
رواية دكتور نسا الفصل السابع عشر17والثامن عشر18بقلم فريدة الحلواني
يا الله...الخوف وحشا مفترس ينهش احشائنا...اما ان نواجهه و نقتله بسكين الشجاعه...او نتركه يمزقنا من الداخل حتي يقتل روحنا و نصبح احياء ...بلا حياه
طبيبنا الحكيم ...فكر في الامر من جميع الاتجاهات ...لن يظلم احد...لن يسمح لباب التار ان يفتح ...
و لن يترك حق صغيرته المسكينه التي تحملت ما لم يقدر عليه من عاش اضعاف عمرها
سيعيد هويه ابن اخيه الحقيقيه ...حتي يستطع العيش بطريقه سويه
و فالاخير سيأخذ حق اخيه و الذي كان معترفا من داخله ان له النصيب الاكبر من الخطأ
لم ينم ليلته ...لا هو و لا حبيبته التي كان الخوف يقطعها اربا من الداخل
حاولت أثناءه عما انتواه بشتي الطرق و لكنه ابدا لن يتراجع...بل اقنعها بان ما يفعله هو عين الصواب
وعدها الا يفتح باب الثأر مره اخري...طالبها بالوثوق به و بحكمته التي لا تعلم عنها شيئا حتي الان
هي رات عثمان المتجبر ...ثم شديد الاحتؤاء...و العاشق الذي اخدقها بدلاله لها
و الان جاء دور الطبيب الحكيم ذو العقل الراجح ...الذي ابدا لن يرضي بظلم احدهم
مع بدأ ظهور اول خيطا من نور الصباح ...قبل راسها المسنود فوق صدره و قال بمزاح : جومي يا حبيبتي ارجعي اوضتك جبل ما نتجفش
اعتدلت كي تنظر له و تقول : واااه ...اني مرتك
عثمان : مرتي و حبيبتي كماني...بس انتي خابره زين الي فيها...بلاش تعملي ناصحه علي
تعلم انه يربد التخفيف عنها بعد بكائها ...و ستفعل معه المثل
اذ قالت بدلال : حاسه اني عيله صغيره راحه تجابل حبيبها من وري اهلها...و حبيبها خايف عليها
ملس علي وجنتها بحنو ثم قال بصدق : حبيبها معندوش اغلي منيها يخاف عليه....يلا يا جلب حبيبك ..ما رايدش اتاخر ..خلينا نوخلص و نفوج لحالنا
رغد بخوف : عثمان....انت وعدتني
قبلها بعشق ثم قال : و اني عند وعدي يا رغد عثمان...مفيش نجطه دم هتنزل من حدي فينا....ربنا يجدرني و احلها ويا ابوكي من غير ما حد يدري بينا
فاقت من تأثير المخدر منذ بضع ساعات ...لم تقوي علي الحراك
نظرت حولها وجدت نفسها ملقاه ارضا مكبله يدا و ساق...حتي فمها مربوط بوشاح
غرفه داخل مخزن مهجور ...هو ما استشفته مما حولها....انهمرت دموعها بغزاره....ليس ندما
بل رعبا من القادم ...علمت انها النهايه في كل الاحوال ...سواء عاقبها هو ...او قرر اعادتها الي اهلها و هذا الاحتمال الاقرب
بعد ان ارتدي ثيابه و تأهب للخروج ...اتصل علي عبدالحكيم العبايدي و حينما رد عليه قال بجديه : السلامو عليكم ...كيفك يا حاج
رغم استغراب الاخير من هذا الاتصال المبكر الا انه رد بهدوء : و عليكم السلام و رحمه الله ...كيفك يا ولدي ..و البت زينه ...فيكم حاجه
عثمان : بخير يا حاج ...اطمن ...سحب نفسا عميقا ثم اكمل : اني رايدك في موضوع مهم
عبدالحكيم : تعال يا ولدي الدار مفتوح....هو انت غريب هتاخد الاذن جبل ما تاجي
عثمان : لاااه...خلينا بعيد عن الدار ....او ..خلينا نجعد فالموندره لحالنا ...الي رايدك فيه ماهينفعش حدي تاني يعريف بيه
عبدالحكيم بوجل : جلجتني يا ولدي ...هستناك فالموندره....
متعوجش علي
جلس معه علي انفراد داخل قاعه الضيوف المنفصله عن السرايا...و رغم استغراب الجميع من هذا الامر ...الا ان لم يجرؤ احد علي التدخل او حتي السؤال
نظر له هذا الشيخ الحكيم و علم ان الامر جلل...
