
صدام
بعد ما الدكتور فحص عمي وكتبله خروج قالي اجيب فيروز ومديحة علشان نرجع البيت وطلعت من المستشفي قولت لبحيري اللي جه من عند العربية يستقبلني
" خليك جاهز
- خير يا باشا
" هنرجع البيت
- وجنابك رايح فين دلوقتي
" هجيب فيروز وأمها، هيرجعوا معانا
- تمام يا زعيم
قالها والقلق مالي وشه ف قولت مستفهم
" في حاجة يا بحيري
- لا سلامتك ياباشا
" مالك
- مفيش حاجه جنابك
" ما تنطق، ماما كلمتك؟
- لمحت، بس اهو مفيش حاجه حصلت ، يمكن متعملش حاجه وانا خايف لوحدي
"هو كدة ، متخافش مفيش حاجه هتحصل ، انا هكلمها
- ربنا يكرم اصلك يا زعيم
ضحكت علي خوفه وقولت
" بقولك متخافش، يلا خلي العربية جاهزة علشان نمشي علي طول
- سامحني يا زعيم، الواحد مش حمل اللي ممكن تعمله فيه، وجنابك عارف انا الحيلة امي ملهاش غيري
" متخافش، يلا مش هتأخر..!
طمنته وانا محتاج اللي طمني ويقولي أنها هتعديها ومش هتحاول تعمله حاجة رد علي كدبه عليها لاني عارف ماما مش هتسكت .
وكملت طريقي لبيت فيروز وطول الطريق بفكر اذا اقولها إني متجوز ولا اسكت لغيت ما تعرف لوحدها.
وفي النهاية مكنش قدامي غير إني اسكت مستغل إني موعدتهاش بحاجة ولا طلبت اتجوزها، يعني زعلها مش هيخرج خارج حدود قلبها ومش هيكون في مشاكل بيني وبينها ولا مواجهة من اي نوع
***
وصلت أخيراً لقيتهم مستنين ومعاهم شنطهم وهنا حسيت بغبائي ازاي مجبتش العربية علشان تشيلهم وفوراً قولت قبل ما ارمي السلام
" متأسف قوي نسيت الشنط، لحظة هكلم بحيري يجي بالعربية
اتصلت بيه وطلبت منه يجيني واثناء المكالمة مديحة دخلت جوه بعد ما همست بحاجة لفيروز وبعد ما قفلت قربت منها وقولت
- ايه الاخبار
قالت بتوتر من وجودنا لوحدنا
- الحمدلله
" مرتاحة للي هيحصل
- شوية
" مش شايفك متحمسة؟
- متحمسة بس متوترة علشان لسة مش عارف آية اللي هيحصل بعد كده
" هيحصل كل خير، بس انتي خليكي هادية
خدت شهيق وخرجته براحه وقالت بتوتر
- اتمني كدة
" واضح انك متوتر جدا
- جداً جداً
' مفيش داعي، انتي هترتاحي قوي هناك بس بشرط واحد
" هو ايه
- تعلميني اكتب زيك
ابتسمت بخجل وقالت و وشها في الارض
" بأذن الله...!
بعد دقايق مرت في تبادل الحديث عن هواياتها وعرض دفتر كامل مكتوب بخط ايدها جه بحيري وقطع علينا اللحظة دي وخدنا الشنط وطلعنا وقفت قدام الباب تبص للبيت وتودعه ف خدت منها الشنطة وقولت
" مش هتبعدي كتير وقت ما تحسي انك نفسك تيجي قوليلي وانا هجيبك بنفسي..!
اومأت بالأيجاب ومشينا وفي الطريق مكنتش قادر اتجاهل وجودها كنت بدون ادراك عيني تروحلها من المرايا واحيانًا كانت تتقابل عينينا لجزء من الثانية ولكن كانت بتهرب مني بسرعة واستمر الحال ده ما بين كسوفها وما بين مراقبتي ليها لغيت ما قاطع تركيزي معاها ملاحظتي لبحيري وهو مركز نظره علي المرايا واحيان تانيه كان بيدور حولية عن حد ف قولت بخفوت
" مالك النهارده ما تثبت
رد عليه بنفس النبرة والخوف ماليه
" غصب عني ، بعد ما مشيت لمحت واحد بيراقب ومن ساعتها وانا مقلق
- مفيش حد، انت موهوم بس
ضحك وقال
" سامحني يا زعيم من وقت ما مدام كاميليا قالتلي خلي بالك وانا بتخيل ان كل الناس بيرقبوني
#مديحة
كنت حالفة اخد حقي من عينين كاميليا واقهرها لما اكون انا ست بيت زيي زيها وكنت داخلة وبستعد اعيش الدور عليها بس لما دخلت زشوفت زيدان اللي رماني بره البيت وأهني إهانة كبيرة وهو بيرميني بره البيت اتعكننت ورجعلي نفس الاحساس اللي حسيته من 23 سنة.
كان لسة زي ماهو متكبر وقليل الاصل، كاميليا نفسها تنازلت عن غرورها ورحبت بيه بمكر، ونادية ردت السلام من غير ما تبصلي انما هو دار وشه عني وقال
" هنزل الاستقبال اخلص الحسابات وهستناكم هناك
قالها ومشي وسابني نار بتاكل فية وبعد ما كنت ناوية لكاميليا بس ناويتله هو كمان ومشينا كلنا نادية وصدام ماسكين نبيل وبيساعدوة وكاميليا ماشية قبالي وكل ما تلاحظ قرفي منها تبتسم قاصدة تزيد بنزين علي ناري وعند العربية وقفت قصادي وقالت
" دقيقة يا مديحة
وقفت وقولت
- نعم!، عاوزه ايه، يا... كاميليا
ابتسمت بمكر وقالت
" كاميليا طالعة من بوقك زي العسل احلي بكتيييير من كاميليا هانم ، وعايز اقولك متزعليش علشان اللي عملته فيكي زمان، يعني لما غلطت فيكي ورمناكي بره البيت لما عرفنا انك حامل من غير جواز، مكنتش اعرف انك متجوزه عمي في الخفا والا مكنتش اتعصبت وبهدلتك
زادت ابتسامتها في الوقت اللي انا كنت بمنع نفسي اجيبها من شعرها وقالت
" متزعليش ها، يلا ياروحي اركبي
قولت بتوعد
- حتي وانتي بتعتذري حرباية، بس واللي خلقني وخلقك يا كاميليا لا اللي دوقتهوني وز وز هطلع عليكي بط بط
ضحكت باستفزاز وقالت
" بط و وز ياااه وحشني قوي الوز والبط من ايديكي، كنتي ممتازة في الطبخ والتنضيف يا أروبة، يلا هنرجع ناكل من ايديكي تاني اهو
قالتها ودخلت العربية وسابتني عاوزه اصرخ من الغيظ وأيديه بتسبقني ليها ف جت فيروز وقالت بهمس
- تجاهليها، ادخلي الكل دخل
قولت بغيظ
" ماشي انا وهي والزمن طويل
#فيروز
طلعنا كلنا بالعربيات انا وماما وكاميليا وبحيري في عربية وصدام وبابا وزيدان ونادية في عربية ودي كانت اكتر حاجة مضيقاني لية مركبناش في نفس العربية ولية كتر العربيات في العيلة دي .
ومشينا وانا الحاجة الوحيدة اللي مفرحاني في وسط كل القلق اللي حاسة بية هو اني هشوفه كل يوم وأنه أن الآوان يتكلم رسمي في مشروع جوازنا ، وطول طريقنا للفيلا وانا برسم احلامي وبخطط إني هخليه اسعد واحد في الدنيا وهخليه يحب نفسه ويكرمها.
وصلنا أخيراً ونزلنا كلنا من العربيه والأمن استقبلونا وخدوا الشنط ودخلوها جوه واثناء ذلك وانا بسترق النظر ناحية صدام لاحظت نظرات كاميليا لبحيري وتوتره اللي خلاه يتقدم ويسند بابا مع صدام بدل نادية ويدخل معاه هروب من نظراتها دي.
ومن أول دخولنا الفيلا شوفت شاب شكله أصغر من صدام بيستقبل بابا ويناديه بجدي وبيدخل وراه هو والباقين وانا وقفت مكاني مذهولة ببص علي شكل الفيلا من جوه، كانت فيلا فخمة كلها باللون الأبيض مزينة بقطع ديكور فخمة علي شكل احصنه مدهبة وبعض التماثيل ونجفة كبيرة في وسط الصالون مصممة بشكل جميل فيها بلورات بأحجام مختلفة مشيت خطوات بأتجاهها وبصيت لفوق اتأمل شكلها واتخيل انها لو وقعت علية مش هقوم تاني وفجأة جاني صوت ست بتقولي بعصبية
- انتي طرشة
بصتلها بفزع لقيتها ست جميلة جمال صارخ، عيون واسعه باللون الاخضر وشفايف مرسومة وبشرة ناعمة نعومة الاطفال وقوام ممشوق ولبس انيق مناسب لجسمها، كانت أيه في الجمال بشكل خلاني احس بالحرج من نفسي وانسا زعيقها فيه
ف قالت وهي بتتفحص شكلي بشيء من الكبر والتعالي
- ما تردي ، انتي ممرضة ولا جايبينك تساعدي سحر الشغالة
وقفت قدامها الملم نفسي بشيء من الخوف زي مايكون ارتكبت ذنب وخايفة ارد لغيت ما ظهر بحيري وكان زي نجدة بنسبالي جه عندي وقال
" في مشكلة يا مدام
- اه في، مين دي، هي خرسة ولا آية
اخفضت راسي بحرج وحاولت احبس دموعي بسبب كلامها اللي كان شبه الجلد من قسوته ف قال
" دي فيروز بنت نبيل باشا
كمل موجة كلامه لي
- متزعليش هي مكنتش تعرفك، دي تكون يسرا هانم مرات صدام باشا
نزلت كلمته علية زي الصاعقة جمدتني مكاني عيني جاحظة بتتفرس شكلها وكأن دماغي وقفت عن التفكير بشكل خلاني مقدرش استوعب كلمته دي.
