أخر الاخبار

رواية وللعدالة كلمة الفصل الاول 1بقلم رغدة

 


رواية وللعدالة كلمة

الفصل الاول 1

بقلم رغدة 


فرحة ❤️

اسم لا يدعو من يستمع إليه إلا أن يظن أن من تحمله نالت نصيبها من الفرح والسعادة 


فرحة فتاة عاشت حياتها بكل تفاصيلها بنفس راضية فهل كافأتها الحياة لقناعتها ورضاها ام داست عليها كالكثير من مثيلاتها 


تجلس على صخرة امام البحر تاركة العنان لنسمات الرياح تداعب خصلات شعرها المنسدل على أكتافها


عادت بذكرياتها لسنوات طويله لتسرد لنا قصتها بمرارتها وحلاوتها لتبدأها بتلك الحادثة المروعة التي أسفرت عن مقتل والديها بحادث سير وايداعها بملجا لرعاية الأيتام 


كانت تبلغ من العمر خمس سنوات فقط حين حصلت على لقب يتيمه لتتبدل حياتها وتبدأ رحلة جديدة عليها 


كانت فرحة منذ أن وطأت قدمها الدار مصدر فرح وسعادة لكل من يقابلها كانت دائما باسمة الثغر والمحيا وايضا كانت وجه الخير كما يدعونها المشرفات على الدار 


منذ أول يوم من وصولها ظهر رجل ذائع السيط والغنى وتبرع للدار بمبلغ كبير من المال واضاف مبنى للملجأ لتعليم الخياطه والتصميم والحياكة

لتلك الفتيات ليخرجن منه وبيدهن صنعة يستطعن بدء حياتهن بها وايضا كان يصرف لهن كل شهر مبلغ زهيد من المال لقاء تعلمهن وعملهن


كانت فرحة سريعة التعلم ونبيهة لكل ما يقال لها فاتقنت الحرفة  وباتت تعلم الفتيات التي ينضممن لها في للملجأ حتى باتت تبلغ من العمر الثامنه عشر 


وفي يوم عيد مولدها أقاموا لها حفلا كبيرا في الدار لوداعها فقد حان وقت الفراق 

كان الحزن يقطن قلوبهن والدمعات تتشبث باهدابهن رغم سعادتهن لخروجها وبدء حياتها من جديد 


وفي صباح اليوم التالي ودعت صديقاتها ومشرفات الدار ومديرتها بحزن كبير ووعدتهن بزيارتها القريبه 


ناولتها المديرة رزمة ليست بقليله من المال وهذا ما جمعته خلال سنوات إقامتها وعملها بمعمل الخياطه 

وناولتها مهجة وهي إحدى المشرفات ورقة بها رقم هاتف وعنوان لأحد السماسرة الذي أخبرته عن فرحه وطلبت منه تأمين مسكن لها 


خرجت فرحة ووطأت قدمها الشارع خارج الدار لتستشق الهواء بملء صدرها لتملأ رأتيها بالكثير من الهواء  كانت تشعر بألم داخلها فهذا الم الفراق الذي لم تشعر به من قبل رغم يتمها ف المشرفات كن لها كأمهات عوضنها عن فراقها لوالدتها  ورفيقاتها كاخوات لم يرزقها الله بهن الا هنا 


اخذت تمشي وبيدها حقيبة صغيره بها ملابسها ومقتنياتها الشخصيه حتى ابتعدت عن الدار 


عالم جديد عليها وأناس اغراب صوت صياح الباعه وصرخات وضحكات الاطفال في الشوارع جعلها تقف تتأمل هذا العالم متسائلة ماذا الان ؟؟ 


اخرجت تلك الورقه من جيب بنطالها وأخذت تسال عن عنوان هذا السمسار حتى عثرت عليه 


كان رجلا كحلا يحمل ملامح الطيبه بوجهه ابتسم لها بحبور حين عرفته على نفسها لياخذها ويمشي معها مسافة ليست قليلة تبادل معها الحديث عن تلك السيده التي ستسكن لديها فشعرت براحة كبيره وهي تحمد الله أنه ما زال يرعاها من علياء سمائه


وصلوا لوجهتهم لتجد تلك السيده التي بلغ الشيب من شعرها مبلغه لتدلها على غرفتها ونتركها عائدة لمجلسها. في الصالة الصغيره بمنزلها 


