رواية جوازة بدل الفصل السابع عشر17والثامن عشر18 بقلم سعاد محمد سلامه
إتكئت سهر على بعض وسائد الفراش،وتمددت نصف نائمه ثم
وضعت سهر الهاتف على أذنها،تستمع الى تلك التى تمزح معها بالحديث قائله:
ندله يا سهر،بقالى مده كنت بتصل وببعتلك رسايل مش بتردى عليا غير بإختصار عاارسايل ومفكرتيش مره تردى على إتصالاتى،إيه البحر الأحمر نساكى ليا،أنا والله لما لقيت مكالمه منك فكرت مردش عليكى،بس قلبى بقى،وكمان علشان أعرف إيه فى البحر الأحمر،نساكى ليا أنا والواد حازم،كمان مكنتيش بتردى عليه،لا رسايل ولا إتصالات،قوليلى،البحر الأحمر،حلو قوى كده،بينسى الواحد أصحابه،علشان أفكر أقضى الهانى مون فى البحر الأحمر،أهو أنسى لخطيبى سنين الشقى،الراجل شقيان فى السعوديه،بيدرس وبيدى دروس خصوصيه،هلكان يا عين أمه،علشان نتأهل بقى.
تبسمت سهر قائله:بطلى هزارك ده بقى وخلينا نتكلم جد أنا جايه الجامعه بكره،وسبق وكنت قولتلك أحجزلى الكتب،معاكى،يا ترى حجزتى ولا نسيتى زى العاده.
قالت صفيه بفرحه:أيه ده بجد خلاص،زهقتى من القاعده فى البحر الأحمر وهترجعى للمنصوره انا قولت هتفصلى هناك لحد الإمتحانات،بس متقلقيش،حجزتلك ودفعت كمان،عربون،تجبيه معاكى بكره،أه دى فلوس الراجل الشقيان فى السعودية،والمثل بيقول جامل صاحبك فى كل حاجه الأ الفلوس .
تبسمت سهر قائله:عارفه إنك ماديه،متخافيش،هجيبهملك،معايا،ومتنسيش تجبيلى معاكى محاضرات الأسابيع الى فاتت.
تبسمت صفيه قائلهاستنى معايا جرس الباب بيرن هشوف مين وارجعلك،
بعد لحظات عادت صفيه تتحدث قائله :أيه ده الواد حازم، جه عندنا،يظهر قلبه حاسس،أنك هتكلمينى،الواد ده،مُرزق،خدى كلميه.
توترت سهر وكانت ستنهى حديثها،لكن قول حازم،جعلها ترد حين قال بلهفه:
سهر إزيك،أخبارك إيه،بطلبك ليه مش بتردى عليا.
ردت سهر بإقتضاب:أنا كويسه الحمد لله أخبارك إنت إيه،يا حازم ؟
رد حازم:انا الحمد لله،بس أنتى وحشتينى،قصدى يعنى،إنك طولتى فى الغيبه فى البحر الأحمر هترجعى إمتى؟
قبل أن ترد سهر،فوجئت بدخول عمار الى غرفة النوم،فأعتدلت فى جلستها،وإرتبكت قائله:أنا جايه بكره الجامعه،نتقابل هناك،وسلملى على صفيه،وقولها متنساش تجيب معاها المحاضرات الى فاتتنى،سلام.
أغلقت سهر الهاتف،قبل أن يرد حازم عليها،
ثم نهضت من على الفراش،ووضعت الهاتف،على طاوله جوار الفراش،بصمت.
تحدث عمار يقول:هتروحى بكره للجامعه؟
ردت سهر:أيوا،أنا سبق وقولتلك،وقولتلى روحى،ولا غيرت رأيك؟
رد عمار:لأ مغيرتش رأيى بس بسأل مش أكتر،لأنى لاحظتك وانا داخل بتتكلمى،مع شاب.
ردت سهر:ده حازم زميلى فى الجامعه،وأنا مكنتش بتكلم معاه،كنت بتكلم مع صفيه،صاحبتى،تبقى بنت عمته،وهو كان عندها،وقال يسلم عليا.
رد عمار بغيره مستتره:إنتى بتكلمي شباب فى الجامعه؟
ردت سهر:أكيد بكلم شباب،زمايلى فى الجامعه،فى حدود الزماله مش أكتر،من كده،يا ترى لسه فى أسئله تانيه؟
شعر عمار بالغيره،لكن سهم لثوانى يتطلع لوجهها،ثم قال:على فكره أنا مسافر،بكره للفيوم،أنا ويوسف ويمكن أفضل هناك كم يوم .
لا تعرف لما شعرت سهر بهزه فى قلبها،وهو يخبرها أنه سيغيب عنها،لكذا يوم،
لا تعرف لما حشرج صوتها،وهى تقول:
كم يوم وليه؟
رد عمار: معرفش هفضل كام يوم عندى هناك مشكله فى المزرعه دى،وكمان عندى،شغل تانى لازم يخلص،وهياخد كذا يوم .
ردت سهر:ربنا يوفقك،فى شغلك،وتتحل المشكله
كانت عيناهم منصبه على بعضهم بشوق،
شعرت سهر بقشعريره من نظرات عمار لها،خجلت من نظرة عيناها فقالت هاربه:
أنا حضرتلك الحمام من شويه.
مازالت عيناه عليها،رأى تنحى عيناها عن النظر إليه،قال:متشكر،أنا فعلاً محتاج أخد دُش،يريح جسمى.
رفعت عيناها تنظر له دون رد،
تتلاقى العيون،يُصدر العقل،إشارات للقلب،تمهل،نبضك قليلاً،تكاد تخرج من بين أضلُعى،قطع النظرات،صوت رساله لهاتف عمار.
عادت سهر لوعيهها خجله،من نظرات عمار،توجهت الى الفراش،
عاد عمار هو الأخر،يرى شاشة الهاتف،وفتحه،وكانت الرساله من يوسف يؤكد عليه موعد الرحيل صباحاً،
قرأ عمار محتوى الرساله،وتوجه يضع الهاتف على طاوله جوار الفراش،ثم توجه الى الحمام
وقف أسفل المياه مُغمض العينان،طيف سهر،بخياله،شعور،لا بدايه له ولا يعلم له نهايه،أيعترف لها بمكنون قلبه،وحقيقة زواجه من خديجه،ويزيح تلك العقبه بينهم،أم يظل محتفظ بالسر،خشيه تكذيب سهر له،فعقل كعقل سهر،لن تصدق،لو قال لها أنها الوحيده التى إستحوذت على قلبه ومشاعره،يطوقها قلبه،وعيناه تتمنى أن تظل أمامه،يعشق ملامحها الملائكيه،يريد نسيان تلك الرساله التى جعلت منه مفترس،وجعلها تخشى قُربهُ منها.
فتح عيناه يزيل المياه عن عيناه،ثم أوصد الصنور ولف خصره بمنشفه،وأخذ منشفه أخرى ينشف بها،خصلات شعره
نظر لنفسه بمرآه بالحمام،يُزيح بخار المياه،يتآمل نفسه بالمرآه،رأى سهر خلفه،
تنهد وأغمض عيناه يقول سهر،لكن لارد فتح عيناه،ونظر للمرآه وجد نفسه فقط،سهر أصبحت ترافق خياله.
بينما
سهر،أزاحت غطاء السرير،وتسطحت على الفراش،تتنهد تسحب أنفاسها المنقطعه،كانت تخشى أن تخرج منها أمامه،قلبها يسأل ما هذا الشعور الجديد،الذى بدأ يتسلل لقلبها،بسرعه،لكن،عقلها قال
مهلا،فى ماذا تفكر أيها الأحمق النابض،أليس هذا من زرع بداخلك خوف من رفض قُربهُ،خشية أن يؤذي جسدى،وتُعيد معه،عذاب تلك الليله،التى كسرت بداخلى إحساس الآمان فى قُربهُ،
عادت سهر لعقلها على صوت فتح باب الحمام،أغمضت عيناها.
بينما اغلق عمار خلفه باب الحمام،ووتوجه يطفئ،ضوء الغرفه،ثم ذهب الى جهة الفراش الأخرى،و أزاح الغطاء،وتستطح على الفراش نائماً على ظهره لبضع ثوانى،ثم أقترب من سهر التى تنام على إحدى جانبيها ظهرها له،
لف يدهُ يحتضن جسدها،وهمس جوار أذنها،،،سهر.
شعرت سهر بذبذة بكيانها،وخفقان شديد بقلبها،لكن عاود نطق إسمها مره أخرى،بنغمه سحرت وجدانها،خانها جسدها،لتستدير،له ويُصبح وجهها بوجهه.
حين إستدارت سهر،ورأى وجهها أمامه،زلزلت قلبه،بتلقائيه منه كان يطوقُها بقوه بين يديه،لدقائق،ثم فك إحدى يديه،وملس بها على وجنتها قائلاً:هتوحشينى يا سهر،أدمنت خلاص،أنى أصحى ألقاكى جانبى فى السرير،أول شئ بشوفه أما بفتح عنيا .
قال هذا وأنهى حديثه بقبله،أذابت كل الفراغ بينهم،ربما يبدأ بعد هذه الليله طريق آخر،لا يُعلم نهايته.
بصباح باكر.
فتح عمار عيناها،رأى سهر مازالت غافيه،بملامح ملائكيه،أقترب منها،قبل شفاها،ظل يتطلع لوجهها،كأنه يحفر ملامحها بذاكراته،بداخله لو بقى لدهر من الزمن يتطلع لوجهها لن يسأم
لكن
صوت رسالة الهاتف،أخرجه من تطلُعه بوجهها،نهض،سريعاً،وذهب للحمام،وعاد بعد دقائق،يرتدى ملابسه،نظر خلفه،سهر مازالت غارقه بالنوم،أنهى أرتداء ثيابه،وذهب الى جوار الفراش،وأخذ هاتفه،وقام بوضع ظرف مكان هاتفه ، ثم إنحنى،يُقبل سهر،ثم غادر الغرفه،بهدوء،ثم غادر الشقه.
شعرت سهر،بعمار،حين قبلها أول مره،كانت ستصحو،لكن إدعت النوم،الى أن دخل للحمام،وعاد يرتدى ملابسه،شعرت بقبلتهُ الثانيه،لو لم يخرج بعدها مباشرةً،لرأها تفتح عيناها،
تنهدت سهر،تشعر،باللخبطه،والتخبُط،شعورين بداخلها يتصارعان،شعور يُعطى للقلب،طريق لبدايه جديده،وشعور للعقل،تمهل،لن يفيدك التسرع،عليك التأنى،فالبدايه لها ذكرى سيئه،كما أن هناك خديجه أيضاً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.
صباحاً
بعد وقت
بمنزل زايد
نزلت سهر ترتدى ثياب خروج،تصادمت مع فريال،التى قالت لها بأستعلاء:لابسه ومتشيكه كده رايحه فين عالصبح.