سأل بهدوء ينافي قلقه الداخلي : خير يا ولدي
عثمان : يا حاج عبدالحكيم....اني الي جيتك و طلبت ننهي التار الي بين العيلتين...و الي راح بسببه زينه شبابهم و رجالتهم
كفانا بحور الدم الي روت النجع...ماخدنيش الكبر وجتها و لا جولت كيف اني الي اتنازل و اروحلهم
بديت مصلحه الكل و طلبت نسبك لاخوي ...الله يرحمه...وجتها كت خابر ان عنديكم بنته اكبر منيها ....لكن اني اخترت لاخوي نسبك انته...يا كبير العبايده
و يعلم ربي كت هعمل فاخوي ايه لو بس حسيت انه زعلها...تغاضي عن تلك النقطه سريعا حينما كادت غيرته ان تظهر عليه
اكمل بنبره عاشقه لم يقصدها : و يعلم ربي ان بتك من يوم ما بجت مرتي و اني شايلها جوه حباب اعنيه...
مش لجل انها مرتي و بس ...لااااه ...عشان هي تستاهل تتشال فوج الراس ..اكمل بداخله رغما عنه : و جوه الجلب
هز الرجل راسه بتفهم و رغم ان بداخله فرح لعشق هذا الطبيب لابنته ...الا ان خوفه من القادم كان اكبر
زفر عثمان بهم ثم اكمل : اني بجولك كلت ديه ...عشان الي جايلك فيه ...لو متحلش بالعجل و الحكمه ...هيفتح علينا الي حاولنا نجفله...و وجتها مفيش حاجه هتجدر توجفه
عبدالحكيم بوجل : جول ولدي ...اني جلجت ...في ايه لكلت ديه
ذكر اسم ربه بداخله ثم حوقل كي يستمد القوه من خالقه ثم بدا يقص عليه كل شيء منذ البدايه الي اللحظه التي يجلس امامه فيها
استمع اليه وكل خليه بداخله تغلي غضبا ...و بعدما انتهي ...انتفض من مجلسه ثم طرق بعصاه الارض و قال بحسم : وينها الفاجره
وقف عثمان وقال : في المخزن الجبلي
عبدالحكيم : هاجي وياك اخدها ....و بعديها ...نظر له بغضب ثم اكمل : بتي تلزمني
هل تشعرون بكم النار التي اشتعلت داخل صدره ...حتي انها خرجت من عيناه ...نظر له بقوه غاضبه ثم قال : مرتي ...ملهاش صالح بكلت ديه
اني كان ممكن اجتلها و اتاويها من غير ما حدي يحس
بس اني جبتها ليك لحدت عندك..لجل ما تعريف الحجيجه....و لجل ما اريح ولد اخوي
و الاهم من كلت ديه ...اخد حج مرتي ....اوعااااك تفكر انها هتبجي طرف بيناتنا
طلعها بره الليله دي ...و الا....لا هيهمني تار و لا حتي النار تحرج النجع كلياته
هز عبدالحكيم راسه بغل ثم قال بمهادنه : اغسل عاري لاول ...بعدين لينا حديت تاني
صاح بحسم : و لا تاني و لا تالت يا حاج ....تاخد الي ليك عندي و بس
لم يتلقي منه و انما اخرج هاتفه ليتصل بولده البكر و الذي ورث العقل و الحكمه منه
و حينما رد عليه قال بحسم : هات عمك و تعالي الموندره
بينما هم يتحركون اربعتهم بوجه متجهم متجهين الي مكان تلك الحقيره التي ستنال جزاءها كما يجب
كان هناك من هو احقر منها يتواري خلف احدب الاشجار منتظر رحيلهم بعدما سمع كل ما قيل بالداخل
اتاخذت من غرفتها مخبأ كي تبتعد عن الجميع حتي لا يلاحظو رعبها الظاهر بوضوح عليها
و بينما لعبت بها هواجسها و تخيلت اسوأ السيناريوهات....
