
رواية الرقصة الأخيرة الفصل السادس6 بقلم فاطمة الزهراء
لم ينتبهوا لحياة الواقفه على السلم وتسمع حديثهم رغم سعادتها بحديث تميم ولكن تذكرت أنها لن تستطيع إقامة حياة أسرية فى هذا الوقت بسبب مرضها
هتف شريف : أستاذ خالد الجواز قسمه ونصيب وصدقنى لو تميم مطلبش يتجوزها كنت وافقت على طلبك أسف وبتمنى رفضي ميأثرش على حياة فى العرض
غادر خالد بعد أن قام شريف بتوصيله للخارج ليجد حياة تقترب منهم بنظرات غامضه
هتفت بهدوء :
ـ ممكن أتكلم مع حضرتك شوية لوحدنا لو سمحت
قرر تميم الرحيل والتحدث معها لاحقاً ليتجهوا معاً لغرفة المكتب
حياة :
ًـ بابا فهمني ايه الكلام اللى سمعته ده وفين رأيي فى الموضوع
شريف بهدوء وهو يضمها :
ـ حبيبتي تميم طلب أيديك منى وكنا منتظرين العرض يخلص واقولك خلاص كبرتي وهتكونى مع شخص بيحبك زى ما بتحبيه انتى كمان
حياة باعتراض :
ـ ليه كل مره بتفاجئ بقرار يصدمنى منكم وكأن رأيي مالوش أهميه عندكم
قام بإبعادها وهتف بتعجب :
ـ ايه إلى بتقوليه ده ياحبيبتي وبعدين انتى فاكره انى كنت هجبرك على كده اكيد كنت هبلغك واخد رأيك
حياة برفض :
ـ وانا مش موافقه حاليا عندى أحلام عاوزة أحققها الاول بعدين أفكر فى الجواز
شريف :
ـ افهم من كلامك انك بترفضى الجواز من تميم صح
شريف :
ـ ايوه انا مش موافقه تميم ابن عمي وصاحبي واخويا بس
شريف :
ـ يعنى ده اخر كلام عندك
حاولت التماسك لكى لا تنهار أمامه هى بحاجه لوجود تميم معها ولكن هذا ليس الوقت المناسب حقه أن يجد فتاة مناسبه تستحقه حتى إن كانت ستعاني من هذا الأمر لكن لن تقبل أن يعيش حياة صعبه معها
حياة وهى تنظر بعيدا :
ـ ايوه قرار نهائي
شريف :
ـ طيب قبل ما أبلغه قرارك ممكن افهم ايه سبب رفضك !!
حياة :
ـ علشان بعد العرض هسافر لندن علشان اكمل دراسات عليا فى الاوبرا هناك
شريف :
ـ يعنى انتى بترفضي الجواز دلوقتى ولا رافضه تميم نفسه
حياة بكذب :
ـ رافضه الجواز وتميم بالنسبالي أخ
شريف بعدم اقتناع :
ـ فعلا عايزه تقنعينى أن تميم بالنسبالك اخ ماشي هحاول اصدق ايه رأيك في طلب خالد
حياة :
ـ خالد مدرب بالنسبه ليا وصديق قلت لحضرتك أنا مش بفكر فى الارتباط الفترة دى لسه بدري اوى
شريف بغضب :
ـ وتميم ماله عيبه ايه وماتقوليش اخ وبتاع لأنه مش اخوكى هو ابن عمك وأحق واحد بيكى واظن انكوا بتحبوا بعض من وانتم صغيرين
حياة بصدمه من حديث والدها :
ـ ايه الكلام ده يا بابا ابن عمك وأحق بكى ده كلام ناس مش بتفكر فى ولادها كأنك عاوز تخلص منى .. حضرتك قلت كنا واحنا خلاص كبرنا ومشاعرنا واحنا صغيرين مش زى لما نكبر انا لو كان فيه احتمال اوافق على تميم قبل كده حاليا مش موافقه
قام شريف بصفعها لأول مره وهتف بحده :
ـ حياة صوتك مايعلاش انتى فاهمه وبعدين انا مش بفكر ف ولادى انا عايز اخلص منك كل ده علشان خايف عليكى وعايز اطمن عليكي مع حد بيحبك وبيخاف عليكى وهيصونك ده تفكيرك فى ابوكى