دلفت فرحة لهذه الغرفة وجلست على السرير  تنظر للفراغ بخوف من القادم وهي تعيد ترتيب افكارها لما تنتويه في حياتها 


حمام دافئ حصلت عليه وابدلت ثيابها بمنامة مريحه وتمددت على سريرها قليلا لتنعم بغفوة تريح بها جسدها وأفكارها 


على الطرف الآخر كان عادل يغلق حقيبته الصغيره ويضعها بجانت حقيبة اللاب توب خاصته ويتجه لطاولة السفره بجانب والدته 

سهام وهي تمد له بارغفة الخبز : كل يا ضنايا قبل ما تنزل 

عادل :فين الشاي يا ماما 

اهو يا عادل ده انا عملاهولك بايدي 

قالتها بثينه وهي تضع صينية تحمل اكواب الشاي 

عادل بابتسامه وهو يرتشف الشاي : تسلم ايدك يا بسبس


أنهى إفطاره سريعا وقبل والدته وشقيقته وغادر المنزل للمدينه 


عادل مهندس يقطن بالارياف مع والدته وشقيقته 

افتتح مكتب خاص به هو وأحد أصدقائه في المدينه فيمكث بها خمس ايام ويعود كل نهاية اسبوع لمنزل والدته 


تأقلمت فرحة بالحياة قليلا بعد مضي بضعة أيام مع هذه السيده المدعوة ام مصطفى فهي سيدة طيبه كتب القدر عليها أن تترمل مبكرا ومعها ابنها الذي ربته حتى اشتد عضده ليتركها ويسافر بحثا عن حياة أفضل 

كانتا كل منهما تشعر أن الله عوضها عما تفتقده 


كانت فرحة تخرج كل يوم تبحث عن عمل ولكن للاسف تعود مساء خائبة الرحى 


وفي أحد الأيام كانت تقف بجانب عربة تشرب عصير بارد لتستكمل رحلة بحثها 

خرج عادل من المكتب وفي خضم قطعة للطريق ناداه صديقه ليقف ويلتفت له وبلحظه كانت فرحة تشده من ذراعه لتجذبه نحوها ويقع هو وهي معا أرضا 

وقبل أن ينفجر بها بغضب لمح تلك السيارة المسرعه المارة من جانبه فلولا أنها سحبته لكان الان بعداد الاموات 


ركض صديقه له بخوف وعينيه جاحظه يعتذر له فهو سبب وقوفه بهذا الشكل ولكن عادل لم يستمع لحرف من كلماته وهو ينظر لعينيها  البريئة وهي ترمش بهما ويديها تدفعه بخفة ليبعد جسده عنها 


وقف ومد لها يده يساعدها على الوقوف وهو يشكرها 

شعرت بالحرج من نظراته وكلماته التي تخرج من بين شفتيه بدفء 

كانت كالمغيبه فهذا اول شاب تقترب منه بهذا الشكل فهي طوال عمرها لم تتعامل الا مع سيدات حتى ذلك السمسار كان كهلا 

شعرت بتعرق يديها وجسدها يرتجف وخفقات قلبها تزداد بقوة من قربه 


أصر عليها أن يصحبها لمكتبه المقابل لهم لتنظف ثيابها مما علق بها من غبار وايضا لتحتسي قدحا من القهوة عربون شكر لها فوافقت 


بعد أن رتبت ثيابها بالحمام الملحق بالمكتب خرجت بخجل لتراه يشير لها من مكتبه فدلفت لتجده مع صديقه 

أشار لها على الكرسي الفارغ فجلست  وشربت قهوتها فعرفها عادل على نفسه هو و فاروق وتعرفا عليها 

شكرها عادل كثيرا واخبرها أنها أن احتاجت له باي وقت فهو سيساعدها فهي من لها الفضل بانقاذه 

اغتنمت الفرصه لتسأله إن كان يستطيع أن يجد لها عمل 

حك أنفه وهو يفكر ليسالها : هو ايه نوع الشغل الي بتدوري عليه 

فرحة : بص بالوقت الحالي اي حاجة لحد ما ارتب اموري لاني ممعبش شهاده بس انا بعرف اصمم واخيط 