وجدت خافقها يخبرها بيقين ...ان تثق في طبيب قلبها لن يخذلها ...سيحل الامر دون ضرر لايا من العائلتان...لن يضيع كل نا ضحت به هبائا
وقفت سريعا ساحبه وشاحا لتغطي به راسها كما امرها ...قالت لحالها بتشجيع : انزلي الهي حالك وياهم ...عثمان عاجل و هيحلها بامر الله
اعقبت قولها بالخروج متجهه الي الاسفل و مع انشغالها نسيت هاتفها ملقي فوق الفراش
هرول ابن عم رغد الي داخل السرايا بعدما تاكد من مغادره عمه و عثمان
صاح بالجميع كي ياتو اليه و قال بغل فقد جائته الفرصه كي ينتقم من عثمان الذي تسبب في اهانته و التقليل منه وسط الرجال وقتما كان اتيا ليتقدم لرغد
تعااااالو ....تعالو يا عبايده شوفو الي حوصل و احنا نايمين علي ودانا....لو فيكم راجل يغسل عاره و ميخليش واحد من السوهاجيه عايش علي وش الارض
التف الجميع حوله بغضب و اولهم كان وهدان الذي قال : ايه الي هتجوله ديه يا واكل ناسك
سمير : اني لسه هجول ...هجول الي المستخبي كلاته
قال تلك الكلمه وهو ينظر الي شاديه التي ماتت رعبا ...السر انكشف يا ويلك يا ابنه قلبي
قص عليهم سمير ما سمعه حينما وقف يتصنت عليهم منذ ان اتي عثمان ...و بعد ان انتهي قال بخبث : عمي و يونس راحه يجيبه الفاجره
احنا بجي نروح سرايا السوهاجيه نجيب بتنا من اهناك ...بكفياها بهدله لحدت اكديه ...الله اعلم عثمان عيمل فيها ايه هو كماني
قبل ان يرد عليه احد كانت شاديه تصرخ برعب : لاااااه ....ملكومش صالح برغد...البنيه عايشه متهنيه...
متخربوش عليها يا خلج
وجدت انصاف الفرصه كي تشفي غليلها الواهي من تلك المسكينه و تطفيء نار غيرتها منها
قالت بصوت يملأه الحقد : كنك اتخبلتي يا شاديه ...كيف يهملو خيتك بعد كلت ديه ....هتأمني عليها كيف وياهم
ديه غير التار الي هينفتح من اول وجديد ..
وهدان بحماقه : يلا يا رجاله ...ناخد بتنا لاول بعديها هنولعها حريجه ....يا ويلكم يا سوهاجيه
صرخت ...توسلت....وقفت تحاول منع ايا منهم من التحرك...و لكنها فشلت فشلا زريع
قالت بجنون : منك لله با سمير ...هرولت للاعلي حتي تحضر هاتفها كي تحاول انقاذ اختها
بينما انصاف تقول بشماته : خلاص يا شاديه ...النار ولعت و مفيش حدي هيجدر يطفيها
ردت عليها بصراخ غاضب : الهي النار دي تحرج كل الي رايد بخيتي شر ...منكم لله
اعادت الاتصال بها للمره الخامسه و لم تجد ردا ....فكرت سريعا
و اتصلت بابيها الذي ايضا كان يغلق الهاتف
لم تياس ...ظلت تحاول مع ابيها و اخيها الي ان رد عليها بغضب : خبر اااا
قاطعته صارخه : الحج ياخوي ...سمير عيرف الي حوصل ...و جاد الدنيا نار....يونس اخوك خد ولد عمك و الرجاله و طلعه علي السوهاجيه لجل ما ياخدو رغد
الحجهم ياخوي
اغلق معها سريعا بينما هي اتصلت علي هاتف نرجس و حينما ردت عليها صرخت بها : رغد وينها
انتفضت نرجس من صراخها و قالت : اهي جاعده ويانا مالك ...
لم تعطها الفرصه للسؤال امرتها سريعا : اديهالي بسرعه
امسكت الهاتف بيد مرتعشه ....سمعت اختها تقول : اجفلي الباب يا رغد لو مفيش حداكم رجال ....اخواتك جايين ياخدوكي
سالتها بخذلان : عثمان جلهم
صححت لها شاديه الامر سريعا كي لا تسيء الفهم : لااااه ...محدش كان خابر جوزك رايد بوكي في ايه
لكن الي ربنا ينتجم منيه سمير الكلب كان هيتصنت عليهم ...و اول ما طلعو دخل السرايا و جاد الدنيا حريجه
اوعاكي تسمعي حديتهم ....جوزك مباعكيش يا بتي ....بلاش تديهم فرصه يجيدو النار من تاني....اتحملتي كتير يا بت جلبي ...كملي للاخر لجل خاطري و خاطر جوزك الي عشجك