#صدام
بمجرد ما ريحت عمي علي سريره طلعت بخطوات سريعة علي أمل إني الحق اعمل حاجه تحسن الموقف قدام فيروز وميكونش صدمة بنسبالها.
ولكن للاسف وصلت متأخر وكان حصل اللي خايف منه لقيت فيروز بتبص ليسرا والدموع بتتجمع في عينيها وابتسامة ظاهرية رسمتها علي شفايفها بجهد وقالت بصوت مهزوز
" اهلا وسهلا
قالت بتعالي
" اهلا بيكي ياروحي نورتي، ومتزعليش من طريقتي الوحشة معاكي ، من لبسك فهمت انك خدامة..!
قالتها وبعدها لاحظت وجود بحيري ونظراته ليها ف بصتله وقالت بنرفزة
" بتبصلي كدة لية انت كمان ، اطلع برة ، اقف عند العربية ومتدخلش هنا تاني
تحمحم بحرج وقال
" امرك يايسرا هانم، متأسف
تقدمت ناحيتهم وقولت وانا بوقفه
- خليك
تهربت من النظر لفيروز متجاهل دموعها وقولت موجة كلامي ليسرا
" بتكلميه كده لية
- بقوله يشوفه شغله واقف يبصلي وكأني لوحة قدامه، دي قلت ذوق
مسكت دراعها وقولت وانا باخدها لفوق
" تعالي معايا
قالت وهي بتحاول تفك قبضتي عنها
- اية يا صدام انا عملت ايه
كملت طريقي لفوق ومن اول وصولي للاوضة زقيتها جوه ف رجعت تبصلي وقالت بعصبية
" انت بتعمل معايا كده لية ، انا عملت ايه دلوقتي
- وكمان مش عارفة عملتي ايه ، بتكلمي الناس بغرور وعجرفة فكراهم خدامين عندك ولا فاكرة نفسك هانم، شكلك نسيتي انا جايبك منين
" وانا كلمتهم ازاي، قولت لبحيري يطلع وبس ايه مقعده لما شغله خلص
- مش انتي اللي تقولي يقعد او لا، هو شغال معايا انا مش انتي
" ااه فهمت انا دلوقتي، قول انك متعصب علشان حاجة تانية ماهي دي مش اول مره ازعق لبحيري
قولت بتحذير متجاهل تلميحاتها
" يسرا!! ، انا مش عاوز امد ايدي عليكي دلوقتي علشان الناس اللي تحت ، كني ومتعمليش زي الدبور اللي بيزن علي خراب عشه
- عش مرة واحدة وهو امتي كان عندي عش
" مش عاجبك ، طيب واية مقعدك
- انت عايز ايه، لما انت في كل مره تقولي كده مش بتطلقني لية، اية مصبرك علية
" مش حابب اشيل ذنبك
- لا والله، ذنب ايه بقا، وانت فاكر ان ضربك لية مش ذنب، فاكر ان لفك حولية علشان تاخدني من حسن بس مش ذنب، فاكر لما تسيبني لوحدي وتخليني احتاجلك وانت موجود مش ذنب
" بت انتي انا مش فايقلك ، بلاش شويه الخبث دول علشان مش هيخيلوا علية ولا هصدقهم ، متضايقة يختي تقدري تمشي وتشوفي حد وقت ما تحتاجيه تلاقيه، واديني بحذرك اي غلط ولا غرور مع حد من الشغالين او الضيوف مش هحلك يا يسرا..!
قولت كده ومشيت وانا مش شاغلني غير فيروز واحساسها دلوقتي مكنتش عارف هتكلم معاها بأي طريقة، اتكلم عادي بما أني مفتحتش سيرة لحب وجواز ولا اتكلم بصراحه.
ونزلت تحت ف لقيت ماما جاية بتمسك دراعي وترجعني وقفنا عند السلم وقالت
" في ايه
- فيروز شافت يسرا وعرفت انها مراتي، وانجرحت، وانا مش عارف اعمل ايه
رفعت حاجبها وقالت بشك
" وانت زعلان علشان انجرحت ولا عشان ده هيكون مشكله في اللي بنخططله
قولت متصنع الانزعاج
" ايه اللي بتقوليه ده، ما تنجرح وانا كنت دكتور، انا علي اللي بنخططله، دي يمكن ترفض
زمت شفايفها وقالت بعدم اقتناع
" ما انا بقول كده بردو، ابني ملهوش في احاسيس ومشاعر، همه مصلحتنا بس
تهربت من نظراتها وقولت
- اديكي قولتي ، والحل اعمل ايه دلوقتي في الزفتة اللي زعلت دي
" زفتة، اممم، تعمل ايه في ايه يا حبيب ماما
- ما انا بقولك اهو ، اعمل اية مع فيروز، هي مش هتوافق بعد ما عرفت اني متجوز
زمت شفايفها وقالت
" اه قولتيلي ، ماشي يا صدام ، ولا يا حبيبي توافق، حسسها بس انك مش مرتاح مع مراتك ومتعذب يا عيني، قولها انها مش بتخلف، وانك ارتحتلها هي ومبتلاقيش نفسك غير معاها، حسسها انك من غيرها بتكون زي العيل اللي عاوز امه
" طيب ازاي، ماهي هتشوف كل حاجه ويمكن يسرا تتكلم معاها وانا مش هقدر اضربها عشان تخبي.. ايه رايك اطلقها
" يعني لخمة وكمان عبيط، يعني طول الست سنين مفكرتش تطلقها غير دلوقتي، تبقي عمرك ما هتجوز فيروز يا متخلف، فتح مخك
" طيب اعمل ايه
- يخربيت دماغك انت اية ، روح كلمها وفهمها انك مش مرتاح مع مراتك، حسسها انك حبيتها هي
" طيب ويسرا، يا ماما انا فعلاً مبحبهاش وبعاملها ازفت معاملة وفيروز لو عرفت ده مستحيل هتوافق لو عملتلها روميو وطلعتلها علي الشجرة قدام شباكها
" روميو اية يا حبيبي، سبل بعنيك ، اهتم، هات زفت علي دماغك ، اية نسيت وقعت التانية ازاي
- لا بس دي غير يسرا
" غيرها ازاي ، هو انا لية مش مرتحالك النهارده، انت هتخيب ولا ايه، لا عقلك يقولك احب واتحب وانسا مصالحنا، هزعلك وانت عارفني..!
للمرة المليون اخاف منها ومن نظراتها اللي كانت بتأكد علي تهديدها لي واللي حسيته من راحة واعجاب تجاه فيروز قررت انساه وارجع اركز في هدفنا وبس وقولت
" حب ايه بس يا ماما انا بتاع حب، ولو حبيت هحب دي انتي مش شايفه هي عامله ازاي ، انا كل اللي شاغلني الخطة بتاعتنا
- لا يا خويا متنشغلش، وخليك ماشي علي اللي اتفقنا عليه ولا تحوج كده ولا كده وحتي وهي في حضنك خليك زي اي حيوان مبيفكرش في مشاعر تجاه المعزة اللي معاه، ولو يسرا مخوفاك قوي سيبهالي انا هعرف اخليها تعمل اللي احنا عاوزينه
" يا ماما انتي بتقولي ايه، انا مش في دماغي حاجة من اللي بتقوليها دي ، وبعدين يعني اية هتخلي يسرا تعمل اللي عاوزينه، تفتكري هي توافق توقف معانا ضد نفسها...!
- اه هتوافق، روح للبت وملكش دعوة
" لا افهم ازاي هتوافق
- وانت مالك، روح اعمل اللي بقولك عليه
" لا يا ماما افهم ازاي الاول، وايه يخليها تعمل كده، انتي تعرفي حاجه ومخبياها عني
- بتبرقلي بعنيك يا صدام
" مش ببرق بس انا عايز اعرف ايه اللي يجبر مرااتي تقبل توقف معايا علشان اتجوز عليها، هتبتزيها بأية بالظبط، ماهو مفيش حاجه هتخليها توافق غير ابتزاز
" انت شكلك مستهون بأمك ، ارتاح، مبتخونكش ، انا هقنعها ان دي لمصلحتنا
- وهي هتقتنع بكدة دي مش بعيد تفضحنا
" انا لية اسلوبي امشي خنقتني..
تابعت بزهق وهي بتزق كتفي
" امشى بقا
- طيب، رايح اهو،، بس هي فين دلوقتي
" عند جدك..!
