
رواية جوازة بدل الفصل الخامس5والسادس6 بقلم سعاد محمد سلامه
بمنزل عمار، أصبح الوقت يقترب من العاشره، ولم تعود غدير.
كانت فريال تشعر،القلق والخوف،فتحت هاتفها تتصل على هاتف غدير،يُعطى،رنين للنهايه،ولا ترد، عادت فريال الإتصال لكن نفس الشئ، أنتباها القلق الشديد، من ذالك، فوجئت، بخديجه أمامها تقول:
العشا جاهز، فين غدير، طلعت تنام.
أرتبكت فريال قائله بتعلثم: ها لأ معرفش.
ردت خديجه: هبعت لها أحمد يخبط عالشقه، ويقولها، تنزل تتعشى، هروح أقول لأحمد.
تركت خديجه فريال التى يزداد شعورالقلق عندها، لما لم تعود غدير من الصيدليه، الى الآن، فبين الصيدليه والمنزل، عشر دقائق فقط، ماذا تفعل، ما سر رنين الهاتف، ولا ترد عليه غدير.
جائت أليها حكمت قائله: فريال، العشا اتحط عالسفره، مش هتتعشى، ولا أيه؟
ردت فريال: لأ جايه وراكى أهو أسبقينى.
وقفت فريال تُعيد الأتصال، لكن نفس الشئ، ماذا تفعل الآن، هنالك شئ حدث، لكن ما هو، وكيف ستخبر من بالمنزل، عن عدم وجود غدير، بالمنزل، حسمت أمرها، وذهبت الى غرفة الطعام، وجلست مكانها على السفره، بعد ثواني، عاد أحمد قائلاً:
خبطت على شقة عمو سليمان كتير، ومحدش رد عليا، يمكن غدير نايمه.
ردت عليا قائله: بس غدير مش فى شقتنا، أنا نازله مبقاليش خمس دقايق، ومكنتش فى أوضتها، فكرتها هنا.
نظرت لها فريال، ودت أن تصمت، لكن
تحدث سليمان قائلاً: طب طالما هى هنا مجتش ليه تتعشى، معانا.
ردت خديجه: لأ غدير، مش هنا فى الشقه دى من بعد آدان المغرب مشفوتهاش قولت طلعت شقتكم.
نهض سليمان من على الطعام قائلاً: قصدكم أيه، فين غدير؟
قال سليمان هذا وهو ينظر لفريال، التى أرتبكت، وحاولت الحديث، لكن لم تقول كلمه، مظبوطه،سوى:يمكن فى الجنينه.
ردت أبنة خديجه،قائله:لأ أنا كنت بلعب أنا وأحمد فى الجنينه بعد المغرب وسمعت غدير، بتتكلم فى التليفون،بتقول:عشر دقايق وأكون عندك يا وائل،وبعدها شوفتها طالعه من البيت،بس هى مشافتنيش علشان كنت مستخبيه من أحمد.
نهض سليمان قائلاً بزعيق:فين بنتك يا فريال،ومين وائل ده كمان؟
تعلثمت فريال،قائله:والله ما أعرف مين وائل،الى منى بتقول سمعتها بتكلمه،هى طلبت منى تروح للصيدليه،تشترى،شويه حاجات خاصه للبنات،وأنا سمحت لها،وبعدها أتشغلت فى تحضير العشا.
نهض الجميع من على طاولة الطعام،وتحدث مهدى قائلاً:خلونا نهدى شويه،ونفكر،يمكن تكون،رجعت،وفى اى مكان فى البيت،البيت كبير،يلا الكل يدور.
ذهب كل منهم فى اتجاه يبحث عنها،بينما خديجه،زغدت بنتها قائله:أيه الى خلاكى تتكلمى يا حيوانه،مش قولت قبل كده،أى حاجه تسمعيها،أو تشوفيها،متقوليش لحد غيرى عليها،حسابك معايا بعدين،دلوقتي أقعدى كُلى أنتى وأخوكى،ومتتحركوش من مكانكم لحد ما أرجعلكم.
ذهبت خديجه هى الاخرى تبحث بأرجاء المنزل،ليعود الجميع الى غرفة المعيشه،والجميع أيقن أن غدير،ليست بالمنزل،
وقف سليمان،يتصل على هاتف غدير،الذى يرن،ولا رد،لاكثر من مره،أغلق،سليمان الهاتف،ونظر،الى فريال قائلاً:بنتك راحت فين يا هانم،وأزاى تسيبها تخرج،بعد المغرب.