ثم نظرت الى زيها الغالى الثمن التى ترتديه فقد كانت ترتدى طقماً رسمياً،شتوى باللون الرمادى،وعليه جاكيت فرو بنفس اللون الرمادى،يُظهرها كملكة الشتاء،تعلم فريال أن من قام بشراء هذا الزى الغالى الثمن عمار،فهو كان ضمن مجموعه من الألبسه تم شرائها عن طريق التسوق الاليكترونى من أحد الماركات العاليه،فعمار،هو من دفع ثمن حقيبة الملابس الخاصه بسهر،ودفعت هى ثمن حقيبة زواج تلك الغبيه غدير.
لاحظت سهر نظرات فريال،لتعلم أنها تتفحصها فردت :رايحه الجامعه،ناسيه أنى،لسالى سنه ونص،على ما أخلص الدراسه.
ردت فريال بتهكم:تخلصى دراسه، لأ مش ناسيه يا نوغه،بس يا ترى عمار،يعرف إنك هتروحى الجامعه،ولا مصدقتى إنه مش موجود،وقولتى أتصرمح براحتى،ما هو إن غاب القط،إلعبى يا فاره.
تضايقت سهر من تشبيهها لها بالفاره وقالت:
لأ إطمنى،يا طنط عمار عنده خبر،وقالى روحى،لأنى مش فاره،عن إذنك بقى،علشان ألحق محاضراتى،إبقى قولى لطنط حكمت،أنا كنت هأقولها،بس الشغاله قالتلى أنها فطرت ودخلت لأوضتها ترتاح علشان تعبانه شويه،قولت أسيبها ترتاح ، سلام.
ذهبت سهر، وتركت فريال لغلولها، تقول:
حكمت، نايمه، وسيباكى من يوم ما سقطى، بعد ما كانت ماسكه جامد عليكى، قلبها رق، معرفش السبب، يمكن عمار، السبب، شيفاه قلبه ميال ناحيتك، وخديجه خلاص، راحت عليها كله من غدير بنتى الغبيه، سبق وقولت لها الى هتتجوز عمار،هتبقى هى الملكه،بس قال إيه متجوزش على ضره،تعالى شوفى،أهى سهر ملكت،وبكره لما تجيب الوريث،مش هيبقى حد قدامها،
صمتت فريال لدقيقه، ثم أكملت بفحيح ووعيد: بس أنا مش هستنى كتير،وكفايه هنا على عمار،صبرت كتير،لازم أخد تار الى غدر بيه.
بينما يملئ الشر قلب وعقل فريال،سمعت رنين هاتفها الذى بيدها،نظرت له،وقالت ساخره:
بنت حلال قوى،وجات عالسيره،ردت فريال،قائله:خير،عالصبح،متصله عليا ليه،يا غدير؟
رغم شعور غدير،بالغبطه من طريقة رد والداتها لكن إبتلعت طريقتها الجافه فى الرد قائله: فى أيه يا ماما،أيه الى مضايقك كده عالصبح.
بنفس السخريه ردت فريال:هيكون أيه الى مضايقنى،خلفتى السوده،ياما قولتلك الى هتتجوز عمار،هتمتلك زمام البيت،وأهو،بكلم السنيوره،ردت عليا ببجاحه،غير،معاملة حكمت الى إتغيرت،من يوم ما سقطت،وخديجه،ولا بقى ليها أى لازمه،عند عمار،بس حظى أنا بنتى غبيه،جريت وراء واحد ما يسواش فى سوق الرجاله،بختى كده،لو كان يتغير بأيدى كنت غيرته من زمان،عاوزه ايه بتتصلى عليا ليه؟
للمره الثانيه إبتلعت غدير،طريقة الرد وقالت:
كنت عاوزه أقولك إنى هاجى الليله عندكم،وكمان عاوزه بابا فى أمر خاص.
بتهكم قالت فريال:وإيه هو الأمر الخاص،ده،الى هخليكى تشرفى بيتنا المتواضع.
شعرت غدير،بعدم تحمل حديث والداتها،وقالت بإختصار،لما أجى أكيد هقولك مينفعش الكلام عالتليفون،يلا سلام يا ماما،وائل صحى من النوم،هروح أحضرله الفطور.
اغلقت فريال الهاتف قائله:تحضرى له الفطور،عد أنه يوقف فى حلقهُ يجيب آجلهُ
قالت هذا،وفتحت هاتفها على أحد أرقام الهاتف،وقامت بإتصال،وحين رد عليها الطرف الأخر قالت بإختصار:عاوزه ميعاد فى أقرب وقت،ولو النهارده يكون أفضل،
سمعت رد الطرف الأخر، ثم قالت وماله هستنى الميعاد ده، بالسلامه، أغلقت الهاتف، عيناها تتقد شراراً، وهى ترى خديجه، تضع لطفلها طعامه بحقيبتهُ المدرسيه تودعه بسعاده، عاد لخيالها منظر قديم لها، يقتسم قلبها الآن هذا المنظر، وهى ترى غيرها تفعله.
...
بينما غدير أغلقت مع فريال الهاتف،تشعر بغصه من طريقة حديث والداتها،الجاف معها،وكذالك،ربما بعض الغيره من سهر،فيبدوا أن حديث والداتها القديم كان صحيحاً وأن من سيتزوجها عمار هذه المره ستكون صاحبة كلمه وشأن كبير بالعائله ليس كما أعتقدت،سابقاً،أنها ستكون ماعوناً فقط.
فاقت غدير،على صوت نداء وائل لها
نظرت أمامها رأت وائل يخرج من الحمام.
تبسم لها قائلاً: أيه بكلمك مش بتردى عليا، سرحانه فى إيه، وكنتى بتكلمي مين فى التليفون.
ردت غدير: مش سرحانه ولا حاجه مأخدتش بالى إنك بتكلمنى، وعرفت منين أنى كنت بكلم حد فى التليفون، إيه بتتصنت عليا.
رد وائل بتعجب: أتصنت عليكى، ليه، وعرفت لأن التليفون فى إيدك وواقفه سرحانه،ولما سألتك سرحانه أنكرتى.
شعرت غدير،بالكسوف وقالت بعصبيه قليله:قولت مش سرحانه،وكنت بكلم ماما أقولها أنها هروح دار زايد المسا،علشان أكلم بابا موضوع معرض الادوات الكهربائيه،مش خلاص حماتى سجلت قيراط الأرض الفاضى بأسمك فى الشهر العقارى،يبقى خلينا نستعجل،فى فتح المعرض،مش لازم تضيع وقت،نفسى قبل ما أولد يكون المعرض إتفتح وإشتغل كمان،متنساش،أن لسه هنبدأ من اول خطوه،نبنى المكان،وتجهيزات المعرض،وده هياخد وقت.
رد وائل بتفهم:طيب،تمام بس بلاش عصبيتك دى،مش قصدى حاجه،وفعلا لازم نستعجل شويه،لأنى خلاص مبقتش قادر اتحمل الشغل فى مركز الصيانه أكتر من كده،زهقت من اللف على بيوت عملاء الشركه،بس مضطر ألبس هدومى علشان أنزل أروح مركز الصيانه،لحد ما نبدأ فى تجهيزات المعرض،وقتها أبقى أقدم إستقالتى منه.
ردت غدير:خلاص بعد ما بقى معانا عقد تسجيل الارض وبأسمك متأكده بابا مش هيعارض،وانشاء الله هى مسألة كام يوم ونبدأ بالتجهيزات الخاصه بيه ودلوقتي خلينى أروح أحضر الفطور على ما تلبس هدومك.
خرجت غدير،من الغرفه،بينما وائل يرسم صورته وهو يقف مع زُملائه،يخبرهم أنه،أصبح صاحب معرض كبير.
بينما ذهبت غدير،للمطبخ وقفت تشعر بضجر،أثناء تحضيرها للفطور،فمنذ متى كانت هى المسؤله عن تحضير الفطور،لنفسها،كان هناك من يحضرهُ وهى تتناوله،أحياناً دون كلمة شكر لمن أحضرهُ لها.
...ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بجامعة سهر
وقفت سهر خارج الجامعه تبتلع حلقها،ثم حسمت أمرها ودخلت
ذهبت مباشرةً الى المكان التى دائماً ما تجلس به مع صديقتها،
تبسمت من بعيد حين رأتها تجلس،ومعها حازم
أقتربت منهم،وقالت:صباح الخير.
وقف حازم يبتسم
ثم وقفت صفيه،تنظر بتعجب،وقامت باللف حول سهر متعجبه،ثم قالت: أنتى مين، أنتى سهر صاحبتى صح، أنتى جايه الجامعه بهدوم العيد،ولا عمو منير إختلس من شركة الكهربا.
تبسمت سهر:بتخرفى تقولى أيه؟
ردت صفيه مش بخرف،أنت مش شايف يا واد يا حازم ليكون بقيت زى حسن يوسف مريضه بالتهيؤات،أنتى عارفه تمن الطقم الى عليكى ده قد أيه،وكمان جاكيت الفرو ده فرو أرانب وتعالب،أصلى،ولا مضروب.
تبسمت سهر قائله:دايماً،بتهزرى ماله الطقم والجاكيت الفرو،عادى جداً.
ردت صفيه:عادى أيه،يا بنتى أنا شوفت طقم أخو الى عليكى كان معروض فى شوبينج عالنت،أخاف اقول سعره،قوليلى ورثتى مين فى العيله،وجيبتى الطقم ده،متقوليليش أنه تقليد للطقم الأصلى.
ردت سهر بكذب:أهو انتى قولتيها بنفسك،تقليد للطقم الأصلى،يعنى إنبهارك مش فى محله،ومورثتش حد،ولا بابا أختلس،زى ما بتقولى،وبعدين دى مقابله تقابلينى بها بعد المده الطويله دى مشوفناش بعض فيها.
تبسمت صفيه وإقتربت من سهر وضمتها قائله:وحشتينى،يا سهوره،يا ندله كل دى غيبه فى البحر الاحمر،بس يظهر الجو هناك جه على هواكى،شيفاكى فيكى حاجه متغيره أيه هى مش عارفه غير الطقم ده،أنا خلاص أخدت القرار الهانى مون بتاعى فى البحر الأحمر،بس إبقى إدينى عنوان خالتك،هناك أبقى انزل ضيفه عليها،أهو نوفر حق مصاريف السكن هناك،ومتخافيش مش هعاكس جوز خالتك،هيبقى جوزى معايا وهو واخد عنى فكره إنى محترمه.
ضحكت سهر بغصه،بينما
حازم الذى يحدثهُ قلبه أن هناك شىء بالفعل تغير فى سهر فهى منذ أن ألقت عليهم الصباح،وعيناه تتفحصها،بشوق
وقال باسماً:
أزيك يا سهر،ليه قفلتى على كلامى معاكى فى التليفون أمبارح؟
إرتبكت سهر وقالت:مفيش بس تيتا كانت بتنادى عليا،وهى تعبانه شويه،وروحت أشوفها عاوزه أيه،
قالت سهر هذا وأرادت التهرب من أسئلة صفيه وحازم، قائله: وبعدين خلينا هنا أوعى تكونى نسيتى تجيبى المحاضرات السابقه،وكمان أنا شوفت جدول المحاضرات الى بعتيه ليا عالتليفون، يعنى المحاضره بعد عشر دقايق يعنى خلاص يادوب نلحق ندخل مدرج المحاضره،وبعدين أبقى كملى أسئلة،يلا بينا،عن إذنك يا حازم.
