى.
مازن :- ستور جدو هجيبلك سيتولا.
محمد :- ماشى يا لمض. يلا خلص العشا بتاعك علشان تنام.

مازن :- حاضر جدو.
فى تلك الأثناء كانت مليكة تكتب شيئا فى الهاتف وأعطته لعمها يقرأه
:- عمى بلاش بابا يعرف دلوقتى على ما يعمل العملية ويخف إن شاء الله بعدها بمدة هقوله بس بلاش دلوقتى.

محمد :- حاضر يا بنتى اللى تشوفيه.
يلا بقى الدادة سعدية هتجيب الأكل دلوقتى وعاوزك تخلصيه كله ومتقوليش مليش نفس هتاكلى يعنى هتاكلى مش كدة يا مازن.

مازن :- أيوة جدو. هنديها حقنة لو مس رضيت تاتل.
وبالفعل تناولت العشاء مرغمة وسط مزاح مازن و جده.

☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆

بعد مرور إسبوع
إتفق مالك مع أبيه أن لا يفشيا أمر زواجه من مليكة وأن تمشى الأمور طبيعية.
وأتفقا على تأجيل الزفاف من لبنى لمدة ستة أشهر بعد إعتراض مالك الشديد فهو أراد أن يلغيه من الأساس ولكن والده حمله المسؤولية لإنه هو من وافق منذ البداية فلغيه سيترتب عليه نتائج سيئة. ......
فوافق على تأجيله تلك المدة حتى يفكر كيف سيثأر لمليكة أولا وبعدها يجد حلا لموضوع الزواج ذلك.
أعترضت لبنى وبشدة فهى تخشى أن يفشل مخططها في الحصول على مالك.
أما سلمى وثرية يتابعان الأحداث بشماتة(وفازت القلوب بقلمى زكية محمد )
مليكة التى تحسنت نوعا ما بإبتعادها عن مالك فهو منذ تلك الحادثة التى صرخت فيها فور رؤيته ، أخفى نفسه عنها حتى لا تراه فتزداد حالتها سوءا
وكم آلمه ذلك فهو يشتاق لرؤيتها ولكن ما باليد حيلة فشفائها الآن هو الأهم.
وكان سعيدا لإنه سيراها اليوم فهى ستذهب معهم إلى الصعيد لكى يحضروا حفل زفاف آسر ذلك الخبر الذى تناولته الصحف بزواج دنجوان ومحطم قلوب الفتيات.

**********************

فى المساء فى قصر مجدى بالصعيد تعلو الزغاريد والموسيقى فهو يوما حافلا يشهد زفاف حفيد مجدى كبير رجال الصعيد بحفيدته الذى أصر أن يكون الزفاف فى الصعيد.
إرتفعت أصوات الموسيقى والمزمار والطبول بالألحان الصعيدية. ...

تم كتب الكتاب بحضور الجد الذى كان وكيل العروس وضع يده في يد إبنه والشهود محمد ومالك.

عند تجمع الرجال وقف آسر يتلقى التهنئة من المعازيم. وقف متأففا بسبب ما يرتديه
كتم مالك ضحتكه عليه قائلآ :-
إيه ما تثبت كدة مالك؟هتفضحنا الله يخرب بيتك.
آسر بغضب مكتوم :- يعنى عاجبك اللى لابسوا دة أنا آسر تكون آخرتى جلبية وعمة وعم مصيلحى. نفسى أعرف مين اللى تاففلى في حياتى يا جدع ؟!
والله يا عم مصيلحى لطلعه عليكى بس إصبرى عليا.
مالك :- ياض إثبت كدة فى إيه؟ وأفرد بوزك لأحسن المعازيم يفتكروك مغصوب على الجوازة يا بيضة.
آسر بغيظ :- وليك عين تتريق طيب إسكت وحياة أبوك.

*********
بالأعلى كانت وتين قد إنتهت من زينتها فكانت كالبدر وإزدادت جمالا على جمالها.

زينب :- بسم الله ما شاء الله يا حبيبتى ربنا يحرسك من العين يا عروسة.
ثم إحتضنتها قائلة :- ألف ألف مبروك يا مرات ابنى يا حبيبتى.
وتين بفرحة عارمة فها هى الآن أصبحت زوجته بعد عناء طويل، وستبذل قصار جهدها فى أن تجعله يتيم بها كما هى متيمة به. أحتضنت زينب قائلة :- الله يبارك فيكى يا مرات عمى.
تقدمت وردة بغيظ منها قائلة :- مبروك يا وتين مبروك يا خيتى.

وتين بإمتعاض طفولى فهى لم تنسى ما فعلت بها :- الله يبارك فيكى يا وردة عقبالك.

إحتضنتها أسماء بحب ودموع فرحة :-
ألف مبروك يا صاحبتى، هتسيبينى وتروحى البندر .

وتين بمرح :- أيوة قولى إكدة إنك طمعانة في البندر. متقلقيش يا حبيبتى أكيد هاجى عند جدى حبيبى يعنى.

أسماء :- ماشى يا خيتى خلى بالك من نفسك. وربنا يفرحك يا تينا يا قمر إنتي.

قاطعهم دخول مازن المفاجئ الذى ما إن دلف إتجه ناحية العروس قائلا :- إنتي العروسة؟ إنتي حلوة أوى.
إنحنت وتين حتى وصلت إلى مستواه قائلة :-
إنت اللى حلو وعسل قوى قوى.
إنت مين يا قمر إنت؟

مازن :- أنا مازن إبن مليتة ومالت.

وتين :- تشرفنا يا أستاذ مازن يا قمر إنت.

دلفت سعدية وخلفها مليكة .فقالت سعدية :-
معلش لو عمل ليكم إزعاج أصله هيموت ويشوف العروسة. ألف مبروك يا بنتى.

وتين :- الله يبارك فيكى يا خالتي. ثم نظرت إلى مليكة وقالت :-
أكيد إنتي أمه فيه منك كتير.
إبتسمت لها وأشارت بنعم، ففهمت الأخرى إنها بكماء لا تتحدث. فأشفقت على حالها.

زينب :- يلا يا بنتى حطى الطرحة على وشك علشان ننزل تحت.

وتين:- حاضر يا مرات عمى
أسدلت الطرحة على وجهها ونزلت معهم إلى الأسفل. حتى يسلمها جدها لآسر .

