أخر الاخبار

رواية وللعدالة كلمة الفصل السادس6 بقلم رغده

رواية وللعدالة كلمة الفصل السادس6 بقلم رغده

قضى احسان وشريف الليله مستيقظين يتبادلون أطراف الحديث كأنهم يعرفون بعض منذ سنوات كلاهما شعر بالراحة اتجاه الآخر 

تنحنح شريف وهو يردف : هي الست الوالده هتبات عند اختك ؟ 

احسان وهو ينظر له لاستفسار  : ها اختي مين ؟؟ 

شريف : هي فرحة مش اختك 

ابتسم احسان وهو رأسه نافيا :لا مش اختي ، ثم استطرد : فرحة دي عوض من ربنا ل ماما بعد ما كانت هتموت من حزنها على اختي امل ، ربنا وقف بطريقها فرحة عشان ترجعها للدنيا من جديد

شريف بغرابه : هي اختك امل حرالها ايه ؟ 

شريف بحزن : امل كانت ست البنات ومفيش حد عرفها ومحبهاش ، بس القدر كان كاتب لينا أننا نعيش بحسرتها لما واحد خطفها وهي راجعة من مدرستها وحاول يعتدي عليها وبالٱخر قتلها ،، مسح احسان دمعته المنسابه من عينه وقال بصوت مرتجف ، قتل فرحتنا ، قتل الحنينه الي كانت دايما تطبطب عليا رغم أنها الصغيره وانا الكبير 

كانت امي التانيه الي مارضاش تاكل من غيري ولا تعمل حاجة من غير ما تاخد رأيي 

حزن شريف لحال احسان فقال بصوت هادئ يشوبه الحزن والتعاطف : ربنا يرحمها ويغفر لها انا اسف اني فكرتك فيها 

هز رأسه وضحك بألم : فكرتني ؟؟ مش لما انساها الاول ، انا كنت بالاول يتعذب بسبب فراقها بس لما اتحكم على الوحش الي حرمنا منها حسيت بشوية راحه لحد ما دخلت فرحة حياتي ولقيتها دوا لجراحنا بقيت احس أن امل مماتتش وان روحها بتسكن فرحة بطيبتها وحبها وحنيتها

شريف محاولا تغيير دفة الحديث : بس انت برضه مقولتليش مين فرحة 

أطلق تنهيدة طويله وقال : فرحة دي يا سيدي بنت لقيتها من سنه او اكتر شويه ، كانت مضروبه ومرمية بالاراضي الزراعيه الي على طرف الطريق


تشنج فك شريف واعتصر يده حتى ابيضت وهو يخبر ذاته أنه كان محقا وكان من المفترض أن يبذل مجهود أكبر  ولكن يبدو أن حقها أبى أن يندمل وظهرت أمامه من جديد ليظهر الحقيقة ويأخذ كل مذنب ما يستحق من عقوبه 

اكمل احسان قص حكاية فرحة وما أخبرته إياه عن زوجها وحماتها والظلم الذي وقع عليها منهم 

شريف : بس هي مقدمتش فيه بلاغ ليه ؟ 

احسان : وقتها كانت ضعيفه وخايفه ووحيده ، دي مقالتش الي حصل ليها الا بعد شهر او اكتر من الحادثه 

انهو حديثهم وذهب كل منهم للنوم 


بعد أن تمدد كل منهم على فراشه يحاول أن يستقطب النوم الذي جافاه شرد احسان بفرحة وهو يعيد ترتيب موازين وحسابات قلبه فهو من ظن أن ما بقلبه لها حبا خاصا بالعشاق دخلت الشكوك داخله فحين تحدث عن شقيقته وعن فرحة شعر أن ما يحمله قلبه لم يكن يوما سوى حبا اخويا وعوضا كما قال عمن فارقتهم تاركة فراغ لا يملؤه الا الالم 


ما أن أفصح الصباح عن حضوره حتى قام احسان وشريف بمغادرة المنزل وتوجها لمنزل صديق شريف اولا 

ودع شريف احسان بحميميه كبيرة بعد أن تبادلا ارقام هواتفهم ووعد بتكرار هذه الزياره 

غادر احسان ونادى شريف على صديقه ليقله ثانية خلف احسان ليتأكد من العنوان خاصتها قبل عودته لبلدته 