قالت سهر هذا وجذبت صفيه متوجهين الى قاعة المحاضرات،بينما حازم،لديه،شبه شعور مؤكد،سهر تريد إخفاء شئ،وتتهرب،فطريقة هندامها،لم تكن بهذه الطريقه سابقاً،كانت ترتدى ملابس مهندمه،وعصريه،لكن ليست بهذا الشكل المبالغ،فيه،كما أن حديثها معهم مختصر،لم تكن تمزح كعادتها معهم،لكن جاء لتفكيره،فربما،طريقتها هذه بسبب غيابها الطويل عنهم،وأيضاً ليلحقوا المحاضره.
بينما دخلن سهر وصفيه الى قاعة المحاضرات،جلسن بأماكنهن،بمنتصف قاعة المحاضرات.
تحدثت صفيه قائله:لسه يجى نص ساعه على المحاضره ما تبدأ،يلا قوليلى،بقى عملتى أيه فى البحر الأحمر،بالتفصيل،أنا حسيت إنك بتتهربى من عنين الواد حازم،لما قولتى أن المحاضره بعد عشر دقايق،يلا إقرى واعترفى،وشك مختلف عليا،حاسه انك مخبيه عليا حاجه،وكمان الطقم الحلو ده دليل على كلامى.
توترت سهر قائله:هخبى أيه،صدقينى مفيش حاجه،انا بس يمكن البحر تعبنى شويه الجو برد،بس نسيتي أنا جيبت لك العربون الى دفعتيه للكتب معايا،نسيت أعطيه ليكى بسبب هزارك.
لاحظت صفيه تهرب سهر،فقالت:عربون إيه يا بنتى،انتى عارفه إنى كنت بهزر معاكي،لكن عادى براحتك،أحنا أخر الشهر،وممكن باباكى ومامتك مرتبهم خلص،خليه لأول الشهر،
وضعت سهر المال أمام صفيه قائله:لأ الحمد لله خدى الفلوس اهى،وكتر خيرك أنكِ حجزتيلى الكتب،لو مش أنتى يمكن كانت النسخ تخلص،والدكاتره،يقولولى الطبعات خلصت،خدى من زمايلك،وإنتى عارفه فى كم دكتور غلسين بيعاملوا،بشراء الكتاب بتاعهم،وممكن يشيلينى الماده بتاعته.
ردت صفيه:طالما مُصره براحتك،هاخد الفلوس،بس برضوا عندى أحساس إنك فيكى شئ متغير،بس مش هضغط عليكى،وادى يا سيتى المحاضرات الى فاتتك،خديها إنسخيها،واللى مش فهماه،أو هيوقف معاكى قوليلى أبقى اشرحه ليكي،أو الواد حازم يتمنى،هو بينجح،بتقدير عالى كل سنه ومش بعيد يبقى معيد عالدفعه الى بعدنا،أو يلحقنا،أبوه أكيد هيجيب له واسطه تعينه معيد،ما هو مقاول كبير،وعاوز يفتخر بابنه بقى.
تبسمت سهر قائله:يا بنتى ده إبن خالك،يعنى زى اخوكى أتمنى له الخير مش تقُرى عليه هو وابوه.
ضحكت صفيه،قبل أن ترد قالت سهر:خلاص بطلى،رغى ومترديش،الدكتور دخل المحاضره.
صمتت صفيه،لكن
شرد عقل سهر بعمار،طوال مدة المحاضره،تفكر،حين فتحت ذالك الظرف الذى تركه عمار،على طاوله جوار الفراش،وجدت به مبلغ مالى كبير،ورساله ورقيه مختصره،هذا المال من أجلك،يا سهر،لا تنسى أخذه.
وبالفعل أخذت المال،هى لديها بعض المال،من نقوطها،بعد الزواج،وكانت ستاخذ منه وتعطى لصفيه مالها،لكن فرحت بذالك الظرف،وتركت المال الأخر،وأخذت هذا،لا تعلم السبب،لسعادتها،بتلك اللفته من عمار.
زغدتها صفيه قائله بهمس:مالك يا بنتى بكلمك مش بتردى عليا،روحتى فين؟
ردت سهربهمس أيضاً:فى أيه عاوزه ايه احنا فى المحاضره بطلى همس،وركزى مع الدكتور،شويه.
ردت صفيه بهمس:وهو الدكتور ده شرحه بيتفهم،سيبك منه،طالما أشتريتى الكتاب بتاعه تبقى ضمنتى النجاح فى الماده بتاعته،بقولك أيه؟ ايه رأيك بعد المحاضره نغرم الواد حازم فى غدوه وتحليه،ونرغى سوا،وحشانى،وعاوزه أحكيلك واخد رأيك،فى كذا حاجه عاوزه اشتريها من عالنت،هفرجكك عليها،أنتى ذوقك حلو،والطقم الى عليكى ده يشهد،عاوزه كمان اشتري شويه هدوم من الى بالك فيها أدلع كده،وادلع الجدع كمان،شقيان.
تبسمت سهر قائله:مش هينفع أنا همشى بعد المحاضره مباشرةً،سبق وقولتلك تيتا تعبانه شويه،ولازم أرجع خليها لمره تانيه.
ردت صفيه:براحتك،أنا الى قولت أخد رأيك،واهو بالمره تاخدى خبره،للزمن.
تبسمت سهر،بسخريه،فعن اى خبره تتحدث،فهى،لديها خبير،أشترى لها كل ما هوت نفسه له،وهى ما عليها سوى الأنصياع،وارتداء تلك الملابس،تذكرت حين وضع بيدها قميصاً للنوم زهرى اللون يصف،ويشف الجسد،وحين أعترضت هاجمها،أنها لم تعد تلك الفتاه التى تردتدى بيجامة ميكى،وبعض الشخصيات الكارتونيه،أصبحت زوجه،وعليها إرتداء ما يشتهيه أى،رجل بزوجته،كان من الممكن أن تُصر على إعتراضها،لكن تلك الليله لجمت اعتراضها،ووافقته وإرتدت ما يرد،رؤيته عليها،كانت تشعر بذالك الرداء أنها عاريه،والبروده تغزو جسدها،لكن هو كان مُحنك حين إحتواها،بين يديه،وجعلها تشعر بالدفء
زغدتها صفيه مره اخرى قائله:مالك طول الوقت سرحانه كده ليه،لأ أنا اتأكدت فى حاجه حصلت المده الى فاتت ومخبياها عنى،يلا إقرى،ومتخافيش سرك فى بير،أيه قابلتى واد حليوه فى البحر الأحمر وخد مكانه خاصه ولا أيه،يلا قوليلى،كده كده الدكتور خلاص قفل الابتوب بتاعه،يبقى المحاضره خلصت.
نهضت سهر قائله:بعدين هقولك،ودلوقتى،زمايلنا بدأو يطلعوا من المدرج خلينا كمان نطلع،لازم أكون فى البيت بدرى مش لازم اتأخر.
تعجبت صفيه لكن إمتثلت لسهر،وخرجوا من قاعة المحاضرات.
ليجدوا حازم يقف بمكان قريب من القاعه،ينتظرهن،
وحين رأهن،ذهب إليهن مبتسماً.
لكن تهربت سهر قائله:أنا ماشيه،وأشوفكم بكره بقى،هيبقى فى محاضرتين،أهو اروح بدرى يمكن أقدر أنقل شويه من المحاضرات الى فاتتنى،سلام
قالت سهر هذا وفرت هاربه من أمام صفيه،وحازم المتعجب،فكلما إقترب من الحديث مع سهر تهربت منه،دون سبب.
....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
بمنزل زايد
بعد أن تناولت غدير العشاء بصحبة العائله،طلبت من والداها الجلوس معه لأمر هام يخصها.
صعد معها للشقه الخاصه بهم،وكانت معهم فريال.
جلس سليمان يقول:خير أيه الموضوع المهم الى عاوزانى فيه على إنفراد؟
تعلثمت غدير،ولم تقول كلمه مفهومه،
نهض سليمان بعصبيه يقول:مش فاهم كلمه منك،قولى عاوزه أيه من الأخر بدون تهته،ولف ودوران.
نظرت غدير،لوالداتها علها تنجدها،وتساعدها فى الوصول لهدفها،لكن كالعاده لم تساندها
فتحدثت غدير:
بابا حضرتك أنا محتاجه منك مبلغ مالى.
نظر لها سليمان ساخرا،يقول:هو المحروس وائل مش بيشتغل ولا الكام ملطوش،مش مكفينكم مصاريف،
قال سليمان هذا
وضع سليمان يده فى جيبه وأخرج دفتر
شيكاته،وقال لها عاوزه كم ألف؟
أزدرت غدير ريقها وقالت:أنا محتاجه رقم كبير يا بابا.
رد سليمان:هيكون كم يعنى،قولى من الأخر،بلاش اللجلجه دى،وخلصينى،عاوز أنزل فى موضوع مهم أنا وعمك هنتكلم فيه.
ردت غدير بلجلجه،وقالت له على المبلغ التى تريدهُ
نظر لها سليمان بذهول قائلاً:وهتعملى ايه بالمبلغ ده كله؟
ردت غدير:أنا بفكر نفتح معرض أدوات كهربائيه هنا فى البلد.
رد سليمان بتعجب:بتفكرى أنتى ومين؟
ردت غدير:أنا ووائل حضرتك عارف انه بيشتغل فى مركز صيانه،وعنده خبره،بالأدوات دى،فا ليه،منستغلش الخبره دى ونفتح هنا فى البلد معرض،ويكون ملكنا،وحضرتك تساعدنا فى البدايه.
نظر لها ساخراً: يقول أساعدكم،بأى صفه،هو وائل كان أبنى،وبعدين،هتفتحوا المعرض فين فى البلد،معرض زى ده محتاج مكان واسع،ومورد قدامه،إيه هيطلع عمه من شقته المره دى ويعملها معرض،ولا هتفتحوا المعرض فى البيت الى كنتم هربانين فيه سوا.
إبتلعت غدير،مرارة سخرية والداها ونظرت لوالداتها لكنها كالعاده صامته.
فقال سليمان:ردى عليا مش كل كلمه تبصى على مامتك،هى مش هتتكلم فهاتى من الأخر.
ردت غدير:وائل مامته كان عندها قيراطين مبانى،واحده بانبيه عليه بيت،والقيراط التانى فاضى،،ووائل طلب منها تسجل القيراط الفاضى بأسمه فى الشهر العقارى وهى وافقت وسجلته خلاص،ومكان القيراط ده يعتبر فى سكه رئيسيه فى البلد،وممكن نبنى عليه معرض،ونجهزه فى مده قصيره،لو معانا التمويل.