بالأسفل جلست وتين وسط النساء اللواتي أخذن يغنين ويرقصن ويقدمون لها التهنئة

بعد مدة إنتهى العرس وجاء الجد مجدى ومعه آسر وولده محمود. فذهب الجد ناحية المكان الموجود فيه وتين (وفازت القلوب بقلمى زكية محمد )وتوجه ناحيتها ورفع الطرحة من على وجهها وقبلها في جبينها وإحتضنها بحنان أبوى فهو منذ وفاة والديها أصبح والدها ووالدتها.
مجدى بدموع و بصوت منخفض لا يسمعه أحد غيرها :- ألف مبروك يا حبيبة جدك. أنا عارف اللى جاى مش سهل بس طالما إنتي إخترتى الطريق دى يبقى تكمليها أوعى تيأسى من أول ماتش وتستسلمى بسرعة وأنا هساعدك في أى حاجة محتاجاها ماشى يا حبيبة جدك؟
وتين بدموع هى الأخرى :- فاهمة يا حبيبى أنا بحبك اوى يا جدى. ربنا يخليك لينا يا رب

مجدى منزلا الطرحة إلى موضعها السابق قائلآ :- طيب يلا علشان أسلمك لجوزك يا بتى.
قشعريرة سارت في أوردتها عند سماع تلك الكلمة. أحقا أصبحت زوجته؟
سارت معه بخطوات مرتبكة وخجلة للغاية حتى وصلا إليه.
مجدى واضعا يد وتين في يد آسر قائلا :- اليوم سلمتك أمانة كبيرة قوى يا ولد ولدى بتمنى إنك تحافظ عليها. أوعاك تزعلها فاهم.

آسر ببسمة مصطنعة :- ما تقلقش يا جدو .

مجدى :- ألف مبروك يا آسر ربنا يفرحكم ويرزقكم بالذرية الصالحة.

إرتجفت وتين على تلك السيرة فشعر بها آسر الممسك بيدها....

بعد مباركات من الجميع صعد آسر بوتين إلى الجناح الذى خصصه مجدى لهما.

دلفت وتين إلى الداخل بخطوات مرتبكة خجلة وقلبها يقرع كالطبول.
دلف آسر خلفها وقفل الباب بقوة جعلتها تنتفض فى مكانها .
نظر آسر إليها من رأسها إلى أخمص قدميها بنظرات إستهزاء قائلا :-
أتمنى تكونى مبسوطة من اللى حققتيه النهاردة؟ 


الفصل الخامس عشر
وفازت القلوب
بقلم زكية محمد

فى قصر مجدى بالصعيد وبالاعلى فى الجناح المخصص للعروسين .
نظرت وتين لآسر بإستفهام قائلة :-
تقصد إيه بكلامك دة يا آسر أنى مفهماش حاجة واصل. ؟

آسر :- بجد؟ مش فاهمة طيب يا ستى أنا هفهمك. مش إنتي فرحانة علشان خلاص إتجوزتك بعد ما أتحيلتى على جدى إنه يضغط على بابا وأنا علشان أوافق على الجنازة قصدي الجوازة دى؟. مكنتش أعرف إنك بتحبينى كدة يا عم مصيلحى.

ثم فجأة أمسك برسغها بقوة قائلا بغضب :-
لكن لا يا نغة مش أنا اللى آجى بلوى الدراع. اوعى تكونى فاكرة إنى وافقت علشان بحبك لا سمح الله ، ولا علشان خايف من جدى وأبويا لا.
أنا إتجوزتك علشان أوريكى الويل.
مش إنتي اللى عملالى زى اللزقة كدة وأصريتى تتجوزينى يبقى تستحملى اللى هيجرالك يا ....يا عم مصيلحى، ومغطينك على إيه بس ما أنا عارف اللى فيها هقابل واحد صاحبى.

أما هى حمدت ربها إن ذلك الغطاء يغطى وجهها فتركت دموعها تسيل كالمطر.
تبكى في ليلة من المفروض إنها أجمل الليالى في حياة أى عروس.
من تحبه وتعشقه ينبذها ويكرهها، شعرت وكأن هناك مئات الطعنات تهاجم قلبها مرة تلو الأخرى في كل مرة يسخر منها أو يعنفها. .(وفازت القلوب بقلمى زكية محمد )
ما تلك الورطة التى وضعت نفسى فيها ظننت أن الأمر سهلا ولكنه صعبا للغاية إن لم يكن مستحيل؟
كيف ستعيش مع شخص لا يحبها، وبدلا من أن يخبرها كلمات وعبارات الحب يمطرها بوابل من الإهانات.
كيف ستتحمل كل ذلك. ؟!

أفاقت على صوته الغاضب قائلا :-
وعارفة يا ويلك وسواد ليلك لو حاجة من اللى بتحصل بينا توصل لجدى أو أى مخلوق أصل أنا عارفك واحدة غبية ما بتفكرش. فاهمة.

أما هى كانت كالصنم واقفة تبكى بصمت، فعندما لم يجد منها ردا هزها بعنف هادرا بغضب :- ردى عليا لما أقول مفهوم يبقى مفهوم. سامعة؟

وتين بصوت مبحوح :- حاضر فاهمة فاهمة.

آسر تاركا إياها مبتعدا عنها :- كويس شاطرة يلا بقى روحى إتلقحيلك في أنهى حتة على ما الصبح ييجى ونمشى.

نظرت له بألم و إنكسار ثم إتجهت وتين إلى الدولاب وأخذت منه ملابس و نظارتها التى حمدت الله إنها معها ثم دلفت إلى الحمام.
وقفت أمام المرآة بعد أن نزعت عنها تلك الطرحة وتأملت هذان الخطان الأسودان على صفحة وجهها البيضاء بفعل الكحل ومستحضرات التجميل.

إبتسمت بإستهزاء على حالتها تلك، ثم ما إن لبثت حتى إنفجرت في بكاء مرير.
ففتحت صنبور المياه حتى لا يصل صوت بكائها لآسر فيشمت أكثر.
وضعت يدها على فمها وجلست أرضا بفستانها تبكى وتشهق بعنف.

أصوات شهقاتها يصل إلى مسامع آسر بالخارج، فشعر ببعض الندم نعم إنه لا يحبها ولكن ما كان عليه أن يجرحها هكذا.

ذهب ناحية باب الحمام وطرق عليه بقوة قائلا :- بتعملى إيه عندك كل دة، عاوز أدخل الحمام أنا كمان يلا بسرعة إخلصى وإلا هكسر الباب وانتى عارفانى .

بالداخل ما إن سمعت طرقات الباب حتى إنتفضت من مكانها، وما إن سمعت كلماته قامت بسرعة من مكانها خوفا من تنفيذ تهديده قامت بفك حجابها
فأنسدل شعرها الطويل على ظهرها وقامت بخلع الفستان فسقط أرضا فأخذت تركله بقدميها بغضب وغيظ تفرغ شحنة غضبها فيه.
بعد بعض الوقت كانت قد إستحمت وأرتدت ملابسها المعتادة ولبست نظارتها كى تخفى عيناها الزرقاوين اللتان تلوثتا بفعل البكاء بالخطوط الحمراء. ...
خرجت من الحمام وهى تنظر أرضا متجاهلة
إياه تبحث عن مكان تنام فيه فلم تجد غير السرير و أريكة صغيرة فجلست عليها. .....

