أخر الاخبار

رواية وفازت القلوب الفصل العاشر10والحادي عشر11 بقلم زكيه محمد


 رواية وفازت القلوب الفصل العاشر10والحادي عشر11 بقلم زكيه محمد

صدموا من منظر لبنى الجاثية أرضا لا تتحرك.
مختار وهو يربت على وجنتها بلطف :- مالك يا لبنى فوقى يا حبيبة أبوكى فيكى إيه يا حبيبتى؟
نيرة ببكاء :- إلحقنى يا مالك لبنى ما بترودش هى مالها.
ثرية :- يا حبيبتى يا بنتى شيلها يا مالك بسرعة وديها المستشفى. ..

سلمى :- بسرعة يا مالك والنبي

حملها مالك بسرعة وتوجه إلى الأسفل ثم إلى سيارته وضعها بها برفق ثم صعد هو الآخر برفقة آسر ثم إتجه بها بسرعة إلى المستشفى الخاص بهم. ولحق بهم البقية.

أما مليكة فكانت فى الحمام تنظف مازن من بقايا الطعام فأبدلت له ملابسه ثم خرجت به من الغرفة متوجهة للأسفل، شعرت بحركة غريبة بالفيلا ثم نظرت يمينا ويسار لعلها تجد أحد ولكنها لم تجد أى شخص سوى العاملين بالفيلا. فتوجهت إلى المطبخ فوجدت الدادة سعدية فذهبت اليها وهى تحمل مازن

مليكة بقلق :-إزيك يا دادة سعدية هو فى إيه؟
سعدية :- ازاى يا بنتى هو إنتي ما تعرفيش اللى حصل!
مليكة بقلق أكبر :- فيه إيه يا دادة سعدية متقلقنيش أكتر من كدة

سعدية :- أصل يا بنتى من شوية كان في صريخ و صويت ولما راحوا يشوفو في إيه لقوا الهانم لبنى واقعة على الأرض ما بتنطقش
مليكة بصدمة :- يالهوى. وحصلها إيه يا دادة؟

سعدية :- ما اعرفش يا بنتى اخدوها على المستشفى ومحدش يعرف عنها حاجة.

مليكة :- هما مشيو من بدري؟
سعدية :- لا من شوية صغيرين.

مليكة :- هما أكيد اخدوها مستشفى المهدى أنا هغير اللبس دة وهروح وراهم.
طيب معلش يا دادة ممكن تخلى مازن معاكى وتراعيله لحد اما اجى، ممكن؟

سعدية :- اه يا حبيبتى هاتيه العسول دة. مافيش أى مشاكل.

مليكة :- الله يخليكى يا دادة سعدية. بس والنبي خلى بالك منو كويس أوى

سعدية :- متقلقيش في عنيا من جوه.

مليكة :- تسلمى يا دادة. ثم تمد لها الطفل وهى تقبله من وجنته قائلة :- هتوحشنى يا حبيبى الدقايق دى يلا خليك هادى وأنا جاية علطول.
مازن :- رايحة فين مامى؟ هتروحى فرح وتسيبى مازن

مليكة :- لا يا حبيبى. العروسة فيها واوا ورايحة اديها حقنه يلا خليك هنا يا حبيبى لحد ما اجى

مازن :- ماسى ماما
مليكة :- يا روح ماما انت. دادة سعدية هو معاد نومه جه وهو هينام بسرعة بس انتى ابقى خدى بالك منه

سعدية :- حاضر يا بنتى

مليكة :- يلا سلام.
ثم ذهبت واستقلت سيارتها وذهبت إلى المشفى
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆

أمام غرفة العمليات يقف الجميع بقلق، وبعد مرور فترة من الزمن يخرج الطبيب فيجرى الجميع عليه متسائلا

مختار :- مالها بنتى يا دكتور؟ هي كويسة مش كدة
نيرة :- طمنا يا دكتور.
الدكتور :- يا جماعة إهدو ادونى فرصة أتكلم. الحمد لله هى بخير. بس كنت عاوز أسأل سؤال وآسف لتدخلى

مالك بترقب :- إسأل يا دكتور. اتفضل.

الدكتور :- هو في حد منكم أجبرها على الزواج دة؟
نظر إليه الجميع باستغراب

مالك بإستغراب :- إيه السؤال الغريب دة؟

الدكتور :- لو سمحتوا ردوا على السؤال الأول.
مالك :- لا محدش أجبرها على الزواج أبدا وتقدر تسألها هى طالما هى كويسة زى ما بتقول. بس ياريت بلاش شغل اللعب بالأعصاب دة وقولنا في إيه علطول.

مختار :- ايوة يا ابنى أنا أبوها وهى ما أتجبرتش أبدا على حاجة، بالعكس دى كانت فرحانة أوى بالخبر دة.

الدكتور :- طيب. الحالة اللى جوة دى يا جماعة حاولت تنتحر.
نظر الجميع إليه بصدمة كبيرة

نيرة بصدمة :- إنت بتقول إيه؟ حاولت تنتحر! عاوزة تموت نفسها؟ ليه يا بنتى بس ليه كدة؟ هونا عليكى يا لبنى؟

مختار :- إهدى يا نيرة. لغاية ما نفهم إنتحار إيه اللى بيتكلم عنه دة.

الدكتور :- المريضة اللى جوة عملنالها تحليل واكتشفنا إنها شربت كمية كبيرة من حبوب المنوم. متقلقوش الحالة عملنالها غسيل معدة وشوية كدة وتفوق. وساعتها نقدر نفهم منها إيه اللى حصل. وماحدش يدخلها دلوقتى لما تفوق. عن اذنكم. ...ثم تركهم وغادر

نيرة بدموع :- إيه الكلام اللى بيقولو الدكتور دة؟ أنا عاوزة بنتى.

مختار :- يا نيرة مينفعش اللى بتعمليه دة. هى كويسة دلوقتى الحمد لله وشوية ونقدر نشوفها. إهدى بس انتى كدة.
بس دلوقتى هنعمل إيه فى المصيبة اللى إحنا فيها دلوقتى؟ الفرح والمعازيم هنقولهم إيه؟ دى فضايح وممكن مركزنا يتضرر.

مالك :- ماتقلقش يا عمى. أنا هحل الموضوع دة. بس تصحى لبنى دلوقتى علشان نفهم منها إن دة إنتحار فعلا ولا حاجة تانية.

مختار :- كتر خيرك يا ابنى.

محمد :- إن شاء الله هتفوق وهتبقى كويسة. روح يا مالك إنت اتصرف في موضوع الناس اللى فى الفرح دة

مالك :- حاضر يا بابا.
ذهب مالك ناحية آسر الذى سأله بحيرة :- هتعمل إيه دلوقتى؟

مالك بهدوء :- إنت هتروح دلوقتي القاعة وتعتذر للناس الموجودة هناك وتقولهم. ........

على الجانب الآخر اقتربت ثرية من نيرة بحزن مصطنع :- ما تقلقيش يا نيرة إن شاء الله هتقوم بالسلامة.

نيرة :- آمين يا رب. يا رب قومها بالسلامة يا رب.
سلمى :- متقلقيش يا طنط لبنى قوية وهتعافر إن شاء الله.

ثرية :- إن شاء الله. ثم تمتمت بصوت خافت :- ربنا يخدها و يريحنى منها علشان نكون خلصنا من بلوة ونفضى للتانية.
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

وصل آسر إلى القاعة وتوجه إلى المنصة وسط نظرات المدعوين ، يمسك المايك ويتحدث قائلا :- السلام عليكم .يا جماعة خلو بالكو معايا لو سمحتوا.
نظر إليه الجميع بإنتباه لما سيقوله.
فاكمل :- أنا بعتذر بالنيابة عن رجل الأعمال مالك المهدى وبقلوكوا إن الفرح إتلغى.

تعالت الأصوات والأحاديث فور سماعهم لكلامه هذا ، فقال بصوت عالى :- يا جماعة إهدوا كدة واسمعوا للآخر. الفرح إتلغى علشان الليدى لبنى تعبت فجأة وهتعمل عملية الزايدة وطبعا ماينفعش العملية تتأخر وانتو عارفين
والفرح هيتعمل كمان شوية لقدام تكون العروسة خفت ودة هيعلن عليه مالك بنفسه. شكرآ جدآ على الحضور تعبناكم معانا.

ثم ترك المايك وتوجه إلى أسرته. عندما وصل إلى الطاولة، فوجيء بمنظر وتين الطفولى حيث إنها كانت تأكل الجاتوه بنهم شديد . و قد لوثت معظم وجهها حيث كانت وجنتيها وفمها مغطى بالشيكولاتة

آسر بصدمة :- يخرب بيتك يا عم مصيلحى. إيه اللى انتى عملاه في نفسك دة؟ الله يقرفك يا شيخة.
نظرت إليه بغيظ ولم ترد عليه بل أفرغت شحنة غضبها فى الأكل .

محمود كاتما ضحكته :- ولد. سيبها تاكل براحتها، كلى يا بنتى كلى.