اما زوجها فقد اصبح مثل الثور الهائج بعدما سمع يونس يقص علي ابيه ما حدث
و قد كانو علي وشك الوصول الي وجهتهم
صاح بغضبا جم : هتتعدو علي حرمع بيتي يا عبايده.....اوقف السياره فجاه و قال بجنون : اني حاولت اجفل باب الدم ....لكن انتو الي رايدينو
لو حدي مس شعره من مرتي و لا طلعها بره دارها مهخليش حدي فيكم عايش
لم يهتم بصياحهم عليه ...بل اعاد تشغيل سيارته و انطلق بها بسرعه جنونيه
امسك هاتفه بصعوبه و قام بالاتصال علي حمزه و بمجرد ان رد عليه قال بامر : لم الرجاله بسرعه و اطلع عالسرايا
حمزه بوجل : في ايه
عثمان : العبايده رايحين يخطفو مرتي ...مرت اخوك يا حمزه
حمزه بعصبيه : علي جوثتنا ياخوي ...يعدو علي جتتما لاول بعدين ياخدوها
في نفس التوقيت كان يونس و ابيه و عمه يقومون باتصالات هاتفيه مع بعض افراد العائله كي يحاولو منع تلك الكارثه التي ستحصد الاخضر و اليابس ...و تلك المره حقا ...لن يستطع احد منعها
كان المشهد ....حقا مرعب
توجس اهل القريه خيفه حينما شاهدو رجال العبايده يتجهون نحو سرايا عائلته السوهاجي و علي ملامحهم غضبا شديد
اما تلك المسكينه فقد وقع منها الهاتف بعدما فشلت في الامساك به...فقد انفلتت اعصابها من شده الرعب
التف حولها النساء يسالن بلهفه ماذا حدث
عفت بقلق : واااه مالك يا بتي ....ابوكي زين ...حدي من اهلك جرالو حاجه
عائشه بشفقه : جولي ياخيتي و لو خايفه من عثمان الحاجه تتحدت وياه لجل ما تروحي تطمني عليهم
هنا فاقت قليلا و قالت بارتعاش : اجفلو الباب ...اهلي هياخدوني
رايده اكلم بوي...كلمي عثمان ...بكت بقهر و هي تتوسل لهم : اتصلو بيه احب علي يدكم
لم تتركها عائشه تتوسل بينما كان الجميع يهدئها ...كانت هي تطلب زوجها الذي رد سريعا : حدي جيه
لم ترد عليه بل وضعت الهاتف فوق اذن تلك الباكيه و بمجرد ان سمعته يقول : وينها رغد
ردت عليه بوهن : اني خايفه...
اعتصر قلبه الما حينما سمع نبرتها المرتعبه و لكنه قال بقوه : بوكي و اخوكي معاي و سامعني زين
اكمل بصياح قوي : انتي مرتي ...و مفيش جوه عالارض هتبعدك عني ....لو حدي منيهم فكر يمس شعره منيكي ...مش هيكفيني رجابيهم كلياتهم....اني جايلك....جايلك يا جلب عثمان ...اوعاكي تخافي و لا تطلعي من دارك
وصل وهدان بصحبه الرجال ...و لحسن حظه كان حمزه ما زال في الطريق مع رجاله...و لكنه قام بمهاتفه بعضا الرجال المتواجدين بالقرب من السرايا
تصدو لهم و قامت معركه حاميه ...الجميع يضرب ...الجميع يسب
اخوتها و علي راسهم وهدان يحاولون اقتحام السرايا
و الخبيث ينفخ في النار كي يشعلها اكثر حينما وسوس لاخيها ان يدخلو من الباب الخلفي متمنين ان يكون مفتوحا
في نفس لحظه وصول حمزه مع باقي الرجال ..و الذين اشتبكو مع البقيه دون تفكير
كان وهدان و سمير و معهم ثلاث رجال اقتحمو السرايا من الباب الخلفي شاهرين اسلحتهم في وجه النساء بمنتهي الخسه
صراخ و عويل ...خوف و رعب حد الموت
هذا كان حال النساء بالداخل
صاح وهدان بهم : اكتمي يا حرمه منك ليها ....اني هاخد خيتي من سكات
سحبتها عفت خلف ظهرها و قالت بقوه : كنك اتخبلت .....انت مفكر ان حدي هيسيبك تاخد مرت السوهاجي ....انت كتبت علي حالك الموت بعملتك الشينه دي
وهدان بغضب : اما نشوف يام الدكتور مين الي هيجتل التاني
صرخت رغد بتوسل : احب علي يدك ياخوي ....اجصر الشر ...عثمان معميلش حاجه لجل ما تجتله ....ديه اكرم خيتك و حطها جوات حباب اعنيه
سمير بخبث : انتي لساتك هتاجي علي نفسك لجل ما توجفي الدم يا بت عمي ...مش كفايه الي اتحملتيه من اخوه ...