لم ترد فريال،التى ترتجف،من ناحيه خوفاً،على أبنتها،أن يكون أصابها مكروه،ومن ناحيه أخرى من نظرات سليمان لها المرعبه.
حاولت خديجه تهدئة الوضع قليلاً قائله:أهدوا،يا جماعه،خلونا نفكر،مش يمكن راحت لعند جدتها،والتليفون بعيد عنها،أو عملاه صامت .
نظر سليمان ل خديجه قائلاً:هروح أشوفها عندها، حتى لو كانت عندها هتبقى ليلتها سوده.
قال سليمان هذا،ونظر،الى فريال قائلاً:أدعى أنى ألقاها عند جدتها،لأن لو ملقتهاش عندها،مش هيكون لها عندى غير موتها.
إرتعبت فريال، من قوله، جائت الى جوارها حكمت قائله: أنتى قولت لها حاجه تزعلها؟
ردت فريال: لأ، هى من يوم ما اااا
تذكرت فريال، حديث غدير، لها منذ بضع أيام بعض رفضها، لذالك العريس، لكن نفضت عن رأسها، وصمتت.
تكلمت حكمت بأستفسار: من يوم أيه، وقفتى مكملتيش كلمتك ليه؟
ردت فريال: مفيش.
......ــــــ
بينما بذالك البيت
حين نظرت غدير،الى شاشة هاتفها،و رأت أسم والداها أرتجف جسدها بشده،فرمت الهاتف على الفراش،ويدها ترتعش.
بينما بالدورالأسفل فى ذالك المنزل، كان يتكئ وائل على أحد الأرائك، وفزع حين سمع صوت هاتف، يرن كثيراً، حسم قرارهُ، وصعد الى أعلى، وقام بالطرق على باب الغرفه،
فتحت غدير.
تحدث وائل قائلاً: تليفونك مش مبطل رن،
ردت غدير: أكيد زمانهم فى البيت عرفوا أنى مرجعتش من الصيدليه.
رد وائل نادماً: كان غلط الى عملناه، أنا مش عارف رد فعلهم، هيبقى أزاى.
نظرت له غدير قائله: من أولها كده ندمان، لو خايف، أنا أقدر أرجع لهم، وأتحمل غضبهم، وبالمره، وقتها يمكن عمار، يوافق يتجوزنى.
نظر لها وائل قائلاً: غدير، بلاش أستفزاز، أنا مش حكاية خايف، بس كان ممكن نلاقى طريقه تانيه، غير، حكاية الخطف دى، بس احنا الى مفكرناش.
ردت غدير: تفتكر أنى مفكرتش كفايه، بلاش كلمة ندمان دى، وأنا متأكده، أنهم هيرضخوا لطلبك بالجواز منى غصب عنهم.
نظر لها وائل، يشعر بندم، وخوف يتسلل إليه، أن تكون نتيجة تلك الخطوه، صعبه وقويه.
......ـــــــــــــــــــ
بالعوده الى منزل زايد
عاد سليمان ومهدى، معاً
تحدث سليمان بهيجان وهو ينظر، الى فريال: فين بنتك، بنتك مش عند جدتها، قربنا على نص الليل، وبنتك منعرفش طريقها، قوليلى، لو تعرفى مكانها.
ردت فريال برجفه: وأنا هعرف مكانها منين أنا قولتلكم أنها طلعت للصيدليه.
نظر مهدى الى عليا قائلاً: عليا، غدير، مقالتش ليكى على حاجه، قبل اما تخرج أو كده؟
ردت عليا: لأ يا عمى، وحتى غدير، مش بتصراحنى بأى شئ عنها، وانا طول الوقت مشغوله بدراستى، وهى من يوم ما خلصت دراستها، وأنزوت بعيد عنى.
كان سليمان يشعر بنيران، يود أحراق، فريال، نظراته لها ناريه.
تحدث مهدى قائلاً: هتصل على عمار، يرجع من الفيوم، يمكن يعرف يتصرف.
رد سليمان: لأ بلاش خلينا للصبح، يمكن ترجع، أو يظهر، دليل يدلنا علي مكانها.
قال سليمان هذا، ونظر الى فريال، وأكمل حديثه قائلاً: أو تظهر جثتها، ونرتاح منها.
.......... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مع آذان الفجر الأول
بمنزل سهر
دخل الى الشقه، علاء عائداً، من المشفى.
لفت نظره نور غرفة سهر المُضاء
تبسم قائلاً: أكيد ماما، راحت، صالحت سهر، ورجعت، أما أدخل أشوف سبب لسهرها لحد دلوقتي.