رد سليمان:وطبعاً،أنا التمويل،وائل،ظهر،طمعه بسرعه قوى،ولو قولت مش موافق ممكن طبعاً،يقلب عليكى،ويهددك بالطلاق.
ردت غدير،سريعاً:لأ يا بابا،مش وائل الى اقترح عليا فكرة المعرض أنا الى أقترحتها،عليه،وقولت له حضرتك هتساعدنا،ووائل عمره مهيهددنى بالطلاق لو حضرتك رفضت.
فكر سليمان قليلاً ثم قال:
أنتى بتقولى إن مامت وائل كتبت القيراط بأسمه،صح
اومائت غدير،راسها بنعم
ليقول سليمان:أنا موافق،بس فى شرط؟
تبسمت غدير بفرحه قائله:وأيه هو الشرط ده يا بابا؟
رد سليمان:المعرض هيتقسم لحصتين التلت والتلتين،وائل بالأرض،وطالما انا الى هدخل بالتمويل،يبقى الحصه الكبيره هتكون بأسمى أنا،أنا معنديش ثقه فى الى إسمه وائل ده،ولا فيكى،ممكن بسهوله لو كتبت الحصه بأسمك تحوليها له،بسذاجه منك،لو وافق على كده،انا هخلى يوسف يحضر العقود ونمضيها قبل ما اطلع مليم واحد.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور يومان
رغم أنها نهاية أيام الشتاء لكن كان الطقس،ربيعياً لحد ما والشمس ساطعه،لكن،ذالك المكان كان مُظلم،الأ من ضوء خافت،
فهو مكان من الخارج يشبه المنازال العاديه القديمه،والرثه،لكن بداخله،يشبه مغارات الجبال،
جلست فريال
لتسمع من خلفها من تقول بصوت يرتج صداه،بالمكان،رغم صوتها المنخفض:
خير،يا فريال،جايه ليه المره دى،عاوزه تعملى سحر لمين،زمان طلبتى منى سحر،يمنع سليمان من الجواز عليكى،لما كانت واحده من الأنفار الأُجريه بتلوف عليه ومنعته عنها،ورجعلك،المره دى جايه ليه.
تلبش جسد فريال،قالت لها:
عمار
ردت المرأه:عمار زايد،إبن سلفك،الى زمان إتهمتيه بقتل إبنك،عاوزه منه أيه،مش ظهرت برائتهُ،ولا الحقد فى قلبك له منتهاش،رغم أن كان نفسك تجوزيه بنتك،بس القدر لعب لعبته،والنصيب كان مع ورده صغيره،عاوزه من عمار أيه؟
ردت فريال:تار أبنى،مش عاوزه عمار يتهنى مع واحده ولا يكون له ذريه منها.
تعجبت المرأه قائله:مش فى أيدى امنع ذريته،لكن فى أيدى أخلي النسوان الاتنين يكرهوه فى صنف الحريم ،لو عملتى الى هقولك عليه،وكل شئ له تمن طبعاً.
ردت فريال:زمان عطيتك الى طلبتيه وزياده والنهارده نفس الشئ،بس عاوزه نسوان عمار الاتنين،يكرهوه فى دنيته.
.......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
بشقة سهر
لا تعرف،سبباً،للسأم والبروده اللذان يرافقنها منذ ان سافر عمار،رغم انه يتصل عليها لأكثر من مره يومياً،لكن اليوم لم يتصل عليها أبداً،
جلست بغرفة المعيشه،وبيدها الهاتف،فكرت بالأتصال عليه،لكن أعرضت عن الفكره،سريعاً،ووضعت الهاتف،على طاوله ونهضت،وعادت بعد قليل،ببطانيه صغيره،وكذالك أحد كتبها الدراسيه،وقامت بعمل مشروب دافئ لها،
تمددت على أريكه متوسطة الحجم تناسب جسدها،وتدثرت بالغطاء عليها،وبدأت تقرأ فى ذالك الكتاب،علهُ يصرف عن ذهنها التفكير،فيما لما لم يتصل عليها عمار اليوم،وتنسى السأم،وتدفأ
لكن سحبها النوم دون أن تدرى
لتصحوا حين شعرت بيدين أسفل جسدها،
فتحت عيناها،سريعاً
تبسمت بتلقائيه وهى ترى عمار،يحملها،لفت يديها حول عنقهُ باسمه تقول بهمس:عمار.
تبسم عمار لها،ثم سار بها ودخل لغرفة النوم وضعها على الفراش
وأزاح بعض خُصلات شعرها،وأنحنى يُقبلها
وترك شفاها،بعد قليل قائلاً:
وحشتينى،يا سهر.
لم ترد سهر وخجلت من نظراته،عاد عمار،يُقبلها مره أخرى،بهيام وإشتياق،لتتجاوب معه سهر،بالغرام،ناسيه السأم والبروده اللذان رافقنها فى الليالى الماضيه،تتنعم بدفئ أحضانه.
الثامنه عشر.
ــــــــــــــــــــــــ
قبل قليل بمنزل عطوه.
بشقة هيام
كانت تجلس كل من هيام،ومياده
رغم عدم شعورها بالراحه وهى تجلس بينهم
بأنزاحه،تضع ساق فوق أخرى
قربت هيام طبق فاكهه،منها قائله:والله متعرفيش قد أيه مبسوطه أنك نزلتى تقعدى معايا الليله،قومى يا مياده شغلنا فيلم كوميدى نسهر سوا نسمعه.
قبل أن تنهض مياده،قالت غدير:مالوش لزوم أنا ماليش مزاج أسهر،أنا مستنيه وائل على ما يجى،ونطلع سوا،معرفش ليه اليومين دول بحس بزهق،وملل كتير.
سخرت مياده فى سرها
بينما قالت هيام:وليه يا حبيبتي تقعدى لوحدك فى شقتك،أبقى إنزلى إقعدى مهايا أهو نسلى بعض،أنا كمان بقعد معظم الوقت لوحدى مياده بتروح المدرسه والدروس،وعمك عبد الحميد بينزل الصبح الشغل مش بيرجع غير المسا،وكمان بنزل أقعد مع حماتى،آه دى رضاها عليا بالدنيا،أصل زى ما بيقولوا داين تدان.
ضحكت مياده على قول والداتها،فوالداتها تستعطف غدير،بكذب.
نظرت هيام لمياده بشر
فقالت بتبرير كاذب:أصلى أفتكرت واحده زميلتى قالتلى نكته بايخه،النهاردة فى الدرس.
قالت غدير:طب ما تقوليها طالما افتكرتيها وضحكتك.
ردت مياده:ما قولت بايخه،بلاش،أنا هنزل أشوف بابا،جه عند تيتا ولا لسه،وبالمره أطمن على صحتها،ما هو داين تدان،حتى علشان أبقى ألاقى الى يسأل عنى لما أبقى فى سنها.
نظرت هيام بشر،لو لم تكن غدير جالسه،لصفعت مياده،لكن قالت:
آه مش عارفه حماتى من يوم جوازك إنتى ووائل وصحتها كده فى النازل،وعلاء لما جه من أسوان جابلها الدكتور،وكشف عليها وطلب شوية فحوصات،خدها عمك منير وعبد الحميد وكان معاهم وائل وعملوها لها،وكتب الدكتور لها على علاج،وبرضوا صحتها مش بتتحسن،وزاد تعبها بعد ما عرفت إن سهر كانت حبلى وسقطت،حتى كانت عاوزه تزورها،بس انا قولتلها صحتك أهم،وبعدين يعنى هى سهر لما تسقط مُعضله ولا عوقت فى الحمل ،لسه صغيره،وقدامها الوقت تعوض.
ردت مياده:تعرفى إن سمعت تيتا بتكلم سهر،من كام يوم تطلب منها تجى تزورها.
تحدثت هيام قائله:وسهر ردت قالت لها،إيه؟
ردت مياده:معرفش،انا سمعت تيتا بتقول لها أنك من يوم ما أتجوزتى،ومجتيش لهنا،هو عمار منعك،بس برضوا معرفش ردت عليها بأيه،بس سمعت آخر المكالمه،تيتا قالت لها،هستناكى،تزوريني،فى أقرب وقت،عاوزه اصالحك على نوال.
تعجبت غدير قائله:وأيه سبب خصام طنط نوال وسهر،دى باتت معاها كذا ليله لما سقطت، وكمان عمار مش مانعها من المجى لهنا،يبقى ليه مش عاوزه تجى لهنا!
ردت مياده:معرفشي عندى شك أن سهر إتجوزت عمار بغصب من طنط نوال،لأن سهر كانت سابت البيت،وسافرت البحر الأحمر،بدون علمها،وتانى يوم مرات عمى جابتها وجت،وسهر شكلها كانت مغصوبه،سهر كانت قالتلى إنها مش بتفكر فى الجواز قبل ما تخلص دراستها، بس يمكن حكاية البدل، هى السبب أنها قبلت بالغصب،لما عمار طلبها هى،هو حر هو الى إختار ، معرفش يمكن إحساسى ده غلط،بس من اليوم ده،وسهر مبقتش مع مرات عمى زى الأول،حتى أنا زورتها وقت ما سقطت حسيت بالتغير ده،بس مجاش فى بالى غير لما سمعت تيتا بتقول لسهر إنها عاوزه تصالحها على نوال،وكمان تقريباً مخبين على سهر إن تيتا صحتها فى النازل،معرفش ليه؟
تعجبت غدير من قول مياده،وهمست لنفسها بشمت:فيبدوا مثلما كان عمار يرفضها،بطريقه مهذبه وقع ب سهر التى رفضته هى أيضاً ذات يوم.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صحوت سهر على صوت رنين الهاتف،الذى إنتهى،ثم سرعان ما رن مره أخرى
فتحت عيناها،نظرت لجهة صوت الرنين، وجدت نفسها مازالت بغرفة المعيشه،إذن ذالك كان حلماً،عمار،لم يعُد بعد،مدت يدها،
جذبت الهاتف،نظرت لمن يتصل وكذالك للساعه،به،إنها حوالى العاشره، عمار هو من يتصل عليها، ردت سريعاً،ربما يخبرها أنه عاد، او بالطريق
تحدث عمار،بشوق قائلاً:كنتى نايمه علشان كده مردتيش عليا من أول مره.
صمتت سهر كأنها تريد سماع صوته مره أخرى،وبالفعل تحدث عمار:
آسف إن كنت صحيتك من النوم،بس،كنت عاوز أسمع صوتك،طول اليوم متكلمناش.
ردت سهر بتسرع:لأ أنا مكنتش نايمه،وأنا كمان كنت لسه هتصل عليك،قصدى كنت....
أرتبكت سهر وتوقفت عن تكملة الجمله تلوم نفسها ،لما تسرعت وقالت هذا.
بينما شعر عمار،بفرحه بقلبه،هى قالت أنها كانت ستهاتفه،لو لم يسبق هو بالأتصال،ليته إنتظر،قليلاً،ربما صدقت وهاتفته،وشعر أنها تهتم لأمره،لكن لا يهم،الأن.
