
رواية اشواك الورد الفصل الخامس5والسادس6 بقلم قوت القلوب رشا روميه
* مساومه ... *
المستشفى ...
وقف "عبد المقصود" قباله كلاً من حسام وأمه متحدثاً معهم بحدة وقوة تفاجئت بها "ناهد" بشدة حتى "عبد المقصود" نفسه تعجب لقوته التى طرأت عليه ...
لكنه لن يترك غاليته تضيع منه بتلك الطريقة ويجب أن يأخذ حقها من هذا المتوحش الغير آدمى ليقف مهدداً إياهم ولا ينتوى نيه التراجع مهما حدث ...
ابو محمد: أنا مش حسيب حقها فاهم ...
ام حسام: يا أبو محمد زى ما أنت خايف على "ورد" ومصلحتها أنا كمان خايفه على "حسام" وعلى مصلحته ... ومينفعش نبقى أهل ونعمل كده فى بعض ..
ابو محمد: يعنى أنتى عايزة إيه دلوقتى ....؟؟
ام حسام: تتنازل عن المحضر ...
صمت "عبد المقصود" لبعض اللحظات متفكراً بتأنى قبل أن يهتف بالموافقه ...
ابو محمد : موافق .. حتنازل عن المحضر بس بشرط ...
ام حسام بإستنكار: شرط ....؟؟ شرط إيه ... ؟؟
أعلى "عبد المقصود" من عنقه بصرامه لم تعتادها "ناهد" منه مطلقاً خلال سنوات زواجهم ...
ابو محمد: "حسام" يطلق "ورد" ...
شعر "عبد المقصود" أن تلك هى رغبه "ورد" خاصة وقد شعر بخوفها المكنون لحظه دخول "حسام" الغرفه منذ قليل ، لكن "ناهد" شعرت بأن كل ما خططت له يضيع سدي لتهتف بصدمه ...
ام حسام : يطلقها .... ؟؟!!! إنت بتقول إيه ؟!!!!!!!!! .. إنت واعى للى بتقوله ده فرحهم كان إمبارح ..!!!!!!!
ليؤكد لها "عبد المقصود" أن هذا ما يريده بالفعل وهو يعي تماماً لعواقب هذا الشرط المفاجئ ...
ابو محمد: أنا معنديش إستعداد أخسر بنتى لأى سبب ...
تهدجت أنفاس "ناهد" بقوة فخسارتها الآن فادحه للغايه لتحاول إثناء "عبد المقصود" عن هذا الشرط المجحف لها ولولدها ...
ام حسام: إهدى كده وإفهم الأمور كويس .. لأن أكتر حد حيتضرر فى موضوع الطلاق ده هو بنتك "ورد" .. الناس حتقول عليها إيه ...؟
ابو محمد: مصلحه بنتى وحياتها أهم عندى من أى حاجه فى الدنيا ...
ضمت "ناهد" شفاهها بغيظ وهى تعقب بتحدى وقد جحظت عيناها بإنفعال ..
ام حسام : طب لو مطلقهاش .... ؟؟؟!
ابو محمد: يبقى خلاص هو الجانى على نفسه ... أنا كده كده مش حسحب البلاغ إللى قدمته المستشفى وحقول لهم إن "حسام" كان عايز يموتها ...
هتف بتلك اللحظه "حسام" بإرتعاب شديد مترجياً "عبد المقصود" ألا يفعلها ...
حسام : لأ... أبوس إيدك يا ابو محمد .....
ثم نظر "حسام" نحو والدته مستنجداً
حسام : ماما .. إلحقى ...
أخذت "ناهد" تقلب نظراتها بين "حسام" المرتعد خوفاً وبين "عبد المقصود" المتشبث برأيه بقوة عجيبه لتهتف بغيظ مرغمه على ذلك ...
ام حسام : ماشى ... حيطلقها ... بس لما تتنازل الأول ...
ليجيبها "عبد المقصود" بإصرار شديد ...
ابو محمد: لأ ... يطلقها الأول اتنازل فوراً عن المحضر ...
أمسكت "ناهد" نفسها من ألا تنفلت منها ما يظهر ما بداخلها من غضب مشتعل فهذا غير الذى تخيلته ورسمته فى مخيلاتها مطلقاً ...
ثم ردت من بين أسنانها ...
أم حسام : ماشى يا أبو محمد ..."حسام" حيطلقها ... ماشى ...
____________________________________
فى غرفه ورد بالمستشفى ...
أوقعت الطبيبه النفسيه "سماح" بالكشف عن "ورد" وحالتها النفسيه لتتحقق من السبب النفسى المسبب لهذه الإغماءه حتى تستطيع مساعدتها ....
لكنها أيقنت فى داخل نفسها أن السبب لابد أن يكون من هذا المدعو زوجها كما سمعت قبل قليل قبل دخولها غرفه "ورد" ....
خرجت "سماح" من غرفه "ورد" لتجد ثلاثتهم ينتظرون أمام باب الغرفه وقد بدا على ملامحهم الإنفعال والضيق لتردف بمهنيه شديدة ....
سماح: لو سمحتم عايزة حضراتكم فى المكتب عندى ...
ابو محمد: حاضر .. يلا بينا .....
أنهى "عبد المقصود" عبارته ناظراً نحو "حسام" ووالدته وكأنه يهددهم بضرورة الذهاب معها لينصاعا لهما مرغمين على تلك الجلسه لإنهاء تلك الأزمه ....
____________________________________
مكتب الدكتوره سماح ....