فأخرجت وتين لسانها لآسر تغيظه بكلام عمها له
آسر :- بت إنتي دخلى لسانك دة بدل ما اقطعهولك.
ثم نظر إلى والده الذى أحمر وجهه من كتم الضحك
آسر بمرح :- بذمتك مش نفسك تضحك؟ يا راجل طلعها اوعى تكتم حاجة جواك كلنا لها

انفجر محمود ضاحكا عقب كلمات آسر ثم تبعه آسر في الضحك
وتين بغضب وفمها مليء بالجاتوه :- بتضحكوا عليا ليه؟ أول مرة تشوفو حد بياكل ولا إيه؟
آسر بضحك:- لا بصراحة ما شوفتش أبدا ولا هشوف. واقفلى بوقك وانتى وبتاكلى الله يقرفك وماتتكلميش وبوقك فيه أكل. سمعتى يا شاطرة.
وتين بغضب لزوجة عمها :- خليهم يسكتوا يا مرات عمى. واها هاكل تانى وهفتح خشمى اها وهتكلم أنا وباكل ها.

زينب بضحك مكتوم من منظر وتين:-
خلاص يا جماعة بطلو ضحك. وانتى يا حبيبتى تعالى معايا علشان تغسلى ايدك وبوقك.
آسر بسخرية :- دى مش محتاجة غسيل دى محتاجة تستحمى

زينب :- بس يا ولد. يلا يا تينا. علشان نروح وبعدين نمشى

وتين :- ماشى يا مرات عمى.
/////////////////////////////////////////////////////

فى المشفى وصلت مليكة إليهم بقلق على لبنى ناسية تماما ذلك العداء الذى يوجد بينهم اسرعت إلى عمها تسأله :- عمو لبنى عاملة إيه دلوقتي ؟
محمد :- إطمنى يا بنتى الدكتور قال كويسة وشوية كدة وتفوق.

مليكة :- ليه هى مالها يا عمى حصلها إيه؟

محمد :- الدكتور قال إنها شربت كمية منوم كبيرة وحاولت تنتحر.

مليكة بصدمة :- يا ساتر يا رب. ليه كدة بس؟

محمد :- دة اللى هنعرفوا منها لما تفوق دلوقتى
مليكة :- إن شاء الله. يا عمى.

ثم توجهت ناحية نيرة وثرية فحدثت نيرة :- ألف سلامة على لبنى ياسين طنط نيرة.

نيرة :- الله يسلمك يا بنتى

مليكة بتعاطف :- ماتقلقيش هتقوم بالسلامة إن شاء الله.
نيرة :- يا رب يا حبيبتى يارب.

مليكة :- وانتى كويسة دلوقتى يا مرات عمى؟

ثرية بقرف :- كويسة. ثم أحادت نظرها إلى الجهة الأخرى.

استغربت مليكة من تغيرها المفاجيء فقالت بهدوء :- طيب أنا هقعد شوية فى الجنينة على ما لبنى تصحى. إبقى رنى عليا يا سلمى.

سلمى بضيق :- ماشى تمام

ثم تركتهم ونزلت إلى الأسفل فقابلت على السلم مالك
مليكة :- ألف سلامة على لبنى يا مالك

مالك بغضب :- انتى إيه اللى جابك هنا؟

مليكة بإحراج :- أاااا....... جيت أطمن على لبنى.
مالك بسخرية :- لا يا شيخة. ويا ترى انتى جاية تطمنى على لبنى ولا جاية تشمتى فى لبنى. ...... ولا استنى. ....استنى أكيد جاية لحبيب القلب اللى كنتي في حضنه المرة اللى فاتت.
مليكة بألم ودموع متساقطة :- أنا عمرى يا مالك مافكرت فى كدة ولا هفكر في كدة. وربنا وحده اللى يعلم إنى جيت علشان أطمن عليها مش علشان اشمت فيها زى ما بتقول. أما بقى عن موضوع حبيب القلب فأنت ماتعرفش حاجة علشان كدة اسكت خالص ماتتكلمش.

مالك بغضب :- طيب غورى من وشى علشان لو مديت ايدى عليكى مش هخلى فيكى حتة سليمة. غورى.
فزعت منه فتركته ورحلت بسرعة إلى حديقة المستشفى تجلس فيها لحين إستيقاظ لبنى.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆

فى طريقهم للعودة إلى المنزل صعدت وتين مع آسر في السيارة تزم شفتيها كالأطفال

آسر بضحك:- خلاص يا عم مصيلحى. ماتزعليش مش هضحك عليكى تانى

وتين بغضب :- مش تكلمنى تانى

آسر بسخرية :- قال يعنى هكلم الليدى ديانا الله يرحمها. دة إنتي بت فقر. كان زمانى مهيص مع البنات دلوقتى.

وتين بصدمة ودموع :- بنات! بنات مين دول عاد؟
آسر :- بنات. بعيد عنك ما تعرفهمش أصلهم حاجة تانية كدا مش راجل زيك.

ألمتها كلماته فتساقطت دموعها، فندم بشدة ولا يعلم لما يجرحها في كل مرة.

آسر :- مقصدش على فكرة. بطلى عياط.

وتين بصراخ وبكاء :- اسكت اسكت ما تتكلمش واصل، انى مش عاوزة اكلمك.

ثم تراجعت للخلف و أسندت رأسها للخلف على الكرسى تبكى بصمت.
وبعد دقائق غطت في نوم عميق، فنظر اليها وجدها تنام متكورة واضعة إصبعها في فمها، ثم راح يتأملها ناظرا إلى أفعالها الطفولية تلك وطريقة وضع إصبعها في فمها كالرضيع فتنهد قائلا :- عيلة أقسم بالله.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆

فى المشفى أخبرهم الطبيب بخبر إستيقاظها و إنها بحالة جيدة تسمح لهم برؤيتها فهرع الجميع إلى غرفتها. ... وما إن دلفت نيرة الغرفة حتى عانقتها بقوة وما إن لبثت حتى أخذت تبكى
لبنى بتعب :- ما تخفيش يا ماما أنا كويسة.

نيرة ببكاء :- ألف سلامة عليكى يا حبيبتي إنتي كويسة؟

لبنى :- اه كويسة بس إيه اللى حصل أنا مش فاكرة حاجة .آخر حاجة فاكراها لما وقعت من طولى، هو حصل إيه؟

سلمى :- ألف سلامة عليكى يا لبنى. وقعتى قلبى عليكى.
مختار :- حمدا لله على سلامتك يا بنتى. كدة هونا عليكى.

لبنى :- الله يسلمكوا يا جماعة. بس هو فيه إيه فعلا؟ فى إيه يا مالك؟

مالك بهدوء :- هو إنتي حاولتى تنتحرى.

فوجئت لبنى من السؤال ولكن ما إن لبثت و ضحكت بوهن
لبنى بتعجب :- إنتحار إيه دة يا مالك اللي بتتكلم عنه؟

سلمى :- يعنى إنتي محاولتيش تأذى نفسك؟

لبنى :- يا جماعة هو فى إيه بالظبط أنا مش فاهمة حاجة.

نيرة :- الدكتور اللى كشف عليكى قال إنك شربتى حبوب منومة كتير فعملولك غسيل معدة.
لبنى بصدمة :- كل دة حصل بس أنا يا ماما معملتش كدة.

ثرية :- اومال مين يا بنتى طب إنتي شربتى حاجة أو اكلتى حاجة من الصبح.

لبنى :- أنا أكلت لما الميكب ارتست كانت موجودة ووقتها محصلش حاجة، وبعدين ماكلتش ولا شربت غير. ........ صمتت و تذكرت فجأة كوب عصير المانجو الذى أحضرته مليكة. ابتسمت بخبث متخذة تلك النقطة لصالحها.

سلمى :- مالك؟ما ردتيش يعنى كملى غير إيه؟
لبنى بطيبة مصطنعة :- لا يا جماعة خلاص ملوش لزوم أنا مبحبش المشاكل العائلية. خلاص عادى هى أكيد ما تقصدش تعمل كدة.

مالك بإستغراب :- هى مين دى؟

ثم قال بصرامة :- لبنى من فضلك إتكلمى بوضوح أكتر.

سلمى :- يا جماعة متضغطوش عليها ما تنسوش إنها تعبانة. لبنى إتكلمى براحتك تقصدى إيه؟

لبنى :- أصل. ....أصل. ....أقصد إنى شربت عصير من اللى جابتهولى مليكة وشربته . فأكيد هى اللى حاطة المنوم في العصير علشان بعد ما شربته حسيت بدوخة وبعدين وقعت من طولى وأنا أصلا مكنتش طلبت منها هى إنها تجيبه.
ثم أكملت ببكاء مصطنع :- أرجوكم يا جماعة ما تكبروش الموضوع و تعملوا مشكلة، أنا خلاص مسمحاها.

محمد بصدمة :- إنتي بتقولى إيه؟ مليكة لا يمكن تعمل حاجة زى كدة.

مختار بغضب :- إيه هو اللى لا يمكن؟ أهو بنت أخوك عاوزة تموت بنتى وتقولى لا يمكن والله لولا إنها بنت أخوك وعامل إعتبار للى بينا لكنت دخلتها السجن دلوقتى.

نيرة بغضب :- يعنى الزفتة دى كانت هتموتك.