قطع الصمت عمار قائلاً:أنا خلاص خلصت شُغلى الى كنت جاى لهنا علشانه،وهرجع للبلد بكره،المسا.
شعرت سهر بفرحه،دون رد.
لكن قال عمار:يمكن مكونتيش عاوزانى أرجع،ساكته ليه مش بتردى.
قالت سهر:لأ أبداً تجى بالسلامه،كنت ساكته بسمعك.
تحدث عمار:وأنا كمان عاوز أسمع صوتك،ولا صوتك مش بيطلع غير وأنا عندك،فى وقت الخناق،وبس.
ردت سهر:قصدك إنى نكديه؟
ضحك عمار قائلاً:لأ مش قصدى نكديه،بس دايماً،بتهاجمينى،فى الكلام،بالذات من ناحية مرات عمى فريال.
ردت سهر:إنت الى مش بتصدقنى،هى عالدوام بتتهضدنى،وعامله نقرها من نقرى كأنها حماتى،وبتفكرنى بماري منيب.
ضحك عمار على تشبيه سهر لزوجة عمه،بأشهر حموات السينما،وقال بضحك:
فى إيديكى تتجنبيها زى خديجه ما بتعمل معاها،بس أقول أيه،عقلك صغير،وبتتوقفى لها الهايفه.
ردت سهر بغيظ:غلطان مش أنا الى بتوقف لها،وكمان انا مش زى خديجه،خديجه بقالها سنين معاها،ويمكن فهمت طبعها وإتكيفت معاها،فى البدايه كانت سلفه زيها زيها فى البيت،وبعد كده،بقت مراتك،فمعاملتها لها مفرقتش كتير،إنما أنا مش بس هى،الى أوقات بتهاجمنى،بس يمكن هى الأقوى،وحتى طنط حكمت أوقات بتسمع لكلامها،بس عادى،أكيد مع الوقت هتعود وأتأقلم معاهم زى خديجه كده،أنا لازم أنام دلوقتي،عندى بكره محاضرتين،لازم أحضرهم.
تعجب عمار،من طريقة حديث سهر،معه فى البدايه كانت لطيفه،ولكن حين دخل أسم خديجه،وزوجة عمه الحديث بينهم تبدلت طريقتها حتى أنها،أرادت إنهاء المكالمه معه
شعر بغصه فى قلبه،يبدوا أن الطريق،بينه وبين الوصول لبدايه مع سهر غير ممهد،كما يظن.
اغلقت سهر الهاتف،ووضعته مره أخرى أمامها،رغم بروده الجو،شعرت بحراره فى جسدها،
سالت نفسها،كان حديث عمار دافئ،ومحبب،الى حين ذكر أسم فريال،ميز خديجه،بالعقل عليها،لطالما كانت خديجه لديه لها تفكير أنها عقلانيه غير تفكيرهُا،الصبيانى المُهاجم دائماً،
خديجه صاحبة مكانه كبيره بحياته،وستظل كذالك حتى لو أنجبت له أكثر من طفل،ستظل هى الأفضل لديه،فهى لا تفتعل مع أحداً المشاكل،مثلى،بل قادره على الضحك على عقول من أمامها،لكن هى،سمعت خديجه،تتمرد على فريال لأكثر من مره،وكذالك حكمت تعاملها ليست مثلها ككنه،بل كسلفه،لها نفس الحقوق مثلها،وأحياناً تقسو عليها بحجة أنها زوجة إبنها وعليها أن تنطاع لأمرها،لما لاتفعل ذالك مع خديجه،أو بالأصح خديجه تقدر على معاملة الجميع بطريقه تجعلهم،يشعرون معها بالهدوء،حتى أننى أحياناً،أشعر مثلهم إتجاهها،لكن لما لديا بعض الأوقات شعور بالغيره منها،وبالأخص،أذا مدح عمار،بها أمامى.
...
بينما بالفيوم
أغلق عمار الهاتف،ووضعه بجيبه وأخرج سيجاره وأشعلها،ينفث دخانها،لما سهر تغيرت،بالحديث معه،كانت متلهفه ولطيفه بأول المكالمه،لكن حين،ذكر زوجة عمه،وبعدها مدح فى طريقة خديجه فى التعامل معها،تبدلت فى الحديث،هو يعرف سُم زوجة عمه،سبق،وأن حاولت التصادم مع خديجه حين أصبحت زوجته،وقبل ذالك حين كانت زوجة عمه،لكن خديجه،لديها عقل مرن،ولا تتوقف أمامها،تتركها تقول ما تشاء،وتفعل ما تريدهُ هي،لما لا تتعامل معها سهر بتلك الطريقه،بدل من التصادم معها،وإثارة غضبها،وحقدها القديم.
أثناء تفكير عمار،بذالك شعر بيد توضع على كتفهُ
نظر لصاحب ذالك اليد،الذى رأى التجهم على وجه عمار،فقال مازحاً:
بقى فى محامى جهبذ فى القانون،زيي كده،يقابل زباينه،وهو وشه مشلفط،وكمان رجله متجبسه،يقولوا محامى بيدافع عن الناس بالقانون ولا بلطجى.
تبسم عمار،غصباً،ثم قال مازحاً أيضاً:
أه لما المحامى يخسر قضيه لموكله،وموكله يتحرق منه،يقوم مدى له بقية أتعابه ضرب.
ضحك يوسف يقول:تعالى نقعد،رجلى مش قادر اقف عليها،ذنبى فى رقابتك،كنت هقولك أسندنى،بس إنت عاوز الى يسندك،بالرصاصه الى أخدتها فى دراعك،غير،الغرزتين الى فى جبينك،دول لما يشوفوك فى البلد هينخضوا،وانا كمان متوقع أسماء وأمى ممكن يغمى عليهم،ولما يعرفوا السبب هيقولولى،يا خبيتك أنت وعمار،شويه بلطجيه،وقطاعين طرق يعلموا عليكم.
ضحك عمار،وهو يسير لجواره
ليجلس الاثنين،ليقول عمار:
وهما دول بلطجيه،دول مطاريد الجبل عُتاد إجرام،وكانوا نازلين ياخدوا أرضى بالغصب،والقوه والسلب،بس كتر خيرهُ اللواء ثابت قالى قبل ما ينفذوا خطتهم،ويستولوا عالأرض عارف،لو مكناش جينا،لهنا،قبلها،يمكن كانوا إستولوا عليها بوضع اليد زى ما كان بيخطط جارى المجرم، اللواء ثابت قالى أن فى غفير مزروع وسط المطاريد دول من الحكومه،بيبلغ
أخبارهم من غير ما يعرفوا،وطبعاً هو له معارفه الى حذروه،لانهم كانوا بيخططوا،يستولوا على مزرعتى وبعدها هيستولوا على مزرعته،فأتصل عليا وقالى،أجى لهنا،وانا معنديش أخ يوقف جانبى مش معقول هجيب بابا،ولا عمى،اللى كان ممكن يبدأ هو،ويهاجمهم،فمكنش قدامى غير صديق عمرى،واللى دخل كلية الحقوق مخصوص علشان كان نفسه يدافع عنى لما دخلت لأصلاحية الأحداث.
تبسم يوسف،ووضع يدهُ على كتف عمار قائلاً:
إنت كمان مش صديقى أنت أخويا،يا أما ساعدتنى،فاكر لما كنت فى الجامعه،وماما معاش بابا،يادوب كان بيقضينا،بالعافيه،وكنت بدرب عند محامى،ومكنش حتى بيدينى مصاريف المواصلات،ومكنتش عارف أشتغل جنب التدريب ،كنت بميل عليك،وأخد منك،وانا مش مكسوف،لأنى متأكد انك نفسك تشوفنى،محامى ناجح،بس ده ميمنعش إنك،تقدر برستيجي بين زملائى المحامين والقضاه.
ضحك عمار،يقول:سلامات يا برستبچ،بقولك بس حسام إبن اللواء ثابت،طلع جدع قوى،ده خد معانا شوية ضرب،غير سكينه فى كتفهُ،ولو مش تدخل البوليس فى الوقت المناسب كان زمانهم بيقروا علينا الفاتحه.
ضحك يوسف يقول:هى كده الشرطه،بتدخل فى آخر الفيلم تلم المجرمين،بس صحيح حسام ده علي فى نظرى،طلع جدع بجد،أنا بعد ما كنت موافق عالشراكه،بضمان أن ابوه اللواء ثابت،بصراحه غيرت،رأيي،هو يستحق،بغض النظر أنك سبق وقولتلى أنه إتعرض لخساره كبيره قبل كده،يمكن كان ده السبب الى مقلقنى منه،بس يمكن زى سبق ما قولتلى،ما يوقع الا الشاطر،
بس طبعاً عندك فى البيت محدش يعرف بالى حصل،هيتفاجؤ،لما يشفوك قدامهم كده،وبالأخص سهر.
تنهد عمار يزفر أنفاسهُ
تعجب يوسف يقول:إيه التنهيده دى كلها،خلاص يا عم كلها كم ساعه،وتشوف خضتها مباشر
رد عمار:تفتكر هتنخض،لما تشوفنى كده.
رد يوسف:أنا متأكد هتنخض جداً كمان،إيه هو حصل بينكم مشكله تانى!
رد عمار:لأ،بس سهر دايماً بتتسرع فى رد فعلها ويمكن ده عامل حاجز بينا.
تحدث يوسف:مش يمكن إنت الى حاطط الحاجز ده بينكم،قولها على حقيقة مشاعرك،وكمان حقيقة جوازك من خديجه الى إنتهى من قبل ما يبدأ،وأنتهى،بطلاقك لخديجه من قبل ما تكتب كتابك عليها.
تبسم عمار بتفهم
رد يوسف له البسمه قائلاً:طب هات سيجاره أشربها،أطلع فيها،وجع جسمى،الى بسبب العلقه الى أخدناها من المطاريد.
...ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمساء اليوم التالى
بمنزل يوسف
فتح باب المنزل،ودخل الى شقة والداته يتگئ على عصى طبيه،
أثناء دخوله الى المنزل كانت أسماء بالمطبخ تعد الشاى لها ولحماتها،سمعت صوت فتح باب الشقه،فخرجت من المطبخ لترى من فتح الباب،رأت أمامها،يوسف،يدخل،يستند على عصى طبيه،غير،وجهه المكدوم،بشده
صرخت صرخه قويه وغابت عن الوعى.
جاءت على صرختها والدة يوسف برجفه،ونظرت بأتجاه أسماء الواقعه على الأرض،لكن نظرت بأتجاه يوسف،ونظرت له ثم صرخت،وفقدت وعيها هى الأخرى.
جال يوسف بنظره بين الأثنتين،يقول:ده المتوقع برضوا الحمد لله عملت حسابى فى إزازة برفان وأنا جاى،بس بقى أفوق مين فيهم الأول،فكر يوسف،ثم ذهب بأتجاه والداته،وقام برش البرفان على يدهّ ثم قربها من أنفها،بدأت تفوق،تدريجياً،،نهضت بسرعه تحضنه قائله:يوسف ضنايا ايه الى حصلك مين الى تنشل ايديه الاتنين قبل ما كان يمدها عليك.
