رواية خطوبة بعقد ايجار الفصل التاسع9 والعاشر10 بقلم صابرين شعبان
طرقت أم حمزة الباب في إنتظار الإذن بالدخول نهضت هدية من على الفراش لتفتح الباب قلقه خشية أن يكون عامر في الخارج فهى لا تعلم ماذا تقول له أو كيف تتعامل معه بعد معرفته بما تخفي فتحت الباب وجدت سيدة التي أعدت الطعام كانت في حوالي الخمسين من العمر ملابسها محتشمة و ترتدي حجاب طويل يداري نصف جسدها العلوي و ملامحها بشوشة تبعث الإرتياح في النفس و الإطمئنان قالت مبتسمة ..« آنستي لقد أرسلني السيد شهاب لأعطيكي هذه الأشياء »
مدت يدها بعدد من الأكياس مؤكد تحتوي على كل ما تحتاجه للمكوث هنا وضعتها على الفراش دون أن تنظر بداخلها و هى تشكر السيدة قائلة بهدوء ..« تفضلي بالدخول إسمي هدية أرجو أن تدعوني به لا أحب أن يدعوني أحدا بأنستي أو سيدتي أو هكذا ألقاب و أنت بما أدعوكي »
أبتسمت السيدة براحة لهذه الصغيرة طيبة القلب فقالت ..« نادرة هذا إسمي أو أم حمزة إذ أحببتي »
سألتها هدية بمرح ..« و ماذا عن خالتي هل تمانعين »
أبتسمت نادرة بحنان ..« لا حبيبتي لا أمانع بل هو رائع أن تدعوني هكذا »
أمسكت هدية يدها تجلسها على الفراش قائلة بمرح ..« هيا فلننظر ماذا أحضر لي عمي شهاب من ملابس » فتحت الأكياس تخرج ما بداخلها و هى تعرضها على نادرة « ما رأيك بهذا هل يليق بي »
أبتسمت نادرة فهى تبدو كطفلة صغيرة أحضرت ملابس جديدة إحتفالا بالعيد ..« جميل جداً لا بل هو رائع »
ظلت هدية تستعرض أمامها كل شئ و هما تتحدثان بمرح و كأنهم يعرفان بعضهما منذ زمن طويل و ليس من دقائق قالت نادرة ..
« ألم تشعري بالجوع بعد لقد قرب وقت العشاء ..»
هزت رأسها نافية ..« لا أنا لا أتناول العشاء و أخي سيف مسافرا أكتفي بالإفطار و الغداء فقط و لكنه حين يعود يقف فوق رأسي كالصقر لوجبة العشاء و لا أعلم لم لا يقتنع أني لا أحب تناول الطعام ليلا و لذلك لا أجادله الآن حتى لا يسمعني محاضرة من محاضراته »
أجابت نادرة ..« حبيبتي أنت مازلت صغيرة و تحتاجين لكل وجبات الغذاء حتى ينمو جسدك جيداً فلا تضيعي فرصك في بناء جسدك في فترة نموه »
رفعت هدية يديها مستسلمة بمرح فجعلت نادرة تضحك على حركتها تلك قائلة ..« حسنا لقد فهمت أنت مثله تماما هذا ما كنت احادثك عنه و لكن فقط لا تجبريني على تناول الطعام الدسم حتى لا أصاب بالكوابيس أتفقنا»
أبتسمت نادرة ..« حسنا سأجلب لك مما أعده لعامر فهو أيضاً لا يتناول طعاما دسما على العشاء أما السيد شهاب فهو له طعام معين بأمر من طبيبه »
أحمر وجهها عند ذكر عامر فأخفضت رأسها متحججه بجمع ملابسها عن الفراش فنهضت نادرة مبتسمة و هى تقول ..« هيا بدلي ملابسك بشئ جميل من هذا و أخرجي و أنا سأذهب لأعد الطعام حسنا »
هزت رأسها موافقة بصمت و هى ترى نادرة تخرج و تغلق الباب خلفها
★
كانت ترتدي ثوب طويل أخضر و حذاء منخفض و تمسك بحقيبتها تتجه للباب بعد أن أبلغت الخالة نادرة بخروجها لتبلغ عمها شهاب إذا سأل عنها مدت يدها تقبض على مقبض الباب لتفتحه عندما سمعت صوت شهاب السأل بتعجب ..« هدية عزيزتي إلى أين أنت ذاهبه هل ستذهبين للمعهد اليوم »
التفتت هدية تنظر إليه بقلق فهى قد أخذت موعدا مع الطبيب و اليوم كانت ستذهب لأولى جلساتها لم ترد أخباره أو أخبار أحد فتشت في عقلها قليلاً فلم تعرف بما تجيبه أنتظر ردها الذي طال فقلق تنهد بهدوء و هو يحسها على الدخول معه لغرفة الجلوس ..« تعالي عزيزتي أريد الحديث معك قليلاً »
جلست على الأريكة فجلس بجوارها يمسك بيدها ليطمئنها ..
