رواية امنيات وان تحققت الفصل السابع7والثامن8 بقلم ليله عادل
محمد بمزاح وهو يمرر عينه عليهما:
_ ايه ده بقى!! أنتم متفقين مع بعض على اللبس، وعاملين متخاصمين قصادنا؟
فور نطق محمد تلك الكلمة اتسعت عينا منة وقالت بدفاع بطريقة وكأنها تريد أن تثبت العكس بأي شكل كان:
_ لا والله العظيم دي صدفة، أنا ما بكلمهوش أصلًا، بعدين إيه اللي بتقوله ده.
محمد وهو يضحك:
_ في ايه يا بنتي، أنا بهزر.
منة بشدة وهجوم:
_ أنت عارف إني ما ليش في الهزار ده.
أثناء ذلك رن هاتف محمد، أخرجه وهو يقول:
_ بطلي رخامه يا منة، فكي.
تحرك محمد بعيد قليلًا لكي يجيب على هاتفه.
كل هذا كان يقف خالد يشاهد الأمر، وهو يركز في ملامح منة، كأنه يحلل ردود أفعالها وطريقتها الغريبة! التي كلما قام شخص بفعل شيئًا لها تقوم بمهاجمته كأنها تخبئ شيئًا خلف ذلك الغضب!
تحركت منة للخارج وهى تشعر بضيق، فما قاله محمد أزعجها بشدة وجعلها تشعر بالإحراج كالمتهمة.. تحركت نحو الخارج.. نظر لها خالد باستغراب أكبر ليتحرك خلفها وهو يقول بنداء:
_باشمهندسة منة.. منة.. منة استني.
استدارت له منة وقالت بحدة:
_ عايز ايه؟ ماشي ورايا ليه؟ عجبك اللي حصل! كفاية بقى أرجوك.
نظر لها خالد وهو يضيق عينه بعدم فهم ممزوج بتعجب:
_ ايه حصل؟
منة بضيق:
_ عجبك اللي قاله محمد.
تقدم خالد بعض خطوات نحوها حتى توقف أمامها مباشرة وقال بتوضيح وعقلانية بنبرة رجولية جذابة.
خالد بعقلانية:
_ محمد كان بيهزر معاكي، وبحكم السنين والعشرة اللي ما بينكم، أظن إنها كانت كافية إنك تعرفيه، وتعرفي أسلوبه في الهزار.
نظرت له منة وقالت بحدة:
_ عارفة إنه كان بيهزر، بس معجبنيش.
خالد تساءل متعجبًا:
_طب ما دام عارفه، زعلتي ليه؟ وسايبة الحفلة ورايحة فين؟ وليه طريقتك الغريبة دي معايا! أنا ذنبي ايه؟
منة بشدة:
_ وأنت مالك رايحة فين؟ أنت أصلًا بتتكلم معايا ليه؟ ومهتم اوي بيا كده ليه؟ امشي ولا أقعد، وأنت مالك، خليك في حفلتك، مش فاهمة مركز كده ليه معايا؟
نظر لها خالد بنظرات تحبس لها الأنفاس قال بنبرة حالمة:
_الصراحة أثرتي فضولي.
عدلت منة من وقفتها ونظرت له باتساع عينيها، وقالت بشدة ممزوجة بتعجب وهي تمرر عينيها عليه من أعلى لأسفل.
منة بضيق ممزوج بنرفزة:
_ايه أثرتي فضولي دي!! وأثيره ليه من الأساس؟
أشارت بإصبع يدها في وجهه وأكملت بتحذير:
_اوعى تعدي حدودك معايا مرة تانية فاهم، لأني مش هسمح بده.
كادت أن تتحرك، لكن توقفت حين استمعت لما قاله خالد وهو يحاول أن يثير استفزازها.
خالد ببرود:
_على فكرة أنتِي لو مشيتي هتثبتي لمحمد إننا فعلًا بنتكلم واتفقنا إننا نلبس زي بعض!
نظرت منة له بشدة:
_ ايه التخاريف دي؟
خالد بابتسامة مستفزة:
والله أنا مش شايف أي سبب يستدعي إنك تمشي أو تتعصبي، ولا كل اللي أنتِي بتعمليه ده.
منة بابتسامة رخمة:
_ مكنتش همشي.
خالد وهو يميل برأسه تساءل:
_امال؟
منة بشدة وهي تنفخ:
_ ما لكش دعوة قلت لك ايه البرود ده (بتحذير) ولآخر مرة بقولك يا أستاذ خالد اوعى تعدي حدودك معايا تاني، عشان المرة الجاية هتندم، أنا لحد اللحظة دي بحاول استخدم معاك كل وسائل الأدب، بعد كده متلمش إلا نفسك فاهم، شخص سئيل حقيقي.
رمقته بنظرة قوية من أعلى لأسفل، ثم تحركت لداخل الحفلة.
أخذ يراقبها خالد بابتسامة جميلة وهو يضحك ضحكة عالية وهو يضرب كفًا بكف على تلك المثيرة للفضول.
فهى تملك شخصيتين مختلفتين تمامًا، شخصية في غاية القوة تعرف ماذا تريد عقلانية هادئة منضبطة، والآخرى ضعيفة، هجومية جدًا، تهاجم كل من يأتي أمامها وتفسر أفعاله بشكل خاطئ.
♥️رواية أمنيات وإن تحققت بقلمي ليلة عادل ♥️
دخلت منة إلى داخل القاعة مرة أخرى، وبدأت تتعامل في الحفلة بشكل طبيعي، كانت تتوقف مع بعض المهندسين وزملائها وهم يتبادلون الأحاديث ويضحكون، كانت تتعامل بشكل عادي جدًا وكأن شيئُا لم يحدث..
ولكن خالد كان يراقبها بعينيه ومنتبه لها بشدة بشكل غريب.
وبعد وقت اقترب منها خالد وكانت معه إحدى السيدات في منتصف الخمسينات ترتدي فستان في غايه الشياكة يبدو من مظهرها إنه غالي الثمن، تضع على رأسها الحجاب بشكل راقي، كانت تمسك بين يديها حقيبة هدايا.
اقتربا من منة التي كانت تقف بمفردها وهي تحتسي العصير.
خالد برقي وهو يقف خلفها:
_باشمهندسة منة.
قلبت منة عينيها بضيق حين استمعت إلى صوته، جزت على أسنانها واستدارت له، فهي كانت على وشك خلق مشكلة معه.. وقبل أن تقوم بتوبيخه تفاجأت بتلك السيدة؛ فتوقفت لثواني بصمت وهي تنظر لهما باستغراب.
خالد بابتسامة جميلة وهو يشير بيديه ويقدم منة لتلك السيدة قائلًا برقي:
_ باشمهندسة منة يا ماما اللي حكيت لك عنها، باشمهندسه منة دي ماما.
منة برقة وهى تصافحها:
_ أهلًا يا فندم، أتشرفت بيكي.
والدة خالد بابتسامة:
_ أهلًا بيكي، خالد كلمني عنك كتير، وقال لي قد ايه أنتِي تعبتي على الشغل والمشروع، لدرجة إنك كنتِي بتروحي متأخرة جدًا، حقيقي أنا بشكرك على وقوفك مع خالد، خالد كان تعبان جدًا بسبب اللي حصل.
منة بتوضيح ولطف:
_ يا فندم ده شغلي، أنا ماعملتش حاجة، مستر خالد بس بيديني أكبر من حقي بكتير، صدقيني أنا ماعملتش أكتر من شغلي.
والدة خالد بتفهم وعقلانية:
_ ده مفهوم طبعًا، لكن حضرتك اديتيله أمل مرة ثانية بعد ما كان فقده، وده شيء كبير، لأن خالد جاب أكتر من مهندس يعاين المصنع وكلهم أكدوا إن المصنع لازم ينهد، وصعب جدًا يخرجوا المكن من غير إصابات أو من غير ما يحصل مشكلة لبعض المكن والعمال، ودي طبعًا كانت هتبقى خسارة فادحة بالنسبة لخالد.
منة بتهذيب وهي تهز رأسها بإيجاب، وتضم شفتيها بتصميم:
_ميرسي يا فندم على كلامك، لكن أنا مازالت بأكد لك إني معملتش أكتر من شغلي.
تبسمت والدة خالد وقامت بتقديم الحقيبة لها وهي تقول:
_ اتفضلي.
نظرت منة باستغراب وهي تأخذها منها:
_ ايه ده؟
والدة خالد بتفسير:
_ أنا كنت في العمرة وجبت لك هدية بسيطة، مصحف وسجادة صلاة.
منة بابتسامة:
_ شكرًا جدًا يا فندم، كلفتي نفسك جدًا.
خالد وهو يرفع عينه نحو منة، قال بمزاح محبب:
_ ماما يا ريت تأكدي لها إن الهدية دي منك أنتِي، وإني مفكرتكيش ومطلبتش منك تجبلها حاجة، لأن منة عندها حساسية جدًا من أي حد بيفتكرها، أو بيجيب لها هدايا، تحسيها بتكره إن حد يجيب لها هدية أو يفكر فيها.
والدة خالد باستغراب:
_ في حد يكره إن حد يفتكره أو يهتم لأمره؟ بالأخص البنات! ده الستات عاملين مشاكل مع أزواجهم بسبب الموضوع ده.
خالد وهو يبتسم بنفي:
_ لا منة مختلفة.
منة بتوضيح وعقلانية:
هو الموضوع مش كده خالص، بس أحيانًا في ناس بتكون مبالغة جدًا في ردود أفعالها واهتمامها، يعني اعتقد إن ما ينفعش أقبل هدية أو أقبل اهتمام من حد أنا معرفوش أو مش بتربطنا أي علاقة، وإن علاقتنا لا تتعدى حدود العميل والمهندسة، ولا رأيك ايه يا فندم.
والدة خالد بتأييد:
_ بصراحة عندك حق، لأن في ناس كثير ممكن يفهموا ده غلط.
منة:
_ بالظبط وده اللي أنا بعمله، إني معديش حدودي مع أي حد، أصل النهار ده جابلي علبة عصير عشان حس إني عطشانة وحرانة، بكرة قلت اطمن عليكي لما لقيتك غايبة، بعده ممكن يعرض إن هو يقابلني لوحدنا، وبعده الله أعلم ممكن يعرض ايه؟ فاحنا من البداية نمنع أي حاجة، لأن علبة العصير اللي أنا قبلتها بطيب خاطر وبحسن نية، ممكن توصلنا لنتائج كلها ندم.
خالد:
_ مش كل الناس بتكون نيتها سيئة أو بتكون بتعمل كده عشان توصل لأغراض دنيئة يا بشمهندسة منة.
منة بهجوم خفيف:
_ وأنا مش هخش في نية حد، وادي له مساحة إنه ممكن يطلع حد كويس أو لا، أنا مش محتاجة أصلًا أي حاجة من حد.. بعد إذنكم عشان أنا أتأخرت ولازم أروح.
وجهت جسدها لزاوية خالد ونظرت له وقالت:
_مبروك يا مستر خالد على الحفلة، وإن شاء الله تحقق كل شيء بتتمناه ومن نجاح لنجاح،
(نظرت لوالدته) وتشرفت جدًا بمعرفتك يا فندم وميرسي على الهدية بعد إذنكم.
قالت كلمتها تلك ورحلت على الفور، كان ينظر لها خالد بابتسامة شغوفة، فقد زادت من إثارة فضوله، فهو يريد أن يعرف تلك الفتاة، وما بها، والذي جعلها بتلك الشخصية، فهو يشعر أن هناك شخص ما هو من جعلها كذلك.
نظرت والدة خالد له وهي تقول معلقة:
_ لذيذة باشمهندسة منة ومحترمة جدًا.
خالد هو يهز رأسه بإيجاب وعينه على منة وهي تتحرك أمامه:
_ امممم، فعلُا.
والدة خالد بخبث:
_ بس أنت شكلك مهتم بيها؟
نظر خالد لها وهو يضيق عينيه باستغراب:
_ أنا مهتم بيها! خالص، كل الحكاية بس إن هي غريبة كده زي ما حكيتلك قبل كده، لما جبت لها عصير وشوكولاته، وسألت عنها هاجمتني بشكل غريب، وغير مفهوم، حتى شوفي كلامها دلوقتي معاكي كان عامل ازاي؟
والدة خالد بعقلانية وتوضيح:
_ بصراحة عندها حق تعمل كده وأكتر، دي مهندسة بتشتغل وسط رجالة، ولو ماعملتش شخصية لنفسها قوية وحطه شنب وهي بتتعامل معاهم، هتتداس، أنت راجل وفاهم قصدي، فطبيعي يكون رد فعلها كده مع أي واحد يصدر منه أي شيء.