دخلت عندهم وانا متوقع الحالة اللي ممكن تكون فيها ، حزن ، كسرة قلب ، دموع علي خدها بس اللي شوفته كان عكس توقعاتي ولقيتها جنب ابوها في تماسك عجيب حسسني ان اللي حصل مفرقش معاها بالمرة ويمكن دي الحاجة اللي ضايقتني اكتر من انها تكون زعلت، وهو عدم الاهتمام، معقول كنت موهوم وهي مش مهتمة بي ولا فارق معاها لدرجة ماخدش اقل من دقيقه زعل، وبعد ما كنت شايل هم مراضاته بقيت محتاج اللي يراضيني.
ومثلت عدم الاهتمام وقولت لعمي
" عامل ايه دلوقتي ياعمي
- الحمدلله احسن بكتير، روح ارتاح انت ومتشلش همي
" هم ايه بس متقولش كده
التفت ليهم وقولت
" نورتو بيتكم
قالت مديحة
" منور بصحابه
قالت فيروز موجهة كلامها لبابا متجاهلاني وكأني شيء خفي قدامها
" بيتكم جميل قوي يا بابا
- اسمه بينا، انتي بقيتي صاحبة البيت
قالت مبتسمة
" متشكرة قوي ، طيب لو كده ممكن اطلع شويه في الجنينة اشم شوية هوا
- اه طبعاً حبيبتي روحي
قالت ناديه
" البيت بيتك،، اعملي اللي انتي عايزاه من غير ما تسألي
قالت بابتسامة
" متشكرة بارك الله فيكي..
قالتها ومشيت من غير ما تبصلي ولو بالغلط حتي، وبقيت قاعد برد بابتسامة علي اي حد يكلمني وعقلي كان معاها هي ومش قادر اهدا، كان لازم نتكلم، لازم تقول انها زعلانه ده اللي كان هيرضيني.
وبعد دقايق اتحججت بأني هشوف الامن وروحت وراها دورت عليها في الجنينة ملقتهاش ف اتجهت ناحية الأمن وسألتهم عليها قالوا مجتش هنا.
سيبتهم ورجعت تاني الڤيلا دورت عنها في كل البيت ملقتهاش، ومكنتش قادر اسأل حد، ف طلعت تاني الجنينة وبدات ادور حولين الفيلا وعند الباب الخلفي اتنفست براحة وهديت لما لقيتها جنب الباب الخلفي لجنينة قاعدة علي المقعد المحيط بيه فروع الشجر ، مغمضة عينيها وبتكتم صوت بكاها بأيدها،
والغريب إني نسيت كلام ماما وفرحت لما اتاكدت اني فارق معاها ف قربت منها وانا مش عارف اخفي لمعة عيني وقولت
" بتعيطي ليه
شهقت بفزع وفوراً قامت دارت لية ضهرها وبدأت تمسح وشها بأيديها وبعدين مشيت بأتجاهي وقفت في طريقها وقولت
" مين مزعلك
- مفيش، رايحة اشوف ماما
منعتها تعدي وقولت
" لا في، زعلتي من يسرا
رفعت جفونها بصتلي وقالت
" يسرا مراتك؟ مجبتش سيرة قبل كده انك متجوز يعني
- محدش سألني
" وانت مفتكرتش تقولها في اي مناسبة
- مجتش مناسبة، اية؟ زعلتي أني طلعت متجوز
هزت دماغها بنفي وقالت وهي بتستعيد قوتها
" انا اية يزعلني في حاجه زي دي، انا زعلت عشان مراتك من غير ما تقصد غلطت فيه
- وانا مسكتلهاش
" وانا مشتكتلكش، الغلط مني انا، انا اللي اتلخمت ومقدرتش اقول اني بنت نبيل، في حاجات كده كبيرة ومهمة بس مش بنهتم نقول، بتحصل
- لو قصدك علشان مقولتش، ف انا مقولتش عشان مش حابب اقول، انا ويسرا عمرنا ما كنا متفاهمين
قالت وهي بتمر من جنبي
" وانا مسألتكش عن حاجة ولا يهمني اعرف بتتعاملوا مع بعض ازاي، راجعه لبابا
#يسرا
جت كاميليا وفي عينيها نظرات الخبث واللوع كله قربت مني وقالت وهي بتمسح علي كتفي وتدور حولية زي الشيطان
- حبيبة قلبي مين اللي مزعلك وانا اقطعلك لسانه من لغلوغه
قولت بقرف
" ابنك
شهقت باندهاش مصطنع وقالت
" صدام مزعلك، لا لا ميرضنيش هملصلك ودانه الوحش دة
اخفيت غيظي منها بصعوبة بالغة وقولت وانا بصك علي اسناني
" تسلمي
التفيت ليها وقولت
" بس ممكن تبطلي لف حولية علشان دوخت ، ادخلي في الموضوع علي طول يا حماتي عاوزه اية
- اخس عليكي انا تقوليلي كده، لا اخس بجد
قولت بحنق
- متزعليش، في ايه، حساكي عاوزه تقولي حاجه وتكملي اللي بدئه ابنك
" وابني عمل ايه علشان اعرف بس بنتكلم عن اية
- مسح بكرامتي الارض زي ما بيعمل كل مره
" مانتي غلطانه يا يسرا، لو تخلي عند اهلك دم وتعملي زعلانه اسبوع ولا حاجه يقدر زعلك، بس هو عارفك انتي والكورة واحد يخبطك في الحيط وترجعيله
- تقولي ايه بقا معنديش دم ، ما انا زيك يا حماتي محبش اسيب بيتي حتي لو هو سايبني سنيييين وبيبات لوحده
رفعت حاجبها وقالت
" زيي!
- اقصد في التمسك بالبيت
- اممم، طيب بصي يا عسل، انا كنت لسة هتفاهم معاكي وناخد وندي زي اي حما ومرات ابنها بس شكلك كده مبتجيش بالذوق وروح قلبك الاهانة، ف هجبلك من الأخر
" ياريت ياحماتي تجيبي من الاخر
- اهو الاخر جايلك ، شوفي يا سكرة، مش عاوزه الجماعة اللي تحت ياخدوا أي فكرة وحشة عن صدام بسببك، ولا يحسوا انه مرتاح معاكي، حسسيهم انك مش مريحاه ومش بيطيق البيت بسببك وكمان مبتخلفيش والعيب منك
" نعم! وده لية ان شاءلله
- علشان انا عايزة كدة ، هتنفذي كلامي هتسلمي مني مش هتنفذي هخلي صدام يدبحك، وانتي عارفه اني اقدر اعملها، ومتنسيش روحتك لحسن في بيت وعياطك لية
" بتبتزيني علشان ابان وحشة وابنك مظلوم معايا، لية كل ده، علشان مين بالظبط
- علشان اجوزه البت، شوفتي جبتهالك علي بلاطة ازاي، انا كده واضحه وبحب الوضوح
" اهاااا، علشان فلوس نبيل طبعاً
- ايوووووة علشان فلوس نبيل عليكي نور بتفهمي بسرعة ، اسمعي الكلام يا يسرا، كده كلنا هنستفاد بس لو نشفتي دماغك انتي بس هتخسري
" ولو سمعت الكلام اية اللي هستفاده
- كتيييير واولهم ان كل فلوس نبيل تكون بأسم جوزك
" واية اللي هستفاده بردو هو ابنك هيقسم معايا
- هتستفادي انك مش هتتفضحي ده اولاً، ومش هتترمي رميت الكلاب وترجعي لعيشتكم ده ثانيًا، ومش هتدبحي ده ثالثاً..!
تمالكت اعصابي بأعجوبة وانا بردد في نفسي اصبري يومها قرب وقولت موجهة كلامي ليها
" اللي تشوفيه ما انا صباعي تحت ضرسك دلوقتي بس انا عاوزه اعرف لية مخلتهوش يطلقني من الاول طالما شايفة اني خاينة وبغدر بيه ولا ابنك مش همك
- لا هاممني وعشان كده مخلياكي علي ذمته ، فكري مع نفسك وقرري تتقتلي، او تعيش في العز ده كله..!
قالتها ومشيت تبعتها بعيني وانا نفسي اجيبها من شعرها واضرب فيها لغيت ما تموت تحت ايدي بس قدرت اتمالك اعصابي زي ما قدرت اتماسك قدامها ومواجهاش باللي عرفته عنها قبل ما يكون معايا دليل.