« عزيزتي أنا فقط أريدك أن تكوني سعيدة إذا كان المكوث معنا هنا شاق عليك حسنا أنا سأعيدك اليوم لمنزلك بنفسي و سأتي كل يوم للإطمئنان عليك لحين عودة سيف من السفر »
أجابته هدية بهدوء ..« لا عمي أنا بخير هنا و لا أحد يضايقني أما إذا كنت تريد رجوعي للمنزل فلا مانع لدي »
عقد شهاب حاجبيه بغضب و أمسك وجنتها يضغط عليها بإصبعيه معاقبا .. « أنا لن أعاقبك على حديثك هذا الآن و لكن حين تأتين لبيتي عروس لابني حينها سأتصرف معك و الآن أريد أن أعرف إلى أين كنت ذاهبه بدون إخباري حتى لا أقلق عليك »
تنهدت بإستسلام فلا مفر من إخباره قالت متردده ..« أنا ذاهبه لرؤية طبيب »
سألها بهدوء مع بعض القلق ..« طبيب لماذا هل أنت مريضة »
صمتت فأومأ برأسه متفهما و قال بعتاب ..« وحدك بدون إخباري أو إخبار عامر أو حتى إنتظار عودة سيف »
قالت بيأس ..« نعم عمي لا أريد إخبار عامر و لا أريد إنتظار عودة سيف أو حتى إخبارك أنت أيضاً أريد تخطي الأمر وحدي بإرادتي لا أريد شفقه من أحد على حالي أنا ...» صمتت قليلاً تستجمع هدوئها و عيناها تلمع بالدمع فلم تنجح فقالت يأسه ..« أنا تعبت عمي تعبت حقا لا أعلم لم أنا هكذا بعد مرور كل هذا الوقت على الحادث أنا أريد أن أبرء أبي حقا أريد أن أبرء »
شعر شهاب بالحنان فهى قالت أبي فقط عند شعورها بالإحتياج لأب يدعمها و حضن يحتويها بحبه وحنان أبوته هى تدعي أنها لا تحتاج أحد و تريد أن تجتاز الأمر وحدها و لكنها في أمس الحاجة إلى داعم يحبها و يهتم بها و يطمئنها أن كل شئ سيكون بخير لما لا تلجأ إلى عامر ؟؟ فهو خطيبها و قريبًا سيتزوجان و لكنه يشعر أن هذان الإثنان بينهما لغز و سر لا يريدان لأحد معرفته .. أقترب يسند رأسها على كتفه مطمئنا و مهدئا ..« كفى حبيبتي أنت ستكونين بخير أنا أعدك فقط أسمحي لي بمساعدتك يا ابنتي و الوقوف بجانبك و سنجتاز الأمر معا صدقيني .. إذا لم تريدي إخبار سيف و عامر أنا أعدك أن أحدا منهم لن لن يعلم فقط ثقي بي هدية ثقي بي »
هزت رأسها موافقة ..« حسنا أبي أنا أثق بك فعلا فأنت تعاملني كأبي رحمه الله »
أبتسم شهاب قائلاً ..« حسنا هيا بنا لنذهب معا »
ذهبت معه إلى الطبيب و بعد أن جلست بعض الوقت يتحدث معها في كل شئ إلا ما يسبب لها القلق طلب منها أن تنتظر في الخارج قليلاً ريثما يتحدث مع شهاب قليلاً و بعد خروجه أخبرنا أنه سيكون لها موعد في الأسبوع المقبل أطمئنت قليلاً أن موعد عذابها سيتأجل للأسبوع القادم فلم تمانع مرت ثلاث أيام و لم ترى عامر كثيرا مما أشعرها بالارتياح كانت تجلس مع شهاب كل يوم بعد العشاء للحديث مطولا في كل شئ و أي شيء و تذهب للمعهد صباحاً شعرت بالراحة لإبتعاد عامر وجاء موعدها مع الطبيب ذهبت مع شهاب الذي جلس ينتظرها في الخارج فالطبيب أخبره حين حادثه و أستفسر عن بعض الأشياء التي تخص هدية قرر أنه لن يفعل ما تتوقعه منه و أنه لن يحادثها فيما يؤرقها إلا إذا تحدثت هى أولا و فقط تطمئن و تهدء و ترتاح للتعامل معه ستقول كل ما يتعبها و يقلقها فكانت جلستها تمر بخير بدون أن تتوتر أو تقلق قرب موعد عودة سيف فشعرت بالراحة لقربها العودة لمنزلها فهى فقط تريد الإبتعاد عن محيطه لتشعر ببعض الأمان و كلما تقربت من شهاب شعرت بالذنب أكثر لكذبها عليه و على سيف
جلس عامر بجوارها بعد عودته من عمله كانت تشاهد التلفاز كما تعودت و شهاب يتصفح الجريدة كالعادة ينظر إليهم ببعض المكر من خلف زجاج نظارته الطبيه قال عامر بأمر أكثر منه طلب ..« لدي حفل اليوم و أريدك معي هديتي »
أحتقن وجهها و هو ينعتها بهديته أمام والده ياله من وقح ..قالت ببرود « و لكني لا أريد الخروج فأنا أشعر بالتعب قليلاً »
ظن عامر أنها تتهرب من الخروج معه فقط لخشيتها من ركوب السيارة فقال أمرا ..« أسف حبيبتي بل ستأتين فهذا حفل هام و لا أستطيع التملص منه أو الظهور وحدي و أطمئني سنذهب سيرا فهو ليس بعيداً قليلاً فقط عشرون كيلو متر »
غضبت كثيرا فهذا الوغد يسخر منها فقالت ببرود ..« حسنا ليس لدي مانع للذهاب و لا مانع أيضاً من أستقلال السيارة فهذا شئ غير هام بالنسبة لي »
كانت تريد أن تظهر أمامه قوية فأبتسم بمرح لجرائتها فهذا هو المطلوب منها لتشفى مواجهة خوفها ..« حسنا هديتي أستعدي في الثامنة و إذا كنتي فتاة مطيعة سأجلب لك علبة كبيرة من الشوكولا مكافأة »
نهض تاركا إياها تغلي فأطفأت التلفاز بحنق و ألقت بجهاز التحكم بعنف على المقعد المقابل فضحك شهاب و هو يرى غضبها فقالت بغيظ ..
« كفى أبي و إلا غضبت منك أنت أيضاً »
كتم شهاب ضحكته و نظر لساعة يده بإشارة وجدها السابعة فقال ..
« هيا أذهبي لتستعدي أريد ابنتي تخطف الأنظار اليوم »
نظرت إليه بخجل فنهرها ..« هيا يا فتاة أذهبي »
فأبتسمت بمرح و تسرع لتذهب لغرفتها ..
★
خرجت من الغرفة ذاهبه لغرفة الجلوس لتنتظر عامر فوجدته قد أستعد هو الآخر يجلس يتحدث مع والده لحين إنتهائها رفع رأسه فأتسعت عينيه بدهشة تحت نظرات شهاب الماكره المرحه كانت ترتدي ثوب عامر الأحمر الذي أرسله مع حازم من قبل طويل بأكمام شفافه و فتحة صدر واسعه تظهر عنقها و جزء من صدرها ترتدي حذاء بكعب عال أحمر يظهر أصابع قدمها المطلية تصفف شعرها للخلف لتظهر ملامح وجهها الصغير برموشها السوداء و حمرة شفتيها الصارخة عقد عامر حاجبيه بغضب بعد أن تفحصها من رأسها لأصابع قدميها الصغيرة و أشتد غضبه و هو يرى عري ذراعيها و صدرها فقال حانقا ..« ما هذا الذي ترتدينه هدية »
عقدت حاجبيها بتعجب ساخر فهذا هو الثوب الذي أرسله لها من قبل ألم يره أم نسى ماذا جلب لها و للحقيقة هى أرتدته متعمدة لتثير غضبه ليس إلا قالت بهدوء لتستفزه أكثر ..« ماذا عامر هذا الثوب الذي جلبته لي هل نسيت أم جعلت أحدا أخر يختاره بدلاً عنك »
أتسعت عينيه و ظهر على وجهه علامات التفكير متذكرا من أين أتت به بحق الله ألم يكن في منزلها متى أحضرته قال بضيق ..« أين يكن هدية أنت لن تأتي معي هكذا ألم تتعلمي شئ من خطبتنا أني أعترض على إظهار جسدك هكذا للعامة أنسه هدية فهمى فأنت خطيبتي أنا و أنا لا أسمح لأحد بالتطلع لما يخصني »
تدخل شهاب ليهدء الوضع بينهم قليلاً ..« ما بها هدية عامر فهى تبدو خلابه بني حتما ستخطف الأنظار اليوم »
فأشار عامر إليها بغيظ ..« و هذا ما أتحدث عنه أبي هى ستجعل الرجال ينظرون إليها بهذا الثوب الذي ترتديه و يظهر أكثر مما يخفي »
تنهدت هدية بضيق ..« ما الأمر هل تريدني معك أم لا أخبرني »
أشار بيده يصرفها قائلاً بغيظ ..« أذهبي هدية أمامك فقط خمس دقائق لتبدلي هذا الثوب و الخروج هيا أسرعي »
أستدارت غاضبه و هى تسبه ناعته إياه بالمغرور المتكبر مما جعل شهاب ينفجر ضحكا و عامر ينظر إليه بحنق جلس يزفر بضيق في إنتظار خروجها و بعد ثلاث دقائق فقط خرجت و هى ترتدي ثوب ياباني قصير مقفل و بدون أكمام و مزين بصف من الأزرار ملتصقة ببعضها من الرقبه حتى الخصر كان قماشه من الساتان الامع مزين بزهور كبيرة حمراء مما سهل لها عدم تبديل زينتها أو حذائها نظر لساقيها السمراء و ذراعيها فهم أن يتحدث فقالت و هى ترفع أصبعها في وجهه ..« أقسم أن تحدثت و قولت شئ سأذهب و أرتدي منامتي و أدخل فراشي لأنام و سأدعك ترطم رأسك في الحائط عامر هل سمعت»
كتم غيظه و هو يشير لها للخروج فأتجهت للباب بحنق تحت نظرات شهاب المرحه الذي ما أن خرجا حتى أنفجر ضاحكا و هو يقول ..« يا إلهي يالها من فتاة أنها حقا ستعيد تقويمك يا عامر لأول مرة أجد من يصمتك أخيراً ...