بين شد و جزب ...في نفس اللحظه التي قررت فيها نرجس ان تهرول تجاه الباب كي تفتحه و تستنجد برجال عائلتها
كان ذلك الارعن يهجم علي اخته بغته و يجرها جرا من زراعها تجاه الخارج
خطوه فقط ....واحده ...هي ما خطاها خارج الباب ثم تصنم مكانه حينما سمع دوي اطلاق نار قوي ....ليس طلقه واحده بل ثلاث طلقات
انا هي ...تخشب جسدها ...جحصت عيناها حتي دموعها جفت من هول ما رات
الفصل الثامن عشر
العشق ...موقف...يثبته و يدل عليه
لا مجرد كلمه تقال
جنون....اقل ما يصف ما يحدث هو الجنون....رجالا تحكمت بهم العصبيه ...و التعصب
لا يهمهم من المخطيء و ما هو الصواب
كل ما يصرون عليه ان يكونو مع من ينتمون اليهم و فقط
صوت صريرا مرعب صدر من سياره عثمان الذي اوقفها فجأه
هبط منها بطريقه تنم علي انه سيقتل كل من يقابله...و لما لا فقد اخذ سلاحه الناري الذي كان يضعه داخل سيارته قبل ان يتركها
كان المشهد كالتالي
في نفس وقت وصول عثمان...كان وهدان يسحب رغد للخارج
وفي نفس وقت دخوله و بينما هم كي يلتحم في المعركه الدائره امامه
وجد وهدان يخرج من باب السرايا الداخلي ساحبا تلك المسكينه التي تحاول ان تمسك الباب لتمنع خروجها
في لحظه ....بمنتهي الحرفيه...حينما فشلت رغد في ان تقاوم اخيها و قبل ان يخطو بها اكثر من خطوتان
كان عثمان شاهرا سلاحه نحو ثم اطلق منه اول رصاصه مرت فوق راس هذا الجبان الذي لم يهتم بمظهر اخته امام الرجال
بمجرد ان دوي الصوت في الارجاء....ثبت الجميع كلا في موضعه
اما هذا الاسد الذي يدافع عن عرينه....كان يتقدم للامام و يطلق رصاصه اخري مرت بجانب وهدان .....ثم الثالثه تحت قدمه حينما اصبح قريبا للغايه منهم
اثناء تقدمه كان يقول بنبره خرجت من الجحيم : فكر تخطي بيها خطوه كماني
اكمل بعدما وصل امامه واضعا فوهه السلاح فوق جبينه و هو يكمل : سيبها
بينما يثبت السلاح فوق راسه و يأمره بتركه
كان هو يسحبها بيده الاخري
في نفس وقت صياح عبدالحكيم : همل خيتك يا واكل ناسك....نزلو سلاحكو يا عبااااايده
اخفض الجميع اسلحتهم الذين اشهروها في وجه الخصم خاصا عثمان مع انطلاق الرصاصه الثانيه
رغد ...هل احدكم يستطع تخيل ما تشعر به...لا و الله قد عجزت الحروف عن وصف
فقد تخشب جسدها و شعرت ان الرؤيه انعدمت امامها....كل ما تراه دماءا ستسيل و لم تروي ارضا يملأها الغربان
افاقها صوت ابيها الصارخ وقتها فقط ايقنت خطوره الموقف
و بينما كان حبيبها يسحبها من يد اخيها كانت هي بمنتهي الشجاعه و الارتعاش
تقف بينهما...نظرات التوسل انطلقت منها تجاه هذا الغاضب ....زراع تحركت بصعوبه كي ترتفع و تمسك بيده المثبته فوق جبين اخيها
صوت يملاه الحزن و الرجاء : لجل خاطري ...و فقط
نظر لها بجنون و قال بصياح : لساتك هتدافعي عنيهم
علي صوته و هو يكمل : حرمه بيتي الي اتعدو عليها...مهتكفنيش جصادها حرج الكل
صرخت برعب : لاااااه...احب علي يدك بكفايه ....لجل خاطري ...