وبعدين مسكت التليفون فتحت الواتس علشان ابعت لعيسي اللي انا مش طيقاه بسبب تصرفاته معايا وقبل ما ادخل الشات بتاعه لاحظت وجود إشعار لاستوري جديد دخلت عليه لقيته منزل فيديو عتاب وزعل وده بسبب طريقتي معاه وسريعا قفلت الاستوري وبعتله
" انت فين؟
جاني رده فوراً وقالي
- في الخدمة اؤمرني
" ومالك بتكلمني كده
" يعني مش عارفة
- لا مش واخدة بالي، ومفيش مزاج لكلامك دلوقتي، اسمع مكلماك لية
" تحت امرك
- في حاجه حصلت هتموتني من الغيظ
" هي ايه
- الولية اللي اشوف فيها يوم جاية تساومني وتهددني علشان افهم البنت إني مش مريحة صدام وإني مش بخلف وكمان اساعدها تقنعها تجوزه
" مستغربتش قادرة وتعملها، بس هي بتهددك بأيه علشان تتكلم بقلب جامد كدة
- بأنها هتوقع بيني وبين صدام
"لا يا شيخة وهو انتوا في بينكم حاجة لسةموقعتش
- معرفش بقا ماهي بجحة وقادرة ، بس عارف آيه اللي هيجنني ومش قادرة أفهمه
" آيه
- لية ولا مرة طلبت منه يطلقني مع أنها مبتحبنيش والطبيعي في موقف زي ده تخليه يطلقني وتفضي السكة للبنت مش تطلب مني انضملهم في مؤأمرتهم ضدي
" بس انا عارف
- عارف ايه
" عارف هي بتفكر ازاي
- بتفكر ازاي؟
" بتفكر أن البنت متدينة ومش هترضا بالظلم ولو طلقك وطلب يتجوزها مستحيل هتوافق، ومطلبتش منه يطلقك من زمان علشان مش هتلاقي ست علي مزاجها لأبنها زيك
" انا علي مزاجها ، يابني بقولك بتكرهني ومبتبطلش تضايقني
- ايوة انا فاهم
" طيب ما تفهمني معاك
- هي عارفة ان جوزك مبيحبكش زي ما بتقولي، وعارفة كمان أنه عايش معاكي بالغصب ويمكن هي اللي منعته يطلقك
" بردو مفهمتكش، لية تعمل كده لما هما الاتنين بيكرهوني
- هفهمك ، هي بتفكر ان الراجل لية احتياجات عاطفية، جنسية ميقدرش يعيش من غيرها ومش هتلاقي واحدة في جمالك تشغل عنده الحتة دي
" طيب ولما اعملك بلوك دلوقتي، انت مصمم تخليني اكرهك لية ما تخلينا حلوين للأخر
- يابنت بلادي افهميني انا بقولك اللي انتي مش فهماه
" وهو اية دة اللي مش فهماه قول من غير ما تقول كلمة تضايقني منك
- حاضر يا ستنا ، اللي انا عاوز افهمهولك ان هي مخلياه معاكي وهي عارفة انه بيكرهك علشان تشغل الحتة دي عنده وميدورش تاني بره عن واحدة يتجوزها ، هي تخاف انه لو طلقك يدور علي واحده تانية ف يحبها وتكونله الزوجة اللي جوزها بيرتاح معاها وميحتجش لغيرها يتكلم ويلجأله في وقت تعبه ف يبعد عنها هي ومتعرفش تمشيه علي مزاجها تاني ، يعني هي ضربت عصفورين بحجر واحد، قدرت تشغل الحتة دي عنده بيكي انتي علشان ميحتجش يدور علي واحده تاني ، وفي نفس الوقت مدلكش ثقته ولا سره ولا عمرك هتوصلي لنقطة دي بسبب كرهه ليكي ف مش هيكون قدامه غير أمه يجري عليها وتتحكم فيه زي ماهي عايزة.
هي عارفة ومتأكدة ان أبنها لو حب واطمن لحد غيرها الحد ده هيقدر يسيطر عليه ويبعده عنها
وجوزك زي ما قولتي جبان وضعيف يعني لو حب واحدة او حتي صاحب واحد وقرب منه هتلاقيه بيبعد عن امه ويمشي ورا الشخص التاني ده وهيقدرو ياخدوه منها فهمتي بقا هي بتفكر ازاي
" اه يا شيطانة طيب والمصحف صح، طيب بس ماهي هتجوزه تضمن منين ان التانية متسيطرش عليه
- لية وهي هتسيبه ليها ، دي هتقصد تملاه من ناحيتها وابقي شوفي، الولية دي معتمدة اعتماد كلي علي ضعف ابنها علشان هو سلاحها الوحيد في نهب الفلوس
- عندك حق، طيب اعمل ايه افضحهم قدام البنت ولا اسكت
" ولا تفضحيهم ولا حاجه، سيبيهم يلعبوا مع بعض، و وافقي كده كده هي هتوقع في شر اعمالها لما تطلع نتيجة التحليل ولما نعرف مين عز ده ، هما قالولك النتيجة هتطلع امتي؟
- مروحتش اساسًا ، انا مش عارفه اعمل اية بالظبط وخوفت اروح يطلعوا مرقبني، الولية دي مبتبطلش تراقب
" اه بس كده بنتمهمل ومتأخرين
- ما انا خايفة وجنابك مش فاضيلي
" انا علي طول فضيلك بس مكنتش أعرف انك مش هتقدري تعملي حاجه زي دي
- اهو مقدرتش ومش هعرف اقول ايه اصلا
" طيب اية رايك نتقابل في اي مكان وتديني العينات اوديها انا
- تاني نتقابل
" ايوة امال هاخدهم منك ازاي
- ماشي يا عيسي نتقابل اما اشوف اخرتها معاك
" طيب انتي عارفه عنواني، ساعتين واكون هناك وابقي تعالى
- انت عايز تكرهني فيك بالعافية
" طيب اقولك ايه، اجيلك عندك دلوقتي اخدهم يعني
- تيجي عندي فين ؟، شكلك مش هتجيبها لبر
" انا بتكلم بحسن نية انتي اللي مش عارف مالك، الا صحيح لية مركزة مع الاستوري بتاعي
- ولما انت مش عايز حد يشوفه ناشره لية
- علشان البنت تشوفه وتعرف اني بحبها
' ابقي ابعتلها هي، مش تنزلها ستوري وغيرها يشوف بجاحتك
" ياريت تسمحلي ابعتلها، ده انا بتلكك بالاستوري علشان اعرفها حاسس ب أية ناحيتها
- والفيديو اللي امبارح كان بيوصف احساسك ناحيتها بردو
" اه
- مش بقولك بجح، ابقي اخفيه عني بعد كده
" طيب واية جابرك تشوفيه، ولا حابة تعرفي حاسس بأيه انتي كمان
- عيسي والله بجد هنزعل
" انا مش فاهم انتي ايه مضايقك، انا بحبها هي، نفسي احضنها هي، بتمني المس شفايفها هي، انتي زعلانه لية
" طيب والله لا اقول لامك بس اشوفها اخليها تربيك علشان انت مش متربي وبجح
- دي مش بجاحة ده عشق، مجربتيش الاحساس ده انتي
تفاعلت علي رسالته بالغضب وقولت
" اقفل يا عيسي ربنا ياخدك .. هتحجج بالزعل واقول هروح اقضي يومين عند اهلي هنتقابل هناك واول حاجه والله لا اروح لامك
***
« بعد ساعة»
#كاميليا
بعد وقت قضيته مع العيلة في اوضة نبيل طلعت و وقفت عند باب الفيلا لما شوفت صدام بيقرب من الاستراحة بقيت واقفة مكاني شوية براقبه لغيت ما شوفت بحيري طالع منها وبيستقبله وكان واضح اهتمامه بيه، و واضح كمان ان اليومين اللي صدام قعدهم بعيد عني غيرو فيه حاجات كتير لازملها تركيز.
ف سيبتهم وطلعت فوق عملت مكالمة ضرورية كنت مأجلاها يكون رجعنا وبعدين كتبت لستة بشوية حاجات مش عاوزاها ونزلت الاستراحة من غير ما اعمل صوت عشان اسمع بيقولوا اية و وقفت عند الشباك وسمعت صدام بيتكلم عن فيروز وعن تصرف يسرا معاهم ، يعني مش بس مهتم بفيروز وزعلها لو وكمان بيفضفض مع بحيري..!
" بتعملي ايه
جاتني الجملة دي بصوت يسرا من ورايا التفت ليها لقيتها ماسكة شنطتها ولابسة لبس خروج وفي نفس الوقت خرج صدام وبحيري من الاستراحة وزع صدام نظراته بينا وقال
" واقفين كده لية
قولت
- انا كنت جاية لبحيري وهي تقريباً ماشية
بصلها وقال
" ماشية لية
قالت بامتعاض
- هروح اشوف ماما تعبانه
" لا الف سلامه عليها، روحي
تدخلت في كلامهم وقولت باعتراض
- مش رايحة، تروح فين
قالت
" يعني ايه مش رايحة، هو وافق
- عشان مبيفهمش في الاصول، ميصحش تسيبي البيت وعمي تعبان وعندنا ضيوف، يقولوا ايه، مش عاوزانا في بيتهم
بصت لصدام وقالت
" سامع بتقول ايه
قال
" هي عندها حق، ارجعي وابقي روحي بعدين
تعصبت وقبل ما تقول كلمه قولت بعد ما وقفت في وشها
- ارجعي مكانك، مش عاوزين مشاكل وخناق قدام الضيوف، يلا دي يمكن جيهان وعيلتها يجوا
فهمت اللي برمي علية ف قالت وعينيها كلها كره ليا وليه
" اللي تشوفه
شدت شنطتها ورجعت ف قرب مني صدام وقال
- مسبتنيش اتكلم لية يا ماما ينفع كده
" قصدك متدخلش بينك وبين مراتك
- لا بس انا موجود انتي كده بتلغيني
" الغيك؟! لا كدة نتكلم بعدين في الموضوع ده، روح شوف عمك بيسأل عنك
- حاضر يا ماما، رايح...!