★
وقفت أمام السيارة تنتظر أن يفتح لها الباب أستقل السيارة و فتح لها الباب الآخر فجلست و هى تتنفس بعمق و بهدوء و هو يدير السيارة و ينطلق بمراعاة هذه المرة كانت تزم شفتيها تعد من واحد لعشرة حتى تهدأ نظر إليها كانت تضم يديها الاثنتين على قدميها تجلس جامدة مد يده ليمسك بيدها يضغطها مطمئنا فالتفتت إليه كان ينظر إلى الطريق أمامه الخالي من السيارات التفت إليها ليراها تتنفس بهدوء فعلم أنها لم تعد قلقه و قد هدئت رفع يدها لفمه يقبلها فأحمر وجهها و هى تعاتبه ..« عامر لا تفعل ذلك مرة أخرى حتى لا أغضب منك »
قال بخفوت ..« أفعل ماذا هديتي»
سحبت يدها من يده و هى تغمغم ..« هذا عامر لم يكن هذا أتفاقنا »
تنهد بضيق فهو يريد فقط أن يشعر بقربها منه فقط بلمس يدها هل هذا كثير قال طالبا برجاء ..« ما رأيك اليوم نتصرف كأننا خطيبين حقيقيين هديتي أنسي ما أتفقنا عليه من قبل فقط تذكري شئ واحد اليوم هو أنك خطيبتي حبيبتي هديتي أتفقنا »
أحمر وجهها صامته هل حقاً يريد أن تكون خطيبته الحقيقية اليوم لماذا في ماذا يفكر يا ترى هذا الرجل صعب الفهم حقا تاره يستمر بتذكيرها بصفقتهم الغبية و تاره أخرى يطلب منها نسيانها أومأت برأسها ..« حسنا عامر اليوم فقط »
وصلا للحفل كان في فيلا كبيرة كانت حديقتها مزينه بالمصابيح الملونه و قد أنتشرت الطاولات في الحديقة كان الحضور من رجال الأعمال و الصحافة و بعض الشخصيات الهامة مما جعلها تتوتر تشعر ببعض القلق فضم خصرها يقربها إليه و رجل يتقدم منهم مرحباً ..« سيد عامر أسعدني حضورك »
أبتسم عامر بتكلف ..« شكراً لك سيد شاكر أنا الأسعد بالحضور لحفلك »
نظر لهدية معرفا و هو يقربها منه قليلاً ..« هدية خطيبتي »
ثم أكمل التعارف ..« هديتي هذا السيد شاكر عبد الحميد شريكي ستنضم شركته لشركتنا قريبًا »
أومات برأسها مرحبه و شاكر يمد يده ليصافحها ترددت قليلاً ثم مدت يدها فأخذها شاكر يقبض عليها بقوة مرحباً ثم رفعها لفمه يقبلها فأمسك بها عامر قبل أن تصل يدها لفمه و قال مبتسما بغيرة ..« أسف يا صديقي فهدية لا تحب ذلك و أنا أيضاً »
أبتسم شاكر بتفهم مرح ..« حسنا عامر فهى حقا تستحق غيرتك يا رجل ..مبارك لك أنستي أعتذر عن عدم حضور خطبتكم فلم أكن في البلاد وقتها هيا تفضلا بالجلوس لحين أرحب بالقادمين ثم سنتحدث سويا »
أنصرف تاركا عامر يجلس هدية على المقعد و جلب لها كأس من العصير تلفتت حولها تنظر للحضور المنتشر هنا و هناك للحديث أو المرح قالت هدية بتوتر ..« أنا حقاً لا أحب هذه الأجواء و قبل أن تقول شئ هذا لا علاقة له بمحيطي الذي نشأت به أنا فقط لا أستريح في الزحام أي كان نوعه »
أبتسم عامر و قال بهدوء ..« و أنا أيضاً لا أحبها أنا فقط أحضر مضطرا ليس أكثر و للضرورة لا تقلقي هذه لن تكون حياتنا »
نظرت إليه بتعجب تتفرس ملامحه تحاول إستيعاب ما يقول ماذا يقصد بحياتنا أنتبه لحيرتها فقال متوترا ..« أقصد حين أتزوج بالتأكيد هذه لن تكون حياتي و زوجتي المستقبلية »
أشاحت بوجهها و لم تجب تمر بعينيها على الحضور فزفر عامر بضيق و سألها ..« هدية ماذا بك ألم نتفق على أننا سنتصرف اليوم كخطيبين حقيقيين »
رفعت كتفيها و قالت بهدوء ..« و هل فعلت غير ذلك عامر »
أبتسم بمكر و هو يمسك بيدها ..« هل ترقصين معي خطيبتي »
هزت رأسها بنفي قائلة ..« عامر أنا لا أستطيع الرقص بالكاد تحركت يوم خطبتنا »
أنهضها بحزم ..« سأعلمك هديتي لا تقلقي هيا هذه الموسيقى هادئة و لن تحتاج منك أن تتحركي كثيرا فقط سأضمك بين ذراعي هديتي »
أحمر وجهها فقالت تنهره بغضب ..« عامر كف عن وقاحتك معي »
فقال بخفوت و هو يشدها لحلبة الرقص الفارغة وسط نظرات الحضور ..« هديتي فقط اليوم أتركيني على سجيتي معك رجاءا »
