أخر الاخبار

رواية وللعدالة كلمة الفصل الثاني2 بقلم رغدة



رواية وللعدالة كلمة

الفصل الثاني 2

 بقلم رغده



اخذت الايام تمضي تباعا وعادل واقع بين شقي لهيب قلبه بحيرة ما بين حبه ووالدته 

قام بتأجيل  اعترافه لفرحة بحبه وعرض الزواج وايضا قاطع والدته فلا يزورها ولا يكلمها 

يحيا على أمل أن تنصلح أموره وهذا ما بدا حين هاتفته والدته وهي تبكي اشتياقها له وقبولها بقراره بالزواج من تلك الفتاة ولكنها أصرت عليه أن يحضرها معه لتتعرف عليها 


وعدها عادل بزيارة قريبه هو وفرحة وكانت السعاده تقفز من عينيه وتخرج مع حروف كلماته وهو يعبر عن حبه لوالدته وشوقه للقائها 


في المساء كان يتمشى مع فرحة على أحد الارصفه متشابكين الأيدي 

وقف والتفت لها بابتسامة خطف بها قلبها وهو يهمس لها : فرحة انا بحبك 

ظنت أنها تتوهم فهي من كانت تحلم بأن يقولها وتتمنى أن تسمعها تخرج من بين شفتيه فرمشت بعينيها غير مستوعبة اهي بحلم ام علم 

ولكن بده التي شددت عناق يدها وهمسه مجددا : انا بحبك من اول مرة شفتك فيها ، تقبلي تتجوزيني 


فغرت فاهها  وما زالت متصنمة بوقفتها لتهمس بصوت غير مسموع : بتحبني 

قرب وجهه منها يحاول أن يسمعها ولكن لا شيء 

فرقع بإصبعه أمام وجهها والشك والخوف احتل قلبه أن تكون لا تحبه 

لتنظر له بخجل ووجنتيها اصتبغت باللون الوردي وبسمتها تكافح لتخرج ليبتسم لها ويضمها لصدره بحنان 

لتبادله عناقه ودمعاتها تذرف فرحا 

قضوا ليلتهم تحت ضوء القمر والنجوم تفترش السماء وهو يتلو على مسامعها كل كلمات العشق وترانيم الهوى وهي كانت أكثر من مرحبة له وقلبها ينبض بتصفيق حار على تحقيق امنياتها شاكرة الله على نعمه التي باتت عاجزة عن عدها 


بعد يومين كانت تقف أمام منزل والدته تشعر بقلق ينهشها لا تعلم سببه 

احتضن كفها بين راحتيه وكأنه شعر بارتجافها وخوفها وقال بصوته الحاني : متخافيش دي ماما هتحبك وانتي هتحبيها 

اومأت برأسها وهو يطرق الباب لتفتح له شقيقته وهي تحتضنه بقوة : حمدالله على السلامه يا حبيبي 

عادل بحب : الله يسلمك يا حبيبتي 

ثم نظر لفرحة وقال : دي فرحة يا بسبس 

ودي اختي بثينه الي كلمتك عنها 

مدت فرحة يدها تصافح يد بثينه وشعورها بالقلق قد زاد حين ابتسمت بثينه بتكلف وهي تضغط على يدها ببعض القسوة 


دلفوا للمنزل ليجد والدته تجلس في الصاله والتي ما أن رأته حتى وقفت وهو يسرع خطاه ويرتمي بحضنها كطفل صغير وهي تربت على ظهره وتقبله 


ابتسمت فرحة على هذا اللقاء الحميمي بين عادل ووالدته وهي تتمنى أن تحظى بهذا الحضن الدافئ الممتلئ بالحب 

بعد قليل خرج من حضن والدته وخطى خطوتين نحو فرحة وسحبها باتجاه والدته وقال : اعرفك يا ماما على فرحة 

اقتربت فرحة بخطى بطيئه لتأخذها سهام بحضنها ولكن عناقها كانت تشوبه القسوة حتى أنها شعرت ببعض الالم 


كان اللقاء موترا للأعصاب لم ترتح ابدا لنظرات والدته وشقيقته ولكن وجوده بجانبها وحنانه وحبه ودفء وجوده كان الطاغي لمشاعرها فهي ستتزوجه هو وليس عائلته وايضا سيحبونها حين يتعرفون عليها أكثر فما هذا اللقاء الا بداية لحكاية عمر سيبدأ قريب 


باتت ليلتين مع شقيقته بغرفتها التي لم تبخل بجفاىها لها لتشعرها أنها غير مرحب بها أما والدته فكانت كل فينة وأخرى تسألها عن الملجأ وكيف كانت الحياة بها ومن اشرف على تربيتها وهل كان هنالك رجال ام لا 

بالمقابل كان عادل يغدق عليها بحنانه ومستعد لاستقبال اي سؤال من والدته ليزيح ذلك التوتر والخوف 


واخيرا انتهت الزيارة الثقيلة على قلبها وعادت للمدينه وكأنها سمكه كانت قد خرجت من المياه وتمت إعادتها لها اخيرا 


حاولت قدر الإمكان التبرير لتصرفاتهم الفجة وأنها ستقابلهم ايام معدوده بعد زواجها  وسيكون عادل معها يساندها فعادل أخبرها أنهم سيقيمون في المدينه ليكون قريبا من عمله 


