
رواية جوازة بدل الفصل التاسع عشر19 والعشرون20 بقلم سعاد محمد سلامه
على صوت صريخ فريال.
إستيقظ عمار، بفزع، وكذالك سهر.
تحدثت سهر:، الصريخ ده عندنا هنافى البيت.
رد عمار وهو
ينهض سريعاً، يرتدى ملابسه:واضح كده،ربنا يستر،قال عمار هذا وغادر الغرفه يُغلق سحاب بيجامتهُ،وخرج من الشقه لكن لاحظ نُقرة مياة تلمع على أرضية المكان،فتفداها وسار من جوارها.
بينما لمت سهر غطاء الفراش ورمت بجسدها تنام مره اخرى تقول:يا سلام لو الى فى بالى تكون فلسعت،الله يرحمك يا فريال.
نهضت سهر من على الفراش تحدث نفسها وهى ترتدى ملابسها :ها اما اقوم ألبس هدوم تانيه عليا وأروح وأعرف بنفسى سبب الصريخ ده يمكن أمنيتى تتحقق،يارب أنت،شايف معاملتها ليا من يوم ما دخلت البيت ده بالغصب،أنا كنت بقول مفيش أسوء من مرات عمى هويام لكن دى شرها فاقها بمراحل،دى عالدوام كلمتى بتقف فى زورها،ومفيش مره قالتلى كلمه حلوه،كأنى عدوتها،ونظراتها ليا الى كلها غِل غير أوقات بتقوم طنط حكمت عليا،صحيح هى حماتى،بس شديده،أو كانت شديده وبدأت تلين معايا شويه ،إنما فريال دى جواها حقد مش بينتهى،وواضح كمان إنها مش بتحب عمار معرفش ليه،حتى مع بناتها،مفيش غير غدير الى زيها بس الواد وائل يستاهل، إنما عليا وأسماء مش زيها،حتى عليا من يوم ما رجعت من أسوان،وبحس أنها طيبه مش زيها،حتى بدافع عنى لما تكون موجوده،وأسماء معرفش سبب،دى قليل لما بتجى لهنا،حتى يوسف،معظم الوقت يا بيجى لعمار،أو خديجه،متهيألى كده كمان أن فريال بتكرهه هو كمان،مش عارفه سبب للكُره الى فى قلبها لأقرب الناس حواليها،ربنا يهديها،أو الأفضل ياخدها ويكون الصريخ ده عليها.
إنتهت سهر من أرتداء ملابسه لتلحق بعمار،لتعرف سبب الصريخ،
فتحت باب الشقه دون إنتباه منها خطت قدمها بنُقرة المياه القريبه من باب الشقه
بينما بشقه خديجه
صحوت فزعه هى الاخرى كذالك أبنيها
حين خرجت من غرفتها وجدتهما يقفان أمام غرفهم
حيث قالت منى:ماما مين الى بيصرخ كده.
ردت خديجه:معرفش هدخل ألبس ايسدال وأنزل أشوف فى أيه
قالت منى،وانا كمان هنزل أعرف
قبل أن تمنعها خديجه كانت قد خرجت من باب الشقه،وخطت هى الأخرى بنُقرة المياه،بينما خديجه رأت النُقره،رأت نزول بعض مياه المطر على السلم،تجنبت المياه،ونزلت خلف،منى.
..
تفاجئ عمار،بوقوع زوجة عمه على السلم.
ذهب بأتجاها مُسرع،قائلاً بلهفه:مرات عمى،خير،أيه الى حصلك.
صرخت بتألُم:وقعت،وضهرى طقطق،ورجليا مش قادره أقف عليها.
فى ذالك الأثناء،خرج الجميع من غرفهم،على صوت الصريخ،وآتوا الى مكان وقوع،فريال.
تحدث سليمان بعصبيه:كان أيه الى مطلعك عالسلم فى وقت زى ده،قولى؟
صمتت فريال،تبكى من شدة الألم،
تحدث عمار قائلاً:مالوش لازمه عصبيتك دى يا عمى،خلينا ناخد مرات عمى للمستشفى
قال عمار هذا وإنحنى يحملها
لكن قبل أن يضع عمار،يدهُ
جذبت سهر يد عمار قائله: عمار هتعمل أيه.
رد عمار:هشيل مرات عمى،علشان أوديها للمستشفى،مش شيفاها مش قادره تقف على رجلها،وبتصوت من ضهرها كمان.
مسكت سهر يد عمار تكتم بسمتها قائله:إنت ناسى الأصابه الى فى دراعك،لسه الجرح بتاعها ملتئمش،وطنط تقيله،وممكن الجرح يفتح من تانى،وتبقى مشكله،أنا بقول أنا وخديجه وعليا نسندها لحد العربيه.
نظرت لها فريال المتألمه نظره،لو كانت تقدر على الوقوف على ساقيها،لكانت قذفتها من فوق سطح المنزل،وتألمت،بشده.
تحدثت خديجه أيضاً:كلام سهر صحيح،أنا وعليا،وسهر هنسندها،بس وسعوا أنتم من على السلم.
ردت سهر:بس أنا المفروض مشلش حاجه تقيله إفرضوا،أنى حامل مثلاً،أسقط مره تانيه،بسبب تُقل طنط فريال.
كتم عمار ضحكته بصعوبه،فعن أى حمل تتحدث،وهى بأيام عادتها الشهريه،يبدوا أن ل فريال مَعَزه خاصه لدى سهر
بينما فريال تتألم بشده،صرخت قائله:سيبونى عالسلم لحد ما أموت من وجع رجلى وضهرى وأنتم بتتشاوروا مين يسندنى.
تحدثت عليا التى تبكى قائله: بعيد الشر عنك يا ماما خلاص،يلا يا خديجه،إسنديها معايا من الناحيه التانيه،
أقتربت سهر،وقالت:خلونا نساعد طنط، ربنا يخفف وجعها
بالفعل ساندت،كل من سهر،وخديجه وعاليه،فريال،ووضوعها بالسياره،وغادر عمار،ومع والدهُ وعمه،وذهبا بها الى أحد المشافى الخاصه بالمنصوره.
بينما دخلت سهر،وخديخه،وعاليه التى قالت:هطلع أغير هدومى،وأتصل على عمار أعرف،راح بها أى مستشفى وأروح أطمن على ماما.
تبسمت لها حكمت قائله:ربنا يرآف بيها و يطمنا عليها،والله لو بصحتى كنت روحت معاكى،
ردت خديجه أيضًا:أنا بعد ما الولاد يرحوا للمدرسه هروح لها المستشفى.
تنحنحت سهر بخجل قائله:وأنا كمان،هفضل مع طنط حكمت،وعندى محاضره عالساعه عشره الصبح،هبقى أتصل على عمار أطمن عليها منه،وربنا يقومها بالسلامه.
ردت عاليه:شكراً ليكم،أنا هطلع اغير هدومى عن أذنكم،وأخلى السواق يوصلنى للمستشفى.
غادرت عاليه وتركتهم،لتأتى منى،وبيدها زجاجه بلاستيك قائله:ماما أنا لقيت الأزازه دى واقعه عالسلم يمكن هى الى وقعت طنط فريال.
أخذت خديجه الزجاجه،تنظر إليها،بأستغراب،لكن قالت:ومين الى رمى الأزازه دى عالسلم يمكن إنتى والا أخوكى،عالعموم،خدى،إرميها فى سلة الزباله،وإطلعى،نامى لك شويه لسه بدرى على ميعاد المدرسه أنا هاجى أصحيكى.
بينما قالت حكمت:الفجر خلاص قرب يآذن هدخل أتوضى ،وأدعى شويه ليها،على ما يأذن وأصلى ،وأنتى يا سهر،إطلعى شقتك أنا مش محتاجه ليكى،ربنا ينجحك.
تبسمت سهر قائله:شكراً يا طنط،عن أذنكم.
تركت سهر حكمت وخديجه معاً،تحدثت خديجه بسؤال:هى الحاجه فريال،كانت بتعمل أيه عالسلم فى وقت زى،ده،أكيد الى زحلقها،الميه الى عالسلم،نازله من عالسطح،يظهر حد ساب باب السلم مفتوح،وسرب ميه من الشتا،هروح أشوفه،كده وأقفله،وأنزل أتوضى،ونصلى سوا .
ردت حكمت قائله: خدى حذرك وانتى طالعه،لا الميه الى عالسلم،تزحلقك إنتى كمان،عيالك محتاجينك،مين يقدر لهم،ربنا يخليكي لهم.
تبسمت خديجه،وذهبت.
بينما بالمشفى
بعد وقت
بعد وقت،خرج أحد الأطباء،فى نفس الوقت كانت قد لحقت عاليه بهم للمشفى ،ذهبت الي الطبيب بلهفه تقول: خير،يا دكتور ماما مالها.
رد الطبيب: الأشعه الى أتعملت للمريضه بتوضح فى كسر فى تلات فقرات فى العمود الفقرى،كمان شرخ بسيط فى الحوض،وكمان كسر فى رجلها اليمين،ولازم تتجبس،
وبالنسبه لفقرات ضهرها هنعمل لها عمليه،وبعدها هيبقى فى فترة علاج طبيعى،بس بالنسبه للمشى طبعاً هيتأثر،خصوصاً،ورجلها متجبسه هستأذن دلوقتي علشان زمانهم جهزوها للعمليه.
أستأذن الطبيب وتركهم،راى مهدى،عاليه تبكى،توجه إليها وربت على كتفها،دخلت الى حضنهُ مباشرةً تبكى،فربت على ظهرها بحنان،بينما سليمان،لم يكن يشعر بشئ،كأنها بالنسبه له أحداً غير مهم.
........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرت خمس أيام
بالمنصوره
بعد أن أنهت سهر محاضرتها، دخلت متردده الى تلك العياده،الخاصه بأحدى طبيبات النساء،كانت تشعر كأنها تسرق،تنظر لوجوه النساء الجالسات بالعياده،تخشى أن تتعرف عليها إحداهن،
جلست تنتظر دورها،بأرتباك،وخشيه لا تعرف سببها.
حين نادت بأسمها المساعده الخاصه بالطبيبه،نهضت سريعاً،
وتوجهت لها.
نظرت لها المساعده بتفحص،فيبدوا عليها صغيره بالسن،تحيرت المساعده ان تسألها سبب وجودها هنا،بسبب القلق الواضح على وجهها منذ أن دخلت للعياده ،لكن قالت لنفسها،لا يعنيها
ألامر،قالت لسهر : إتفضلى إدخلى للدكتوره دورك يا مدام.
ردت سهر وهى تتوجه ناحية غرفة الطبيبه:شكراً.
دخلت سهر للغرفه وأغلقت خلفها الباب،ووقفت خلفه بعيد قليلاً عن الطبيبه.
إستغربت الطبيبه وقالت لها:واقفه عندك كده ليه،قربى لهنا.
قربت سهر منها.
تحدثت الطبيبه قائله:شكلك صغيره،قوليلى مشكلتك،زى مشكلة بعض البنات الى بتتأخر البريود عن ميعاد نزولها،وجايه تشوفى لها حل.