ضمها برقه يتحرك ببطء لتتابع خطواته الهادئة حتى لا تسقط بحذائها العالي كانا يرقصان متجاهلين بعض الحضور الذي أنضم إليهم أقترب منها أكثر لتضع رأسها تستند على صدره فأرتجفت هدية ظنها تشعر بالبرد فضمها إليه أكثر يريح ذقنه على جانب رأسها و خفقاته تسرع بجنون تكاد تصم أذنيه محدثا نفسه ...« ماذا تفعل عامر أنت تغرق نفسك معها يا رجل أبتعد عامر أبتعد فهى لن تقبل أن تكون لك يوماً » يجادل نفسه بغضب ..« لماذا لماذا لا تقبل بي أنا لست كبيرا لهذا الحد و هى ليست تلك الصغيرة هى في التاسعة عشرة بعضهن يتزوجن في عمر أقل من هذا .. الآن تفكر في الزواج يا عامر و من هدية التي تعتبرك عجوزا بالنسبة لها .. و لكني لست كذلك بحق الله أنا في الثالثة والثلاثين فقط حسنا أنا فقط سأنتظر سأنتظر الوقت المناسب و أسألها هل تقبل الزواج بي أم لا فقط سأنتظر » كان يضمها بقوة غارقا في أفكاره عندما توقفت الموسيقى فحثته هدية التي شعرت بتبدل ميزاجه و هو يراقصها ..« عامر أريد الجلوس إذا سمحت »
نظر لوجهها المحتقن فأجلسها على مقعدها سألا ..« هل أنت بخير ..هل تريدين العودة للمنزل »
هزت رأسها نافية فهى لا تريد التسبب في مشكلة في عمله إذا تركا الحفل ..« لا أنا بخير لا تقلق »
ظلا جالسين يتحدثان بهدوء سألها عن دراستها و أصدقائها المقربين و الذي علم أنها ليست على علاقة مقربه مع أحداهن هن فقط رفيقات علاقتها بهن سطحية فقط أخبرها أنه كان مقيما في الخارج و عاد منذ سنوات ثلاث لوعكة أبيه و لم يشا السفر مرة أخرى قطع حديثهم ذلك المدعو خالد الذي رأته في حفل خطبتهم كان معه فتاة في مثل عمرها تقريباً كانت ترتدي فستان أزرق قصير بدون أكمام و تضع زينه صارخه و حذائها العالي ذاد من طول قامتها لا تعلم أين رأتها من قبل قال خالد ..« عامر كيف حالك يا رجل » التفت لهدية يكمل ..« منذ خطبتك لم نعد نراك »
أجابه عامر ببرود متجاهلا رفيقته ..« أهلاً خالد أنا بخير و معى خطيبتي كما ترى لم أختفي أو شئ »
نظرت هدية لرفيقته تحاول تذكر أين رأتها من قبل كانت الفتاة تنظر إليها بسخرية مستفزه قائلة ..« هل أنت سندريلا التي أخبرتنا عنها دينا»
نظرت هدية لساعتها بسخرية و هى تقول ببرود ..« فلتنتظري للساعة الثانية عشرة حتى ترى هل سأتحول و أعود قبيحة أم سأذهب للمنزل و معى أميرى الوسيم »
ضحك خالد بمرح و أبتسم عامر بحنان فهديته لا تسمح لأحد بالسخرية منها أو التقليل من شأنها أو مضايقتها هذه هى هدية القوية التي يريدها دوماً و أبدا ..أحتقنت الفتاة و قالت بغضب ..« خالي هيا بنا لنذهب لمكان آخر فالجو هنا أصبح خانق »
قال خالد بسخرية و هو يغمز لعامر ..« أجل عزيزتي هيا بنا حتى لا نتأخر و توبخني أمك» رحل كلاهما تاركين عامر و هدية التي ترغي و تزبد من تلك الحمقاء فأبتسم عامر بمرح ..« هل تودين الرحيل إلى المنزل »
قالت ساخرة بتأكيد ..« لا سأنتظر حتى تدق الساعة الثانية عشرة و أذهب مع أميرى كما قلت لتلك الحمقاء منذ قليل »
فضحك عامر ..« حسنا كما تريدين هديتي كما تريدين »
★
عادا للمنزل فوجدا شهاب منتظرا فقال ما أن رأى هدية ..« حبيبتي ها قد عدتم »
قالت هدية ..« مساء الخير عمي »
رد عليها مبتسما ..« مساء الخير حبيبتي كيف كانت سهرتكم »
أجابته مبتسمة ..« رائعة عمي رائعة »
سأله عامر بقلق ..« ماذا هناك أبي لم مازلت مستيقظا للأن هل هناك شئ»
طمئنه شهاب ..« لا بني كل شئ بخير فقط لقد عاد سيف و سوف يأتي صباحاً لأصطحاب هدية للمنزل فطلب فقط أخبرها لتستعد »
أبتسمت هدية و أصدرت صوتا فرحا ..« حقاً عاد لما لم ينتظر و يأخذني معه اليوم فقد أشتقت إليه كثيرا »
أجاب شهاب و هو ينظر لضيق عامر ..« لقد تأخر الوقت حبيبتي و هو لم يشأ أن يتعبك بذهابك اليوم إلى المنزل ..»