وقف علاء أمام باب غرفة سهر، يطرق الباب.
دخل بعد أن سمحت له سهر بالدخول
دخل مبتسماً يقول:
حمدلله عالسلامه، رجعتى هنا أمتى
تبسمت سهر قائله: بعد العصر ماما جت عند تيتا يسريه، وصالحتنى، ورجعت معاها.
تبسم علاء: متأكده أنها صالحتك، ولا أنت شوفتيها عند تيتا، جيتى معاها.
نظرت له سهر، بتذمر قائله، بتأكيد: لأ هى صالحتنى، وبعدين أنت جاى من المستشفى، تكذبنى.
ضحك علاء: لأ أنا مش مكذبك أنا عارف قلب ماما، متقدرش على زعلك، بس أيه الكتب الى على السرير، دى كلها، وكمان الأبتوب بتاعى أيه الى جابه هنا،الابتوب بتاعك إتصلح بسرعه كده، مش كنتى بتقولى أن فى مركز الصيانه قالوك فيها أسبوع على ما يصلحوا الابتوب؟
ردت سهر: هما فعلاً كانوا قالولى كده، بس الواد حازم له صديق بيشتغل فى المركز ده، ووصاه يصلحه بسرعه، وكويس جه فى وقته، خلاص أمتحانات نص السنه من أول الاسبوع الجاى، وأنا سهرانه بذاكر، وكمان، بحول الملفات والبرامج الى كنت بعتها عالابتوب بتاعك، للابتوب بتاعى من تانى، خلاص تشكر، أجاملك أما الابتوب بتاعك يهنج.
ضحك علاء قائلاً: دى آخرتها، عاوزه الابتوب بتاعى يهنج، بس أيه الواد حازم ده جمايله كتير،يا بنتى فكرى،الواد حازم،أبوه،بيشتغل مقاول مع شركات إنشائيه كبيره،بيساعدهم فى التشطيبات،وميسورين الحال،ده حتى كلمنى،قبل كده.
ردت سهر:قولتلك لأ هو مش أكتر من صديق بالنسبه ليا، أنامش بفكر أتجوز دلوقتي،والله لو فضل عند موقفه،وقت ما تجى فكرة الجواز فى دماغى،أبقى أفكر فيه،أنما دلوقتي،لأ.
تبسم علاء قائلاً:خلى البت مياده تتجوز،قبلك بالك البت دى عاقله،ودماغها،أكبر من سنها،أتعلمى منها الدردحه،شويه.
تبسمت سهر قائله:قصدك أتعلم منها قلة الأدب،دى مش بتفكر غير فى الجواز،عاوزه تتجوز قبل أخوها ما يتجوز خايفه تجى مراته تتحكم فيه،وتقسيه عليها أكتر،بس هو مش محتاج حد يقسيه على إخواته،كفايه الى بتزرعه فيه السلطانه هويام،زى ما يكون مخلفتش غيره،وبناتها ملهمش قيمه عندها،والواد وائل،واخد قلم فى نفسه مفكر نفسه شخصيه،وهو تافهه،والله لو مش بابا الى أتوسطله فى شركة الصيانه،كان زمانه صايع عالقهاوى،لأ والى يغيظك هويام مفكره أنى ممكن أبص له،هبص له على أيه على لون عنيه الزرقه،ده من كتر آكل البرسيم،يعنى فى الآخر حمار.
ضحك علاء بشده قائلاً:أه لو هويام تسمع رأيك فى أبنها،كانت أكلتك برسيم عالريق.
ضحكت سهر قائله:تصدق أنى جعانه،وخايفه أدخل المطبخ،وأمك تصبح تزعقلى،وتطردنى تانى،وتيتايسريه هتسافر عند خالتك نشوى،ووقتها أروح فين؟
ضحك علاء قائلاً :الخوف بالعين،هقوم أجيب لنا،آكل،أنا وأنتى،أهو أكسب فيكى ثواب.
نظرت له سهر بإمتنان،وهو يتجه الى باب الغرفه،وترك الباب مفتوح.
بعد قليل عاد علاء،يحمل صنيه،قائلاً:لقيت فى التلاجه،مجموعة جبن،ولانشون،وعيش عملت لنا كام سندوتش،وكوبيتين شاى،ومبهدلتش المطبخ،زى ما أنتى بتعملى،يا بنتى،أمتى هتتعلمى،مش هقول أفرضى أتجوزتى،هقولك أفرضى،سافرتى لأى مكان،وملقتيش حد يخدمك هتعملى أيه،هتعيشى عالديلڤرى.