أماءت سهر راسها ب لا
سألت الطبيبه قائله:طب أيه مشكلتك؟
ردت سهر سريعاً:مش عاوزه أخلف،ثم إبتلعت ريقها الجاف قائله:قصدى مش عاوزه أخلف دلوقتي.
تعجبت الطبيبه قائله:إنتى متجوزه.
أماءت سهر راسها،بنعم
رسمت الطبيبه بسمة،راحه قائله:طب تعالى أقعدى،أول مره أشوف،واحده،مش عاوزه تخلف،قوليلى السبب،ولا تكونى مش متجوزه وبتكذبى عليا.
ردت سهر بفزع: لأ والله العظيم متجوزه،وكمان معايا قسيمة الجواز فى الشنطه،تحبى تشوفيها علشان تصدقى؟!
ردت الطبيبه:ياريت أشوف قسيمة الجواز.
أخرجت سهر تلك القسيمه من حقيبتها وأعطتها للطبيبه قرأتها،وأعادتها لها مبتسمه تقول:طيب طالما متجوزه،ليه مش عاوزه تخلفى،الأمومه حلم كل بنت!
ردت سهر: طبعاً،بس أنتى فهمتينى غلط،أنا مش عاوزه مخلفش خالص،أنا بس عاوزه آآجل الخلفه شويه،يعنى لمده،وبعدها أبقى أخلف.
تبسمت الطبيبه قائله:وقد أيه المده دى،شكلك لسه طالبه،إنتى بتدرسي،فى الجامعه.
ردت سهر:أيوا،أنا فى سنه تالته جامعه،ولسالى سنه كمان غير التيرم ده،وخايفه الدراسه تشغلنى عن مراعية الى هخلفه،أو العكس هو الى يأثر على دراستى،فقررت آآجل الخلفه شويه.
ردت الطبيبه:وجوزك موافق عالقرار ده؟
تلبكت سهر ثم قالت:آه طبعاً موافق.
ردت الطبيبه:طب هو مجاش معاكى ليه؟
ردت سهر:أصله بينكسف،وقالى روحى لوحدك،لأنه مش عاوز حد يعرف من العيله إننا مأجلين موضوع الخلفه ده،بيت عيله أرياف،بقى وحضرتك عارفه،بيبقوا مستنين أول بيبى بعد تسع شهور من يوم الفرح.
تبسمت الطبيبه قائله:هسألك سؤال وجاوبينى عليه؟
ردت سهر:أتفضلى.
سألت الطبيبه:أنت متجوزه،بقالك مده قد إيه؟
ردت سهر:قربت على شهرين كده.
سألت الطبيبه مره أخرى:وكنتى بتاخدى فيهم أى وسيلة منع حمل قبل كده.
ردت سهر:لأ مأخدتش أى وسيله قبل كده.
تعجبت الطبيبه قائله:مخدتيش أى وسيله،ومحملتيش قبل كده.
بلعت سهر حلقها قائله:لأ حملت حوالى تلات أسابيع قبل كده،وأجهضت.
سألت الطبيبه:وكان أيه سبب الأجهاض؟
ردت سهر:كنت وقعت من غير ما أخد بالى،ومكنتش أعرف أنى حامل،غير لما أجهضت.
قالت الطبيبه:وأيه سبب وقوعك.
ردت سهر:إتزحلقت وأنا ماشيه بدون قصد.
قالت الطبيبه:طب وبعد الأجهاض،كنتى إزاى مع جوزك ومحملتيش مره تانيه،وأنتى مش بتاخدى مانع حامل.
ردت سهر:
معرفش أكيد النصيب،ودلوقتي عاوزه آخد وسيله مضمونه لفتره بعدها أقدر أحمل تانى،وأخلف بعد ما أسيبها.
تبسمت الطبيبه قائله:أتفضلى ادخلى وراء الستاره دى وأطلعى عالشيزلونج،أكشف عليكى وأقررلك أى وسيله تنفعك.
أزاحت سهر الستاره وصعدت على فراش الطبيبه،وبدأت الطبيبه الكشف عليها،لاحظت الطبيبه خجلها،وربكتها أيضاً،ربما لانها لأول مره تخضع لكشف من هذا النوع.
أنتهت الطبيبه من الكشف على سهر قائله:تقدرى تعدلى هدومك،وتحصلينى عالمكتب.
عدلت سهر ملابسها،وذهبت الى المكتب،وجلست.
تحدثت الطبيبه قائله:واضح أن البريود،يا دوب لسه خلاصنه من عندك،وده كويس،جداً،بصى بقى
فى أكتر من وسيله،هرشحهم ليكى وانتى تختارى،طالما التأجيل لمده،وأعتقد انها مش هتكون طويله،فاللولب ده مستبعد تماماً،
فى حبوب،ودى بتتاخد يومياً
تسرعت سهر قائله:لأ بلاش الحبوب،ممكن أنساها،أنا عاوزه وسيله مضمونه،وتفضل لفتره.
تبسمت الطبيبه:تمام،يبقى الحقن،ودى نوعين،نوع بيفضل تلات شهور،ونوع،مدته شهر واحد.
ردت سهر:وأى نوع فيهم مضمون أكتر.
ردت الطبيبه:أنا كطبيبة أمراض نسا،وياما ورد عليا،أقدر أكدلك مفيش أى وسيله مضمونه ميه فى الميه،ستات كتير حملت وهى بتاخد وسيله منع،كل شئ قدر،بس حُقنة الشهر ممكن تناسب حالتك،بحيث لو قررتى أنتى وجوزك الخلفه فى أى وقت،تقدرى متاخدهاش،تانى،وربنا يكرمك،بالحمل بعدها.
ردت سهر:تمام خلاص أخد الحقنه كل شهر،ودى ليها مواعيد ثابته.
ردت الطبيبه:ايوا،بعد أنتهاء البريود مباشرةً.
ردت سهر:تمام،وأنا البريود إنتهت عندى من يومين،،وكمان إطهرت منها،وجوزى لسه مقربش منى ،ينفع آخد الحقنه دلوقتي.
تبسمت الطبيبه:أكيد،هستدعى المساعده،تجيبلك الحقنه،وهعطيهالك بنفسى،وتقدرى تجى للعياده كل شهر فى نفس المواعيد تاخدى الحقنه.
بعدما اعطت الطبيبه الحقنه لسهر،غادرت العياده،وهى تنظر حولها بترقب،الى أن إبتعدت عن مكان العياده،فشعرت براحه،وقررت العوده للمنزل.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل زايد
أقترب المساء
بغرفه مخصصه بالدور الأرضى
كانت تجلس بها فريال،منذ ان عادت من بالأمس من المشفى.
كانت تنام على مرتبه طبيه،كانت معها بالغرفه،كل من غدير،وأسماء أيضاً.
دخلت عليهن حكمت قائله:أزيك،النهارده،يا فريال،معليشى والله العلاج الى باخده،زى ما يكون منوم،باخده،ومبدراش بنفسي،بس سألت خديجه عنك الصبح،قالتلى نايمه،مرضتش أجى اصحيكى ربنا يتمم شفاكى،يارب.
ردت أسماء:ربنا يشفيكى أنتى كمان يا مرات عمى.
بينما ردت غدير:أمال فين سهر مش باينه من وقت ما جيت الصبح.
ردت خديجه التى دخلت:فى جامعتها هى كمان،ربنا ينجحها هى وعاليه،وكل الطلبه،وزمانها جايه.
همست غدير قائله:واضح أن سهر مدلعه هنا،بالقوى،حتى أنتى يا خديجه،بتقدمى ليها أعذار،واضح كده،أنها مش سهله،زى ما مياده قالت عليها قدامى،وقدرت تلعب بكل الى فى البيت هنا،آه،لو يعرفوا أنها كانت هربت علشان ممتجوزش من عمار،ونفسى أعرف رد فعل عمار نفسه،لما يعرف،بكده،بس الصبر.
على حديثهم معاً،دخلت سهر للغرفه،ألقت السلام،رد عليها الجميع عدا غدير،وفريال،التى إغمضت عيناه،بتمثيل الألم ،وهمست لنفسها،شكل العمل الى الوليه عملته طلع فشنك،واقفه قدامى،أنتى والمخسوفه خديجه أهو،لأ وهى الى بتقدملك أعذار،لأ وحكمت كمان بتبتسملك،مفيش إتأذى غيرى ظهرى ورجلى إنكسروا،وياعالم هقف تانى على رجلى ولا لأ،بس أقف على رجلى هروح للوليه دى،أشوف معاها حل نهائى يخفيكى أنتى والمخسوفه التانيه من وشى.
تحدثت سهر:إزيك،يا طنط فريال،عامله أيه النهارده،معليشى الصبح كان ورايا محاضره بدرى،مرصتش أجى أزعجك،قولت أما ارجع أبقى أطمن عليكي.
ردت أسماء ببسمه:الحمد لله،اتصلنا عالدكتور،وكتب لها مخدر،يسكن الألم،وعاليه ركبت لها كلونه،لما بتحس بوجع،أنا بعطيها المخدر،وأرتاحت عليه،وربنا ينجحك أنتى وعاليه،وكمان ولاد خديجه..
تبسمت لها سهر قائله:ربنا يتم شفاها على خير،هطلع أغير هدومى،وأنزل تانى أطمن عليها،ومره تانيه،ربنا يشفيكى،يا طنط.
بجميع لعنات فريال غادرت سهر الغرفه.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
بعد أنتهاء العشاء مع العائله،صعد الجميع لأماكنهم،عدا عمار ووالده،وعمه،ظلوا قليلاً يتحدثون حول أعمالهم،الى ان إنتهوا،
نهض عمار يقول:أنا هطلع لشقتى،يلا تصبحوا على خير.
تحدث عمه قائلاً:هتطلع أى شقه.
رد عمار دون إنتباه:أكيد شقتى،أنا وسهر مراتى.
رد سليمان:وكمان خديجه مراتك،ولا ناسى،وليها عليك حقوق،وشايفك من يوم ما إتجوزت سهر،وأنت معشش عندها وناسى خديجه،ولا علشان مش بتتكلم،هادم حقها،راعى ربنا هى كمان مراتك وليها حقوق عليك،ولا نسيت الشرع بيقول العدل بين الحريم،ولا تكون الصبيه سحرتلك بصباها،ومبقتش شايف غيرها،راعى العدل،علشان ربنا يكرمك بالذريه الصالحه.
رد عمار دون مجادله لعمه:حاضر،ياعمى هعدل،تصبح على خير.
غادر عمار وترك بالغرفه والده وعمه، الذى قال:وعى إبنك يا مهدى،أنا شايفه هادم حق خديجه،وهى بنت أصول ومش بتتكلم،خليه يعدل بين حريمه.