خالد بتوضيح:
_تمام أنا معاكي جدُا، وبالعكس هي برافو عليها إن هي كده، بس يا أمي أنا اللي أقصده، إن أنا لما جبتلها العصير مكنش في نيتي أي حاجة وحشة، ولا كنت جايلها مخصوص، أنا كنت قريب قلت أعدي أطمن عليها وأديها العصير، أخدتها بشكل غريب وهاجمتني، حتى لما جيت أوصلها نفس الكلام، برغم إن نيتى كانت كويسة، ومكنش عايزها تركب تاكسي عشان ممكن يغمى عليها وهي في التاكسي، أو يحصل لها حاجة، لكن هي كانت بتهاجم وبتفهمني غلط.
والدة خالد:
_ الله اعلم هي شافت ايه في حياتها يا ابني يخليها تبقى كده، ما يمكن قبل كده حد عمل زيك وهي تقبلت منه علبة العصير أو إنه يوصلها وبعدين تطاول معاها، حتى هي قالت حاجة شبه كده، إن هي لو قبلت العصير اللي أنت قدمته بشكل عادي، وقبلت إنك توصلها ممكن بكرة تطلب منها حاجة مش كويسة، الله أعلم هي شافت ايه في حياتها، ربنا يبعد عنها ولاد الحرام.
خالد باعتراض:
_بس دي حاجة مش حلوة خالص، عشان قابلت كام واحد في حياتها سيئين يبقى كل الناس كده.
والدة خالد:
هي لسه ما تعرفكش كفاية عشان تقدر تحكم عليك، بعدين أنت مهتم ليه تبقى واخدة فكرة كويسة عنك؟
ما اعتقدش إنه هيكون بينكم شغل تاني.
خالد بحيرة:
_بصراحة مش عارف، بس أنا مش عايزها تاخد فكرة غلط عني، بصي هي عندها شخصيتين مختلفتين عن بعض، واحدة عارفة هي عايزة ايه وقوية جدًا، والثانية ضعيفة بتهاجم اللي قدامها وبتخبي ضعفها ورا عصبيتها والهجوم اللي هي بتهاجمه، عشان كده أثارت فضولي، عايز أفهم ايه اللي وصلها لكده، ايه اللي خلى شخصيتها القوية في الشغل، تكون بالضعف ده في العلاقات والإنسانيات، عايز أفهمها إن مش كل الناس وحشة، حتى لو قابلت أشخاص سيئين، في ناس كثير كويسين.
والدة خالد:
_ أنا من رأيي ما تهتمش بالموضوع ده، ولا أنت في حاجة ثانية؟
خالد وهو يضيق عينه بتعجب:
_حاجة تانية! حاجة تانية زي ايه؟
والدة خالد تبسمت بمكر:
_ أنا عارفة بقى، أنا داخلة جوه، في ناس كتير غير منة لازم نستقبلهم.
تحركت والدته وتركته وهي تبتسم، نظر خالد إلى تحركاتها باستغراب مما قالته.
_منزل شروق ٥م
_الصالة
نشاهد منة تجلس على الأريكة وكان أبناء شروق يجلسون على طاولة السفرة يقومون بالمذاكرة، خرجت شروق من المطبخ وهى تحمل صينية بها أكوب شاي، رمت عينيها نحو أبنائها.
شروق:
_ أنس ركز في مذاكرتك، وأنتِي يا أيسل سمعيني صوتك وأنتِي بتقرأي.
اقتربت من منة وجلست بجانبها وضعت الصينية على الطاولة التي تتوسط الأنتريه وقالت باستهجان:
_ يخربيت عقلك، بكابورت طفح على الواد.
منة بتعجب:
_ كنتِ عايزاني اعمل ايه يعني؟
شروق بعقلانية وهدوء:
_تكوني هادية، منة لازم تفهمي إن ردود أفعالك بتكون زيادة عن حجمها ومبالغ فيها، لازم تستوعبي ده، هو في ايه يا بنتي؟ هو الراجل عمل ايه لكل ده؟ طب أول مرة بررتي اللي عملتيه عشان مايفهمكيش غلط، وأنا كنت معاكي، لأن فعلًا معظم الرجالة دلوقتي مش كويسة وبيفهموا إن البنت لما توافق إنها تاخد منه حاجة أو يوصلها آن ممكن يترجم ده إنها بتفتحله مجال وإنها سهلة، بس في الحفلة عشان محمد قال لابسين زي بعض تعملي كده برغم إنك عارفه هزار محمد كويس؟
زمت منة شفتيها وقالت بضيق وشعور بالندم:
_ بصي أنا مش عارفة أنا ليه عملت كده، واضايقت جدًا من نفسي بعدها وقلت ايه العبط اللي أنا عملته ده الصراحة ندمت.
شروق:
_ كويس إنك حسيتى إنك غلطتي.
أعطت لها كوب شاي وقالت بتساءل مبتسمة:
_طب أنتِي ايه رأيك في خالد؟ بالأخص يعني بعد ما قال كلمة إنك أثرتي فضوله.
منة بلا مبالاة وهي تحتسى الشاي:
_ولا حاجة، أنا أصلًا متضايقة بسبب الكلمة دي يعني ايه أثرت فضوله!! أثير فضوله ليه.
شروق بحكمة:
_ مايمكن معجب بيكي، ماتسيبي نفسك يا منة، سيبى مشاعرك لحد امتى هتفضلي ربطاها، مش يمكن خالد معجب بيكي.
نظرت لها منة باستغراب قالت بوجع خنق صوتها:
_ معجب بيا!! يعني ايه معجب بيا؟ أنا عمري ما حد أعجب بيا، عمر ما راجل قال لي صباح الخير يا منة وهو مش بيعتبرني زي أخته، أنا عمري ما عرفت المشاعر دي، ولا الأحاسيس دي.
تبسمت نصف ابتسامة حزن وأكملت:
_ وبعدين هو ولا معجب ولا حاجة، هو ممكن بس يكون عايز يعرف الشخصية المجنونة اللي بيتعامل معاها دي مالها بتعمل معاه كده ليه؟
وبعدين أنتِي عايزاني بعد كل السنين دي أجرب اسيب مشاعري وانجرح، وبعدين هو لسه في
في العمر اني اجرب! خلاص كبرنا على الحاجات دي، أنا حبيت حياتي كده، واتعودت خلاص عليها كده، بقيت بعرف أفرح نفسي، مش محتاجة راجل يفرحني ولا يقولي أنتِي حلوة يا منة، أنا بقيت بقول لنفسي أنتِي جميلة يا منة وأجيب لي ورد في الفلانتيِن، وجاب لي هدية حلوة، أنا مش محتاجة الراجل في حياتي ولا محتاجة للمشاعر دي، أنا بقيت بعرف أخلي مشاعري متشبعة ومش محتاجة لحد.
شروق بعقلانية:
_حتى لو خالد مش معجب بيكي، وعايز يعرف الشخصية المجنونة كفضول، دي لوحدها تخليكي عايزة تعرفي هو ليه عايز يعرفك، فضول بردو، وبعدين يا منة بطلي الكلام اللي أنتِب بتقوليه ده، أنا متأكدة إنك هتعيشي قصة حب حلوة، وهتتجوزي جوازة أخر جمدان وهتبقى حكاية.
منة تبسمت بوجع:
_ أنا والله بسمع الجملة دي منك أنتِي وحنين من وأنا عندي 25 سنة يعني من 10 سنين وماتحققتش، غيروها بقى، بقت اوفر، وبعدين ثانية واحدة هو ماينفعش أبقى سعيدة ومبسوطة غير وأنا متجوزة وفي حياتي راجل !! ماينفعش أبقى سعيدة وأنا لوحدي في بيت أهلي، ليه كلكم شايفين إن محور الكون ومحور السعادة إن يبقى لي بيت وزوج وأولاد، مع إن أنا شايفة إنها مش نهاية الكون ولا هي دي السعادة، ما أنا ممكن أتجوز وأخلف وأبقى تعيسة، وممكن أبقى لوحدي وأبقى في غاية السعادة زي دلوقت.
شروق وهى تربت على قدميها قالت بعقلانية:
_ حبيبة قلبي أنا فاهماكي، وطبعًا الجواز مش محور الكون، وفعلًا ممكن تتجوزي واحد ويكرهك في الحياة، وممكن تعيشي لوحدك وتبقي في غاية السعادة كأنك ملكة متوجة، كل الحكاية إن أنا مش عايزاكي قفشه كده، سيبي نفسك في حدود الاحترام، أنا ما قولتلكيش عدي حدودك طبعُا، بس ادي للناس فرصة يقربوا منك، متخافيش مش هتتعلقي بيهم والله العظيم، أصل أنا فاهماكي لو كدبتي على كل الناس وكذبتي على نفسك، أنا بقى فاهماكِ وهقول لك الكلام انا خايفه تصرحي بيه نفسك، ومش هخاف تزعلي، أنتِي بتهربي من خالد وغيره لأنك خايفة تتعلقي بيه، خايفة تتعلقي وتتعودي على الاهتمام، إن في حد اهتم يسأل على منة، إنه يبقى عارف إن منة بتتعب من الشمس وضغطها بيوطى فيجيب لها عصير، إنه افتكرها، إن في حد خاف عليها تركب تاكسي وهي تعبانة فقال لها تعالي أوصلك، أنتِي خايفة تجربي الأحاسيس دي لاحسن تلاقي نفسك اشتقت لها، وترجعي تدوري عليها تاني، زي ما كنتِي عاملة مع محمد، بس لا يا منة، مش هتتعودي ولا هترجعي تشتاقي، لأنك خلاص فهمتي اللعبة وبقيتي فاهمة وعارفة أنتِي عايزة ايه، كل الحكاية إن ممكن يكون خالد ده معجب بيكي، أو مش لازم خالد غيره، فبلاش الهجوم بتاعك ده، وتخلي الناس عندها نفور إن هما يقربوا منك بالشكل القوي، ويبقى عايز اتعامل معاكي بحدود الشغل وبس، خليكي مرنة بس بحدود الأصول والاحترام والدين، بطلي خوف يا منة وسيبي نفسك.
منة بخوف وضعف:
_ خايفة اسيب نفسي اتوجع.
شروق وهي تهز رأسها بلا :
_مش هتتوجعي، أنتِي خلاص كبرتي بقيتي فاهمه، بطلي خوف يعني أنتِي عاجبك حياتك كده بالله عليكي انا متاكده انك مشتاقه تجربي المشاعر دي وتعرفيها .
منة بعين اغرورقت بدموع:
هو حد قالك إن أنا مش عايزة أتجوز أو مش عايزة يبقى لي بيت وحياة، مش عايزه اتحب واحب، واعيش قصه حب حلوه وأحس بالمشاعر الجميلة دي، اللي عمري ماعرفت عنها اي حاجه غير مجرد كلام شفته في المسلسلات، اني مش عايزه أحس إني راجل بيهتم بيا وبيسال عليا، أكيد محتاجة له، بس مش هوقف حياتي عشانه ولا هدمر حياتي عشانه، ولا هقعد أبكي وأزعل وأقول ليه أنا دونًا عن كل اصحابي واخواتي وجيراننا ما أتجوزتش؟ وأفضل أعيش التعاسة، نفس الوقت مستحيل أفرح وأجري على حضن أي راجل يقولي كلمة حلوة، ربما يكون معجب !!! لا طبعًا هعمل كده في نفسي، بصي أنا سايباها على ربنا، والله ربنا كاتب لي أتجوز أكيد هفرح، مش كاتب لي وكاتب لي الوحدة، هقول الحمد لله على كرمك يا رب، وادينى اهو اتعودت عليها، ربنا رحيم زي مابيدي البلاء بيدي الإنسان القدرة على تحمله، بس قصة إني أدي مساحة لحد بغرض إنه معجب بيا أو يحصل بينا أي حاجة لا، لكن أنا فعلًا محتاجة أغير طريقتي في التعامل مع الناس، وأبطل هجوم مش عشانهم! عشاني، لأن أنا كده ببين ضعفي، أنا قرأت كتاب وسألت أخصائي نفسي قال اللي أنتِي بتعمليه إنك بتهربي من مشاعر أنتِي محتاجاها، وخايفة تضعفي وتستسلمي وتبدأي تتلذذي بيها، وترجعي تحتاجيها تاني زي ماكنتي محتاجاها زمان، زي ما قلتي كده يا شروق، فلازم أهدى وأعقل وأنا بتعامل مع الناس، وأفهم كويس الشخص اللي أنا بتعامل معاه وأحلل الموقف، وأدي لنفسى ثواني أفكر قبل ما أرد وأبطل هجوم، لأن أنا طول ما أنا بعمل كده الشخص اللي قدامي هيفهم إني شخصية ضعيفة، وبخبي ضعفي ده ورا العصبية والرفض بالشكل الهجومي ده.