قالت هدية و هى تتثأب ...« حسنا أنا سأذهب للنوم تصبحان على خير »
ذهبت إلى غرفتها تاركة عامر و شهاب يشعران بالضيق لرحيلها خاصة شهاب الذي تعلق بها كابنته فهى كانت تجالسه و تحادثة و ترفه عنه في وحدته فعامر مشغول في الشركة معظم الوقت و لا يراه غير في وقت متأخر مع بعض أتصالات تتخلل النهار ليطمئن عليه وسط مشاغلة التفت لعامر يقول بهدوء ..« تعال عامر أجلس أريد الحديث معك قليلاً»
جلس عامر بصمت منتظر والده قول ما يريده فقال شهاب بجدية يتسأل ..« كم تبقى لهدية من فترة دراسة لتتخرج فأنا لم أسألها عن ذلك أبدا عندما نتحدث معا »
أجاب عامر بعدم فهم لسؤال والده لم يريد أن يعلم ..« تقريباً شهران لنهاية العام للتخرج »
سأله يتفرس ملامحه ليعلم ما يريده ولده حقا من الفتاة ..« هل تريد أن تتزوجا بعد إنتهاء دراستها عامر أم لم تتحدثا في الأمر من قبل »
أرتبك عامر و هو يتهرب من نظرات والده ..« لا لا لم نتحدث في الأمر »
ماذا سيقول لأبيه أنه فقط سيفترق عنها بعد ستة أشهر و التي مر منهم شهر دون أن يشعر به حتى .. فهو لا يعتقد أنها ستوافق على الزواج منه و هى تعتقده كبيراً جداً عليها عقد شهاب حاجبيه بقلق فعلاقة عامر بهدية حقاً غريبة هو يرى غيرته في بعض الأحيان و لكن علاقتهم تفتقد التقارب الذي يكون بين أي خطيبين عاديين يجب أن يعلم هل يريد الزواج الآن أم لا ليفهم قال شهاب بأمر ..« لتتحدث معها عامر و أتخذا القرار و أخبرني و أنا سأتولى أبلاغ سيف»
« و لكن أبي الأمور لا تأخذ هكذا فنحن لم نكمل شهر خطبة هل حقا تريدني أن أتحدث مع هدية في الزواج الآن و هى مازالت تدرس و إختبارتها على الأبواب أنا لا أريد تشتيتها أبي أو إلهائها عن دراستها فهذا ظلم لها فلننتظر قليلاً أبي حتى تنهى دراستها و عندها سنتحدث أتفقنا »
هز شهاب رأسه بإستسلام فهو معه كل الحق كل ما أصبح يعلمه شهاب و متأكد منه أن عامر حقا يهتم بهدية و بما هو في صالحها ..« حسنا بني سننتظر فهو ليس بالوقت الطويل على إيه حال »
صمت كلاهما بعد ذلك و كل منهم غارق في أفكاره المختلفة عن الآخر ★
الفصل العاشر
عادت هدية لمنزلها في اليوم التالي و عادت وتيرة حياتها العادية كانت تذهب للمعهد و ترى عامر بعض الأحيان عندما يأتي ليراها كانت مازالت تذهب لجلساتها عند الطبيب مع شهاب عندما أصر عليها أن لا تذهب بدونه و مازالت تصر على عدم علم سيف أو عامر كان أتيان من عند الطبيب سيرا يتحدثان عندما قالت هدية متذمرة ..« لا أعلم لم لا يتحدث معي الطبيب فيما يؤرقني و يسألني عن حادث والدي للأن عمي هو فقط يستمر بالتحدث عن دراستي و علاقتي بأخي و رفيقاتي في المعهد و لا شئ أكثر لا أفهم ما علاقة ذلك بمشكلتي لقد سئمت حقاً ..»
أبتسم شهاب متذكرا حديث الطبيب معه فهو قد أخبره أنه يريدها أن تتحدث في الأمر بكامل إرادتها و بدون ضغوط منه فهى حين تجد نفسها مستعدة للحديث عن الأمر ستفعل قال بمكر مبتسم ..« لما لا تحادثينه إنتي هدية إذا أردتي ذلك أنا أعتقد أنك أصبحت مستعدة للحديث عن الأمر الآن و تخطية للأبد أنت في سبيلك للشفاء يا ابنتي فأطمئني »
قالت تسأل بيأس ..« فعلا عمى هل تعتقد ذلك أنا سأشفى حقاً و أعود كما كنت من قبل »
قال مؤكداً ..« طبعا عزيزتي فأنت فتاة قوية و أنا حقاً فخور بك و أنك ستكونين زوجة لولدي »
أحمر وجهها بحزن فأبتسمت بهدوء و لم تجب كانا يسيران على مهل يتحدثان من وقت لآخر غير منتبهين للسيارة التي توقفت على مقربه منهم ترجل عامر من السيارة يتبع خطواتهم مسرعا هاتفا ..« أبي .. هدية»
التفت كلاهما إليه بدهشة و شهاب يسأله ..« ماذا تفعل هنا عامر »
رد بحنق ..« بل ماذا تفعلان أنتما هنا و لما لم تخبراني أنكما ستتقابلان اليوم »
رفع شهاب حاجبه متعجبا و هو يرى ضيق ولده ..« لقد أخبرنا سيف عامر بأني و هدية سنسير قليلاً معا و هو وافق و لم يعترض على شئ»
أجاب بغضب ..« و أنا أليس لي رأي في الأمر »
تفحص شهاب عامر بمكر فولده يتصرف برعونه و غباء يكاد يفضح نفسه أمام الفتاة ..قال شهاب بخبث ..« و لم تعترض عامر »
التفت عامر لهدية الواقفة شاحبة من اللقاء غير المتوقع ..« لم لم تتصلي بي لتخبريني هدية الست خطيبك و لي حق في معرفة أين تذهبين و مع من »
كتم شهاب ضحكته بشق الأنفس فعامر يغار حتى منه من والده يا إلهي لقد غرقت لأذنيك يا عامر أستفزه شهاب ..« أنت قلتها عامر أنت خطيبها و لست زوجها لتتحكم بها أخيها هو المسئول عنها لا أنت لذلك لا حق لك للأعتراض حتى »
أصدر عامر صوتا مستنكرا و قال لأبيه بحده ..« حسنا هل لي أن أخذ خطيبتي الآن أريد الحديث معها في مكان ما قليلاً هل لديك مانع »
أعترض شهاب جادا ..« لا لا فلتستأذن من أخيها أولاً قبل الذهاب و الآن هدية هل نرحل حتى لا نتأخر أكثر من ذلك »
ذهبا تاركين وراءهم عامر يقف وسط الطريق ينظر إليهم بذهول و لم يفق بعد من فعلة والده معه ...
★
أوصلها شهاب للمنزل و جلس قليلاً مع سيف للحديث هم بالإنصراف عندما سمعا طرقا على الباب و هدية تتحدث مع أحدهم خارجا بضيق دخل عامر ليجد أبيه و سيف نظر لأبيه بحنق و قال ..« أنت مازلت هنا أبي لقد ظننتك رحلت »
تنحنح شهاب ليجلي حنجرته يحاول الا ينفجر ضحكا و سيف ينظر لعامر بغضب و يقول بضيق ..« سيد عامر عمي شهاب ضيفي و في بيتي و ليس لك حق الإعتراض على وجوده »
قال شهاب ليهدء الأمور حتى لا ينفجر ولده و يطيح بالجميع ..« حسنا سيف أنا كنت سأرحل على إيه حال فقد سرت و هدية طويلا و أنا رجل عجوز لست شابا مثلكما و سأتي و أراها مرة أخرى حسنا »
زم سيف شفتيه ضيقاً و حنقا من عامر كيف لرجل كشهاب أن ينجب شخص سئ الطباع و الأخلاق كعامر لا يعلم لم هدية متمسكة به أنه حقاً بغيض و يابس الرأس كالثور و هو لا يطيقة ..« حسنا عمي في أي وقت سننتظرك »
رحل شهاب تاركا عامر خلفه يقول بأستفزاز ..« أريد التحدث مع خطيبتي قليلاً إذا لم يكن لديك مانع »
خرج سيف غاضبا بدون أن يجيبه تاركا إياها في الغرفة وحده بعد قليل دخلت هدية حانقة تكتف يديها أمام صدرها بضيق ..« ماذا هناك عامر ما بك هكذا تضايق أخي و أبيك لم أنت شخص سئ هكذا »
خفق قلبه متألما هل تراه هكذا شخص سئ قال بخفوت و حزن ..« هل تريني هكذا هدية شخص سئ هل ..هل تكرهيني لهذا الحد »
شعرت بالضيق و أشاحت بوجهها حزنا تقول مؤكده ..« لا عامر أنا لا أكرهك أنا فقط ..فقط ..أريدك أن تكون ..فقط » لم تعلم بما بما تجيبة فصمتت حائرة فسألها بنفاذ صبر ..« أكون ماذا هدية أخبريني »
قالت يأسه ..« أريد أن يحبك أخي عامر أريده أن يحبك و لكنك بتصرفاتك لا تساعد »
تسارعت دقات قلبه و يتنفس بعمق يتفحصها بوجهها الأحمر المحتقن متسألا حائرا من طلبها ..لما تريد سيف أن يحبه ما يهمها من الأمر لم يفهم ماذا تقصد و لكنه تخطى هذا الآن و سألها ما يحيره و يقلقه تجاهها ..« و أنت هدية هل ..هل ..تحبيني »
أرتبكت و تطلعت إليه بلوم و عتاب و كأنه أخطأ في حقها فقالت تطمئنه فهى تعلم أنه لا يريد شئ كهذا فهى تعلم أنها ليست مناسبة له ..« و لكنك لا تريد عامر فطمئن »
شعر بالضيق و الحيره من جوابها فهى لم تؤكد و لم تنفي ماذا تقصد أني لا أريد لا أريد أن تحبني هل هذا ما تقصده هل يعيد سؤاله مرة أخرى ..هل يسألها مباشره هل تحبه و تقبل الزواج به.. أم ينتظر كما قال لأبيه حتى لا يظهر لجوج الآن سينتظر فقط بعض الوقت حتى تنهى دراستها حينها سيتحدثان بجدية هو و هى بدون تدخل أحد بينهما لا سيف و لا والده صبرا عامر صبرا لم يتبقى سوى القليل ...