رد مهدى:خلاص بقى يا سليمان،يمكن فتره،على ما سهر تحمل وبعدها يبقى يعدل بينهم،متشغلش بالك بهم هما أحرار هما التلاته،الى يهمنى،سهر تحمل وتجيبلى الحفيد.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقه سهر
أوصدت صنبور المياه،ولفت حول جسدها منشفه قصيره قليلاً،لا تعرف سبب لشعور الخوف الذى يتملكها فى الأيام الاخيره،تشعر أن أحداً،معها بالشقه،كأنه يراقبها،دون أن تراه،تتخيل رؤيته أحياناً،على حوائط الشقه.
جائها هذا الشعور الآن،وهى بالحمام،فخافت وأرتجفت،وخرجت من الحمام،بتلك المنشفه فقط.
تفاجئت حين خرجت من الحمام،بوجود عمار،بغرفة النوم،إرتبكت وخجلت،لكن سألته:
عمار،أنت هنا فى الشقه من إمتى؟!
رد عمار،وهو ينظر لها:يادوب لسه طالع من تحت ودخلت الاوضه علطول،ليه بتسألى
ردت سهر،وهى تنظر حولها بالغرفه،قائله:لأ مفيش،بس بسأل.
تبسم عمار وهو يقترب من مكان وقوف،سهر،عيناه تنظر لها بإفتتان،وهى أمامه بتلك المنشفه الملفوفه حول جيدها،وشعرها الذى يُقطر ماءً حول عنقها،ومقدمة صدرها.
لاحظت سهر نظرات عمار،لها،شعرت بالخجل،وقالت: نسيت أخد معايا غيار،هاخد غيار وأدخل أكمل حمامى.
قبل أن تستدير
ضمها عمار بين يديه،هامساً:وحشتينى يا سهر الكام يوم الى فاتت مش خلاص المده خلصت.
صمت سهر،وهى تشعر بيديه تُمسك مقدمة المنشقه،فمسكت يدهُ،وقبل ان تتحدث،إنقض عمار على شفاها،بالقبولات الشغوفه المتشوقه،وسيطر على مشاعرها،تشاركه،وقت حميمي،بعد وقت،قبل عمار سهر،وإبتعد عنها نائماً بظهره على الفراش،سعيداً،سهر مع الوقت بدأت تتجاوب معه،فكر عقله،لما لا يعترف لها الآن عن حقيقة مشاعرهُ إتجاهها،وأنها،ليست معه من أجل أن تكون ماعون إنجابى كما تظن،بل هو يريدها أن تكمل معه الباقى من مشوار،حياته،ويروزقا،بأبناء تقوى علاقتهم معاً.
بينما سهر عقلها شارد بكذا إتجاه،شعورها بإحساس الذنب ،وهى تخفى عنه أنها،لاتريد الأنجاب منه،لا تريد ان تكون له ماعون،تحمل بأحشائها جنيناً منه،تنتهى مهمتها بمجرد أن يولد هذا الجنين،ويعود مره أخرى،لأحضان خديجه.
وهناك سبب آخر هو تلك التخيلات التى أصبحت تراها،هناك ما يرافقها بالشقه،،
أغمضت عيناها بقوه تعتصرها،
فى،تلك اللحظه،نظر لها عمار وكان سيخبرها،لكن،رائها تعتصر عيناها،ظن منه،أن ما شعر به معها من تجاوب منذ قليل،لم يكن سوى،إمتثال منها لحدوث ذالك الأمر بينهما،فأغمض عيناه هو الأخر،ينظر لها بصمت.
بينما حين إعتصرت سهر عيناها،رافقاها الخيال مره أخرى،ففتحت عيناها،وبتلقائيه،تشبثت بعمار،قائله:عمار،فى واحد ماشى الحيطه.
نهض عمار جالساً يقول بتعجب:بتقولى أيه،أيه الجنان ده.
دون شعور من سهر نزلت دموعها قائله:صدقنى يا عمار،فى واحد ماشى عالحيطه،ومش أول مره أشوفه،ده بقاله كام يوم،وانا كنت خايفه أقولك،لا متصدقنيش،وتقول إتجننت.
تبسم عمار،وهو سعيد،بألتصاقها به،وقال بمرح : والواحد ده أحلى منى؟
ردت سهر وهى تبتعد عنه بتذمر قائله:أنا بتكلم جد،وأنت بتهزر،عالعموم براحتك،تصبح على خير،بس بلاش تطفى نور الأوضه،لو سمحت.
تبسم عمار على تذمرها وذمها لشفتيها مثل الأطفال،وجفف دموعها بيديه،وجذبها لحضنه،يربت على ظهرها العاري أسفل يدهُ،
شعر برجفتها بين يديه،فضمها أكثر له وقبل جانب عنقها قائلاً:متخافيش يا سهر،يمكن دى تهيؤات مش أكتر،أنا جنبك.
شعرت سهر بالأمان،ولفت يديها حول ظهر عمار،
شعر عمار،بيديها المرتعشه والبارده على ظهره،فضمها بقوه لجسده،ونام على الفراش،يحتويها،بين يديه،،لتنام،بين يديه،بعد جولة عشق بينهم، بعد أن شعرت،بالدفء،والامان بين يدي،عمار.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما بشقة خديجه
صحوت خديجه بفزع،حين سمعت صرخه صغيره،أعقبها بُكاء
توجهت بتلقائيه لغرفة منى،وأشعلت ضوء الغرفه
رأت منى تجلس على الفراش تضم ساقيها،ورأسها بالمنتصف بيهم،وتبكى برعشه
أقتربت وصعدت جوارها،للفراش تضمها بين يديها بحنان،وتقرأ بعض أيات القرآن،قالت منى برعشه ورعب:
ماما فى حرامى فى البلكونه،أنا شوفت خياله،هو عاوز يدخل،بس مش عارف،ماما متسبينيش أنا خايفه،خلينا ننزل لتحت للحرامى ده يأذينا،أنا بقالى أكتر من ليله بشوفه،يجى وبعدها يمشى ،وبخاف أقولك.
تعجبت خديجه وهى تنظر بأتجاه الشرفه قائله: بلكونتك جنب بلكونتى،أكيد بيتهيألك،حرامى أيه الى هيدخل منها ناسيه فى حارس بره عالباب غير فى كاميرات على باب البيت،وفى المدخل كمان يعنى محدش
يعرف يطلع للبلكونه،تلاقى كابوس،أبقى أقرى قرآن قبل ما تنامى،ونامى متوضيه.
بكت منى بحضن خديجه وتشبثت بها قائله:نامى معايا يا ماما أنا خايفه.
أعتدلت خديجه نائمه على الفراش،وأخذت منى بين يديها قائله:نامى،يا روحى متخافيش أنا هنام معاكى علشان تطمنى.
.........ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور أكثر من ليله
ليلاً
ًصحوت،سهر،بصرخه خافته،فزعه، أقتربت من عمار تضم جسدها إليه، قائله: عمار أصحى.
تحدث عمار قائلاً: نامى، يا سهر الله يرضى عليكى.
كلبشت سهر بجسد عمار، قائله، بخوف:
عمار، أصحى.
نهض عمار، قائلاً: صحيت فى أيه بقى الليله دى.
لم ترد سهر ومازالت تكلبش، فى جسد عمار
تبسم عمار، وشعر، بفرحه، وهى تضم نفسها، تتمسك، به، فقال: خير، بقى، فى أيه الليله دى كمان، شوفتى أيه ماشى عالحيط!
ردت سهر: ليه مش عاوز تصدقنى، أنا شوفت فعلاً، واحد ماشى عالحيطه، بس الليله، شوفت حاجه تانيه.
تعجب عمار، يقول بسخريه: وأيه بقى الى شوفتيه الليله، يا ترى!
ردت سهر: أنا شوفت واحد ماشى على سقف الأوضه، وكمان وقع عالسرير، وأنا حسيت بوقوعه، صدقنى.
نظر عمار بذهول وأنار، ضوء الغرفة قائلاً:
لأ ده بقى، خارج التوقعات، السرير، قدامك أهو، مفيش غيرنا، إحنا الأتنين عليه، راح فين بقى الى وقع من السقف،والأوضه قدامك أهى،لحق،يطلع منها.
نظرت سهر للفراش، بأستغراب، هى شعرت بسقوط أحد على الفراش، عقلها يكاد يذهب.
لكن تحدث عمار بخبث، وهو يرى تمسكها، به، بشده، فضمها، بقوه لجسده، وقرب من وجهها، لثم شفاها بقبولات، ناعمه، يحاول، صرف عقلها عن ما تقوله له منذ أيام عن رؤيتها، لأحد يسير على حوائط الغرفه.
لكن كان هناك صراخ، عالى، قطع اللحظه
نهض عمار،يخرج من الشقه، يتجه الى مكان الصراخ.
فتح له أحمد الباب
دخل مباشرةً، الى غرفة منى، وجدها، بين يدى خديجه، ترتعش.
فقال بذهول: فيه أيه، منى بتصرخ ليه؟
رد أحمد: دى مش اول مره، دى بقالها كذا ليله، تصحى مفزوعه، وماما تروح تنام معاها، بس معرفش ايه الى خلاها تصرخ قوى كده، الليله
ردت منى وهى ترتعش: أنا شوفت واحد فتح باب البلكونه، ودخل، وكان واقف جنب السرير.
قال عمار، بذهول: نعم، أنتى كمان، هو البيت سكنه العفاريت ولا أيه!
أتت سهر بعد أن أرتدت إيسدال على منامتها،كما صعد أيضاً،مهدى،وسليمان،وفتحوا باب شقة خديجه،ودخلوا،يسألوا عن سبب صريخ منى،بهذا الشكل.
سردت لهم خديجه،أن منى ترى أحداً،يقف خلف شُرفة غرفتها كل ليله،وتهلوس،بمنامها،وتصحو فزعه تبكى،
ذُهل عمار،فتقريباً سهر نفس الشئ تتخيل أحداً،يسير على حوائط الغرفه،وهذه الليله قالت انها شعرت بسقوطه على الفراش،ماذا يربط خيال سهر ومنى معاً
لاحظ مهدى وسليمان،صمت عمار،وذهوله.
ليقول مهدى:
فى أيه يا عمار
تحدث عمار،وهو ينظر لسهر:سهر كمان بقالها كذا يوم بتشوف خيال عالحيطه،مش عارف أيه الرابط بينهم
تحدثت خديجه:أنا لما حكيت لماما على صُحيان منى وبكاها بالشكل ده قالتلى،على شيخ،بيقرى قرآن وقالتلى خدى منى ورحى له،بس أنا قولت دى كوابيس،وهتروح لحالها،بس إنت كمان،بتقول سهر نفس الشئ.
رد مهدى يقول:قصدك يكون حد عمل لهم حاجه! بس مين،دى أول مره تحصل،الحكايه دى فى البيت ده.
رد سليمان وهو ينظر،بإتجاه سهر:الخير على قدوم الواردين،ياما قولت لك أعدل بين نسوانك،بس يظهر فى واحده منهم،شاغلاك،ومنسياك التانيه،وأخرها سحر كمان.