شروق:
_طيب يا ستي دي برده خطوة حلوة إنك هتبدأي تدي مساحة للناس من غير هجوم وعصبية، طب أنتِي ما فكرتيش ليه خالد قال لك الجملة دي؟
منة بعدم اكتراث :
_ بصراحة لا، بس زي ما قلت لك هو أكيد عايز يعرف المجنونة اللي بتهاجمه على أتفه الأسباب، بس أنا مش شاغلة بالي، بس هو فعلًا إنسان محترم، حتى مامته جابت لي مصحف وسجادة صلاة حلوين جدًا، حتى لقيت معاهم مسك، عارفة أول ما الست قالت لي على الهدية، أول لحظة كده، كنت عايزة أقول لها جبتي لي هدية ليه؟ أنتِي متعرفنيش! تفتكريني ليه؟ أنا مجرد مهندسة عملت شغل ابنك، وأسيبها وأمشي.
شروق وهى تضحك:
تصدقي وتؤمني بالله لو أنا أم خالد وعملتي معايا كده، هديكي بالقلم على وشك، ايه يا بنتي اللي أنتِي فيه ده، بطلي بقى شغل باكابورتات، يخرب بيتك، الحمد لله إنك مسكتِ لسانك وأعصابك.
منة وهي تضحك:
_ عندك حق.
💞♥️_____بقلمي_ليلة عادل______♥️ 💞
_في أحد النوادي الرياضية الشهيرة ٥م
_فى أحد ملاعب التنس، نشاهد خالد وهو يلعب التنس مع أحد الأشخاص وهو يرتدي الملابس المناسبة وأثناء ذلك اقترب محمد وهو أيضًا يرتدي ملابس مناسبة.
محمد:
_ هالو خالود.
نظر خالد نحوه بابتسامة:
_ محمد، عامل ايه؟
اقترب محمد منه وقام بمصافحته:
_ عامل ايه؟ وحشني.
نظر خالد أمامه وأشار للاعب الذي أمامه بمعنى لن أكمل اللعب.
خالد بتوضيح وهو ينظر لمحمد ويمسك بين يده المضرب:
_ والله طالع عيني في المصنع، بحاول أعوض خسارتي.
محمد:
_ ربنا معاك، عايزين نظبط يوم نتقابل.
خالد:
_ إن شاء الله، قولي صح منة عامله ايه؟
محمد:
_ كويسة.
خالد:
_ أكيد ما صدقت خلصت مني، معرفش ليه مكنتش طايقاني.
محمد:
_خليك واثق إنها مع الكل كده، مش أنت بس.
خالد:
_ دي شكلها وقعت في غرام واحد كرهها في الصنف كله.
محمد بتعجب وهو يضيق عينه:
منة !! لا منة عمرها ما ارتبطت، هي بس في مرحله كده عمرية، اتغيرت، ليه بقى وعشان ايه ! معرفش.
خالد:
_ ماحاولتش تعرف السبب؟
محمد:
_ الأول، بعدين كبرت.
خالد:
_ اممم، طب خلينا نلعب.
_ومرت فترة لم يلتق خالد بمنة، لكنه كان دائم السؤال عنها، فهي شغلته من وقت أن تعرف عليها.
كانت منة عادت إلى حياتها مثل السابق، تذهب للعمل في الصباح وفي الليل تعود إلى منزلها تجلس داخل غرفتها التي هي بالنسبة لها عالمها الخاص.
وخالد أيضًا كان مركزًا في عمله لكي يعوض خسارته.
(بعد مرور فترة)
_في أحد المطاعم ٥م
_نشاهد منة تجلس على إحدى الطاولات وهى تقوم بإعطاء طلبها للجرسون، ثم رحل الجرسون.
بعد دقائق دخل خالد من باب المطعم وهو يبحث بعينيه عن طاولة فارغة، وقعت عينه على واحدة، تحرك نحوها، قبل أن يجلس شاهد منة تجلس بمفردها، تبسم وذهب نحوها حتى توقف أمام طاولتها.
خالد برقي ولطف:
_ باشمهندسة منة، ايه الصدفة الحلوة دي ولا بالنسبة لك صدفة وحشة؟
رفعت منة عينيها نحوه باستغراب لثواني، ثم قالت بجدية وعدم اكتراث:
_ أهلًا مستر خالد، هي مش حلوة أكيد، بس برده مش وحشة، هي عادي.
تبسم خالد على طريقتها تلك التي تحلو له، ثم قال:
_ هو أنا ممكن اتجرأ، وأسألك أخبارك ايه؟ ولا هتقولي بتسأل ليه؟ ومهتم تسأل عن أخباري، وتعرف ليه وطريقتك الغريبة دي؟
تبسمت منة فهي تفهم لماذا يقول خالد ذلك، ثم قالت بلطف:
_ لا مش هقول لك أي حاجة، أنا الحمد لله كويسة، وأنت أخبارك ايه؟ وأخبار الشغل ايه؟ كل حاجة تمام؟
خالد بلطف:
_ شكلك رايقة، ده أنا أقعد بقى (جلس أمامها) اه كل حاجة تمام، بحاول أعوض الخسارة.
نظر من حوله، ثم نظر لها متساءلًا:
_ أنتِي هنا لوحدك؟
منة:
_ اه لوحدي.
خالد:
_ وأنا كمان برده لوحدي، طب بما إننا لوحدنا، عندك مشكلة لو قعدنا وأكلنا سوا ولا؟
زمت منة شفتيها بأسف:
_ اممم، مش هينفع.
ضم خالد شفتيه بأسف وهو يهز رأسه بإيجاب:
_ تمام، عمومًا أنا قلت أسلم عليكي بما إني شفتك صدفة بعد إذنك.
نهض خالد وعاد إلى طاولته، ثم قام بإعطاء طلبه للجرسون، وظل جالسًا في انتظار طلبه.
كانت منة تنظر له بعينيها من حين لآخر وهي تفكر هل تجلس معه أم لا، فلا توجد أي أسباب أو أي علاقة تجعلها تفعل ذلك، لكنها بعد كثير من التفكير قامت بالنداء عليه، فيبدو أنها تراجعت في موقفها، لكن لماذا ؟؟!
منة بنداء وهي تشير بيدها:
_ مستر خالد.
نظر لها خالد باستغراب، وهي تقوم بالإشارة له بالمجيء، توقف واتجه نحوها وهو يسأل بتعجب وهو يضيق عينيه:
_ في حاجة؟
منة:
_ ممكن تقعد معايا.
خالد باستغراب سحب المقعد الذي أمامها وجلس معلقًا:
_ايه التغيرات دي؟ اوعي تكوني برج الجوزاء؟
تبسمت منة وهي تهز رأسها بنفي:
_ لا أنا مش برج الجوزاء، بس يعني فكرت وقلت مفيهاش حاجة لو قعدنا أكلنا سوا، كمان حابة أعتذر لك على طريقتي معاك آخر مرة، بس أنت برده تطاولت معايا، ايه أثرت فضولك دي؟
خالد تبسم:
هو أنا مش عايز أفاجئك إنك ما زالتِ مثيرة لفضولي.
منة بمزاح لطيف:
_ما بلاش الكلام اللي يضايق ده ويعصب ويخلي شخصيتى التانية تظهر.
خالد تبسم هو يشير بيديه:
_ خلاص يا ستي سحبتها، بس قولي لى أنتِي ليه لوحدك؟ فين أصحابك بعيد عن محمد وشلة الشغل أكيد ليكي أصحاب.
منة بتوضيح:
_ كل واحد فيهم مشغول، ولو فضلت مستنياهم كنت ممكن اجي بعد سنة تقريبًا.
خالد بتعجب:
_ ليه كده؟
منة بتفسير:
_ أوقاتنا ما بتظبطش مع بعض خالص، وأنت فين أصحابك؟
خالد:
_ لا، أنا كنت في مشوار قريب من هنا ولقيتني جعان، فافتكرت إن محمد كان مرشح لي قبل كده المطعم فجيت، بس برافو عليكي إنك متعودة إنك تأكلي لوحدك وتخرجي لوحدك الموضوع ده بيكون شويه صعب بالنسبة للبنات بالأخص.
منة بتوضيح عقلاني:
_ لا ما هو لازم الواحد يتعود يبقى مع نفسه، يتعود يخرج لوحده، يروح مطعم لوحده، ويجيب لبس لوحده، لأن الناس مش متاحة على طول، ولا في كل الأوقات، أكيد بيجي لهم وقت وبيبقوا مشغولين جدًا، وأنا أتعودت ماوقفش حياتي على حد، بقيت أحب أستمتع بكل لحظة، حتى لو هبقى لوحدي، يعني هقول لك، أنا المطعم ده بعته في الجروب اللي فيه محمد، قولتلهم عايزين بقى نخرج ونظبط يوم مع بعض، قالوا لي تمام، الكلام ده كان من حوالي 10 ايام، وكل يومين أسألهم امتى هنتقابل؟ يقولوا مشغولين، سألت أصحابي بقى شروق وحنين، اللي جوزها مش عايزها تخرج، واللي أولادها عندهم امتحانات، قلت خلاص أنا لازم أروح لوحدي، هم خلاص أخدوا وقتهم بما فيه الكفاية.
كان يستمع لها خالد بإصغاء شديد وترتسم على شفتيه ابتسامة جميلة، هو مستمع لحديثها وكم إنها شخصية قوية لا تعتمد على الآخرين.
خالد بتشجيع:
_ حقيقي برافو عليكي.
جاء الجرسون وضع الطعام على الطاوله.
الجرسون:
_ حضرتك ترابيزة 23 طالب مكرونة وايت صوص بالاستيك.
هز خالد رأسه بإيجاب:
_ ايوه.
الجرسون:
_ تحب يا فندم أنزلك طلبك هنا؟
خالد:
_ اه.
وضع الجرسون الطلبات على الطاولة، ثم رحل، نظر خالد إلى منة وهو يمسك الشوكة سألها:
_ وأنتِي بقى جربتي المطعم ده قبل كده ولا دي أول مرة بالنسبة لك؟
منة:
_ بصراحة أول مرة.
قامت منة بتناول قطعة من الطعام الذي أمامها ويبدو أن مذاقه لذيذ:
_ الفراخ حلوة اوي، أنت طالب ايه؟
خالد:
_طالب مكرونة وايت صوص بقطع اللحم البقري.
منة:
_تحب ادوقهولك؟ شكلك مقلق.
خالد:
_ أصل أنا من النوع اللي مابحبش أجرب أي حاجة جديدة، يعني كل أماكن خروجاتي تتعد على الصوابع ومش كثيرة، نادرًا لما أعملها وأجرب حاجة جديدة.
منة:
_ خلاص هدوقهالك.
قامت منة بتناول قطعة من طعامه، يبدو أن مذاقه لذيذ.
منة:
_على فكرة حلوة أوي أحلى كمان من الطبق بتاعي.
خالد بحماس:
_ إذا كان كده هأكل.. ايه رأيك نعمل شير؟ أنتِي تاخدي نص طبقي وأنا نص طبقك.
منة تبسمت بموافقة:
_خلاص ماشي.
خالد وهو يعطيها نص طبقه:
_ أنا بعمل الحركة دي على طول مع أصحابي.
منة بعقلانية:
_ وأنا كمان، بس عايزة أقول لك على حاجة، حاول تغير موضوع إنك مابتحبش تجرب حاجة جديدة، لازم تجرب وتغامر، لأنك هتحس بمتعة رهيبة، يعني أنا في أماكن مارحتهاش قبل كده، عايزة أقول لك أول مرة أروحها كنت بروحها لوحدي، يعني مثلًا أول مرة روحت دهب ونويبع وخط سيناء ده روحت لوحدي، استمتعت جدًا برغم إني لوحدى، حتى مطاعم الأكل جربت أكثر من مطعم لوحدي، بتحس بمتعة حلوة اوي وبتكتشف حاجة جديدة، اه في حاجات بتقع، بس بصراحة متعة وتستاهل المغامرة.
خالد:
_بصراحة لما المطعم طلع حلو، ومكان كمان شكله لذيذ، والأكل كمان حلو، لا أنا معاكي جدًا فإني لازم أتغير، طب رشحي لي حاجة كده أجربها لأول مرة.
منة:
_ أنت أكيد سافرت أغلبية محافظات مصر.
خالد:
اه سافرت أماكن كتير، وخارج مصر برده سافرت.
منة بتفكر رفعت عينيها لاعلى للحظات ثم رفعت عينيها نحوه :
_ طب ليك في القهوة؟
خالد:
_ اه ليا في القهوة.
منة:
_ خلاص هبعت لك لوكيشن العربية بتاعة قهوة في الزمالك، تحفة بص هتبقى إدمان انا بروحها شبه يوم ويوم لازم أروح وأخد لي فنجان قهوة هناك.
خالد:
_ خلاص تمام، أنا أتحمست.
هو يتناول الطعام تسال:
_ أخبار شغلك ايه؟
منة وهي تتناول الطعام:
_ مفيش شغل، بتابع بس.