★
كانت هدية تذهب مع شهاب لجلساتها عند الطبيب بدون علم سيف و عامر كالمعتاد و تقضي الوقت الأكبر في دراستها أستعدادا للإختبارات كانت تذهب مع عامر لبعض الحفلات من وقت لآخر و رغم حرصة على عدم الضغط عليها في صعود السيارة إلا أنها كانت ترفض و تخبره أنها تريد التعود لتتخطي خوفها كانت قد تحدثت مع الطبيب فيما يؤرقها أخبرته عن الحادث و ما مرت به بعدها فطمئنها أنها في سبيلها للشفاء فهى كانت تساعد نفسها بدون أن تقصد ذلك مما ساعدها على التخفيف من ج قربت وقت إختبارتها فكانت تدرس بجدية و سيف يرفض كل عروض صحيفته للسفر حتى تمر فترة إختبارتها ..كفت الفتيات في المعهد عن مضايقتها و لكن يبقى بعضهن مازلن يلقين على مسامعها بعض الكلمات التافهه دليل على غيرتهم عامر أيضاً توقفت الصحف عن نشر الشائعات عنه مما بعث في نفسه الريبه و التعجب و جعله مصمما أكثر لمعرفة المسئول عن نشرها أكد على حازم ضرورة معرفة مصدر تلك الشائعات فهو لن يهدأ حتى يعلم ..مرت ثلاثة أشهر على خطبتهم المزعومة أنهت هدية إختبارتها في إنتظار النتيجة .. تمر الأيام هادئة بدون أحداث تذكر إلى أن ..
★
دخل حازم بهدوء بعد أن طرق الباب مستأذنا وقف أمام عامر مرتبكا لا يعرف كيف يخبره بما علم للتو طال صمت حازم فرفع عامر رأسه ينظر لعينيه بتفحص يريد ثبر أغواره شعر أن هناك ما سيزعجه حتما على وشك الوقوع ..« ما الأمر حازم تحدث ماذا علمت أخبرني »
ظل حازم على صمته المتوتر ثم قال ببعض القلق ..« أنه سيف سيدي »
لم يزد حازم كلمة أخرى و عامر يعقد حاجبيه بشده فقال بهدوء أثار قلق حازم ..« حازم هل أنت متأكد فهذا أمر ليس قابل للخطأ »
أرتبك حازم قائلاً ..« لأكون أمين سيدي هذا ما أخبرني به مصدرنا هناك و هو علم من مصدر أخر على مقربه مما يحدث و على علم بكل شئ »
سأله ببرود ..« ألم تعلم لم توقف عن نشر الأخبار في هذا الشأن »
رد حازم ..« أجل لقد سألت و كل ما أخبرني به هو أنه قال لم يعد لديه شئ لينشره و لم يعد لديه دليل على ذلك أو أثبات على صحة حديثه »
سأله عامر و هو مازال على هدوئه المقلق لحازم ..« كيف علم المصدر عنه و عن هويته »
رد حازم بتوتر ..« هو يقول أنه منذ كلفته بالأمر و هو يتتبع الرسائل الخاصة بك و لكنه لم يستدل على مصدرها إلى أن أراه مصدره أخر رسالة و كان عليها عنوان سيف »
زم عامر شفتيه رافعا حاجبه قال بهدوء ..« حسنا حازم أقفل الحديث في هذا الأمر حسنا »
تعجب حازم من أمر سيده فهو كان يتوقع أنه سيحرق الأرض و من عليها بعد معرفته و لكنه تقبل الأمر بهدوء يثير الدهشة يخشى أن يكون الهدوء الذي يسبق العاصفة ..« هل تريد شيئاً أخر سيدي »
قال عامر بغموض ..« لا حازم فقط أن يذهب أحد لتنظيف شقتي في الساحل فأنا أريدها غداً أن تكون نظيفة فلترسل أحدا اليوم إلى هناك»
أومأ حازم بتعجب هو لن يفهم هذا الرجل يوماً ..« حسنا سيدي أي شيء آخر »
أجابه و هو يشير إليه لينصرف ..« لا حازم فلتنصرف الآن »
خرج حازم يضرب أخماس في أسداس من تصرفات عامر المتناقضة و هو يهز كتفيه بلامبالاة ..« حسنا حازم كما قال لك لا تعليق على الأمر فلتغلق فمك »
فهو لم يعرف ما يضمره عامر في نفسه ردا على ما حدث ...
