رواية وفازت القلوب الفصل السادس عشر16والسابع عشر17 بقلم زكيه محمد
كان نائما بسلام حتى إستيقظ على على تلك الدغدغات في وجهه، فتح عينيه فنظر أمامه وجد إحدى القطط تلعق وجهه فهب واقفا على السرير يمسح وجهه بإشمئزاز ثم فجأة صاح بأعلى صوته :- يا عم مصيلحى الزفت.
كانت وتين في الأسفل تتناول الفطور مع زوجة عمها وعمها.
لاحظت زينب أن وتين لا تستخدم يدها اليسرى في الأكل فسألتها.
زينب :- مالك يا تينا ما بتستخدميش ليه إيدك الشمال فى الاكل يا حبيبتى.
وتين بتوتر :- ها. ..أصل. ...أصل أنا وقعت عليها إمبارح ووجعانى شوية.
محمود بقلق :- تحبى نروح المستشفى يا بنتى؟
وتين بخوف :- لا لا أنى زينة شوية وهتروق متقلقوش يا جماعة.
زينب :- طيب يا حبيبتي لو وجعتك قوليلى وأنا هاخدك على المستشفى.
دلوقتى يا ستى إيه رأيك نروح نعمل شوبنج ونشترى شوية حاجات؟
وتين بفرح :- ماشى يا مرات عمى.
هروح أجهز وآج.......
توقفت عن الكلام حينما سمعوا آسر يصيح بإسم عم مصيلحى.
وتين بخوف :- أنى هروح أشوف آسر وهبقى أجيلك يا مرات عمى.
زينب :- ماشى يا حبيبتى خدى وقتك.
بعد رحيل وتين
محمود بغيظ :- ابن الكلب دة مش هيتغير أبدا.
ليه لحد دلوقتى بيقولها زفت مصيلحى. ؟
دى البنت إسيستمت على الاسم خلاص من كتر ما بينادهولها راحة تشوفه.
ماشى يا آسر الكلب والله لأوريك .
زينب :- البنت صعبانة عليا أوى ، والله ما عارفة بتحبوا على إيه الجلنف دة .ربنا يهديه.
محمود :- يارب.
***********
بالأعلى دلفت وتين إلى الغرفة وجدت آسر مازال يقف على السرير .
بمجرد أن دلفت وتين صاح فيها آسر بغضب :-
القطط المقرفة دى مشوفهاش هنا تانى في الاوضة بتاعتى. فاهمة وإلا مش هتشوفيهم تانى.
وتين بخوف وهى تمسك بالقطة :- لا خلاص ماشى مش هخليهم إهنة تانى بس مش تعمل فيهم حاجة والنبي.
نزل آسر من على الفراش وإتجه ناحيتها بهدوء ،خافت وتين من أن يفعل بالقطة شئ فأخفتها وراء ظهرها وقالت ببكاء :-
خلاص يا آسر والله همشيها من إهنة بس متعملهاش حاجة.
آسر بهدوء :- ورينى إيدك الشمال.
وتين :- ها. لا أنى همشيها إستنى هروح أوديها عند أخواتها.
آسر بهدوء :- بقولك ورينى إيدك أنا مش عاوز قطط ولا نيلة، هاتى إيدك.
وتين بغباء :- ليه هتعمل بيها إيه؟
آسر بنفاذ صبر :- هتصور معاها إخلصى يا بت.
مدت وتين كف يدها له فمسكه آسر برفق وألقى نظرة عليه موضع الألم فوجد الإحمرار خف تدريجيآ.
آسر متسائلا :- بتوجعك؟
نظرت له ببلاهة فعندما مسك يدها أخذ قلبها يقرع كالطبول ، فهى مصدومة من تصرفه هذا فدائما ما يعاملها بفظاظة فماذا حدث له جعله يتصرف بذلك اللطف أشعر بالذنب لفعلته أم ماذا؟
فاقت من تخيلها على صياح آسر :-
يا بنى آدمة أنا بكلمك بقولك وجعاكى ولا لا؟
وتين بتوتر :- ها. آه لا لا لا أنى زينة ما تقلقش يعنى.
آسر بإبتسامة :- ماشى يا ستى لو وجعتك قوليلى علشان آخدك للدكتور.
وتين بخوف :- لا لا مش عاوزة دكتور.
آسر :- أدينى حذرتك لو وجعتك ومقولتيش هاخدك للدكتور وأخليه يديكى حقنة كبيرة.
وتين بخوف :- حاضر حاضر هقولك، هى وجعانى شوية صغيرة إكدة. بس هتبقى زينة.
آسر :- ماشى روحى حضريلى الحمام علشان آخد دوش.
وتين بصدمة :- إنت بتكلمنى أنى. ؟
آسر :- لا بكلم خيالى إمشى يلا بس الأول إتصرفى فى القطة الأول.
وتين بفرحة من تعامله الهادئ هذا :-
حاضر حاضر رايحة أها.
هرولت وتين للخارج فضحك آسر قائلا :-
براحة يا مجنونة هتقعى.
ثم تنهد قائلا لنفسه :- مش هتخسر حاجة يا آسر لو عاملتها كويس شوية هى مش ذنبها إنها حبتك. أهو بقت بتضحك بدل الدموع والبكا اللى كانت قرفانى بيهم. يعنى هترتاح وتكسب دماغك.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
فى إحدى المولات الكبيرة تقف وتين تنظر حولها بإنبهار.
زينب بضحك :- إنتي يا بت إقفلى بوقك ، يقولوا إيه محرومة مبتشوفيش؟
وتين :- أصل يا مرات عمى أنى اول مرة أشوف الحجات دى إهنة. أنى فرحانة قوى يا مرات عمى.
زينب :- ربنا يفرحك كمان وكمان يا حبيبتى يلا بقى علشان نختار ليكى هدوم.
وتين :- لاه يا مرات عمى الحجات دى مش إستايل لبسى واصل.
زينب بمرح:- لا ما إنتي هتغيرى الإستايل دة. أومال هنجنن الواد آسر إزاى؟
وتين بتصميم :- بعد إذنك يا مرات عمى أنى مش موافقة على الكلام اللى انتى بتقوليه دة أنا مش هغير من نفسى على الأقل مش دلوك لما أحس إنه بدأ يميل ليا ولو محصلش يبقى هروح بيت جدى ويطلقنى وكل واحد يروح لحاله.
زينب بصدمة وفزع :- طلاق! يا بنتى تفى من بوقك إن شاء الله خير.
وتين :- خلاص يا مرات عمى لحد ما ياجى اليوم دة يبقى يحلها حلال .
زينب :- بردو هنشترى لبس يلا.
ذهبت معها وتين وأخذت تنتقى لها أفضل ثياب الخروج التى تلائم المحجبات. وإنقت لها فساتين سهرة فى غاية الجمال والروعة.
ثم ذهبت بها إلى قسم الملابس الداخلية فأشترت لها مجموعة من قمصان النوم والبجامات وجميع المستلزمات وسط خجل وتين وإعتراضها على ذلك.
بعد ساعات قضوها في التسوق، ذهبوا إلى المطعم ليتناولوا الطعام.
وتين بخجل :- مش فاهمة يا مرات عمى انتى إشتريتى الحجات القليلة الحيا دى ليه؟
أخذت زينب تضحك عليها قائلة :- قليلة حيا ايه بس دة المفروض يبقى لبسك الطبيعى قدام جوزك.
وتين بتوتر :- ها لا طبعا أنى مش هعمل إكدة واصل.
زينب :- أنا نفسى أعرف بتفكرى إزاى. بس ما تبقيش تزعلى لما ييجى بكرة معاه واحدة وداخل بيها البيت ويقولك دى مراتى.
وتين بدموع :- ليه هو هيتجوز؟ هو قالك إكدة؟
زينب :- يا بنتى أنا بقول إفترضى وبعدين بقى لازم تبطلى العياط اللى عمال على بطال دة. آسر ما بيحبش كدة.
وتين :- أومال بيحب مين عاد؟ الهانم سوزى اللى بيتصرمح معاها دى.
زينب بصدمة لمعرفة وتين بذلك فقالت بتلبك :- أاا سوزى مين بس اللي إنتي بتتكلمى
عنها دى. ؟
وتين بحزن :- ما تكدبيش عليا يا مرات عمى أنى سمعت بودانى وشوفت كل حاجة. آسر لما بيطلع برة بيروح معاهم مش مع صاحبه زى ما بتقولى.
أنى حاسة إنى إتسرعت في الجوازة دى، دة أنا حتى فارضة نفسى عليه.
زينب :- حبيبتى اهدى بس كدة
إلا إنها إنفجرت في موجة بكاء فإحتضنتها زينب بحنان وأخذت تربت على ظهرها في محاولة منها لتهدئتها.
زينب :- خلاص يا حبيبتى اهدى علشان خاطرى.
وتين ببكاء :- هو. ...هو ما بيحبنيش يا مرات عمى. ما بيحبنيش وأنا هبلة بجرى وراه بشحت حبه .......
ثم تذكرت نصائح جدها
فأعتدلت ونظرت بنظرة شرسة غير معهودة منها من قبل فقالت بعزم وغيظ:- بس والله لأوريه ولدك دة. من النهاردة هيشوف وتين تانية هربى ولدك.
زينب بمرح :- خلاص يا حبيبتى وريه وأنا معاكى دا إحنا هنطلع عينه. وخصوصا بعد النظرة اللى تخوف دى يلا بينا نمشى دلوقتى.
وتين :- يلا بينا.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
تجلس مليكة إلى جوار صديقتها دعاء بحزن كعادتها.
دعاء :- حبيبتى أخبارك إيه وايه عاملة مع التعابين اللى حواليكى دول؟
أخبرتها بأنها بخير بالإشارة ولم تخبرها بأمر لبنى وتهديدها الصريح لها.
دعاء :- حبيبتى إنتي مزهقتيش من قعدة البيت دى إيه رأيك نخرج؟
هزت رأسها برفض ، ونظرت أمامها بشرود.
دعاء بمرح :- طيب موحشتكيش رخامة الدكتور طارق.
كشرت مليكة في وجهها بغضب فضحكت الأخرى عليها قائلة :-
ههههه على العموم يا ستى مش هيقدر يقربلك تانى أصله خدله علقة محترمة.
نظرت لها مليكة بإستغراب وأشارت لها بأن توضح لها.
دعاء :- أصل يا ستى الفارس المغوار قصدي مالك إداله علقة معتبرة دة ملامح وشه مبقتش باينة من كتر الضرب.
إبتسمت لها بمرار، إن كان مالك أخذ حقها من طارق فمن سيأخذ لها حقها منه.
فهمت دعاء ذلك وقامت بضمها إليها قائلة بحنان :-
بصى يا حبيبتى أنا مش هدافع عنه وأقولك سامحيه، لا ، آه ماشى هو إضحك عليه زيه زيك بس دة ما يدهوش حق إنه يعمل اللى عمله دة. أنا عاوزاكى تطلعى عينه بس ما تنسيش إن فى مازن بينكم.
ثم قالت بمرح :- وكنتى عمالة تعيطيلى ما بيحبنيش يا دعاء هيسيبنى يا دعاء، دة طلع واقع لشوشته أهو.
كتبت لها مليكة :- واللى يحب حد يا دعاء يعمل فيه كدة؟ وأوعى تقوليلى أعذار لإنه خلاص اللى بينا إنتهى ومستنية أسافر لبابا أحضر العملية بتاعته ومش راجعة هنا تانى.
دعاء بحزن :- وأهون عليكى يا مليكة عاوزة تسافرى وتسيبينى.
كتبت مليكة :- إنتي فهمتى غلط. أنا أقصد إنى مش هعيش في الفيلا هنا تانى أنا هروح شقة الإسكندرية هعيش فيها أنا وبابا ومازن.
دعاء :- بردو هتبعدى يا ملوكة. خليكى هنا فى القاهرة وأقعدى فى أى مكان غير هنا.