خالد:
_ أنتِي أصلًا اشتغلتي ازاي في شركة رسلان؟
منة:
_محمد رشحني لوالده ونجحت فيه.
خالد:
_ أنتِي أصلًا شاطرة في شغلك جدًا.
منة:
_ الحمد لله برغم إني كنت خايفة، لأن مش بالضرورة عشان بطلع الأولى على الدفعة أكون شاطرة في العملي.
خالد بتأييد:
صح جدًا، بس اهو طلعتي في الاتنين ممتازة.
رن هاتف منة كانت والدتها، نظرت للاسم تغير وجهها قليلًا، أكملت تناول طعامها، لكن رن هاتفها مرة أخرى
خالد:
_ ردي على المكالمة.
منة هزت رأسها بنعم وردت:
_امممم، الو ماما.
اتاها صوت والدتها من الاتجاه الآخر بنرفزة وزعيق
مفيدة:
_ أنتِي فين يا هانم اتاخرتي كده ليه؟
منة وهى تحاول ألا تشعر خالد بما يحدث
منة:
_ في شغل.
مفيدة:
_هتيجي امتى؟
منة:
_ قربت.
مفيدة:
_ طب خلصي، سلام.
استمع خالد للمكالمة، لكن لم يفسر الحديث، لكنه لم يعلق على الأمر، لكن انتبه لتغير وجه منة، كان يريد أن يسألها، لكنه تردد، فهي دائمًا تفهم اهتمامه بشكل خاطئ، لكنه لم يطق الصمت فسألها.
خالد بتهذيب:
_ هو ممكن أسألك في حاجة؟ وأتمنى متفهميش غلط.
منة رفعت عينيها بتعجب:
اتفضل؟
خالد بتهذيب:
_ شكلك مضايق، من بعد المكالمة، كمان صوت اللى كانت بتكلمك كان عالي، أنا ماسمعتش الكلام بس حسها عالي.
منة تبسمت بتصنع:
_ خلاص ماما بتتكلم معانا كده، فاكرة إننا مش هنسمع، ست بسيطة.
خالد:
_ ربنا يخليها لك، تعرفي أنا لسه عارف إنك ٣٥ من محمد.
منة وهى ترفع أحد حاجبيها باستغراب:
_بجد؟!
خالد:
_ اممم شكلك صغير ٢٨ /٢٩ بالكتير.
منة وهى تضحك:
_ فعلًا!
خالد بتوضيح:
_ والله ما بعاكس ولا أقصد شيء غلط، بتكلم عادي اوعى تتحولي.
ضحكت منة:
_ مش هتحول، هو أنا للدرجة دي مخوفاك؟
خالد:
_ أنتِي مش بتشوفي نفسك لما بتقلبي، ها جاوبي مستغربه ليه؟
منة:
_ مفيش، لأن محدش قالى قبل كده إن شكلي صغير غير أصحابي البنات ومحمد، كنت بفتكرهم بيجاملوني.
خالد:
_لا حقيقة، وطبعًا سنجل زي حالاتي؟
منة:
_ اممم سنجل، الحمد لله شبعت، الأكل فعلًا تحفة.
خالد وهو يمسح فمه:
_ أنا كمان الحمد لله، الأكل فعلًا طعمه جميل، يستاهل التجربة.
منة:
_ أنا اعتمدت المطعم.
خالد:
_ وأنا معاكي.
منة وهى تشير بيدها للجرسون قالت:
_ الشيك لو سمحت.
خالد تساءل وهو يحتسي الماء:
_هتمشي؟
منة:
_اممم، لازم أمشي، بكرة عندي اجتماع بدري وعايزة أحضر له.
جاء الجرسون وأعطى لهما الشيك، قبل أن تمسكه منة، أمسكه خالد.
خالد:
_ خلي المرة دي عليَّا.
منة بعملية وهي تحاول أن تسحبه من يده بحسم:
_لا.
خالد تشبث به متسائلًا:
_ممكن اعرف ليه؟
منة بجدية:
_مش معنى إني قبلت إننا ناكل سوا أو نتشارك الأكل يبقى اسمح إنك تدفع لي.
تركه خالد لها وعاد بظهره على المقعد، فهو شعر أنها ستنقلب عليه، فهو يريد المحافظة على هدوئها وما وصلا له.
خالد متعجبًا:
_ ههههه ، مش هدخل معاكي في مجادلات، هو بس سؤال عمرك ماعرفتي حد جدع؟
منة وهى تخرج النقود الخاصة بطعامها وتضعهم، قالت بتوضيح :
_ ما لهاش علاقة بالجدعنة، ليها علاقة بالحدود، أنا بحب أحط حدود في علاقتي مع الناس اللي حواليا، فما لهاش علاقة بقى أنا عرفت حد جدع أو حد مش جدع، هي مبادئ، واظن دي مش اول مره اقول لك الكلام ده، أنا ما بحبش اعيد كلامي كتير.
خالد:
_ أنا مش معاكي، يعني بعد ما أكلنا سوا ودردشنا سوا، اعتقد دلوقتي ممكن يكون في جزء صغير انشال، وبعدين أنتِي قاعدة مع راجل ماينفعش أسيبك تحطي أيدك في شنطتك وتدفعي.
منة باعتراض:
_ لا، الكلام ده لو أنت قاعد مع خطيبتك، مع مراتك، مع مامتك، أختك، مع أي حد يخصك، مش مع واحدة كل اللى بيربطك بيها، إن هي عملت لك الشغل بتاعك يعني حاجة سطحية جدًا.
خالد:
_ أنا كنت فاكر إن العلاقة ما بينا مابقتش سطحية زي الأول.
منة بجدية:
_ مش هقولك تاني، مش معنى إن احنا أكلنا سوا، يبقى هي خلاص مابقتش سطحية، هي مازالت سطحية، ولو سمحت يا مستر خالد ما تخلينيش أندم إني قبلت نقعد سوا ونتكلم ونتغدى.
خالد تبسم:
_ بصي أنا هسيبك تدفعي عشان مش عايزك ترجعي تضايقي مني تاني، بس ما تاخديش على كده، أنا برده عنيد أوي.
منة:
_ دي على أساس إن هي ممكن تتكرر تاني؟
خالد:
_ وليه لا؟
منة:
_ وليه اه؟
خالد:
_ يعني ممكن نتقابل صدفة تاني ونتغدى سوا ونشير الأكل.
منة:
_ ساعتها مش هحس إن هي صدفة، وممكن أحس إن هي مقصودة.
خالد تبسم:
_ يمكن.
منة:
_ أنت إنسان غريب بجد، ومش هدخل في مناقشة معاك، عن إذنك لازم أمشي.
تحركت منة وغادرت المكان، كانت عين خالد عليها وهو يبتسم ابتسامة عريضة وقال بصوت داخلي:
_ أنا وراكي لحد ما أعرف الدماغ دي بقت كده ازاي، لو أنتِي عنيدة أنا أعند منك.
نظر نظرة إلى الشيك وقام بإخراج باقى الحساب ووضع نقود داخله، وتحرك إلى الخارج، قاد سيارته ورحل.
♥️______بقلمي ليلة عادل _____♥️
منزل منة٩م
دخلت منة من باب الشقة كانت تجلس والدتها في الصالة.
مفيدة:
_حمد الله على السلامة، أتأخرتي ليه؟
منة:
_ شغل، في حاجة؟
مفيدة:
_ اه، عايزة ألف جينه أجيب لحمة وفراخ، الثلاجة فاضية وأخواتك معزومين بعد بكرة، اعملي حسابك تيحى بدري تساعدينى.
منة:
_ أنا عندي شغل مش فاضية، أصلًا بعد بكرة رايحة لشروق.
مفيدة:
_ لا، هتقعدي مع أخواتك وبطلي تبقى برواية كده.
منة:
_ يا ستي أنا مش بتحمل دوشتهم..
أخرجت منة من حقيبتها المبلغ وأعطته لها:
_ سبينى بقى ادخل ارتاح.
تركتها وتوجهت لغرفتها.
دخلت منة غرفتها وجلست على الفراش نفخت بزهق، ثم أمسكت هاتفها، قامت بعمل مكالمة
منة:
_ شروق عاملة ايه؟
شروق:
_تمام يا حبي، هتجيلى بعد بكرة؟ هعملك ورق عنب.
منة:
_لا خليها وقت تاني، أخواتي جايين، أمي عزمتهم.
شروق:
_ اتحملي سخافتهم، معلش أخواتك بردو.
منة:
_ أنا بحب ولاد ماهيتاب مؤدبين، هما كمان وحشوني، المهم قبل ما أنسى أنا قابلت خالد صدفة النهار ده وسمعت كلامك وقعدته معايا.
شروق بعدم تصديق:
_ لا، احكيلى كل حاجة بقى براحة.
اخذت تروي منة لها ما حدث.
شروق:
_ ده طلع لذيذ اهو، كويس إنك عملتى كده.
منة بتوضيح:
_ بس أنا موافقتش أقعد معاه عشان حاجة، بحاول أبطل ابقى جلنف.
شروق:
_ وأنا مش عايزاكي تعملي أكتر من كده، هاتروحي امتى تشربي قهوة؟
منة:
_اشمعنا؟
شروق بخبث:
_عادي.
منة:
_ ممكن بكرة أو بعده.
شروق:
_تمام ظبطي يوم بقى وتعاليلى، وحشتي العيال.
منة:
_ تمام.
♥️💞_____بقلمي_ليلة عادل ______♥️ 💞
_فيلا محمد، 5م
_غرفة نوم.
_نشاهد ايمي تتمدت على الفراش كان يبدو على ملامح وجهها التعب والشحوب، كانت بطنها مرتفعه قليلا، دخل محمد الغرفة بابتسامه ترتسم على شفتيه.
محمد وهو يتقدم نحوها:
_ حبيبتي عامله ايه؟
اقترب حتى جلس على الفراش بجانبها امسك يديها وضع قُبَل رقيقه على كفيها وهو ضامم كفها بين كفيه وهو مسلط عينه على وجهها:
_ طمنيني.
ايمي وهي تخرج انفاس ثقيله متعبه:
_ يعني شويه.
وضع محمد يده على بطنها قال:
_ شكلة هيطلع شقي.
ايمي:
_هكلم جكلين هخليها تحضرلنا الغدا عبال ماتلبس.
محمد:
_ ماشي.
توقف امام التسريحه وبدأت ايمي في الاتصال بالخادمه، بينما محمد بدأ في خلع ملابسه.
ايمي:
_ها منه عامله ايه؟
محمد:
_كويسه.
ايمي:
_ عايزين نخرج كلنا سوا.
محمد:
_ لما تخفي بس.
ايمي بمزاح وهي تضحك قالت بستفسار:
_لسه بتقفش مع خالد.
محمد:
_مجنناه.
ايمي:
_هي فظيعه هو ماعملش حاجه بصراحه اوڤر اوي وهجوميه، يا ابني انا ساعات ببقى نفسي اجيبلها هديه اكلمها بخاف من اسلوبها، حقيقي هي شخص جافه اوي، وهو كمان بردو اڤورت منه مش لدرجة يبات معاها يعني؟
محمد:
_ هو خالد جدع بزياد ماحبش يسيبها لوحدها لانها بنت وكدة.
إيمي:
_ على فكره علي كلمني قالي مش عجباه.
محمد:
_ انا قولتلك بلاش.
إيمي:
_ كل الرجاله بقت سطحيه اوي، عارف انا نفسي بس يتكلمو معاها يدوها فرصه بس مجرد مايشوفو صورتها او شكلها علي حقيقه يرفضو.
محمد:
أن شاءالله ربنا يكرمها بالي يستاهلها.
_في احد الصالات الرياضية (الجيم) ٧م
_نشاهد خالد وهو يقوم بممارسة الالعاب الرياضيه كرفع الاثقال وألعاب المقاومه وغيرها، بعضلات مقتوله فهو يمتلك جسم رياضي جذاب وقوي، كان عرقه يتصبب على وجنتيه بأنفاس ثقيلة... اقترب منه احد الشباب يبدو انه صديقه ويدعى علي.
علي:
_ خالد عامل ايه.
رفع خالد عينه نحوه قال:
_ علوش تمام وانت؟
ضربا اكفّهما ببعضهما.
علي:
_ تمام.
خالد:
_ من يوم الحفله ولا حس ولا خبر.
علي:
_ كنت مسافر لسه راجع.
خالد:
_ حمدلله على السلامه، ها لقيت عروسه؟
علي:
_ تؤ.
خالد:
_للدرجة دي مافيش بنت ملت عينك؟
علي:
_ مش بظبط بس في بيرفضو لما بيعرفه ان عندى بنت رغم أني باكدلهم انها هتعيش مع مامتها، وهتيجي بس في الويك إند.