أشارت لهم "سماح" بالجلوس بينما جلست هى خلف مكتبها ممسكه بقلمها لتدون أهم المعلومات التى ستستخلصها منهم للوقوف على حاله "ورد" بدقه ...
سماح: إتفضلوا أقعدوا .. ممكن أفهم إيه إللى حصل لـ "ورد" بالضبط ...؟؟؟
أسرعت "ناهد" بالإجابة على سؤال الطبيبه وقد رسمت إبتسامه كاذبه على ثغرها قبل أن يتفوه "عبد المقصود" بشئ يدين ولدها ..
ام حسام: ولا حاجه ... النهارده كان فرحهم وهم بس إتدلعوا على بعض شويه ... بتحصل عادى ...
حدجها "عبد المقصود" بنظرات غاضبه فكيف قلبت كل الحقيقه بكذبها الواهى حتى لا تورط ولدها ليهتف بها بإنفعال شديد ...
أبو محمد : هو إيه إللى عادى !!!!! ... النهارده يا دكتوره كان فرح بنتى "ورد" و"حسام" .. وبعدين لقينا "حسام" بيكلم والدته بيقولها إنه ضرب "ورد" وبقت زى ما إنتى شايفه .... رحت البيت عنده لقيتها غرقانه فى دمها من ضرب "حسام" ليها وجبتها على هنا ...
تابعت "ناهد" حديث "عبد المقصود" بغيظ شديد وترقب لرد فعل تلك الطبيبه حين وجهت "سماح" سؤالها التالى لـ"حسام" ...
سماح : و إيه سبب إنك تضربها بالصوره دى ....؟؟
فرك "حسام" كفيه بإضطراب وهو ينظر لوالدته أولاً قبل أن يجيب بإرتباك واضح ...
حسام : إحنا .. اااا ... يعنى كنا لسه ما أخدناش على بعض .. هى بس إستفزتنى وأنا إتعصبت .... غصب عنى مدرتش بنفسى والله ...
سماح: طيب ممكن لو سمحتم أقعد مع الأستاذ "حسام" لوحدنا ...
أومأ "عبد المقصود" تفهماً ليدعو "ناهد" للخروج من مكتب "سماح" بينما ظل "حسام" بالداخل منتظراً أن ينتهى من تلك الجلسه التى تسبب ضيق نفسه بشده ...
حاولت "سماح" الإبتسام برسميه لتحث "حسام" على التحدث بينما تشعر بالغضب من داخلها لتصرفه المتوحش مع تلك الضعيفه ....
سماح: أظن كده تقدر تتكلم براحتك ....
بإنكار شديد حاول "حسام" الثبات على ما تفوه به منذ قليل كما أوصته والدته ...
حسام: مفيش حاجه أقولها غير إللى أنا قلتها ...
سماح: طيب وطبيعه العلاقه بينكم إيه ....؟؟
إستمر "حسام" بإنكار ما حدث فهو لن يثبت شئ يمس رجولته وبالتأكيد "ورد" لن تتفوه بشئ فعليه الكذب فلن يكشف كذبه أحداً ...
حسام: لا ... "ورد" مراتى ... أيوة طبعاً .. إحنا بس شدينا فى الكلام .. بس ...
سماح: فهمت .. عموماً متقلقش يا أستاذ حسام .. بإذن الله زوجه حضرتك حتفوق وتبقى كويسه ...
هز "حسام" رأسه بتوتر عده مرات ليستأذن خارجاً من المكتب ليدلف بعدها "عبد المقصود ليتحدث بدوره مع "سماح" ليصف لها حاله "ورد" الحقيقيه لتساعدها على الشفاء مما وصلت إليه ....
ابو محمد: بصى يا دكتوره .."حسام" و"ورد" ميعرفوش بعض كويس وهى وافقت على الجواز منه عشان أنا قلت لها أنه كويس وأنى نفسى أفرح بيها ... ده حتى جه من السفر قبل الفرح بيوم بس ... عشان كده أنا حاسس أنى ظلمتها .. أرجوكى إعملى أى حاجه عشان "ورد" تفوق ...
شعر "عبد المقصود" بدوار شديد مرة أخرى ليجلس بإنهاك فوق المقعد ممسكاً برأسه التى بدأت تؤلمه إثر هذا الصداع الذى تملكه مرة أخرى ...
حين إستطردت "سماح" حديثها قائله ...
سماح: عموما حضرتك أنا بدأت أفهم ليه "ورد" رافضه الواقع بالصوره دى ... لأنها حساسه جداً و إللى حصل النهارده فى ليله فرحها سبب لها صدمه كبيره ... بس أحب أوضح لحضرتك إنها لما تفوق محتاجه رعايه من نوع خاص عشان نقدر نعيد التوازن تانى لنفسيتها بعد الصدمه الكبيره دى ...
ابو محمد بألم: طبعاً إللى تشوفيه حنعمله .... لو سمحتى معندكيش أى حاجه مسكنه للصداع لأنى تعبان جداً ...
أخرجت "سماح" حبه مسكنه من درج مكتبها ومدت بها إلى "عبد المقصود" ...
سماح: أيوه حضرتك ... إتفضل .. أكيد النهارده كان يوم مرهق ليك جداً ....
أبو محمد : جداً جداً...
تناول "عبد المقصود" ذلك القرص المسكن محاولاً التخفيف من أثر هذا الألم قبل أن يعود لـ"ورد" مرة أخرى ...
____________________________________
المطعم ....