آسر بمجرد أن رآها بتلك الهيئة أخذ يضحك بقوة. فنظرت له هى بإستغراب.

آسر بضحك :- إيه يا عم مصيلحى هو إنتى بتنامى كدة بردو! بالحجاب والخيمة قصدى العباية والنضارة لا بجد أبهرتينى .معقول يا ربى مصيبة إيه اللى وقعت فيها دى.

كتمت دموعها وتجاهلته ولم ترد عليه فهى لو إنفجرت في البكاء ستأتى بكل من القصر. ولكنها يجب أن تتماسك وأن لا تبكى على كل شئ كما السابق فهى ستتبع نصائح جدها.

إغتاظ آسر من تجاهلها هذا فأقترب منها قائلا بغضب :-
أنا قولتلك إيه مية مرة قبل كدة لما أكون بكلمك تردى عليا فاهمة.

وتين بصوت متحشرج من البكاء :-
نعم ...نعم. ....نعم. ..عاوزنى أقولك إيه يعنى؟
تهينى واقولك شكرآ. حاضر يا سيدى شكرآ ها حاجة تانية. ؟

إندهش آسر من طريقة كلامها فتبدو شرسة أين تلك الطفلة التى تبكى لأتفه الأسباب؟
إقترب منها آسر فتراجعت هى بخوف حتى إلتصقت بالأريكة أما هو فكان يدنو منها أكثر وأكثر.
وتين بخوف وعلى وشك البكاء :-

أااااا إنت. ...إنت .بتقرب كدة ليه يا جدع إنت أبعد. .....وعندما لم تجده تحرك ساكنا إنفجرت في البكاء كالطفلة.

فوضع آسر يده بسرعة على فمها قائلا :-
بس الله يخرب بيتك سرينة مطافى وإتفتحت.

ثم صاح فيها بصوت عالى جعلها تتوقف عن البكاء على الفور :- بس إسكتى.

ثم إبتعد عنها قائلا بإشمئزاز :- متخافيش أوى يا أختى أنا مستحيل أقربلك. دة حتى يبقى عيب أقرب من واحد صاحبى. أنا كنت بتأكد بس من الشجاعة اللى طبت عليكى مرة واحدة دى.

إبتلعت الإهانة بألم وقامت متوجهة إلى الدولاب وسحبت منه غطاءا خفيفا ثم عادت إلى الاريكة مجددا و تمددت عليها تحت نظارته المندهشة من أفعالها، ثم سحبت عليها الغطاء و أغمضت عينيها.

آسر :- انتى بتعملى إيه قومى نامى على السرير.
وتين :- لاه أنى مرتاحة إكدة شكرآ.

آسر :- براحتك. ثم تركها ودلف إلى الحمام.

☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆

كانت مليكة متشبثة بعمها بخوف عندما أقترح مالك ان تصعد معه إلى السيارة.
محمد :- خلاص يا بنتى متخافيش تعالى معايا.
مازن :- بابا أنا عاوز أروح معاك.

مالك بحزن على حالة مليكة :- ماشى يا حبيبى تعالى إركب معايا وماما تركب مع جدو.
مازن :- ماشى بابا.
ركب الجميع وإنطلقوا فى طريقهم للعودة إلى القاهرة.
فى سيارة مالك تنهد بألم إلى متى ستظل هكذا تخافه وتخشاه؟ نعم يعلم أن جرمه لا يغتفر ولكن يريد أن ينعم بقربها .وفكر بقلق حينما يعلم والدها ماذا سيفعل؟ هل سيبعدوه عنها ، مستحيل لن يبتعد عنها حتى لو وصل الأمر لإختطافها والذهاب بها بعيدا.
ثم لمعت عينيه بالشر متوعدا بالإنتقام لكل من تسبب في ذلك وأولهم حسام. ...........
نظر إلى طفله وجده نائما فأوقف السيارة وقام بعدل موضع نومه جيدا ثم واصل قيادته إلى وجهته.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆

خرج من الحمام مرتديا بنطلون قطنى أسود و جزعه العلوى عارى .
نظر إلى وتين وجدها تغط في نوم عميق وإصبعها كالعادة في فمها ، فذفر بضيق من تصرفها الطفولى والمثير للإشمئزاز في آن واحد.
ذهب ناحية السرير ومدد جسده عليه وهو ينظر إليها ويفكر هل يوقظها لتنام أم يحملها هو أم يتركها ؟
أخذ يفكر حتى قفز من على السرير بخفة وسار نحوها، ثم مال بجزعه وحملها بخفة حتى لا تستيقظ ثم مددها على الفراش برقة وفكر قليلا فى نزع حجابها عنها وتلك النظارة ولكن ما أن تخيل النتائج المترتبة على تلك الفعلة منها هز رأسه برفض قائلا :-
وأنا مالى تقلعوا ولا تلبسوا.

ثم ذهب من الناحية الأخرى من السرير وتمدد عليه ناظرا إليها بفضول فشخصيتها تقوده للجنون فهى المتدينة المتهورة الطفلة العاقلة(وفازت القلوب بقلمى زكية محمد )
و تذكر أفعالها الطفولية فأخذ يبتسم دون ان يشعر ، إقترب منها قليلا وقام سحب إصبعها برفق إلا إنها إمتعض وجهها بطفولية أثناء نومها وقامت بوضعه مرة اخرى ....

تأفف منها مجددا ثم تركها ونام على ظهره ناظرا للسقف.
فجأة إرتجفت جميع أوصاله وإذادت نبضاته وأنحبست أنفاسه حينما مالت هى ناحيته واضعة يدها على صدره العارى والأخرى مازالت في فمها.
سمع همهمات منها غير واضحة فأقترب أكثر واضعا أذنه بالقرب من فمها حتى يستطيع سماع ما تقول فصدم عندما سمعها تقول وهى نائمة:-
جدى آسر عفش قوى يا جدى. بيكره تينا يا جدى. بس أنى بحبه قوى يا جدى.
إحكيلى حكاية حلوة أنا عاوزة حكاية فاطمة يا جدى.

صدم آسر من إعترافها ذاك ، وفاق على هزتها له قائلة بتذمر :-
يلا يا جدى إحكيلى.

آسر بتوتر :- اممم أا حاضر. ثم تمتم بصوت منخفض :- وبيحكوها إزاى فاطمة دى كمان؟
يا ربى إيه الهبل ده ؟

عندما طال جدها عليها كما تعتقد قالت بصوت متذمر :-
جدى ليه مش راضى تحكيلى؟ أنى محرباك متكلمنيش تانى.
ثم ما أن لبثت حتى غطت في النوم مجددا.