كتبت مليكة :- متقلقيش يا ستى كل شوية هنطلك ولا تزعلى.
دعاء :- حبيبتى إنتي والله. أومال فين الواد مازن مش شايفاه؟
كتبت لها بغيظ :- مع أبوه الأستاذ مالك. من وقت ما عرف إنه إبنه وهو ما بيفارقهوش لحظة .حتى مازن بقى متعلق بيه أوى يا دعاء هو ممكن ياخدو منى ويسيبنى يا دعاء؟
دعاء مربتة على كتفها برفق قائلة :-
لا يا حبيبتى ما تقلقيش محدش يقدر ياخدو منك أبدا. إطمنى يلا دلوقتى إضحكى ورينى غمازاتك اللى تهبل دى. ولا أقولك أنا اللى هعرف أخليهم يظهروا إزاى؟
لم تفهم مليكة ما ترمى إليه دعاء إلا حينما وقفت دعاء وعلى حين غرة قامت بدغدغتها
فأخذت ضحكاتها تعلو وتعم المكان.
فى نفس اللحظة عاد مالك بمازن من الملاهي وكان سيدلف إلى الداخل لولا إنه سمع ضحكاتها تأتى من ناحية المسبح فذهب إلى هناك حاملا مازن معه
ذهب مالك بمازن إلى ناحيتها وصدم عندما رأى دعاء تدغدغ مليكة و الأخرى تضحك دون توقف فسرح في جمال تلك الضحكات الصادرة منها ونهر نفسه وسبها بأفظع الشتائم لأنه السبب في إختفاء تلك الضحكات ولكنه عاهد نفسه أن يجعل أيامها كلها سعادة وضحك.
توقفت دعاء على الفور حينما لمحت مالك أما الأخرى توقفت عن الضحك بمجرد أن رأته ومسكت يد دعاء تضغط عليها ببعض الخوف، ربتت الأخرى عليها بأن لا تقلق.
تقدم مالك محدثا مازن :- شايف يا مازن ماما بطلت ضحك لما شافتنا شكلها كدة مش عاجبها وجودنا .
مازن :- مامى إضحكى تانى إنتي علطول بتعيطى.
دعاء :- لا يا أستاذ مازن مش هتعيط تانى ولو عيطت زغزغها في بطنها وهتضحك علطول.
إنسل مازن من أحضان والده وذهب لأمه وأحتضنها قائلا :- مامى مس تعيطى تانى علسان أجيبلك سيتولا تتيل.
إبتسمت له وضمته أكثر إلى أحضانها.
مازن بضجر :- مامى امتى تتلمى وحسنى صوتت أوى.
دعاء متدخلة :- لسة بوقها مخفش يا ميزو. لما بوقها يروق هتتكلم علطول.
مازن :- علسان تحتيلى حدوتة بابا بيقول وحس.
مالك بحزن مصطنع :- كدة يا ميزو خلاص أنا مخاصمك ومش هوديك الملاهي تانى.
مازن بسرعة :- خلاص بابى إنت حلو خلاص.
مالك بضحك :- ماشى يا بتاع مصلحتك هاخدك معايا ولا تزعل.
صاح مازن بفرح :- هااااى بابى انا بحبت أوى.
مالك :- وأنا بحبك كمان ياروح بابا إنت.
أشار مالك لدعاء بأن تأخذ مازن وتتركهم قليلا بمفردهم. ففهمت الأخرى ذلك.
دعاء :- مازن تعالى شوف معايا اللعبة اللى جبتهالك جوة.
مازن ببراءة :- ماسى خالتو.
نظرت مليكة بصدمة لدعاء التى أخذت مازن ورحلت، وعندما لاحظت تقدم مالك منها قامت من مكانها ترحل بعيدا ، إلا إن مالك وقف قبالتها يمنعها من الذهاب ماسكا إياها برفق من زراعها إلا إنها إرتجفت على إثرها وأخذت الدموع طريقا على صفحة وجهها.
مالك برفق :- مليكة إهدى يا حبيبتى إهدى متخافيش منى أنا مش هعملك حاجة متخافيش.
إلا إنها هزت رأسها برفض فهى ما تزال تخافه.
مالك بحنان :- إهدى واسمعينى وبعدين إعملى اللى انتى عاوزاه.
هدأت مليكة قليلا فعلم مالك إنها توافقه على كلامه.
مالك :- مليكة حبيبتى بصى أنا مش طالب منك غير إنك تدينى فرصة تانية أرجوكى انا عارف إنى غلطت وغلطى كبير كمان بس إعذرينى يا مليكة أنا من كتر حبى ليكى عملت كدة .
نظرت له مليكة بنظرة إستهزاء ألمته فأكمل :-
ايوا من حبى ليكى وغيرتى اللى عمتنى لما حد ييجى يقولى إن البنت اللى بحبها هتنام مع واحد مستنية منى إيه؟
لما يبعتولى فيديوهات كل واحد ألعن من التانى عنك مستنية منى إيه؟
اه أنا متهور وغبى وبسبب كدة دمرتك بس إدينى فرصة أصلح اللى كسرته يا مليكة خليكى معايا.
نزلت دموعها بصمت وكتبت له في الهاتف :-
لما تبقى تكون كسرت كوباية ولا فازة وجاى تعتزر ساعتها هقبل أسفك بس إنت كسرتنى أنا ومش هسامحك.
حب إيه اللى بتتكلم عنه يا أستاذ ها اللى بيحب بيثق في اللى بيحبه مش بيشك فيه ما يجرحهوش ما يهينوش بالكلام وأنت للأسف عملت كل دة.
بس أنا بقى مش عوزاك في حياتى أصلا علشان أقبل أسفك وياريت تطلقنى لما يرجع بابا بالسلامة.
قرأ مالك هذا الكلام بين وجع وألم وصدمة في آن واحد. نظر إليها مطولا ثم قال بغضب وحدة أخافتها :-
أنا عارف إنك مش هتسامحينى بسهولة وهعمل أى حاجة قصاد إنك ترضى عنى بس طلاق مش مطلق وأعلى ما فى خيلك أركبيه.
ثم تركها ورحل أما هى فرغت فاهها أهذا الذى كان منذ لحظات يتوسل إليها لتسامحه، إنه لن يتغير مالك الفظ القاسى.
ذهبت هى الأخرى لترى مازن
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
فى المساء دلف آسر إلى غرفته فلم يجد وتين في الغرفة، فدلف إلى الحمام ليستحم وبعد دقائق خرج ودلف إلى حجرة الملابس وأرتدى بنطلون بيتى أسود وتيشرت نبيتى ونزل للإسفل فوجد والدته تقرأ في كتاب فجلس إلى جوارها.
آسر :- عاملة إيه يا ماما النهاردة؟
زينب :- الحمد لله يا حبيبى تسلم ، أقوم أحضرلك العشا؟
آسر بسخرية :- أومال عمى مصيلحى جايبها هنا ليه عياقة خليها هى اللى تحضر العشا هى فين؟
زينب بغيظ :- أولا دى مراتك مش خدامة عندك. ثانيا ما إسمهاش زفت مصيلحى إسمها وتين ثالثا ودة الأهم بطل السهر والخروجات الزبالة اللى إنت بتروحها دى فاهم؟
آسر بسخرية :- ويا ترى دى تعليماتك ولا تعليمات البرنسيس؟
زينب :- حرام عليك البنت ساكتة ما بتتكلمش يا حبة عينى دى بتخاف منك وبتقعد تعيط خايفة لأقولك حاجة من اللي قالتهالى ودة يدل على حاجة واحدة إنك بتضربها أو بتزعقلها. ها إنت بتعمل أنهى فيهم؟
آسر بتوتر :- اولا أنا مضربتهاش وتقدرى تسأليها كويس أما حكاية بزعقلها فأنا بزعقلها فعلا بس لما بتتعدى حدودها معايا.
زينب بسخرية :- ويا ترى إيه هى حدودها بقى يا آسر؟
ثم أكملت بجدية :-
دى مراتك يعنى عادى جدا تقولك رايح فين ؟
ومتنساش إنها بتحبك فطبيعى تغير عليك لما تعرف إنك بتكلم بنات غيرها. تقدر تقولى يا أستاذ يا محترم إتعدت حدودها إزاى؟
آسر بوقاحة :- بس أنا مبحبهاش. أاا.....
توقف عن الكلام فجأة حينما سمع شئ يصتدم بقوة على الأرض.
نظر آسر وزينب إلى جسد وتين الملقى أرضا بإهمال. جرى آسر ناحيتها بقلق وكذلك زينب. قام آسر بحملها والذهاب بها لغرفته وقام بإسنادها برفق على الفراش.
ثم قام بالإتصال بالطبيب ، وبعد دقائق أتى وقام بفحصها وبعد أن إنتهى سأله آسر بقلق :-
خير مالها يا دكتور؟
الدكتور بعملية :- ما تقلقوش دي مجرد حالة إغماء عادية .الظاهر سمعت خبر مش كويس علشان كدة أغمى عليها.
زينب :- شكرآ يا دكتور تعبناك معانا. ثم حدثت آسر بغيظ :- روح وصل الدكتور.
ذهب آسر وقام بتوصيل الدكتور إلى الأسفل وبعد ذلك صعد إلى غرفته وطرق الباب ودخل.
زينب :- جاى ليه تحب تموت علشان ترتاح؟
إهتز قلبه بعنف حينما قالت ذلك فأسرع قائلا :- بعد الشر يا ماما إيه اللى انتى بتقوليه دة؟
فكيلها الحجاب بتاعها علشان تتنفس وتفوق.
زينب :- إطلع برة.
آسر بصدمة وسخرية :- أطلع إيه ؟ الظاهر إنك ناسية إنها مراتى.
زينب :- لا مش ناسية ولعلمك بقى هى صاحية بس مش عاوزة تشوفك.
آسر بقلق :- صاحية؟ طيب هى كويسة؟
زينب :- والله أظن إنك بتكرهها مش كدة فمش من حقك تسأل عنها ولا حتى ليك دعوة بيها ممكن تخرج دلوقتى؟
آسر بتنهيدة :- حاضر يا ماما حاضر.
وبعد أن خرج آسر إتجهت زينب ناحية الفراش وجلست إلى جوارها قائلة بحزن وحنان :-
قومى يا حبيبتى أهو مشتهولك وطردتهولك شر طردة فتحى عنيكى يا روحى.
فتحت عينيها بألم وقامت وأستندت بظهرها على السرير ونظرت أمامها بجمود و شرود.
زينب بحنان :- حبيبتى إنتي ساكتة ليه لو عاوزة تعيطى عيطى.
وتين بغضب متناسية إنها تحدث زوجة عمها :-
لاه أنى ما هبكيش واصل يا مرات عمى مش هبكى.
زينب محاولة تهدئتها :- خلاص يا حبيبتى إهدى والنبي متحسسنيش بالذنب.
وتين وقد عادت إلى وعيها :-
أنى آسفة يا مرات عمى حقك عليا متزعليش لو عيط عليكى مكانش قصدي.
زينب :- ولا يهمك يا حبيبتى أهم حاجة إنتي يا روحى .
وتين بتماسك :- أنى زينة يا مرات عمى متقلقيش.
ثم نهضت من السرير وذهبت في طريقها للخروج من الغرفة
زينب :- رايحة فين يا حبيبتى.
وتين :- أنى رايحة أوضتى اللى فى الجناح التانى.
زينب :- أومال دى إيه يا بنتى ما هى أوضتك بردو. !
وتين:- لاه دى بتاعة واد عمى وبس عن إذنك.
خرجت وتين من الغرفة وسط ذهول زينب وصدمتها.