تبسم يوسف يقول:هقولك بس بعدين،بس دلوقتي لازم نفوق أسماء،كمان.
نظرت والداته بأتجاه أسماء وقالت ساخره:إيه النسوان الدلوعه دى،إزاى تشوفك جاى متخرشم كده،وبدل ما تهتم بيك يغمى عليه هات البرفان ده أنا هفوقها،بطريقتى.
تبسم يوسف،على قول والداته،أليس هى من فقدت الوعى هى الأخرى
وتبسم أكثر،حين رائها،ترش البرفان على وجه أسماء تضرب بخفه على وجهها قائله :أصحى،يا أسماء فوقى،فتحت أسماء عيناها تدمعت،تقول بتقطع:ي.و.س.ف.
ردت والدة يوسف:فوقى كده،خلينا نعرف منه مين الى ضربه وعلم عليه كده،وبعدها هروح بنفسى،أمسك الى ضربه ده وأقطعه بسنانى.
تبسم يوسف على قول والداته،بينما نهضت أسماء،بوهن وبتلقائيه حضنت يوسف الواقف جوارهم، بقوه،ودمعت عيناها.
ضمها يوسف قائلاً:أنا كويس والله ده كم بوكس فى وشى،ويادوب جزع فى رجلى،بس الدكتور،قال يتجبس لمده أسبوعين،عادى اهو ما أنا ماشى عليها.
ردت أسماء بسؤال:مين الى عمل فيك كده قولى،إنت كنت مع عمار فى الفيوم،كان فين ومدفعيش عنك.
ضحك يوسف يقول:ما هو كمان خد الى فيه القسمه،رصاصه بدراعه،وكم غرزه فى جبينه وكم بوكس فى أماكن متفرقه من جسمه،زيي كده تمام،وأنا خلاص تعبت من الوقفه،أرحمونى هقولكم بعدين دلوقتي انا محتاج أرتاح.
مسكت أسماء يد يوسف قائله:إسند عليا وتعالى أقعد أرتاح
جلس يوسف بالمنتصف وسطهن،تحدثت أسماء قائله:قول لينا ايه سبب حالتك دى!
سرد لهم يوسف ما حدث حول مهاجمة بعض المطاريد لمزرعة عمار،ومحاولة السطو عليها بالقوه وتصديهم لها بمساعدة حسام.
تبسمت والدة يوسف قائله:عمار ابن حلال،والمال الحلال له صاحب يدافع عنه،وربنا وقف لكم حسام ده نجده من عند ربنا،انا مشفتوش غير،مره واحده،بس حسيت أنه ميفرقش عنك أنت وعمار،فى الجدعنه،ربنا يبارك له،بس كفايه قاعده كده،لازم تقوم تنام وترتاح،هروح،احضرلك العشا،أكيد جعان.
نظر يوسف،لوجه اسماء وقال:جعان جداً،ونفسى آكل من صنع أيديكى الحلوين،وكمان زمان عمار،وصل لبيته،وهتلاقى خديجه بتخبط بعد شويه،أعملى حسابها معانا فى العشا،وانا هدخل لأوضتى القديمه ارتاح شويه،يلا يا أسماء أسندينى .
تبسمت والداة يوسف بمكر قائله:تسنديه وبس لحد السرير،بلاش تجهديه،أهو انتى شيفاه مدشدش،مش ناقص دشدشه،أظن فهمانى.
تبسمت أسماء بحياء،بينما قال يوسف:مدشدش عالأخر،والله يا أم يوسف،محتاج،أترمم من جديد،أيد ناعمه كده تعملى مساچ،ترد كل عظمه مكانها تانى ،ومحدش يقدر،يرممنى غير أيد أسماء.
خجلت أسماء اكثر
بينما
ضحكت والدة يوسف قائله:إتحشم يا واد البت وشها خلاص بقى شبه الطمطمايه،يلا إسنديه يا اسماء دخليه الأوضه،وتعاليلى نجهز العشا.
ردت أسماء بخفوت:حاضر.
وقف يوسف يسند على كتف اسماء قائلاً:حاضر أيه والمساچ،مين الى هيعملهولى،يبقى كده،سُكى عالعشا،يا أم يوسف،المساچ،أولاً.
ضحكت والداته قائله:طب،يلا بلاش أدخل أرتاح توقف كتير على رجلك،وانا هحضر العشا لوحدى وخلى أسماء جنبك تمسچك.
رد يوسف:تعيشى يا ام يوسف وخليكى ليا طول عمرك حنينه وبدورى على راحتى.
تبسمت له وتوجهت الى المطبخ،بينما،ساعدت أسماء،يوسف،بالدخول الى غرفته القديمه بشقة والداته،الى ان جلس على الفراش،وساعدته بتمديد ساقيه على الفراش.
نظر لها يوسف قائلاً:أعرف بقى سبب الدمعه الى فى عنيكى دى أيه؟
ردت أسماء:مش بدمع ولا حاجه.
رد يوسف:يمكن انا مش واخد بالى قربى كده خلينى أتأكد بنفسى.
قربت أسماء،من يوسف ووضعت عيناها بعينيه،تبسم وجذبها أليه يُقبلها بشغف.
تفاجئت أسماء،ووضعت يدها على صدرهُ تبعدهُ عنها قائله: مكار يا حضرة الافوكاتو،وكمان متنساش طنط،بره إحنا مش فى شقتنا.
تبسم يوسف يقول:ما هى دى الميزه الحاجه ام يوسف بره لو الباب خبط هى هتفتح،انما لو فى شقتنا انا الى هفتح،يبقى،أستغل الفرصه،وادلع شويه على حسها.
تبسمت أسماء قائله:لأ انا هروح اساعدها فى العشا وانت أرتاحلك شويه،مش بتقول جسمك بيوجعك.
رد يوسف:إه يا عضمك يا يوسف،مراتك مستخسره فيك مساچ،تفُك عضمك.
ضحكت أسماء قائله:بطل طريقتك دى بتكسفنى،والله بقيت بنكسف من حماتى.
رد يوسف يقول:تنكسفى منها ليه،دى تدعيلك لما تعملى لى مساچ،يفك عضمى،تعالى انت بس وهتشوفى أمى هتدعيلك دعا،ياريته يبقى من حظك ونصيبك.
....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما بمنزل زايد
فتح عمار باب المنزل ودخل قابل إحدى الخادمات،التى إنخضت من منظره،تحدث عمار وهو يعطى لها حقيبة ملابس صغيره قائلاً:
فين سهر،وماما.
ردت الخادمه: حمدلله على سلامتك، والحاجه حكمت والست سهر،فى الصالون،ومعاهم الست خديجه والحاجه فريال،والحاج مهدى والحاج سليمان،فى أوضة المكتب .
تحدث عمار:تمام،متشكر روحى إنتى كملى شغلك.
ترك عمار الخادمه،وسار،بإتجاه غرفة الصالون،وهو يتمنى معرفة،رد فعل سهر حين تراه بهذا المنظر،
بينما سهر كانت تجلس بينهن شاردة العقل،لا تعرف لما تأخر عمار،هو قال لها أنه سيعود المسا،وهاهم أصبحوا بعد صلاة العشاء،ولم يأتى،حتى أنه لم يتصل عليها،ويقول إن كان بالطريق أو سيبيت هذه الليله أيضاً.
أخرجها من هذا الشرود،صوت عمار حين قال:
مساء الخير.
نظرت سهر بإتجاهه،بلهفه وخضه، ثم وقفت بتلقائيه،وتوجهت إليه بخضه قائله:عمار،أيه الى حصلك! ثم قالت بأستفسار:أيه الى حصلك،رابط إيدك بحامل طبى ليه،وكمان اللزق الطبى الى على جبينك والكدمات الى فى وشك غير،بتعرج برجلك شويه.
تبسم عمار،ينظر لسهر،كيف لاحظت كل هذا بتلك السرعه،ود لو إحتضنها،بين يديه ينسى،وجع جسده الذى يشعر،به،
لكن قطع نظراته لسهر،
خديجه حين قالت بلهفه:حاجه حكمت،حد يجيب برفان علشان أفوقها.
نظر عمار،لهن،وجد والداته،جالسه بالمقعد مغشى عليها.
توجهت سهر،وعمار إليها سريعاً، يقول:ماما.
تحدثت فريال بغلظه:بلاش الزحمه دى جنبها،علشان نفسها ميضقش،هاتوا كولونيا،ولا برفان نفوقها،بيه بدل الوقفه الفاضيه دى جنبها.
وقفت سهر تقول:هروح أجيب،برفان،بسرعه.
ذهبت سهر تحضر البرفان،بينما قالت فريال فى سرها:يارب مترجعى غير مكسره،وأنتى يا حكمت تدوقى الى دوقته زمان.
بعد دقائق معدوده عادت سهر بالبرفان،وجدتهم وضعوا حكمت تنام على أريكه كبيره بالغرفه يقفون جوارها بالغرفه،حتى مهدى وسليمان.
،وخديجه تحاول إفاقتها ،وأعطت البرفان لخديجه قائله:أنا أتصلت على علاء أخويا قولت له يجيب دكتور،لطنط حكمت.
تعصب عمار قائلاً:مكنش لازم،أنا كنت مستنى تفوق،وهتصل عالدكتور،يجى لها،كانت مهمتك تجيبى البرفان مش تتصرفى من دماغك.
نظرت له سهر،وقالت:آسفه إنى إتصرفت من دماغى،هتصل عليه أقوله ملوش لازمه.
قالت خديجه:لأ ليه،كتر خيرك،عمار ميقصدش حاجه،بس هو قال كده من خضته،عالعموم الحاجه حكمت،أهى قربت تفوق.
صمت عمار ونظر لوالداته التى بدأت تفيق،رويداً الى أن فاقت، يقول:ماما،حاسه بأيه.
رفعت حكمت راسها قليلاً،تنظر له قائله بوهن:عمار،أيه الى جرالك،ومين الى أتجرأ يعمل فيك كده.
رد عمار:أنا كويس يا ماما،ده قُطاع طرق طلعوا عليا انا ويوسف فى الطريق واتعاملنا معاهم.
إنخضت خديجه قائله:ويوسف جراله إيه،انا لازم أروح أشوفه وأطمن عليه،أنتم مع الحاجه حكمت،يلا يا سهر ساعدينى نسندها،ندخلها لأوضتها،وبعدها هروح أطمن على يوسف.
ساعدت سهر وخديجه حكمت وأدخلوها لغرفتها،ثم أستأذنت خديجه،وتركت سهر مع حكمت،قالت سهر:هروح أجيب لحضرتك ميه بسكر،وكمان أقولهم فى المطبخ يعملولك شعريه،بسكر،تيتا،لما بتتعب،تقول لماما تعملها شعريه بلبن وسكر، بتقول بتريح قلبها.
تبسمت لها حكمت،
أثناء خروج سهر كادت تتصادم مع عمار، لكن تجنبت منه وتجنبت النظر إليه وذهبت.