جلس "يوسف" متعجباً من "شريف" الذى كان يتناول طعامه بشراهه لا تتناسب وحجمه الضئيل مطلقاً ...
يوسف: سبحان الله يا أخى .. مع إن إللى يشوفك ميفتكرش إنك بتحب الأكل أوى كده ....
شريف: يا راجل ... محدش واخد منها غير اللقمه الحلوة ...
ضحك "يوسف" ساخراً من صديقه الذى يستحوذ الطعام على كل تفكيره ..
يوسف: اللقمه الحلوة !!! ... ده بس إللى أنت عايزه من الدنيا ..؟!!
توقف "شريف" عن مضغ الطعام ليجيب "يوسف" بوله مازحاً ...
شريف: لأ طبعاً ... يا سلام بقى لو ربنا يكرمنى كده بواحده حلوة ونحب بعض من أول نظره زى ما بيقولوا ونتجوز وتطبخ لى هيا بقى ...
يوسف: يبقى أنت مش عايز عروسه إنت عايز طباخ .. أنا عموما مش بقتنع بموضوع أول نظره ده .. لازم الواحد يكون عارف إللى قدامه كويس عشان يحبه ...
لوح "شريف" مستنكراً حديث صديقه معقباً ...
شريف: يا عم إنت عايش فين !!! ... موضوع الحب من أول نظره ده مؤكد .... ياما ناس وقعت ولا حدش سمى عليها ... إنت قلبك إللى بيختار مش عقلك ...
بإقتناع تام بأنه ليس هناك ما يسمى بالحب من النظرة الأولى فالعشق لابد وأن يتوغل بالقلب ولن يتوغل بالقلب إلا بعد أن يعرف الشخص الذى يقابله جيداً حتى يعشقه ... فكيف سيعشقه وهو لا يعرفه بعد ...
يوسف: لأ طبعاً غلطان ... لازم الجواز والإختيار يبقى بعقلك .. بلاش كلام الناس الضعيفه إللى إنت بتقول عليه ده ... الواحد يقدر يتحكم فى اختياراته كويس ويدرسها زى العقود إللى بندرسها فى الشركه كده ....
شريف بسخريه: عقود ...!!! هو أنت حتعمل مناقصه على عروسه ....!!
يوسف: خليك إنت فى أوهامك دى ... وحنشوف فى الآخر ...
شريف: بس ألاقيها بس ... الواحد داخل فى الثلاثين أهو ومش لاقى بنت الحلال إللى تلمنى من أكل الشارع مع أمثالك ...
يوسف بصدمه: بقى كده !!! ... طيب أبقى شوف مين حيهاودك ويتغدى معاك تانى ....
نهض "يوسف" من مقعده مستعداً للذهاب حين أمسكه شريف من ساعده متوسلاً ...
شريف: خلاص يا يوسف بالله عليك ... أقعد مبحبش أكل لوحدى كفايه عيشتى لوحدى أنت ما صدقت يا أخى ولا إيه ..؟؟!!! ... إلا الأكل .. هزر فى أى حاجه إلا الأكل ... أقولك .. أنا سحبت فكره العروسه أهو .. بس خلينا نتغدى ...
ضحك "يوسف" من خفه دم صديقه المعهوده وبساطه تفكيره وجلس مره أخرى يستكمل تناول طعامه معه فقد أصبحت عادة يوميه بالنسبه لهما ...
____________________________________
حسام وأمه ....
إنصرفا من المستشفى بضيق بعد طلب "عبد المقصود" وإصراره على أن يطلق "حسام" إبنته "ورد" ....
ام حسام: إتفضل قدامى خلينا نخلص ....
حسام: مش عارف حظ إيه ده ...؟؟
ام حسام: حظ !!! ... لا مش حظ ...دى غباوة .... أنا مش مفهماك كل حاجه !!! ..... دلوقتى حنتصرف إزاى ؟!!!!!! .. و أهو حط لنا العقده فى المنشار ولازم تطلقها ..!!!
بتملل شديد من لوم والدته المستمر أردف "حسام" ...
حسام: خلاص بقى ... مكنتش فى وعيى ... مع إنها خسارة والله ..
ام حسام: المهم دلوقتى تطلقها ونجيب ورقه الطلاق عشان يتنازل وبعد كده كل حاجه حيبقى ليها ترتيب تانى ...
حسام: ماشى يا ماما .. يلا خلينا نخلص ...
____________________________________
المستشفى.....
مكتب سماح....
دق باب مكتبها لتسمح للطارق بالدخول ...
سماح: إدخل ...
الممرضه: اتفضلى يا دكتورة التقرير إللى حضرتك طلبتيه ...
سماح: شكراً ...
نظرت "سماح" بتمعن بذلك التقرير الذى طلبته والذى يخص حاله "ورد" ، ذاك التقرير الذى طلبت به إثبات ما إذا كانت عذراء أم لا لتتسع عيناها بصدمه غير مصدقه لما قرأته ....
سماح بدهشه: إيه ...؟؟ أمال جوزها بيقول ليه كده ... معنى كده أنها لسه عذراء ... أكيد فيه حاجه مش مفهومه خلته يعتدى عليها بالشكل القاسى ده ...
____________________________________
غرفه ورد....
جلس "عبد المقصود" إلى جوار إبنته بإنهاك شديد وحزن دامس على حالتها التى وصلت إليها بسببه ، أمسك يدها الصغيره بيد يديه محاولاً التحدث معها لحثها على الإستيقاظ من هذه الإغماءه الطويله ....