خالد بعقلانية:
_خد بالك هي بردوه مسؤوليه كبيره، وكويس ان في بنات بترفض وصريحه، بدل ماتتجوزها وتعمل نفسها متقبلة، وفجأه تلاقيها بتتعامل مع البنت بطريق مش احسن حاجه.
علي:
_ بالظبط انت عارف المهندسه اللي كانت بتشرف على المصنع بتاعك؟
ضيق خالد عينه قال:
_ منه
علي:
_ ايمي ومحمد كلموني عليها شفتها في الحفله.
خالد تبسم:
_ وايه رفضت؟
علي باستنكار:
_ مين يا عم اللي ترفض! الموضوع ماتفتحش أصلا هي ماتعرفش الموضوع ده، انا كلمت ايمي،وقولتها شوفيلي واحده من صحابك، قالت لي ليه ما في منه قريبه من سنك وعسوله وجميله محترمه واشاعر فيها.
خالد بتأييد:
_هي فعلا محترمه جدا وشخصيتها قويه.
علي:
_بس اب نورمال يا عم.
خالد:
_ ازاي يعني؟
علي:
_مافيش اي مثيرات فيها خالص، الوش رايح في داهيه، الجسم رايح في داهيتين تقريباً، اطول مني انا مش عارف ازاي فكروا فيها ويرشحوهالي.
خالد:
_ لانها بنت ممتازه انا تعاملت معاها محترمه جدا.
علي:
_ ماشي ماقلناش حاجه بس برده لازم يكون شكلها كويس وجسمها حلو.
خالد:
_انا بصراحه شايفها حد جميل، اه مش ملكه جمال بس حلوه يعني مش لدرجه انها اب نورمال.
نظر له علي بتعجب:
_ بقى خالد اللي بيقول كده!! ده انت مكنتش بتخطب غير بنات فائقه الجمال.
ضحكه خالد:
_مش عارف، انا شايفها حلوه ملامحها لذيذه جسمها مش مليان اوي يعني، ممكن تكون فعلا محتاجه تخس شويه، بس مش للدرجه اللي وصفتها بيها.
علي:
_ الجمال نسبي يا خالد، وهي بالنسبالي مش نافعه خالص، حتى انا قلت لايمي ماتفتحش معاها الموضوع عشان ما تجرحهاش وكده، بقولك هروح اعمل التمرين بتاعي ونقعد شويه مع بعض في النادي.
خالد:
_، اتفقنا.
النادي ٩م
_نشاهد خالد وعلي وهما يجلسان على احد الطاولات وهما يرتديان ملابس رياضيه ويحتسون العصير، واثناء جلوسهم وهما يتحدثون، اقترب محمد.
محمد بمرح:
_ ايه الخيانه دي... انتو هنا.
علي:
_اقعد انا عايزه اشتمك.
محمد وهو يجلس قال بشدة:
_والله العظيم طول عمرك سطحي.
علي:
_ سطحي في ايه يا عم ؟ لازم يكون شكلها مقبول على الاقل، معرفتش اتكلم مع مراتك واخد راحتي في الكلام.
محمد:
_ طب بقول لك ايه احنا هنسال خالد، خالد اختياراته دقيقه في البنات مابيعجبوش العجب،
ايه رايك في منه؟
خالد:
_ انا لسه قايله إنها مش وحشه للدرجه دي، و لو مشكلتك في جسمها لما تخليها تحبك ساعتها هتخليها تخس بطريقتك.
علي:
_وليه اختارها كدة من الأساس، ده جواز صالونات مش حب عشان اتغاضي عن عيوبها واتعمي عنها، الجواز من النوع ده بيقى اساسه مواصفات أساسية في شريكة الحياه انا ماقولتش الجمال رقم واحد، بس هى شكلها مش مناسب ليا، انا عايز واحده رشيقه يكون وشها حلو عاجبني لكن دي وشها مش عاجبني.
محمد:
_والله العظيم حلوه.
علي:
_ ماتجوزتهاش انت ليه؟ انت مش عارفها من ايام الجامعه.
محمد وهو يخرج شفتيه سفلية للخارج:
_معرفش ماحبيتهاش، كنت شيفها زي اختي وبس، هي بنت محترمه جدا ولو كان عندي اخ غير نادر والله العظيم كنت جوزتهاله وقتها، بس نادر ماينفعش.
علي:
_ خالد اهو زى اخوك بردو.
محمد بمزاح:
_ لا ما انا عارف اختيارات خالد عشان كده مدخلتهوش جوه اللسته.
خالد:
_ بقولكم ايه.. ابعدوا عني انا مركز في الشغل، انا عندي قروض ومديون، فكره الجواز دي مش قبل سنتين، بس وبصراحه يا علي إنت كان المفروض تديها فرصه، تتكلم معاها انت رفضت بس عشان الشكل وده غلط، يمكن لو كنت اتكلمت معاها روحها وأسلوبها يغيرو شويه.
علي:
_معاك ممكن يغيرو شويه، بس ده جواز وهي مش استايلي، فالموضوع مقفول.
رن هاتف علي:
_ انا هقوم ارد بقولكم ايه انا حاجز كوره تيجوا نلعب على الساعه 12 كده.
خالد:
_خلاص ماشي انا موافق.
محمد:
_ ماتعملش حسابي عشان عايزه اروّح لايمي.
تحرك علي نظر خالد لمحمد متسال:
_هي عامله ايه دلوقتي؟
محمد:
_ لسه تعبانه شويه.
خالد:
_ ألف سلامه عليها.
محمد:
_ الله يسلمك، ها ايه اخبارك مع منه، بتتكلموا؟
خالد:
_ لا من اخر مره شوفتها في المطعم ماشوفناش بعض تاني ولا اتكلمنا.
محمد متعجباً:
_انا ماعرفش انت ليه مهتم تسأل عليها! ايه الاهتمام ده؟
نظر له خالد وقال .....
الفصل الثامن
محمد:
_ الله يسلمك، ها ايه اخبارك مع منه، بتتكلموا؟
خالد:
_ لا من اخر مره شوفتها في المطعم ماشوفناش بعض تاني ولا اتكلمنا.
محمد متعجباً:
_انا ماعرفش انت ليه مهتم تسأل عليها في ايه؟ ايه الاهتمام ده؟
نظر له خالد وقال بتوضيح:
_ صدقني مافيش اي حاجة كل الحكايه انها مثيره للفضول، عارف لما تعرف حد كده غريب هجومي كدا وفي نفس الوقت شخصية عاقله ، عندها اكثر من شخصيه عكس بعض غصب عنك فضولك بيبقى عايز يعرف مين الشخص ده وليه بقى كده مش اكثر.
محمد:
_ هي فعلا شخصيتها المختلفه دي بتخلي الناس مستغرباها، وهجومها بقى بيخلي الناس تخاف تقرب منها، لكن ماحدش فيهم فكر يفهم هي ليه كده، انت الوحيد اللي فضولك اكلك.
خالد بتعجب من أمره:
_انا بردو ماعرفش بس فعلا هي مثيرة للفضول
محمد :
_بلاش صدقني، منه لحد اللحظه دى مهذبه معاك انا مش هحب انها تغلط فيك وبردو مش هحب انك تضايقها.
خالد: اصلا مافيش بنا كلام عشان اضيقها متقلقش.
وخلال اسبوع نشاهد خالد يذهب الى عربه القهوه التي قامت منه بترشيحها له لكنه لم يراها، وهي أيضاً.
ـ عند أحد عربات القهوة، ٦م
_مظهر عام للشارع مع حركة المارة، البعض يقف عند العربة والآخر يجلس على الطاولات، كانت من ضمن الجالسين منة وهي تحتسي القهوة، بعد دقائق توقف خالد بسيارته فور خروجه منها وقعت عينه عليها، تبسم واقترب منها حتى توقف أمامها.
خالد برقي:
_مساء الخير يا باشمهندسة منة.
رفعت منة عينيها نحوه:
_مساء النور، كيف الأخبار؟
خالد:
_ الحمد لله تمام، وأنتِي؟
منة:
_ الحمد لله، يعني جيت؟!
خالد:
_سمعت كلامك، قلت أجرب حاجة جديدة.
منة:
_ برافو.
خالد:
هروح أجيب إسبرسو، أجيب لك حاجة معايا؟
منة:
_ ثانكس، قهوتي معايا.
هز خالد رأسه بإيجاب وتوجه نحو العربة، وبعد قليل جاء وهو يحمل بين يده كوب من الإسبرسو، جلس على المقعد الذي أمامها دون أن يستأذنها، نظرت له منة باستغراب وقالت:
_ حد سمح لك تقعد؟
خالد بمداعبة:
_ اه، أنا سمحت لنفسي اقعد.
نظرت له منة دن رد تهزي راسها:
_ أول مرة تيجي ولا؟
خالد:
_ لا، مش أول مرة، دي ثالث مرة.
منة بتعجب:
_ غريبة يعني ماشفتكش، أنا بقالي أسبوع كل يوم باجي.
خالد:
_ ازاي ماشفتكيش؟
منة:
_ يمكن بنيجي في مواعيد مختلفة.
خالد:
_ أنا بجي في نفس الوقت ده.
منة:
_ وأنا كمان.
خالد بخبث يمازحها:
_ اممم، بس ايه زعلانة عشان ماشفتنيش ولا ايه؟
منة نظرت له من أعلى لأسفل وقالت باستهجان:
_ زعلانة!! لا طبعًا، ايه العبط ده، تصدق أنا غلطانة اني بكلمك عادي؟
حاولت النهوض، أوقفها خالد قائلًا وهو يضحك:
_استني بس، أنتِي ما بتهزريش خالص بهزر معاكي.
منة:
_هزار سخيف حقيقي، لو سمحت متهزرش معايا كده.
خالد:
_ أنا آسف، اقعدي بقى.
منة نظرت له بضيق وجلست.
خالد:
_ ممكن بقى تعلميني ايه هو الهزار اللي مش سخيف.
منة بضجر:
_ وأعلمك ليه أصلًا؟
خالد:
_عشان مزعلكيش.
منة تبسمت له برخامة:
_ ما علينا، عامل ايه في شغلك؟ محمد قال لي إنك لسه بتحاول تظبط عشان تدفع القروض اللي عليك.
خالد وهو يغمز:
_ سألتي محمد عني ولا ايه؟
نظرت له منة بضيق وحاولت النهوض مرة أخرى، لكن أوقفها خالد مرة أخرى، فهي تشعر بالانزعاج من حديثه وطريقه مزاحه.
خالد:
استني رايحة فين؟ هو كل كلمة بزعلة كده؟
منة بشدة:
_ أنت هتبطل هزارك السخيف ده ولا لا؟
خالد:
_ ما أنا قلت لك علميني، خلاص هبطل هزاري السخيف، وهلبس الوش الجد، ، بس بالله عليكي ردي على سؤالي، عشان ما افضلش أفكر كتير، أنتِي اللي سألتي محمد، ولا هو اللي قال لك؟
جلست منة وقالت:
_ لا، هو اللي قال لي.
خالد:
_ وأنا افتكرتك سألتي عليَّ زي ما بسأل عليكي.
منة:
_وأسأل عليك ليه؟
خالد:
_يعني، أكلنا سوا مكرونة بالصوص الأبيض واللحمة البقري وفراخ بروست وبطاطس محمرة وعملنا شير، كده يعني، عمومًا يا ستي أنا بحاول أشغل المصنع أكتر من شفت، بحاول أعوض الفترة اللي أنا خسرت فيها فلوس عشان أدفع القروض، وأخلص القرض بتاع محمد.
منة وهى تحتسي القهوة:
_ هو أنت بتشتغل في الأقمشة بس؟
خالد:
_ اه.
منة:
_طب أنت ليه ما تحاولش مثلًا تفتح لك محل وتبيع فيه الأقمشة بتاعتك، زي الشركات العالمية بيكسب فلوس كثير جدًا.
خالد بتوضيح:
_ أنا ببيع لشركات ملابس كبيرة، مش بس ملابس حتى للمفروشات، لأني ما بشتغلش في حاجة معينة، بشتغل في كل انواع الأقمشة.
منة :
_طب ما ده جميل، أنت مثلًا لو بعت الأقمشة بتاعتك دي لمصممين الأزياء بالأخص مصممين الأزياء العالميين أو حتى المحليين، هتكسب فلوس حلوة جدًا، حتى اسم الشركة بتاعتك هيكون علامة، لأنهم بيذكروا في الانترفيو بتاعتهم اسم المكان اللي جابوا منة الأقمشة دي، أو اشتغلوا فيها، ممكن كمان تفتح لك محلات تبيع فيها الأقمشة بتاعتك، على فكرة شركات كتيرة عاملة كده، فاتحين مصانع غزل ونسيج زيك كده، وعندهم محلات لبيع منتجاتهم، عشان دي بتبقى ماركة مسجلة باسمك.