سلمى بمكر :- يا جماعة ليه مستغربين؟ أصلها بتغير من زمان من لبنى وعاوزة تدمرها بأى شكل من الأشكال، ووجودها النهاردة في فيلتكم سهل عليها إنها تعمل خطتها دى.

ثرية مكملة وضع المزيد من البنزين على النار :- بصراحة كدة يا محمد مكنتش عاوزة أقولك بس أنا شوفتها وهى بتحط حاجة فى العصير وبتدوبها أنا افتكرت إنها عاملاها لنفسها وإن دة دوا ليها بس مكنتش أتوقع أبدا إنها تعمل كدة الصراحة.

كان الجميع يستمع بصدمة لذلك الحديث، أما سلمى ربتت على يد لبنى تبتسم لها بخبث على نجاح كلماتهم في إثارة غضب الجميع على مليكة. أما تلك الثرية كانت تحمد ربها إنها لم ترسل ذلك المشروب بنفسها وإلا أفتضح أمرها، ووبخت نفسها فهى خطة ليست محكمة للغاية، نعم أتت بثمارها و ألغى الزفاف ولكن لا تعلم ما الذى سيحدث بعد ذلك.

أما مالك أحمرت عيناه من الغضب وبرزت عروقه، وهو يعد لها الأخطاء التى أرتبكتها منذ تركه للبلاد حتى الآن وللأسف لا يوجد خطأ واحد يغتفر. فتوعد لها بالهلاك. أنهى وصلة أفكاره عندما تحدثت لبنى ببكاء مصطنع :-

الفرح بتاعى باظ يا ماما مليكة بوظت الفرح. ولا عملت إعتبار لعمها ولا حتى ابن عمها ولا حاجة يا ماما.

ثرية :- ما تعيطيش بكرة يتعملك فرح احسن من دة بكتير

أخيرًا تحدث مالك بهدوء :- بصوا بقى انتوا الوحيدين اللى تعرفوا بموضوع الحبوب المنومة دة. محدش هيطلعها برة. الصحافة لو شمت خبر زى دة سمعتنا هتتبهدل خالص دة غير الفضايح.

مختار بغضب :- يعنى إيه؟ اه ماهى بنت عمك علشان كدة لازم تدافع عنها مش كدة؟

مالك بغضب مكتوم :- لو سمحت يا عمى إهدى. وحق لبنى أنا هجبهولها لغاية عندها. بس يا ريت بلاش شوشرة. أنا أديت خبر للصحافة بإن دى عمليه زايدة مش أكتر. مفهوم.
أومأ الجميع موافقا على كلامه.

مالك بهدوء :- فين مليكة؟ راحت فين؟

نيرة :- أكيد مشيت. صحيح تقتل القتيل وتمشى في جنازته.

ساد الصمت لحظات قطعه صوت طرقات على الباب ثم دخول مليكة. ( إلى جحيمها )
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆

وصل آسر لفيلتهم فنزل من السيارة وفتح الباب الخلفى في حيرة من أمره أيوقظ تلك الطفلة التى ترضع في إصبعها، أم يحملها. ..
ثم قرر أخيرا أن يحملها فحملها برقة وأغلق الباب بقدمه ثم دخل إلى الفيلا وعندما رأته زينب ضحكت قائلة :-
هى نامت؟ تعالى نوديها أوضتها.

ثم صعدت معه وفتحت له الباب فدلف إلى الداخل وقام بإسنادها برفق على الفراش وفى طريقه للإعتدال كانت وتين تمسك بيدها الأخرى قميصه بقوة فرأت زينب ذلك فقالت بمرح :- شوف البت متبتة ازاى في القميص! استنى هفكلك إيدها.
فقامت بسحب يدها من القميص بقوة. ثم وضعتها إلى جوارها.

زينب :- إطلع يا آسر دلوقتى علشان اقلعلها الحجاب.

آسر متفهما:- ماشى يا امى. تصبحى على خير. أنا رايح اشوف مالك عمل إيه لحد دلوقتى.

زينب :- ماشى يا حبيبي إبقى طمنا معاك.

آسر :- ماشى. يلا سلام
ثم نزل وصعد إلى سيارته وهو يتذكر وجودها ساكنة بين يديه. لما يشعر في كل مرة بشئ غريب كلما لامس أى جزء فيها جسده. .....
ولكن سرعان ما أبعد تلك الأفكار عن مخيلته وتابع سيره إلى المشفى. ......
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

طرقت الباب ودخلت بلهفة فور علومها أن لبنى استيقظت، فأتجهت ناحيتها تقول :- لبنى انتى فوقتى؟ حمدا لله على سلامتك

لبنى بطيبة مزيفة :- الله يسلمك
كان الجميع مصدوم من تصرفها الوقح.

نيرة بغضب :- يا بجاحتك يا شيخة. جاية بكل برود ولا كأنك عاملة حاجة كدة عادى.

مليكة بإستغراب :- طنط نيرة بتتكلمى عن إيه أنا مش فاهمة.

مختار بغضب :- صحيح اللى اختشوا ماتوا. يعنى إنتي عاوزة تموتيها وجاية تسألى عنها.

مليكة بصدمة :- اموتها؟ أموت مين يا عمو؟

نيرة بغضب :- بقولك إيه الشويتين دول تعمليهم على حد غيرنا. عاملة زى الحية اللى بتتلون بكل بجاحة بس إحنا عارفينك كويس فأظهرى على حقيقتك.

مليكة بخوف ودموع :- حرام عليكوا انتو ليه بتقولو كدة. أنا مش فاهمة حاجة. فى إيه يا مرات عمى؟ فلم تجد منها رد توجهت إلى عمها وسألته :-
عمى فيه إيه هما ليه بيتكلموا كدة؟

أشفق عليها عمها ولم يستطع أن يرد عليها ماذا سيخبرها. فكل الأدلة تثبت إنها فعلت تلك الجريمة.
نيرة بغضب :- عاوزة تعرفى في إيه أنا هقلك. انتى حطيتى لبنتى منوم فى العصير اللى شربته وحاولتى تموتيها وجاية بكل بجاحة تقولى في إيه؟

مليكة :- أنا معملتش حاجة والله ماعملتش.

توجه إليها مالك بغضب دفين وسألها بهدوء :- سؤال واحد وجاوبى عليه ومش عاوز كدب إنتي فاهمة؟

مليكة بخوف منه :- اه حاضر مفهوم مفهوم.

مالك بهدوء مميت :- إنتي وديتى العصير اللى شربته لبنى؟

مليكة :- ايوة. بس مر. .......آاااه
صرخت بشده جراء تلك الصفعة التى أوقعتها أرضا وأدمت شفتيها.

محمد :- ولد. إنت ازاى تضربها وأنا موجود؟

مالك :- لو سمحت يا بابا بنت أخوك عاوزة تتربى وأنا اللى هربيها.

تراجعت بخوف ثم قامت وإتجهت إلى عمها ووقفت خلفه تردد بخوف :- إلحقنى يا عمى هيموتنى هيموتنى.

ربت على يدها قائلا :- متخافيش يا بنتى. مالك كلمني انا. الحمد لله إنها جات على قد كدة وأنا هتصرف بس إبعد عنها ومتقربلهاش.

مالك :- إبعد يا بابا بعد اذنك. ثم قام بسحبها بقوة من خلف والده ،فصرخت الما ودموعها تتساقط.
مالك :- إنتي بتتحامى في ابويا. أنا هعلمك الأدب طالما أمك معرفتش تربيكى اربيكى أنا.

مليكة بصراخ :- متقولش كدة على ماما، فاهم.

قاطعها بصفعة أخرى قائلا بغضب معتصرا معصمها بقوة :-
متزعقيش في وشى تانى ولما تكلمينى تتكلمى بإحترام

مليكة بتألم وبكاء :- يا مرات عمى قوليله إنك انتى اللى أدتينى العصير والنبي قوليله.

ثرية بصدمة مصطنعة :- أقوله ايه؟ صحيح زمن العجايب. يا بنتى احترمينى دة أنا في مقام أمك بردو. ازاى تكدبى كدة؟

مليكة بصدمة وقد تذكرت معاملتها لها قبل وبعد تلك الواقعة فقالت بقهر :- ايوة دلوقتي بس فهمت ليه معاملتك أتغيرت معايا، وأنا زى الهبلة صدقتك علشان تنفذى مخططك القذر زيك. ....آاااه.
قاطعتها صفعة ثالثة على وجهها الذى أحمر بشدة بفعل صفعاته لها هادرا بغضب :-
لما تتكلمى مع امى تتكلمى كويس وبإحترام فاهمة.
هزت رأسها بضعف موافقة على ما قاله.

كانت الغرفة مشحونة فلم يستطع أحد التدخل ضد غضب مالك.
أما عن سلمى ولبنى وثرية كانوا يتابعوا الموقف بتشفى.
نيرة التى شعرت ببعض الشفقة ولكن سرعان ما تلاشت وعللت بأنها تستحق ذلك لإنها كادت أن تودى بحياة إبنتها.
ولم يختلف موقف مختار عنها كثيرا

أما مالك قام بسحبها بقوة متجها بها نحو الباب.