رد عليها بغضب اشبه بالعتاب : خايفه عليهم ...رايده تروحي وياهم
هزت راسها بهستيريه رافضه ما وصل اليه و هي تقول : لاااااه....انت راجلي الي اكرمني ...و مهطلعش من دارك غير علي جبري
تطلعت حولها و هي تكمل : و هما اهلي و فوج راسي ....كادت ان تكمل حديثها المتعقل
الا انها لمحت هذا النذل يشهر سلاحه في الخفاء تجاه ظهر عثمان
لا تعلم من اين اتتها القوه كي تتشبث به و تلف جسده معها كي تتلقي الرصاصه بدلا عنه و تفديه بروحها العاشقه
قبل ان يستوعب ما حدث كانت هي تمسك بثيابه و هي تقول بوهن : اهلي يا عثمان
عثمان ...عثمان يشعر ان الارض تدور من حوله....لن يستطع استيعاب ما حدث
لا يعلم كيف تمسك بها...بل هبط بجسده معها ارضا ....و الصدمه الجمت الجميع
حتي النساء لم تجد صوتا يخرج منها كي يصرخو حزنا و فزعا علي تلك المسجيه داخل حض حبيبها
و حبيبها ينظر لها بدموع حبيسه تأبي الهطول ....كل ما استطاع نطقه بهمسا حارق : بتفديهم بحياتك
ردت عليه بصعوبه و دمائها تسيل فوق يده الملتفه حولها : اني فديت روحي ...مكتش هجدر اعيش بعديك....اتمنيتك جوزي في الدنيا ...و هستناك فالاخره
لو انت الي اتجتلت...كت هجتل حالي بعيدك...و ابجي اتحرمت منيك بردك دنيا و اخره
عشاني....اهلي...فقط...كانت اخر ما تفوهت به قبل ان تغلق عيناها تزامنا مع ضمه لها و صياح بصوت رجلا عاشقا فقد الحياه لتوه : لاااااااه
فوجي ...متهملنيش....
مهجربش يمه اهلك ...فوجي يا رغد فوووووجي
بدا الجميع يمتص الصدمه ...اقترب منه عمه و ابيها المكلوم...يحاولون فحصها
و حينما رفض و تشبث بها ....صرخت بها امه كي تفيقه ؛ فووووج يا دكتور...اكشف عليها يا ولدي ...عم تتنفس
الحج مرتك يا دكتوووور
هنا تنبه عقله ...تذكر مهنته....نظر لها محاولا رؤيتها من بين الغيمه التي حجبت عنه الرؤيه
جس عرقها النابض بتفحص و يد مرتعشه
عاد قلبه ينبض من جديد بعدما شعر بنبضها هي ما زال موجودا رغم ضعفه
لم ينتظر لحظه....عاد لحاله و تجبره ....بل و قوته التي استخدمها في حملها
هرول بها الي الخارج وهو يصرخ بهم ....الحج مرتي.....و اتحملو جحيم عثمان السوهاجي يا عبايده
كان حمزه في ذلك الوقت امر ثلاثه رجال ان يلحقو بذلك الحقير حينما يراه يهرب بعد ما فعله
صعد السياره خلف المقود بعدما صعد اخيه بزوجته في الخلف
تحرك سريعا و خو يقول : سمير الكلب هو الي عيملها....الرجاله لحجته جبل ما يهروب
ضمها بقوه و هو يقول بهمس حارق وصل لاذن الاخير : اجفل عليه لحد ما افجوله.....مفيش كلب مالعبايده رجليه تخطي عتبه المستشفي ....ساااامع
يعلم الله كيف تحكم في حاله كي يمارس مهنته كطبيب وهو يحاول اخراج تلك الرصاصه الغادره
و ما ساعده علي ذلك حينما وصل بها الي مشفاه الخاص و قام بفحصها....اطمأن قلبه العاشق قليلا حينما اكتشف ان الطلقه اصابتها كانت في كتفها
رفض ان يسعفها احدا غيره...بل دلف هو معها الي غرفه العمليات و رافقه اثنان من الممرضات كي يخرجها لها
ثم يقوم بتقطيب جرحها....ذلك الجرح الذي شعر به داخل قلبه ليس في جسدها هي
و لاول مره منذ ان مارس مهنه الطب يده ترتعش اثناء اجراء عمليه جراحيه
و لكن ذلك لم يكن ضعفا منه ..بل رعشه قلبه الذي يعتصر الما اصابت جسده بالكامل ليس يده فقط
امام المشفي
كان المشهد...حقا مرعب
رجال العائلتان يقفان قباله بعضهما البعض في حاله تأهب تام لنشوب معركه حاميه
قوات الامن التي وقفت في المنتصف في محاوله منها لمنع احتكاكهم ببعض
ابيها ...ذلك الرجل الحكيم الحزين...الذي يقف مكتوف الايدي....غاليته بالداخل لا يعلم عنها شيئا ...و لا يستطع ان يكون جانبها
اما النساء ...كان يخيم عليهم الحزن و البكاء و هن يجلسون منتظرين ان يطمأنو عليها
عفت ببكاء : عيني عليكي يا بتي ...يا جهره جلبي عليكي
نرجس بحزن : اني هتجن...عجلي هيفط مني ...ليه كلت ديه....ايه الي حوصل لجل ما العبايده يعملو اكده
عائشه ببكاء : محدش خابر شي...الدنيا اتجلبت مره وحده...و البت ضحت بروحها يا نضري
تحيه بغيظ : الدكتور هيلحجها متخافيش
عفت : اني لازمن اعريف السبب...نظرت لابنتها و قالت : اتصلي بشاديه
ردت عليهم ببكاء مرير : طمنيني يا حاجه ...خيتي عيملت ايه...ولدك مانع حتي ابوها يدخل المستشفي....و محدش رايد يريحه بكلمه حتي
عفت : شاديه ...تجدري تاجي عندينا دلوك....حديت التلافون مهينفعش
فهمت شاديه ما تريد...و لانها تثق في تلك السيده الحكيمه ردت عليها بحسم : مسافه السكه هكون عنديكم....