بعد عدة أيام كان يجلس شريف خلف مكتبه يراجع ملف قضيتها بكل تفاصيلها وشهادة الشهود 

يتذكر توتر عادل وحركات جسده التي كانت تظهر أنه يكذب ووالدته التي بكت بكاء تماسيح أمامه 


في طريق عودتها لمنزلها صادفت احسان أو ربما لم تكن صدفة بالنسبة له فقد تعمد أن يلاقيها 

فمنذ عدة أيام بات يشعر أنها تبتعد أو تضع مسافات بينهما وتتحدث معه بحذر 

فكر مطولا حتى جزم أن هنالك ما يضايقها وربما كان هو سبب نفورها وابتعادها 

ابتسمت ابتسامة لم تصل لعينيها حين اقترب منها 

احسان : مساء الخير 

فرحة وهي تحاول النظر لكل ما حولها الا هو : مساء النور 

تنحنح احسان وقال : ممكن نقعد في مكان هادئ ونتكلم 

اصبحت مشاعرها تتخبط فهي ليست مستعدة بعد بخسارته ولا يمكن أن تكذب عليه وتسايره بما يشعر فتجرح قلبه وكبريائه 

حاولت التملص منه ولكنه أصر عليها بشده 


في. المقهى جلس كل منهما مقابل الآخر بعد أن طلب قهوة لكليهما 

احسان وهو يحدق بها : ازيك يا فرحة 

فرحة بنبرة خافته : الحمدلله

احسان : مرتاحة يشغلك ؟ 

فرحة : اوي اوي

احسان بابتسامه : طب الحمدلله ، اهم حاجة أن الإنسان يحس بالراحة عشان يقدر يستمر ، لأن النفور من الحاجة وعدم قبولها من قلبنا بتكون عائق بحياتنا ، ولا انتي ايه رايك 

اومأت برأسها وقالت : معاك حق 

احسان : فرحة 

نظرت له ليقول : هو انا زعلتك في حاجة 

أدمعت عيناها وهزت رأسها بنفي 

احسان بدفء واهتمام : طب بتعيطي ليه دلوقت 

فرحة وهي تمسح دمعاتها بظهر يدها كالاطفال : عشان انت هتزعل من الي هقوله 

احسان : انا مستحيل ازعل منك يا فرحة ، انتي اختي الي ربنا رزقني فيها بعد عذاب كبير بروحي لفراق امل 

كفريق امسك بحبل نجاته نزلت كلماته التي اثلجت صدرها فقالت بلهفه لم تستطع اخفاءها : انا بجد اختك 

احسان وهو يومئ برأسه : واحن وألطف واجمل اخت بالدنيا 

لم تستطع منع نفسها فقامت سريعا والقت نفسها بحضنه وهي تقول من بين شهقاتها : كنت خايفه اخسرك بعد ما بقيت جزء كبير من حياتي 

ربت على كتفها وقال بهمس : ششششش تخسريني ليه يا بنتي 

فرحة : عشان افتكرتك بتحبني 

ضحك احساس وقال محاولا مشاغبتها : ما انا بحبك اهو 

نظرت له بعمق وقالت : وانا بحبك اوي يا احسن اخ بالدنيا كلها 

للحظة تخيل امل وكلمات امل وعيون امل كأنها هي بجسدها وروحها واحساسها الأخوي ، ليحتضنها بقوة وهو يردد : ربنا ما يحرمني منك ابدا يا حبيبتي


في منزل فؤاد كان يقف بغرفة النوم وهو يحمل صندوق المجوهرات الخاصة بزوجته يحاول انتقاء إحدى قطع المجوهرات الثمينة ليبيعها 

فما ادخره قد نفذ ووالده رفض إعطاءه المزيد من الأموال 

دلفت بثينه غرفتها وهي منهكة القوى فهي منذ الصباح لن ترتح ابدا 

رأته وهو ينظر لمجوهراتها بعينين جامعه وابتسامة مقيته تزين وجهه لتركض نحوه وتأخذ الصندوق منه 