ابو محمد: بنتى ...قومى بقى متتعبيش قلبى أنتى عارفه أنى ماليش حد فى الدنيا غيرك ... قومى .. قومى قوليلى إنك سامحتينى حبيبتى .. و أوعدك مش حظلمك كدة تانى ... أنا خلاص حبعدك خالص عن إللى إسمه "حسام" ده وحيطلقك و تبقى حره ... مش حضغط عليكى تانى بس فوقى وأرجعى لى ... كل إللى أنتى فيه ده مش حيحصل تانى ....
بكى بوهن على حال إبنته وما وصلت إليه بسببه ...شعر برعشه يدها فى يده وكأنها تطمئنه عنها ....
رفع بصره تجاه وجهها المتورم وأحس بأنها تتألم فضغط على زر التمريض على الفور لتلبى أحد الممرضات طلبه مهروله ...
ابو محمد: هى مالها إيديها بترتعش وكأنها بتتوجع ....
الممرضه: ثوانى حنادى الدكتور يشوفها حالاً ...
دلف الطبيب بعد قليل ليفحص "ورد" قائلاً ...
الدكتور : إطمن حضرتك هى بدأت تستجيب وبتفوق إن شاء الله .. حخلى الدكتوره "سماح" تكون موجوده عشان تتعامل معاها أول ما تفوق ...
أرسل الطبيب فى طلب "سماح" للتعامل النفسى مع حاله "ورد" حين تفيق ....
ورد...
أحست بثقل كبير فى جسدها وألم غير محتمل ... حاولت أن تفتح عينيها المثقلتان لكنها لا تستطيع ... لكنها مازالت تسمع صوت والدها الحانى يتحدث إليها ويطمئنها ... نعم هى فى أمس الحاجه إليه وإلى طمأنته .. حاولت كثيراً وهاهى تفتح عينيها المتورمتين بألم يعاكسها ضوء ناصع يؤلم عينيها فتغلقهما مره أخرى بشده ...
ثم تحاول هذه المره فربما ترى والدها فهى تريده الآن .. تريد أن تتأكد من وجوده وأنه ليس حلم عابر ....
فتحت عيناها محاوله إدراك أين هى؟!! ...فبالتأكيد عرفت لأول وهله من هذا المكان وألوان الحوائط ورائحه المطهرات القويه أنها بالمستشفى ...
نظرت إلى حالها بضيق لترى جبيره يدها وقدمها مسببان ثقلاً لا تستطيع تحريكهم ...
لكن هناك ألم لا يجبر ... ألم بداخلها كبير للغايه ...
بحثت عن مصدر الصوت الذى تنتظره ..ها هو يقف أمامها ممسكاً بيدها بحنان عيناه ممتلئتا بالدموع ينظر إليها بحب تنتظره بشغف ..
ابو محمد: "ورد" ... حبيبتى ... حمد الله على السلامه ...
لم تستطع "ورد" الرد كأنها فقدت شهيتها للكلام حتى دموعها تحجرت لا تستجيب لها لتعبر عن حزنها وآلامها ...فصمتت ..
ابو محمد: ردى عليا يا بنتى .... طمنينى ....
فقط نظرت إليه بحزن و إنكسار ونكست رأسها للأسفل ....
سماح: "ورد" ... عامله إيه دلوقتى ....؟ .. أنا الدكتوره "سماح" .....
مدت "سماح" يدها لتربت على كتف "ورد" و التى ما أن رأت حركه يدها تمتد ناحيتها حتى حاولت الإبتعاد بذعر وخوف ...
أرجعت "سماح" يدها فهى لا تريد توتر "ورد" الآن ...
سماح: خلاص ... خلاص .. متخافيش ... أنا بس بطمنك إن أنتى كويسه ومتخفيش والدك أهو جمبك ومعاكى وأنا كمان لو إحتجتى مساعدتى ...
ابو محمد: كلنا جمبك يا بنتى ومحدش حيقدر يقربلك ولا يأذيكى تانى ... و"حسام" ده إنسيه نهائى ... ولا حتى حخليكى تشوفيه ....
وكأن "ورد" كانت تنتظر هذا النوع من الإطمئنان حتى تستجيب دموعها فى صمت لتسيل على خديها للتنفيس عن هذا الحزن المكتوم بداخل صدرها ...
إبتسمت "سماح" لهذا التعبير وسقوط دموع "ورد" فهذا مؤشر جيد وخطوة إيجابية ولو مؤقته لإظهار حزنها بالتدريج ... فذلك سوف يساعدها فى جلسات العلاج النفسى لهذه المحطمه الصغيره .....
•• الفصل السادس ••
•• العروس ••
بيت يوسف ....
أخذت "دعاء" تحضر طعام الغذاء بينما جلست والدتها على المقعد الموضوع بالمطبخ تتحادث مع إبنتها بإنصات بالغ حين تسائلت "دعاء" وهى تتلمس ذقنها بتفكير ....
دعاء: طب إيه رأيك يا ماما فى "علا" ....؟؟
ضغطت والدتها عيناها بتمعن تحاول تذكر من هى تلك الـ"علا" التى تتحدث عنها ثم أردفت بعدم معرفه ...
أم يوسف: مين "علا" ...؟؟
إتسعت عينا "دعاء" بإندهاش وهى تذكر والدتها بتلك الفتاه ...
دعاء: "علا" يا ماما بنت طنط "سهير" ... جارتنا إللى تحت ....ناظره المدرسه ...!!