عند وتين بمجرد أن دلفت إلى غرفتها نزعت حجابها بقوة وكذلك نظارتها وإرتمت على السرير ودفنت وجهها في الوسادة وأخذت تنتحب بصمت تتذكر تلك اللحظات المؤلمة
عودة بالزمن لساعات بينما كانت وتين ذاهبة للمطبخ لمحت آسر فإبتسمت تلقائيا وبينما كانت تسير ناحيتهم ببطئ تنوى إفزاعهم، وعندما أقتربت من خلفهم سمعت كلامهم وتصنم جسدها عندما سمعت لتلك الكلمات
"بس أنا مبحبهاش" فشعرت بأن الدنيا تدور من حولها وما لبثت أن أغمضت عينيها وسقطت على الأرض بقوة. .............
عادت بذاكرتها ولكن صدى تلك الكلمة لم يفارق أذنيها فأخذت تلكم الوسادة بعنف تفرغ غضبها فيها.
بالأعلى دلف آسر مجددا إلا إنه لم يجدها فبحث عنها في الغرفة ولم يجدها وفكر قليلا أين تكون قد ذهبت ثم تذكر إنها ربما تكون فى غرفتها التى كانت تمكث فيها قبل زواجهم، فتوجه إليها.
طرق آسر الباب فإنتبهت وتين فقامت بلف الحجاب بعشوائية ولبست النظارة وفتحت الباب وعندما وجدته ربعت يديها فوق صدرها قائلة ببرود :-
نعم؟ فى حاجة؟
آسر بإستغراب وحزن لرؤيتها تبكى بسببه :- إنتي ليه قاعدة هنا يلا إطلعى معايا فوق.
وتين بشراسة أذهلت آسر :- أنى ما طلعاش أوض حد، مش إنت بتكرهنى وبتقولى إلتزم بحدودى أها أنى هلتزم بحدودى وهقعد إهنة ده مكانى،(وفازت القلوب بقلمى زكية محمد ) وياريت إنت كمان تلتزم بحدودك ومتجيش جمبى تانى واصل، إطمن أنى مش هقول لجدى علشان دى مشكلتى وانى اللى حطيت نفسى فيها وانى بردو اللى هطلع نفسى منيها تصبح على خير يا واد عمى.
قالت ذلك ثم قامت بغلق الباب فى وجهه، أما آسر فكان مصدوم ففى آخر تخيلاته أن يتوقع مثل ردة فعلها تلك أذهلته تماما فلو سيقارن بين وتين الطفلة وتلك الوتين الجديدة لن يجد مثقال ذرة للتشابه بين الشخصيتين.
عاد آسر إلى غرفته يجر أذيال الخيبة ورائه.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
بعد مرور إسبوعان لم يتغير فيهم شئ
مليكة مازالت تتحاشى مالك فجرحها منه لم يشفى بعد.
ومالك يبحث عن مستجدات الأمور التى ستنتقم من هؤلاء الذين دمروا حياة مليكة وحياته. ومازال يذهب خلسة ليلا لغرفة مليكة يطلب منها العفو والغفران عما إقترفه في حقها.
لبنى مطمئنة بأن مليكة لن تفشى سرها لإنها لو فعلت ستؤذى مازن.
سلمى تشاهد وكأنها في مسرح الأحداث بشماتة.
ثرية التى يزداد حقدها على مليكة ومازن الذى تعلق به مالك كثيرا مؤخرا.
****************************
أما هذان الثنائى آسر ووتين
إستمرت وتين بتجاهل آسر الذى أغاظه كثيرا ولا يعرف لماذا فهو يحب أن يضايقها ليرى تذمرها وتصرفاتها التى تشبه الأطفال تماما فهى تنام في حجرتها السابقة.
وما أغاظه أكثر طلبها من عمها بأن تعمل معهم في الشركة. فهى الآن تعمل في الشركة كموظفة عادية وأخبرت عمها بأن لا يخبر أحد بأنها متزوجة من إبنه.
وافق عمها على مطلبها دون أدنى إعتراض.
أما آسر فكان يشعر بالضيق من تجاهلها له كثيرا فأفتقد بكائها عادتها الطفولية حينما تنام . وما أغاظه أكثر تلك المشاعر التى تزاحمت عليه فهو يرى أن النساء لا يستحقون الحب.
فهو حينما تتجاهله يغضب وحينما يراها تقف مع أحد الموظفين يغضب بل يصب غضبه ذلك عليها فيصرخ في وجهها أما هى كانت تستقبل ذلك ببرود.
فهى أمامه لوح جليد اما عندما تعود للمنزل تدخل غرفتها وتبكى كطفل صغير تشكو لجدها وكأنه معها ويراها.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
وبعد مرور إسبوع آخر فى مكان آخر بالتحديد في لندن تجلس مليكة بقلق ودموع تحتضن مازن وتردد آيات الذكر الحكيم وتدعو الله أن يخرج والدها من غرفة العمليات بسلام.
وإلى جوارها عمها ومالك. ................ .
محمد :- متقلقيش يا بنتى إن شاء الله هيخرج كويس.
أماءت له بضعف وداخلها يتآكل من الخوف على والدها.
إتجه الصغير ناحية والده قائلا :- بابى أنا خايف هيدونى حقنة.
ضمه مالك بحنان قائلا :- لا يا حبيبى متخافش محدش هيديك حقن.
دة بس جدو أحمد هيعمل عملية وهيبقى كويس إن شاء الله.
مازن :- ماسى بابا أنا هصلى وأدعى ليه علسان يتون تويس.
مالك :- ماشى يا حبيبى تعالى نصلى مع بعض.
إتجه مالك ناحية مليكة وجلس إلى جوارها فأشفق على حالها عندما وجدها تبكى بصمت فقام بضمها إلى صدره رابتا على ظهرها بحنان قائلا :-
خلاص يا مليكة إهدى إن شاء الله هيقوم لينا بالسلامة. كفاية عياط.
أما هى لم تنفر منه كالعادة ولدهشته تشبثت بقميصه بقوة وأنفجرت في البكاء.
مالك بهدوء :- مليكة. مليكة....مليكة بوصيلى هنا.
نظرت له بعيون منتفخة من البكاء.
فأكمل مالك برفق:- العياط مش حل إيه رأيك نروح نصلى وندعيله يكون كويس.
إنسلت من أحضانه وهزت رأسها بموافقة. وذهبت معه هى ومازن لأحد الغرف لتصلى وتدعوا لوالدها أن يكون بخير. .......
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
فى الشركة كانت وتين تسير في الطرقة فى طريقها لمكتبها لإنجاز بعض الملفات.
أوقفها فى طريقها زميلها بالعمل يناقشها شئ بخصوص المشروع.
فى نفس اللحظة كان آسر يتفقد العمال فلمحها تقف مع رجل وتحدثه بلطافة، جز على أسنانه وكور يده بغضب شديد، فأتجه ناحيتها مسرعا.
أما هى عندما وجدته قادما نحوها توترت بشدة، ولكنها تظاهرت بالقوة.
الشاب بإحترام :- أهلا آسر بيه ما تقلقش يا فندم كل حاجة تمام والمشروع هيتسلم في معاده إن شاء الله.
آسر بإبتسامة مصطنعة :- طيب كويس.
الشاب بإحترام :- عن إذن حضرتك.
رحل الشاب وتبقت وتين التى ترتجف من داخلها فقررت أن تتجاهله وترحل، إلا انه أمسكها من مرفقها قائلا بغيظ :-
رايحة فين سعادتك؟
وتين بمبالاة وبرود :- أبدا رايحة أشوف شغلى فيها حاجة دى، سيب يدى علشان أمشى.
إغتاظ آسر من برودها ذاك وقام بسحبها فجأة خلفه.
وتين وهى تحاول إيقافه وفك يده من حول مرفقها :- إنت بتعمل إيه يا جدع إنت سيب يدى بقولك.
إلا أن آسر تجاهلها وأستمر في السير.
وصل بها إلى مكتبه وسط إستغراب الموظفين من ذلك.
دفشها بقوة وأغلق الباب ثم نظر إليها بغضب.
أما هى إنزعجت من تصرفه ذلك فصاحت غاضبة :- فيه إيه؟ إنت جاررنى وراك كيف البقرة إكدة ليه؟
آسر بغضب أخافها :- أخرسى ما اسمعش صوتك خالص.
وتين بحنق :- دلوقتى الموظفين هيقولوا عليا إيه يا مرك يا وتين يا مرك.
آسر بدهشة :- حضرتك ناسية إنك مراتى؟ ما اللى يشوف يشوف هو أنا هخاف منهم.
وتين :- بس هما ما يعرفوش إكدة عن إذنك.
إلا إنها فى لحظة كان آسر ممسكا بها من عنقها من الخلف قائلا :-
والله يا عم مصيلحى الكلب لو ما إتعدلتى لعدلك.
وتين بخوف :- خلاص سيبنى يا. .......
إلا إنها توقفت حينما تذكرت حينما سبته بالحمار ما كان سيفعله بها فوضعت يدها على فمها تمنعه من مواصلة الكلام.
وكأن آسر قرأ ما يدور بخلدها فقال :-
إيه عاوزة تشتمينى زى المرة اللى فاتت طيب لو جدعة أعمليها.
وتين ببعض القوة :- أنى مكنتش هشتمك وممكن لو سمحت تقولى عاوز إيه عشان أمشى.
آسر بغيظ وغضب :- إنتي إيه اللى موقفك مع الواد الزفت اللى كنتي واقفة معاه من شوية دة؟
وتين :- دة موظف كان بيسألنى عن حاجة فى الحسابات. وسيبنى بدل مسكة الحرمية دى.
آسر وقد إفتقد لطفوليتها فقال بمرح :-
لا ما هى مسكة الحرامية دى لايقة عليكى يلا طلعى العشرين جنيه اللى كانوا هنا من شوية.
وتين :- أنى مخدتش حاجة وسيبنى لأحسن هتشوف هعمل فيك إيه؟
آسر بإستخفاف :- ورينى عاوزة أشوف هتعملى إيه يا ......يا عم مصيلحى.
ضيقت عينيها خلف نظارتها وعلى حين غرة غرست أسنانها فى يده الممسكة بها بقوة فصرخ آسر متألما مبتعدا عنها ممسكا بيده موضع الألم يقوم بتدليكها، أما هى إنتهزت الفرصة وخرجت من مكتبه بسرعة البرق.
كان آسر يدلك يده بألم محدثا إياها معتقدا إنها واقفة أمامه :-
يخرب بيتك وبيت اللى يهزر معاكى، إستنى عليا بس. ..........
توقف عن الكلام حينما نظر أمامه ولم يجدها فصاح بغيظ :- اه يا بنت ال. ......
ثم خرج ورائها مسرعا يركض خلفها غير عابئ بنظرات الموظفين وسخريتهم.
أما هى فكانت تجرى بسرعة إلى مكتب عمها تحتمى منه هناك، نظرت خلفها وجدته قادما نحوها فصرخت فزعة وما لبثت أن دخلت مكتب عمها فجأة غير عابئة بمن فيه .
جرت نحو عمها وأختبئت في أحضانه قائلة بخوف :- إلحقنى يا عمى ولدك هيموتنى.
كاد أن يتحدث بحرج ولكن قاطعه دلوف آسر الذى يلهث بقوة قائلا بغضب:-
مستخبيالى هنا يا أختى طيب والله لأوريكى.
حمحم محمود بخجل وغضب فى آن واحد ووقف قائلا للذى أمامه :-
معلش يا جلال بيه أنا بعتذر جدا منك عن اللى حصل دلوقتى دة ابنى آسر ودى مراته وتين بنت أخويا. معلش أصلهم ميعرفوش إنك هنا.
جلال بضحك مكتوم :- لا أبدا ولا يهمك يا محمود بيه دول زى ولادى بردو.
حمحم آسر بحرج قائلا :-
إزيك يا عمى . أاا. ...أنا. ....أنا.
جلال بضحك :- هههههه لا إنت ولا هو ...خلاص يا سيدى ملوش لزوم الإحراج بس إبقوا خلو شغل القط والفار دة هناك فى البيت. ....
ثم نظر إلى وتين فلم يجدها فقال :-
أومال راحت فين اللى كانت هنا دلوقتى.