محمد بصرامة :- مالك أقف. رايح بيها فين.

مالك بسخرية :- متخافش هرجعهالك مش هخطفها.
محمد :- ولد. احترم نفسك وكلمنى عدل. بقولك رايح بيها فين؟

مالك :- مشوار صغير يا بابا متقلقش

ثم سحبها بقوة خلفه ويمشي بسرعة من شدة غضبه غير عابئ بدموعها الغزيرة ولا بتعثر خطواتها التى لا تناسب خطواته.
وصل بها أمام باب السيارة وقام بفتح الباب لها ، ولكنها وقفت ترتجف خوفا منه فهدر بعنف :- إخلصى اركبى
دلفت إلى السيارة على الفور ودلف هو الآخر وبدأ يقود بسرعة وعصبية

مليكة بخوف وشهقات عالية :- مممم. ..مالك هدى السرعة. ...مالك هو إحنا رايحين فين؟ والنبي يا مالك أنا مظلومة معملتش حاجة. وحياة ربنا ما تعمل فيا حاجة. ..أنا. ..أنا خايفة منك.
وكم ألمته كلماتها الأخيرة إلا انه تغاضى عنها وتوعد لها بالعقاب.

تابعت مليكة برجاء :- مالك والنبي رجعنى لمازن. أنا عاوزة مازن مش عاوزة اروح معاك. .....رد عليا يا مالك. ..
صرخ فيها بعنف :-
اخرسى خالص. صوتك ما اسمعوش تانى إلا أما أأذن أنا بده، فاهمة.

أومأت برأسها وانكمشت في نفسها والتصقت
بالباب خوفا تبكى بصمت وتضع يدها على فمها خوفا من أن تصل أصوات شهقاتها إليه فيصيح في وجهها مجددا.
نظر إليها بغضب ثم نظر أمامه متابعا قيادته للسيارة حتى يصل إلى وجهته.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆

وصل آسر إلى المشفى ووصل إلى باب الغرفة المتواجدة بها لبنى، فدخل وألقى السلام عليهم

آسر :- حمدا لله على سلامتك يا لبنى.

لبنى :- الله يسلمك يا آسر.

آسر :- اومال فين مالك يا عمى؟

محمد :- إلحقه يا بنى شوفه هيعمل إيه مشى هو ومليكة.
آسر :- أكيد رايح يوصلها.
محمد :- لا يا ابنى دة ناوي على نية مش كويسة أبدا

آسر بقلق :- تقصد إيه ياعمى؟
قص عليه محمد ما حدث بإيجاز ثم قال :- يلا يا ابنى إلحقه مالك لما بيغضب ما بيشوفش قدامه.

آسر :- إنت هتقولى. خلاص يا عمى هشوفه فين وهبلغك بالجديد يلا سلام دلوقتى.

هرول إلى الأسفل بسرعة وصعد إلى سيارته وقادها ثم أخرج هاتفه وقام بمهاتفته.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆

كان يقود سيارته بغضب يشتعل داخليا منها ومن أفعالها لم يكن يتصور يوما إن الأمور ستصل بهم إلى ذلك المنعطف.
وصل إلى المكان المقصود، فاستغربت هى ذلك فتساءلت :- هو إحنا جايين هنا ليه؟

مالك بسخرية :- إيه معقول مش عارفة؟ ! على العموم يا ستى دة مكتب المأذون، أصلى نويت أتجوزك علشان أعرف اربيكى كويس. مش إنتي عاملة كل الهيصة دى علشان أتجوزك إنتي بدال لبنى.

مليكة بصدمة :- لا لا لا والله لا.انا مش عاوزة أتجوزك حرام عليك.

صفق مالك بيديه قائلا بسخرية :- برافو لا حقيقى برافو. تصدقى صدقت؟ برافو ممثلة شاطرة. .شغل التلات ورقات دة تعمليه على حد غيرى.

أخذت تهز رأسها بعنف ودموعها تتساقط بشدة رافضة ما يقوله فقالت بألم :-
رجعنى لمازن والنبي يا مالك. أنا مش عاوزة هنا.
مالك بغضب :- اسكتى. عارفة لو سمعت ليكى صوت هعمل فيكى إيه؟ هقتلك. وبطلى دموع التماسيح دى والنبي علشان مش لايقة خالص عليكي. واللعبة خلاص اتكشفت.

قاطع حديثه رنين هاتفه فبمجرد أن رأى المتصل قال :- في وقتك بالظبط.
ثم رد عليه فأتاه صوت آسر القلق :- مالك إنت فين؟
مالك بهدوء :- آسر كويس إنك اتصلت. عاوزك تجيب واحد معاك اى واحد إن شاء الله يكون من الشارع بس أهم حاجة يكون معاه بطاقة وياريت لو انت كمان يكون معاك بطاقتك.

آسر بإستغراب :- بطاقة! اه معايا بطاقة بس ليه؟
مالك :-آسر اعمل اللى بقولك عليه من غير أسئلة واه ........ونظر إلى وجه مليكة الذى يظهر عليه صفعاته بوضوح فاكمل :- هات معاك نقاب.
آسر :- نعم؟نقاب! ليه نويت تتوب وتتنقب

مالك بغضب :- مش وقت هزار يا آسر أخلص هات اللى قولتلك عليه من غير نقاش وأبقى تعالى على العنوان اللى هبعتهولك فى رسالة يلا سلام . أنهى المكالمة وبعث له المكان ثم نظر أمامه يزفر بقوة غير مبالى بالتى ستموت رعبا مما هى مقبلة عليه

بعد مرور نصف ساعة وصل آسر بما طلبه منه مالك نزل مالك من السيارة موصدا إياها على مليكة
آسر :- مالك ممكن أفهم هتعمل إيه؟ وجاى للمأذون ليه؟

مالك ببرود:- هتجوز إيه فيها حاجة دى؟

آسر بصدمة :- تتجوز؟ ! طب لبنى لسة تعبانة.
مالك :- ومين قالك إنى هتجوز لبنى؟ أو على الأقل دلوقتى. أنا هتجوز مليكة.

آسر بقلق :- إنت ناوي على إيه؟

مالك:- ولا حاجة ناوي اربيها واعلمها الأدب.

آسر :- مالك المواضيع دى ما تتحلش كدة.

مالك :-آسر أنا مش ناقصك.

آسر :- اللى يريحك يا صاحبى اعمله يا مالك.

مالك :- طب يلا إطلع إنت واللى معاك دة لحد ما اجيلك. واه جيبت اللى قولتلك عليه

آسر مادا يده بكيس :- اه خد أهو.

تناول مالك منه الكيس وذهب إلى سيارته وفتح الباب وجلس على مقعده عندما رأته يجلس مرة أخرى التصقت بالباب بخوف.

مالك بحدة مخرجا النقاب من الكيس :- خدى إلبسى دة. دلوقتى هنطلع فوق نتمم الجوازة المهببة دى. واه لو فتحتى بوقك مش عاوز اقولك هعمل إيه؟ كل اللى هتقوليه نعم وبس فاهمة؟
أومأت مليكة بخوف .

مالك :- كويس. إخلصى إلبسى النقاب دة هنزل استناكى دقيقتين وتحصلينى.

لبست مليكة النقاب ثم نزلت من السيارة إلى مكتب المأذون ثم بعد دقائق خرجوا بعد أن اتموا الزيجة.

توجه آسر لمالك قبل أن يغادر وقال له :- أنا مش هقولك هتعمل إيه؟ بس هقولك إفتكر إنها حبيبتك قبل أى إعتبار تانى. ومهما غلطت بردو هى روحك في الآخر.

مالك ببرود :- شكرآ يا صاحبى على النصيحة أنا ماشى بقى.

آسر باستسلام :- براحتك يا صاحبي وأتمنى إنك متندمش في يوم سلام يا صاحبى.

بعد رحيل آسر ذهب مالك إلى سيارته وقادها متجها إلى وجهته
كانت مليكة تبكى بصمت تحت ذلك النقاب تبكى بحرقة على ما وصلت إليه، ربما لو تغير الزمان لفرحت كثيرا بتلك الزيجة ولكن كيف وهو ممزق روحها ومعذب قلبها، لم يدع لها فرصة لتبرئ نفسها كمثل كل مرة يحكم دون سماعها ......
فاقت من شرودها عندما وجدته توقف أمام عمارة فسألته بخوف وقلق :- ممم. .....مالك هو. .هو إحنا هنا ليه؟
ثم تابعت بقلق أكبر :- أنا عاوزة أروح لمازن أكيد بيعيط. .....ودينى عند مازن
ثم بدأت بالبكاء بصوت عالى.

مالك بغضب ارعبها :- إخرسى يا سافلة إخرسى .والله لو فتحتى بوقك دة تانى هتشوفى الويل فأحسنلك كدة تقعدى ساكتة لمصلحتك لحد ما نطلع فوق مش عاوز نفسك.
إمتثلت لأوامره و توقفت عن البكاء. نزل من السيارة وقام بسحبها بقوة كمن يسوق حيوان صاعدا بها إلى الأعلى.
دخل إلى الشقة فدفعها بقوة كادت أن تسقطها أرضا.
خلع عنها النقاب وقال بغضب :- إقلعى النقاب دة علشان اللى زيك مايوسخوش سمعته .ثم سحبه عنها بقوة.
إستدار ناحية الباب واغلقه بالمفتاح ثم إستدار إليها مرة أخرى ناظرا إلى رعبها الواضح منه.