ذهل آسر من تصرفها ذلك فهى منذ لحظات كانت تحدثه والآن نائمة ، إندست وتين أكثر فى أحضانه تنام بأمان .
وجد آسر يديه تلتف حولها بلا إرادة وأحاطت خصرها برقة وما لبث إن ذهب فى نوم عميق هو الآخر .
من يراهم يقول إنهم حبيبان.

☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆

فى الصباح الباكر إستيقظت وتين تفرك عينيها بطفولية ثم حاولت النهوض إلى إنها لم تستطع بسبب ذلك القيد الملتف حول خصرها، نظرت لذلك الشئ وجدته ذراع آسر ، وما إن لبثت إن إستوعبت إنها مكبلة بين زراعيه ،جحظت عيناها من الصدمة وفجأة أطلقت صرخة مدوية إستيقظ آسر على إثرها فزعا.
آسر فزعا :- فيه إيه ؟ عمالة تصرخى ليه؟

إلا إنها لم تتوقف عن الصراخ فكمم فاهها بيده قائلا بغضب :- بت إنتى ما تظبطى كدة مالك؟ هو إنتي ملبوسة. روحى يا شيخة حسبى الله ونعم الوكيل فيكى إنتى مش هترتاحى إلا ما تجيبيلى سرع أو تموتينى.

وتين محاولة الإفلات منه قامت بعض يده بقوة.
آسر صارخا :- آاااه الله يخرب بيت سنينك إيه اللى إنتى هببتيه دة. ؟

قفزت من على السرير بسرعة قائلة بغضب :- إنت قليل الحيا ومش متربى واصل إنت كيف قاعد إكدة من غير ما تلبس حاجة قدامى ؟. وكيف تنام جارى وبعدين أنى كنت نايمة على الكنبة جبتنى ليه إهنة؟

آسر :- قليل الحيا! كل دة علشان صحيتى لقيتى نفسك نايمة جمبى؟
ثم أكمل بوقاحة :-
أومال لو لقيتى نفسك من غير هدوم هتعملى إيه؟
شهقت بخجل ووضعت يدها على فمها ولم تعرف بما ترد.

آسر بمكر :- وبعدين أنا عاوز حقى.

وتين بخوف :- حق إيه دة كمان؟

آسر بخبث :- العضة اللي عضيتهالى دلوقتى.

وتين :- أااااا. ...حرام عليك إنت اللى بتغيظنى وبتخلينى أعمل إكدة.

آسر :- وانتى لما سرعتينى مكانش حرام. بصى بقى أنا هاخد بتارى يعنى خاهد بتارى.

ثم أقدم نحوها بخطوات بطيئة مميتة أتلفت أعصابها. أما هى إلتصقت بالدولاب بخوف من منظره.

وتين محاولة إلهائه :- أنى محرباك يا آسر من بالليل علشان إكدة إبعد وخلينى أمشى.

آسر وكان قد إحتجزها بين زراعيه قائلا :-
ومحربانى ليه يا عم مصيلحى؟

وتين بغضب وهى تنظر للأرض :- علشان إنت قولتلى عم مصيلحى.....
صمتت بحزن عندما تذكرت حديثه الذى حطم قلبها وقالت:-
وكمان عشان. ....عشان. ...إنت عارف قولت إيه ليا إمبارح.

آسر متجاهلا حديثها الأخير :-
فاكرة لما كنا في البيت هناك في مصر قولتلك إيه؟
إنك لو إتسحبتى من لسانك تانى هعمل حاجة مش هتعجبك؟
يلا بقى أعضك فين؟ هاتى إيدك بقى علشان أعضك.
وتين بخوف :- لاه. ...لاه.....أحب على يدك لاه.
آسر بخبث:- يبقى خلاص تجيبى بوسة.

وتين بخجل :-
أااااا. ....إنت. ..إنت. .قليل الحيا.

آسر :- يبقى خلاص إنتي اللى جبتيه لنفسك.

وقبل أن يهبط ليقبلها، وضعت وتين كف يدها الصغير أمامه قائلة برجاء :-
خلاص خد عضنى بس براحة الله يخليك.

آسر بمكر :- اه ماشى ومالو.

قام آسر بعضها بقوة في كف يدها بقوة، صرخت متألمة على إثرها.

آسر بشماتة :- علشان تحرمى بس. المرة الجاية هطلع بيها في سنانى.

وتين وقد إنهمرت دموعها بشدة من الألم . فذهبت ناحية الاريكة وجلست عليها تقدم منها آسر بندم بعض الشئ وجلس إلى جوارها ممسكا بيدها فجأة جعلها ترتجف.

آسر :- ورينى كدة يا عم مصيلحى هشوف العضة.
وبعد أن ألقى عليها نظرة قال بمرح :-
بقى بذمتك مش حلوة؟ دى ساعة زى الفل.

نظرت له وتين بغيظ وسحبت يدها منه قائلة بغضب ودموعها لم تتوقف بعد :-
إنت. ...إنت. ..وجعتنى قوى يا آسر .

آسر بوقاحة :- خلاص يا ستى متزعليش. كان مالها البوسة بس ما هى حلوة برضو إيه رأيك تجربى. ؟
قامت وتين من مجلسها فزعة ثم ركضت إلى الحمام تحتمى من وقاحته قليلا.

أخذ يضحك على تصرفاتها تلك وتوعد لها بالمزيد.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆

فى فيلا محمد المهدى تستيقظ مليكة من نومها ثم تدلف إلى الحمام وتغتسل وتتوضأ ثم تخرج وتصلى ثم ترتدى فستان زيتى وحجاب أسود وتنزل لترى مازن فهى غاضبة للغاية بسبب تعلقه الكبير بوالده فشعرت إنها ستفقده؟

نزلت إلى الأسفل تبحث عنه فوجدتهم يتناولون الفطور ومازن يجلس على فخذى والده يتناول الفطور بسعادة إبتسمت تلقائيا عندما وجدته على هذه الحالة وما إن لمحت مالك ينظر إليها أحادت بصرها إلى الجانب الآخر وذهبت بسرعة إلى المطبخ تتناول فطورها هناك.

على مائدة الطعام.
مازن :- بابا ليه ماما مسيت؟

مالك بألم :- لا أبدا يا حبيبى هتيجى دلوقتي.

ثرية بإستغراب محدثة مالك :-
أنا مش فاهمة بنت عمك الصراحة دى، تصرفاتها غريبة أوى وخصوصا معاك!

مالك بإرتباك :- تقصدى إيه يا ماما بالكلام دة؟
ثرية :- من ساعة ما أخدتها من المستشفى وفقدت النطق بقت بتخاف منك من أول ما بتشوفك كأنها شافت عفريت.