بثينه : انت بتعمل ايه بالصيغه بتاعتي 

فؤاد وهو يقترب منها كصياد يحاصر فريسته : هي ايه الي صيغتك 

بثينه وهي تتشبث بالصندوق : ايوة صيغتي وحسك عينك تقربلها 

قبض فؤاد على خصلات شعرها وجذبها منه بقسوة : انتي يا بت ال ... بتكلميني كده 

بدأ يضربها بعنف إلى أن تعبت يداه وهي تصرخ من شدة الالم وحين انتهى جذب الصندوق من حضنها وركلها بقدمه كأنها قمامه و اخذ هاتفها واغلق عليها المنزل واقفله بالمفتاح 


في منزل فرحة كان يقف على أعتابه وهو يمد يده ويقول : الظابط شريف 

وضعت يدها بيده وقالت : اهلا بحضرتك ، اقدر اساعدك بايه ؟؟ 

شريف : حضرتك فرحة مش كده 

اومأت برأسها فقال وعينيه تتابع ردة فعلها : مرات الاستاذ عادل 

خوف تسرب لها لترتجف يديها  وتزدرء لعابها وعينيها تنظر برعب له 

ليشير بكفه أمام وجهها وهو يقول : حضرتك سمعاني 

اومأت برأسها ليقول : ممكن ادخل عشان نتكلم براحتنا 

افسحت له المجال وأشارت إلى الصاله  ليدخل ويجلس على أحد المقاعد وجلست هي على المقعد المقابل له 

أخرج من جيب سترته ورقة ومدها لها : البلاغ ده جوزك قدمه من اكتر من سنه بيدعي فيه انك اختفيتي 

نظرت للورقه بتمعن وقالت ببرود عكس ما بداخلها من نيران : الكلام ده محصلش حضرتك ، اولا انا مش مراته انا طليقته ، تانيا بقا وده المهم أنه انا مهربتش ولا اختفيت ولا اتخطفت انا عادل ضربني وكان عاوز يموتني وبعد ما افتكر اني مت خدني ورماني هو ووالدته 


رغم معرفته بقصتها من احسان الا أنه شعر بالحزن عليها و أن خلف قناع البرود الذي ترتديه هنالك الم شديد يعتصر قلبها 

شريف بعمليه وهو يخرج دفتر صغير وقلم : عندك شهود على كلامك ده 

تنهدت فرحة وقالت : أمه واخته ثم قالت يتهكم ده لو اعتبرتهم شهود ومش جناة زيه بالظبط 

شريف : وحصل ايه بعد ما رموكي 

فرحة : فقت لقيت نفسي بالمستشفى جسمي كله متجبس وجنبي الست هيام  وابنها احسان 

شريف : طب انا هطلب من حضرتك تشرفينا عالقسم لإثبات الواقعه 

ترددت فرحة قليلا ولكن يبدو أن الوقت قد حان لتسترد حقها فقالت : تمام انا هاجي واقدم بلاغ فيه ومعايا طبعا كل ورق المستشفى بنفس التاريخ الموجود عالبلاغ ده ، بس بعد اذنك انا عاوزة شوية وقت وكمان هكلم احسان عشان يكون معايا لاني مش هروح لوحدي 

تفهم شريف موقفها فاومأ لها وقال : اه طبعا زي ما حضرتك عاوزة 

فرحة بعد اذنك هعمل تلفون واجي تحب تشرب ايه 

شريف : قهوة مظبوطه لو سمحتي 


ما أن وصلت المطبخ حتى أقفلت الباب خلفها واستندت عليه واضعة يدها على صدرها تحاول تهدئة قلبها الذي ينبض بسرعة كبيرة


أمسكت هاتفها بأصابع مرتجفه وطلبت رقم احسان الذي أجاب سريعا : السلام عليكم

فرحة : احسان تعال انا محتاجاك

لم ينتظر أو يتوانى التقط علاقة مفاتيحه وخرج وهو يقول : في ايه يا فرحة ، انتي كويسه 