مليكة بتقطع :- أاااا. .....إنت. ......إنت قفلت الباب ليه؟ أنا عاوزة أمشى. ...خلينى أمشى. ..

تجاهل كلماتها وإتجه نحوها بهدوء مميت وهو يفك أزرار قميصه واحدا تلو الآخر

صرخت برعب :- إنت هتعمل إيه؟

مالك ببرود أحرق أعصابها :-
إيه هكون بعمل إيه؟ اتنين متجوزين هيعملوا إيه يعني ؟
ثم تابع وهو يرى أنهيارها ونظرات الرعب والخوف في عينيها قائلا بخبث :-
الليلة ليلتك يا عروسة. ..................



الفصل الحادى عشر

وفازت القلوب
بقلم زكية محمد

نظرت له برعب وكان قد خلع قميصه ورماه على أقرب كرسى.
ففزعت وأخذت تتراجع إلى الخلف من منظره ودموعها تتساقط بغزارة وتهز رأسها برفض.

مليكة بضعف :- لا أنا عاوزة امشى إرحمنى يا مالك أبوس إيدك سبنى امشى.

مالك بسخرية :- ليه بس؟ دة إحنا لسة بنقول يا هادى. نبدأ منين. ....نبدأ منين. ...آه عرفت
باغتها بصفعة قوية متابعا بغضب :- أنا تعبت منك ومن قرفك اللى عايشة فيه دة. بسكت وبقول بكرة هتتغير وتغير طريقها العوج .

ثم تابع بألم :-إنتي عارفة عملتى فيا إيه؟
انا حبيتك، لا عشقتك بس لقيت منك إيه غير الخيانة.
صدمت للغاية من إعترافه ذاك، ولكن عن أى خيانة يتحدث.
قاطع تفكيرها صوت مالك الذى أكمل قائلا :-ايوة متتفاجأيش كدة. أنا حبيتك من زمان أوى وكنت محافظ عليكى ومستنيكى لحد ما تخلصي جامعتك علشان نتجوز. ليه عملتى كدة ليه؟

مليكة بصدمة :- والله. ..والله يا مالك ما أعرف حاجة عن اللى بتتكلم عنها دى. أنا مش خاينة حرام عليك أعمل إيه علشان تصدقنى.

مالك :- أنا مبقولش كلام وخلاص أنا شوفت وسمعت اللى يخلينى متأكد إنك واحدة سافلة ماشية مع طوب الأرض. تحبى تشوفى أمجادك اللي كانت وصلالى لندن؟ دة أنا بعد ما وصلت هناك كنت هرجع بس إتفجأت بالحجات دى وصلالى

مليكة :- حرام عليك، إنت بتقول إيه؟

مالك معرضا عليها بعض الفيديوهات يريها واحدا تلو الآخر.
إما هى الصدمة ألجمتها ولم تنطق بشئ .فقد كانت الفيديوهات عبارة عن وجود مليكة بملابس فاضحة مع الكثير من الشباب فى مواضع مخلة.

مالك :- إيه سكتى يعنى. راحت فين أنا مظلومة، حرام عليك مش عاوزة تقولى كدة
إنتي دى ولا مش إنتي؟

مليكة بصدمة :- ايوا أنا بس مش أنا.

مالك :- لا حلو شغل الألغاز دة.
أمسكها من كتفها بقوة مقربا إياها منه قائلا بغضب :-
أنا سكت كتير بس لحد هنا وكفاية وحياة كل ذرة عشق ليكى لأدوقهالك مرار ، هكرهك في نفسك، هكون كابوسك ليل نهار، وحق كل جرح جرحتهولى لأبكيكى بدل الدموع دم.
انتى من النهاردة هتبقى خدامتى وشىء كدة يمتعنى في السرير أهو بدل الغريب أنا أولى بدة.

مليكة بخوف وقد عادت إليها تلك الذكرى مرة أخرى بكل تفاصيلها :-
لا يا مالك. أنا مش كدة والله دول بيكدبوا عليك صدقني.

مالك :- ماشى هاتى دليل وأنا أصدقك.

مليكة :- للأسف إنت خدت الدليل دة من زمان. وحياة أغلى حاجة عندك خلينى امشى، بص أنا هسافر ومش هخليك تشوف وشى تانى، بس سيبنى الله يخليك.

قاطعها فجأة عندما حملها بين زراعيه فصرخت برعب وأخذت تتلوى بين يديه وترفس بقدميها في الهواء فى محاولة منها للنزول إلا انه كان محكما قبضته عليها، فأخذت تصرخ برعب قائلة :-

لا لا لا حرام عليك لا تانى لا لا، يا ماما إلحقينى، يا مازن إلحقنى يا بابا تعالى خدني من هنا يا ماما أا......

إلا انه كتم صراخه بين شفتيه ضاما إياها إليه بقوة ثم دلف إلى غرفة النوم
وألقاها على السرير ولم يعير صراخها وبكائها أى إهتمام فقام بتمزيق ملابسها وقام بالإعتداء عليها بكل وحشية دون رحمة أو شفقة.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆

فى صباح اليوم التالى في فيلا المهدى يجلس الجميع بقلق واضح

محمد بغضب :- ماشى يا مالك الكلب بس تيجى. البيه قافل التليفون بتاعه والمسكينة اللي معاه دى مابتردش أنا قلقان عليها أوى

ثرية :- يا اخويا ما تستهونش ببنت أخوك، إقلق على ابنك بعد اللى عملته.

محمد بغضب :- ثرية إسكتى ونقطينى بسكاتك أنا مش ناقص على الصبح.

سلمى :- ماتقلقش يا عمى اكيد هيرجعوا دلوقتى.

أما عند الدادة سعدية فكانت تطعم مازن الذى يبكى يريد أمه

مازن :- دادة أنا عاوز مامى مليتة

سعدية :- حاضر يا حبيبى. كل إنت الأول وهى هتيجى يلا يا بطل عياط علشان ماما لما تيجى تلاقيك ساكت وتجيبلك شوكولاتة كتير.
مازن بفرحة :- ماسى أنا مس هعيط.
وقد خالت عليه الكذبة
سعدية :- شطور يا ميزو.

عودة لمحمد الذي يسير ذهابا و ايابا وقد تزاحمت عليه أفكاره بحال مليكة الآن.

محمد بقلق :- أنا إتصلت بآسر امبارح قالى إنها معاه بس ميعرفش راح بيها فين. أنا قلقان أوى على البنت يا ربى اعمل إيه؟
ثم أكمل معاتبا نفسه :- هى دى الأمانة يا محمد اللى قالك أخوك الكبير راعيها لحد ما يرجع من رحلة العلاج بتاعته؟ يارب جيب العواقب سليمة. ..

ثرية :- تعال نروح المستشفى نشوف لبنى يمكن راح هناك تانى

محمد :- ماشى يلا بينا.
ثم صعدوا السيارة وذهبوا إلى وجهتهم على أمل لقاء مالك هناك. ........

☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆

تضم الملائة إليها بقوة تغطى جسدها ودموعها تنزل بصمت. لقد فقدت لذة الحياة. قام بقتل ما تبقى من روحها. لم يرحم ضعفها ولم يسمع لتوسلاتها. بل إفترسها كما يفترس الصياد فريسته. ظلت تصرخ بأعلى صوت لعل أحد ينجدها ولكنها لم تجد أحد فقد كانت كالدمية بين يديه يفعل بها ما يشاء .........
قاطع تفكيرها تململه في السرير بجانبها ، فأغمضت عينيها بخوف عندما شعرت به يتحرك بجانبها. .....
أستيقظ و أعتدل نصف جلسة ناظرا إليها فهزها من كتفها أرتجفت على إثرها فقال بحدة :- قومى أنا عارف إنك صاحية بلاش تمثيل.
وعندما لم يجد منها رد قال بتهديد :-
لو مفتحتيش عينك وقومتى هكرر اللي عملته معاكى إمبارح تانى.

وعند هذه النقطة فتحت عينيها بذعر وهى تهز رأسها بعنف ودموعها تتساقط.

مالك بسخرية :- شاطرة يا مليكة بتسمعى الكلام شوفى بقى لما تسمعى كلامى أنا مش هعملك حاجة لكن هتتنمردى هتشوفى وشى التاني وأكيد إنتي عارفاه.
ثم تابع بسخرية :- كان نفسى أقولك صباحية مباركة زى أى عروسة بس انتى عارفة اللى فيها.
أغمضت عينيها بألم عندما عادت لها تلك الذكرى.
مالك متابعا :-قومى يلا خدى شاور والبسى علشان نمشى.