★
قاطعه سيف بحده ..« كيف تريد قضاء اليوم معها خارجا »
أجاب عامر بهدوء مستفز ..« أعتقد أن هذا من حقي سيف لا تنس أنها خطيبتي و لم نتقابل كثيرا وقت إختباراتها لم أعتراضك هل أنا سأكلها أم ماذا »
رد سيف بغضب فهذا الرجل تذداد كراهيته يوماً عن يوم في نفسه و لا يعرف ماذا ترى فيه هدية ..« لا لن تأكلها و لكن هدية في إنتظار نتيجة إختباراتها و هو قلقه و متوترة و لا نريد أن تزيدها توترا بالذهاب معك في سيارتك السريعة تلك »
ببرود متجاهلا حديثه عن قلقها أو توترها قال ..« و لكنها شفيت ألم تعرف ذلك »
عقد سيف حاجبيه غاضبا فهو منذ علم أنها كانت تذهب لرؤية الطبيب مع شهاب غضب منها كثيرا لمرورها بذلك وحدها بدون مساندته و لكنه في نفس الوقت كان ممتنا لمساندة شهاب لها و شعوره بالراحة لأتخاذها هذه الخطوة وحدها قال سيف ببرود ..« إذن فلنسألها هل تريد الذهاب معك أم لا »
بلامبالاة قال عامر..« حسنا فلنسألها »
★
كانت هدية تجلس بجواره صامته تنظر إليه من وقت لآخر بقلق فهو لم ينطق بكلمة واحدة منذ تركا المنزل تحت نظرات سيف الغاضبة ..خفق قلبها بقوة و هى تنظر لملامح وجهه الجامدة ينظر أمامه بصمت و يقود السيارة في مرعاة لها رغم علمه أنها بخير سألته بريبه و هى تراه يتخطى طريق المدينه و يتجه للساحل فقالت قلقه ..« إلى أين تأخذني عامر »
أجاب بجمود كملامح وجهه ..« ستعرفين بعد قليل هديتي »
نطق إسم تدليلها بطريقة أزعجتها و جعلت أعصابها تشتد و هى تقول برهبه ..« عامر لم تركت المدينة لقد أبتعدنا كثيرا إلى أين تأخذني أجبني عامر »
قال ببرود أزعجها أكثر و أدخل الخوف في قلبها ..« لما أنت مضطربة هكذا هدية هل تظنين أني سأقتلك هنا على الشاطئ مثلاً»
تلجلجت في الحديث و سألته ..« هل سنذهب للشاطئ في هذا الوقت»
أجاب بحزم ..« لا سنذهب لشقتي هناك لا تقلقي »
أتسعت عينيها رعبا و هى تستمع لحديثه الهادئ و لامبالاته ..شقته.. شقته ..يا إلهي شقته لمايأخذني هناك أسقط في يدها و شحب وجهها و توتر جسدها و قالت برعب ظهر في صوتها ..« لا عامر لا تأخذني هناك أرجوك ..أرجوك أعدني للمنزل لا أريد الذهاب معك »
قال بحده ..« أهدئي هدية لا تقلقي لقد وصلنا تقريباً »
صمتت فزعه فهى تعلم أنه لن يستمع لحديثها و لا لرجائها فهو عنيد و سيفعل ما برأسه دون الإهتمام بأحد كل ما تتمناه فقط أن يمر اليوم بسلام و تعود لمنزلها ..
وقفت السيارة بعد قليل أمام بناية كبيرة فاخرة فارغة من ساكنيها في مثل هذا الوقت رغم إنتهاء الدراسة و بدء الإجازة الا أن البناية فارغة فتسألت بريبة ..« لما المكان هادئ هكذا عامر الا يقيم أحد هنا »
هز رأسه بنفي و هو يترجل من السيارة قائلاً ببرود ..« لا هذه البناية ملك للشركة و لا أحد يمكث هنا في الوقت الحالي و لكني لي شقتي هنا و هى خاصة بي فقط و لا أحد يدخلها غيري »
فتح بابها ليمسك بيدها لتهبط من السيارة بقلق يحسها للدخول إلى البناية الفارغة ..« هيا عزيزتي أنها ستعجبك كثيرا صدقيني »
لم كلما فتح فمه ليطمئنها تذداد خوفاً منه و قلقا لما يذداد رعبها حتى يكاد يوقف قلبها داخل صدرها و تتقطع أنفاسها و تخرج متحشرجة لتدخل بصعوبه كالموت فقط لتخيلها وجودها وحيدة معه في شقته كان يقودها داخل البناية و يصعد على الدرج قائلاً بسخرية ..« لا تقلقي هما طابقان فقط و نصل لا نحتاج للمصعد ..»
وقف أمام باب الشقة يخرج مفتاحا من جيبة ليفتح به الباب و يدخلها بحزم كانت الشقة معتمه فأضاء المصباح و هو يدخلها و يغلق الباب خلفه بهدوء لم تلتفت حولها خوفا و رعبا و عقلها متجمد لا تعلم لما تخشى أن تتواجد معه هنا وحدهما ..لعنت نفسها و سبتها ألف مرة للخروج معه و الموافقة على قضاء يومها معه فهى بغبائها كانت كل ما تفكر به هو قضاء أكبر قدر ممكن من الوقت معه قبل أن يفترقا و يتركها ..أجلسها على الأريكة و قال بهدوء ..« هل تريدين شيئاً لتشربيه فوجهك شاحب كالأموات »
سمرت عينيها على وجهه الجامد و سألت بجدية و حزم تدعي الشجاعة ..« لماذا أتيت بي هنا عامر أجبني أنا أشعر أنك تضمر لي الشر أليس كذلك »
جلس أمامها ببرود و هو يضع قدم فوق الأخرى مثيرا أعصابها أكثر ..
« و لما أضمر لك الشر هدية هل فعلتي شئ من خلف ظهري و تخشي أن أعلمه »
لمعت عينيها بالدموع و قالت صارخة تنفي هذه التهمة عنها ..« لا ..لا لم أفعل شئ و لهذا أسأل ماذا تريد مني عامر أخبرني »
قال ببرود ...« أريد الزواج بك هدية أليس هذا حديث يستحق أن نبتعد وحدنا لنتناقشة سويا »
هزت رأسها نافية ..« لا مستحيل أنت تسخر مني عامر أليس كذلك »
نهضت عن الأريكة صارخة ..« أرجوك أخبرني ماذا تريد مني لما تفعل بي هذا بالله عليك ..ماذا فعلت لك حتى تفعل بي هذا أنت تخيفني عامر لماذا » كانت تتحدث بهسترية و دموعها تغرق وجهها خوفاً و قلقا فجموده و بروده يثيران في نفسها الذعر أكثر من غضبة و صراخه ..نهض متجها إليها يمسك بذراعيها يقول من بين أسنانه ..
« أنت أنت أيتها الحقيرة تتلاعبين بي و أخيك »
أتسعت عينيها بصدمة تتسأل برعب ..« ما به أخي ماذا فعل لك »
ضغط على ذراعيها جعلها تصرخ ألما و بغضب حارق قال ..
« هل كنتما متفقان على كل شيء هل أخبرك بما عليك فعله لتصلي إلي أجيبيني »
قالت باكية و عقلها لم يستوعب بعد ما يقول و يخبرها أنها فعلته ..
« أنا لا أفهم عما تتحدث عامر و ما شأن سيف بيننا »
شد على ذراعيها جعلها ترفع قدميها عن الأرض تقف على أطراف أصابعها لعل ألم ضغطه على ذراعيها يخفت أقترب جسدها منه فشعرت بأرتجافة غضبه فحاولت تهدئته قليلاً لعلها تفهم لما يحدث معها كل هذا و لم هو غاضب و ما دخل سيف بالأمر ..« أرجوك عامر أهدء و أتركني أنا أتألم و أخبرني ماذا فعلت و أخي لنغضبك هكذا »
رأى ملامح الألم على وجهها فتركها تسقط على الأريكة وجهها متعرق رعبا قال بجمود ..« أنت كنت تعلمين أليس كذلك »
صرخت بهستريا فقد أكتفت من الغموض الذي يغلف حديثه ..