شعرت برعبه الذي كان واضحا بصوته لتقول : انا كويسه متخافش ، بس تعال بسرعه 

اقل من نصف ساعة كان احسان أمامها فقال : في ايه 

فرحة : اتفضل جوا وهتفهم كل حاجة 

خطى احسان للداخل ليجد شريف يجلس بكل أريحية 

احسان بصدمه : شريف ؟؟ 

شريف وهو يقف ويصافح احسان : ازيك يا احسان 

فرحة : انتو تعرفوا بعض ؟؟؟؟


والعدالة كلمة 

البارت السابع والاخير

بقلمي رغده


فرحة : انتو تعرفوا بعض ؟؟ 

شريف : بصراحة لولا الاستاذ احسان مكونتيش هتعرفي تاخدي حقك 

ثم اشار لاحسان  الذي ينظر لهم بحيره  ليجلس 

ثم أكمل قوله : من مده شفتك انتي والاستاذ احسان صدفة ، وانا بسبب طبيعة شغلي بقيت احفظ الوشوش والاسماء ومكدبش عليكي اني حاولت افتكر شفتك فين لكن مقدرتش ، ف لحقتكم لحد باب العمارة  ولما عرفت اسمك من البواب عرفتك وافتكرت البلاغ الي كان متقدم في حضرتك 


سرد لهم كل ما حدث دون أن يترك أي تفصيلة ولو صغيره ، أخبرهم الحقيقة كامله حتى شكوكه حين رٱهم معا وتلك الشائعات 

كان احسان يشعر بغضب كبير نحو شريف لشكوكه وكذبه ولكن صراحته هذه تشفع له وخاصة وهو هنا لأجل مصلحة فرحة 


شريف : بس يا سيدي ٱدي كل الحكايه ، وعشان نجيب حقها لازم تقدم بلاغ وتوكل محامي وطبعا اوراق المستشفى والكشف وكمان هنشوف الاستجواب الي حصل بالمستشفى 

احسان : وانت هتستفيد ايه من كل ده ؟ يعني حسب ما فهمت أن قضيتها اتقفلت 

فرحة : ايه اللي بتقوله ده 

احسان : استني انتي يا فرحة 

شريف : بص يا احسان ايوة زي ما قلت القضيه اتقفلت لكن اعرف حاجة مهمه اني عمري ما شفت حق حد وسكت عليه أو اديت حد مظلوم ضهري ومشيت ، مش انا الي اقول وانا مالي ، لأن الحمدلله ربنا اداني الوسيله الي اقدر اساعد فيها ، فليه مستغلهاش واحاول ارد جزء بسيط من الحقوق المتسابه والضايعه 

لا يمكن أن ينكر احسان مدى إعجابه به وبصدقه وصراحته وحرصه الشديد على حقوق الناس 


مساء في منزل سهام كانت تشعر بالتعب الشديد  حاولت الاتصال ب بثينه ولكن هاتفها مغلق فاتصلت ب عادل ولكنه تجاهل اتصالها ، وأكمل طريقه لمنزل فؤاد 


في منزل فؤاد بعد أن عاد منتشيا وسعيدا بالمبلغ الكبير الذي حصل عليه من بيع المجوهرات 

فؤاد : بت يا بثينه ، انتي فين يا مخفيه 

لم يستمع لردها ليستشيط غضبا ويبدأ البحث عنها حتى دلف لغرفة نومهم ليجدها مكومة مكانها كما تركها صباحا ، اقترب منها وهزها قليلا لتظهر أسفلها بركة من الدماء 