نظرت بألم إلى ملابسها الممزقة أرضا، كيف سترتدى تلك الثياب بعدما مزقها كما فعل بصاحبتها؟
وكأنه قرأ أفكارها فقال :- الهدوم هتلاقيها في الدولاب. اصلى. ........................وصمت كان يود إخبارها بأنه أحضر تلك الشقة لهما واحضر لها كل شيء ليعيشا بمفردهما بعيدا عن العالم ينعمون بلحظاتهم الرومانسية ولكن للقدر رأى آخر. فتابع :-
مش مهم يلا قومى إخلصى.

إستندت على الفراش تتأوه بضعف وأحكمت الملائة عليها جيدا ناهضة لتنفذ ما قاله. أما هو إستغرب صمتها ذاك فمسكها من ذراعها بقوة مما جعلها ترتجف وتبكى.

مالك :- مبتتكلميش ليه يا ليدى مليكة؟ ولكنها لم ترد فأتت له فكرة تجعلها تتحدث أو حتى تبدى أى رد فعل بدلا من جمودها ذاك.

فقام بسحبها إليه بقوة ثم التهم شفتيها بقوة، فلم يجد منها سوى إرتجافها ودموعها التى تذوقها بين شفتيه.
فأبتعد عنها في قلق قائلا :- روحى خدى شاور وإلبسى.
تركته وتوجهت للحمام وأغلقت الباب خلفها

أما هو فكان في حيرة من أمره وجودها بين زراعيه البارحة يجزم إنه الوحيد الذى لمسها، ومن جهة أخرى تلك الفيديوهات التى تثبت كذب توقعه. وتعجب أيضا من صمتها فقام بتقبيلها لكى تبدى اى رد فعل ولكنها كانت مسالمة عاكست توقعاته فكانت صامتة لا تصرخ أو تقاوم. شعر بالندم الشديد لما فعله معها وأخذ يؤنب نفسه لكن سرعان ما قام بتحميلها ذنب ما حدث. .....ككل مرة.

☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆

تذمرت بطفولية قائلة وهي مغمضة عينيها بنعاس :- شوية. ..شوية. ..هصحى كمان شوية يا جدى. أنا عاوزة أنام.

زينب بضحك :- ههههه. يا بنت قومى. أنا مرات عمك. قومى علشان تفطرى. هو أنا هلاقيها منك ولا من آسر.

وعند ذكر هذا الإسم هبت جالسة تقول :- مالو آسر جرالو حاجة؟

أخذت تضحك عليها زينب حتى أدمعت عيناها ثم توقفت بصعوبة قائلة :- ههههه الله يجازى شيطانك يا وتين. لا بقى دا أنا هصحيكى كل يوم بالإسم دة طالما هتقومى كدة علطول. يا بنت اهدى هتفضحينا. وبعدين تعالى هنا كنتي متبتة في قميص الواد آسر ليه كدة؟

وتين بفزع :- قميص إيه يا مرات عمى؟ انى مااعرفش هتتكلمى عن إيه؟

زينب وقد قصت عليها ما حدث. ....

وتين بتوتر :- أااااا انى عملت إكدة؟ يا مرك يا وتين هيقول عليا إيه دلوك؟

زينب :- مكسوفه ليه دلوقتى يعنى ياجى ايه دة لما بوستيه في خده في الصعيد.

وتين بفزع وبكاء :- إنتي بتقولى إيه يا مرات عمى؟ أنى. ....أنى ما عملتش إكدة واصل. ..
انتى متأكدة يا مرات عمى؟

ظنت زينب إنها تعلم بما حدث ولكنها عندما تكون نائمة لا تعى بما حدث. فحاولت أن تخفف عنها قائلة :- يا حبيبتى اهدى إنتي كان قصدك عمك ما تفتكروش آسر. بوستى جدك وأنا واسر وقولتيله عمى وبوستيه من خده أنا كنت فاكرة إنك عارفة يقطعنى .

وتين :- هوريله وشى كيف دلوك ؟ لاه أنى مش هطلع من إهنة واصل واصل. ...إبقى هاتيلى الأكل إهنة وأى حد يسألك عليا قوليله عيانة. ماشى. ؟

زينب بضحك :- ما تقلقيش آسر نزل بدري راح النادى وبعدين هيروح لصاحبه مالك يعنى مش هيرجع دلوقتى خالص غير بالليل.

وتين بإطمئنان :- ماشى يا مرات عمى انى هنزل وراكى أصل جعانة قوى.

زينب :- ماشى يا روحى وأنا هخليهم يجهزولك أحلى فطار. ثم تركتها ورحلت.

سرحت هى فى تلك القبلة التى أعطتها لآسر وهى غير واعية. وتسائلت كيف كان رد فعله عندما قبلته فاقت من تخيلها وذهبت للحمام تغتسل. .....
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

خرجت من الحمام وهى تلف منشفة حولها وإتجهت بضعف إلى الدولاب تخرج ملابس لها لترتديها متجاهلة ذلك الذى يراقبها.
كان ينظر للأرض فرفع رأسه عندما شعر بها، نظر إليها وجدها ملتفة بمنشفة وشعرها مبلول يتساقط منه الماء وتسير بوهن ناحية الدولاب ولفت نظره تلك العلامات الحمراء والزرقاء الموجودة على طول زراعيها وعنقها ومقدمة صدرها. تأملها جيدا فكم تبدو ضعيفة ذابلة ولكن رغم ذلك فهى تبدو فاتنة كعادتها ومغرية فيما ترتديه، وعند هذه النقطة نفض رأسه وتوجه للحمام يغتسل. ..

بعدما أرتدت ملابسها فرشت المصلية على الأرض وأخذت تصلى وهى تعلو شهقاتها مع بكائها شيئا فشئ. تشكو حالها إلى ربها وضعفها، وكانت تصبر نفسها بان هذا ابتلاء من ربها فعليها أن تصبر وتتحمل ولكن إلى متى؟ أتنهى حياتها لترتاح؟ وسرعان ما استغفرت ربها عندما إنحدرت أفكارها لما لا يحمد عقباه. ..

خرج من الحمام على صوت شهقاتها وتفاجئ بها تصلى. وأقسم إنه سيجن منها كيف لها أن تفعل تلك الافاعيل و تصلى وتبكى؟ إنها لأمور غامضة وعليه إكتشاف ذلك بنفسه.

إتجه إلى الدولاب وأخذ منه ملابس ودلف إلى الحمام مجددا.

بعدما إنتهت من صلاتها خرجت من تلك الغرفة التى باتت تمقتها بشدة وخرجت تجلس على الاريكة تنتظره. ..

بعد دقائق خرج من الغرفة وجدها تجلس بإعياء واضح فأثار ذلك قلقه وبشدة ولكنه أخفى ذلك الشعور قائلا ببرود:- يلا نمشى وحسك عينك تنطقى بكلمة من اللى حصلت لأحسن إنتي عارفانى.

هزت رأسها بضعف دون نطق أى كلمة مما أثار غضبه فصاح بها مما جعلها تفزع وترتجف :- أنا مش بكلمك من الصبح ما بترديش على أمى ليه؟
لمعت الدموع في عينيها وحاولت التحدث خوفا منه إلا إنها لم تستطع فأخذت تبكى على ما وصلت إليه. فكل شئ يعاد مجددا ولكن بإختلاف الظروف. ....

قلق عندما وجدها تحاول التحدث وإخراج الحروف من فمها ولكنها لم تستطع. ......

فمسكها برفق من يدها، ولكن سرعان ما إرتعشت على إثرها فأبعدت يدها عنه بقوة و أنكمشت على نفسها خوفا من أن يكرر ما فعله. يا الله. كم ألمه منظرها ذاك أتخاف منه وتخشاه إلى ذلك الحد، فشعر برغبة في ضمها إليه وطمئنتها.
فسحبها إليه محتضنا إياها وسط خوفها وإعتراضها الواهن الذى ألمه بحق.

فأخذ يربت على ظهرها برفق قائلا :- متخافيش. مليكة. ....مليكة بوصيلى.

إلى أنها كانت تهز رأسها برفض فى صدره بعنف. فاكمل قائلا بحنان :- إهدى. ..إهدى. .مش هعملك حاجة والله بس إهدى.
إلى إنه وجدها تزداد خوفا وإرتجافا.
مالك بقلق أكبر وهو مازال يحتضنها بقوة :- مليكة إهدى يا حبيبتى إهدى. ...بصى أنا كنت بخوفك. إتكلمى ساكتة ليه؟
فلم يجد منها ردا بل وجدها ساكنة فنظر إليها بخوف وجدها فاقدة الوعى.
فحملها بخوف ونزل بها بسرعة ووضعها برفق و إتجه بسرعة للمشفى.

☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆

وصل محمد إلى المشفى فنزل من السيارة هو وثرية وسلمى وبعد دقائق كانوا في غرفة لبنى للإطمئنان عليها ولكنهم لم يجدوا مالك.

لبنى :- اومال فين مالك يا عمو مجاش معاكو ليه؟
محمد بقلق :- ما اعرفش. من إمبارح لما طلع بمليكة ماأعرفش عنهم حاجة.

نيرة :- أكيد طبعا بيأمن بنت عمه ليحصلها حاجة وسايب بنتى اللى المفروض كانت مراته من إمبارح.

محمد :- لو سمحتى يا مدام نيرة دى بنت أخويا. احترمينى أنا على الأقل. آه ماشى هى غلطت بس مش كدة.