قالها ورجع الڤيلا وانا وقفت قصاد بحيري اللي واقف ومش علي بعضه وقولت
" مش علي بعضك لية
- سلامتك مدام كاميليا تأمريني بحاجة قبل ما امشي
" رايح فين
- راجع البيت
فكرت لثواني ولقيت ان الأحسن أغير الخطة ف قولت بهدؤء
" طيب روح ارتاح انت تعبت معانا
قال بتوتر
- يا مدام الله يستر عرضك انا كنت بنفذ اوامر صدام باشا
- يعني ايه، بتقولي كده ليه يا بحيري
" علشان انا قلبي مش مطمن، ارجوكي يا مدام انا مش حمل مشاكل، انا واحد بيجري علي اكل عيشه وعبد المأمور
- طيب وانا اتكلمت دلوقتي ، روح ارتاح علشان يمكن صدام يحتاجك، يلا وخلي بالك من طريقك
قولتلها ورجعت البيت طلعت اوضتي عدلت الخطة ورجعت قعدت مع العيلة في اوضة عمي نبيل، كان الكل متجمعين ولكن انا كان تركيزي مع صدام اللي عينه مبطلتش تجري علي البنت وتترجي منها نظرة وهي قاعده جنب امها مبصتلهوش مرة ولو بالغلط، كان باين انها قويّة لدرجة انها قدرت تخفي وجعها قدام الكل من غير ما يبان عليها حاجه، وكان واضح بردو اني هتعب، من ناحية لازم اخليه يتجوزها ومن ناحية تانية مخلهاش تقدر تسيطر عليه ولا يهتم لزعلها بالشكل ده
#رحمة
" الراجل لسة مظهر
قولتها لراجل اثناء كلامه في التليفون ف اشرلي علشان استنا وقال محدث المتصل
- حاضر استاذ حسن لما يظهر هبلغك .... دي البنت، حفيدة نبيل باشا اه.. حاضر ادينا واخدين بالنا، حاضر ، مع السلامه
قفل وبعدين قالي
" لسة مفيش اي خبر عنه
- هو مين اللي كان بيسألك عني ويعرفني منين
" ده ابن اخت ياسين باشا واكيد هو اللي قاله
- اه.. طيب والراجل ده ممكن نلاقيه فين
" مش عارف
- طيب ما نروح بيتهم يمكن هناك
" هو أمرني منخرجش من هنا ولو حد من العيلة كلمني مجبش سيرتك
- طيب لية ماهو ابن اخته عارف
" ابن اخته اقرب واحد لية وطول ما قاله ما متقولش مش هيقول.
- طيب وهو ميعرفش فينه
" هو متصل يسأل عنه
- طيب وبعدين هنفضل كده كتير
" لما يرجع ياسين باشا هنعرف
- اه،
تابعت بفضول لأني اعرف عن عيلتي الجديدة
" طيب والعيلة دي كام واحد ، اقصد الناس اللي يقربوا لماما
" مش واخد اوامر اتكلم معاكي في حاجة
- دي دردشة عادية ومش هقوله انك قولتلي حاجة خالص خالص
" ماشي هقول المسموح بيه
- كتر خيرك، قول
" جدك وجدتك عايشين، وقاعدين في بيت العيلة مع ياسين باشا واخوه زيدان و ولاده وياسين باشا واخوه معاهم اخت مسافره هي وجوزها وابنهم اللي كلمني دلوقتي وبتيجي كل سنه شهر ولا حاجه وتسافر تاني، يعني عيلة كبيره في فيلا واحده
-وجدي وجدتي دول كام سنه دلوقتي
" ربنا يبارك في عمرهم ، في السبعين دلوقتي
قولت باندهاش
- سبعين سنة؟ كبار
" يعني مش قوي
- طيب ومعنديش اخوال وخالات
" علي حد علمي لا
- يعني ايه علي حد علمك
" يعني بقول تستني ياسين باشا لما يرجع وتسأليه بنفسك
- ماشي متشكرة، ومش هجيب سيرة انك اتكلمت معايا
ابتسم وقال
- متشكر، تؤمريني بحاجة
" ينفع اطلب حاجه عادي
-انا تحت امرك
- طيب انا عاوزه انزل اتمشي شويه اتخنقت من الاوضه
- انا اسف دي مش هقدر اعملها من غير اومر
" مفيش مشكله
جاتني الجملة دي من ورايا التفتنا لمصدرها تفاجئنا ب ياسين واقف والحزن مالي عينيه ف قرب منه الراجل وقال
" حمدالله علي سلامتك يا باشا، قلقتنا عليك
- الله يسلمك،
قال موجه كلامه لي
" لو حابة تخرجي تقدري محدش هيمنعك
قالها واتجه ناحية اوضته تبعته بعيني وانا لاول مره احس بالشفقة علية مع عدم فهمي لسبب تصرفه ده وبعد ما دخل قالي الراجل
" اهو خدنا الاذن لو حابة تخرجي دلوقتي
- هو كان ايه لماما
" ابن عمها
- بس
" ده اللي اعرفه
ترددت كتير قبل ما اقول
" هو انا ينفع اروحله واتكلم معاه دلوقتي
- اظن ينفع، خبطي وشوفي
" مش هيهب في وشي
ضحك ضحكة خفيفة وقال
- ياسين باشا مبيهبش
" اه قوي قوي ما انا شوفت بنفسي
- دي حاجة نادرة مبتحصلش كتير
" طيب انا هخبط خبطة واحدة ولو مردش همشي
- جربي
وصلت اوضته واستجمعت شجاعتي وخبطت خبطة صغيرة واستنيت لثواني معدودة وبعدين مشيت وبعد كام خطوة سمعت صوت فتح الباب رجعت بصتله وتحمحت بحرج لما لقيته واقف قدام بابه وقولت بتلعثم وانا برجعله
" انا خبطت، كنت، كنت عاوزه...ولا اقولك خلاص اتفضل هاجي تاني
استدرت علشان امشي ف قال
" استني
رجعت بصتله ف قال بتنهيدة
- هغير واجيلك، عارف انتي عاوزه ايه
اومأت بالايجاب ورجعت استناه عند الراجل بتاعه وقفت لدقايق حاسة بالملل وبعدين قولت
" هو انت اسمك ايه
- لؤي
اتسعت عيني وسقط بوقي باندهاش وقولت
" لو، اية
- لؤي
" طيب ازاي
- كبير صح
" شويه
- ايوه، بس اهلي لما سموني بالاسم ده كانوش عارفين اني هكبر في السن وهبقا كدة
#ياسين
طلعت من الاوضه لقيتها بتضحك ، ضحكة طفولية طالعة من قلبها وعينيها بتقفل زي داليا بالظبط زمان لما كانت بتضحك وضحكتها تملا البيت بالفرح، كانت رقيقة وجميلة ومرحة وللحظات وانا واقف ببص لرحمة كنت شايفها قدامي حتي في خجلها لما شافتني .
تقدمت ناحيتهم ومشينا مع بعض مرور بأوضة الولد اللي معاها وهناك شوفناه وهو واقف عينه علينا قربت منه قالتله حاجه وبعدين رجعت تاني وكملنا طريقنا لشارع وعم الصمت بيني وبينها لغيت ما قولت
" قولي
- اقول ايه
" اللي عاوزه تقوليه
- يعني
" عاوزه تعرفي اكتر عن امك واللي حصل معاها
- اه، واللي حصل مع بابا كمان، انا شاكة ان اللي قتلوها هما هما اللي قتلوا بابا
' يعني لما قولتي قبل كده انه اتقتل كنتي قصداها
- ايوة بابا كمان اتقتل
حكتلي كل اللي حصل ، وقتها لقيت انها لو عرفت حكايتي مع امها وبحثي عنها هي وشاكر كل السنين دي هفضل مصدر لشك والمتهم الاول قدامها ورغم ان الكلام في سيرتها بقا بيتعبني ومبحبش اتكلم عنها بس كان لازم اتكلم وابعد الشك عني وزي المرات اللي فاتت مكنتش قادر اقول انها هربت من يوم فرحنا واكتفيت بأني اقول هربت مع ابن البواب وخلاص وهي صدقتني بس كانت محتارة وعاوزة تعرف مين اللي قتلها ف قولت وانا قاصد ابعاد الشك عني
" يمكن زي ما قالولك ناس ليهم تار مع ابوكي، ماهو ابوكي كان صعيدي
- طيب وهما يقتلوا ماما لية، انا اعرف ان في التار مبيقتلوش الستات
" يمكن حصلت مشادة بينهم
- لا لو مشادة عادية كانوا ضربوها بأي طريقة تانية، دول دبحوها دبح، هما كانوا جايين يقتلوهم هما الاتنين
" ممكن، ابوكي وامك هربوا يعني وارد جدا يكون حصل بينهم وبين حد تاني خلاف
- طيب تفتكر اللي قتلوا ماما هما نفسهم اللى قتلوا بابا
" مش عارف، يمكن لية لا، بس بتقولي الراجل قالك انهم بلطجية ب
- واشمعنا بابا ، مقتلوش الراجل اللي معاه لية
" مش عارف، وارد يكون هما
- طيب وانا ممكن اعمل ايه علشان اعرف الناس دي
- ولو عرفتي هتعملي ايه
قولت بتوعد
" هقتلهم بأيدي
غلبتني ضحكتي رغم شعور الحزن اللي هالك قلبي من وقت ما عرفت اللي حصل ل داليا ف وقفت وقالت
- مش مصدق
- مصدق بس بنوتة رقيقة زيك هتقدر علي...