في نفس الوقت صعد عادل لشقة شقيقته التي ترك فؤاد بابها مفتوحا حين دلف 

عادل :  فؤش  ، فينك يا ابني 

ما أن سمع فؤاد صوت عادل حتى تجمدت الدماء بعروقه  ولم يعلم ماذا يفعل  


وضع حقيبة المال  بالدولاب الخاص به وخرج سريعا واغلق خلفه الباب 

فؤاد بتوتر : عادل ، اهلا 

عادل : اهلا بيك يا صاحبي ،


جلس عادل وبقي فؤاد واقفا 

عادل : مالك يا فؤش فيك ايه 

فؤاد : ها ، لا مفيش ، جلس وعينيه مسلطة على باب تلك الغرفه بتوتر وارتباك 


عادل : في ايه يا فؤاد شكلك  تعبان 

فؤاد وهو يمسح حبيبات العرق عن جبينه : ها ، اه شويه 

وقف عادل سريعا : طب انا همشي وانت خدلك اي مسكن وريح 

فؤاد : ماشي ماشي 


توجه عادل للخارج وفؤاد اتجه سريعا لشقة والدته 

فؤاد : الحقيقي يا ماما ، في مصيبه 


ابتهال بذعر : مصيبه ايه يا ولا 

فؤاد وكل جسده يرتجف : بثينه 

ابتهال وهي تتفحصه : مالها المخفيه 

ركض فؤاد لشقته وتبعته ابتهال ليفتح باب الغرفه ويقف مكانه 

دلفت بثينه لتضرب على صدرها : يا لهوي ، هببت ايه يا فؤاد 

فؤاد وهو يشيح بوجهه بعيدا : انا معرفش ، انااا جييت لقيتها كده 

جثت ابتهال بجوار بثينه تتفحص نبضها لتبدأ اللطم على وجهها ورأسها : يا مصيبتي دي مييته 

اقترب منها فؤاد ووضع يده على فمها : انتي هتفضحيني ، اسكتي خالص وساعديني بالمصيبه دي 

ابتهال : اساعدك ازاي ، انت مش شايف حالتها والدم ده الي تحتها 

امسكها وازاحها قليلا ومن ثم أزاح السرير بقوة ليسحب تلك السجاده من تحته 

يلا يا ماما لفيها معايا 

ابتهال: هتلفها ليه 

فؤاد : اومال عاوزاني اسيبها كده لحد ما ييجي البوليس يقبض عليا 

ابتهال وكأنها تداركت ما يقوله : بوليس ؟؟؟ لا لا مش هيحصل يلا بينا 


كان عادل في طريق عودته ليستمع لهاتفه.

عادل : ايوة يا ماما 

سهام بتعب : عادل ، فينك يبني ؟؟ 

عادل : بالطريق جاي البيت .

سهام وهي تحاول سحب نفسها بتعب : كلم اختك وهاتها معاك انا تعبانه اوي يا ابني 

عادل : طيب هكلمها 

اغلق الهاتف وحاول الاتصال بشقيقته ولكن هاتفها مغلق 

اتصل بفؤاد ولكن لا مجيب ليعود إدراجه لمنزل فؤاد لاصطحاب شقيقته 


كان فؤاد يحمل تلك السجاده على كتفه وينزل الدرج بتروي ليجد عادل أمامه 

فؤاد بصوت قريب للصراخ: عادل 

عادل : ايه يا عم اتخضيت كده ليه 

لتظهر ابتهال من الخلف  فقال عادل : ازيك يا طنط 

ابتهال وهي تبتلع ريقها : الحمدلله بخير

عادل وهو ينظر لما يحمل فؤاد : ايه يا فؤش ده 

ابتهال : دي ،دي السجاده متبهدله قلت ارميها ونجيب غيرها 

مد عادل يده : هات اساعدك انت تعبان 

فؤاد وقد ازداد توتره : لا متتعبش نفسك 

عادل : هات يا راجل مفيش تعب 

حمل عادل مع فؤاد ونزل بها الدرج إلي أن وصل لسيارة فؤاد ووضعها بالصندوق 

عادل : بعد اذنك يا صاحبي عاوز اخد بثينه معايا عشان ماما تعبانه 

ابتهال : تاخدها ؟؟ 

عادل : ده لو معدكيش مانع 

ابتهال : لا يا ابني بس بثينه مش هنا ،

عادل : مش هنا 

ابتهال : لا نزلت السوق ولسا مرجعتش ، أما ترجع هبعتهالكم 

اومأ عادل برأسه وغادر وما أن مشى بضع خطوات حتى شعر بشيء لزج على قميصه 

مد يده ومسحه ومن ثم نظر ليده لتجحظ عيناه 

قرب يده من أنفه وشم رائحتها 

ما أن استوعب ما يحدث حتى عادت لذاكرته مشهد قتله لفرحه ورميها 

نعم ها هي الدنيا تدور وتدور لتضربه الضربة القاضيه 

هل كانت شقيقته ، هل حملها وساعد الجاني  

لا يعلم كيف ربط كل هذه الأحداث ولكن الله أدركه اياها ليعلم أن الله حق 

استمع لصوت السياره تتحرك ليلتفت سريعا ويجري خلفها 

رٱه فؤاد بمرٱة السياره لينطلق بسرعة وعادل يركض خلفه وينادي عليه ليتوقف ولكن لا استجابه 