مختار :- خلاص يا نيرة ملهوش لازمة الكلام دة دلوقتى.

تجلس سلمى إلى جوار لبنى يتهامسان

لبنى :- يا ترى راح بيها فين بس؟ انا هموت من الغيظ.
سلمى :- تفتكرى عمل معاها زى ما عمل زمان؟
لبنى :- تفتكرى؟ علشان تبعد عنه وتكرهه أكتر.
محمد :- أنا طالع أشوف مالك.

خرج محمد ونزل إلى الأسفل بالأصانصير وعندما خرج لمح مالك يحمل مليكة الفاقدة وعيها ووجهه شاحب من القلق.
توجه إليه قائلا :- مالها؟ عملت فيها إيه؟

مالك بتوتر :- أبدا يا بابا هى تعبت شوية مش اكتر انا هوديها لصحبتها دعاء تشوفها.

بعد دقائق وصلوا إلى قسم النسا والتوليد باحثين عنها.
كانت تسير في الرواق تتابع عملها ولكنها لمحت مالك فأستغربت وجوده هنا، ولكن إقتلع قلبها حينما رأت مليكة محمولة بين يديه لا حول لها ولا قوة.

هرولت إليه وسألته بخوف :- مالك مالها مليكة حصلها إيه؟

مالك بقلق واضح :- مش عارف. ...مش عارف. ارجوكى إكشفى عليها يلا وطمنينى.

دعاء :- طب دخلها جوة الأول.

دخلوا بها إلى مكتبها فأمرتهم بالخروج إلى أن تنتهى من الكشف فأمتثلوا لاوامرها وها هم ينتظرونها بالخارج.

محمد بغضب :- كنت فين؟ وقافل تليفونك ليه ؟
مالك بتوتر :- أصل أصل مليكة تعبت منى فجأة .
محمد بشك :- بس؟
مالك :- ايوا يا بابا هيكون في إيه يعنى.

محمد :- طيب كويس علشان لو عملت فيها حاجة، خاف على نفسك أحسنلك.

إبتلع مالك ريقه بتوتر وأحاد بصره عن والده.

بعد دقائق خرجت دعاء من الغرفة والغضب يتطاير من عينيها وبمجرد خروجها جرى عليها مالك ومحمد بلهفة.

مالك :- مالها يا دكتورة فيها إيه؟
لم تتحدث وإنما كانت تنظر له بغيظ وغضب شديدين . مما جعله يرتبك. ...

محمد :- يا بنتى إتكلمى فيه إيه؟

دعاء لمالك :- يا برودك يا أخى يا برودك. تقتل القتيل وتمشى في جنازته.

ثم أمسكته من تلابيب قميصه قائلة بغضب :- ليه؟ ليه ؟ ليه حرام عليك تعمل كدة؟ مش كفاية اللى عملته زمان فيها جاى تكمل عليها. ها ارتحت دلوقتى يا ريت تكون مبسوط.

صدم محمد من حديثها ومن استسلام مالك
لمسكها له بهذه الطريقة.

محمد بقلق :- فيه إيه يا بنتى؟ يا ريت تطمنينى عليها دى بنت أخويا.

مالك منفضا يدها عنه قائلا :- إنتي هتنقطينا قولى هى كويسة ولا لا.

دعاء بسخرية :- ولما إنت قلقان عليها كدة عملت فيها كدة ليه يا حيوان يا حقير. انت واحد انانى مبيهمكش غير نفسك و الغلبانة اللى جوة دي هى الوحيدة اللى بتشيل أغلاطك
ثم توجهت قائلة :- عاوز تعرف في إيه؟ إبنك إغتصب مليكة يا أنكل إيه رأيك بقى؟

وقع الخبر كالصاعقة عليه فقال بضعف :- إيه؟
دعاء :- اه اغتصبها ولعلمك بقى دى مش اول
مرة دى التانية.

لم يحتمل محمد الخبر فجلس بإهمال على أقرب كرسى.
توجه إليه مالك بقلق :- بابا. .بابا إنت كويس؟

وضع محمد وجهه بين يديه ولم يرد عليه مرت دقائق ثم فجأة قام من على الكرسى فسأله مالك :- بابا اجيبلك دكت. .............

ولم يكمل كلامه إذ قاطعه والده بصفعة قوية شهقت دعاء على إثرها.

محمد بغضب :- ليه؟ أنا ربيتك على كدة يا محترم. تعمل كدة ليه يا جبان؟ إنت ناسى إنها أمانة عندى لحد ما أبوها يرجع؟ هقوله إيه دلوقتى ها؟ قولى هقوله إيه هقابله بأنهى وش؟ حرام عليك. حطيت راسى في التراب. ذنبها إيه الغلبانة اللي جوة دى رد عليا.
وايه حكايه تانى مرة دى؟ هو إنت هببت امتى؟ وهى سكتت ليه مقلتليش عشان كنت موتك وإستريحت. ساكت ليه رد عليا انا ميشرفنيش إنك تكون ابنى بعد كدة.

أما هو فشعر بمدى حقارته لفعلته تلك ولكنهم لم يسمعوا له ما دفعه لفعل ذلك.

محمد :- أرجوكى يا بنتى طمنيني عليها دلوقتى.
دعاء بحزن :- للأسف يا أنكل مليكة فقدت النطق وما اعرفش امتى هترجع تتكلم.

صدم محمد وتذكر على الفور تلك الذكرى فقال :- أوعى تقولى يا بنتى إن فى الوقت ده كان مالك. ............

دعاء :- ايوا ياعمى كان إغتصبها اول مرة.

صفعة أخرى تلقاها مالك دوت فى أرجاء المكان .
محمد بغضب :- يا حقير يا سافل يا منحط، علشان كدة سافرت علشان تهرب بعملتك.

مالك بندم :- بابا سامحنى والله أنا عملت كدة علشان سبب معين.

محمد بغضب :- إخرس مهما كانت أسبابك متديلكش حق إنك تعمل كدة. مفكرتش لحظة إنها عرضك وشرفك تروح تعمل فيها كدة يا جبروتك يا شيخ.
إسمعنى كويس إنت هتتجوزها دلوقتى وحالا

مالك بتوتر :- ما هو. .....ماهو أنا أتجوزتها إمبارح.

دعاء بصدمة :- إيه؟ إتجوزتها؟

محمد بسخرية :- لا فيك الخير والله. كتر خيرك. عمك راجع بعد شهر هنطلب إيدها منه رسمى وهيتعملها فرح. بنت أخويا مش أقل من أى بنت وبعدها بمدة هطلقها منك علشان إنت سافل ماتستهلهاش.

مالك بصدمة :- إنت بتقول إيه يا بابا أنا مش هطلقها.
محمد :- إخرس وليك عين تتكلم كمان. يا ريتنى مت ولا شوفت اليوم دة.

مالك :- بعد الشر عنك يا بابا

محمد متجاهلا إياه :- يا بنتى نقدر ندخل نشوفها دلوقت.

دعاء :- اه يا عمى اتفضل حضرتك.

دلف محمد إلى الداخل مع مالك ودعاء، وجدوا مليكة تتوسد السرير موصل لها محلول في يدها ......

دعاء :- أنا إديتها حقنه مهدئة لان جتلها صدمة عصبية شديدة. وماخبيش عليك يا عمى حالتها هتكون وحشة ولما تشوف البيه ده احتمال يجيلها إنهيار عصبى أشد علشان كدة اتفضل إطلع برة.وما اشوفش وشك هنا تانى.

مالك بغيظ :- أقسم بالله. لولا إنك واحدة ست لكنت عرفتك مقامك كويس.

دعاء بغضب :- بأنهى حق جاى تتكلم ها؟ إنت دبحتها حضرتك ولا مش واخد بالك؟ حرام عليك دى كانت بتسمع منك كلام زى السم وبتسكت، كل دة علشان حبتك، برافو يا أستاذ مالك برافو. ....عاوز إيه تانى إطلع برة حياتها يا شيخ بقى.
صدم مالك من إعتراف دعاء بأن مليكة تحبه،
ولكن لما فعلت به ذلك. ....

مالك بصياح :- بس بس بس. عمالين من الصبح تتهمونى. كلكم جايين معاها وما تعرفوش اللى عملته فيا.
أنا لما عملت كدة كان ليا مبرر، واحدة حبيتها وعشقتها تروح تطعنى في ضهرى وتقابل واحد فى شقة لوحدهم.
واحدة محترمة تكون كل يوم في حضن واحد غير التانى. ها واقفين معاها هي ليه وأنا مين يقف معايا؟

محمد بصدمة :- إنت بتقول إيه يا متخلف إنت؟
دعاء بهجوم :- إنت واحد حقير. إزاى تقول عليها دة يا محترم يا. ......اللى بتحبها. .....وبتعشقها
وبعدين إنت مبتحبهاش اللى يحب حد عمره ما يدمره ولا يجرحه ولا ميثقش فيه وللأسف كل مرة بتبين إنك محبتهاش.