ردت سهر بتسرع:قصدك،يا عمى،يعنى انا بسحر للى فى البيت،طب أنا كمان هسحر لنفسى،واشوف خيال واحد ماشى عالحيطه،ولا أكون بمثل علشان، محدش يشك فيا.
ردت حكمت التى دخلت تلهث قائله:
عمك مش قصدهُ يا سهر وهو بس مضايق من صويت منى،وخايف عليها،وزى خديجه ما قالت كده نجيب الشيخ ده يقرى قرآن فى البيت،يمكن دى تهيؤات،وتروح.
ردت سهر بغضب :تمام براحتكم،أعملوا الى أنتم عاوزينه عن إذنكم،هروح شقتى،تصبحوا على خير.
غادرت سهر الشقه،بغضب شديد
نظر عمار لعمه قائلاً: سهر بريئه من تفكيرك ده،ماهو مش معقول،هضر نفسها كمان،سهر فعلاً بقالها كام يوم بتقولى أنها بتشوف خيالات،وبتصحى مرعوبه وبترتعش كمان،
وأنتى يا خديجه،هاتيلى رقم الشيخ الى أم يوسف قالتلك عليه،أنا هبعت اجيبه بكره،يقرى قرآن فى البيت كله.
ويلا أعتقد كده خلاص لقينا بداية حل للحكايه دى، أنا رايح شقتى،وأنتى يا خديجه،سيبى النور منور،وشغلى قرآن فى الأوضه.
رد سليمان قائلاً:ودى شقتك كمان ولا ناسى يا عمار.
رد عمار:لأ إنت الى ناسى يا عمى،دى شقة عمى محمود الله يرحمه،ومن بعده شقة خديجه وولادها،تصبح على خير.
غادر عمار الشقه بغضب
بينما قال سليمان:شايف طريقة إبنك،واضح أن البت دى قدرت تلعب عليه.
ردت حكمت:سهر بريئه،يا سليمان،اللعبه دى أتعملت زمان،من قبل سهر ما تجى هنا،وكانت بين أسماء وخديجه،بيشوفوا تهيؤات سوا،ووقتها الشيخ قال ده عمل معمول لعروسه جديده ،وأسماء خطت عليه بالغلط،
نفس الى بيحصل مع سهر،ومنى.
تعصب سليمان يقول:قصدك أيه يا حكمت.
ردت حكمت:مش قصدى حاجه،ياسليمان،بس أنا بوضح شئ سهر بريئه منه،وحرام نتهمها بيه بدون دليل،تصبح على خير،أنا هنام مع خديجه وعيالها مش هقدر انزل السلم مره تانيه،تصبح على خير يا مهدى.
شد مهدى سليمان قائلاً:خلينا ننزل،ونسيبهم يرتاحوا،وبلاش عصبيتك،الزايده دى،والشيخ عمار هيجيبه بكره،ويكشف لنا الى حصل ده،ويمكن يعرف سببه.
غادر سليمان مع مهدى،تاركاً حكمت،وخديجه التى نظرت لحكمت نظرات فهمت مغزاها.
........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما
عاد عمار لشقته،ودخل مباشرة لغرفة النوم،وجد نورها مُضئ وسهر تجلس على الفراش تبكى،
أقترب منها،وحضنها من الخلف مازحاً:
أيه العفريت الى ساكن فى الشقه ده نكدى، ولا أيه.
ردت سهر قائله: بتهزر ما يحوقلك، أنا انتهمت من عمك، أنا أساساً بصلى فرض بفرضه، وكمان حافظه أجزاء من القرآن، وعارفه جزاء الى بيأذى الناس بأى طريقه، وعمرى ما أذيت حد فى حياتى، بالعكس أنا الى تأذيت من أول ما ليله، دخلت فيها للبيت ده.
شعر عمار بغصه من قول سهر، ضمها بقوه لجسدهُ يقول: سهر مالوش لازمه طريقتك دى، خلاص، عمى مكنش يقصد.
إستدارت سهر لوجه عمار قائله: ولا يقصد متفرقش كتير، مجتش عليه هو كمان يظن السوء بيا.
نظر عمار لوجه سهر وعيناها وأنفها الأحمران: بآلم وكاد أن يعترف لها، بمكنون قلبه، لكن جمله قالتها، لجمت لسانه حين قالت:
أنا عارفه مكانتى هنا فى البيت ده أيه بالظبط مش أكتر من ماعون،يجيبلك،أولاد وبس.
العشرون.
ــــــــــــــــ
بعد مرور عشرون يوماً
بدأ الربيع يُرسل نسماته
بجامعه سهر
خرجت سهر بصحبة صفيه من مُدرج المحاضرات،تسيران وهن تتوجهان للخروج من مبنى الجامعه،تحدثت صفيه قائله:
يا باى أخيراً خلصنا محاضرات النهارده،أنا دماغى بتوش،إمتى التيرم ده كمان يخلص بقى،التيرم ده المواد عندنا أكتر من مواد التيرم الأول بمادتين،أنا خلاص،زهقت من المحاضرات أيه رأيك بيقولوا فى رحله فى الجامعه،لأسكندريه،قريب،أيه رأيك نروح،هى يوم صد رد،أهو نفصل شويه.
ردت سهر:لأ ماليش مزاج.
نظرت صفيه لسهر قائله:طبعاً مااللى تفضل يقرب على شهر فى البحر الأحمر والمناظر الطبيعيه إلى هناك،إسكندريه مش هتعجبها،إسكندريه دى خلاص بقت للناس الغلابه،بقولك أنا جعانه تعالى نروح المطعم الى على اول شارع الجامعه،هنشوف أى حاجه ناكلها تصبيره على ما أروح.
ضحكت سهر قائله:طب بدال،ما تاخدى تصبيره،روحى كلى فى بيتكم،وأنا كمان لازم قبل أروح أفوت على تيتا آمنه من زمان مشوفتهاش.
ردت صفيه بتعجب: تفوتى على تيتا آمنه هى مش عايشه معاكم فى نفس الشقه،ولا أيه.
إرتبكت سهر قائله:أيوا طبعاً،أنا كان قصدى على تيتا،يسريه بس لسانى غلط،يلا أشوفك بعد الأجازه القصيره الايام الجايه،أهو هترتاحى لكِ كم يوم هدنه،يلا أنا بقى سلام.
تركت سهر صفيه،وسارت وحدها،
لتفاجئ بمن أمسك ذراعها،وجدبها،تسير معه
الى أن وقف جوار حائط يقول:
بتتهربى منى ليه،يا سهر ؟
إنخضت سهر،لكن سرعان ما تمالكت نفسها،ونفضت،يدهُ سريعاً عنها تقول بغضب ساحق:
إنت إزاى،تتجرأ وتمسك إيدى بالشكل ده،وبينى وبينك أيه علشان إتهرب منك.
إعتذر حازم قائلاً: آسف يا سهر،مكنتش أقصد أخضك،بس من يوم ما رجعتى من الاجازه للجامعه،حاسس إنك بتقصدى،تتجنبينى،ومش زى عادتك قبل كده،يمكن أكون غلطت فى حاجه بدون ما أقصد هى اللى خليتك تتجنبينى بالشكل ده.
ردت سهر:غلطان ولأ مغلطش فى حاجه تخلينى أتجنبك،وأنا مش بتجنبك أصلاً
ممكن يكون ده شعور زايد منك،وأنا لازم أمشى،وقفتنا فى الشارع كده مش لطيفه،عن إذنك.
تركت سهر حازم،وغادرت،ينظر لخُطاها،لديه شعور مؤكد هنالك شئ تُخفيه سهر،وقيامها كلما،رأته،إما أن تتجنب الحديث معه،أو تتهرب منه،دخل لقلبه خوف أن يكون سبب غيابها،الفتره الماضيه وبقائها بالبحر الاحمر لتلك المده الطويله تكون وقعت بحب أحدهم،، لكن نفض قلبه هذا قائلاً: لا ليس هذا السبب،لن أقدر أن أراها تبادل غيرى مشاعر أتمناها معها.
بينما سهر
ركبت أحدى وسائل المواصلات
جلست جوار،الشباك،رغم ان الطقس ربيعى،لكن شعرت بحراره زائده بجسدها،فتحت الشباك المجاور لها إندفع بعض الهواء البارد قليلاً،أنعش جسدها،لكن سرعان ما تذمر من يجلس جوارها،طالباً منها إغلاق الشباك،بسبب إندفاع برودة الهواء
أغلقت سهر الشباك،ونظرت الى الأسفلت أسفل عجلات السياره،شردت،فى مسك حازم لها قبل قليل،لما لم تقول له أنها تزوجت،بأخر،وتنهى أمله أن تبادله مشاعره،وأنها لم. تَكِن له مشاعر أصلا،ذات يوم،مجرد صديق لاأكثر ،لما لم تخبر صفيه أنها تزوجت، جاوب عقلها
بماذا تخبريهم،أنكِ،تزوجتى من رجل ثرى،بينك وبينه عُمر من السنوات ،تشاركك فيه إمرأه أخرى،وأنكِ،لست سوى ماعون إنجابى له،حين واجهتيه بحقيقتك بحياته،صمت ولم يتفوه بكلمه حتى لو كاذبه، وقال أن لها جزء خاص بقلبه،حتى لو ضئيل،لو قالها بالكذب،ربما كانت صدقتهُ ،ماذا تقولين؟!،لو قولتى لهم الحقيقه أنكِ أُجبرتى على تلك الزيجه،هل سيصدقون؟، عمار لم يصدقكِ،وقال أنك تهوين الدلال و التلاعب بمشاعر الآخرين،
أغمضت سهر عيناها،تشعر بحرقه بقلبها،ليتها تقدر أن تطفئ نارها وترتاح،من ذالك الآلم بقلبها،وعقلها الذى بدأ يفور من كثرة التفكير،فيما حدث لحياتها التى إنقلبت فجأه.
ـــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل
وصلت سهر لأمام منزل والدايها.
فتحت بوابة المنزل ودخلت،وقف أمام باب شقة والدايها،
للحظه عادت للخلف،لما هذا الأحاسيس تتضارب بداخلها
الشوق والنفور،هى خرجت من هذا المنزل عروس تُزف بالغصب،رغم انها ليست المره، التى تدخل لمنزل والدايها بعد زفافها المره السابقه كان يرافقها عمار مثلت أمامه الهدوء وتعجبت من معاملته مع ببساطه مع والدايها،وجدتها،حتى مع علاء،كذالك طريقة علاء فى معاملته،بود ولطف وكذالك معاملة عمار له يبدوا أن عمار لا يُظهر جانبه السئ سوى لها فقط،
قرر عقلها،ألا تدخل الى شقة والدايها ،وبالفعل،عادت بوجهها ناحية بوابة المنزل،لكن تصادف ذالك مع دخول ميادة من بوابة المنزل.
نظرت لها مياده بغِل حاولت إخفائه،تتفحص ملابس سهر الراقيه الغالية الثمن،بغيره،كانت هى أحق بذالك منها.