توجه آسر بغيظ ناحية مكتب والده وأخفض رأسه فوجدها تقبع تحت مكتب عمها فقال لها بغيظ :-
قومى إطلعى من عندك أحسنلك.
وتين بخجل :- لاه لما يمشى الراجل اللى قاعد مع عمى الأول .
آسر بغضب مكتوم :- بقولك إطلعى من عندك وإلا هتصرف تصرف تانى. .......
ثم وضع يده على شفتيها يتحسسها بطريقة موحية إرتجفت شفتى وتين على إثرها أما الآخر شعر عندما وضع أصابعه على شفتيها برغبة قوية في تقبيلها فسحب يديه فجأة
قائلا بمكر :- إنتي عارفة هعمل إيه. يلا دلوقتى القرار فى إيدك.
هبت فزعة فأصتدمت رأسها في المكتب فتأوهت بألم.
آسر بضيق :- هتفضلى طول عمرك غبية. وطى وانتى طالعة.
وتين :- ماشى حاضر.
خرجت وتين من تحت المكتب وأختبئت خلف آسر بسرعة.
آسر :- بت إنتي هو إحنا هنلعب ولا إيه.
وتين :- والنبي خليك واقف إكدة. لحد الراجل دة ما يمشى.
محمود بضيق من تصرفاتهم :- آسر وتين إطلعوا برة معانا شغل مش فاضيين للعب العيال دة.
آسر بحرج :- حاضر يا بابا يلا يا مصيبتى تعالى
قام آسر بسحبها بقوة وخرجوا من المكتب
خرج آسر من الشركة بصحبة وتين المتزمرة بطفولة منه ووصل بها إلى السيارة وفتح لها الباب قائلا :- إركبى.
وتين بغضب :- لاه أنى معاوزاشى أروح معاك في مطرح.
آسر بغضب مكتوم :- وتين إركبى بقولك.
أما هى فرغت فاهها من الصدمة.
آسر بإستغراب :- مالك يا بت فيه إيه؟ مبلمة كدة ليه؟
وتين بتوهان و فرحة :- أصل اول مرة تقول أسمى من غير عمى مصيلحى.
آسر :- مجنونة طيب يلا إركبى.
وتين بعناد :- لاه أنى ماشية لحالى.
آسر بنفاذ صبر :- وتين ما تعصبنيش وإركبى العربية إخلصى.
وتين بصيحة فرح وهى تصفق بيديها :-
الله إنت قولت إسمى تانى يا آسر.
هز آسر رأسه بقلة حيلة قائلا :- عيلة أقسم بالله رجعت تانى أهة. يلا هتركبى معايا ولا أنفذ التهديد بتاع المكتب ؟
وتين بثقة لوجود الناس حولها :- متقدرش تعمل حاجة.
آسر بسخرية :- دة بجد؟ هههههههه ضحكتينى والله.
وتين بثقة :- ايوة ويلا بعد عن طريقى.
فجأة قام آسر بسحبها إليه ملصقا إياها فيه ثم أطبق شفتيه بشفتيها يقبلها بقوة أفقدها عزرية شفتيها معاقبا إياها إلا إنه وجد إنه يعاقب نفسه فهو لا يريد الإبتعاد عنها أبدا وكأن شفتيها ماء وهو ظمآن يرتوى ويريد المزيد والمزيد بلا توقف غير عابئا بالمارة ..........
بعد فترة إبتعد عنها مرغما بعد أن شعر إنها بحاجة للهواء ...
وجدها مغمضة عينيها بقوة ووجها إصطبغ بحمرة قانية، إبتسم آسر على برائتها.
آسر :- وتين فتحى عنيكى.
أما هي إرتمت في أحضانه فجأة تختبئ منه وله، ثم قامت بضربه على ظهره قائلة :-
يا قليل الحيا .......يا قليل الحيا.....
ضحك آسر عليها قائلا :- مش إنتي اللى نرفزتينى ومرضتيش تركبى، إعملى حسابك دة هيكون عقابك لما تعاندينى تانى.
ثم أكمل بوقاحة :- بس عليك شفايف يا عم مصيلحى حاجة إيه تهبل، دة هيكون أحلى عقاب.
ضربته وتين بخجل قائلة :- بطل يا آسر بطل إيه الحديت العفش دة؟
آسر مقلدا إياها :- حديت عفش. طيب يلا هتركبى ولا. ............
ولم يكمل كلامه حتى قفزت وتين في السيارة بسرعة. فضحك آسر عليها بشدة. ثم صعد إلى جوارها وقاد السيارة إلى المنزل.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
فى لندن أمام غرفة العمليات يخرج الطبيب بعد ساعات طويلة فى الداخل جرى عليه الجميع بلهفة.
مالك :- what's the patient's condition?
الطبيب :- Don't worry he is fine. The operation is done successfully, and he can practice his life naturally.
مالك :- thanks doctor
الطبيب :- you are welcome, but he will be here till his recuperation time ends.
مالك :- when will he wake?
الطبيب :- after 3 hours
مالك :- okay doctor thanks.
الطبيب :- it's our duty, excuse me.
بعد رحيل الطبيب أخذت مليكة تبكى ولكن بفرح فها قد إستجاب الله لدعائها وحفظ لها والدها الحبيب.
مالك :- بتعيطى ليه يا مليكة دلوقتى ما هو الدكتور قال كويس وهيبقى احسن من الأول كمان. إهدى بس انتى كدة علشان لما يفوق إن شاء الله ويشوفك بالحالة دى.
هزت رأسها برفض فتابع مالك :-
يبقى تبطلى عياط يا ستى.
محمد :- الحمد لله يا رب يا ما إنت كريم يا رب. الحمدلله يا بنتى ربنا نجاه .
هزت رأسها لهم توافقهم الرأى فقد نجاه الله لها لتستند عليه على ما هى مقدمة.
**************
فى المساء إستيقظ أحمد من المخدر وأخذ يرمش بضعف إلى إن فتح عينيه وعندما علم الطبيب بذلك سمح لهم بالزيارة بعد ساعتين من إستيقاظه . وها هم الآن أمامه.
محمد ممسكا بيد أخيه الكبير قائلا :-
حمدا لله على سلامتك يا أحمد.
أحمد بضعف :- الله يسلمك يا محمد.
مالك :- حمدا على سلامتك يا عمى ألف بعد الشر على حضرتك.
أحمد :- الله يسلمك يا ابنى.
ثم نظر إلى ابنته قائلا :- تعالى يا حبيبة أبوكى تعالى.
تقدمت مليكة منه بخطوات مرتجفة إلى إن جلست إلى جواره فقامت بتقبيل يدة وأحتضنتها وأخذت تبكى.
أحمد مربتا على رأسها بحنان :-
خلاص يا حبيبتى أنا بقيت كويس وعال العال بطلى عياط يا حبيبة أبوكى.
مليكة في محاولة منها للتحدث إلى إن نجحت :- ......أااااا. ....أاا. ....بب. ...بب. ..با... بابا. .....بابا.
أحمد :- يا روح أبوكى إنتي. إتكلمى يا حبيبتى إتكلمى أنا فرحان إنك إتكلمتى أكتر من نجاح العملية.
مليكة ببكاء:- بابا وحشتنى أوى أنا محتجالك أوى يا بابا.
أحمد بحنان :- هششش إهدى أنا جمبك أهو يا حبيبتى إهدى.
محمد :- ياه أخيرا سمعنا صوتك. حمدا لله على سلامتك يا بنتى.
مليكة :- الله يسلمك يا عمى.
مالك :- أنا مبسوط جدا بالأخبار الحلوة دى ، الحمد لله إن صوتك رجع تانى.
تجاهلته مليكة ونظرت إلى والدها قائلة:-
أخبارك إيه يا حبيبى انت وحشتنى اوى.
أحمد :- وانتى أكتر يا نور عينى. خلاص أنا هخف إن شاء الله وأقعد على قلبك.
مليكة :- حبيبى إنت يا ميدو.
محمد بمرح :- أتمنى ميكونش قطعت وصله العشق الجميلة دى. بس كفاية كدة يا مليكة علشان نسيب بابا يرتاح يلا يا بنتى الدكتور قال منطولش .
مليكة :- لا أنا مش عاوزة أسيب بابا.
أحمد :- روحى يا بنتى مع عمك .
مليكة :- أنا هقعد برة الباب لو عوزت حاجة أو حسيت بحاجة دوس على الزرار اللى جمبك دة.
أحمد :- حاضر يا بنتى تسلمى.
خرجت مليكة بصحبة عمها ومالك وذهبت لتتفقد مازن النائم.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
تسريع فى الأحداث بعد مرور شهرين من تلك الأحداث.
تيقن آسر إنه يكن مشاعر لتلك الطفلة وأخذ ينهر نفسه على ذلك فالنساء خائنات لا يستحقن الحب ولكنه ماذا حدث.
منذ تلك القبلة التى أشعلت النار بداخله لا تبعد عن تفكيره أو مخيلته وسأل نفسه ما الذى يوجد بها جعله يهتم بها ويفكر بها كل ذلك الحد فهى بعيدة كل البعد عن كونها كالنساء اللواتي يعرفهن فهى لا تشبههم بمثقال ذرة ، ما السحر الذى يوجد بها عفويتها وبرائتها أم أخلاقها وتدينها أم جنونها وتهورها أم طفولتها. ؟..............
لام نفسه كثيرا وعزم على أن لا يفكر بها أو يعطيها مساحة من عقله مجددا.
أحمد والد مليكة تعافى تماما من أثر الجراحة وأخذ يمارس حياته بشكل طبيعى.
مليكة التى تتجاهل مالك تماما وتولى إهتمامها بوالدها وطفلها.
محمد أراد أن يحدث أحمد فى الموضوع لكن مالك أخبره بإنه هو من سيخبره وسيتحمل كافة المسؤولية عن ذلك.
*************************
دخل مالك إلى غرفة مكتب عمه بعد أن أذن له بالدخول. بدا أمامه مرتبكا فسأله عمه.
أحمد :- مالك فى إيه مش على بعضك كدة؟
مالك بتوتر وقلق بالغ :- أاا. ..عمى. ...أنا. ..أنا كنت يعنى عاوز أقولك حاجة بس يا عمى أرجوك إسمعنى للآخر ماشى.
أحمد بقلق :- ماشى إتكلم يا ابنى أنا سامعك.
بدأ مالك يقص عليه كل شئ بداية من ذلك المخطط اللعين إلى أن وصل إلى الجرم الذي فعله وسط صدمة أحمد الذي كاد يجن من هول الصدمة وبعد أن قص له كل شئ.
مالك :- والله يا عمى غصب عنى عملت كدة أنا عارف إنه غلط بس إدينى فرصة واحدة أصلح اللى عملته دة يا عمى أرجوك.
وعندما لاحظ صمت عمه المريب تحدث بقلق :- عمى إتكلم ساكت ليه. ؟
أما أحمد فشعر وكأن شخصا قام برميه بالرصاص من الصدمة وردة فعله كانت غريبة إذ وقف وخرج بخطوات غاضبة من المكتب أتبعه مالك بقلق.
وقف أحمد فى وسط البهو وأخذ ينادى بعلو صوته على مليكة التى كانت مع مازن بالأعلى نزلت مليكة ترى والدها وعندما رأت حالة والدها الغاضبة قلقت عليه فقدمت وأقتربت منه.
مليكة بتوتر :- ايوا يا بابا حضرتك عاوزنى فى إ. ... ..............
صرخت فجأة حينما تلقت تلك الصفعة التى أوقعتها أرضا فنظرت له بصدمة و. ...............
الفصل السابع عشر
وفازت القلوب
بقلم زكية محمد
أتى جميع من فى الفيلا على صوت صياحه حتى نزلت مليكة ترى والدها فيما يريدها وما ان وصلت اليه تستفهم عما يريد ، صفعها بقوة أوقعتها أرضا فشهقت ثرية وسلمى على إثرها.
نظرت مليكة الجاثية أرضا إلى والدها بصدمة فلا تعلم لما فعل هذا.