« أعلم ماذا أخبرني أعلم ماذا »
قال بغضب ..« أنه أخيك هو خلف ما ينشر عني في الصحف أيتها الحقيرة أنت و أخيك ماذا كان يريد ها المال أم القائك في فراشي ليضمن ذلك هل كل ما أخبرتني به أكاذيب هل مرضك كان كذبة أيضاً ليتعاطف معك أبي أيتها الساقطة الحقيرة هل هذا كان مخططكما أن تجعليني أريدك حتى تضمني بقائك في حياتي »
شعرت بالدوار لما يقول ما هذا الجنون الذي يتفوه به لقد جن حتما ..لا مستحيل أن يفعل سيف شئ حقير كهذا أن يدعي على شخص برئ بالباطل أنه يكذب حتما يكذب أخى ليس هكذا ليس هكذا ..أنتزعها بعنف من حديثها الصامت مع النفس و هو يبتسم بشراسة و يقترب منها كالفهد الذي سينقض على فريسته ..لا ليس فهدا بل وحش وحش ليس في قلبه زره من الرحمة أو الشفقة على حالها و هى تقف أمامه تترنح من الصدمة و الرعب و هو يكمل بث الذعر في روحها ليسحقها سحقاً ...« أهنئك عزيزتي لقد نجحتي فيما فشل به غيرك أنا حقاً أريدك .. أريدك حد الموت و سأحصل عليك الآن و قبل أن نتزوج أيضاً »
فزعت لما يقول فحاولت الهروب و هى تصرخ بخوف هستيري و هو ينقض عليها بعنف و يقول بشراسة أمرا و محذرا ..« أنت ستتزوجين بي هدية و إلا أقسم أن أجعل أخيكي يتعفن خلف القضبان و لن يرى ضوء الشمس إلى أن يموت و ليس بعيداً أن يقتل هناك أيضاً قبل حتى أن يعلم ما حدث له ..هذا جزاء من يقف أمامي أمام عامر شهاب الدين كان يجب أن تفكرا في العواقب قبل أن تلعبا معي هذه اللعبة القذرة »
حاولت إبعاده و هى تبكي بجنون و تصرخ ..« لا أرجوك نحن لم نفعل شئ أخي ليس هكذا ليس هكذا أنت كاذب كاذب أنا لن لن أصدق ما تقوله عن أخي » أستشاط غضبا و هو يسمع دفاعها المستميت عن أخيها فقال ساخرا يطحن أسنانه بغيظ و هو يضمها بعنف كاد يحطم أضلاعها ..« حقاً و أنت هديتي هل أنت بريئه لقد أعترفت لي بلسانك أنك من نشر عني شائعة أرتباطي بك أيتها الساقطة الوقحة »
حاولت إبعاده و هى تغمغم بخفوت تكاد روحها تزهق من شدة الرعب فهو ليس واعيا من شدة غضبه و لا يقبل الحديث بهدوء أو بتفاهم من يره الآن يظن أنه مصاب بمس ..يا إلهي سيقضى على سيقضى على ..
« أرجوك عامر أبتعد عني و لا تفعل بي هذا دعنا نتحدث بهدوء أرجوك أنا سأكرهك عامر سأكرهك »
أجاب ساخرا ..« و هل تحبينني هديتي »
كان يقبض على يدها بعنف ليسحبها خلفه متجها لغرفة نومه و هى تضرب يده بيدها الحرة بعنف صارخه ..« لا عامر لا أتركني أرجوك »
فتح باب الغرفة و ألقى بها على الفراش بعنف و أغلق الباب خلفه ينظر إليها بشراسة حاولت النهوض و الهرب من الفراش و لكنه وصل إليها قبل أن تنهض أمسك برأسها بيديه يقبلها بعنف و جنون و هى تبكي و تحاول دفعة عنها بكل قوتها و هى ترجوه بيأس ..« أرجوك توقف عامر أنا خائفة أرجوك أنظر إلى سأموت عامر أقسم أن أقتل نفسي أن لم تبتعد » كانت تشعر بالدوار و أنها على وشك فقدان وعيها مما يحدث فستجمعت كل ما تملك من قوة لترفع قدميها لصدره لتصده بها كان عامر كالمغيب لا يفقه شيئا غير وجودها بين ذراعيه وأنها ستكون له ملكه و للأبد كان يهمس في أذنها أن تهدء قائلاً بعشق ..« أريدك هديتي أريدك »
كانت تبعد وجهها عن فمه الجائع داعيه الله أن يستفيق قبل فوات الاوان و هو مازال يهمس ..« أهدئي هديتي حبيبتي أنا أحبك أحبك »
خفق قلبها لسماعها همساته هدأت قليلاً فظن عامر أنها قد أستسلمت رفع رأسه ينظر لوجهها الشاحب و الغارق بالدموع و عينيها التي يسكنها الرعب فقامت على حين غفلة منه و دفعته بقدميها بصدره بقوة لا تعلم من أين أتت بها فألقت به بعنف على طاولة الزينه التي أهتزت مرآتها و كادت أن تسقط عليه و حين حاول العودة إليها غاضبا ضربته في صدره مرة أخرى بكعب حذائها و بغضب حارق هذه المرة فعاد و أصتدم بطاولة الزينه مرة أخرى فأحتقن وجهه و هو يسقط على ركبتيه يمسك صدره بيده فأهتزت المرآة و سقطت ترتطمه على رأسه ليتحطم زجاجها عليه حاول النهوض من تحت المرآة المحطمة ليبتعد عن زجاجها و ما هما غير خطوتين و سقط مرة أخرى على ركبتيه و هو مازال يمسك صدره بيده كانت عيناه جاحظة من الألم خفق قلبها و أنقبضت أنفاسها و هى تراه يتألم هل يدعي ذلك حتى ينالها و ينقض عليها مرة أخرى كانت أنفاسه تخرج لاهثة فشعرت بالقلق و هى تقترب منه بريبه رأت خطا من الدماء ينزل من رأسه ليغرق حافة قميصه ففزعت ..« عامر ماذا بك »
وجدت جسده الجالس على الأرض يسقط على جانبه و عيناه تغلق ببطء سقطت يده الممسكة بصدره على الأرض و سكنت حركته فصرحت فزعه بخوف « يا إلهي عامر ماذا فعلت »
جلست بجواره على الأرض تضغط أصبع يدها على عنقه لتشعر بنبضه ضعيف و هى ترى الدماء مستمرة في النزف لتغرق سترته أيضاً فصرحت بهستيريا و هى ترفع رأسه تضمه لصدرها ..« أرجوك عامر أفيق لا تفعل بي هذا يا إلهي ماذا فعلت لقد قتلته لقد قتلته