تحدثت مياده بنزك قائله:سهر مشوفتكيش،من يوم ما أتجوزتى عمار تقريباً
أزيك،دى أول مره تجى لهنا،بعد ما أتجوزتى.
ردت سهر:لأ جيت مره مع عمار قبل كده،بس الحمدلله متقبلناش معاكى،وأنتى جايه من منين دلوقتي.
تضايقت مياده من ذكر سهر لعمار،وردت قائله:كنت فى درس خصوصى،بس أيه أنتى جايه من الجامعه على هنا.
ردت:أيوه،مش شايفه الكتب على إيدى.
وقع نظر مياده على أصابع يد سهر اليسرى لاحظت خلو يدها من خاتم الزواج فقالت بأستفسار:مش لابسه ليه دبلة جوازك.
ردت سهر: أكيد إنتى عارفه أنه بيجيلى حساسيه من الدهب،خلصتى أسئلتك،وإستفسارك عن إذن هدخل علشان الحق أقعد شويه مع تيتا قبل عمار،ما يجى ياخدنى.
قالت سهر هذا وفتحت حقيبة يدها وأخرجت مفاتيح شقة والدايها ووضعتها بكالون الباب،وفتحته،ودخلت وأغلقت الباب بوجه مياده دون إستئذان،
مما جعل مياده تغتاظ بشده.
بينما سهر دخلت الى شقة والدايها وقفت خلف الباب،تأخذ نفسها كأنها كانت تركض، الى أن
شعرت بالهدوء،
لكن خروج نوال على صوت إغلاق سهر للباب،جعلها ترتبك.
إقتربت نوال بتلقائيه مبتسمه تقول: سهر،روحى.
حضنت نوال سهر بين يديها،وقبلت وجنتيها.
للحظه لفت سهر يديها حول ظهر نوال،أرادت أن تشكى لها وجع قلبها وتشتُت عقلها علها تجد لها دواء يُشفيها،ويُهدأ من نفسيتها ،لكن بعدت يديها،قائله:
أنا جايه أشوف تيتا وأطمن عليها.
شعرت نوال بغصه بقلبها،وقالت بعتاب:وأنا وبابا مش عاوزه تطمنى علينا.
نظرت سهر ونوال لأعين بعضهن،لثوانى،قالت سهر:جايه أطمن عليكم كلكم.
تبسمت نوال:أنت جايه من الجامعه على هنا.
أماءت سهر رأسها بنعم
قالت نوال:أجيبلك تتغدى أكيد مأكلتيش عارفه عادتك مش بتحبى أكل بره،وأكيد على فطورك من الصبح،ده إن كنتى فطرتى أصلاً،ومكسلتيش زى عوايدك.
قالت سهر بكذب:لأ فطرت قبل ما أروح الجامعه،ومش جعانه.
ردت نوال:حتى لو مش جعانه هتاكلى معايا،أنا كمان متغديتش،باباكى مجاش عالغدا،ولا علاء،وتيتا اتغدت وخدت دواها قبل ما أجى أنا من المدرسه،فملقيتش حد آكل معاه مأكلتش،بس طالما جيتى نتغدى،سوا نفتح نفس بعض،ونتكلم شويه.
صمتت سهر.
تبسمت نوال قائله:على ما تدخلى تشوفى جدتك أكون حضرت الغدا فى المطبخ،ناكل سوا،يلا إدخلى لها،وتعاليلى المطبخ بسرعه ومتخافيش مش هخليكى تغسلى الأطباق.
تبسمت سهر،وتوجهت لغرفة جدتها
وجدتها تجلس على الفراش تُقرأ بعض الأذكار وتسبح على مسبحتها ،ألقت عليها السلام
تبسمت آمنه،وهى تفتح ذراعيها قائله:
حبيبة قلبى
ذهبت سهر إليها،وأرتمت بحضنها،ربتت آمنه على ظهرها بحنان قائله:قلبى كان حاسس إنك هتيجى النهارده،حتى إسألى نوال قولتلها،تعملى غدا حلو لسهر،بالأكلات الى بتحبها،وأهو قلبى مكدبش عليا،بس إتأخرتى شويه.
تبسمت سهر قائله:كان عندى أكتر من محاضره خلصتهم وجيت على هنا.
تبسمت آمنه قائله:ربنا ينجحك،ويوفقك،ويسعد قلبك،على قد نيتك الصافيه،هتفضلى هنا للعشا و عمار هيجى ياخدك.
ردت سهر:لأ عمار ميعرفش أنى هاجى لهنا،خرج الصبح بدرى،ونسيت أقوله،هعقد شويه وابقى أروح بعدها.
شعرت آمنه بنبرة حزن بصوت سهر،وكذالك ملامح وجهها،تبدلت حين ذكرت إسم عمار.
قالت آمنه تعرفى عمار بيفكرنى بمين؟
سألت سهر:بمين.
ردت آمنه،بجدك الله يرحمه،وأنتى كمان بتفكرينى بنفسى،فى بداية جوازى منه،
أنا مكونتش عاوزه أتجوزه.
تعجبت سهر قائله:أيه،بس الى بابا وعمى بيحكوا عليه عكس كده،وأنك كنتى بتحبيه قوى،حتى بتحبى المخفى وائل علشان هو أقرب واحد للشبه له.
تبسمت آمنه قائله:فعلاً الحاجه الوحيده الى بحب وائل علشانها إنه شبه جدك الله يرحمه،غير كده،لا ينطاق لا هو ولا هيام،يلا ربنا يسهلهم،أهى غدير من نفس فصيلتها،على نيتكم ترزقون،المهم عندى أنتى حبيبة قلبى،بصى،يا روحى،طبعاً عارفه إن جدك كان كبير عنى بأكتر من خمستاشر سنه،وأنا كنت صغيره كده،وحلوه،ووحيده،على تلات صبيان ومدلعه،مكنش بيعحبنى حد،لحد ما بقى عندى واحدعشرين سنه وقتها،وبقيت عانس.
ضحكت سهر قائله: واحدعشرين سنه وبقيتى عانس،ده دلوقتى تبقى لسه صغيره.
ردت آمنه:المثل بيقول كل وقت وله أدان،خلينى أكملك حكايتى،طبعاً،أمى بقى،ربطت دماغها،وبقت فى الطالعه والداخله تقولى،قعدتى تتكبرى عالعرسان أهو سوقك وقف،البنت بيبقى لها زهوه،فى فتره متبقاش ملاحقه عرسان كتير،وبعد كده،زى ما يكون بيتبخروا،المهم بقى فضلت مده محدش بيتقدملى، فواحده، صاحبة أمى قالت لها عندى عريس أرمل لبنتك،هو معندوش ولاد،أتجوز من عشر سنين،وربنا مرزقوش بالذريه،وبيقولوا العيب كان من مراته،
طبعاً أمى قالت لها بنتى تتجوز واحد أرمل
ردت صاحبتها عليها،بنتك لو ملكة جمال مش هينفعها،سنها بيكبر،وماله الارمل،عنده بيت ملك،وكمان وظيفه حكوميه،ومش هيبقى على إيدها حما تقرف فيها.
طبعاً أقنعت أمى،ووافقت،أنا كنت رافضه،فى البدايه،بس لما شاورت عقلى قولت هى قالت إن العيب فى الخلفه كان من مراته،وهو صبر عليها عشر سنين،ويمكن لو مكنتش ماتت كان هيفضل صابر العمر كله،طب ما أشوف شكله أيه ده مش خسرانه حاجه،المهم حددوا ميعاد علشان يجوا يطلبونى،مكناش زى دلوقتي،البنت والشاب يشوفوا بعض،ويتكلموا كمان،لأ أمى قالتلى،تدخلى القهوه،وفى لمح البصر تطلعى من الاوضه،عملت كده،بالظبط،بس تقلت رجلى فى المشى،وأنا داخله بالقهوه،وقعت عينى على شاب،الى يشوفه ميدلوش أكتر من عشرين سنه،ولابس عالموضه،ومسرح شعرهُ،على جنب زى محمود ياسين كده،هو كمان بصلى وإبتسم،حسيت أنى عاوزه أقعد وأتكلم معاه لوحدنا،بس طبعاً ده ممنوع،المهم،بقى حددوا ميعاد لكتب الكتاب،والجواز مع بعض،وكان فى خلال شهرين دخلت للبيت ده،بس كان مبنى دور واحد،وبتصميم قديم،قبل ما باباكى وعمك،ما يهدوه،ويبنوه بأساسات تانيه من جديد
المهم أتجوزته،فى ليلة الدخله قولت له متقربش منى ولا تلمسنى،أنا مكنتش موافقه عليك،قام قالى ليه يا بنت الحلال،قولت له أنت أكبر منى بكتير،وكنت متجوز قبلى.
ضحك وقالى لو بتفكرى صح هتعرفى أن دى نقط لصالحك مش ضدك،قولت له إزاى
قالى،السن هتفضلى طول عمرك صغيره فى نظرى مبتكبريش،هبقى عديت الستين،وأنتى لسه فى أواخر الاربعين،هتقوليلى،يا راجل يا عجوز،وأنتى لسه صبيه،أما حكاية أنى كنت متجوز دى،هبقى عندى خبره،سابقه،فى الجواز،وعارف،النكد والفرفشه،فمش هاخد وقت معاكى وهتعود عالنكد،ضحكت على كلامه،ومن الليله دى،بدأ يغزى قلبى،وعشنا فى هنا،وخلفت منه باباكى،وعمك،بس الفراق،أمر ربنا،وعشت من بعده فى ستر ربنا الأول،وستره الى سابه ليا،ساب ليا حيطان بيت تسترنى من عيون الناس،ومعاش،محوجنيش لحد،حتى ولادى،ربنا يرحمه.
تبسمت سهر لجدتها قائله:أول مره أعرف الحكايه دى،بس حكايتك مع جدو دى حلوه قوى،وجدو كمان واضح أنه كان طيب قوى.
تبسمت آمنه قائله:مفيش راجل طيب،فى ست بتقدر تشكل مع الراجل حياه طيبه وهاديه،كان ممكن هو يبقى طيب وأنا شعنونه،وانكد عليه،أو انا طيبه هو قاسى،أحنا الاتنين قابلنا بعض،بالموده،فربنا،رزقنا بالحب فى قلبنا،ودى نصيحتى ليكى،يا سهر،عمار،مش قاسى،بس قوى فى فرق بين القسوه والقوه،بينهم شعره،الى بيحب بيعرف يحافظ عالشعره دى ،ومتأكده،إن عمار بيحبك،إفتحى قلبك له،وهتلاقى الرد على حيرتك.
نظرت سهر لها بتعجب فكيف عرفت بحيرتها كانت ستكمل معها الحديث،لكن دخلت نوال عليهن قائله:يلا يا سهر أنا حضرت الغدا،ثم نظرت لآمنه قائله:وأنتى يا ماما أعملك كوباية نعناع دافى.
ردت آمنه:لأ أنا هقرى شوية قرآن،صحه وهنا على قلبكم.
نهضت سهر،وخرجت خلف والداتها،ودخلن الى المطبخ.