بينما نظر عمار لها،أراد أن يتآسف عن رده بعصبيه عليها،بينما هى تجنبت حتى النظر إليه،وغادرت بصمت،
تحدثت حكمت قائله:تعالى يا عمار،جنبى هنا،قولى الحقيقه،والى حصل انا كان قلبى حاسس من إمبارح،حتى سألت سهر،عليك أكتر من مره قالتلى انك متصلتش عليها خالص إمبارح.
جلس عمار جوار والداته وأنحنى يُقبل يدها قائلاً:صدقينى ده الى حصل،وأنا أهو قدامك بخير،شويه خرابيش فى وشى،وأيدى كلها كم يوم وترجع أقوى،المهم صحتك،شايفك من فتره كده،شكلك تعبانه ومداريه.
ردت حكمت وهى تضع يدها فوق راس عمار بحنان قائله:أنا بخير،متخافش مش هموت قبل ما أشيل حفيدى منك زى ما شيلت أحفادى من أخواتك البنات.
تبسم عمار وقبل يدها مره أخرى قائلاً:ربنا يديكى الصحه وطولت العمر،وتشيلى أحفادى كمان،بس لازم ناخد بالاسباب،الدكتور جاى دلوقتي،ونشوف هيقول أيه.
تبسمت حكمت له بحنان
بينما هناك ما سمعت حديثهم ليتحسر قلبها أكثر،على ما فقدته ذات يوم،لو كان مازال يعيش لربما كان سند لها،لكن الموت،يختار،من نحبهم ويترك،ما نكره،
حاولت التغلب على حقد قلبها ودخلت برياء قائله:مش عارفه بس مالك يا حكمت، فجأه كده بقت صحتك فى النازل،زى الى محسوده،انا عاوزه أجيب شيخ يقرى فى البيت قرآن يمكن نفس شريره دخلت البيت،ما هو المثل بيقول الخير على قدوم الواردين،أنا كمان فى الفتره الأخيره بحس بشوية تعب وزهق كده من غير سبب.
ردت حكمت قائله:لا نفس شريره ولا حاجه،هما شوية تعب صغيرين،وكمان لما شوفت عمار،داخل عليا بالمنظر ده قلبى متحملش،بس هما شوية راحه،وهبقى بخير،متحطيش فى بالك أنتى السوء.
نظرت فريال لها،ولجلوس عمار جوارها بحقد دفين،وهمست قائله:أغمى عليكى،لما شوفتي إيده مربوطه على صدرهُ وانا الى دم إبنى ساح على هدومى،وطلعت روحه وهو بين إيديا،شربتها حسره فى قلبى،بسنين عُمر طويله،وهو نفد من العقاب،ورجع لحضنك من تانى،،و،،،
أثناء ذالك دخلت سهر،تحمل صنيه صغيره،عليها طبق وكوبان ماء،قائله:
الشعريه أهى،خلتهم عملوها بسرعه،وكمان جبت ليكى ميه بسكر،وميه عاديه.
تبسمت حكمت قائله:بالسرعه دى،بس أنا مش بحب الميه بسكر بتجزع نفسى،إنما بحب الشعريه بلبن وسكر،وكمان عمار،بيحبها،كان نفسى تعمليها بأيدك.
تبسمت سهر بمزح قائله:يبقى هتكرهيها،بعد كده.
تبسمت حكمت،قبل ان ترد كانت الخادمه تدخل الى الغرفه قائله:الدكتور علاء ومعاه دكتور تانى وصلوا.
تبسمت سهر قائله:خليهم يدخلوا لهنا.
نظر عمار ل سهر،رأى بعيناها لمعة سعاده،لا يعرف لما شعر بالغيره.
دخل علاء ومعه الطبيب،يلقيان السلام.
تنحى عمار من الجلوس جوار والداته،
تحدث علاء يقول بود:ألف سلامه عليكى،يا طنط، سهر لما إتصلت عليا كنت فى عيادة الدكتور،ولما قولتله حضرتك حمات أختى،آجل ميعاد العياده،وجينا فوراً نطمن عليكى.
ردت حكمت:كتر خيرك
تحدث الطبيب:ياريت كل الى فى الاوضه يتفضلوا يطلعوا لبره،ما عدا علاء.
رد عمار:دى والداتى وأنا هفضل معاها.
أماء الطبيب رأسه بموافقة،بينما خرجت سهر وكذالك فريال،الذى يتآكل قلبها الغلول.
عاين الطبيب،حالة حكمت،
سأل عمار الطبيب عنها
فقال الطبيب:لأ متقلقش قوى كده،الحاجه يظهر حبت تشوف أهميتها عندك،وهى بخير،
تحدث علاء:أنا بقول نتكلم بره ونسيب طنط حكمت تستريح،وكمان تاكل طبق الشعريه ده،بس لو سهر الى عملاه بأيدها،بلاش تاكليه.
ضحكت حكمت،رغُم عنها.
خرج الطبيب وعلاء ومعهم عمار،
لخارج الغرفه وساروا قليلاً.
تحدث عمار للطبيب قائلاً:خير يا دكتور؟
رد الطبيب:خير،أنا كتب كذا نوع من الادويه فى منهم حقن،وكمان هكتب لها على شوية تحاليل وفحوصات وكمان رسم قلب كامل.
تلهف عمار قائلاً:رسم قلب، ليه حضرتك عند شك بحاجه؟
رد الطبيب:مش شك تقدر تقول،زيادة إطمئنان،وممكن تعمل الفحوصات ورسم القلب ده،وتدى النتايج لعلاء،وأنا هعاينها،ومش لازم الحاجه،تجهد نفسها،ومره تانيه حمدالله على سلامتها.
أماء له عمار،براسه قائلاً:متشكر،وأخرج مبلغ مالى من جيبه،ومد يدهُ به للطبيب،لكن الطبيب قال:
عيب أما آخد من قرايب تلاميذى مبلغ مالى قصاد إستشاره،ربنا يتمم شفاها.
قال الطبيب هذا وتبسم ل عليا التى آتت بالقرب من مكان وقوفهم مع الطبيب.
أماء لها الطبيب مبتسماً،فتبسمت له.
نظر علاء للمكان الذى ينظر له الطبيب،فرأى عليا تقف،تبسم هو الآخر بتلقائيه .
لم يلاحظ عمار نظراتهم،شكر الطبيب وترك علاء معه يوصله الى باب المنزل،وعاد مره أخرى لغرفة والداته.
بينما علاء ودع الطبيب،واثناء عودته للداخل تقابل مع عليا،وقف معها.
رحبت عليا به.
تحدث علاء:من يوم ما كنت هنا بعد سهر ما أجهضت متقبلناش،مفيش غير كم مره إتكلمنا عالتليفون،صحيح أنها فرصه مش لطيفه،بس انا سعيد إنى قابلتك النهارده.
تبسمت عليا قائله:ربنا يشفى مرات عمى هو الدكتور قال أيه،السبب فى تعبها،انا كنت فوق،لسه نازله والشغاله قالتلى،وكنت رايحه أطمن عليها،لقيتك واقف مع الدكتور وعمار..
رد علاء:يمكن دى فرصه من القدر إننا نتقابل النهارده،بصراحه،سهر لما إتصلت عليا،حسيت أنى هقابلك،وأحساسى طلع فى محلهُ،إزيك أخبارك إيه؟
ردت عليا:أنا بخير الحمدلله،بس مقولتليش مالها مرات عمى.
سرد علاء لها ما قاله الطبيب.
حزنت عليا قائله:هو الدكتور عنده شك فى حاجه.
رد علاء:بصراحه مقاليش،بس لما أروحله هسأله.
ردت عليا:طيب ابقى قولى،والله مرات عمى طيبه متستاهل،بس مفيش حد كبير عالمرض.
تبسم علاء يقول:بس ليه حسيت من سهر،أنها ممكن تكون بتشد عليها،بصراحه سهر،مقالتليش على حاجه خالص،بس ده إحساسى،يمكن مش فى محله
قبل أن ترد عليا عليه،كان صوت جهور ينادى عليا.
نظرت نحو الصوت التى علمت صاحبه،إرتبكت،فتركت علاء وسارت نحوه.
وقفت أمام والداها،بربكه حاولت إخفائها
قال لها بصوت جهور:وافقه مع أخو سهر ده ليه؟
ردت عليا:أبداً يا بابا كنت بساله إن كان الدكتور قاله حاجه على تعب مرات عمى.
رد سليمان بغضب:طيب خلاص،روحى لمرات عمك أوضتها إطمنى عليها،وبلاش وقفتك دى.
رغم شعورها بالحزن من طريقة حديث والداها الجافه،لكن ذهبت الى غرفة زوجة عمها.
وجدت
عمار واقف،وسهر تجلس جوار حكمت،تحمل صنية صغيره على ساقيها،بينما والداتها تجلس على احد المقاعد عيناها تقدح ناراً،لو أطال جميعهم لأحرقهم فى الحال.
سالت زوجة عمها عن حالها وردت عليها انها أصبحت بخير،
جلست جوار والداتها على أحد المقاعد
تنظر لسهر،وهى تجلس جوار،زوجة عمها،تمنت لهم الوفاق،معاً دائماً،وعين عمار السعيده برؤيته لسهر تهتم بوالداته،كانت ستسأل عن سبب عدم وجود خديجه،لكن دخول علاء جعلها تصمت
تحدث علاء قائلاً:أنا جبت العلاج الى الدكتور كتبه لطنط حكمت،وفيه نوع منه حقن وريد،ففكرت إنى اركب لها كلونه،تسهل عليها بعد كده
تبسمت عليا قائله:فعلاً فكره ممتازه،انا بصراحه،رغم مدة دراستى الصغيره للتمريض،صحيح عندى فكره عن أنى إزاى أجيب الوريد لكن لسه برضو أوقات بفشل.
تبسم علاء يقول:مع الوقت هتعرفى تجيبى الوريد بسهوله،وممكن تجى جنبى وانا بجيب الوريد لطنط.
نهضت عليا باسمه ووقفت جوار علاء،لترى كيفية الإتيان بالوريد،غرس علاء الكلونه،بوريد حكمت،وقال كده بس سهله جداً،
تبسمت عليا له قائله:فعلاً سهله جداً،
لاحظت فريال،منظر لمتهم حول حكمت فأنزعجت ونهضت قائله:معدتش قادره اقعد الخضه على حكمت سيبت اعصابى هروح استريح،تصبحوا على خير.
ردت سهر:مالك يا طنط،تحبى اجيبلك طبق شعريه إنتى كمان شايفه طنط حكمت لما كلت الطبق صحتها إتحسنت.
ردت فريال بضيق:لأ مش بحب الشعريه بسكر عندى السكر والدكتور مانع عنى السكريات
ردت سهر:لأ يا طنط متقلقيش،دى معموله بسكر محروق،قصدى يعنى سكر دايت،سُعراته قليله.