مالك بتوتر :- كلام إيه دة بس يا ماما؟ دة متهيألك مش أكتر.

هزت رأسها بعدم إقتناع قائلة :- يمكن بردو.

سلمى بمكر :- أكيد لما إنت ضربتها علشان كدة بتخاف منك مش كدة؟

مالك بنفاذ صبر :- يوووه يا سلمى مش تحقيق هو يعنى. محدش ليه دعوة بأى حاجة.
سلمى :- أنا آسفة مقصدش حاجة.

محمد متدخلا :- خلاص يا جماعة إهدوا ملوش فايدة الكلام دة .

مازن :- بابى أنا عاوز أروح عند مامى.

مالك :- ماشى يا حبيبى يلا روح. بس ادينى بوستى النهاردة قدام ما أمشى.

قام مازن بتقبيله ثم ذهب إلى والدته تحت نظرات ثرية الحانقة.

☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆

أمام شركة حسام الشرقاوى للمقاولات يقف مالك بسيارته وينزل منها ، ثم يدلف إلى الشركة بخطوات واثقة وسط همسات السيدات اللواتى ينظرن له بإعجاب.

وصل إلى مكتب حسام فوجد سكرتيرته بالخارج فسألها بإحترام :-
حسام موجود.
السكرتيرة بإحترام:- أيوة يا فندم أقوله مين؟إستنى هديه خبر.

تجاهل سؤالها ودلف مباشرة إلى المكتب بدون إستئذان فدلفت خلفه على الفور

كان يراجع بعض الأوراق حينما فتح الباب مرة واحدة، فنظر إلى الداخل هذا فتفاجئ عندما وجده مالك.
السكرتيرة :- أنا آسفة يا فندم قلتله إستنى لحد ما أدى لحضرتك خبر. بس هو دخل فجأة كدة زى ما إنت شايف.

حسام :- خلاص يا ندى روحى شوفى شغلك دلوقتى وأقفلى الباب وراكى.

ندى بأدب :- تحت أمرك يا فندم .

بعد إنصراف السكرتيرة نظر حسام إلى مالك قائلا ببرود:- يا أهلا وسهلا بمالك باشا أخبارك إيه؟
تقدم منه مالك وعلى حين غرة لكمه بقوة أوقعته أرضا. قام حسام من الأرض بضيق قائلا :- إيه يا مالك الهزار البايخ دة؟

مالك بغضب :- وههزر معاك ليه صاحبى ولا صاحبى.
حسام :- طب إتفضل قول جاى هنا ليه؟

مالك :- هو سؤال واحد وعايز إجابته من غير لف ودوران.
حسام بإستغراب :- سؤال إيه دة؟

مالك :- مين اللى إتفق معاك تعمل المخطط الزبالة اللى حصل من أربع سنين؟

حسام :- مخطط إيه ؟

مالك بغضب :- ما تستعبطش يا حسام. مين اللى ساعدك تجيب مليكة عندك الشقة، وتضحك عليها بالشكل دة؟

حسام :- يا ابنى إنت لسة فاكر! دى فات عليها كتير أنا ومليكة زى الفل دى لسة من فترة كانت معايا. ...........آاااه

توقف عن الكلام بسبب تلك اللكمة التى تلقاها من مالك الذى قال بغضب :-
إخرس يا حيوان إيه اللى بتقوله دة ؟ إنت فاكرنى عبيط وهصدقك زى المرة اللى فاتت ولا إيه؟
لا يا روح أمك دة لما تشوف حلمة ودنك. وعلشان أثبتلك إنك واحد حقير كداب مليكة ليها أكتر من إسبوع ما بتسيبش البيت.

حسام بشماتة :- كويس إنك وقفت فى صفها المرة دى. صدقتها دلوقتى ليه إيه اللى جد يعنى.

مالك بألم :- اللى جد إنى واحد حقير صدق واحد أحقر منه علشان يدمر بنت عمه.

حسام بإنتصار :- شكلك حلو إنت وبتتعذب كدة. شعور انك انت اللى دمرت اللى بتحبه بإيدك وحش مش كدة.

مالك بألم :- أيوة دبحتها علشان ملعوب قذر إتعمل عليا وعليها. طب ذنبها إيه هى أنا قدامك كنت عملت اللى إنت عاوزه بس هى لا.
حسام :- بالعكس دى كانت أداة علشان أشوفك مذلول دلوقتي ليا علشان تعرف مين اللى عمل كدة بس بردو مش هنولهالك. هخليك تلف حولين نفسك ،اصلك غبى وهتفضل طول عمرك غبى.

إنقض مالك عليه بالضرب فأخذ الآخر يكيل له الضربات حتى تجمع عليهم من فى الشركة وقاموا بالفصل بينهم.

مالك بغضب وهو يمسح قطرات الدماء من فمه قبل أن يغادر :-
والله لوريك يا كلب إنت واللى إتفقت معاهم وهجيبهم وساعتها مش هرحم حد.

ثم غادر المكان بغضب كبير.

☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆

فى الصعيد فى قصر الجد مجدى
تقبع وتين في أحضان جدها تبكى قائلة من بين بكائها :-
أنى عاوزة أقعد معاك إهنة مش عايزة أروح مطرح.
مجدى بحنان :- لا يا حبيبة جدك مكانك جار جوزك مطرح مايروح تكونى معاه.

آسر متأففآ :- يلا يا جدو عاوزين نمشى قولها تخلص.

وكزه محمود فى بطنه فتأوه بصوت مكتوم ثم قال :- أقصد يا جدى علشان نوصل بدري وكدة ورانا مصالح هناك.

مجدى بصوت منخفض لوتين :-
عاوزك تعملى كل اللى إتفقنا عليه ماشى، بس بلاش مقالب وشغل شيطنة.

وتين بنفس الصوت :- ماهو اللى بيغيظنى يا جدى أعمله إيه عاد يعنى؟

مجدى بصوت مسموع :- طيب يلا يا قلب جدك علشان تلحقوا تعاودوا على البندر.

زينب :- يلا يا تينا يا حبيبتى متقلقيش هنبقى ناجى هنا كتير.

وبعد مدة من التوديع بينهم رحلوا إلى القاهرة

فى سيارة آسر التى تقل وتين إلى جانبه

أراد آسر أن يثير حنقها كالعادة.

آسر:- إيه يا عم مصيلحى ساكتة ليه؟

وتين بغيظ :- ملكش صالح بيا عاد.

آسر بصرامة أخافتها :- مليش دعوة بإيه .....سمعينى تانى كدة قلتى إيه تانى؟

وتين بتوتر :- أااا. .مش إنت بتقولى عم مصيلحى وطالما بتقولى عم مصيلحى أنا هقولك ملكش صالح بيا ....ومتكلمنيش واصل.
آسر :- أوه البرنسس شكلها متدايقة وشايلة منى أوى. ألا قوليلى يا عم مصيلحى إنتى كملتى تعليمك ولا لا؟

وتين :- لاه أنى إتخرجت السنة دى بتقدير إمتياز من جامعة جنوب الوادى أنى كنت تجارة إنجليزي.