مالك :- وانتى مين علشان تقوليلى بحبها ولا مبحبهاش ها انتى مالكيش الحق إنك تتكلمى بالنيابة عنى لأن محدش في الدنيا دى حبها قدى على الرغم من اللى عملته.

دعاء :- شوف أهو فين الثقة ؟ هات دليل على الكلام اللى بتقوله ده.

مالك معرضا عليهم جميع الفيديوهات التى وصلت له أثناء سفره.

محمد :- دى مش مليكة فاهم؟ انا مربيها مع أبوها كويس والبنت ما بتروحش حته غير العيادة والمستشفى ولو راحت مكان بتروح مع دعاء هى اصلا ملهاش صحاب غيرها. أنا ممكن اقولك روتينها اليومى كله بس انا مش محتاج أبررلك.

دعاء بسخرية :- هتفضل طول عمرك متسرع غبى . ماشى عاوز تصدق دة صدق ، بس لما تظهر الحقيقة إبقى شوف مين هيقف في صفك ويكون معاك يا أستاذ. ....

مالك :- انتوا عاوزين تجننونى. اومال مرواحها للشاب دة يومها كان إيه؟ والفيديوهات دى أيه؟ واللى شوفته في المستشفى المرة اللى فاتت كان إيه؟ واللى عملته في لبنى كان إيه؟
كل دة كدب وطلعت هى الملاك في الآخر.

دعاء :- اللى حصل فى المستشفى دة إنت فاهمه غلط وأقدر كويس أبرأها منه. واللى عمل الفيديوهات دى شخص حقير غرضه يدمر مليكة مش أكتر فدور على الحقيقة يا أستاذ مالك بدل تهورك دة.

توقفوا عن الكلام عندما وجدوا مليكة تستيقظ وتهز رأسها بعنف ودموعها تتساقط.
إتجه إليها محمد وجلس إلى جوارها وسحبها برفق إلى داخل أحضانه وأخذ يربت على ظهرها مطمئنا إياها :- بس يا حبيبتى بس إهدى. أنا عمك يا مليكة فتحى عينك يا حبيبتى.
فتحت عينيها المحمرة بشدة من البكاء فنظرت إليه بذعر وعندما تعرفت عليه سرعان ما تمسكت بقميصه بقوة دافنه رأسها في صدره تبكى بصمت.

محمد :- بس يا مليكة إهدى . أنا معاكى محدش هيقدر يقربلك تانى. ...إهدى أنا آسف يا بنتى سامحينى، سامحينى مقدرتش أحافظ عليكى زى ما ابوكى قالى أنا آسف. ..آسف.

رفعت مليكة وجهها إليه بعدما شعرت بسقوط دموعه على يدها، فتطلعت إليه بإبتسامة باهتة تهز رأسها نفيا، كانت تريد أن تخبره بانه ليس مذنب بشأن ما حدث. فمسحت له دموعه وربتت على ظهره برقة وكانت تحاول أن تتكلم ولكنها لم تقدر

محمد :- متتعبيش نفسك يا حبيبتى أنا عارف هتقولى إيه يسلملى قلبك الطيب يا بنتى.

أقترب مالك منهم بحذر وقال بهدوء :- مليكة انتى كويسة.

وبمجرد أن سمعت صوته إنتفضت وإحتضنت عمها بخوف ودفنت رأسها في عنقه خوفا من صاحب ذاك الصوت. وأخذت ترتجف بقوة.

وعندما لاحظت دعاء ذلك قالت :-
لو سمحت إطلع برة. شوفت وصلتها لإيه؟

تألم مالك لرؤيتها هكذا وخرج من الغرفة وأخذ يفكر. هل من الممكن أن يكون ظلمها كما يقولون، وإنها بريئة من كل إتهام منسوب إليها.
قاطع تفكيره رنين هاتفه فرد عليه بشرود:- ايوا يا آسر.

آسر بقلق :- إنت فين يا مالك؟

مالك :- أنا فى مستشفى المهدى في قسم النسا والتوليد بمليكة يا ريت تيجى ومحدش يعرف حاجة من اللى قولتلك عليها دى.

آسر بقلق من نبرة صوته :- ماشى جايلك حالا

بالداخل هدأت مليكة نوعا ما وكانت قد غفت بفعل المهدئ فقام محمد بإسنادها برفق على الفراش.
محمد لدعاء :- ليه عملت كدة يا بنتى؟

دعاء :- دة رد فعل طبيعى للى عمله مالك معاها هى بقت بتخاف منه خوف فوبيا بمعنى لو شافته تتنفض وتتشنج وتعيط. اللى حصل منه مش شوية.

محمد :- واضح إنك عارفة كل حاجة عن الموضوع دة، فشكرا ليكى على وقوفك جمبها دا أنا و أبوها كنا في البيت يومها ومحدش حس بحاجة أنا بجد مش فاهم.

دعاء :- دى صاحبتى فمتشكرنيش. أما اللى مش فاهمه فدة محتاج قعدة يطول شرحها.

محمد :- ماشى يا بنتى بس هى تفوق وتبقى كويسة وأنا هربى الزفت مالك كويس.

بالخارج وصل آسر في وقت قياسي

آسر بقلق :- إنت هنا ليه؟ عملت إيه المرة دى؟

لم يرد عليه مالك فقال بغضب :-
إنت إيه يا أخى؟ عملت فيها زى زمان مش كدة؟
مالك بإرهاق :- آسر لو سمحت أنا تعبان ومش قادر أتكلم دلوقتى

فأشفق آسر على حالته قائلا :- ماشي يا صاحبي أنا جنبك ومش هسيبك.

وكأنه بتلك الكلمات أعطى له الضوء الأخضر وما لبث أن ارتمى بين زراعى صديقه يبكى ولأول مرة استغربها آسر وبشدة ولكنه تركه يفرغ ما بداخله. ... وبعد مدة تحدث. .....

مالك بحزن :- خايف يا آسر تكون مظلومة بجد ساعتها مش هتسامحنى أبدا. هى فعلا مظلومة يا آسر زى ما كلهم بيقولوا .
طب واللى شوفته واللى سمعته تفسر دة بإيه

آسر :- إهدى بس كدة وهتتعدل إن شاء الله
ثم أكمل بمرح ليخرجه من حالته :-
يا عم أوعى كدة غرقت القميص الله يقرفك فى رجالة بتعيط بردو؟

مالك :- شوف انا فى إيه وانت في إيه هتفضل طول عمرك تافه كدة؟

قاطعهم خروج محمد ودعاء فهرول مالك ناحية أبيه قائلا :- عاملة ايه يا بابا دلوقت؟

محمد :- ملكش دعوة بيها ولا تسأل عنها تانى. ودلوقتى في كلام لازم نخلصه مع بعض فى مكتب دعاء علشان نخلص الموضوع من غير شوشرة.
مالك باستغراب :- كلام إيه دة؟

محمد :- خده يا آسر من وشى علشان دلوقتى أنا مش طايقه أساسا.

ثم توجه الأربعة إلى مكتب دعاء ثم دلفوا وجلسوا يتحدثون.

محمد :- أولا مينفعش مليكة تبقى هنا في المستشفى يوم واحد علشان كدة هناخدها معانا الفيلا.

دعاء :- بس حضرتك ما ينفعش علشان مالك موجود فيها.

مالك بغيظ :- ليه قالولك إنى جربان؟

دعاء بغضب :- إتكلم إنت يا عمى.

محمد :- يا أستاذ يا محترم مليكة لما بتشوفك حالتها بتسوء وإحنا عاوزينها تخف مش تمرض بزيادة.
متقلقيش يا دعاء أنا هخليه بعيد عنها تماما. أنا خايف على سمعة بنت أخويا لو حد سمع بخبر من اللى حصل سيرتنا هتبقى على كل لسان.
والحسنة الوحيدة اللى عملها الزفت دة إنه جابهالك انتى هنا. علشان كدة أنا هخدها معايا البيت.
دعاء :- خلاص يا عمو اللى تشوفه.
آه وبخصوص حالتها لو أى حد سأل هنقول إنها شافت حادثة مماثلة لحادثة صحبتها اللى ماتت من أربع سنين فأفتكرتها وعلشان كدة الصدمة رجعت ليها تانى.

محمد :- شكرآ يا بنتى أنا مش عارف أقولك إيه؟
دعاء:- مليكة أختى ومش هسمح لأى حد إنه يجيب سيرتها بحاجة وحشة.

محمد :- طيب يا بنتى أنا دلوقتى عاوز أعرف حصل إيه من أربع سنين يا ريت تقولى علشان أقدر أتصرف ؟
دعاء :- ماشى يا عمى أنا هقولك وكويس إن الأستاذ مالك موجود علشان يفهم بدل غباءه دة.
مالك بغضب :- هو فى حد سلطك عليا ولا ايه أنا قاعد ساكت إحتراما لوالدى.

محمد بسخرية :- لا وانت الصراحة محترم أوى . يا شيخ إتنيل.

آسر :- خلاص يا جماعة إهدوا وصلوا على النبى كدة.
الجميع :- عليه الصلاة وافضل السلام
محمد :- قولى يا بنتى أنا سامعك.
أنصت الجميع بإهتمام لحديثها
دعاء :- من أربع سنين فاتوا. ...................

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close