بدأت سهام تطلب الكثير والكثير من تجهيزات البيت من فرحة والتي لم تكن تمتلك الكثير من المال ولكن عادل كان يساعدها وايضا المشرفات حين علمن عن قرب زواجها جمعن مبلغا لا بأس به واهدينها إياه لتكمل جهازها والاجمل تلك السيده ام مصطفى التي قدمت لها أيضا هدية زواج لتساهم بهذا الجهاز 


في هذا الوقت كان عادل يبحث عن شقة لاستئجارها لتكون منزل الزوجيه لحين أن يرزقه الله ويشتري منزلا خاصا بهم 


ولكن طلب والدته المفاجئ كان كالصفعه على وجه كليهما حين أعربت أنها تريدهم أن يسكنوا معها 


حاول عادل التملص وإقناع والدته ولكن حجتها كانت أقوى حين أخبرته أن شقيقته تقدم لخطبتها شخص وقريبا ستتزوج وستبقى هي وحيده 

فمن سيبقى معها ومن سيراعيها بغيابه واستنزفت عاطفته وهي تخبره عن مدى خوفها من أن تموت وحيدة 


وافق عادل مرغما بل واقنع فرحة التي لم تجد سبيلا للرفض فهي تحبه ولا تستطيع رفض طلبه 


عدت الايام سريعا وتمت خطبة بثينه ل فؤاد ابن المعلم حسونه المقيم بنفس الحي 

واتفقوا أن يتم الزواج بعد عام 


شهور قليله وتم زواج عادل وفرحة في القريه وكان زفاف بسيط يقتصر على معارف سهام وصديقاتها وأصدقاء عادل أما من طرف فرحة التي كانت تتمنى حضور صديقاتها ومشرفاتها في الملجأ فبقيت امنيه لبعد القريه عن المدينه وعدم تمكنهن من الحضور 


انتهى الحفل واصطحب عادل من أصبحت زوجته لمنزل والدته ومنها لغرفته وقبل أن يغلق الباب وجد والدته تدلف الغرفه وتقول :عادل استنى. 

عادل :خير ياست الكل

سهام : الناس مستنيه بره ماتتاخرش

دي عوايدنا  وانت عارفها كويس وخصوصا مع المحروسه عروستك

ولو مش هتقدر قول وانا والنسوان نشيل عنك الحكايه دي

واهو يبقى قلبي اطمن


شعرت فرحه بان الارض تهتز من تحت قدميها حين فهمت مقصدها  وتملكها الخوف وشعرت بان الدماء قد فارقت اوردتها


أما عادل فقال سريعا برفض : لا يا ماما مش هيحصل فرحة مراتي. وده موضوع خاص بينا 

حاولت سهام فرض سيطرتها ولكنه قبل رأسها يحاول امتصاص غضبها وهو يخرجها من الغرفة ويغلق الباب من خلفها 

التفت ليجد فرحة وجهها اصفر كمن سحب منه الدماء وعينيها تذرف دمعاتها بسخاء جعل كحل عينيها ينساب تاركا خطوطا سوداء تشوه جمالها الأخاذ 

اقترب منها وهو يضمها لصدره لتجهش ببكاء يقطع نياط القلب  

سحبها نحو السرير ليجلسها ويجلس خلفها يسند ظهرها لصدره وهو يضمها ويهمس بأذنها بكلمات اعتذار مختلطة بكلمات العشق وانفاسه الدافئه تلفح جيدها حتى غط كلاهما بنوم عميق


في الصباح الباكر فتحت فرحة عينيها الذابله لتجد عادل يضع حقيبة صغيرة أمامه ويضع بها الثياب 

هبت سريعا وقالت : عادل انت سايبني ورايح فين ؟؟ 


امسكها من يدها وجذبها نحوه بحنان ليجلسها بحضنه وهو يقول رايحين يا حبيبتي هو انا اقدر اسيب القمر ده 

ابتلعت ريقها وقالت بحيرة: رايحين فين ؟

عادل بابتسامه وعينين ضاحكه سعيده : حجزت لينا اسبوع عسل في اسكندرية هكون انا وانتي لوحدنا 


سعادة كبيرة غمرتها وهي غير مصدقه أن بعد هذه

الليله التي نامت بها بكل تعاسه ستستيقظ على جبرا لخاطرها وسعادة تعيد لها فرحتها التي ضاعت 


حزم عادل ما يحتاجون له واستعد كلاهما وخرجا ليجد والدته جالسة بالصاله والتي ما أن رأته حتى هبت واقفة وهي تقول : ها طمني 


عادل متصنعا عدم الفهم : اطمنك على ايه 

سهام وهي توزع نظراتها بينهما : طمني طلعت بنت ولا .  قالتها وهي تلوي فمها


عادل بجديه : ماما احنا اتكلمنا بالموضوع ده وانا واثق اوي ب فرحة ومش عاوز كلام تاني بالموضوع ده 

امسك فرحة بيد والحقيبه بيد وهم بالمغادرة لتصرخ به سهام : هي واخداك ورايحه فين 

هنا عادل لم يعد باستطاعته كظم غيظه وقال بغضب : كفايه بقا هو انا مش راجل ولا معبي عينك ولا ايه 

كفايه كسرتي فرحتي بليلة دخلتي متزوديهاش 

احنا رايحين اسبوع للإسكندرية نقضي اول ايام جوازنا وهنرجع متقلقيش ،بس انا عاوز اخد راحتي مع مراتي ومن غير نكد 


لم ينتظر أن تكمل كلامها وخرج وهو مشددا على يد فرحة التي كانت ترتجف بشده وقلبها ينبض بخوف مما ينتظرها من بؤس


           الفصل الثالث من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close