قاطعتني بحدة
" متنطقش كلمة رقيقة دي تاني، انا مش رقيقة ولا صغيرة، واللي خلاني عايشة تلات سنين متخفية بجيب حقوق الناس يخليني اقدر اخد بتاري من أي حد
تبسمت لعصبيتها اللي تشبه عصبية كتكوت صغير ممكن يموت بخبطة وقولت
" مش رقيقة وقوية بس خلي عنك لو عرفتهم انا اللي هعمل كده
- وانت تقدر تعرفهم
" مش سهل بس بردو مش مستحيل
سكتت تفكر ف قولت مقاطع تفكيرها
- وصلتي لفين
هزت دماغها بنفي ف قولت
- محتاجه حاجه
" لا،
تابعت بعد صمت
- هو احنا هنروح امتي
" البيت؟
- اه
" هنروح بس عايز الاول اشوف اذا ينفع نقولهم علي اللي حصل ولا لا، عمي تعبان وهيكون خطر على صحته انه يعرف اللي قولتيه او أنه يعرف أنها ماتت حتي
- امال هنقوله ايه لو سأل
" مش عارف لسة هنفكر، ومش عايزك تقلقي من حاجة..!
كملنا مشي واحنا لسة بنتكلم ونتعرف لغيت ما وصلنا جيم وقفت فجأة وصبت كل تركيزها علي الناس اللي جوه بصيت لموضع عينها وقولت
" بتحبي الرياضة
قالت وعينها لسة معلقة عليهم وكأنه حلم بنسبالها دخول مكان زي ده
" جداً
بصتلي وقالت بحماس
- انا بعشق الرياضة وبذات الكاراتية، دايما لما بكون لوحدي بعمل حركات واتعلم
" بجد
- ايووة، اتعلمت حركات كتير من الافلام والبرامج وساعات كنت بدخل علي النت من تليفون سيكا واتفرج علي حاجات زي دي
" وانتي مش معاكي نت
- لا انا تليفوني زراير، كان تليفون زراير، بس راح معرفتش اجيبه
" طيب واية منعك يكون معاكي تليفون تاتش
تنهدت وقالت
- علشان...
" مكنش في فلوس
- لا مش عشان كده ، كنت اقدر اجيب بس مليش في الحاجات دي، كان هيعطلني عن شغلي، ده غير اني بسمع انه بيجي من وراه مشاكل كتير
" هو اه بيجي من وراه مشاكل بس للي بيفتح بابه للمشاكل
- معرفش بقا اهو قولت اخليني في حالي وخلاص
" طيب ممكن نكمل مشي شوية قدام
- فين
" مش بعيد
- نمشي ورانا اية
خدتها وروحنا اقرب محل لبيع التليفونات دخلنا وطلبت من الراجل يوريني اللي عنده حط قدامي اربع انواع مختلفة بصتلها وقولت
" ايه رايك، ايه احلي حاجه فيهم
- لمين؟
" قولي رايك بس
- لو بتفكر تجبلي انا بلاش علشان مش هاخده
" مش وقته ، اختاري
- لا مش عاوزه، مش هاخد حاجة، رجع ياعم
تجاهلت كلامها واخترت واحد منهم وطلبت من الراجل يحطله سكرين وجراب ف قالت مقاطعة كلامي
" قولت لا مش هاخد.. رجع يا استاذ
قولت موجة كلامي لراجل
- اعمل اللي قولتلك عليه
خد التليفونات ورجع ف قالت
" طيب لية انا مش عاوزه، مش بحب امسك حاجات غالية كده
- بس ده مش غالي ، ب 15 بس ، انتي حفيدة نبيل فياض ودي اقل حاجه ممكن تملكيها
قالت بتفخيم لرقم
" 15 ااالف ، هو انتوا اغنيا قوي كده
- مش قوي، بس بنقدر نغير عربياتنا ممكن كل خمس شهور مرة لو حابين، بنقدر نمسك تليفونات زي دي
قولتها وانا بوريها الايفون بتاعي
- وبنقدر وخاصة الستات منظهرش بنفس اللبس مرتين، بنقدر نسافر في اي مكان في العالم، بنقدر ندخل مدارس خاصة وبنشترك في جيم ونادي، وعندنا مجموع ، وعندنا أمن علي كل حاجه وكدة وغيره
قالت بذهول
" زي عيلة سعد الدالي كدة
- اه زي كده
" يا نهار مش فايت، لا ياعم الحمدلله علي نعمة الراحة النفسية، لا انا مبحبش كده
" في حد ميحبكش يكون عنده كل حاجه
- كل حاجه محتاجاها، مش كل حاجه في الدنيا، لا لا، انا كفايه علية قوي حتة مشروع صغيره لية لوحدي اكسب منه وميكونش علية ديون
" اه بس النفوذ الكتير حماية بردو
تسلل الحزن الي ملامحها وكأنها افتكرت كل حاجة حصلت معاها وقالت
" عندك حق، انا كمان بقول ان لولا الفقر مكنش حد قدر يمسنا بخدش، انا لو هحب اكون غنية قوي كده مش هيكون غير علشان احمي نفسي واجيب حق ماما وبابا.. انت صح النفوذ بتحمي
- يعني خلاص قررتي ان الغنا حاجه حلوة
" اه الغنا حاجه حلوة، دي كفايه انه انقذني من مصيبة كانت هتحصلي
- انقذك من مصيبة ازاي
" انت، مش انت انقذتني، لو مكنتش غني مكنتش هتقدر تلحقني منهم، مكنتش هتقدر تشتري سلاح اصلا، انت عندك حق الفلوس بتحمي، واللي لية ضهر مبيضربش علي بطنه
" صحيح، وتقدري تعتبرينا ضهرك
ابتسمت وقالت بتردد
- بالمناسبة، اقولك حاجه ومتزعلش
" عارفها بس قولي
" طيب كنت هقول ايه
- كنتي شيفاني وحش ودلوقتي فكرتك اتغيرت
" لا مش وحش
- امال ايه
" كنت شيفاك مجرم، وشخص مفتري وقاسي وهتدمر حياتي، مكنتش طيقاك خالص
ضحكت وقولت عاقد ما بين حاجبي
- ياه كل ده
" اه مانت خدتني بالغصب ، ف هكرهك، بس دلوقتي حساك انسان طيب زي ما قال..
تابعت بضحك
- لؤي، هما ازاي سموه لؤي، ده طويل قوي وضخم
" ماهو لما سموه مكنوش يعرفوا انه هيطلع كده
- نفس رده
عليت ضحتكها، ضحكتها اللي بتشبة لضحكة سعادة حسني في جمالها وخاصة عينيها اللي بتتقفل وبتيزدها جمال وبتزيدني انا انجذاب ليها وكأني شايف داليا بكل تفاصيلها وطفولتها زمان.
وطلعنا من المحل معانا التليفون بتقلب فيه وكل ما حاجة توقف معاها متفهمهاش كانت بتقرب مني كتفاها يلامس دراعي وتقولي اعمل ايه؟!
كنت بوريها ازاي تتعامل معاه وفي النهاية وقفت قدامي وقالت وهي رافعة التليفون في وضع التصوير
- استنا نتصور
وقفت وبدأت تصورنا وبعد تلات لقطات قالت بعبس وهي بتقلب في الصور
" اية دة، شكلي يعر، لا لا انا هحذف
خدت منها التليفون وقولت
" التصوير مش كده انا هصورك، تعالي نوقف عند منظر حلو
دورت حولية لغيت ما عيني جت علي شجر ورد متسلقة سور حديدي محيط بـ بيت علي الشارع ف خدتها وروحنا هناك وطلبت منها تقف جنبهم وتمسك بفرع مليان ورد، وقفت زي ما قولتلها ف قولت
" ابتسمي
ابتسمت ابتسامة ظاهرية
" ابتسمي بجد
زادت ابتسامتها ولكن من غير روح ف قولت محاول اضحاكها
" انتي لو مهددينك هتبتسمي بطريقة احسن من كده، اقولك قولي بتشييييخ
" بطيخ
- لا لا مش بطيخ، بتشيييييخ
اضحكتها كلمتي وقبل ما تردد ورايا صورتها وقولت
" بس كده هو ده المطلوب
وقفت عندها وقولت وانا بوريها الصورة
- اهو شوفتي الصورة حلوة ازاي
خدت التليفون وبصت لصورة بابتسامة وقالت
" حلوة قوي شكرا يا...
بصتلي وقالت
- ينفع اقولك عمي عادي
حسيت بغصة في قلبي اخفيتها وقولت بابتسامة ظاهرية
" ينفع
قالت بابتسامة
" ولا اقولك بلاش شكلك صغير علي كلمة عمي، نخليها استاذ ياسين
" طيب ما نخليها ياسين بس
- لا عيب
" عيب لو مكنتش انا اللي طلبت
- ايوه بس اكيد حضرتك مخلف عيال قدي
" انا مش متجوز اصلا
قالت بذهول
" مش متجوز
- اه مش متجوززز، اية؟ عيب؟
" لا بس ازاي ، بيتهيالي حضرتك كبرت شويه
- مش كبير قوي
" كام سنة
- تديني كام سنة
"اممم نقول 37
حبيت انها شايفاني صغير مع إني مش متصابي ومبحبش اصغر نفسي ومن اول شهر في سنتي الجديدة بزود عمري 11 شهر كاملين ف قولت غير مؤكد او نافي لكلامها
- يعني مش كبير ولا فاتني قطر الجواز؟
" لا مش كبير بس يعني...