آسر بإعجاب :- واو. كويس هيبقى من كلوا يعنى أهو ميزة أحسن من بلاش.

وتين :- قصدك إيه بالكلام دة؟

آسر :- ما قصديش حاجة. و عمالة تعيطى في حضن جدك محسسانى إن إحنا هنخطفك.

وتين بدموع :- أصلى هتوحشه قوى .

آسر :- نبقى نجيبك هنا لما تعوزى تيجى عند جدك ولا تزعلى هو إحنا عندنا كام عم مصيلحى؟

إغتاظت منه وعلمت ان النقاش معه لن يجدى فلتلتزم بالصمت افضل ،تراجعت للخلف تستند على الكرسي وتنظر من الشباك بشرود.

ألقى نظرة عليها وبعدها تابع القيادة.

☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆

فى فيلا محمد المهدى جلست مليكة مع ابنها مازن الذى يلعب بالألعاب إلى جوارها.
كانت تحادث دعاء من خلال الواتس آب، وبعدما إنتهت نظرت لطفلها بحزن فهى تريد أن تتحدث معه وتلاعبه كالعادة ، فدعت الله أن لا تطول مدة فقدانها للنطق تلك.

قاطع تفكيرها سماعها لصوت طرقات حذاء على الأرض فنظرت إلى ذلك الشخص وجدته لبنى فتأففت بضيق ونظرت ناحية إبنها.

لبنى :- إزيك يا مليكة أخبارك إيه؟ أوه. ..نسيت إنك ما بتتكلميش زى المرة اللى فاتت.

نظرت لها مليكة بغضب وغيظ وأحادت بصرها من الجهة الأخرى.

لبنى بمكر :- بس أنا زعلانة منك إزاى تحطيلى منوم بالشكل دة عاوزانى أموت بردو.

هزت مليكة رأسها برفض ودموع ثم كتبت لها على الهاتف.
:- والله ما أنا مش أنا اللى حطيتلك المنوم في العصير.

لبنى :- أنا عارفة إنه مش إنتى وإن اللى عمل كدة مرات عمك زى ما قلتى في المستشفى.
بس مش لبنى اللى يتعمل فيها كدة وتسكت و أظن إنك مجربة مش كدة.

إرتجفت مليكة بخوف ثم كتبت لها تسألها بخوف :- إنتى هتعملى فيها إيه؟

لبنى بسخرية وذهول في آن واحد :- مش معقول خايفة عليها بعد اللى عملته فيكى. هتفضلى طيبة وهبلة لحد إمتى؟

كتبت مليكة بغضب :- ملكيش دعوة بيا أخاف عليها ولا مخافش دى حاجة تخصنى.

لبنى :- على العموم دة مش موضوعنا. أنا جايالك في موضوع أهم.

نظرت لها مليكة بعدم فهم، فأكملت لبنى قائلة :- أنا جاية أقولك إن لو فتحتى بوقك بحاجة من اللى حصلت مش هيحصل كويس.

كتبت مليكة :- قصدك إيه؟ اللي عملته مرات عمى.

لبنى :- لا يا حلوة دة موضوع منتهى منه لإنك إنتى اللى فى الصورة ومحدش هيصدقك.
أنا بتكلم عن اللى حصل زمان فاكرة ولا أفكرك؟

إرتجفت جميع أوصالها حينما عادت لها تلك الذكرى المؤلمة إلا إنها إنتشلت نفسها بسرعة منها وكتبت لها بمرار:-
ما أنا أهو ساكتة ما اتكلمتش عاوزة إيه تانى؟

لبنى :- مش عاوزة حاجة أنا جاية بس أأكد عليكى مش أكتر ولو فتحتى بوقك بكلمة هيكون إبنك هو التمن.

فزعت مليكة بشدة وقامت بضم الصغير إلى صدرها بخوف تهز رأسها برفض ودموعها تتساقط.
ثم كتبت لها بسرعة :- لا والنبي هعمل اللى انتو عاوزينو بس إبعدى عن ابنى والنبي.

لبنى بإنتصار :- حلو كدة تعجبينى يلا سلام يا حلوة دلوقتى أسيبك أنا.

تركتها لبنى فأخذت مليكة تبكى وتشهق بعنف خوفا على إبنها.

مازن بطفولة مربتا على كتفها بحنان:- مس تعيطى مامى هى وحسة خلتت تعيطى.

ربتت مليكة على ظهره بحنان بالغ فهى ستضحى بحياتها من أجل الحفاظ على إبنها، وليس فقط بكتمان مخطط دمر حياتها.

♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

فى المساء فى فيلا محمود مجدى يجلس الجميع يتناولون العشاء.

محمود بمرح:- ها يا ست وتين مبسوطة ولا لا. على فكرة إحنا ما بنعضش.

وتين بحرج :- أنى آسفة يا عمى مقصدش بس أنى مش متعودة أبعد عن جدى واصل.

زينب بحنان :- ما تقلقيش يا تينا هتحبى المكان هنا أوى إبقى خدها يا آسر فسحها شوية خليها تشوف الأماكن هنا كويس .

وتين بحماس :- اه اه يا مرات عمى خليه يودينى والنبي قوليله مش هيرضى.

آسر :- يا ماما أنا مش فاضي دلوقتى.

محمود :- لو على الملفات فأنا راجعتها كلها يا سيدى ولا يهمك.

آسر بصوت منخفض :- يوووه وبعدين في الورطة دى يا ربى.
يعنى أسيب سوزى وميرو ودودو علشان عم مصيلحى دة إيه الغلب دة يا ربى؟ أوووف.

محمود :- بتقول حاجة يا آسر؟

آسر :- لا يا بابا أبدا. ثم أكمل بغيظ :- خليها تروح تلبس ولو إنه مش هيفرق.

زينب :- ولد. حبيبتى خلصى أكل وبعدين روحى إلبسى.

وتين وفمها مملوء بالطعام :- لا خلاص أنى شبعت يا مرات عمى أنى قايمة أها.

آسر بقرف :- الله يخرب بيتك هيعلموا فيكى لإمتى ما إنتى بقرة أكيد.

محمود بغضب :- آسر. إيه اللى إنت بتقوله دة؟
آسر :- هكون بقول إيه يعنى. إفترض مثلا عازم ضيوف وبياكلوا او واخدها فى مكان عام لما تعمل التصرف المقرف دة قدامهم هتقولهم إيه؟
معلش أصلها عيلة ولسه على ما تتعود تأكل بقى.
أمتلئت عينى وتين بالدموع وقامت من مكانها وصعدت للأعلى.