تبسمت سهر حين رأت أطباق الطعام مرصوصه على الطاوله،تذكرت وقت أن كانت تفعل ذالك وتأكل ثم تترك بقايا الطعام والأطباق على الطاوله،دون ضبها بأماكنها،وكانت تتضايق منها نوال،كثيراً بسبب ذالك.
ربتت نوال على ظهر سهر قائله:يلا أقعدى ناكل وندردش سوا
جلست سهر على مقعد قريب من نوال،
لم تمد يديها للطعام،لاحظت نوال ذالك،فقربت الطعام منها قائله:مش بتاكلى،ليه،ده أنواع الأكل الى بتحبيها،جدتك كان قلبها حاسس،أنك هتيجى،ومن وقت ما رجعت من المدرسه قالتلى أعملك الأكل الى بتحبيه،وهقولك على سر،أنا كمان قلبى كان حاسس،أنك هتجى،وأحساسى صدق،يلا مدى أيدك وكُلى.
نظرت سهر لنوال قائله:وأنتى كمان قلبك حس بيا.
ردت نوال وهى تنظر لعيني سهر:قلبى طول الوقت حاسس بيكى،يا سهر،إنت بنتى الصغيره،والوحيده،ومش أول مره أحس بيكى.
نظرت سهر لنوال،بصمت،بينما كانت تود أن تقول لها لو حقاً تشعرين بى لما كنتى أجبرتينى على الزواج من عمار.
كذالك نوال نظرت لعين سهر قائله لنفسها:غلطت،فى لحظة غضب أتحكمت فيا،خوفى عليكى طلع بشكل عكسى،كنت مفكره إنى بكده بعيد تربيتك،وأعرفك معنى المسئولية.
عقل سهر يرد: تعيدى تربيتى، بأنك تعرفنى معنى المسئوليّة، بجوازى من عمار،على ضره.
قطع حديث العيون دخول منير قال بتفاجئ:سهر حبيبتى هنا.
قال هذا وإنحنى يقبل رأسها،يضع يديه على كتفيها،ثم نظر للطعام أمامهن قائلاً بمرح: أيه الطبيخ ده كله من زمان نوال مطبختش كل ده،أكيد طابخه كل ده علشان سهر،جلس منير على مقعد جوار سهر يكمل حديثهُ:
قولى لمامتك يا سهر تاخد بالها منى أنا وعلاء شويه،دى من فتره معيشانا عالنواشف،وكل ما نطلب منها أكله تقول ماليش مزاج أطبخ،بس النهادره مزاجها،عالى وطبخت لينا أكيد أنتى السبب،إبقى تعالى كل يوم.
تبسمت سهر تقول:صحه وهنا يا بابا.
ربت منير على كتف سهر قائلاً:طب يلا كُلى قبل الأكل ما يبرد،وكويس أنا كمان جعان،خلينا ننسف الأكل ده،والواد علاء مش بتفرق معاه متعود على أكل العيانين فى المستشفيات.
تبسمت سهر،تشعر براحه منذ مده لم تشعر بها،وذالك النقار الذى كان دائما يدور بين والداها والداتها والتى كانت ما تشارك والداها فيه،لكن اليوم تبتسم فقط،تشعر ما هى الأ دقائق من الوقت وستعود لمنزل عمار،وتشعر بفقد تلك الأوقات،وها هو إنقضى وقت الطعام بالفعل،نهض والدها يقول:
من فضلك،يا نوال،أعملى كوباية شاى بعد الغدوه الحلوه دى،على ما أروح أغير هدومى دى،حاسس أنها ضاقت عليا من كتر الأكل.
تبسمت سهر قائله:ألف هنا يا بابا.
قبل منير،رأس سهر،قائلاً بحنان:ربنا يهنيكى،يا روح بابا،أبقى تعالى كل يوم علشان مامتك ترضى عننا وتطبخ لينا.
تبسمت سهر له،وهو يغادر
نهضت هى الأخرى تحمل بعض الأطباق،تعجبت نوال قائله:سيبهم مكانهم يا سهر أنا هبقى ألمهم بعدين،أقعدى عاوزه أتكلم معاكى شويه.
جلست سهر.
تحدثت نوال قائله:قوليلى أخبار،دراستك أيه؟
ردت سهر،مفيش حضرتك عارفه أنى الحمدلله نجحت التيرم الاولانى،والتيرم التانى أهو قربنا على نصه،بحاول أحضر معظم المحاضرات،والى المحاضرات الى بتفوتنى باخدها من صفيه.
تبسمت نوال قائله:ربنا ينجحك،طب وأحوالك فى بيت زايد،لسه فريال بتعامله بسوء.
ردت سهر:وأيه الى هيغيرها من ناحيتى،بس بقيت بفوت لها،بس بنتها عامله ايه مع مرات عمى.
ردت نوال:رغم إننا فى بيت واحد بس أنتى عارفه إن علاقتنا محدوده،بس سمعت عمك بيقول لمنير،أن وائل هيفتح معرض أدوات كهربائية،شركه هو وحماه،ربنا يوفقه،بعيد عننا،وكمان واضح أن غدير مسيطره على وائل هيام هطق من الغيظ،بس كاتمه فى نفسها،غدير،شكلها متكبره ومتأنزحه كده،يلا ربنا يهدى.
ردت سهر:تعرفى أن غدير،دى المفروض الفتره الى فاتت كانت مامتها ملازمه السرير،مكنتش بيهون عليها تمسك ايدها،وأسماء وعاليه هما الى كانوا بيناوبوا بعض على خدمتها.
تعجبت نوال قائله:ليه،مع إنى كنت بشوفها كل يوم وهى خارجه من صباحية ربنا وترجع بعد صلاة العشا.
ردت سهر:بتجى تقعد جنبها تتأمر عالشغالين هناك،زى أمها،مش شيفاها ثمنت وربت كرش.
تبسمت نوال وقالت بتلقائيه:يمكن كرشها ده حامل،وده السبب أنها مش بتجهد نفسها،معرفش،ومش بسأل هيام،هيام كاتومه معايا من ناحية مرات إبنها بالذات،بتخاف من الحسد،سيبنا من الكلام على هيام ومرات ابنها هما احرار،أخبارك أنت وعمار أيه.
ردت سهر بأختصار:الحمد لله كويسه
ثم وقفت قائله: همشى أنا بقى،أنا خارجه من البيت الساعه تمانيه،وخلاص المغرب قرب يأذن،هدخل أسلم مره تانيه على تيتا وأمشى .
شعرت نوال بغصه،ليست تلك سهر السابقه،التى كانت تجلس معها دون أن تسألها كانت تحكى لها عن كل شئ،لكن سهر هذه متحفظه حتى بردها.
وقفت نوال هى الأخرى،تتنهد بألم،ثم تركت المطبخ،وسارت خلفها.
دخلت سهر،وأنحنت تُقبل وجنة جدتها قائله:همشى أنا بقى يا تيتا،أطمنت عليكى،
صدقت آمنه،ووضعت المصحف بعيد قليلاً قائله:ليه يا روحى خليكى،كمان شويه.
ردت سهر:هبقى أجى مره تانيه،سلام،بقى،أدعيلى يا تيتا.
ردت آمنه:بدعيلك،يسعدك ويحفظك،ويرزقك الذريه الصالحه يارب.
لاحظت نوال سأم وجه سهر،
لكن تبسمت سهر،وقبلت يد جدتها،وخرجت من الغرفه متوجه الى باب الشقه.
تحدثت نوال لها قبل ان تفتح الباب قائله:مش هتسلمى عليا أنا وبابا زى ما سلمتى على جدتك.
وقفت سهر،أقتربت نوال منها وضمتها بحنان قائله:بتوحشيني،بلاش تغيبى كتير.
صمتت سهر،
مسكت نوال يد سهر قائله:لما أتصل عليكى أبقى ردى عليا،ولا مش بتردى غير على مكالمات علاء،زى ما بيقولى أنكم بتكلموا بعض كتير عالتليفون،ووو
وقع نظر هيام على يد سهر فقالت،لها:فين دبلة جوازك.
ردت سهر:فى البيت نسيتها،أصل قليل لما بلبسها.
تبسمت نوال:أكيد بتسببلك حساسيه،بس كنتى البسيها شويه، وأقلعيها شويه لحد مع الوقت هتتعودى عليها،زى الحلق،كده.
ردت سهر:هبقى ألبسها سلام أبقى سلميلى على بابا شكله دخل يغير هدومه نام زى عادته،بلاش أزعجه.
تبسمت نوال بحنان
خرجت سهر وأغلقت خلفها الباب،وقفت نوال خلف الباب،تشعر بعدم الراحه،من كانت أمامها ليست إبنتها التى كانت تفتعل الأخطاء من أجل أن تشاغبها فقط،شعرت بحسره فى قلبها.
....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل دخلت سهر لمنزل زايد
وقفت على السلم المؤدى لصعود الى لشقتها،تتنهد نظرت بداخل المنزل،شعرت بالصمت،فقالت:أما أطلع الشقه أغير هدومى وبعدها أبقى أنزل اشوف سر الصمت ده أيه فين أحمد ومنى،يمكن تكون فريال كلتهم غوريلا حلوفه وتعملها،وقعت إنكسر ضهرها،ووقفت من تانى على رجلها،قبل من شهر،صدق المثل الى بيقول،الشر بيقوى صاحبه
ها أما أطلع قبل ما بنت الغوريلا غدير تشوفنى،تتمايص قدامى
صعدت سهر الى الشقه تشعر، بالارهاق دخلت مباشرةً الى غرفة النوم
تفاجئت بعمار يضع هاتفه على الشاحن، ثم أمسك كوب بيده، بيدوا أن به شىء ساخن يشربه، بسبب البُخار الذى يخرج من الكوب
قبل أن تتحدث، تحدث عمار وهو ينظر لساعة يدهُ قائلاً: خرجتى، من الساعه تمانيه الصبح، والساعه دلوقتي سته المغرب كنتى فين لدوقتى.؟
ردت: أنا كنت فى الجامعه، وراجعه الساعه أربعه، ونص العصر، فوتت على ماما، شويه،
ولا ممنوع أروح لماما.
نظر لها قائلاً: لأ مش ممنوع بس لازم يكون عندى خبر بأى مكان بتروحى ليه، وبعد كده، هيبقى معاكى عربيه بسواق، شايفك مرهقه من المواصلات.
ردت: لأ مش مرهقه، انا متعوده عالموصلات، شكراً مالوش لازمه العربيه بالسواق.
تحدث يقول: قولت قبل كده، بلاش تعارضينى، ودلوقتي أنا متغديتش لدلوقتي، ياريت تحضرى ليا غدا.
إبتلعت ريقها قائله: ومروحتش لخديجه ليه تحضرلك الغدا، أنت عارف أنى مش بعرف أطبخ.