جرى عليها مالك وأوقفها اما هى نفضت يديها بعيدا عنه وتوجهت لوالدها مرة أخرى تسأله.
مليكة بدموع :- بابا أنا مش فاهمه حاجة. حضرتك ليه ضربتنى. ؟!
لم يتحدث أحمد وإنما جذبها إلى أحضانه و إنخرط في موجة بكاء شديدة.
ربتت مليكة على ظهر والدها برفق وقلق قائلة بخوف :-
بابا مالك يا حبيبى فيك إيه؟ إنت بتعيط علشان ضربتنى بس أنا مش زعلانة منك يا بابا خلاص يا بابا أرجوك.
أحمد بألم وهو مازال يحتضنها:-
ليه يا مليكة ليه يا بنتى؟ ليه تخبى عليا؟
لم تفهم مليكة ما يرمى إليه والدها وعندما تحدث بدأت الخطوط فى التوضيح .
أحمد بعتاب:- للدرجادى بقيت مش مهم عندك ،تروحى تأمنى صحبتك على سرك وأبوكى لا. ليه فاكرانى مش هحميكى ولا إيه؟
مش أنا سندك اللى بتقوى بيه، ليه ما إسندتيش عليه المرة دى ها. ؟
وإزاى يا بنتى قدرتى تتحملى كل دة لوحدك ازاى؟
انا ضربتك علشان حسستينى إنى عاجز مش هقدر أحميكى وبتوجعينى دلوقتى وأنا شايفك مكسورة وساكتة.
مليكة ببكاء :- أبدا يا بابا متقولش كدة أنت هتفضل سندى طول العمر. بس أنا خفت. ..خفت عليك يا بابا لتروح منى زى ماما.
أحمد :- خلاص يا حبيبتى أنا أهو معاكى.
ثم أكمل بغضب :- بس وحياتك ما أنا ساكت وهورى أى حد إتسبب في دموعك أو في وجعك. أنا اللى هحميكى يا بنتى ما تخافيش متخافيش يا عمرى.
وعند هذه الكلمات لم تستطع مليكة التحمل أكثر من ذلك فأخذت تبكى بصوت عالى وتشهق بعنف.
أحمد بألم :- عيطى يا حبيبتى إصرخى قولى اللى مخبياه جواكى.
مليكة ببكاء :- ببب. ...بابا إحمينى منهم يا بابا عاوزين يأذوا مليكة يابابا ويدمروها اكتر ما هى مدمرة. ..........
أنا كنت. .....كنت بحبه يا بابا بس. ....بس هو. ..موتنى يا بابا.....خدلى حقى منه يا بابا
اه بابا أنا عاوزة أروح عند ماما هى بس الطيبة وكلهم وحشين. وديني عند ماما أرجوك يا بابا.
شعر مالك بنغزات في قلبه عندما سمعها تشكوا لوالدها منه.
أحمد بدموع على حال ابنته :-
حاضر يا حبيبة أبوكى يلا روحى غيرى هدومك ولمى الباقى في شنطة وحضرى هدوم مازن كمان.
هزت مليكة رأسها بموافقة وقالت :-
حاضر يا بابا.
وبعد صعودها للأعلى تقدم مالك من عمه بحذر قائلا :- عمى اأاا. ....
قاطعه أحمد بصفعة غاضبة قائلا :-
إخرس أنا مش عم حد فاهم؟ ملكش دعوة بيا ولا ببنتى. يا حقير يا سافل.
تعمل كدة في بنت عمك؟ دة أنا الوحيد اللى فى البيت دة اللى كنت عارف إنك ازاى بتحب مليكة وبتخاف عليها تقوم تعمل فيها كدة؟
ثم قام مسكه من قميصه بعنف صارخا فيه بألم :-
تغتصب بنت عمك يا حقير وكمان صدقت اللى اتقال عليها بدل ما تحميها تنهش فيها زى الكلب المسعور يا حيوان.
شهقت ثرية بصدمة من جراء ما سمعت عن أى شئ يتحدث؟ أما سلمى التى تعلم بمجريات الأمور كانت تشاهد بإستمتاع.
أحمد مكملا بغضب :-
يا خسارة يا محترم يا خسارة. روحت خطبت غيرها وكنت هتتجوزها قلت ومالو يمكن كان بيتهيألك يا أحمد وإنه ما بيحبش بنتك، خلاص كل شئ قسمة ونصيب وخليه يختار اللى تريح قلبه وتسعده.
لكن تدمر بنتى بالشكل اه أهو دة اللى مش هسكت عليه أبدا.
ثم توجه إلى أخيه محمد وتحدث أمامه قائلا بعتاب :-
وانت يا اخويا يا اللى قولتلى سافر ومليكة أمانة عندى لحد ما ترجع. أدينى رجعت بس للأسف ما لقتكش محافظ على الأمانة لا إنت دمرتها إنت وابنك. شكرآ يا اخويا لا بجد شكرآ.
محمد بخجل :- والله انا لسة عارف من قيمة شهور هى خبت عنى زى ما خبت عنك بالظبط، ولما قالتلى أنا مقعدتش ساكت .
أحمد بغضب :- عملت إيه يعنى يا محمد رجعت حقها عملت إيه قولى؟
محمد :- أحمد ممكن بس شوية وقت وأوعدك حق مليكة هيرجع. أنا عارف إنى قصرت مكنتش أعرف إنه هيعمل كدة. يعنى فكرك إنى هعرف حاجة زى دى وهقعد ساكت. الوضع هيتصلح إن شاء الله بس شوية وقت.
أحمد بسخرية :- ولحد ما ييجى الوقت دة أنا وبنتى وابنها من طريق وإنتوا من طريق.
محمد :- تقصد إيه؟
أحمد :- من النهاردة ملكوش علاقة بيا ولا ببنتى وحفيدى مفهوم.
محمد :- كلام إيه دة يا أحمد؟
أحمد :- زى ما سمعت أنا همشى ببنتى من هنا وهروح شقة الإسكندرية هناك نقعد فيها.
محمد :- وتمشى من بيتك ليه؟
أحمد :- مش عاوزه. مش عاوز حاجة غير بنتى وبس.
محمد متفهما :- ماشى يا أحمد إعمل اللى يريحك بس هنتكلم بعدين تكون هديت .
بعد لحظات نزلت مليكة ومازن ومعها الحقائب فأقترب أحمد منها وقبلها على جبينها بحنان ثم قال :-
يلا يا بنتى نمشى .
مازن :- نلوح فين جدو ؟
أحمد :- ماشين يا روح جدو.
مازن :- وبابا جدو خليه ييجى معانا.
وزع أحمد نظراته بين مازن ومالك بغيظ فقال :- هيبقى ييجى بعدين يلا بينا.
مازن :- حاضل جدو سيلينى ماما.
قامت مليكة بحمله وتوجهت للخروج. أخبر أحمد أحد العاملين بالقصر بأن يضعوا الحقائب فى السيارة.
ثم غادر أحمد الفيلا بمليكة متجها إلى الإسكندرية.
بعد رحيل أحمد و مليكة جلس مالك بتعب وصدمة فما كان يخشاه قد تحقق لقد أخذها والدها مبعدا إياها عنه.
تقدمت ثرية التى تحت تأثير الصدمة :-
كلام إيه دة. إنت عملت اللى كان بيحكى عنه أحمد دة بجد؟ ويقصد إيه بحفيده هو ابن مليكة بجد؟ و ....وابنك إنت كمان؟
محمد :- مش وقت أسئلتك دى يا ثرية بعدين نتكلم وانت يا مالك قوم معايا عاوزك.
قام مالك من مجلسه بغضب يتوعد بالإنتقام. ولحق بوالده إلى المكتب.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
فى فيلا محمود مجدى يجلس محمود وزينب يتسامران وإذ فجأة يسمعون صراخ وتين القادم نحوهم وخلفها صياح آسر الغاضب.
محمود بإنزعاج :- وبعدين في الواد دة دا أنا جوزته مخصوص علشان يعقل يقوم يجن كدة لا حول ولا قوة الا بالله.
زينب بضحك :- نعمل إيه أصل بنت أخوك هى اللى جننته يا اخويا.
قاطع كلامهم وصول وتين السريع وإختبائها خلف زوجة عمها قائلة بخوف و أنفاس لاهثة :-
ألحقينى يا مرات عمى ألحقينى آسر عاوز يضربنى.
زينب بضحك :- ليه عملتى إيه المرة دى يا مصيبة؟
وتين :- انى معملتش حاجة يا مرات عمى.
أتاهم صوته الغاضب قائلا وهو يقترب منهم :-
أنا أقولك الهانم عملت إيه. ؟ كنت نايم في أمان الله فجأة تصحينى بدوش ماية ساقع من التلاجة غرقتنى وغرقت السرير ، أعمل معاها إيه دى دلوقتى؟ انا راضى ذمتكم وضميركم.
وتين :- ما هو عمى قالى صحيه وانت مش راضى تصحى دة احنا بقينا العصر دلوك.
آسر بغيظ :- تقومى مصحيانى بالمية الساقعة مش كدة. ؟
محمود :- خلاص يا آسر عديها المرة دى خليك انت الكبير.
آسر بصدمة :- إنت بتاخدنى على قد عقلى ولا إيه يا بابا ليه فاكرنى نغة.
محمود بإنزعاج :- اه باخدك على قد عقلك لما تبقى زى الشطح وعامل عقلك بعقلها يبقى لازم أعمل كدة.
آسر بغيظ وهو ينظر إلى وتين بنظرات توعد أخافتها :-
هى بقت كدة يعنى ؟ ماشى بس وديني ما أنا ساكت.
ثم صعد إلى الأعلى ليغير ثيابه.
وتين بخوف :- هو. ....هو هيعمل إيه يا مرات عمى أصله شكله يخوف قوى. ؟
زينب بضحك :- ماليش دعوة إبقوا إتصافوا مع بعض.
وتين :- كيف يعنى دة ولدك إنتي . أنا خايفة منه يا مرات عمى.
زينب بهمس :- متخفيش خليكى كدة طلعى عينه.
وتين بهمس هى الأخرى :-
ماشى بس لما يزعقلى تكونى إنتي فى وشه ماشى؟
زينب :- اه طبعا أومال إيه يلا تعالى معايا عاوزاكى تساعدينى في تحضير الأكل.
وتين :- حاضر يا مرات عمى.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
فى المساء فى شقة الإسكندرية يدلف أحمد إلى الداخل بصحبة مليكة ومازن الذى ذهب في سبات عميق.
أحمد بحنان :- أدخلى نيمى مازن جوة. أنا خليت عم سلامة يبعت حد ينضف الشقة وإحنا جايين.
مليكة بتعب :- حاضر يا بابا. وبعد أن ذهبت ووضعته برفق في الفراش.
بالخارج أتى عم سلامة بالحقائب ومعه طعام ومستلزمات أخرى ، فأعطاه أحمد مبلغا من المال ورحل.
خرجت مليكة من غرفة مازن وذهبت إلى الليفنج وجدت والدها يجلس هناك فجلست إلى جواره قائلة :-
بابا أحضرلك حاجة تاكلها؟
أحمد :- لا يا بنتى مليش نفس.
ثم قام بوضع رأسها على صدره بحنان أبوى قائلا :-
بقيتى احسن لما روحتى زورتى ماما؟
هزت مليكة رأسها بنعم، فأكمل أحمد قائلا :-
مليكة حبيبتى عاوزك تحكيلى كل اللى مريتى بيه لوحدك ولو إنى المفروض مكلمكيش تانى بس موضوعنا دلوقتى ها جاهزة تحكى. ؟
مليكة بتنهيدة :- ايوة يا بابا مستعدة.
قامت مليكة بقص كل شئ لوالدها كل شئ بحزافيره حتى مخطط لبنى وسلمى التى هددتها لبنى بعدم فشيها وأخبرته عن تهديدها بأذية مازن. فأخبرته لإنه امانها قد عاد.