نهضت سهر من على الفراش،وأخذت أحد السندوتشات،وقطمته قائله:جبتها من الآخر،يعنى بتوع الديلڤرى هياكلوا عيالهم،أهم يسترزقوا.
ضحك علاء قائلاً:أختى بتحب الخير للناس،قلبها،طيب،يا بنتى،أنا لما ببقى فى أسوان،بخدم نفسى،بنفسى،وده الى علمنى الاعتماد على خدمة نفسى.
ردت سهر:آه فكرتنى،بأسوان،والتمر،بتاع أسوان،هتروح السنه دى،ولا أيه؟
رد علاء:آكيد،بعد عشرين يوم كده،هكون خلصت أمتحانات نص السنه،وبعدها هسافر،أسوان،الدكتور محمد بلغنى النهارده،وقالى أستعد زى كل سنه،قال علاء هذا،وشرد قليلاً،فى تلك الفتاه التى ألتقى بها صباحاً،وتبسم بتلقائيه.
نظرت له سهر قائله:أيه سر البسمه الى على وشك دى، ما طبيعى الدكتور محمد يرشحك، أنت بتشتغل تحت أيده، فى أى مستشفى بيشتغل فيها، بتشتغل ممرض، معرفش ليه، مع إنك فى كلية الطب؟
رد علاء: كتر خيره لو مش واسطته، مكنوش هيقبلونى، حتى ساعى فى أى مستشفى، أهو بزيد خبره، وبطلع بجزء من مصاريفى، بخف شويه عن بابا، وماما.
تبسمت سهر قائله: على رأيك، عندك دم، وأنا كمان مش بصرف على حاجه مش محتاجاها،أو أقدر أستغنى عنها، وعاوزه أخلص الدراسه وأشتغل علشان أخف مصاريفى من عليهم، أنت مفكر الفلوس الى جبتهالى الصبح، من تيتا، لأ متأكده، أن ماما هى الى أديتها، ل تيتا، تيتا يادوب معاشها بيقضيها، غير، أنها بتدى فلوس لمرات عمك تسد حلقها، عن عمك، طب ما بابا موظف زى عمى،وكمان عمى مرتبه أكبر من مرتب بابا، والحمدلله مكفينا، هتقولى مرتب ماما بيساعد معاه، هقولك، مش طول الوقت، ماما بتساعد من مرتبها،لما تكون حاجه زايده ، بس ماما بتعرف، توازن إحتياجاتها مع إمكانياتها، إنما مرات عمى، عاوزه تعيش فى بريستيج خاص بها، وبعد كل الى تيتا بتعمله معاها، مفيش مره أعترفت بفضلها، ودايماً، تقول، ربنا يخليلى أخويا، هو اللى بيساعدنى فى تربية عيالى، لو مش خيره عليا مكنتش عرفت أجهز بنتى، وأجوزها، تعرف أنا نفسى تجى لها مرات إبن من نفس فصيلتها كده نكارة خير، وتعلمها الأدب، بعدين فُكك من السيره دى، وأنت راجع من أسوان، متنساش، تجيب ليا كام كيلو تمر من هناك، ومتنساش تجيب لماما بُهارات.
ضحك علاء قائلاً: الى يسمعك بتقولى عالبُهارات، يفكر أنكِ بتعرفى فى أنواعها، ثم وقف وقال بتباهى: بذمتك شاب،طول وعرض زيي كده كلها سنه ويتخرج، ويبقى دكتور، يمشى فى السوق يشترى، تمر، وبُهارات.
ضحكت سهر، ونهضت واقفه ثم تعلقت على ظهره قائله بمرح: وتشلنى على ضهرك كمان، كده.
ضحك علاء قائلا بمرح هو الآخرً: أنتى تقلتى كده ليه، أرحمى، نفسك شويه، روحى الچيم ألعبى رياضه، بعد كده مش هتدخلى من الباب.
نزلت سهر من على كتفه، ووقفت على الفراش، تتباهى قائله: أنت الى بقيت خيش وقش، الچيم ده لأمثالك، أنما أنا الحمد لله، عودى مظبوط، لا تخينه، ولا رفيعه، أنا فى الوسط، وبزين أى لبس ألبسه.
ضحك علاء عليها، وقال: لأ بعترف، أنتى عود مظبوط، تضربى هيفا واليسا على عنيهم.