نادى كثيرا بعلو صوته مرارا يطلب منه التوقف 


استدار فؤاد سريعا عند تقاطع الطرق لتظهر أمامه سيارة من الاتجاه الآخر ليتفاداها بصعوبه وما أن أبتعد عنها حتى ظهر أمام هذه السياره عادل لتصتدم به بقوة لترميه على بعد عدة أمتار 

فؤاد الذي راقب ما حدث بالمرٱة غافلا عن ما أمامه  لم يرى الشاحنه التي أصبحت أمامه يحاول سائقها التوقف ولكن كان القدر قد خط  لهم نهايتهم لتتصادم سيارته بالشاحنه 


في منزل سهام شعرت بقلبها ينقبض وكان هنالك يد تعتصره بقوة 

حاولت الحركه أو أن تنادي على أحد ولكن قوتها خانتها وخارت 

تململت كثيرا حتى وقعت عن سريرها غير قادرة على الحركه لتبقى مكانها تنتظر أن ينجدها أحدهم 

وليس على لسانها الا اسماء اولادها تهمس بهم بخفوت 


وصلت سيارات الشرطه والاسعاف لموقع الحادث وبعد المعاينة  بدأ نقل الجثث والجرحى الي المشفى ووجدت الشرطه جثة بثينه 


في سيارة شريف كان يجلس احسان بجانبه وفرحة بالكرسي الخلفي شاعرة براحة كبيرة فبعد وقت طويل ها هي تسير بطريق لأخذ حقها الذي طال عليه الزمن 

توقفت سيارة شريف عند المفترق ليرى كل هذه الجلبه

نزل من سيارته بعد أن قال : خليكم هنا اشوف حصل ايه وارجعلكم 

اقترب شريف من الحادث وتحدث مع الظابط الموجود وبعد أن علم حجم الحادث وان الطريق مغلق أخبره الظابط أن يلتف من طريق آخر 

تحرك شريف ولكنه رأى ذلك الشاب  وهم يضعونه على السرير النقال 

اقترب وقال : استنى ، 

نظر له بتمعن  ليذهل 

اقترب منه الظابط وقال : تعرفه 

شريف وهو ينقل نظراته بين عادل وفرحه التي كانت تراقب ما يحدث من نافذه السياره : اعتقد ان

اسمه عادل  جه القسم مره قدم بلاغ 


نظر الظابط للاوراق التي سحبوها من جيب عادل وقال : ابوة اهي البطاقه اسمه عادل  ، بلاغ ايه الي قدمه 

اغمض شريف عينيه ووقف وقال : هخلص حاجة واجيلك نتكلم  ، عن اذنك 

اومأ له الظابط وأكمل عمله 


ركب شريف سيارته وغير مسارها لطريق اخر 

بقيت نظرات فرحة معلقة بالمكان ليقول احسان : خير ايه الي حصل 

تنهد شريف وقال باقتضاب : حادثه 

شعر احسان أن شريف لا يرغب بالحديث فٱثر السكوت 


في مركز الشرطه بعد أن قامت فرحة بالانتهاء من تقديم البلاغ ضد عادل ووالدته وادلت بأقوالها هي وإحسان وقدمت الاوراق الخاصه بالمشفى  تحركت هي وإحسان مغادرين بالقطار عائدين للمدينه 


ما أن ودعهم شريف حتى عاد ليشرف على التحقيق الذي يخص الحادث الخاص ب عادل 

فطلب من الظابط الآخر أن يذهب بنفسه لمنزل سهام لاخطارها بما حدث لابنائها 

فوافق الظابط  ليغادر ومعه أحد العساكر 

طرق الباب كثيرا ولكن لم يجبه أحد وحين هم بالمغادرة استمع لصوت همهمة مكتوم ليتراجع ويقرر كسر الباب وبالفعل هذا ما فعله ليجدها  ملقاة أرضا ليتصل سريعا بالاسعاف

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close