تابعت بتردد
- ممكن اعرف لية متجوزتش لسة
" ملقتش البنت اللي انا عاوزها
- لية هي شكلها اية
" يعني.. تكون حلوة، وقوية، ودمها خفيف، ومش طماعة
ابتسمت ابتسامة متوتر وتهربت من نظراتي اظنها فهمتني وخدت الكلام علي نفسها ودي حاجة بسطتني بعد ما كنت متوقع انها تصدني وترفض تلمحاتي دي.
ورجعنا وعند مدخل الاوتيل لقينا سيكا مستنينا سيبتهم مع بعض ورجعت اوضتي
#سيكا
لساعة واقف مستنيها وعقلي بيودي ويجيب ومش عارف ممكن يكون عمل فيها اية او قدر يضحك عليها ولا لا.
وبعد ساعه من وقفتي خارج باب الاوتيل شوفتها جاية معاه مبسوطة وضحكتها مالية وشها، وفي ايدها تليفون اكبر من كف الايد بمرة تانية وغالي جداً لو اشتغلت في المطعم عشر سنين مكنتش هتقدر تجمع تنه.
كان باين قوي ان ياسين ده عرف يدخلها ازاي، عرف ايه اللي بيعجب البنات وعمله وبعد ما سابنا ودخل مسكت منها التليفون وقولت وانا بقلب فيه علي الناحيتين
" حلو قوي، يطلع بكام ده
- اخاف اقولك تتخض
" لا قولي مش هتخض
- ب 15 الف
" اممم، مش غالي قوي في اغلي من كده بكتييير قوي. واية يعني 15 الف عنده، ده كده استرخص
- امال لو مسترخصش، ده انا مكلبشه فيه وخايفة يوقع يتكسر من كتر ماهو غالي
قولت وانا بدهولها
- لا خلي بالك خسارة
قالت بابتسامة وهي بتحضنه
" خساره كبيره دول لو باعوني مش هجيب نصه
- لية هو انتي رخيصة قوي كده
" ولو غالية مين يدفع فيه جنية حتي، يلا ندخل..!
رجعنا جوه وانا بفكر في حاجة وبسرعة قدرت اوصلها وعند اوضتي قولت
" بقولك ما تيجي تدهنيلي ضهري مش عارف اطوله..!
مكنش عادي انها تدخل معايا ونكون لوحدنا وكمان اقلع قدامها، وكانت محرجة تقولي لا ولكن لانها عارف ان مليش حد ممكن يساعدني في حاجة زي دي واقفت.
دخلنا جوه قعدت علي السرير وقلعت التيشرت وقولتلها علي المرهم جابته من كيس العلاج قعدت ورايا وبدأت تدهن ومن ناحيتي انا كنت بدور عن طريقة اكسر بيها التليفون من غير ما ابان اني قاصد، وانا مش بفكر غير في حاجه واحده وهي رد ياسين لما يعرف انها كسرته، كنت متأكد ان اللي هيعمله هيكرها فيه ومش هيخليه يعرف يلعلع عينيها بعد كده.
وبعد تفكير وانا عيني علي تليفونها اللي حطته علي التربيزة في نص الاوضه توجعت وقومت من مكاني بسرعه وانا بمثل ان المرهم حرقني.
وقفت وقالت وهي بتحاول توقفني
" استنا طيب ، اقعد همسحلك
- لا مش قادر حاسس بنار بتحرقني في ضهري، ااه يالهوي يانا ياما، منديل منديل بسرعة
" طيب طيب
جريت ناحية الكوميدينو وهنا جتلي الفرصة المناسبة مسكت التليفون ورفعت ايدي لفوق وسيبته وقع علي الارض وصوت ارتطامه اخترق ودنها،
خلاها وقفت مكانها ورجعت بصت لتيلفون بصدمة خلتها توقف مكانها للحظات مش قادره تتحرك ومن ناحيتي نزلت مسكت التليفون بصيت لشاشة لقيتها ادشدشت بس متحرقتش وكان لسة اللمي بتاعه شغال ف قربت مني وقالت وهي بتجهش بالبكاء
" اتكسر خالص
خدته مني ولما شافته بقت تبكي وتقول
- يالهوي اتكسر، هقول لراجل ايه دلوقتي، يا مصيبتي اعمل ايه
" حقك علي راسي، انا كسرته وانا هصلحه
قالت ببكاء
- تصلحه منين وانت ولا انا حيلتنا حاجة دلوقتي ، انا قولتله مش عاوزه اهو اتكسر، اوريله وشي ازاي دلوقتي
قعدت جنب الحيط واستمرت في عياطها قعدت جنبها وقولت وانا بربت علي كتفها
" متزعليش نفسك، انا هتصرف واصلحه، بس عشاني متبكيش دموعك غالية عندي
- تتصرف منين بس ، ياربي، التليفون جديد لسة مكملش ساعة وبـ 15 الف انا ممكن اجيب كام 15 الف علشان اكسر تليفون بالسعر دلوقتي
" انا اللي كسرته مش انتي
- وانت يعني كنت قاصده، هو نصيبي انا عارفاه
وطت دماغها واحطتها بدراعتها فوق ركبتيها ورجعت تبكي بحرق.
كنت باصصلها وايدي بتمسح علي شعرها ومبسوط اني نجحت في اللي كنت بفكر فيه وان كلها شوية وياسين هيعرف وهيخلي يومها مش فايت.
وفجأة رفعت دماغها وكأنها افتكرت حاجة دخلت ايدها داخل فستانها طلعت السلسلة اللي جابهالها حسين بصتلها شويه وبعدين قالت وهي بتقلعها
" هبيع دي واصلحه بيها
مكنتش عارف ايه الاحسن، تبيع سلسلة حسين اللي مكنش هاين عليها تقول ابيعها وكأنها هتبيع حتة منها، ولا ان ياسين يعرف انها محافظتش علي التليفون، الاتنين كانوا مهمين عندي ولكن لقيت ان حسين مشي بس ياسين موجود يعني الاهم دلوقتي نكرها فيه.
" خد بيعها وصلحه، انت تقدر تخرج ومحدش هيقولك رايح فين غيري انا، ومش عاوزاه يعرف ان التليفون اتكسر
خدتها منها وقولت
- حاضر، وحقك علية، مش عارف خبطته ازاي، بس انا هعوضك وهجبلك الفلوس اللي هيتصلح بيها
" وانت ذنبك ايه، مانت كنت بتتو....
بترت كلمتها لما لاحظت اني واقف عادي ومفييش حاجة وقبل ما تتكلم قولت
" كنت بس الخضة خلتني انسا تعبي، انا كنت حمار مبركزش في حاجة، معقول انا اكسر تليفون غالي كده وكمان اكسر فرحتك، والله حمار
" متقولش كدة، هو نصيبي انا عارفاه مهبب ، وياريتها جت علي التليفون بس، خسرنا اغلي منه وادينا عايشين، انا بس مش عارفة هوري وشي لراجل ازاي لو عرف انه اتكسر
- مش هيعرف انا هغافلهم واروح اصلحه دقيقه وهرجع، بس دلوقتي مش هلاقي
" مش مشكله، هرجع الاوضة
- طيب بس متزعليش نفسك
" حاضر
مشيت من عندي وانا فتحت التليفون قلبت فيه ف لقيت صور ليها معاه وصورة تانية لوحدها ودي اللي بعتها لنفسي وبعدين رميته تاني علي الارض والمرة دي جاب شاشة.
ومكنتش هصلحه، كنت هخليه يعرف انه اتكسر وبس
#حسن
بعد عدة اتصالات ورسايل علي خالي ولؤي، ماما لاحظت قلقي وتركيزي في التليفون ف جت عندي وقالت
- بتلف حولين نفسك لية من الصبح يا حسن
" بتصل علي خالي
- ياسين
" اه
- طيب ومردش عليك
" لا، ممكن يكون مشغول
- مشغول في ايه
" مانتي عارفه خالي بيغيب كتير بسبب الشغل، متقلقيش هو بخير
" انا عارفة ومش قلقانة، انت اللي قلقان
- لا مش قلقان، اقلق لية
قالت بشك
" كدة مش قلقان؟، فيك ايه، بتتصل علي خالك ولا حد تاني
- هيكون علي مين يعني، اهوو يا ماما خاااالي، مش خالي ده، واهو متصل من دقيقة
خدت مني التليفون وقالت وهي بتتصل بيه
" بردو مش مرتحالك
- انتي بتعملي ايه، خلاص مش عارفة رقم اخوكي
" لا ياخويا مش عرفاه
سيبتها تكمل علشان تهدا شويه وانا متوقع انها هتلاقي تليفونه مقفول بس فاجأتني لما قالت
" اه يا حبيبي عامل ايه
خطفت منها التليفون ف قالت وهي بتضربني
' يا ولد هات هكلمه
قولت موجه كلامي ليه
" اه يا خالي فينك كل ده
- موجود، مالك
" مماليش بتصل عليك من يومين تليفونك مقفول
- مفيش حاجه قفلته وقولت اريح من زنه، ايه الاخبار عندك، ابوك عامل ايه دلوقتي
" خرج من المستشفي ورجع البيت
- طيب كويس
خدت التليفون وبعدت عن ماما وقولت بخفوت
" ايه الاخبار عندك، عملت ايه مع البنت
- احم، انت عامل ايه
" بعدت عنها، قولي عملت ايه
- ولا حاجه
" طيب قررت ايه
- مش عارف، في حاجات كتيره عرفتها غيرت تفكيري ناحية البنت دي ، وكمان حاسس اني هكون متصابي لو قولت اتجوزها
" اية هو اللي عرفته بالظبط
- حاجات مش عاوز اتكلم فيها
" طيب يعني هي عجباك ومشكلتك في السن بس ولا اللي عرفته هو المشكلة
- لا مش اللي فهمته، اللي عرفته بخصوص داليا، انا مشكلتي مع البنت هو السن وبس
" طيب وهي ، حاسس في قبول من ناحيتها
- هي عفوية مش هفهم بتفكر ازاي
" يعني ايه مش هتفهم
- يعني من وقت ما قابلتها وهي مش مرتحالي النهارده بقا اتكلمنا واتعرفنا اكتر، جبتلها تليفون ف قالتلي ان نظرتها لية اتغيرت
" مادية يعني
- لا بالعكس البنت بسيطة وعفوية بتعاملك باللي بتشوفه منك، بتعاملها حلو تبقي انت حلو وحش تبقي انت وحش، يعني لسة فيها حتة طفولة..!