و بالفعل : بعد مرور اقل من النصف ساعه كانت تجلس وسط النساء في بهو سرايا السوهاجيه
عفت : انتي خابره سبب كلت ديه ...صوح ..جوليلي يا بتي ...ريحي جلبي ..اني هتجن
نرجس : شكلها حكايه واعره جوي ياما
شاديه : اني معرفيش اذا كان الي هجوله ينفع و لا لاااه
نظرت لعفت برجاء ثم اكملت : اني هجولكم علي كل حاجه...لجل ما تعرفه خيتي اتحملت ايه...و عاشت كيف
بس الي طلباه منيكم ...مفيش حد يفتح الحديت ديه واصل لما نشوف الرجاله هتعيمل ايه
عائشه : اطمني ...مفيش حرف هيطلع بره...حتي الرجاله الي كانت عم تطحن في بعضها محدش منيهم فاهم و لا عارف السبب
سحبت نفسا عميقا ...ثم قصت عليهم كل شيء...كل ما عانته اختها من يوم ان خرجت من بيت ابيها ...الي تلك اللحظه
و لكن بمنتهي الحكمه تغاضت عن ذكر ذلك العشق الذي اصبح يجري في وريد الثنائي و لا حتي ما فعلته كي يتم زواجه بها
زهول ...صدمه تصحبها دموع غزيره تهطل من عيون النساء كلما اسهبت شاديه في الحديث
لا عقل و لا منطق يجعلهم يصدقون كل هذا
و بعد ان انتهت قالت بحزن من بين دموعها ؛ كلت ديه خيتي اتحملته لجل ما التار يوجف
نظرت لعفت و اكملت برجاء : و رحمه الغاليين يا حاجه...بلاش تخلي كلت ديه يروح هدر
كلمي والدك ...خليه يحكم عجله ...بكفايانه لحد اكده
حد يتصل بيه ...جلبي واكلني يا ناس ...عايزه اطمن علي خيتي ...و هو مانع اي حدي منينا يدخل جوه
عفت بصدمه ؛ كان جلبي حاسس ان فيه حاجه غلط...الله يرحمه و يسامحه ...كان مبين للكل انه عاشجها و مهنيها
لكن عينها الحزينه الي كلها هم ...كانت بتكدب كلت ديه
ليه بس با ولدي ...بكت بحرقه و هي تكمل : ضيعت شبابك هدر...و ظلمت لابنيه...
بعد ان انتها من العمليه بشق الانفس...قام بنقلها الي غرفه عاديه نظرا لحالتهاالمستقره
و لكنها كا زالت تحت تأثير المخدر...بعد ان وضعها بتمهل و حرص فوق الفراش
مال عليها مقبلا جبينها برفق جامح ثم قال : سامحيني ...مهجدرش انفذ طلبك...هدفعهم تمن كل نجطه دم سالت منيكي ....حرج جلوبهم كيف ما جلبي اتحرج و اني فاكر انك ضعتي مني
ماجدرش اصدج انك تعملي اكده...ليه يا بت جلبي ليييه
بينما كان يجلس علي احد المقاعد منتظرا بلهفه افاقتها بعد ذوال مفعول المخدر
سمع طرقا فوق الباب...فتحه سريعا وجد حمزه و معه احد الضباط
تحرك خطوتان نحو الخارج ثم اغلق الباب بهدوء و قال : خير يا حضره الظابط
الضابط : محتاجين نحقق مع المجني عليها ...و ناخد اقوال الشهود
نظر له ببرود ثم قال : مجني عليها مين ...و شهود ايه الي بتتحدت عنيهم ...اني مفاهمش حاجه
جز الضابط علي اسنانه كي يكتم غيظه ثم قال : المجني عليها...زوجه حضرتك الي اصيبت بطلق ناري يا دكتور
رد بلامبالاه ظاهريه : محصولش...نظر له بعدم فهم فاكمل بثقه : مفيش حاجه من دي حوصلت ...