خالد:
_ والله فكرة حلوة، بس محتاجة تركيز، أنا أصلًا كنت فاتح زمان أول ما بدأت في أول مشروع، فتحت مصنع ملابس صغير في شقة صغيرة بكام مكنة، وبعد سنة الشقه كبرت، لحد ما اتحولت لمصنع صغير من دور واحد بعدين من دورين، بعدين حسيت إن أنا مش حابب المجال ده، وإن مجال الأقمشة أكبر وأنجح، فاشتغلت في الأقمشة، جبت كام مكنة صغيرة وكل مدى كنت بكبر لحد ما وصلنا للمصنع الجديد.
منة:
_ممتاز، جبتها من الصفر يعني، بص أنا بصراحة مش بفهم أوي في مجال الأقمشة، بس هو مجال يعني بيكسب.
خالد:
_ بيكسب جدًا.
منة:
_هو أنت ايه اللي خلاك اختارت المجال ده بالأخص؟
خالد:
_ بصي أنا أصلًا دارس تجارة زي ما قلت لك، بعد ما اتخرجت، كنت عايز أعمل حاجة خاصة بيا، مشروع ابدأ بيه حياتي، بس ما عرفتش، فضلت أفكر كثير جدًا، بس ماكنتش عارف أعمل ايه ولا اشتغل في ايه، لأن مكنش عندي موهبة أو مكنش عندي انجذاب لحاجة معينة، ودي كانت حاجة تعباني جدًا نفسيًا، قعدت اقرأ شويه واسمع فيديوهات، واشوف نفسي أنا هعمل ايه، مكنش هدفي إني أكسب فلوس بس، لأن لازم كمان أكون حابب المجال، لأن طول ما أنا حابب طول ما أنا هبدع فيه وهكبر وأطور فيه، لكن لو هدفي الفلوس بس، مش هفضل كتير لأني هزهق، في الأول كنت حابب مجال المطاعم، فتحت مطاعم صغير بس الموضوع بجد صعب، لأنك لازم تفضلي كل يوم موجودة، واقفه على أيد الشيف والعمال، عشان خاطر يغسلوا الحاجة وينضفوا الحاجة ونجيب أحسن خامات، وطبعًا كان كل يوم أعمل مشكلة معاهم، قفلته، لأن للأسف لما كان الطلبات بتبقى زيادة ما كانوش بيهتموا اوي بغسيل المكونات ودي حاجة أنا كنت ضدها.
منة:
_امال أنت فاكر إن المحلات اللي احنا بناكل فيها دول بيغسلوا بقى الطماطم والخس والرز والكلام ده؟
خالد:
_هو أنا كنت فاكر إن المحلات الكبيرة بتهتم، بس طلع ولا كبيرة ولا صغيرة، بالعكس كل ما المحل ما يكون أكبر وزحمة كل موضوع عدم النضافة ده بيزيد.
منة:
_ده حقيقي.
خالد:
_ فسبت المجال وركزت في مجال الإكسسوارات والمكياجات، وده طبعًا بعد زن إخواتي البنات، أنا عندي ثلاث أخوات بنات وأنا الولد الوحيد، ما اقتنعتش اوي، بس قلت أجرب، نفس الكلام اتقفل لأني مكنتش حابب وكنت سايب لهم هم يعملوا كل حاجة، قفلته بعدين قلت أنا هسافر وهفكر فكرة كويسة، فعلًا سافرت وشفت حاجات كتير، مجال السياحة، مجال الاستيراد والتصدير، لقيت آمن حاجة ما تكونش فيها لعب ولا فيها بقى اهتمام بالنظافة ولا اهتمام بالحاجة تكون منتهية الصلاحية أو لا، هو مجال الأقمشة، خدت دبلومات ودرست وقرأت ونزلت مصانع وشفت بعيني واشتغلت بأيدي، ورحت ألمانيا، ورحت روسيا، ورحت اليابان، وبدأت أول مصنع زي ما قلت لك كان صغير لملابس الأطفال، كبرته بس حسيت إن المجال الثاني أكبر وأفضل لأن هم هيجي يشتروا مننا الأقمشة، وممكن أعمل زي ما أنتِي اقترحتي، بس بدل ما افتح محلات نبيع الأقمشة ممكن كمان أعمل مصنع صغير للملابس، بدل ما اشتري أقمشة من حتة ثانية.
منة:
_أنا بردو حابة فكرة إنك تفتح محلات خاصة بالماركة بتاعتك، افتح جزء تبيع فيها اللبس وجزء ثاني للأقمشة، واضرب عصفورين بحجر.
خالد:
_ممكن، بصي أنا شخص طموح جدًا، بس دايمًا بحب أحسب خطواتي، ما بحبش استعجل، أنا دلوقتي عندي قروض كثير، فلازم أخلصها وبعد ما أخلصها أفكر بقى في التوسع، عشان ما أتعبش.
منة:
_ربنا معاك، وما عنديش مانع خالص لما إن شاء الله تبدأ تبني مصنعك الجديد أو محلاتك ابقى المهندسة المسؤولة عنها.
خالد:
أنتِي هتوافقي تشتغلى معايا؟ أنا حاسس إنك مش طايقاني.
منة:
_ يعني لو أنا مش طايقاك هاقعدك معايا ونتكلم مع بعض ليه؟
خالد تبسم:
_ أنا اقتنعت.
منة:
_ قول لي صح عجبتك القهوة بما إنك جيت ثلاث مرات.
خالد:
_ القهوة مش قد كده، بس إسبرسو بتاعتهم حلوه.
منة:
_ تخيل بقى أنا ما عجبنيش الإسبرسو بتاعتهم وعجبتني القهوة.
خالد:
_ تصدقي أنتِي، أنا مش مصدق إن احنا قاعدين بنتكلم كده حبه حلوين وأنتِي مش متعصبة عليَّا.
منة:
_ طول ما أنت بتتكلم معايا بالطريقة دي هتلاقيني لطيفة معاك، لكن هترجع لكلامك الغريب هديك الوش الثاني.
خالد:
_ لا الطيب أحسن، بس غريبة إني ماعرفتكيش لحد اللحظة دي غير بس لما اشتغلنا سوا، أنا عارف محمد من زمان من واحنا صغيرين.
منة:
_ أنا برده زيك مجبليش سيرتك، أنا أعرف محمد من الجامعة.
خالد:
_ هو ممكن يكون عشان فترة الجامعة مكنتش موجود في مصر، كنا بنتقابل بس مش كتير.
منة:
_ ممكن، على فكرة أنا في العموم، ما اعرفش أصحاب محمد، يعني احنا اصحاب وكل حاجة، بس مدخلناش في خصوصيات بعض، بس اعرف اتنين صحابه مقربين، واضح من طريقته إنك مقرب.
خالد:
_مش عارف بصراحة، بس تصدقي أنا افتكرت حاجة، كان دائمًا بيقول أنا هروح لمنة، هقابل منة، أكيد أنتِي.
منة:
_ اها انا، انا لازم امشي بقى.
خالد:
_هو كل مرة كده تبقي لازم تمشي؟
منة:
_ أنا خلصت قهوتي.
خالد:
_ يعني خلينا نتكلم شويه الجو حلو.
منة:
_خليها مرة ثانية، عشان مش هينفع أتأخر.
خالد:
_طب أنتِي هتيجي تاني هنا امتى؟
منة:
_اشمعنا؟
خالد:
_مش أنتِي قلتٍ خليها مرة ثانية؟
منة:
_ خليها صدفة.
خالد تبسم:
_ زي ما تحبي.
منة:
_سلام يا مستر خالد.
خالد توقف:
_ خليها بقى خالد بس ومنة بس، ولا أنتِ شايفة ايه؟
منة:
_ أفكر وأقول لك.
خالد:
هي دي كمان محتاجة تفكير؟
منة:
_بالنسبة ليا كل حاجة محتاجة تفكير، بعد إذنك.
خالد:
_ أنا هفكر في موضوع المحل ده، ولو وصلت لقرار هستأذنك إني اتصل بيكي نتكلم شويه في الموضوع ده بما إنك صاحبه الفكرة.
منة تبسمت:
_ مفيش مشكلة، باي.
خالد:
_ سلام.
(وخلال اسبوع)
ـ نشاهد خالد يذهب باستمرار الى عربه القهوه لكي يرى منه لكن عندما كان ياتي كان يصل متاخر وهي على وشك الذهاب، او لم يلتقي بها، فهو لا يعرف لماذا يحاول ان يتقرب منها رغم من معاملتها الجافه معه.
أمنيات وأن تحققت بقلمي ليلة عادل (ㆁωㆁ)♥️
ــ عند عربه القهوه٦م
ــ نشاهد خالد يهبط من سيارته وكانت منة على وشك صعود سيارتها افترب منها بخطوات سريعه لايقفها.
خالد بتهذب:
ـ إنتي هنا؟ ايه الصدفه الحلوه دي.
منه التفتت له وقالت بعدم اكتراث:
ـ هي ولا حلوه ولا وحشه هي حاجه عاديه عموما انا خلاص ماشيه شربت قهوتي.
خالد:
ـ طب متخليكي نتكلم شويه مع بعض.
منه باقضتاب:
ـ مستعجله بعد اذنك.
سيارتها وغادرت نظره لها خالد بابتسامه ثم ذهب الى عربه القهوه.
(بعد كام يوم)
عند أحد عربات صنع القهوة،٦م
نشاهد خالد يجلس على كبوت سيارته ويحتسى كوب من القهوة في انتظار منة مثل كل يوم، بعد قليل اقتربت سيارة منة وركنت بالقرب منه، هبطت منها وتوجهت إلى العربة وقامت بأخذ طلبها، فهي لم تنتبه لتواجده حتى الآن، وأثناء عودتها وقعت عينها على خالد الذي كان يشاهدها، لوح بكفه لها بابتسامة، اقتربت نحوه حتى توقفت أمامه لكنها كانت مختلفه هذه المره عن كل مره؟.
منة:
_ايه الصدفة دي؟ صدفك كترت اوي.
خالد وهو يقلدها:
_ أنا مش هقول لك هي وحشة ولا حلوة، عشان أنتِي هتقولي عادية.
منة تبسمت بتعجب:
_هو أنا بتكلم كده؟
خالد:
_ ممكن أكون بالغت في التقليد، بس بتتكلمي كده.
منة:
_ هو أنت عندك كم سنة؟
خالد:
_37، بس اشمعنا عندك عروسة؟
منة:
_ أصل كنت بحسك أخرك 21 سنه ومكرماك في كام سنة.
خالد وهو يتحسس وجهه:
_ أنا شكلي صغير، بس مش لدرجة ٢٠ سنة ممكن ٣٠.
منة:
مش قصدي على الشكل، قصدي على الدماغ.
خالد:
_ أصل أنا عامل زيك، عندي شخصيتين شخصية تحسيها عاقلة كده وكباره، شخصيه ثانية فرفوشة اندر ايدج.
منة:
_ والشخصية الفرفوشة الأندر ايدج هي اللي حاضرة دلوقت؟
هز خالد رأسه:
_ بالظبط.
منة:
_ بس شكل الإسبرسو عجبك اوي هنا، بقيت تيجي كتير.
خالد:
امممم، وبصراحة كمان عشان أشوفك.
منة بشدة:
_ أنت هترجع تانى تقول كلام يعصب.
خالد:
_يعني اكدب عليكي؟
حاولت التحرك من أمامه هبط من سيارته ووقف أمامها.
خالد:
_ استني بس، كل الحكاية إني بقيت متعود أشربها معاكي، عشان كده بقيت باجي كتير.
منة:
_ من راي متتعودش.
خالد باستغراب وهو يضيق عينه:
_ ليه؟
منة:
_ عشان كلنا مؤقتين في حياة بعض.
خالد:
_ حتى لو كلنا مؤقتين في حياة بعض، بس لازم تستمتعي بلحظة تواجد الناس دي جنبك.
منة:
_ ولما تتعود، وتلاقيني بكرة مش موجودة هتعمل ايه؟
خالد:
_ وليه متكونيش موجودة؟
منة:
_ الحياة بتتغير والناس بتتبدل.
خالد:
_ يا ستي حتى لو بكرة مش هتكوني موجودة، أنا مستمتع بالحظات اللي أنا مقضيها معاكي دلوقت.
منة بضعف:
_ خالد بلاش الكلام ده، الكلام ده ممكن يخليني أوقف إن احنا نتكلم لو شفتك صدفة زي النهارده كده، أو زي كل مرة، ووقتها هعمل نفسي مش شايفاك، فلو عايز تحافظ على علاقتنا ببعض بلاش الكلام ده.