حياة بدموع وصدمه :
ـ حضرتك بتضربني علشان تميم اول مره تعمل كده يا بابا
شريف بغضب :
ـ انا بضربك علشان افوقك مش علشان تميم اظاهر انك نسيتى انى ابوكى يعني صوتك مايعلاش عليا ولا دى تبقى طريقة كلامك معايا ياهانم
حياة بألم :
ـ أسفه يا بابا أنا هروح عند نادين ليوم العرض وبعد ما يخلص هسافر لندن نفس الليله
شريف :
ـ مفيش خروج برا البيت ده غير للتدريب والعرض وكلمة زياده مش هيبقى في تدريبات ولا عروض مفهوم
حياة :
ـ انا مش هقعد مع تميم فى بيت واحد أسفه
شريف :
ـ وانا قولت كلمتى ورينى هتكسريها ازاى
نظرت له بحزن وغادرت راكضه لغرفتها تبكى لتقوم بالاتصال بنادين وطلبت منها الذهاب إليها وبالفعل ذهبت إليها خاصة وأنها كانت تحدثها ببكاء .. جلس شريف فى المكتب يفكر فيما حدث وأيضاً صفعه لها لام نفسه كثيرا ولكن يعلم ابنته جيدا عنيده ولن تستسلم بسهوله ولكن شعر أنها تخفى عليه شئ ملامحها يبدو عليها الإجهاد الشديد وأيضا يبدو على وجهها الشحوب والإرهاق قرر أن يأخذها بعد العرض للطبيب ليقوم بفحصها وصلت حسناء برفقة نادين حيث أنها كانت عند شقيقتها فى هذا الوقت ولم تشاهد ما حدث وجدته يجلس فى صمت ويبدو عليه الحزن صعدت نادين لحياة لتجدها تتألم بقوة ولكن بدون صوت تضع خافض الحرارة على رأسها وتأن من الألم أحضرت لها بعض الأدوية ولكن ظلت على حالتها لتنظر للمسكن الأخر نظرت لها بتردد ولكن استسلمت لعاطفتها تجهاها وأحضرت لها نصف قرص مخدر أخذته ليبدأ جسدها بالاسترخاء والتعرق أيضا ظلت معها هذه الليله حتى الصباح
❈-❈-❈
أحضرت نادين الفطار لهم كى يتناولوه فى غرفة حياة التى استيقظت لتتذكر أحداث الأمس لتهبط دموعها بهدوء وجدت نادين تدخل عندها وأصرت عليها أن تأكل شئ بسيط كى تأخذ أدويتها قبل ذهابهم للمركز لتخبرها ما حدث رغم صدمتها لكنها تمنت أن يكون تميم معها هذه الفترة فهى بحاجه شديدة لدعم من حولها ولكن تذكرت وعدها لها لتجد خالد يقف فى الخارج لتتجه إليه وهى تتوقع أسوأ التوقعات
خالد بهدوء :
ـ مساء الخير يا حياة عامله ايه النهارده
حياة بتوتر :
ـ مساء الخير يا استاذ خالد الحمدلله بعتذر عن الموقف اللى حصل امبارح فى الفيلا
خالد بحزن فهو كان يريد أن تصبح زوجته :
ـ مفيش داعي للإعتذار حصل خير كل شيء فى النهايه قسمه ونصيب
حياة :
ـ شكرا لحضرتك بالنسبه للعرض ياترى هكمل ولا أيه
خالد :
ـ اكيد طبعا ده ايه علاقته باللى حصل
حياة :
ـ توقعت حضرتك يعني تشوف بنت غيري تكمل العرض
خالد باستنكار :
ـ ليه انتى شيفانى معنديش اخلاق علشان احرمك من حلمك لمجرد سوء تفاهم حصل .... وبعدين يستى انا شرير اوى كده
حياة بامتنان :
ـ بجد مش عارفه اقولك أيه بصراحه كنت مترددة أحضر النهارده
خالد :