وبعد أن قصت عليه كل شئ، شعرت مليكة بوجود شئ سائل يسقط على وجهها فتحسسته وجدته سائل، فأدركت أن والدها يبكى فرفعت وجهها هى الأخرى والدموع تسيل على وجنتيها .
قامت مليكة بمسح دموع والدها قائلة :-
بابا متعيطش أنا كويسة وحكيتلك إنت الوحيد كل حاجة علشان عارفة إنك الوحيد اللى هتحمينى.
ضمها أحمد بقوة قائلا :- اه يا حبيبة أبوكى اه. ازاى إستحملتى كل دة لوحدك إزاى؟
ثم قال بغضب :- بس وحياتك عندى لأندمهم كلهم وأولهم الزفت مالك الغبى الحمار دة.
انتى بنتى وأمانة مامتك الله يرحمها اللى موصيانى عليكى .
مليكة :- الله يرحمها يا بابا . بس أنا خايفة على مازن يا بابا لو حصلتله حاجة أنا هموت علشان كدة متعملش حاجة يا بابا.
أحمد بصرامة :- مليكة إسكتى حقك ومش هتنازل عنه ومتخافيش أنا هلعب معاهم على المخفى وهتشوفى هعمل فيهم إيه؟
بس الأول لازملى قعدة مع الزفت مالك وعمك علشان نشوف هنعمل إيه؟
مليكة بإستغراب :- وتكلم مالك ليه يا بابا؟
أحمد بشرود :- بعدين هتعرفى يلا قومى نامى أكيد دلوقتى تعبانة من السفر. تصبحى على خير يا حبيبتى.
مليكة :- وانت من أهل الخير يا بابا
ثم دلفت إلى حجرتها ثم بعدها إلى الحمام لتغتسل.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
فى فيلا محمود مجدى بعدما تناولوا العشاء كانوا يجلسون فى غرفة المعيشة
كان آسر فى حيرة من أمره فلا يدرى أيخبرهم أم لا، فسرح قليلا فى المكالمة التى كانت بينه وبين صديقته ميرا التى تقطن في لندن وأخبرته بإنها ستأتي لمصر فى زيارة لمدة إسبوعان وأخبرته أن يدبر لها مكان تمكث فيه حين العودة مرة أخرى.
لاحظ الجميع صمته فسأله والده :-
في إيه يا آسر سرحان في إيه؟ بنكلمك من الصبح ومابتردش.
آسر بإنتباه :- ها. .لا أبدا يا بابا أنا معاكوا أهو
محمود :- إيه اللى شاغلك كدة؟ فى حاجة في الشغل ومش عارف تحلها؟
آسر بتوتر:- لا يا بابا الحقيقة أنا فى موضوع عاوز أكلمكم فيه.
محمود :- موضوع إيه دة يا ابني.
آسر مراقبا ردة فعل وتين بتوتر :-
فاكر ميرا يا بابا صديقتى اللى فى لندن اللي بينا شغل معاها هناك؟
محمود :- اه ميرا ايوة فاكرها مالها؟
آسر :- أصلها إتصلت بيا إمبارح وقالتلى إنها نازلة مصر لمدة إسبوعين وهتمشى . فأقترحت إنه يعنى تيجى تقعد هنا لحد ما تسافر ها إيه رأيك يا بابا أنا كلمتها وقلتلها تيجى. ؟
محمود :- ماشى يا ابنى مفيش مشاكل هى معرفتك بردو في الآخر.
آسر :- ها يا ماما وانتى إيه رأيك؟
زينب بعدم إرتياح :- اللى تشوفوا يا آسر.
آسر :- ماشى يبقى تمام، وانتى يا وتين مسمعتش رأيك في الموضوع.؟
وتين بغيرة واضحة :- لاه متجبهاش هنا واصل ولا تشوفها واصل ولا تكلمها واصل.
آسر بدهشة وغضب :- إيه هو دة، إتكلمى عدل أحسنلك واه يا ستى هجيبها هنا عاجبك ولا مش عاجبك؟
وتين بقهر ودموع :- لاه عاجبنى يا واد عمى بالإذن.
ثم تركتهم ورحلت مسرعة إلى الأعلى، أما هو فقد علم انها غاضبة منه من كلمة "واد عمى " التى تناديه بها في مثل تلك المواقف.
زينب :- إطلع شوفها إنت عارف إن عوايد الصعيد غير هنا مش هتتفهم دة وتتقبله بسهولة.
آسر بتنهيدة :- ماشى ياماما.
******************
بالأعلى فى غرفة وتين كانت متكورة في نفسها على السرير تبكى كالاطفال.
دق آسر الباب ودلف إلى الداخل فوجدها متقوقعة وتبكى كعادتها، زفر بضيق ثم جلس قبالتها فأعطته ظهرها.
آسر بحاجب مرفوع :- هو إحنا هنلعب ولا إيه؟
ثم ذهب إلى الجانب الآخر وجلس إلا إنها كانت ستعطيه ظهره لولا أن قام آسر بمسكها من كتفيها و أجلسها قائلا برفق :-
ممكن أعرف بتعيطى ليه دلوقتى؟
وتين بإنزعاج :- لاه أنى ما مببكبش.
آسر بمرح مشيرا إلى دموعها :- أومال إيه ده ؟ مية.
وتين :- ولا حاجة .هملنى لحالى دلوك .
آسر :- طيب ممكن نتكلم بالعقل، إيه اللى مش عاجبك في إن ميرا تيجى هنا. ؟ على فكرة دى مجرد صديقة ليا مش اكتر، مفيش بينا أى حاجة.
وتين :- خلاص أنى مليش صالح بحاجة تخصك وانى آسفة لو إتدخلت.
آسر بإنزعاج :- وتين إيه اللى انتى بتقوليه دة إنتي مراتى ومن حقك تزعلى أنا يا ستى اللى آسف لو كلمتك بطريقة مش كويسة تحت وآدى رأسك أبوسها أهى.
مال على رأسها وقبلها في جبينها فأرتجفت على إثرها وأبتعدت عنه في توتر .
إبتسم آسر على خجلها و قال بخبث ووقاحة:-
ها صافى يا لبن ولا نكمل بوس أصالحك.
وتين بسرعة :- اه اه خلاص أنى مش زعلانة خلاص.
آسر :- ماشى يا ستى . وانا هجيبلك حلاوة الصلح دة أوعى تنامي.
وتين بإبتسامة أسرته :- حاضر هستناك.
خرج آسر وتركها والابتسامة ما زالت على وجهها.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
كانت مليكة تجلس على الكرسى في البلكونة في غرفتها تنظر أمامها بشرود.
رن هاتفها فنظرت إلى المتصل وجدته مالك فدق قلبها بعنف، ولكن تجاهلته. فأخذ يرن العديد من المرات فتأففت ، وقامت بفتح الهاتف ووضعه على أذنها.
مالك بتنهيدة :- مليكة. ...ازيك دلوقتى؟ . ...مليكة ردى عليا.
مليكة بحزن :- نعم ......عاوز إيه؟
مالك :- عاوز أطمن عليكى ...وعلى مازن وعمى كمان.
مليكة ببرود :- كويسين في حاجة تانية؟
مالك بغيظ :- مليكة إتعدلى مش علشان بعيدة معناه إنى مقدرش أوصلك لا يا حلوة أنا سايبك بمزاجى.
مليكة:- إيه حضرتك بتهددنى ولا إيه؟
مالك :- لا مش بهددك بس كنت عاوز أقولك انه إزاى جالك قلب تبعدى عنى؟
مليكة :- زي ما جالك قلب ودبحتنى بالظبط. لو سمحت متتصلش عليا تانى. سلام.
ثم أغلقت الهاتف في وجهه، أما هو كلماتها كانت بمثابة الرصاص الذى رشق في صدره فأدماه .
خرج من المنزل مسرعا لا يرى في طريقه وكلماتها مازالت تتردد على مسامعه، أخذ يقود بسرعة دون وجهة يفكر في كلامها نعم إنها محقة وعلم إنه لن ينال الغفران بسهولة، وكلما تذكر هؤلاء المتسببين فى بعدهم ذاك يتوعد لهم بالجحيم على ما أقترفوه بحقها وفجأة ظهرت سيارة أمامه فحاول أن يتفاداها وأستطاع فعل ذلك ولكنه إنحرف عن المسار وأصتدم بعامود الإنارة ففقد وعيه فى الحال.
***********
فى نفس اللحظة كان آسر قد ذهب للخارج وأشترى بعض الحلوى لمصالحة وتين كما أخبرها.
فكر في الذهاب إلى النادى الليلى ولكنه سرعان ما نفض تلك الفكرة عن عقله.
صعد إلى السيارة ورن هاتفه ورأى المتصل وجده مالك فأبتسم وقام بالرد عليه ولكن تلاشت الإبتسامة حينما رد المتصل يقول :-
الو السلام عليكم حضرتك الأستاذ آسر؟
آسر بقلق :- اه . هو فيه إيه؟
الرجل :- صاحب العربية دى عمل حادثة يا ريت تيجى دلوقتى على عنوان *********
على ما تيجى الإسعاف.
شلت أطرافه من صدمة ما سمعه للتو ولكن سرعان ما قال بتوهان :- اه. .آه ماشى جاى.
أغلق الهاتف معه و قاد السيارة بسرعة ليصل إلى صديقه.
بعد دقائق وصل آسر إلى مكان صديقه فوجده فقاقدا للوعي ينزف دماء من رأسه فقام بحمله ووضعه بالسيارة وأنطلق به إلى المشفى.
☆☆☆☆☆☆☆
صف سيارته بسرعة وجرى للداخل يطلب المساعدة وبعد لحظات كان مالك فى غرفة الكشف لفحصه وسط قلق آسر الشديد عليه.
بعد لحظات خرج الطبيب من عند مالك فسأله آسر بقلق بالغ:-
ماله يا دكتور، هو كويس مش كدة؟
الدكتور :- متقلقش حضرتك الحادثة بسيطة جدا. إحنا خيطناله الجرح اللى فى راسه والباقى شوية كدمات من شدة الخبطة ويقدر يروح عادى معاك دلوقتى.
آسر بإرتياح :- شكرآ يا دكتور أقدر أدخله؟
الطبيب :- اه حضرتك إتفضل. بعد إذنك.
آسر :- إتفضل يا دكتور.
بعد رحيل الطبيب دلف آسر إلى الغرفة الموجود بها مالك فوجده ممددا على السرير.
آسر :- حمدا لله على سلامتك. كدة تخضنى عليك.
مالك :- الله يسلمك يا آسر. مخدتش بالى وأنا بسوق فظهرت عربية عديتها لقيت نفسى لابس في العمود.
آسر :- الحمد لله على كل حال. أهم حاجة سلامتك يا صاحبي. بس ممكن أعرف مالك شكلك زعلان؟
مالك :- مليكة سابت البيت ومشيت مع عمى ومازن معاها.
آسر :- متقلقش يا صاحبي أنا معاك وهندور على المجرمين اللى عملوا كدة وتبقى تحاسبهم براحتك.
مالك بشر :- بس يقعوا تحت أيدى وشوف هعمل فيهم إيه؟ أنا عينى على الزفت حسام لحد ما أوصل للى حرضوا إنه يعمل كدة .
آسر :- إن شاء الله يا صاحبي هتلاقيهم.
مالك بقلق :- حد من البيت عرف؟
آسر :- لا محدش، أنا مرضيتش أكلم حد لأحسن أقلقهم.
مالك براحة :- كويس إنك عملت كدة، يلا بينا الدكتور قالى إنى ممكن أمشى.
آسر :- ماشى يا سيدى يلا بينا.
قام آسر بإسناد مالك وخرج به من المستشفى ثم صعودا إلى السيارة و أنطلقوا بها.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
فى فيلا محمد المهدى في غرفة سلمى تهاتف لبنى لتخبرها بالجديد.
سلمى :- حبيبتك سابت الفيلا ومشيت هى و أبوها وأبنها.