خالد بعقلانية:
_ بصي يا منة أنا راجل متعود على الصراحة، أنا مش هقول لك إن أنا معجب بيكي وحاسس بحاجة، لكن في حاجة جوايا مشدودة ليكي من وقت ما شوفتك، أنا مش عارف ايه هي، لكن اعتقد في الكم مرة اللي احنا شفنا بعض فيهم عمري ما تخطيت حدودي، ويا ستي اعتبريني زي محمد، هتقولي ما فيش حاجة مشتركة ما بيننا هقول لك لا في حاجة بنحب الكتب بتاعة علم النفس زي بعض، وبنحب القهوة، واحنا مش بنتقابل مخصوص، بنتقابل صدفة، فلو اتقابلنا مرة صدفة زي النهار ده مفيهاش مشكلة لو شربنا قهوتنا سوا وتكلمنا، ولو حسيتي اني بعدي حدودي أو بضايقك اعملي اللي أنتِ عايزاه، تمام؟
نظرت له منة لثواني وهي تفكر باضطراب، بعد ثواني دون وعي منها هزت رأسها بالموافقة، فهي أيضًا تشعر بانجذاب نحوه.
(وخلال فترة)
كانت منة وخالد دائما المقابلة بالصدفة المقصودة من خالد عند عربة القهوة، كانا يتبادلان الأحاديث المختلفة، كانت منة لطيفة في طريقتها معه عكس كل مرة، ولم تقم بمهاجمته، وكان خالد منتبهًا جدًا على طريقة التحدث معها، هو أصبح يفهمها ويفهم ما يزعجها، فأصبح خالد معتادًا على مقابلاتها، كان يظل جالسًا في سيارته بانتظار مجيء منة التي لم تكن تعطي الأمور أهمية كثيرًا.
💞ـــــــــــــــــــــــــــــبقلمي_ليلةعادل(ʘᴗʘ✿)
ـ مصنع الخالد القديم.
ـ مكتب خالد١٢م
ـ نشاهد خالد يجلس خلف مكتبه ويقوم بالكتابه في احد الاوراق، بعد قليل طرق الباب فقال
خالد:
ـ اتفضل.
دخل رجل يبدو من مظهره انه في اوائل الستينات، من الشعر الابيض الذي يملا راسه، وجهه الذي به بعض التجاعيد الخفيفه، وهو يرتدي ملابسه المهندمه، ارتسمت على وجه خالد ابتسامه عريضه حين رأى ذلك الرجل الذي يبدو انه يكن له كل الحب والاحترام، اقترب الرجل تزامناً مع توقف خالد باحترام.
خالد:
ـ عمي فهمي ازيك.
الرجل وهو يقترب بعتاب لطيف:
ـ لا انا زعلان منك ايه كل الغيبه دي؟
خالد باعتذار:
ـ والله مشغول اتفضل اقعد، تشرب ايه؟
فهمي:
ـ لا انا مش عايزه أشرب حاجه انا كنت جنبك هنا قلت أمر عليك، طمني عليك، مبروك على المصنع الجديد.
جلس خالد وقال :
ـ الله يبارك فيك، انا زعلان منك عشان ماجيتش.
فهمي:
ـ والله كنت تعبان انت عارف السن بقا
خالد:
ـ ربنا يديك الصحه، عارف انا كنت هكلمك، عايز اخد رأيك في حاجة، حاجه كده مخلياني محتار وانت عارف مش بلجألك غير في الاوقات اللي زي دي.
انتبه له فهمي وقال بابتسامه:
ـ شكلها حكايه مشاعر.
هز خالد رأسه بنفي وهو يقول بحيرة:
ـ مش بالظبط، في بنت اتعرفت عليها من فترة، حاسس إني منجذب ليها، وساعات بحس إن إجذابي ده لأنها ثايره فضولي، او إني مشفق عليها، وساعات بحس إن هو اعجاب، بس إللي متاكد منه انه مش حب، في حاجه! ايه هي مش عارف؟! وليه هي بالذات برده ماعرفش! برغم ان هي مافيهاش اي مقوّمات البنت اللي كانت في خيالي، حتى في الشخصيه بعيداً عن الشكل، بس إللي متاكد منه، إن انا عايز اساعد البنت دي، عايز اساعدها واخرجها من الضياع ومن الصندوق اللي هي حبسه نفسها فيه، صعبانه عليا، بس خايف، خايف اجرحها وانا مش قاصد، يعني اجي أساعدها ااذيها أكتر.
فهمي:
ـ يعني اللي مخليك مقرب منها دوافع إنسانية؟
خالد:
ـ ايوة، يعني جزء منه كدة، بس مش هنكر أن في انجذاب خصوصاً في الفتره الاخيرة لاننا قربنا من بعض شويه.
فهمي بعقلانيه:
ـ بص يا خالد العلاقات والمشاعر معقده جدا خصوصاً في البدايات، أحياناً ممكن تشوف شخص تنبهر بيه او يثير فضولك زي ماحصل معاك، وتبقى عايز تقرب عشان تعرف الشخص ده أكتر، وبمجرد ماتقرب منه الإنبهار بيبدأ ينخفض تدريجياً، او يبدأ يزيد، وده مش هيبان غير لما تقرب منها ويحصل بينكم مواقف وكلام كتير، اهم حاجه لازم تعملها اوعى توعدها بحاجه طول مانت متلخبط، مش واقف على ارض صلبة، ومش عارف انت عايز ايه، او تحسسها بأي طريقه ان في حاجه من ناحيتك، خليك عادي، أتعامل معاها بشكل مش هقولك رسمي، بس اوعى تخليها تحس بحاجه، مش لازم تقولها بلسانك، العين بتنطق باللي اللسان مابينطقش بيه، وهي ممكن تصدق نظرة عينك، تصدقك من اهتمامك، تعيش حاجه مش حقيقيه بتوجعها وبدل ما تساعدها تطعنها في قلبها.
خالد:
ـ ما هو ده اللي انا خايف منه، هي اصلا عندها مشكلة، نفسي افهمها او واعالجها منها، وفي نفس الوقت خايف تترجم قربي ليها غلط.
فهمي:
ـ وانا من رايي طول ما انت في جزء كبير جواك دوافعه انسانيه، عشان تنقذها من مشكلتها، يبقى لازم تحط حدود ودايما وانت بتتكلم معاها قولها انتي زي اختي الكلام ده اللي دايما يدي اشارات بطرق غير مباشره انك تتعامل معها بشكل وفي اطار محدد وبعدين انت كل ما تتعرف على بنت هتعمل كده احنا، عايزين نفرح بيك مش عايزينك تشتغل معالج نفسي عايز اشيل ولادك انا هخلي زين يقرص عليك عشان هو سايبك تدلع.
تبسم خالد:
ـ والله يا عمي اعمل ايه حضرتك شايف الشغل وانا ماكانش ينفع اخد اي خطوه وانا لسه مشوش كنت هظلمها بس ماتقلقش اخواتي مش سايبيني كل يومين جايبنلي عروسه
فهمي:
ـ ربنا يكرمك يا خالد ببنت الحلال اللي تستاهلك انت ابن حلال وتستاهل كل خير، وبعدين عايز اقولك حاجه صغيره، احيانا الموضوع لما يبتدي، بصعبانه عليا، وعايز اساعدها، ومش هي دي اللي انا كنت بحلم بيها، بتطلع هي، انا كنت زيك كده، مرات عمك ماكانتش فتاة احلامي، بس بعد فترة بقيت بحبها وماقدرش ابعد عنها
خالد تبسم:
ـ بس منه صعبه، صعبه اوي شخصيتها جامده ماعتقدش ان الموضوع ممكن يوصل للحب، هي بصراحه بنت محترمه، وجميله فيها مميزات كثير بس هجوميه بشكل صعب اوي.
فهمي:
ـ البنت لما بتبقى هجوميه، بيبقى اكيد مرت بأزمه خليتها بالشكل ده.
خالد بتأييد:
ـ انا بقى عايزه اعرف ايه اسبابها وافهّمها ان في ناس كتير لسه كويسه لأنها حقيقي حد يستاهل حياه اجمل من اللي هي حبسه نفسها فيها، يعني حضرتك شايف اني اكمل ماوقفش؟
فهمي بتأيبد وهو يهز رأسه بإيجاب:
ـ كمّل بس خد بالك واعمل اللي قلتلك عليه، خليك هادي وعاقل في خطواتك.
هز خالد رأسة بإيجاب بصمت.
ـ عند عربة القهوة، ٧م
ـ شاهد منة وهي على وشك أن تقود سيارتها لكي تتحرك بها، لكن قبل أن تدير محرك سيارتها تفاجأت بخالد يقف أمامها وهو يشير لها بالتوقف، اتسعت عينيها، فتحت النافذة بعد أن التفت لها خالد وتوقف أمام النافذة.
منة بشدة:
_ أنت مجنون في حد يقف كده؟!
خالد:
_ أعمل ايه؟ ما أنا عايز أوقفك، رايحة فين؟
منة:
_ ماشية.
خالد وهو يفتح لها باب السيارة:
_ماشية ايه؟ لا انزلي هنشرب قهوة مع بعض، أنا أتأخرت عشان كان عندي اجتماع.
منة:
لا مش هينفع، وبعدين هو أنت جاي مخصوص عشاني؟
خالد:
_ هنستعبط بقى؟ ما أنتِي عارفة إني باجي عشان نشرب سوا ونقعد نرغي سوا.
منة بتعجب:
استعبط ونرغي! اخدت عليَّ اوي.
خالد:
_ لسه واخدة بالك! يلا انزلي بجد أنا حتى فكرت في مشروع المحلات وهعمله، عايزين نتناقش شويه فيه.
منة:
_مش هينفع يا خالد، ماما لسه مكلماني وكانت عايزاني.
خالد:
_ خمس دقائق.
منة:
_خليها مرة ثانية.
خالد:
_ طيب ماشي.
نظر بعينه وجد بائع غزل البنات
_ ليكي في غزل البنات يا ست البنات؟
منة وهي تشير برأسها نعم:
_ اه طبعًا، بحبه.
خالد:
_ تمام.
نظر للبائع وقام بالتصفير له والإشارة له بأن يأتي وهو يقول:
_ يا حج.
اقترب الرجل ويحمل بين يديه عصا غزل البنات، نظر خالد إلى منة وسألها:
_بتحبيه أبيض ولا أحمر؟ (قبل أن تجيبه) استنى هات واحد أبيض وواحد أحمر ولا أقولك هات اثنين واثنين.
الرجل:
_خد خمسة بعشرة جنيه.
خالد:
_خلاص ماشي هات ٣ أحمر واثنين أبيض.
أخذهم وأعطى للرجل النقود ورحل.
خالد وهو يقدمهم لمنة:
_ اتفضلي يا ست البنات.
منة:
_ ايه كل ده؟! كفاية واحد.
خالد:
_لا، خديهم كلهم.
منة:
_والله كتير، وبعدين أنا ما صدقت أخس.
خالد:
_ بتعملي رجيم ولا ايه؟
منة:
_ لا خسيت لوحدي وأنا مبسوطة.
خالد:
_ معلش خديهم.
منة:
ميرسي يا خالد.
خالد:
_هستناكي بكرة الساعة 6:00 اوعي ما تجيش.
نظرت منة له باستغراب، أكمل خالد:
_ يعني عشان نتكلم في المشروع.
منة:
تمام، يلا باي.
ابتعد خالد عن السياره وأغلقت منة الباب وهو
خالد يقول:
_ سلام .
تحركت منة بسيارتها كان خالد عين عليها بابتسامة جميلة، ثم اتجه نحو سيارته وصعدها وقادها ورحل.
منزل منة١٠م
غرفة نوم منة
نشاهد منة وهي تجلس على الفراش تشاهد أحد الأفلام على التلفاز، وهي شاردة تفكر في خالد وطريقته معها الغريبة وخفة ظله، فهو شاب وسيم بجسد رياضي محترف يجبر أي فتاة أن تنشغل به، لكن ما زاد ابتسامتها تذكرها عندما انتبه لتغير ملامح وجهها بعد المكالمة وسؤالها عما أصابها، سرعان ما عبس وجهها وقالت بغضب:
_ منة ايه؟ عبط مش عايزين، زي مهاب ومحمد مش اكتر.
وأثناء ذلك طرق الباب، دخلت مفيدة وهي تحمل بيده يدها كوب شاي
منة بتعجب:
_ماما خير في حاجة؟
جلست مفيدة أمامها وهى تقول:
_ لا، عملت لك شاي معانا.
نظرت لها منة لثواني بتعجب، فهي لأول مرة منذ سنوات تقوم بعمل كوب شاي لها دون أن تطلب منها، أخذته منة وهي تشكرها.
منة:
_ شكرًا.
مفيدة:
_ منة بقولك ايه عايزة ٢٥ ألف سلف.
منة وهي تقعد حاجبيها باستغراب:
_ في حاجة؟
مفيدة بتوضيح:
_ أخوكي مزنوق فيهم.