ام يوسف: ااه .. إفتكرتها ... بس دى صغيره أوى على أخوكى "يوسف" ...!!!
فغرت "دعاء" فاها بصدمه ولمعت عيناها الواسعتان ببريق مندهش وهى تشهق بغير تصديق ...
دعاء: يا واقعه بيضاء ... أنتى بقالك قد إيه يا حاجه مطلعتيش بره البيت ده ....؟؟!!! دى أصغر منه يجى كده بثلاث أو أربع سنين بالكتير ...
تعجبت أم "يوسف" من عدم إدراكها لذلك لتعقب مبرره ذلك ...
ام يوسف: والله !!!!! ... الواحد يا بنتى من يوم ما رجليا تعبتنى ومبقتش أخرج ولا أعرف حاجه عن حد ... بس هم ناس كويسين وفى حالهم خالص ...
بصوتها المرتفع ونبرتها الشقيه إستكملت "دعاء" حديثها ...
دعاء : أه .. أينعم "يوسف" أخويا قمر كده وقوى ورياضى وعسل والبت "علا" دى أأقل منه بصراحه بس هى كويسه والله ... رغايه شويه بس كويسه ...
عقبت أم "يوسف" ممازحه إبنتها وهى تتهكم على وصف "علا" بالثرثاره قائله ..
ام يوسف: هى برضه إللى رغايه ... ميصحش يا بنتى تتكلمى عن الناس كده ...
دعاء: بهزر والله ... بس إيه رأيك فيها ...؟؟
ام يوسف: والله هى أمها وأبوها أحسن ناس وعلى قد حالهم زينا والبنت على ما أفتكرها كانت كويسه والله ...
دعاء: خلاص ..نبقى نكلم "يوسف" لما يرجع من الشغل ولو عجبته نروح أنا وأنتى نزورهم وكده يعنى .. شغل حموات بقى ...
ضحكت أم "يوسف" مؤكدة حديث إبنتها ..
ام يوسف: أنتى بتقولى فيها .. ده إللى يشوفك كده يقول أنتى أمه .. مش أنا ..
دعاء: الله ...مش أخويا حبيبى ... أمال إيه يعنى نرميه كده وخلاص ...
ام يوسف: ترمى مين ؟!!!! ... يا بنت صونى لسانك إللى متبرى منك ده لو أخوكى سمعك حيبهدلك ..
إلتفتت "دعاء" حولها متصنعه الخوف من مجئ "يوسف" فجأه ثم أردفت بمزاح شقى ...
دعاء: أه صح ...
____________________________________
المستشفى ...
تقابل "عبد المقصود" بمكتب "سماح" وقد تغلب عليه القلق من حاله "ورد" التى لا تتحسن مطلقاً ليتسائل بتوجس ...
أبو محمد: هى حتفضل كده يا دكتوره مبتتكلمش معانا ...؟!!!!
سماح: لا ده بس وضع مؤقت وأنا حبدأ معاها الجلسات عشان منتأخرش عليها فى العلاج وأحاول أخليها تتكلم وتحكى عن إللى حصل لها عشان ترتاح ...
ولمرة أخرى شعر "عبد المقصود" بدوار عنيف تلك المرة وتزايد بألم رأسه بصورة ملحوظة ظهرت جلياً على ملامحه المتألمه ، إسترعى ذلك إنتباه "سماح" على الفور ...
سماح: خير يا أبو محمد .. إنت كويس ...؟!!
لم يستطع "عبد المقصود" إخفاء تألمه الواضح كعادته ليجيبها بتألم ..
ابو محمد: شويه صداع ودوخه تانى ...؟؟
سماح: لا إنت لازم تكشف .. مش معقول تبقى فى المستشفى ومتكشفش ... أقله قيس الضغط يمكن ضغطك عالى ولا حاجه ...!!!
بتفهم لوجه نظر الطبيبه فهى مصحه للغايه بهذه النقطه فهو يشعر بالإنهاك والإعياء منذ قبيل زفاف "ورد" وعليه أن يطمئن على حاله ...
ابو محمد: ممكن صح ... أروح أنا أقيس الضغط وأرجع أطمن على "ورد" ... شكراً يا دكتوره ...
سماح: لا شكر على واجب ... أنا كمان حروح أطمن على "ورد" وأحاول أتكلم معاها ....
____________________________________
بعد أن تبعثرت آمالهم أدراج الرياح وهوت مطامعهم أرضاً إنتهى "حسام" من توقيع وثيقه طلاقه من "ورد" بعدما أجبرهم "عبد المقصود" على ذلك بوضع تحرير "ورد" من قبضه "حسام" بمقابل حريته وعدم الإبلاغ عنه ....
وقف "حسام" برفقه والدته التى لم تنكف عن التوبيخ واللوم منذ لقائهما بالمستشفى ليزفر بتملل وهو يزم شفتاه بضيق قائلاً بلا إكتراث ...
حسام: أنا حروح على شقتى ...
لمعت عيناها ببريق غاضب وهى توبخه بصوتها الحاد ...
ام حسام: تروح شقتك !!!!!!! ... يعنى إنت تورطنى وتسيبنى ..؟؟
إلتف "حسام" نحو والدته يصرخ بها فلم يعد يتحمل كل هذا التوبيخ أمام مرأى ومسمع من الماره حولهم ...