لبنى بفرح :- بجد؟ دة أحلى خبر سمعتوا النهاردة . مشيت ليه؟
سلمى وقد قصت عليها ما حدث فتبدل الفرح إلى قلق.
لبنى بقلق :- إيه يعنى هما عارفين كل حاجة، و أبوها عرف كمان.
سلمى :- ما تقلقيش، هى أكيد ما قلتش لحد وإلا كان بان. مش إنتي مهدداها. ؟
لبنى بقلق :- ايوة بس مش عارفة أنا ليه مش مطمنة.
سلمى :- لا اطمنى هيا أصلا مش طايقة مالك. ويا ستى إنتي اللى هتبقى مراته كمان شهرين.
لبنى :- ربنا يستر أنا هكلم حسام يشوفلى صرفة. يلا سلام يا سلمى دلوقتى.
سلمى :- سلام.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
بعد منتصف الليل ، كانت وتين تقف في بلكونة غرفتها تنتظر آسر كما أخبرها. وكانت ترتدى هوت شورت جينز وتيشرت قطنى طوبى بحمالات رفيعة، وأسدلت شعرها الطويل الناعم على ظهرها، فإنتظرته في البلكونة لكى تراقب عودته فتذهب لترتدى الإسدال قبل دلوفه للغرفة ويراها بهذا الشكل.
زفرت بضيق قائلة بتذمر :- هو إتأخر ليه لحد دلوك. ؟
وما أن إنتهت وجدته يدلف بسيارته فصفت يدها بسعادة وراقبته حتى نزل من السيارة ولكن بهتت ملامحها حينما لمحت تلك الدماء على قميصه فأسرعت تهرول إلى الأسفل غير عابئة بما ترتديه.
فى نفس التوقيت كان آسر قد صف سيارته وذهب ناحية المسبح وجلس بإرهاق على أحد الكراسى وتمدد عليه وأغمض عينيه بتعب.
وبعد دقائق معدودة إنتفض من مكانه حينما سمع صراخ وبكاء وتين بإسمه فهب واقفا ينظر إليها وما إن رآها تسمر مكانه من الصدمة
أما هى نزلت إلى الأسفل بسرعة تبحث عنه كالمجنونة وما إن لمحته صرخت باسمه وجرت عليه و أرتمت في أحضانه بقوة تراجع على إثرها خطوات للوراء.
أخذت تبكى وتشهق بصوت عالى وتقول من بين بكائها بفزع :-
دم. ...دم ...لاه ...لاه.....متموتش زيهم. ..لاه لاه..دم. ...لاه .
فاق آسر من صدمته على إرتجاف جسدها الملتصق به وبكائها فضمها إليه بحنان الذى أول مرة يراه ويلمسه. وقال بحنان :- وتين إهدى. ...محصلش حاجة. ..إهدى. ...أنا كويس مفيش حاجة.
إلا إنها هزت رأسها برفض و هى تتشبث به أكثر وتردد نفس الكلمات ، فلم يجد أمامه غير حل واحد. فقام بحملها وصعد بها إلى غرفته.
بعد أن وصل بها إلى جناحه دلف إلى غرفته وجلس بها على الاريكة ،فقام بإبعادها عنه برفق ناظرا إليها بصدمة أخرى ألجمت لسانه إلى هيئتها الجديدة تلك التى يراها بها لأول( وفازت القلوب بقلمى زكية محمد ) مرة فكم تبدو فاتنة و جميلة بذاك الشورت القصير والتيشرت القطنى ذو الحمالات الرفيعة الذى أبرز مفاتنها وشعرها الناعم الذى يتسرسل خلفها رغم بكائها بمنظرها المهلك هذا.
أما هى كانت مغمضة عينيها تبكى مسكها من كتفيها قائلا بحنان :-
وتين بطلى عياط أنا كويس دة مش دمى أنا،
حتى شوفى .
فتحت عينيها ثم نظرت لموضع الدماء وجدته فتح أزار قميصه الأولى ليريها إنه بخير.
نظرت له وتين وقالت له :- يعنى إنت زين؟
أما هو تلقى الصدمة الثانية عيناها التى تخفيها وراء تلك النظارة فهى لديها كل الحق في أن ترتديها لتخفى ذاك المحيط عن أعين الجميع.
فأخذ يتأملها بتمعن ونظرات خبيثة
أما هى فعندما وجدته صامتا كررت عليه السؤال مرة أخرى.
وتين :- آسر رد عليا أنى بكلمك. .....آس. ...ااااه
قاطع كلماتها مبتلعا إياها في جوفه، ضمها إليه بقوة وأخذ يقبلها بنهم شديد، أما هى كانت كالمخدرة لا تقوى على الحركة أمام هجومه الضاري ذاك.
أما هو فكان كالتائه وألتقى بمأواه . أخذ ينهل من عسل شفتيها بلا توقف ، مرت لحظات لم يشعرا بها إلا إنه إبتعد عنها عندما شعر بحاجتهما للتنفس.
ظلت وتين قابعة في أحضانه لا تريد الإبتعاد حتى لا يراها فهى تخجل منه كثيرا.
نظر إليها آسر وجدها محمرة من شدة الخجل فأخذ يضحك عليها كثيرا.
آسر بخبث وهو يسير بيديه على طول زراعها :-
إيه يا عم مصيلحى الحلاوة دى بس؟ مخبيها فين يا راجل؟
راجل إيه بس؟ ! دة أنا قدامى قمر بعيون زرقة كمان.
نظرت له بإستغراب فنظرت إلى ما ينظر إليه ثم فجأة صرخت بفزع وأخذت تبكى بصوت عالى.
آسر بإنزعاج :- بس إسكتى. عملتلك إيه دلوقتى علشان تعيطى؟
وتين ببكاء وقامت بلف الغطاء حولها :- إنت قليل الحيا .... كيف تشوفنى إكدة؟
آسر بدهشة :- هو انتى مش مستوعبة إنك مراتى ولا إيه؟
وتين ما تجننينيش معاكى.
وتين بخجل :- إطلع برة يا آسر.
آسر وهو يحاول إزاحة الغطاء من عليها بمكر :- أطلع برة؟ شكلك إتهفيتى في دماغك.
بت إنتي هتعقلى ولا أعقلك؟
وتين بخجل وهى تغطي وجهها:- لاه يا آسر بعد بقولك.
إلا إنه أزاح عنها الغطاء وأقترب منها بخبث، فخافت هى أن يكمل زواجه بها فتراجعت بذعر للخلف وعندما أقترب منها أخذت تهز رأسها بعنف قائلة بصراخ:-
لاه. .لاه. .بعد عنى بقولك.
لم تعرف ماذا تفعل فقالت :- إنت هتعمل إيه؟ أنى. ..أنى مش طايقاك تقربلى. ..مش عاوزاك. .
أما هو طعنت كلماتها رجولته ، فنهض عنها مسرعا قائلا بغضب وسخرية :- ولا أنا طايقك أصلا ، قومى يا حلوة قومى.
أراد أن يثأر لكرامته فقال دون أن يراعى شعورها :-
أنا بس بقرب منك علشان إنتي اللي بتحبينى وبصراحة صعبتى عليا فرأفت بحالك. واوعى تفتكرى إن اللى انتى عملاه في نفسك دة هيغير من حقيقة إنك عم مصيلحى.
ثم صرخ غاضبا في وجهها مفزعا إياها :-
قومى إخلصى إطلعى برة.
أرادت أن تتحدث ولكنه قاطعها قائلا بغضب :- ولا كلمة إطلعى برة.
جرت هى ناحية الباب بسرعة وفتحته متجهة إلى غرفتها فدلفت إلى الداخل وجلست خلف الباب تبكى وتشهق بعنف.
لم تقصد أن تقول له ذلك فهى ترى أن إقترابه منها فى تلك اللحظة سيكون نزوة أو رغبة عابرة كما يفعل مع باقى الفتيات، فهى تحب قربه ولكن عندما يبادلها نفس المشاعر ويكف عن تلك الأفعال الغير أخلاقية ويسير في طريق الهدى .
ولكنه ماذا فعل، لم يتفهم موقفها وجرحها بكلامه كالعادة.
أخذت تبكى إلا إن غفت مكانها.
فى جناح آسر أخذ يسير ذهابا وإيابا بغضب وغيظ كيف يسمح لنفسه أن تتحرك مشاعره تجاه إنثى، وكيف يترك لها فرصة أن تتمكن منه وتهينه. ؟
لام نفسه كثيرا على إظهار مشاعره تجاهها بهذا الشكل، فقرر أن يتجاهلها وأخذ يفكر بمكر فيما سيفعله.
ولكنه سرعان ما تذكر إنها الآن بالتأكيد تبكى، ولكنه سرعان ما نفض الفكرة عن ذهنه وإتجه إلى الحمام مقررا ان يتجاهلها وتوعد لها بالمزيد. ............
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
فى الصباح إستيقظت مليكة على رنين هاتفها فقامت بالرد عليه.
دعاء :- صباح الخير يا ملوكة أخبارك النهاردة إيه؟
مليكة :- الحمد لله يا دعاء كويسة اخبارك إنتي. ؟
دعاء :- الحمد لله. ها يا ستى موحشوكيش العيال الصغيرة اللي هنا ولا إيه؟
إمتى هترجعى شغلك تانى وتونسينى بدل ما أنا عاملة زى قرد قطع كدة؟
مليكة :- والله يا دعاء مش عارفة أقولك إيه بس أنا مش في القاهرة اصلا. أنا فى الإسكندرية.
شهقت دعاء بصدمة قائلة :-
إيه ؟ الإسكندرية؟ إمتى حصل دة وليه؟
مليكة :- أصل بابا عرف كل حاجة إمبارح وواضح كدة إن مالك هو اللى قاله، فجينا علطول هنا. إحنا من إمبارح بالليل هنا.
دعاء بدون وعى :- إمممم يمكن علشان سافرتى مالك زعل و عمل حادثة إمبارح بالليل .
مليكة وقد إهتز قلبها :- بتقولى إيه يا دعاء؟ حادثة إيه؟
طيب. ...طيب هو كويس حصله حاجة؟
دعاء بندم:- يووووه أنا آسفة يا مليكة إن قلقتك بس إطمنى يا ستى هو كويس شوية كدمات ورضوض وكام غرزة فى راسه.
مليكة بدموع إرتياح :- الحمد لله إنه بخير، طيب هو عندك في المستشفى؟
دعاء :- لا روح من إمبارح مع صاحبه. بس أنا زعلانة منك كدة تسيبينى وتمشى.
مليكة :- معلش يا دعاء شوية وقت على ما اشوف بابا هيعمل إيه؟
دعاء :- ماشى يا حبيبتى، ربنا يسهلها ويعدى الأمور على خير.
مليكة :- يارب إن شاء الله .
دعاء :- طيب استأذنك دلوقتى علشان ألحق أروح المستشفى. سلميلى على عمى وبوسيلى مازن. يلا سلام يا حبيبتى.
مليكة :- سلام يا دودو.
وضعت الهاتف ونظرت الى مازن فوجدته نائما بسلام فقبلته فى جبينه ثم نهضت لترى والدها
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
فى فيلا محمد المهدى كان محمد يجلس شاردا على طاولة الطعام فى ما آلت إليه الأمور، وإلى جواره ثرية سلمى.
أفاق من شروده على شهقات من ثرية وسلمى فنظر إلى ما ينظرون إليه ففزع هو الآخر .
تقدم منهم مالك وجلس إلى جوار أبيه .
ثرية بخوف :- مالك إيه اللى حصل؟
مالك مطمئنا والديه :- متقلقوش يا جماعة دى حادثة بسيطة.
محمد بغضب :- ومقولتش ليه ولا إنت خلاص إتعودت تعمل اللى فى مزاجك.
مالك نافيا :- أبدا يابابا بس أنا محبيتش أقلقكم معايا وخصوصا إنها جات سليمة الحمد لله.