منة بتعجب تسائلت:
_ مزنوق في ايه يعني؟
مفيدة:
_عايز يوضب شقته، يفصل أوضة عشان بناته كبروا.
منة بتعجب:
_يعنى حضرتك عايزة تاخدي فلوسي اللي أنا شقيانة وطالع عيني فيهم، عشان تديهم لابنك؟
مفيدة:
_ دول سلف.
وضعت منة الكوب على الكومودينو وقالت بضيق:
_ ما كان في ٥ آلاف سلف قبل كده مرجعوش، وعشرة قبل كده نفس الكلام، وألف في ألف في اتنين، مفيش حاجة بترجع، وأنا بقول مش مهم إخواتك، بس كده كتير، حرام تاخدي فلوس البنت عشان الولد.
مفيدة:
_ أخوكي معذور منقفش جنبه؟ خليكي حنينة.
منة بحزن واستهجان:
_ هو مهاب ده عمره وقف جنبي ولا قال لنفسه أنا ليا أخت اطمن عليها، ابنك مش بيسأل غير لما يبقى محتاج فلوس، ده أنا يوم ما روحت أجيب العربية فضلت اتحايل عليه يجي لأنه بيفهم فيهم، اتحجج إنه تعبان وطلع مسافر مصيف، ومحمد الغريب جه معايا هو وبابا، يا شيخة ده لما تعبت مكلفش نفسه يسأل برسالة وتس.
مفيدة بتهكم:
_ده أنتِ سودا، عربيتك دي من ٦ سنين يا سودا.
منة بتهكم:
_سودا! ولما العربية بتعطل ولا لما ببقى محتاجة حاجة وأكلمه مش بيقول مشغول، ومحمد اللي بيروح معايا هو وعمرو، عمومًا ماشي أنا يا ستي سودا الله يسمحك، بس مفيش فلوس.
مفيدة:
_ هتعملي بيهم ايه؟ ما هما مركونين في البنك التراب مليهم.
منة بتعجب وقد اتسعت عينيها:
_فلوسي تعبت وشقيت بيهم، لازم أشيلهم للزمن، أنا بكبر، ولا عايزاني أصرفهم على ولادك؟
مفيدة باستهجان وسخرية:
_ والله أنا أفهم اشليهم ده لو هتجيبي بيهم حاجة! لكن خلاص أنتِي عارفة اللى فيها، مفيش عرسان، عنستي يا أختي، محدش هيبصلك، لو كنتى شيلاهم للجهاز ابقي قابليني، محدش عبرك وأنتِي صغيرة هيعبرك وأنتِ داخلة على ٣٦، بشعرك الأبيض ده، خليهم يا أختى اشبعي بيهم بكرة ياخدهم، مال الكُنزي للنزهي.
حين استمعت منة لآخر كلمات والدتها شعرت بوجع شديد فطر قلبها وكسره، فهي لم تنزعج من باقي الحديث فلم تكن أول ولا أخر مرة تستمع له، لكن ما زاد جنونها آخر حديثها فهي تتمنى موتها من أجل أن يرثوها.
نهضت منة بعدم تصدق:
_ أنتِي بتدعي عليَّ عشان ولادك، تصدقي بالله أنا أحرقهم، أرميهم في الشارع، ولا تاخدوا جنيه مني.
نهضت مفيدة ونظرت لها بغضب وقامت بصفعها بقوة وهي تقول:
_ والله أنتِي عيلة مهزقة ما لكيش حاكم بتتنكى علينا عشان بتقبضي بالألوفات، والله اقعدك من الشغل، أنتِي فاكرة ايه إني مش هقدر عليكي؟
منة بغضب وصراخ:
_ متمديش ايدك عليَّ تاني فاهمة، ولو قلت لى كلام من اللى بتقوليه مش هسكتلك، كفاية بقى سبينى في حالي دمرتينى يا شيخة، عايزة منى ايه؟
دخل محمود على صوتهما وهو يسأل:
_ فى ايه؟
مفيدة:
_شوف بنتك السافلة اللي متربتش وشكلى هربيها.
كادت أن تمسكها من شعرها، لكن أمسكت منة يدها وأبعدتها.
منة وهي تمنعها من ضربها:
_اوعي كده متمديش ايدك عليَّا، أنا كبرت وشكلي حلو وجسمي حلو ولسه ملقتش الإنسان المحترم اللى ياخدني، ولو ملقتش مش مهم، أنا قاعدة ملكة فاهمة، مش هعمل زي بناتك اللي كل يومين يجولك غضبانين ومفضوحين فاهمة، والله العظيم لو حد من ولادك تاني فتح بوقه بكلمة من كلامه اللي زي السم، لديلو بالقلم على بقه فاهمة، منة بتاعة زمان خلاص ماتت فاهمة، اللي هيقولى كلمة همسح بكرامته الأرض مهما كان وأنا قدها بقى.
محمود بزعيق:
_ منة في ايه؟
منة بجنون وصراخ:
_عايزة تاخد فلوسي وتصرفهم على ابنها،تعبي وشقى السنين، لما رفضت عايرتنى بعدم جوازي وقالت لي بكرة ياخدهم وضربتنى بالقلم، كل ده ليه؟ بتعملي فيا كده ليه؟ حرام عليكي، أنا بكرهك.
محمود:
_ خلاص يا منة، صلى على النبي، حقك عليَّا.
وجه نظراته لمفيدة بتعب:
_بصي أنتِي بقيتى ست كبيرة ٦٥ سنة، بس والله ما هتباتي فيها، روحي لابنك، أنا تعبت، أنا ٧٥ سنة تعبت اتقي الله واحترمي سنك، كفاية، واحدة غيرك تحضن بنتها وتطبطب عليها عايزة تاخدى عرق ولية وتديهم للمحروس.
مفيدة:
_ دول سلف، أخوها مش تقف جنبه، بنتك سودا وبرويه، بنتك اللى طالع بيها السما.
محمود بانفعال:
بلا سلف بلا قرف، أنتِي ولية مفترية مش بتتقي الله، طمعانة في البت ومخلية عيالك وعيالهم طمعانين فيها ادتهم كتير، يا ريت حد بيسأل عنها ولا بيقولها مالك يا أختي محتاجة حاجة، اتفو عليهم وعلى تربيتك الناقصة أنا هكلم ابنك ياجى ياخدك، عشان لو بتي فيها مش عارف اعمل ايه.
مفيدة:
_عجبك يا أختى، منك لله، حسبي الله ونعم الوكيل فيكى يا منة، ربنا ما يكسبك يا شيخة، مبسوطة، طول عمرك سودا، إن شاء الله هتفضلي كده، اتفو عليكي.
منه بانهيار: انا نفسي تحبيني مره واحده ياماما مره وحده بس وتقوليلي كلمة حلوه.
نظرت لها مفيدة من أعلى لاسفل برفعت حاجب وتركتهما وخرجت للخارج، اقترب محمود وربت على كتفها:
_حقك عليا يا بنتي، حقك على راسي.
قبلها من رأسها.
منة:
_ بابا مينفعش تخرج بره بيتها، عيب أنتم كبرتو، ياريت لو ينفع أنا أمشي وأريحها مني.
محمود
_ متقوليش كده، هزعل منك تروحي فين وتسبينى؟ أنتِي اللي مصبراني عليهم.
منة:
_ طب عشان خاطري متخلهاش تمشى.
محمود:
_طيب.
تركها وخرج للخارج، جلست منة وأخذت تبكي بحرقة ووجع شديد وهي تقول:
ـ يا رب خدنى بقى عشان تعبت، والله تعبت كل ما برتاح شويه ولا بمسك نفسي ينهد تعبت والله تعبت. أخذت تبكي بحرقة.
خلال أسبوع
لم تذهب منة إلى الشركة فهي كانت في حالة نفسية صعبة جدًا بعد ما قالته لها والدتها،
ذهبت إلى مدينة الإسكندرية بمفردها لتريح أعصابها قليلًا.
برغم التغيرات الكبيرة التي حدثت في شخصية منة، لكن يبدو أن معايرة والدتها لها كسرها كثيرًا
فـشاهدها وهي تسير على البحر، تجلس أمامه وهي تفكر في كل شيء حدث معها، حتى في طريقه علاقتها بخالد هي الآخرى أخذت جانبًا من تفكيرها.
على الجانب الآخر كان خالد يذهب كل يوم لعربة القهوة لكي يلتقي بمنة كالمعتاد، لكنها لم تأتي، وعندما كان يتصل بها كانت لا تجيب على هاتفها، فشعر أن هناك خطب ما بها، لكنه لا يعرف كيف يصل لها.
💞♥️____بقلمي_ليلة عادل______♥️💞
شركة رسلان ١م
مكتب محمد
نشاهد محمد يجلس خلف مكتبه وهو ينظر أمامه يبدو أنه في انتظار أحدهم، بعد ثواني دخل خالد، تبسم محمد .
محمد وقف بترحيب:
_خالد تعال، عامل ايه؟ ايه المفاجأة الجميلة دي؟
خالد وهو يصافحه:
_ تمام ؟
جلس على المقعد الأمامي للمكتب.
_ أخبارك ايه يا محمد؟
محمد:
_الحمد لله، كله تمام.
خالد:
_ مبروك على المشروع بتاع مدينة العلمين.
محمد:
_ الله يبارك فيك، لازم تحضر الحفلة.
خالد:
_ إن شاء الله، بقول لك ايه هي بشمهندسة منة فين؟
محمد بتعجب:
_ منة! بتسأل عنها ليه؟
خالد بتوتر مبطن:
_ مفيش كنا متفقين على شغل سوا بكلمها على طول ما بتردش.
محمد باستغراب:
شغل خاص ما بينكم؟!
خالد:
_مش بالظبط يعني، كنت عايز أفتح محل أبيع فيه منتجات المصانع بتاعتي، وهي صاحبة الفكرة فكنت عايز اخد رأيها.
محمد:
_ منة واخدة إجازة ومختفيه بقى لها أسبوع، قافله تليفوناتها ما بتردش على حد.
خالد:
ـ في حاجة؟
محمد بتعجب:
_مهتم تسأل ليه يا خالد؟
خالد:
_عادى.
محمد:
_ خالد عايز أقولك على حاجة مهمة، منة دي تهمني جدًا، أنا بعتبرها زي أختي، منة من أنضف الشخصيات اللي ممكن تقابلها في حياتك، يمكن ليها حاجات كده بتعصب، بس أرجع وأقول اللي بتعمله صح، لأن الزمن ده زمن وحش والناس كلها لابسة ماسكات، فبلاش منة يا خالد، منة مش زي أي واحدة عرفناها قبل كده.
خالد باستغراب:
بنات عرفناها قبل كده!! هو أنت تعرف عني إني من النوع ده! أو حتى كان ليا في مواضيع البنات، عيب اللي أنت بتقوله ده يا محمد، أنا مش صغير وعارف الشخص اللي قدامي على ايه، أنا هكون صريح معاك، أنا فعلًا حاسس بانجذاب ناحيتها، بس مش حب، مجرد ما أتأكد من الإحساس اللي جوايا أكيد هاخد خطوة.
محمد:
_يعني أنت لسه مش عارف أنت أصلًا عايز منها ايه؟
خالد:
_كل اللي أنا عارفه إن أنا مهتم بيها، وعلاقتي بيها زي علاقتك بيها يمكن أقل كمان، ما تقلقش، وبعدين منة ما يتخافش عليها، ما شاء الله عليها لسان مترين، المهم بس ابقى اطمن عليها أكيد في حاجة حصلت، لأن آخر فترة كانت كويسة.
محمد:
_ آخر فترة!! شكلكم كنتوا بتتقابلوا.
خالد:
اتقابلنا صدفة مرتين ثلاثة كده في عربية القهوة وقتها اتكلمنا في موضوع المحل ده، بعدين اختفت.
محمد:
_ عمومًا منة حد محترم جدًا، وأنا هفرح اوي لو علاقتكم تطورت، المهم لازم تبقى عارف ومتأكد من حقيقة مشاعرك عشان ما تجرحهاش.
خالد:
_يا ابني ما اجرحش مين، والله العظيم ما في حاجة ولا عمري عديت حدودي ولا هعديها، أنت مش واثق فيا؟
محمد:
_ لا واثق فيك، هطلب لنا بقى فنجانين قهوة تحكي لي على موضوع المحلات ده، يمكن أديك فكرة حلوة، ولا أنت مش عايز تسمع غير أفكار منة.
خالد:
اطلب وهحكيلك يا سئيل.
الإسكندرية ٨م
_نشاهد منة وهى تسير في شوارع الإسكندرية وعلى الكورنيش وأثناء عبورها إلى الاتجاه الآخر تفاجأت بكشاف سيارة إضاءته عالية، مما أدى إلى انعدام الرؤية عندها، اقتربت منها السيارة وفجأة...