زينب بغضب:- عاجبك كدة؟ إستنى يا وتين إستنى يا حبيبتى. ثم صعدت خلفها.

محمود :- ماشى أنا متفق معاك إنه تصرف غلط ، بس مش بالطريقة دى. إتفضل روح صلح اللى هببته.

آسر بغيظ :- ماشى يا بابا حاضر.

***********
بالأعلى في غرفة آسر تجلس وتين بحزن وزوجة عمها إلى جوارها.

زينب :- علشان خاطرى يا حبيبتى متزعليش هو مش قصده يزعلك هو كان عاوزك تبطلى العادة دى. وبصراحة يا حبيبتى مش حلوة إنك تتكلمى وبوقك مفتوح فيه أكل.

وتين :- حاضر يا مرات عمى.

زينب :- يحضرلك الخير يا حبيبتى. يلا قومى خدى شاور و إجهزى علشان تروحى مع آسر.

وتين بحزن :- لاه أنى ما عوزاشى أروح مطرح. أنى هقعد إهنة وخلاص.

زينب بإشفاق :- خلاص يا حبيبتى اللي يريحك إعمليه بس بلاش عياط.
ثم قالت بمرح لتخفف عنها :- إنتى عاوزة تشمتى الواد آسر فينا ولا إيه؟
يلا ورينى ضحكتك الحلوة. فاكرة البت وردة كان منظرها إيه يوم الفرح؟

وتين بضحك ناسية إنها كانت تبكى منذ لحظات :- أيوة يا مرات عمى كانت عنيها بطق شرار زى العفريت اللى حدانا في البلد.

زينب :- عفريت إيه كمان يا تينا اللى وردة شبهه دة؟
وتين :- دة عفريت حدانا فى البلد بيطلع فى الزرع عند الساقية المهجورة.

زينب :- وعلى كدة إنتى شوفتيه بقى؟

وتين بخوف :- لاه يا مرات عمى أنى بخاف منه ومشوفتهوش واصل دول العيال بيحكوا هناك عنيه وإنهم شافوه.

زينب :- وانتى صدقتى؟

وتين بثقة :- ايوا الواد أحمد قالى إكدة.

زينب :- أحمد مين دة كمان؟

وتين :- دة ابن فهمى ابن الحاج صالح هو زمانو دلوك في الاعدادية.

زينب :- وانتى بتصدقى اى حد كدة؟ أما إنتى هبلة صحيح.

وتين بتذمر :- أنى مش هبلة يا مرات عمى.

زينب :- ماشى يا ست العاقلة .هتعملى إيه دلوقتى؟

وتين بتصميم :- ولا حاجة أنى هصلى العشا و أنام طوالى .

زينب :- طيب يا حبيبتى هسيبك أنا بقى. تصبحى على خير.

وتين :- وانتى من أهل الخير يا مرات عمى.

☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆

كانت مليكة فى المطبخ تعد طعام العشاء لمازن .
مازن :- بسرعة مامى أنا جعان.

أمائت له بإبتسامه ثم سكبت له الطعام في طبق وبدأ يأكل.

فى تلك الأثناء دلف مالك من باب الفيلا عائدا من عمله فسمع ضحكات مازن آتية من ناحية المطبخ ، فذهب ليراه.
دلف إلى المطبخ وجد مازن يتناول عشائه، فحمحم قائلا :- مساء الخير.

إنتفضت مليكة من مجلسها وأرادت النهوض فأسرع مالك قائلا :-
خليكى يا مليكة أنا همشى بس تسمحيلى أبوس مازن قبل ما أروح أنام بما إنه هيبات معاكى النهاردة.

نظرت له بخوف فتألم مالك من داخله بشدة.
تقدم مالك بحذر وسط خوفها الظاهر منه
(وفازت القلوب بقلمى زكية محمد )
ولكنه حقق خطوة للأمام فهى كانت تصرخ حينما تراه ولكنها الآن لم تفعل.

جلس مالك إلى جوار مازن قائلا بمرح :-
حبيب بابا بيتعشى إيه؟

مازن بإمتعاض :- باكل سولبة خضال بابى . وحسة اوى.

مالك بضحك :- لا يا بطل كل علشان يبقى عندك عضلات زيى.

مازن بفرح :- خلاص بابى أنا هاتل سولبة خضال تتيل علسان يبقى عندى ضلعات أتبل منت.
مالك بضحك :- ماشى يا لمض. يلا هات بوسة كبيرة بقى.
قام مازن بتقبيله بقوة في وجنته فبادله إياها مالك.
ثم وقف بسرعة وعلى حين غرة تجرأ وقبل مليكة من إحدى وجنتيها برقة، فإنتفضت الأخرى على إثرها وكانت ستصرخ لولا إبتعاده عنها سريعا
مالك بمرح :- علشان مامى ما تزعلش يا ميزو إدناها بوسة، يلا تصبح على خير يا بطل.

مازن :- إنت من أهل الخيل بابى.

صعد مالك إلى الأعلى و ترك مليكة ضربات قلبها تكاد تكون مسموعة مما فعل، وإستغربت تصرفه هذا، ثم سرعان ما تذكرت ما فعله بها ، فنهرت نفسها بقوة لن تتسامح معه مهما فعل .أخبرها مازن بإنه إكتفى من الطعام . فنظفت ورائه بواقى الطعام ثم صعدت به هى الأخرى للأعلى لتنام.

♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

دلف آسر إلى غرفته فوجد وتين تجلس وإلى جوارها القطط كالعادة.

آسر :- إيه يا عم مصيلحى مش هتخرجى معايا ولا إيه؟

وتين بحزن :- لاه أنى هقعد مع البسس بتاعتى.
آسر بسخرية :- أجيبلكم عصير ولا حاجة تشربوها فى القعدة اللى إنتى عاملاها دى؟

وتين بحزن :- لاه شكرآ يا واد عمى.

ترك متعلقاته ودلف إلى الحمام ليأخذ حماما.

بعد مدة رن هاتف آسر وهو داخل الحمام، واستمر الرنين مما أزعج وتين .

وتين بإنزعاج :- يوووه وبعدين في التلفون اللى مبطلش رنان دة؟ أقوم أرد؟ لا....لا.....وانى مالى.
ولكن الرنين لم يتوقف بعد.

وتين :- أنى هروح أشوف مين؟
ثم توجهت وتين ناحية الهاتف وما إن مسكته ورأت المتصل قالت بصدمة :-
سوزى! سوزى مين دى كمان؟ أنى هفتح وخلاص.
قامت بالرد على المكالمة ووضعت الهاتف على أذنها لتسمع.