رد بعنجهيه: قولت أنولك الشرف، وبلاش كلام كتير، حضرلى غدا، أكيد التلاجه، والمطبخ فيهم أكل،توقف عن الحديث ثم
نظر لها بتفحُص، ثم أكمل بإيحاء: ولا تحبى أنى أتغدى بحاجه تانيه معنديش أى مانع.
فهمت مقصده، قائله: لأ التلاجه فيها أكل هدخل أسخنه عن أذنك.
هربت من أمامه، أما هو فتبسم فأين ستهرب منه.
بعد دقائق فوجئت به خلفها بالمطبخ
يحاصرها من الخلف بين يديه التى تحاوط جسدها،يدفس رأسه بعنقها،ثم رفع أحدى يديه،وأزال الحجاب من على رأسها،وأسدل شعرها بيده،ودفس وجهه بين خُصلات شعرها،ثم أطفى موقد النار،بيده الأخرى،وأدار وجهها له،نظر لوجههاالذى رفعه بسبابته،لتتلاقى عيناهم معاً
أخفضت سهر عيناها،وقبل أن تتحدث شفاها،كان عمار،يُقبلها،بشغف،بينما سهر، حاولت أبعاده بيديها،حين شعرت بالأختناق،ترك عمار،شفاها،لكن مازال يُقبل وجنتيها،عاد مره أخرى لشفاها،ثم أبتعد،وجذبها من يدها،قائلاً: تعالى معايا،يا سهر،
تحدثت سهر بخفوت:مش هتتغدى؟
رد عمار،وهو يميل مره أخرى يُقبلها: لأ هستنى نتعشى مع العيله،دلوقتي خليكى معايا،كان بهذا الوقت دخلا الى غرفة النوم،تسللت يد عمار،الى جسد سهر من أسفل ملابسها، شعرت بيدهُ، التى أخترقت ملابسها، تسير، على جسدها، أمسكت يدهُ بيدها، وحاولت تمالك نفسها، وقالت، عمار، أنا........
لم تكمل حديثها، حين همس، عمار امام شفاها قائلاً: ششششش، خليكى معايا يا سهر،لتندمج مع براعتهُّ،فى جعلها تمتثل مع مشاعرهُ
بعد قليل،
سمعوا رنين جرس الشقه، قالت سهر: عمار، جرس الشقه بيرن،
قول سهر، لعمار، جعله، يفيق من سكرته بها، رفع، رأسه من بين عنقها، ونظر، لعيناها،
حاولت سهر تمالك نفسها، وقالت: جرس الشقه بيرن مره تانيه.
نظر عمار، لوجه سهر، للحظات، ثم أنحنى، وقبل جبينها، ونهض، من عليها، يرتدى، ثيابه، ومازال عيناه عليها، يراها، تضم غطاء الفراش، بيديها على جسدها.
تحدث قائلاً: خليكى أنتى، وأنا الى هشوف مين؟
خرج عمار من باب الغرفه،متوجه لباب الشقه،فتح الباب،أندفع أحمد الى الداخل قائلاً: أيه ده يا عمار أنت مش هتيجى معانا نستقبل أونكل حسام،هو ومازن،دول جايين يقضوا الويك أيند هنا معانا فى المنصوره،شعرك منعكش مبلول ليه كنت بتاخد شاور.
لم خُصلات شعره وتجاهل قول أحمد لكن رد قائلاً: لأ خالك يوسف هو الى هيستقبلهم على الطريق،ويجيبهم لهنا،بعدها،أنا هستقبلهم هنا فى البيت،فى المضيفه الى فى الجنينه وهما خلاص،زمانهم على وصول .
شد أحمد شعره قائلاً:ياريتنى كنت عرفت من بدرى كنت روحت معاه، مازن واحشنى، من يوم فرحك مشفتوش.
تبسم عمار يقول: قولى أمتى لحقت تتصاحب على مازن بالشكل ده.
رد أحمد: أحنا فريندس على السوشيال ميديا وبنتبادل المعلومات والالعاب مع بعض، ما قولتلك قبل كده، هنزل أنا بقى أستنى مجيهم لهنا، بس فين سهر، علشان أعرفها على مازن، هى كلمته معايا كذا مره عالفون ،وبقت كمان من الفريندس معايا،سهر،شكلها طيبه قوى،زى عاليه،وطنط أسماء مرات خالى،مش زى غدير،بنت الغوريلا.
ضحك عمار قائلاً:عيب أما تقول على مرات عمك غوريلا.
ردت منى التى آتت،: مش أحمد الى بيقول عليها كده،دى سهر،وأنا كمان بس من وراها نخاف نقول قدامها ممكن تاكلنا،رغم أنها كانت مشلوله،بس لسانها متشلش،ومش بتطبل فينا شخط وزعيق،حتى ماما طلعتنا لشقتنا علشان منزعجهاش.
تبسم عمار يقول:بس غريبه،أزاى مفتنتيش على سهر وقولتى لمرات عمك أنها بتقول عليها غوريلا.
شعرت منى بخذو قائله:أنا مش فتانه،وسهر بقت صاحبتى،وعيب لما أنقل كلامها لحد تانى.
ذهل عمار قائلاً:ومن أمتى الكلام ده،دى خديجه ناقص تقطع لسانك علشان متنقليش كل كلمه بتسمعيها.
صمتت منى بخذو،بينما قال أحمد:
أحنا بنقعد نلعب مع سهر،وكمان طلعت بتعرف ألمانى،وأوقات بتشرح لينا،أحسن من المدرسين الى بيجوا يدونا دروس،حتى بتقول لينا،بلاشهم وأديكم أنا الدروس،وأدونى أنا الشهريه، سهر بتقول لما تتخرج من الجامعه،هتشتغل مدرسه،فى المدرسه بتاعتنا علشان مدرسه خاصه وبتدى مرتبات كبيره للمدرسين.
رغم ضيق عمار عن ذكر أحمد عن نية سهر العمل بعد إنتهاء دراستها،لكن تبسم لهم وهمس لنفسه قائلاً:
واضح أن سهر بقى لها تأثير فعال عليكم،ومشاء الله مش بتفكر غير فى الفلوس،وعاوزه تشتغل علشان الفلوس،والله كويس.
تحدثت منى بأستغراب من صمت عمار،وقالت:هى فين سهر،أنا شوفتها من البلكونه وهى داخله البيت.
رد عمار قائلاً: وأنتى مبقتيش خلاص تخافى ولا تحسى بحد واقف فى البلكونه.
ردت منى:لأ من يوم الشيخ ما جه،وقرى قرآن فى البيت بقيت بنام مرتاحه،وكمان سهر قالتلى أنها معدتش بتشوف حد ماشى عالحيطه،أكيد كانت روح شريره،زى الى أفلام الرعب الى كانت بتسمعها غدير قبل ما تغور تتجوز،بس دى من يوم مرات عمى ما وقعت مبلطه هنا.
تعجب عمار يقول بمرح :مب...م ب أيه،جيبتى اللفظ ده منين،أوعى تقوليلى من سهر.
اماءت منها رأسها،بأيجاب.
هز عمار رأسه دون رد وقال لهم:
سهر،شويه وهتنزل لتحت أنزلوا أنتم علشان تكونوا فى إستقبال صديقكم مازن،وأنا هجيب سهر وننزل بعد شويه.
خرج أحمد وخلفه منى،التى عادت برأسها قائله:متتأخروش،علشان قولتلها هنعمل تحدى أنا وهى ضد مازن وأحمد،ونلعب بلياردو،وأنشاء الله إحنا الى هنفوز.
رد عمار بذهول وهى سهر كمان بتعرف تلعب بيلياردو.
رد أحمد دى حريفه وغلبتنى مرتين بس ناوى أعوض أنا ومازن وهنعمل فريق.
همس عمار،يقول:مشاء الله سهر حازت على أعجاب الصغيرين،والكبار مش بتبطل معاهم تصادم.
أغلقت منى خلفها الباب.
عاد عمار مره أخرى لغرفة النوم
وجد سهر، قد إرتدت تلك الفانله ذات النصف كم الخاصه به، بالكاد تُغطى فخذيها و تظهر جزء كبير من صدرها تنسدل على جسدها تُظهر معالمه الأنثويه، وتتوجه ناحية دولاب الملابس.
تحدثت حين دخل:أحمد ومنى كانوا عاوزين أيه.
رد عمار:أيه عرفك بوجود أحمد ومنى.
ردت سهر:سمعت صوتهم،وكنت هلبس واطلع لهم،بس مشيوا.
أقترب عمار عيناه تنظر لجسدها، وقال: مفيش كانوا جاين يقولوا مش هتستقبل الضيوف.
تعجبت سهر قائله:ومين الضيوف دول.
رد عمار:مازن وباباه،جاين يقضوا الويك إيند هنا فى البلد، بعد الضهر أتصل حسام والد مازن وقال أنه جاى هو وابنه هيقضوا يومين هنا، وأنا قولت لاحمد ومن وقتها وهو فى إنتظارهم.
تبسمت سهر قائله: أحمد متعلق بمازن، رغم بعد المسافات بس دول، بيفضلوا بالساعات عاالأيباد يتكلموا فى كل حاجه خاصه بحياتهم، وكمان مازن بعتلى طلب صداقه وقبلته، هو ولد لطيف.
تحدث عمار:واضح أنك بتحبى تلعبى مع العيال،مالكيش فى لعب الكبار،بس أنا هعلمك.
لم تفهم سهر مغزى حديثه،الأ حين،فاجئها،يحملها،ووضعها بالفراش،معتلياً،يُقبلها
فى البدايه تفاجئت لكن تجاوبت معه دون شعور منها أندمجت معه بالغرام
بعد وقت.
تنحى عمار عنها وجذبها ليبقى جسدها بين يديه، ينظر لوجهها، قائلاً:
سهر، شكلك بتحبى الأطفال ، متأكد أنك هتكوني بالنسبه ليا مع ولادنا طفله زيهم.
أبتلعت سهر ريقها،وشعرت برجفه فى قلبها،دون رد.
تبسم عمار يقول:تعرفى لو مكنتيش ظهرتى فى حياتى يمكن عمرى ما كنت فكرت أتجوز
وأبنـــــــ..
لم يكمل عمار حديثه بسبب رنين هاتفه المستمر
تحدث عمار يقول:أكيد ده يوسف،بيرن من تحت يقولى الضيوف وصلوا.
فك عمار يديه من حول سهر،ونهض من جوارها،ونظر للهاتف ثم أغلقه دون رد ،قائلاً:هروح أخد دُش،وأنزل أستقبلهم.
بينما سهر ظلت بالفراش عقلها شارد،تُفكر لو أكمل عمار حديثه ماذا كان سيقول.
....... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل
نزل عمار، يستقبل حسام وأبنه بترحاب شديد
ضحك وهو يرى أحمد ومنى، يستقبلان مازن، وأخذاه معهم لغرفة الألعاب الخاصه بهم.
بينما دخل عمار ويوسف، بحسام لغرفة الضيوف،
ليجدوا مهدى وسليمان،رحبا بحسام أيضًا.
جلسوا يتحدثوا بينهم بود،الى أن
دخلت خديجه تخبرهم أن العشاء جاهز.