كلامه و وصفه ليها فكرني برحمة هي كمان كانت كدة، بسيطة، عفوية، ورغم اللي بتعمله واللي مرت بيه بس لسة جواها طفلة وللحظات سرحت بتفكيري فيها وافتكرت ردود افعالها وابتسامتها وضحكتها علي حاجات هايفة ورجع يتخلق جوايا شعور بالحنين ليها، شعور مختلط بالعجز لأني مش هقدر ارجع قبل شهر علي الاقل
" روحت فين
قالهالي خالي بعد ما سقطت منه ف انتبهتله وقولت
- معاك، طيب ما لو كده جرب تكسب قلبها طالما هي زي ما بتقول ف مش هيكون صعب انها توافق عليك
" طيب والسن
- وانت يعني كبير، انت لسه صغير ده اللي بيشوفك بيفتكرك اخويا الكبير ، صدقني السن مش مشكله، كان هيكون مشكله لو كنت عجوز و....
" واية ياض
- واللي فهمته
" عايز تتشتم صح، بقالك كتير متشتمتش
قولت ضاحكة
" اه والله وحشني شتيمتك
- بارد
ضحكت ف قال بحيرة
" يعني رايك كده، مش هكون متصابي لو فكرت اتجوزها
- لا، كمل، هي فرصة امسك فيها بأيديك وسنانك، احنا ما صدقنا دماغك مالت، الله يباركلك ياااا.... إلا هي اسمها ايه صحيح
" هي مين بقا
قالتها ماما من ورايا وهي بتخطف مني التليفون وتحطه علي ودنها حاولت اخده منها ف بصتلي بحده وقالت
" ايدك
- يا ماما بلاش لعب عيال يا ماما
تجاهلت كلامي وقالت موجهة كلامها لخالي
" بقا كده يا ياسين تفرح الحيوان ده وتسيب اختك اللي بتتحسب فيك علشان تفرحها
قربت ودني من التليفون وسمعته بيقول
- افرحك ب ايه مفيش حاجه لسة
" لا في ولو مقولتليش والله والله يا ياسين لا تكون اخويا ولا اعرفك
- لسة يا جيهان لسة مقررتش ومش عارف هينفع ولا لا
" طيب قولي الحكاية وانا اقولك ينفع ولا لا
- بعدين بعدين
" دلوقتي
- يووه مش وقته، خلي حسن يحكيلك الحكاية، اقفلي زيدان بيرن
قال كده وقفل ف رجعتلي وقالت وعينها بطق شرار
" تعلالي بقا انا مش هسيبك النهارده
قولت وانا بتراجع للخلف
- انتي عاوزه مني ايه
كملت وانا بضم هدومي علي صدري
" لااااا خدي التليفون، خدي العربية بس سيبيلي الاب
كملت باشمئزاز
- ايه هو اللي تعلالي طيب مش جايلك ومش هحكيلك حاجه هه
قولت كده واستدرت علشان امشي وفجأة شدتني من قفايا وقعت علي الارض
#رقية
من وقت ما قابلت حمزة اخر مره وانا بحاول ادخل لبابا واقوله علي قراري وخايفة قوي من رد فعله، ازاي بعد اللي حصله والاهانة اللي اهنتهاله كاميليا اقدر اقوله اتجوز ابنها ده ممكن يروح فيها.
وبعد معاناه وزن من بسنت علشان اتجراء واقول بابا ناداني وهو متعصب جداً روحت اشوف في ايه لقيت ماما وبسنت عنده وشكلها مريحنيش كان باين انها قالت حاجه ف تقدمت ناحيته وقولت
- نعم يا بابا
" كلام ايه اللي بتقوله اختك ده
- كلام ايه يا بابا
" صحيح عاوزه تجوزي الواد ده، بعد اللي عمله فيكي وفينا
- يا بابا هو ندم وجه هو ومامته اعتذروا وقال انه عاوزني وعمل كده علشان صديته و....
صرخ في وشي وقال مقاطع كلامي
" وكمان بتقوليها في وشي، عاوزه تجوزي اللي فضحنا وخلي سمعتنا لبانة في بوق اللي يسوا واللي ميسواش
قالت بسنت
- ماهو علشان كده يا بابا محدش من حقه يتجوزها غيره
" اسكتي انتي،
تابع موجه كلامه لي بتحذير
- لو فتحتي الموضوع ده تاني يا رقية لا انتي بنتي ولا اعرفك ولو مصممة تجوزيه اعتبريني ميت
" يا....
- ولا كلمة، اطلعي، اطلعوا بره
ورجعنا الاوضه ف جت ورايا ماما وقالت وهي بتمسك فيا بعنف
" انتي اتجنني عايزة تجوزيه بعد اللي عمله فينا
قولت بدموع
" يا ماما هو متمسك بيه وبعدين مين ممكن يتجوزني غيره
- عنسي موتي من غير جواز
قالت بسنت
" ولية لما هي ممكن تسترد كرامتها لما تجوزه، انتوا لية مصعيبنها علي نفسكم
- اكتمي لا اكتم نفسك، عاوزاها تجوزه، تجوز اللي فضحنا وابوكي كان هيموت بسببه، ده لا كانت ولا عاشت اللي تعمل فينا كده.
التوتر ملا البيت وبقا من المستحيل اقناعهم وبعد ما كان كل همي انتقم من حمزة مبقتش عاوزه غير انه يبعد عني ويسيبني في حالي
#حمزة
رجعنا نجتمع من تاني في اوضة جدي وطول الوقت قاعد متردد اتصافي مع صدام ولا اسكت، واثناء تركيزي معاه لاحظت تركيزه هو مع فيروز، كان واضح قوي انه عايز يتكلم معاها وهي مش مهتمة بوجوده من اساسه، وبعد ما قدرت استجمع شجاعتي وقفت عنده وقولت
- عاوزك دقيقه
انتبه ليه وقال وكأنه ناسي اللي حصل
" اه طيب
طلعنا سوا وقفنا في الجنينة ف قالي
- في ايه
تحمحمت بحرج وقولت
" مفيش بس...
- بس ايه
" كنت عاوز اقولك متزعلش علي اللي قولته اخر مره، كنت متعصب ومش شايف قدامي بس انت كمان غلطت ورفعت ايدك علية
- اه، ده انا كنت ناسي، بس ايه الادب ده من امتي بتحترم حد
" مكنتش هعتذر بس ماما زودتها
- انسا، راجع اشوف عمي
قالها واستدار علشان يمشي وقفته بوضع ايدي علي كتفه وقولت
" في حاجه معاك
شال ايدي عنه وقال
- لا ليه
" ملاحظ انك مش علي بعضك ومركز مع فيروز دي
هز دماغه بنفي ف قولت
" اوعا تكون ماما مسلطاك عليها ونوينلها علي حاجة
- ايه اللي انت بتقوله ده، مسلطاني ايه انت كمان
" امال مركز معاها لية
- مش مركز ولا حاجه بيتهيألك
" لا يا شيخ علي ميزو
- بطل بواخة وسيبني في حالي...!
قالها ومشي وانا رجعت وراه وبقيت مركز معاه وكل ما كان ياخد باله من تركيزي ده يتوتر ويحاول يبينلي أن مفيش حاجة بس بطريقة كانت بتبينه انه اهبل ، اخفيت ضحكتي في حضور الموجودين وقولت في نفسي معقول يكون بينهم حاجه، دي لو كان بينهم حاجه والمعاملة هتكون بينهم كده هي اسبوع وصدام هيبعد عن امه وهنبطل نشوفهم وهما بيتودودو ومع انها امي بس تمنيت ان ده يحصل، تمنيت انه يخرج بره سيطرتها شوية.
وفي نفس الوقت اللي قاعد براقبه دخلت علينا سحر الكل انتبه لدخولها المفاجيء ده وخاصة لما قربت من صدام وهي متوتر جدا همست في ودنه بحاجة ف انتفض وطلع يجري الكل بقا يسأل في ايه وانا طلعت وراه لغيت الاستراحة وباقي العيلة لحقوني دخلنا هناك لقينا بحيري نايم علي الكنبة متكسر ودماغه مفتوحه ودمه سايح علي وشه قرب منه صدام وقال بصدمة وهو بيمرر عينيه علي جسمه اللي مفهوش حتة سليمة
- مين عمل فيه كده
قال فرد الامن
" منعرفش هو وصل بالعربية لأول الشارع ووقف روحنا نشوف في ايه لقيناه كده، وجيبناه