حسام : أنا إللى ورطتك .....؟؟!!!!!!! أنا إللى أجبرتك على الجوازه دى من واحده لا أعرفها ولا تعرفنى ... أنا إللى جبتينى على ملا وشى من أستراليا عشان أتجوز بنت جوزك بسرعه !!!! ... جرى إيه يا ماما مإنتى فاهمه ...!!!!!
أخفضت "ناهد" من صوتها قليلاً لكنها إستمرت تعنفه بنفس الحدة فخسارتها الآن كبيرة للغايه ...
ام حسام: يعنى أنا دلوقتى بقيت أنا الغلطانه .... ؟!! ... أنا كنت بضمن لك مستقبلك ... لكن إنت ضيعتنا بقله عقلك دى ... كنت أصبر شويه وأمسك نفسك ...
صمت "حسام" فعلى الرغم من ضيقته منها إلا أنها محقه تماماً ، هو بالفعل كان يسعى للثراء بأى صورة وكان زواجه من "ورد" سيحقق له ذلك وبسهوله تامه ليتغاضى عن توبيخها اللاذع قائلاً ...
حسام: أنا ماشى ... وحروح أقعد فى شقتى ...
لم تجد "ناهد" بُد من الهدوء نوعاً فعليها التفكير وحُسن التصرف لتملى عليه تعليماتها قبل أن يعود لشقته ...
ام حسام: طب حود على البيت إطمن على "محمد" والمربيه الأول وبعدين روّح ... وأنا حروح المستشفى أدى "عبد المقصود" الورقه بتاعه الطلاق عشان يتنازل عن المحضر ونخلص ...
حسام: ماشى .. سلام ...
____________________________________
المستشفى ...
غرفه ورد ....
حان موعد مرورها بمريضتها "ورد" فربما تستطيع كسر ذلك الحاجز النفسى الذى يعيق اخراج مكنونات نفسها المهشمه و التعبير عما يجول بداخلها ...
دلفت "سماح" وقد إرتسمت إبتسامه خفيفه فوق ثغرها وهى تدنو من "ورد" المستلقيه بصمت شديد تحملقان بالسقف بنظرات بارده لا حياة فيها ....
حاولت "سماح" كسر حاجز هذا الصمت قائله ...
سماح: "ورد" ... أنا جيتلك تانى ... إرتحتى شويه ...؟!!!
لكن كان الصمت إجابتها لتعيد "سماح" توجيه حديثها إليها حتى لو لم تتجاوب معها ، فبالتأكيد ستنفعل بلحظه ما وتبدأ بالتحدث وإخراج كل ما في جعبتها ...
سماح: أنا عارفه إنك متعرفنيش كويس بس ا؟عتبرينى واحده صاحبتك وفضفضى معايا شويه عن إللى مضايقك ... عارفه ... إحكى لى عن أى حاجه عن الفرح .. عن باباكى ... عن جوزك ....
أنهت "سماح" كلمتها وترددت صدى كلمه ( جوزك) فى أسماع "ورد" ، تلك الكلمه كانت موجعه قاسيه للغايه ، كلمه أثاره حنقها وترقرقت الدموع بمقلتيها فور سماعها ، أهذا هو من يسمى زوجها ...؟! أهذا من المفترض أن تقترن حياتها به بقيه عمرها ..؟!! ستظل تحيا مع هذا الحقير المتوحش شارب الخمر ....
رؤيه "سماح" لتلك العبرات بعينا "ورد" كانت إشاره إستجابه لحديثها معها لتستكمل حديثها ...
سماح: أنا عارفه إنك متضايقه وزعلانه .. إتكلمى معايا شويه .. جربى يمكن ترتاحى ... قوليلى .. إنتى عرفتى حسام إزاى ...؟!!
نظرت لها "ورد" بإنكسار محاوله التحدث مع "سماح" فقد شعرت بالراحه لوجود هذه السيده إلى جوارها الآن لتخرج الكلمات بنبرة خفيضه منكسرة للغايه ....
ورد: أنا معرفوش ... هو إبن مرات بابا ...
سماح: ومشفتيهوش أبداً قبل كده ...؟!!!
ورد: لأ .. كان مسافر أستراليا ...
سماح: ها وبعدين ...
حاولت "ورد" رفع جزعها للأعلى بإنهاك لتساعدها "سماح" على ذلك ثم بدأت تقص لها ببطء متذكرة ما حدث ...
تذكرت كيف أن "حسام" تقدم لطلب يدها من والدها عن طريق والدته فرحب به والدها لدوم شكر زوجته به وبأخلاقه ، تذكرت يوم طلب منها والدها أن تتفكر ملياً بزواجها من "حسام" وهذا ما لم تفعله مطلقاً فقد كانت "ورد" تثق تماماً بصورة مطلقه وعمياء برأى والدها وأن إختياره سيكون أفضل من إختيارها فهو لا يريد سوى سعادتها ، كانت واثقه أنه يدرك الكثير عنها ... لكن ما لا يعمله والدها هو بالفعل هذا الشخص الغريب الذى ظن به خيراً لم يستحقه ...
شعرت "سماح" أن "ورد" فتاه بسيطه بريئه للغايه ، بريئه في زمن لا يناسبها مطلقاً لتنتظر منصته بإصغاء تام لـ "ورد" تحثها على إستكمال حديثها ...
سماح : كويس ... يعنى إنتى شفتى إن والدك راجل مدرك وكنتى واثقه فى إختياره لما وافق على "حسام" ... إيه بقى إللى حصل إمبارح وخلى "حسام" يخرج كدة عن شعوره ...