لمعت عيون حسام،ونهض باسماً،دون حديث،
ونهض الجميع من خلفه،وذهبوا الى غرفة السفره،
تعجب عمار من عدم وجود سهر،سأل قائلاً:فين سهر.
ردت خديجه:سهر قالت مش جعانه وراحت مع الولاد أوضة الألعاب،بس انا وديت لهم العشا هناك،وهيتعشوا ويكملوا لعب.
تبسم عمار
جلس بمكانه،يُفكر بشوق فى رؤية سهر،وهى بين الأطفال
جلست خديجه بمكانها على طاولة الطعام،كان حسام بالمقابل لها يختلس النظر لها أحياناً،تلاقت عيناهم،لعدة مرات كان حسام يبتسم،بينما خديجه،تشعر بالخجل،ودت أن ينتهى هذا العشاء،بداخلها لا تعرف السبب.
،بالفعل،بعد وقت إنتهى العشاء،وجلسة الود بينهم
صاحب عمار حسام،لمضيفه خارجيه مُلحقه بحديقه المنزل،قائلاً:
مازن بيلعب مع أحمد ومنى،ولو،روحت لهم،هيقولوا بكره أجازه سيبونا نلعب شويه .
رد حسام ببسمه:خليهم يلعبوا،أنا مُجهد سايق طول الطريق هرتاح،وأنا مطمن عليه.
تبسم عمار يقول: هسيبك ترتاح.
غادر عمار وترك حسام بالمضيفه،
جلس على أريكه،يتنهد بشعور،يغزوا قلبه غير قادر على السيطره عليه،لام نفسه كيف له يُفكر فى إمرأة متزوجه،نفض عن تفكيرهُ،وأغمض عيناه،رافقت خديجه خياله،فتح عيناه سريعاً،لما ترافق خديجه خياله،هى بعيده عنه ولا يحق له حتى التفكير بها ولا تهفوا بخياله،نهض ودخل للحمام وأخذ حماما دافئاً،وخرج واتجه للفراش،نافضاً عن عقله ذالك الشعور.
......
بينما
أثناء عودة عمار لداخل المنزل تقابل مع خديجه
التى كانت تتحدث بتذمر مصطنع:أقولهم النوم يقولولى بكره وبعده أجازه سيبنا نلعب،شويه
تبسم عمار يقول:فى أيه ماشيه تكلمى نفسك ليه.
ردت خديجه:كله من الولاد،مصدقوا مازن جه لهنا،ودخلوا أوضة الألعاب،حتى وديت لهم الأكل فيها كلوا بسرعه ورجعوا،يلعبوا،لأ ومعاهم سهر،وعاملين فرق بيتحدوا بعض،أنا مصدعه هطلع أنام،وهما أما يزهقوا من اللعب هيطلعوا يناموا لوحدهم.
تبسم عمار،يقول:أنا هروح أشوفهم تصبحى على خير.
ردت خديجه ببسمه وأنت من أهله،ثم سارت من أمامه،تبتسم،فهى تعلم سبب ذهاب عمار إليهم،هو وجود سهر معهم
...
صعدت خديجه لشقتها،اغلقت خلفها الباب،ونزعت عن رأسها الحجاب،وأسدلت شعرها المتوسط الطول حول وجهها،نظرت بمرآه قريبه من باب الشقه،تتأمل قسمات وجهها،مازالت ملامح وجهها،شبابيه،هى لم تكمل الأربعين من عمرها بعد حقاً هى أرمله على ما يقارب عِقداٍ من الزمن،،تشعر الآن بمشاعر صبيه العشرين،،تستذكر نظرات حسام لها كلما تلاقت عيناهم،تشعر بخجل العذراء،ما هذه المشاعر المفقوده التى تشعر بها،لم تقابل حسام سوا مرات قليله،لديها له إنجذاب خاص،سرعان ما نفضت عن رأسها،تلومها قائله:
فوقى يا خديجه أيه الى بتعمليه ده، المشاعر دى غلط،، بس ليه حسيت بيها دلوقتي، بقالى سنين كنت متجوزه عمار، عمر قلبى ما إنجذب له،
قَست على نفسها قائله: إنسى يا خديجه،المشاعر دى إندفنت مع محمود حياتك لولادك وبس.
...
بينما بغرفة الألعاب
كانت سهر تقف تلعب معهم،كأنها طفله مثلهم،تُهلهل وقت الفوز
غافله عن ذالك الذى
دخل عليهم بالغرفه قائلاً:أيه يا شباب،الوقت بدأ يتأخر.
رد أحمد:بكره وبعده أجازه،يعنى ننام براحتنا،وبعدين سيبنا علشان نعوض خسارتنا،فريق سهر ومنى غالبنا.
ضحك عمار يقول:إخص عالرجاله،كسفتونى والله.
رد مازن:كله من سهر متمكنه فى اللعبه دى قوى دى مفيش كوره بتفلت منها،بتعرف تنشن صح.
تبسمت سهر،بينما همس عمار قائلاً:فعلاً بتعرف تنشن صح.
أقترب عمار من طاولة البيلياردو،وأمسك أحد العصيان قائلاً:اللعبه دى كلها تركيز،تركز عالكوره الى تعرف أنها هتكسبك أكتر عدد من النقط،زى كده.
قام عمار بضرب إحدى الكور،لتبدأ مجموعه كبيره من الكور النزول نحو الحُفر الموجوده،بالطاوله.
هلل مازن وأحمد معاً بنصر
بينما تذمرت منى وسهر التى قالت:ده غش،أولاً عمار مش من ضمن أى فريق،يعنى مش محسوبه.
إقترب عمار منها قائلاً:أيه رأيك تلعبى جيم ضدى،ونشوف مين هيفوز
هلل الأطفال بموافقه،
تبسمت سهر بثقه فى الفوز ووافقت
تحدث عمار وهو ينظر لهم قائلاً:بس قبل ما نلعب أنا وسهر جيم،فى شرط،سواء كسبت أنا أو سهر،بعد الجيم هتطلعوا تناموا.
نظر الأطفال لبعضهم،ليبتسموا بتوافق،وقالوا موافقين،
قال أحمد ومازن وكذالك منى ،يارب،سهر هى الى تفوز.
تبسم لهم عمار،وقال:طب يلا بدل ما أنتم واقفين هاتوا الكور وحطوها من تانى عالطاوله.
تسابق الثلاث،ووضعوا الكور على الطاوله.
تبسم لهم عمار،وقال:الضربه الأولى هتكون لسهر.
تبسمت سهر له وقامت بالضربه الأولى،ليدخل عدد لا بأس من الكورات،بحُفر الطاوله.
تبسم عمار لها بأعجاب،فيبدوا انها حقاً تُجيد اللعبه.
تبادل عمار وسهر ضرب الكورات،الى أن إنتهى الجيم.
تبسم الاطفال،وهم يعدون عدد كورات كل منهم،وللمصادفه فازت سهر.
هلل الأطفال،قائلين:سهر هى الى فازت.
تبسم عمار وقبل الخساره بصدر رحب،قائلاً:تمام بقى كفايه لعب لحد كده،بكره جاى أبقوا كملوا لعب،يلا على شقة خديجه،علشان النوم،مازن هينام معاك فى نفس الاوضه يا أحمد
تبسم الثلاث،قائلين،تمام نكمل بكره لعب،وأنتم كمان مش هتطلعوا تناموا.
رد عمار:طالعين معاكم أهو يلا قدامى.
تبسمت له سهر،وهو يعامل الأطفال بتلك الموده والآلفه.
لف عمار يدهُ حول خصر سهر قائلاً:مش يلا نطلع إحنا كمان،بس نفسى أعرف أتعلمتى لعب البلياردو فين؟
ردت سهر:على سطوح بيتنا،بابا وعمى بيحبوا يلعبوا بلياردوا،وعندنا طاولة بلياردو عالسطح،بيبقوا يطلعوا يلعبوا عليها،وأنا بابا علمنى أنا وعلاء،أنما الغبى وائل فاشل كنا بنكسبه من أول ضربة عصايه.
تبسم عمار وهو يسير جوار سهر وأمامه هؤلاء الأطفال،يتشاورون فيما سيفعلوه بعطلة الغد،كم تمنى أن يُرزق بأطفال مثلهم من سهر،ويكمل معها عائله صغيره.
تبسمت سهر لهم وهم يقفون أمام باب الشقه،ليقول أحمد:على وعدك يا سهر هنلعب بكره،أنا وانتى فريق ضد مازن ومنى.
تبسمت له.
ردت منى:لو لعبنا بالنهار طنط غوريلا هتزعق لينا.
ضحك عمار قائلاً:عيب،يلا ادخلوا،تصبحوا على خير.
فتحت منى باب الشقه ودخلت ثم دخل خلفها مازن وأحمد،وأغلقوا الباب خلفهم
فتح عمار باب شقتهم
دخلت سهر ثم هو خلفها،
دخلا مباشرة الى غرفة النوم
تثائبت سهر قائله:هلكانه طول اليوم محاضرات والمسا لعبت مع الولاد،عاوزه أنام لحد بكره العصر،ومحدش يصحينى.
تبسم عمار وهو يقترب منها ولف يدهُ حول خصرها مبتسما يقول:
سهر نفسى يكون عندنا ولاد زيهم.
إرتبكت سهر وقبل أن ترد،جذبها عمار لصدره يُقبلها بهيام،يسحبها معه،لعشقه،متمنياً أن تأتى له بأطفال.
بينما سهر ليست معه سوا جسداً فقط،عقلها شارد،يعذبها ضميرها،وهى تشعر أنها تخدعه،فهى أخذت مانع للحمل،دون علمهُ.
............ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مع نسمات فجريه،شبه دافئه بيوم شبه ربيعى.
قبل قليل،بشقة خديجه
شعرت ،بالسأم والضجر،نهضت من على فراشها،وأرتدت ملابسها،وذهبت لغرف أبنائها،تبسمت بحنان وهى تجد منى ،نائمه بفراشها،براحه،وكذالك ذهبت للغرفه الاخرى تبسمت وهى تنظر ل مازن الذى ينام جوار أحمد،
أغلقت باب الغرفه بهدوء،ثم أرتدت حجابها،وعباءه أخرى،ونزلت الى أسفل،سارت تتجول،بين الحديقه قليلاً،لم تشعر بذالك الذى شعر هو الأخر بالضجر أثناء نومه فنهض وخرج من تلك المضيفه يتجول،يستنشق هواء البدريه العليل،
إنخضت خديجه،حين سمعت من خلفها من يقول:صباح الخير،يا مدام خديجه.
أستدارت له،دون وعى منها إبتسمت له،ببراءه،ثم ذهب الأثنان للجلوس أسفل مظله موجوده بالحديقه.
،غير منتبهان لعين
حقوده،قد تُفسر الأمر على هواها
حين قالت:
ماشاء الله ربة الصون والعفاف،بتحب على جوزها الى غرقان فى العسل مع حته عيله لعبيه.