عادل :  طب تعرفي تعملي شاي وقهوة 

فرحة بفرحه : طبعا ده انا القهوة بتاعتي لو شربتها مش هتشربها من مكان تاني 

ابتسم لها عادل وقال : طب احنا هنا بالمكتب محتاجين حد يعمل شاي وقهوة وياخد باله من المكتب ايه رايك 

فاروق : اه والله انا فلوسي ضايعه طلبات قهوة لينا وللزباين الي بيجو هنا 

فرحة بعدم تصديق : بجد 

اوما لها عادل وهو يضحك :اه والله بجد 

فرحة :هبتدي امتى 

عادل : احنا بتفتح المكتب من الحد للخميس وجمعه وسبت إجازة يعني تقدري تبتدي من يوم الحد أن شاء الله

فرحة وهي تقف : باذن الله يوم الحد هكون هنا من النجمه 

فاروق بضحك : من النجمه هههههههههههه لا من الساعه تمانيه 

ودعتهم على وعد بلقاء قريب تاركة عادل تائه الفكر بهذه الفتاة التي ظهرت أمامه من العدم لتعبث بإعدادات قلبه الموصد الإغلاق 


مضى اليومين ومضت بعدها ايام كثيره احتلت فرحة قلب عادل الذي كان غارقا بهواها ومتيما بغرامها 

لم تكن هي مختلفة عنه فقد عشقته حد النخاع فهو أول رجل تقابله ليعمي عينيها عن بني جنسه بحنانه وعطفه ورقته التي لا يظهرها لغيرها  


أصبح كلاهما معلقا بالآخر لا يستطيعان الفراق 

بات عادل لا يعود لمنزل والدته الا قليلا بغية أن يقضي نهار إجازته برفقتها وهذا ما جعل والدته تسخط وتغضب من تصرفاته 


سهام بغضب على الهاتف : لا يا عادل تعال انا مبقتش اشوفك الا بالشهر مرة  وحده وكمان بتقضي اليوم ده في اوضك وانت ماسك الزفت الموبايل 


......


سهام : قلتلك لا يعني لا دلوقتي تركب القطر وتيجي 


لم يجد عادل مفرا من إلحاح والدته ليسافر لها وهو ينتوي اخبارها عن فرحة 


بعد بضع ساعات كانت تذرع الصاله ذهابا وإيابا وهي تقول بغل : يتيمه ؟؟؟  جايبلي وحده منعرفش أصلها من فصلها وتقولي بحبها وعاوز اتجوزها ؟؟ 

عادل :يا ماما أما تتعرفي عليها هتحبيها 

سهام : حبها برص ... مين دي الي احبها 

ده انا جبتلك بدل العروس مية وانت تقول مش عاوز ومش بفكر بالموضوع ده وبالاخر عاوز تتجوز بنت حرام 

ماما ... نطق بها عادل بغضب 

سهام وهي تضرب على وجهها : كمان بتعلي صوتك عليا عشانها ، دي اكيد عملالك عمل 

تنهد عادل وأخذ يتنفس يحاول تهدئة نفسه ليقول بهدوء : ماما فرحة يتيمه مش بنت حرام يعني ليها أهل بس ماتو بحادثة وهي صغيره 


اقتربت منه وقالت : وهي تربية الملاجئ دي عرفت توقعك ازاي 

عادل بتأفف من تصرفات والدته : توقعني ايه يا ماما ، هو انتي شايفاني عيل 


سهام بإصرار : انا مش موفقه عالجوازة دي ولو طلعت عن شوري لا انت ابني ولا اعرفك 


هنا لم يعد يحتمل فحمل حقيبته التي لا زالت مكانها وغادر المنزل بكل غضب وقهر من تسلط والدته وكلامها 


غادر وعاد لمكتبه بدل شقة صديقه فاروق الذي يشاركه بها ايام مكوثه بالمدينه  فهو لا يريد أن يراه صديقه بهذا الشكل 

امضى ليلته وهو يتقلب يمينا ويسارا 

حتى ترك الاريكه فالنوم قد جافاه وخاصمه 


كيف تضعه والدته بموقف كهذا  فهي والدته وفرحة فرحة عمره التي انتظرها 

ايقسم قلبه نصفين ؟؟ ايدوس على قلبه وحبه في سبيل إرضاء والدته ام يرضي قلبه ويترك والدته  تعاني ما صنعته بيديها بهذا القرار المجحف بحقه هو ومعشوقته

           الفصل الثاني من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close