ـ ماتقوليش حاجه انتى موهوبه بجد وتستحقي الفرصه دى واتوقعلك الافضل كمان بالتوفيق
حياة بسعادة :
ـ ميرسي لحضرتك وأوعدك العرض هيكون اقوى عرض اتعمل الفترة الاخيرة
خالد :
ـ أن شاء الله يلا اجهزى علشان نبدأ
حياة وهى تغادر :
ـ تمام بعد اذن حضرتك
خالد بحذر :
ـ حياه معلش اعذرينى ف سؤالى بس حابب اعرف ليه ماقولتليش انك مخطوبه .. انتى حتى مش لابسه خاتم
حياة وهى تنظر له :
ـ انا اتفاجأت بكلام بابا زى حضرتك تميم اخويا وبس
خالد :
ـ غريبه يعني انتى مش مخطوبه لإبن عمك
حياة :
ـ لا حاليا مش مرتبطه بأى شخص حضرتك عارف انى بعد العرض هسافر لندن للدراسه
خالد :
ـ ربنا يوفقك بس لو عايزه نصيحتى بلاش تضيعي الحب الكبير ده من أيديك تميم بيحبك ده كان هيتجنن امبارح منى وكان باين الحب والغيره والخوف فى عنيه ليكى اعطيه فرصه
حياة :
ـ شكرا لحضرتك
خالد :
ـ اتمنالك التوفيق وحياة سعيدة
اتجهت بعد ذلك للداخل بدلت ثيابها وقررت أن تركز فى تدريبها فقط باقي أيام قليله يكفيها حالتها الصحية الآن ..
❈-❈-❈
أنهت تدريبها وطلبت من نادين أن يذهبوا للنادي فهى لا تريد العودة للمنزل والآن تريد الراحه فقط أخبرتها نادين أنها ستخبر حسناء أن حياة ستظل معها حتى ينتهي العرض ورغم علم حياة بالرد مسبقاً لكن وافقت وبعد عدة محاولات وافقت بصعوبه ليجدوا تميم يقترب منهم .. قامت نادين لتتركهم يتحدثوا معاً لتجلب عصير لهم
تميم بهدوء :
ـ حياة ممكن أفهم أيه الحكاية
حياة :
ـ حكايه اي انك تروح تتفق مع بابا وتخلصوا ولا كانى موجوده ولا ليا رأي
تميم بتبرير :
ـ حياة إحنا كنا منتظرين العرض يخلص وبعدين اتقدم بشكل رسمي
حياة بعناد :
ـ رسمي ايه بس انت ازاى تاخد خطوه زى دى بدون علمى ولا معرفتى اي ماليش رأي انا ولا رأي مش مهم
تميم بصدمه من حديثها :
ـ انتى ليه بتقولي كده حياة أنا بحبك وانتى كمان بتحبيني كفاية عناد بقي
حياة :
ـ أمر واقع هو بقى ولازم اوافق عليه مش كده
تميم :
ـ انتى ليه بتفكرى كده مفيش حد فينا من حقه يجبرك على حاجه مش عاوزاها
حياة :
ـ هو ده الى حصل روحت واتفقت وخلصت وكمان عرفت بالصدفة لولا طلب استاذ خالد مكنتش هعرف غير يوم الفرح وانتم بتكتبوا الكتاب
تميم محاولا عدم الانفعال عليها :
ـ ليه مش مصدقه انى كنت هتكلم معاكي بعد العرض معندكيش ثقه فيا للدرجه دى
حياة :
ـ وليه ما عرفتنيش قبل ما تاخد خطوه زى دى يعني ولا رأيي مالوش أهمية عندك
تميم :
ـ لانك تعبانه الفترة دى ومشغوله فى العرض مش عارف أشوفك أو اتكلم معاكي بترجعى تنامي على طول تصحي بدرى وتمشي
حياة :
ـ برده مش مبرر ... ثم اي ثقتك الجامده دي في انى هوافق علشان تاخد خطوه وتخلص بدون ما تعرفني
تميم وهو ينظر فى عينها :
ـ لانى عارف انك بتحبيني يبقي ليه العناد ولا مش واثقه فى حبى لكي
حياة :
ـ لو سمحت ياتميم انا مش بفكر في الجواز دلوقتى انا حاليا تفكيري ف العرض ومستقبلي