زفرت "ورد" بإرتعاش وهى تتذكر تفاصيل تلك الليله المؤلمه الطويله التى لن تنساها مطلقاً مهما حيت ...
بدأت تسرد لها بواقع ما حدث وسط إندهاش شديد وربما صدمه مما تسمعه مؤكدة عليها بأن ما تسرده لها من تفاصيل سيظل سراً بينهما ولن يعرفه غيرهما فقط فإستطردت "ورد" بحريه بكل التفاصيل لتلك الليله المشؤمه حتى إنتهت تماماً ...
سماح: يمكن كانت تجربه قاسيه جداً ...بس أكيد فيه درس كبير إتعلمتيه .. مفيش حاجه بتحصل لنا من غير سبب .. أنا عايزاكى تكونى قويه وتحاولى معايا نتغلب على إللى حصل ده وترجعى أحسن من الأول ...
بتحسر على حالها أجابتها "ورد" بيأس تام ...
ورد: أحسن من الأول !!!! .... أنا حاسه إن كل حاجه فى عنيا وحشه أوى ... دى كانت ليله فرحى ... عارفه يعنى إيه ليله فرحى .. اليوم إللى بتستناه كل بنت عشان تفرح .. بقى أسوأ وأبشع يوم فى حياتى ....
سماح: واحده واحده حنعدى الأزمه دى مع بعض ....
إكتفت "ورد" بدموعها رداً على ما تشعر به بينما سعدت "سماح" بقدرة "ورد" على التعبير عن كل ما حدث و إعتبرت ذلك بدايه إستجابتها للخطه العلاجيه الموضوعه لها لتتخطى هذه المحنه ...
وإكتفت بهذه الجلسه مؤقتاً ....
خرجت "سماح" من الغرفه وظلت "ورد" بمفردها ... إنهارت باكيه بنشيج تتقطع له القلوب ... شهقاتها العاليه والمسموعه إستطاعت "سماح" سماعها من خارج الغرفه بعدما أغلقت الباب ...أومأت "سماح" بخفه فتعبير "ورد" عن حزنها أفضل من كتمان ذلك ... طلبت "سماح" من الممرضه ألا تسمح لأحد بدخول الغرفه حتى تهدأ أولاً ...
كما طلبت أن ترسل لها والدها حين عودته ...
____________________________________
عبد المقصود ...
ظن أن وجوده بالمستشفى فرصه سانحه للذهاب لأحد الأطباء المتخصصين لمعرفه سبب هذا الدوار الذى يلازمه منذ فترة ...
إستغل "عبد المقصود" وقت جلسه "سماح" و "ورد" ليتجه لأحد الأطباء بالمستشفى ليطمئن عن حاله ...
دلف "عبد المقصود" لغرفه الطبيب الذى جلس خلف مكتبه بعمليه شديد منتظراً المريض التالى ...
ابو محمد: السلام عليكم ....
الطبيب : وعليكم السلام ... إتفضل ... خير ... بتشتكى من إيه ...؟!!
ابو محمد: أنا حاسس بصداع بقالى كام يوم ودوخه فبقول يمكن الضغط عالى شويه فممكن بس حضرتك تقيس لى الضغط وتطمنى ...
الطبيب : تمام إتفضل يا فندم ......
نهض الطبيب من مقعده حاملاً الجهاز الخاص بقياس ضغط الدم بينما إستلقى "عبد المقصود" على السرير الخاص بالكشف ليفحصه الطبيب جيداً ...
بعد أن إنتهى الطبيب من فحص "عبد المقصود" عقب ببعض التساؤلات ...
الطبيب : هو ضغطك مش عالى بالصوره إللى تتعبك كده !!! .. ممكن تقولى إنت حاسس بالأعراض دى بقالك قد إيه ...؟؟
ابو محمد: مش فاكر بصراحه .. لأنى أساساً مريض ضغط عالى ومن وقت للتانى ضغطى بيعلى وبيجيب لى شويه صداع .. بس بقالى كام يوم الصداع زايد معايا شويه ...
الطبيب : طيب عشان نطمن أكتر .. ممكن حضرتك تعملى التحاليل دى والأشعة إللى حطلبها منك وترجع لى تانى ..
ابو محمد: قلقتنى يا دكتور .. هو فيه حاجه ولا إيه ...؟؟
الطبيب : لا متقلقش .. ده بس عشان نطمن أكتر وبما إننا فى المستشفى الموضوع ده حيبقى سهل جداً ..
ابو محمد: إللى تشوفه يا دكتور حعمل التحاليل والأشعة وأجيبها لحضرتك ...
____________________________________
ناهد ...
وصلت للمستشفى بعد أن تركت "حسام" منذ قليل لتهاتف زوجها أولاً ، وبعد عدة محاولات أجابها "عبد المقصود" أخيراً..
ام حسام: ألو .. أيوة يا أبو محمد ... برن عليك من بدرى كنت فين ....؟؟
ابو محمد: ولا حاجه ... كنت مع "ورد" ...
ام حسام: طيب أنا تحت فى الإستقبال ... تعالى عاوزاك ضرورى ...
ابو محمد: نازل أهو على طول ....
انتظرت "ناهد" قليلاً حتى أقبل نحوها بخطواته المتباطئه منتظراً منها إخباره بما توصلت له ...
ابو محمد: عملتى إيه يا أم "حسام" ..؟؟
دارت بعينيها بضيق وهى تلوح بأحد الأوراق بوجهه قائله ...
ام حسام : ورقه الطلاق أهى ..