نظرت فريال لها بغضب ساحق،وهمست لنفسها:يارب تتحرقى فى نار ما تلاقى الى يطفيكى انتى وكل الى فى الاوضه،ولا كل الى فى البيت ده كله،شكلى كده لازم أستعجل الوليه تشوفلى حل معاكى قبل ما تلمى الكل تحت جناحك،والمخسوفه خديجه،بتسيب ليكى الطريق مفتوح،بس مش هيحصل أبداً،قلب عمار مش هيرتاح.
همست لنفسها بهذا وحاولت التحكم فى غضبها قائله:
لأ شكراً،هرتاح لما أنام تصبحو على خير
رد الجميع عليها،بينما هى تمنت الا تستطع عليهم شمس.
تحدث علاء قائلاً:أنا كمان لازم أمشى بقى علشان تيتا لازم تاخد الحقنه فى ميعادها،هبقى هنا الصبح أطمن على طنط.
إنزعجت سهر قائله:هى تيتا مالها،هى تعبت تانى من زمان مشوفتهاش بتطمن عليها بالتليفون وبس.
رد علاء:ما أنا عارف هى بتقولى،بس كانت الازمه رجعت لها بس بقت الحمد لله كويسه.
ردت سهر:طب ليه محدش قالى؟
رد علاء:لا دى بسيطه وتيتا قالت بلاش نزعجك،بس الحمد لله بقت كويسه.
رد عمار: الحمد لله،أنا وسهر هنجى بكره نشوفها ونطمن عليها.
نظرت سهر لعمار،بتفاجؤ،ثم تبسمت،ولكن سريعاً،غيرت نظرها ناحية علاء و قالت: خلينى اودى الصنيه دى المطبخ و أوصلك لعند الباب.
تبسم علاء،ووضع يدهُ على كتف سهر،وسار الأثنان معاً،شعر عمار بالغيره،وسهر تسير لجواره.
تحدثت عليا قائله:عمار إنت شكلك تعبان ولازم ترتاح،إطلع إنت إرتاح،وأنا هفضل جنب طنط حكمت ومتقلقش عليها.
تحدثت حكمت هى الأخرى:كلام عليا صح،روح إرتاح،أنا بقيت كويسه الحمد لله.
رد عمار:تمام،ربنا يكمل شفاكى،أنا هطلع لشقتى أرتاح،قال هذا ونظر لعليا قائلاً:،بس فى اى وقت لو ماما تعبت متتردديش ترنى عليا وهنزل فوراً.
تحدثت حكمت:إطمن خلاص بقيت كويسه،يلا تصبح على خير.
قبل ان يرد عمار،دخلت سهر،فتحدثت حكمت قائله:خد سهر معاك كفايه معايا عليا،يلا تصبحوا على خير.
رد عمار وهو يجذب يد سهر لتسير معه قائلاً:وأنت من أهله يا ماما.
...
بعد قليل
بشقة عمار
حاولت سهر تجنبهُ،لاحظ عمار ذالك،علم أنها تتجنبه عن قصد بسبب تعصبه عليها.
أقترب منها وفجأه،جذبها،لتبقى بحضنه،وقبل جانب عنقها قائلاً:وحشتينى،يا سهر.
إبتعدت سهر عنه قائله:خلينى أساعدك تغير هدومك علشان تنام وترتاح
نظر عمار لسهر،وبمفاجأه أيضاً،جذب رأسها،وقبلها قبولات متشوقه،مانعت سهر فى البدايه لكن إستسلمت لقبولاته،وجارته فى القبولات،ثم وضعت راسها على صدره للحظات ثم قالت،خلينى أساعدك
بدات بفك ازرار قميصه واحد يلو الأخر،وأصبح نصف عارى امامها،رات الضماد الذى بذراعه ينقع دماً،إنخضت قائله:دراعك بينزف،ياريت كنت خليت علاء وهو هنا،غيرلك عالجرح،بس فى هنا شنطة إسعافات،رأيي تدخل تاخد شاور وبعدها أغيرلك انا عالجرح.
تبسم عمار يقول:وأنتى بتعرفى تغيرى عالجرح.
ردت سهر:.مش مُعضله،بس،يلا،بدل دراعك مينزف اكتر من كده.
تبسم عمار يقول:بس ممكن الشاش يتبل ميه وانا باخد دُش،والميه للجرح مش كويسه
فكرت سهر لثوانى ثم قالت له:ثوانى ورجعالك.
عادت سهر بعد ثوانى،وبيدها رول بلاستيكى،رقيق،يستعمل لحفظ الطعام،وقالت له:الرول ده هلف منه جزء حوالين الأصابه مش هيسرب ميه وانت بتاخد شاور.
تبسم عمار،لها وظل ينظر لها وهى تلف الرول حول ذراعه،الى ان إنتهت،وقالت:
خلاص كده،مش هيسرب ميه.
تبسم عمار،وذهب الى الحمام وخرج بعد قليل،يرتدى مئزر حمام قصير،مغلق بعشوائيه،يظهر صدره بالمقدمه
تحدثت سهر قائله:علبة الأسعافات أهى،يلا أقعد خلينى اغيرلك الضماد ده بواحد تانى نضيف.
جلس عمار امامها وخلع المئزر،وبدأت سهر بمحاولة تغير الضماد،حقاً غيرته بعدم خبره،لكن حين كانت تراه يتالم تخف يدها،الى أن إنتهت.
تبسم عمار يقول:يظهر كان لازم أنتى كمان تدخلى طب،زى علاء،
ضحكت قائله:أنا أدخل طب،انا اول مره أمسك شاش وقطن ومطهر فى إيديا،غير كمان انا كنت بنجح فى الثانويه،بالزق،لو تعرف ماما كانت بتعمل أيه علشان انجح وأعدى الثانويه مش هتصدق.
تبسم يقول:كانت بتعمل أيه؟
كانت سهر ستحكى له لكن تلجمت،بعد ان تذكرت صفعها لها،وإجبارها على الزواج من عمار،توقف قائله:مفيش،أنت محتاج لراحه، وأنا كمان، هروح أغير هدومى
قالت سهر هذا وتوجهت الى الحمام
بينما... ذهب عمار نام و على الفراش،
يستغرب من تبدل سهر حين أراد معرفة ماذا فعلت والداتها،لما لديه شعور،بوجود فتور بعلاقة سهر مع عائلتها،وبالأخص والداتها،هو لاحظ ذالك أثناء جلوسها معها وقت إجهاضها،لكن علاقتها جيده بعلاء فقط.
بعد دقائق إنضمت سهر لعمار بالفراش،ظنت أنه نائم،فأغمضت عيناها،لكن فوجئت به يقترب منها،وقبل جانب عنقها قائلاً:أنا عارف إنك مقموصه،أنى إتعصبت عليكى أنا آسف.
فتحت سهر عيناها:دون رد،إقترب عمار منها أكثر،وقال:سهر أنا آسف،بس إتحكمت فيا عصبيتى.
ردت سهر عليه:، أنا أساساً كنت نسيت، بس إنت بتقدر تتحكم فى عصبيتك مع الكل معدايا،تصبح على خير يا عمار.
ضمها عمار أكثر قائلاً:وحشتينى،يا سهر.
فهمت سهر ما يريدهُ منها،فأعطته له بطيب خاطر منها،لكن عقلها شارد منها، بخديجه،كلمه منها جعلته يهدأ من عصبيته،بينما كلمه منها له تجعله يثور عليها.
لما تشعر بالغيره من خديجه،هى من آتت عليها ليس العكس،ربما هى من آتت عليها لكن خديجه صاحبة مكانه لديه،أكبر وأقوى.
.......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور يومان
بشقة سهر وعمار
دخلت فريال الى الشقه خلسه دون أن يراها أحداً
توجهت الى غرفة النوم،ومنها الى الحمام المصاحب لها
نظرت بسلة الغسيل الغير نظيف
وجدت بعض ملابس،بحثت بها،الى أن أمسكت قميصاً للنوم بنفسجى اللون،قصير وشفاف،،نظرت له قائله:صبيه وبتلبس قدامه قمصان نوم بالمنظر ده ومش عاوزاه يهجر جديجه،شكلها مش سهله البت دى فى البدايه كنت مفكره القطه تاكل عشاها،بس مع الوقت بدأت،تتدحلب لهم وتضحك على عقولهم ببرائتها الكدابه،بس مش عليا،بحثت مره اخرى بالسله
وجدت ضالتها الاخرى،وضعت الاثنين بكيس بلاستيكى اسود وخرجت من الشقه تتسحب كما دخلت.
...
بعد وقت قليل
بذالك المكان المظلم،المدنس بأفعال الشيطان
جلست فريال
تعطى ظهرها
تحدثت المراه قائله:جيبتى الفلوس الى طلبتها منك .
فتحت فريال حقيبتها ووضعت مبلغ مالى كبير أمامها.
تبسمت المرأه وقال: جيبتى الى قولتلك عليه
جبتى لى قطر من التلاته.
ردت فريال:ايوا الكيس ده فيه قميص نوم لسهر،مرات عمار التانيه،وفانله داخليه لعمار،كمان عبايه لخديجه.
ردت المرأه!متأكده،انهم كانوا مش نضاف،وفيهم عرقهم.
ردت فريال:أيوا انا جيباهم من سلة الغسيل.
ردت المرأه:طب كويس
قدامك إزازه بلاستك خديها،ده عمل سايل،هيمهد لنا الطريق
ترشى الميه الى فى الازازه دى فى مكان تكونى متاكده ان نسوان عمار لازم يدوسوا عليه،وترشيه قبل الفجر الاولانى ميآذن فى الضلمه،وتتاكدى انهم لازم يدوسوا عليه،وسيبلى الهدوم دى أنا محتجاها،وتجيلى بعد أسبوع من النهارده.
اخدت فريال الزجاجه ونهضت،تغادر دون ان تنظر خلفها
بينما دخلت مساعدة تلك المرأه عليها تضحك تقول:فريال خارجه تجرى من هنا،بس هتعملى ليها العمل الى طلبته منك
ردت المرأه:أكيد هعمله،دى غاليه عندى،بس بدل ما هخلى عمار ومراته التانيه،يكرهوا بعض،ويطلقها،انا هخليهم يعشقوا،بعض ويطلق مراته الاولانيه،ده دين علي فريال ليا ولازم تسدده.
ردت المساعده:طب والازازه الى اخدتها معاها؟
ردت المرأه:دى ميه معفرته شويه مدتها مش طويله،بس تخلى فريال تثق فيا،أخرها اسبوعين بالكتير،ولو أتقرى شوية قرآن هتفسد.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بظلام ليلة شتاء ممطره
وقفت فريال تقوم برش مياه تلك الزجاجه البلاستيكيه امام باب شقتى كل من خديجه وسهر
لكن لسوء حظها،سمعت صرير باب معدنى،فأنخضت،فرت هاربه
لكن لسوء حظها اثناء نزولها تعرقلت قدمها وأنزلقت على السلم
لتصرخ بقوه،وتقع من الزجاجه بعيداً عنها
لتتذكر تحذير تلك المراه لها قبل ان تغادر
إحذري،يمكن قبل ما تضرى غيرك تنضرى إنتى أولاً.