سوزى :- إيه يا خلبوص مش هتيجى النهاردة ولا إيه؟
أنا زعلانه منك أوى يا أسورة ، بس مش هنتاعتب دلوقتى لما تيجى الشلة كلها مستنياك يلا متتأخرش.

إستغربت سوزى صمت آسر فسألته :-
آسر إنت روحت فين يا بيبى؟

على الطرف الآخر كانت وتين تسمع كلامها بصدمة ودموعها تتساقط بغزارة.
قامت بغلق الهاتف فى وجهها وجلست على المقعد تنتظر خروجه.

********
بعد دقائق خرج آسر من الحمام مرتديا منشفة فقط، عندما أحست وتين بخروجه رفعت عيناها لتحدثه ولكن ما إن رأت منظره صرخت بخجل ووضعت يديها على عينيها وإستدارت للجانب الآخر.

آسر مقتربا منها بخبث :- إيه يا عم مصيلحى مكسوف ليه دا انا حتى زى صاحبك.

وتين وهى على موضعها بخجل :-
آاأا. ....آس. ....آسر روح إلبس مينفعش اللى بتعمله دة واصل. عيب إختشى.

أمسكها من مرفقها فجأة وسحبها نحوه. فأغمضت عينيها بشدة من الخجل ووجها أصطبغ بالأحمر القانى.
آسر بسخرية :- حضرتك ناسية إنك مراتى ولا إيه؟

وتين بخجل وتعلثم :- أااا لا مش مش ناسية.

ثم سحبت نفسها بقوة منه فإبتعدت عنه قائلة بتوتر :- أااااا. ..آسر أنى. ...أنى عاوزة أقولك حاجة إكدة؟
آسر بإستغراب و إنتباه :- حاجة إيه دى؟

وتين :- ..م. ..مين سوزى دى اللى هتتحدت وياك في التليفون دى؟

أمسك رسغها بقوة قائلا بغضب :-
وانتى إيه اللى عرفك بيها؟ بتتجسسى عليا يا هانم؟ ردى انطقى.

وتين بدموع والم :- لما. ..لما إنت كنت فى الحمام إتصلت وانى رديت عليها.
ثم تابعت بغيرة وغضب :-
مقلتليش بقى مين سوزى دى؟

آسر بغضب قابضا على رسغها بقوة أكبر كادت أن تهشمها فقال بفحيح أخافها :-
بصى بقى أنا صبرت كتير عليكى. دبسونى فيكى قلت ماشى. إتجوزتك وقلت معلش اهى جوازة والسلام. لكن مش هسمحلك إنك تدخلى في حاجة تخصنى ولا ليكى دعوة بيا نهائى، فاهمة؟

وتين وهى تتلوى من الألم ودموعها تتساقط بغزارة :- أيوة فاهمة فاهمة الله يخليك ايدى وجعانى سيبها. آه. ....

ترك يدها وقام بدفعها بقوة أوقعتها على الفراش فتأوهت بصوت مكتوم من يدها .

بالداخل في حجرة ملابس آسر ضرب كفه بعنف في الحائط قائلا :- قال عاوزة تحاسبنى قال. صنف ما يجيش من وراه غير المصايب.
ثم تابع إرتداء ملابسه وبعد أن إنتهى خرج من غرفة الملابس وجدها تجلس على الأريكة .

أما هى بمجرد أن شعرت به يخرج قامت بمسح دموعها بسرعة وجلست بجمود تنظر أمامها للاشئ.
تجاهلها آسر وخرج من الغرفة تماما وذهب لأصدقاء السوء.
*********
أما هى بعد خروجه إنفجرت باكية بصوت منخفض حتى لا تأتى زوجة عمها أو عمها.
وقامت بمسك رسغها بخفة إلا إنه ألمها بقوة فقالت ببكاء :- فينك يا جدى؟ انا محتجاك قوى.
ثم أكملت تشكو له كأنه يسمعها :- إيدى وجعانى قوى يا جدى تعالى خليها تروق يا جدى.

*******************
عند مليكة غيرت ملابسها إلى برمودا رمادي وتيشيرت كت وردى وذهبت للفراش وقامت بضم الصغير مازن إلى صدرها وما لبثوا أن غطوا في نوم عميق، بعد مرور لحظات دلف مالك إلى غرفة مليكة بهدوء شديد ثم تقدم ناحية الفراش وجلس على الفراش إلى جانبها بهدوء حتى لا تستيقظ فملس على شعرها برقة بالغة قائلا بصوت منخفض :-
سامحينى يا مليكة، سامحينى يا حبيبتى والله ما كنت أعرف علشان كدة عملت اللى عملته دة .انا اسف يا مليكة آسف .إنتى من حقك متسامحنيش بس عاقبينى بأى حاجة غير إنك تبعدينى عنك. والله العظيم بحبك أوى يا مليكة . سامحينى.

ثم هبط وقبل جبينها برقة بالغة ثم مال على صغيره وقبله أيضا ثم دثرهم جيدا بالغطاء ورحل بهدوء من غرفتها.
إنها عادته منذ ذلك اليوم يتسلل لغرفتها ليلا يبث لها عبارات الندم والحب ثم يختم كلامه بتقبيله لها في جبينها ويترك الغرفة بعدها.

♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

بعد منتصف الليل عاد آسر من الخارج ،و دلف إلى الغرفة فنظر ناحية الفراش فلم يجدها، ثم نظر ناحية الأريكة وجدها تنام متكورة وتضع يدها على طرف الأريكة بحذر.
إقترب منها وجلس على عقبيه، فنظر إلى وجهها وجد دموعها مازالت منسابة على وجهها فمد يده برقة وأزاح دموعها بحنان. ثم نظر إلى يدها الموضوعة فلاحظ وجود علامات حمراء.
فأمسك يدها بندم ورفق إلا إنها تألمت أثناء نومها فقالت ببكاء بين نومها :- جدى براحة بتوجع قوى. خد الوجع يا جدى وارميه بعيد عند العفريت.

شعر آسر بالغباء فقسوته أنسته إنها فى النهاية فتاة وليست بأى فتاة بل طفلة ستصيبه بالجنون.
حملها آسر برفق ومددها على السرير ثم ذهب إلى الحمام و أحضر معه مرهم مسكن وقام بدتليك موضع مسكته القاسية لها برفق.

وبعد أن إنتهى ذهب إلى الحمام وغسل يده ثم رجع وتمدد على السرير بجانبها متطلعا اليها بندم، وفكر قليلا كيف تحبه وهى لم تتلقى منه سوى الإهانة؟
أخذ يفكر فيها كثيرا إلى أن غلبه النعاس وذهب فى نوم عميق.

فى الصباح إستيقظ آسر على شئ يدغدغه في وجهه ففتح عينيه ناظرا لهذا الشئ فصدم عندما وجده. 
 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close