تميم بتحدى :
ـ وانا معاكي فى أى خطوة وهدعمك أكيد ليه خايفه مش هنكر انى وقت ما شفت شريكك وهو قريب منك كنت عاوز أرجعك البيت واقفل عليكي وامنع حد يشوفك أو يقرب منك غيري كرجل شرقي لكن أنا معاكي فى أى خطوه
حياة :
ـ ده مجرد كلام دلوقتى إنما اول ما ابقى مراتك هتمنعنى فعلا وانت قولت اهو انك اول ماشوفت حد قريب منى اتجننت وكنت هتعمل اي بس مسكت نفسك علشان مفيش حاجه رسمي إنما اول مايبقى رسمى هتعمل اكتر من كده
تميم :
ـ مش هنكر انى فعلا عاوز تعتزلي المجال ده بس مش هضيع أحلامك واكون شخص أناني
حياة :
ـ كلامك متناقض اوى مدام انت مش حابب مجال شغلى يبقى عمرك ماهتتقبله وهيجي يوم وهتخيرنى بينه وبينك ك بيت واسره أو شغلى
تميم :
ـ حياة بلاش نسبق الأحداث خلي كل حاجه فى وقتها
حياة :
ـ تميم ده حلمى ونفسي احققه من صغري وكمان في سبب تانى يخلينى ارفض الجواز ارجوك افهمنى
تميم :
ـ ممكن اعرف ايه السبب التاني طيب وبالنسبه لاول سبب اوعدك مش هطلب منك توقفي فى يوم من الايام لاني واثق مع الوقت هتلاقي انك اسرتك محتاجه لكى اكتر من أى شئ تاني
حياة بهروب :
ـ مش هقدر اقول دلوقتى لكن مع الوقت هتعرف اي هو السبب تميم انت الف واحده تتمناك انت تستحق تتجوز وتخلف وتعيش سعيد مع واحده تقدر امنحك السعاده إنما أنا مش هقدر امنحك لا السعاده ولا اي حاجه اتمنالك حياه سعيده
تميم بتحدى :
ـ وانا مش هرتبط ببنت غيرك يا حياة واتمنى تحكى زى زمان كنت اول شخص تحكى له أسرارك ومش هقبل بأم غيرك لولادى
حياة :
ـ مش هينفع صدقني مش هينفع وارجوك ماتضغطش عليا اكتر من كده
تميم بهدوء :
ـ انا هسيبك الوقتي لكن بعد العرض لنا كلام تاني سوا
حياة :
ـ هتحضر العرض طيب اتمنى انك تيجى هستناك
تميم :
ـ اكيد هحضر وهبارك بنجاحك أول شخص
حياة :
ـ وانا هكون ف انتظارك قبل العرض وبعده
تميم :
ـ اكيد يا حبيبتي وانا واثق فيكي
جلس معهم يتحدثوا فى عدة أمور ثم عاد للفيلا بعد أن أخبرته نادين أنها ستذهب معها توالت الأيام سريعاً ليأتى اليوم المنتظر بدأت القاعه تمتلأ بالحضور وهى فى غرفتها تشعر بتوتر كأنها أول مره تقف أمام المشاهدين ليدق الباب وكان أحد العاملين أعطاها بوكيه ورد ووجدت معه ورقه لتقوم بقراتها
I wish you good luck, my stubborn girl
ابتسمت بهدوء لتذهب بعد ذلك للمسرح بدأ الجميع بالتصفيق الشديد لها كانت تتحرك ببراعه كأنها على السحاب تدور كالفراشات ليتابعها الجميع بصمت وإعجاب حتى تميم رغم غيرته من شريكها لكن كان يري نفسه هو من يرقص معها أثنى الجميع عليها بدأت تشعر بالدوار رغم أنها أخذت الأدوية وكثفت كمية المسكنات دون أن تنتبه لها نادين لتبدأ تشعر بالإعياء وأنها ستسقط على الأرض لينتهى العرض وسط تصفيق الجميع لها لتشعر بالدوار وتسقط مغشيا عليها