مرتي وجعت فوق جزازه عورتها ...و بس ...جيبت منين الحديت ديه....نظر لحمزه و اكمل : مش ديه الي حوصل ياخوي
حمزه بتاكيد : و مفيش غيره يا واد عمي
لم يتمالك حاله بعد ان راي تلك التمثيليه الهزليه فقال بغضب : الي بيحصل ده غلط يادكتور
الناس تحت واقفين علي تكه...كلمه واحده و هتحصل مجزره...ارجوك انت انسان متعلم و مثقف ...
يا ريت تكون انت صوت العقل الي ينقذ ارواح بريئه زي ما عملت قبل كده
رد عليه بحسم دون ان يتأثر بما قيل : اني جولت الي عندي ....ملياش صالح باي حاجه تاني ...اكمل باستهزاء : و الي بلغك ...تجدر تعمله محضر بلاغ كاذب و ازعاج سلطات
في احد المخازن التابعه لعائله السوهاجي...كان ذلك الحقير يتلقي ضربا مبرحا من رجال حمزه
كادت احباله الصوتيه ان تتقطع من فرط صراخه المتألم
لم يرافو به بل قال احدهم بغل : صرخ....عالي صوتك كيف الحريم
امال كت عامل فيها سبع الرجال من اشوي
كلت ديه مهياجيش حاجه جصاد الي هيعملو فيك الدكتور
تقدم يونس من ابيه و قال بغضب مكتوم : و بعدين يا بوي...هنضلو واجفين اكده و مخابرينش خيتي ايه الي حوصل فيها
اديني اشاره و اني اطربج المستشفي عالي فيها
نظر له ابيه بغضب ثم قال : و ماله...ولعها اكتر ماهي والعه...و الغلبانه الي ربنا اعلم بحالها دلوك هي الي هتدفع التمن
يونس : يابوي ..اني رايد اطمن عليها..بجول اكده من غلبي ...اني لحدت دلوك مش جادر اصدج الي حوصل
عبدالحكيم : و لا امي يا ولدي ...نظر له بثقه و هو يكمل : طمن جلبك يا ولدي ...خيتك في امان ..
يونس باستغراب
: كيف ديه يابوي
ابتسم الرجل الحكيم بهم و قال : لانها مع الي هيهد الدنيا لجل خاطرها يا ولدي...يكفيك شر راجل عاشج ...لما حدي يمس جلبه
هل هي من تحاول فتح عيناها...ام قلبه المتلهف هو من يهيء له ذلك
اقترب منها بتهمل ...جلس علي حافه فراشها...اخذ يملس علي وجنتها بحنان وهو يقول برجاء عاشق ارهقه الانتظار : فتحي يا رغد دنيتي
خلي جلبي يرجع يدج...الدنيا اسودت في وشي لجل ماني محروم من نور عينك
ارحمي جلبي و طمنيني عليك
و صغيرته رحمته حينما همست باسمه قبل حتي ان تستعيد وعيها كاملا
اقترب اكثر منها و قال بلهفه : جلبه و عجله و روحه
بدات تفتح عيناها بوهن...اول ما قابلها وجهه المبتسم بفرحه لنجاتها و عودتها له
اخذت بعض الوقت كي تستعيد وعيها...وجدت مشاهد سريعه تمر امامها لما حدث
مما جعلها تفيق سريعا بشكلا كامل و تقول بلهفه رغم وهنها : انت زين...حوصل ايه ...طمني
لم يتمالك حاله و هو يميل عليها كي يرفعها بحرص و يدفنها داخل احضانه
قبلات كثيره فوق راسها وهو يقول من بينهم بنبره باكيه : توك جلبي عاود موطرحه
هونت عليكي تعملي في اكده ...هانت عليكي روحك
ابتعدت عنه بصعوبه...تطلعت له بزهول و قالت : انت عم تبكي يا عثمان
كوب وجهها بحنو و قال : ربي يعلم كتمتها كيف ...كان نفسي اصرخ ..ابكي...انوح...ابوس ايد الكل و اجولهم ..هملولي حبيبتي
يدي كانت بتترعش و انا بمسح دمك ...ليه تعملي فيه اكده ...ليييييه
بكت فالمقابل و هي تقول : انت هتجدر تكمل من غيري...انما اني اضعف من اكده بكتير...انا فديت روحي مش روحك...اني عشجاك يا طبيب جلبي
نظر لها بعيون تصرخ عشقا ثم اقترب منها و قال : ......