شعر "عبد المقصود" بالراحه فور إمساكه لورقه خلاص "ورد" ...
ابو محمد: كويس أوى ... حطلع أطمن على "ورد" وأرجعلك نروح سوا عشان نطمن على "محمد" ....
ام حسام : ماشى ... مستنياك متتأخرش ...
إطمئن "عبد المقصود" سريعاً على حال "ورد" التى وجدها نائمه ، ثم مر بمكتب "سماح" فور أن علم بأنها تنتظره هناك ...
طلبت منه "سماح" إبقاء "ورد" بالمستشفى لفتره حتى تستطيع إكمال جلسات العلاج النفسى ....
توجه بعد ذلك نحو المنزل للإطمئنان على الصغير "محمد" و إنهاء هذا اليوم الطويل ....
___________________________________
شقه يوسف ....
تأخر "يوسف" كثيراً عن موعده لتهتف به والدته حين عودته بقلق ...
ام يوسف: إتأخرت ليه كده النهارده يا "يوسف" ...؟؟
ألقى "يوسف" بجسده بإنهاك مردفاً ...
يوسف : الشغل النهارده كان كتير بصوره متعبه ... بقالى أسبوع مرحتش بقى ...
ام يوسف: ربنا يقويك يا حبيبى ....
إعتدلت "دعاء" بجلستها وهى تدعى التأثر قائله ..
دعاء: مبقناش نشوفك خالص .. بتوحشنا ... بتوحشنا أوى والله ..
إرتسمت إبتسامه عريضه على محيا "يوسف" وهو ينظر تجاه "دعاء" بنظرة تفحصيه غير مصدقه لهذا التأثر المزيف ...
يوسف: أيوه ... أنا عارف الدخله دى وراها حاجه ... أؤمرى ..
توسطت "دعاء" خصرها بكفيها بإستنكار ...
دعاء: يا سلام ... ليه يعنى .. مينفعش أقولك كده من نفسى يعنى ... مش أخويا وبتوحشنى ....
يوسف: والله ...!!
أدركت "دعاء" أنه قد كشفها تماماً لترتبك بحديثها ...
دعاء : يعنى ....!! أصل ....!!!!
يوسف بإبتسامه : قولى قولى .. هاااا ...
دعاء: عايزة أطلع رحله ...؟؟ بالله عليك متقولش لأ ... إله ربنا ينولك إللى فى بالك ...
يوسف: أنتى حتشحتى ... أنتى عارفه مش بحب موضوع الرحلات ده ...
دعاء بطفوليه وهى تتصنع البكاء تحاول ترجى "يوسف" أن يوافق ولو لمرة واحدة ...
دعاء : بلييييز .... إله يا رب تحج ....
يوسف بضحكه اظهرت بياض أسنانه الناصع ....
يوسف: بحب أشوفك وأنتى بتعملى كده .....
دعاء: ليه ....؟؟؟
يوسف: عشان بتبقى شبه المجانين ....
وقفت "دعاء" بتذمر من تهكم "يوسف" قائله بسخط ...
دعاء : بقى كده ... طب وربنا منا قايلالك على العروسه ...
ضيق "يوسف" بين حاجبيه بإستراب متسائلاً...
يوسف : عروسه ...!!! عروسه إيه ... ؟؟
ام يوسف: لا أبداً يا إبنى ... هى كده مسحوبه من لسانها على طول ...
دعاء: بقى كده ... طب أنا داخله أنام ... ويكون فى علمكم .... أنا حموتكم كلكم ... وححطلكم المسدس فى الشوربه ... هاه ...
دلفت "دعاء" إلى غرفتها متصنعه الغضب فهى بالفعل تود الذهاب لهذه الرحله فلقد تعبت كثيراً من تصنع هذه البهجه وهى تشعر بوحدتها دائماً ومسؤليتها التى حملتها مع أخيها منذ صغرهم بالإهتمام بوالدتهم المريضه ...
ضحك كلا من "يوسف" ووالدته ....
يوسف : مجنونه ...
ام يوسف: ربنا يهديها ...
يوسف: إيه حكايه العروسه دى .. هى "دعاء" جاى لها عريس ولا إيه ...؟؟؟
ام يوسف: لا أبداً ... دى عروسه عشانك إنت ... نفسنا نفرح بيك بقى ...
يوسف: تفرحوا بيا ولا تخلصوا منى ...؟؟ بصى يا ماما أنا مش حتجوز إلا لما أطمن على "دعاء" الأول ...
ام يوسف: ومالها "دعاء" ؟!!!!! ... ماهى برضه حتبقى تحت رعايتك وعينك ...
يوسف: مينفعش يا ماما .. دى أمانه فى رقبتى ....
ام يوسف: بس آن الأوان أفرح بيك وبعيالك بقى .. وبعدين العروسه دى كويسه أوى ...
يوسف: إنتوا كمان إخترتوا العروسه ...
ام يوسف: دى بنت جارتنا .. "علا" بنت "سهير" ناظره المدرسه ...
يوسف: خلى موضوع الجواز ده شويه كده يا ماما .. مش بفكر خالص فى الموضوع ده دلوقتى ..
ام يوسف: طب فكر طيب ... دى بنت كويسه و محترمه ...
يوسف بملل: حاضر يا ماما ...
ترك "يوسف" والدته بعد تناول الطعام ليرتاح فى غرفته وينال قسطاً من النوم ليستطيع الإستيقاظ لصلاه الفجر فى المسجد كما إعتاد منذ صغره مع والده رحمه الله ...