محمد :- الحمد لله. طيب يلا إفطر علشان عاوزك فى مشوار على ما تخلص فطار هستناك في العربية.
مالك بضيق :- ماشى يابابا يلا أنا أصلا مليش نفس.
محمد بحزم :- إفطر وهستناك إخلص.
مالك :- ماشى يا بابا.
وبعد دقائق إنتهى مالك من فطوره فذهب إلى أبيه خارجا وركب إلى جانبه فى السيارة وانطلقت بهم.
مالك :- ممكن أعرف رايحين فين يا بابا؟
محمد :- رايحين نصلح اللى إنت عملته يا اخويا. رايحين عند عمك.
مالك بفرح لانه سيرى مليكة وابنه :-
بجد يا بابا. تمام.
محمد :- شوف الواد مكنت قالب بوزك من شوية.
مالك بحرج:- الله يا بابا بقى.
محمد بتنهيدة :- لما نشوف عمك هيعمل إيه ربنا يستر.
ساد الصمت فى السيارة وإستمرت السياره فى القيادة إلى الإسكندرية.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
فى فيلا محمود مجدى على طاولة الفطار يجلس محمود وإلى جواره زينب فنزل آسر من الأعلى وألقى عليهم تحية الصباح.
آسر :- صباح الخير
محمود وزينب :- صباح النور.
آسر :- أومال فين وتين؟
زينب :- لسة نايمة أنا خبطت عليها ومفتحتش.
آسر بقلق :- طيب أنا هروح أشوفها.
صعد آسر إلى غرفتها وطرق الباب ولكن لا من مجيب ففتح الباب فشعر بثقل خلف الباب( وفازت القلوب بقلمى زكية محمد ) فقام بإزاحة الثقل برفق ودخل إلى الغرفة ونظر إلى ما خلف الباب فصعق من الصدمة وندم أشد الندم لكلماته التى ألقاها على مسامعها، فقام بضرب قراراته عرض الحائط، فأنحنى إلى مستواها حاملا إياها بغضب قائلا :- غبية
وضعها على الفراش برفق وجلس بجوارها ضاربا إياها برفق على وجنتها قائلا :-
وتين. .....وتين إصحى. .....الله يخرب بيت جنانك يا شيخة. ....انتى يا بت.
فتحت وتين عينيها المنتفخة من أثر البكاء
ونظرت له بحزن شطر قلبه إلى نصفين ثم دفست وجهها فى الوسادة وأخذت تبكى بصمت ولكن إهتزاز جسدها فضح أمرها.
قام آسر بحملها بين زراعيه على حين غرة وأجلسها على ساقيه قائلا برفق :-
ممكن تبطلى عياط عيونك ورمت من كتر العياط.
هزت رأسها بضعف وهى تنظر إلى الأرض تتحاشى نظراته. فقام برفع وجهها إليه بإصبعه قائلا بمرح :-
طيب ينفع العيون الحلوة دى تعيط؟
يلا دلوقتى قومى خدى شاور علشان تفطرى وبعدين تاخدى الحجات اللى جبتهالك إمبارح.
وتين بحزن ودموع عالقة في عينيها :-
لاه معوزاشى حاجة منك واصل، هملنى لحالى وبس.
آسر :- طيب يا ستى ههملك لحالك بس قومى أدخلى الحمام الأول.
قامت وتين وقالت له بغضب :- أنى هخش الحمام وياريت أما أطلع ألقاك بره أوضتى ماشى.
آسر بمهاودة :- اه ماشى يلا روحى وأنا هستناكى تحت نفطر مع بعض مش هاكل إلا لما تيجى يلا سلام يا تينا.
خرج آسر وترك وتين تغلى من الغضب منه، فدلفت إلى الحمام لتغتسل.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
بعد دقائق نزلت وتين مرتدية زيها التقليدي المغاير لما كانت عليه منذ دقائق، تقدمت منهم وجلست قائلة :-
صباح الخير يا عمى صباح الخير يا مرات عمى.
زينب ومحمود :- صباح الخير يا بنتى.
آسر بمشاكسة :- وأنا مفيش صباح الخير يا آسر.
نظرت له بغيظ ثم دست قطعة من الجبن في فمها تمضغها بغل وهى تنظر له.
آسر بخوف مصطنع :- يا ساتر يارب إيه هتاكلينى ولا إيه؟
وتين بتذمر لزوجة عمها :- قوليله يا مرات عمى ما يكلمنيش تانى. أنى محارباه.
زينب :- ولد إنت عملت إيه خلاها زعلانة منك بالشكل دة. ؟
آسر :- أبدا يا ماما هكون عملت إيه بس دايما ظالمينى كدة.
محمود :- لما تخلص فطار حصلنى على الشركة ورانا شغل كتير.
آسر :- حاضر يا بابا.
زينب بتذكر :- هو البنت صاحبتك اللى بتقول عليها دى جاية إمتي ؟
آسر :- النهاردة بالليل. عاوز معاملة كويسة يا ماما علشان خاطرى.
زينب؛ - حاضر يا حبيبى روح شوف شغلك.
آسر :- ماشى وانتى يا وتين بردو مش هتيجى تاخدى الكيس اللى فى العربية.
ثم قال بمكر :- خلاص أبقى أديه لميرا لما تيجى بالليل بقى.
وتين ببكاء وغضب :- لاه دة ليا أنى أنا هروح أجيبه من العربية دلوك ها.
آسر :- ما كان من الأول. يلا قدامى .
وصلت معه وتين إلى السيارة ووقفت وقالت :- يلا هات الحجات اللى إنت قولت عليها خلينى أعاود.
آسر بخبث ممسكا بالكيس :- ببلاش كدة.
وتين :- قصدك إيه؟ عاوز فلوس؟
آسر مقبلا إياها بسرعة ثم إبتعد قائلا بمكر :-بس كدة أنا خدت حقى تقدرى تمشي يلا سلام.
أعطاها الكيس الممتلئ بكافة أنواع الحلوى و
صعد إلى سيارته منطلقا خلف والده، أما هى وضعت أصابعها على شفتيها بخجل
فتنهدت بحيرة قائلة :-
يعنى إكدة هو بيحبنى ولا لاه، والله ما أنى فاهمة أيوتها حاجة واصل
زفرت بضيق ثم قررت الدلوف إلى الداخل. .............
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
بعد ساعات فى الإسكندرية كانت مليكة فى الليفنج تجلس مع مازن أرضا يلعبون بالمكعبات ، وأحمد في الخارج لم يعد بعد.
سمعت مليكة جرس الباب فإرتدت إسدالها على عجالة وذهبت لتفتح الباب وعندما فتحته ذهلت من الزوار.
محمد :- إيه يا بنتى مش هتدخلينا ولا إيه؟
مليكة بخوف من موقف والدها تجاههم :-
أااا. ......إت. .... إتفضل يا عمى.
ثم نظرت إلى مالك وإلى موضع جرحه في رأسه فقالت بهدوء :- حمدا لله على سلامتك.
مالك بحب :- الله يسلمك.
دلفوا إلى الداخل وبمجرد أن رأى مازن والده صرخ بفرح قائلا :- بابى. ....هااااى. ....بابى جه. ..بابى جه.
إحتضنه مالك بحنان وقبله في وجنتيه قائلا :- حبيب بابا انت. عامل إيه يا بطل؟
مازن :- تويس بابى، إلحق بابى إنت عندك واوا هتاخد حقنة. .....هااااى بابى هياخد حقنة.
مالك بدهشة :- يعنى إنت فرحان فيا يا أستاذ مازن. فين سلامتك بابى.
مازن مقبلا موضع الإصابة بلطف قائلا :- هتروق يابابى مس تخاف. سلامتت بابا.
مالك :- حبيب بابا إنت يلا روح سلم على جدو.
مازن :- إزيت جدو .
محمد :- أهلا يا حبيب جدو.
مليكة بتوتر :- أنا. .... أنا هروح أعمل حاجة تشربوها .
محمد :- إقعدى يا بنتى متتعبيش نفسك.
مليكة :- لا ولا تعب ولا حاجة أنا هروح أهو. .
بعد دقائق خرجت مليكة بالعصير و أعطته لهم.
محمد :- هو أحمد هيطول؟
مليكة :- مش عارفة يا عمو، هو راح مع واحد صاحبه. أتصلك بيه؟
محمد مسرعا :- لا لا ملوش داعى إحنا هنستناه.
مليكة :- ماشى يا عمو.
صمتوا جميعا حينما رأوا أحمد يدلف إلى الداخل وعندما رآهم تقدم ناحيتهم في غضب( وفازت القلوب بقلمى زكية محمد ) قائلا :- انتو إيه اللى جابكم هنا؟ برة البيت دة حالا.
ثم تقدم من مليكة بغضب، مما أدى إلى خوفها منه فأختبئت تلقائيا خلف ظهر مالك وتشبثت بقميصه من الخلف، فذهل أحمد من تصرفها ذاك فصاح فى غضب :-
وكمان بتستخبى وراه يا بت الكلب يعنى أنا عامل دة كله علشانك وتروحى تعملى كدة؟
فرح مالك كثيرا لحركتها تلك، ولكن سرعان ما إبتعدت عنه قائلة :-
أنا. ..أنا مقصدش يا بابا أنا آسفة.
أحمد بحزم :- خدى مازن وخشى جوة.
مليكة :- حاضر يا بابا حاضر.
أخذت مليكة مازن ودلفت به إلى الداخل
جلس أحمد بهدوء قائلا :- إقعدوا. ممكن أعرف جايين ليه؟ دة أنا سيبتلكم القاهرة كلها عاوزين إيه تانى؟
مالك :- عمى لو سمحت إدينى فرصة واحدة أخد حق مليكة فرصة واحدة بس.
محمد :- ايوة يا أحمد إحنا طالبين منك السماح وانت أخويا الكبير مهما عملت وأيا كان قرارك أنا هقبل بيه.
أحمد :- وايه اللى ضمنى إنكم هتجيبولها حقها؟
مالك بلهفة :- لا يا عمى متقلقش حقها هيرجع وأولهم منى أنا بس أرجوك سامحنى يا عمى.
أحمد :- لما أشوف هتعمل إيه يا أستاذ مالك.
وأنا هساعدك و أقولك مين اللى ليه يد في الموضوع دة.
مالك :- بجد يا عمى طيب قولى وأنا هتصرف .
أخبرهم أحمد بكل شئ فكانت الصدمة حليفتهم، ولكنه أخبرهم بضرورة التروى حتى يعرفوا كيف سينتقمون منهم، وبعد كثير من المناقشات إتفقوا على تنفيذ مخططهم بأسرع وقت ممكن.
وبعد مدة رحل مالك ومحمد إلى القاهرة مجددا.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
فى المساء فى فيلا محمود مجدى يدلف آسر بصحبة ميرا واصلين للتو من المطار.
محمود :- أهلا وسهلا يا بنتى منورة مصر.
ميرا :- شكرآ يا أنكل مصر منورة بأهلها.
زينب :- أهلا وسهلا يا ميرا نورتينا.
ميرا :- ميرسى يا طنط لذوق حضرتك.
آسر :- أومال فين وتين مش شايفها. ؟
أتت وتين من خلفه قائلة :- أهينى يا واد عمى، عاوز حاجة؟
علم آسر إنها غاضبة منه فقال بهدوء :- تعالى سلمى على ميرا يا وتين.
تقدمت وتين منها تتفحصها بدءا من ملابسها الكاشفة ومكياجها الهادئ، فهى جميلة مما أشعل الغيرة داخلها.
وتين مصافحة إياها ببرود :- يا أهلا وسهلا نورتي الدار يا خيتى.
ميرا بقرف :- ياااى إيه دى؟ دى بلدى موت. ....أوعى تقول إن دى مراتك. ....ههههههه دى بيئة موت. ....
كان آسر سيرد بغضب ولكن سبقته وتين حينما أطبقت بأسنانها فى كتف ميرا فصرخت الأخرى من الألم و