ضحكت تقول، من دول جنب، عودى المظبوط على الاقل أنا كله طبيعى، مش زى الكاوتش، كله نفخ.
ضحك قائلاً: أستنى أصورلك ڤيديو، هتوحشينى وأنا فى أسوان.
تبسمت قائله: طب أستنى أهندم نفسى شويه.
بعد ثوانى قالت له: ها جاهز للتصوير، يلا
بدأ علاء فى تصويرها، بوضعيات مختلفه ومُضحكه، يوجهها بها
ليقول لها: يلا بقى أدينى كتف هيفاء كده، وشوية أغراء
فعلت سهر مثل ما قال، لتكشف كتفها،لتظهر ملابس أخرى.
ليضحك علاء قائلاً:
لابسه بيجامتين فوق بعض،وفوقهم كمان روب، أه لو ماما،،،
لم يُكمل علاء قوله، وهو يرى الباب يفتح عليهم، ليسمعوا من تقول له بضيق:
ما هى لو أيدها بتحرقها، فى الغسيل مكنتش هتلبس بيجامتين، وروب كمان، كأننا فى الإسكيمو، وبعدين مين فيكم الى دخل المطبخ؟
صمتت سهر، وهى تُخفى بسمتها.
رد علاء: أطمنى يا ماما أنا الى حضرت لنا سندوتشات، يعنى هتلاقى المطبخ مترتب، زى ما سيبتيه.
تنهدت نوال قائله: والله المثل بيقول: الى عندها بنيه، تعيش عيشه هنيه، أنا من يوم ما خلفت الحيوانه دى مشوفتش الهنا بعنيا
ضحك علاء، بينما غضبت سهر قائله: أهو بتغلطى فيا، وترجعى بنفسك تصالحينى تانى، بس أنا مش هسيبلك البيت تانى، هروح أشتيكيكى لتيتا آمنه، وأوقع فيكى لها، وهى تعمل عليكى حما قويه، وتجيبلى حقى منك.
قالت سهر هذا، ونزلت من على الفراش، وتوجهت الى غرفة جدتها، بينما علاء ونوال أنفجروا بالضحك،على تلك الطفوليه،التى عادت لهم بعد لحظات قائله:
لقيت تيتا نايمه مرضتش أصحيها،بس من هنسى وهقولها،هى هتصحى بعد شويه،صغيرين،علشان تصلى الفجر وهقولها تدعى عليكى،وهى بتصلى،إن ربنا،يرزقك بمرات إبن تعاملك بنيتك تخلص منك الى بتعمليه فيا.
ضحكوا أكثر عليها،وقالت نوال: والله ربنا لو رزقنى بمرات إبن بنيتى،ومعاملتى معاكى، يبقى هيبعتلى ملاك.
...... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد صلاة الفجر
بمنزل زايد
لم ينام أحد بالمنزل، سوا ذالك الطفلان
أحمد ومنى
الجميع على أعصابه المشدوده
تحدث سليمان قائلاً: بقينا بعد الفجر، والنهار قرب يطلع مفيش أى خبر عن غدير، والغريب بنطلبها تليفونها بيرن ومش بترد، أو أى حد تانى يرد علينا،يقول حتى خبرها.
حاولت حكمت تهدئته قائله: أتفائل بالخير.
رد سليمان: أى خير، المثل بيقول الخبر الرضى بيجى عند صاحبه ويوقف، أنا عقلى هيشت انا لو مش خايف من الفضايح، كنت بلغت الشرطه،عن أختفائها.
رد مهدى قائلاً: الشرطه مش هتتحرك قبل أربعه وعشرين ساعه،خلينا نفكر،أفتكرى كده يا فريال،وكمان أنتى يا عليا،متعرفيش لها صحبات ممكن تكون راحت عندهم،بعدين رنين التليفون ده غريب، لو مخطوفه،على الأقل الى خاطفنها كانوا هيردوا،عليه،ويقولوا طلباتهم،ولو التليفون وقع أو ضاع منها كان الى لقاه رد برضوا،فى شئ غريب،خلينا نتصل بعمار،نقوله يجى،يمكن يعرف يتصرف،ويفكر،فى شئ أحنا منعرفوش،وكمان له أصدقاء فى الداخليه ممكن يفدونا.
صمت سليمان،وذهب خلف مهدى للخارج .
بينما
كانت فريال جالسه تبكى بشده،وترتجف،وتجلس لجوارها خديجه،تحاول التخفيف عنها،ثم تذكرت قول أبنتها حين قالت سابقاً أنها سمعت غدير،تتحدث على الهاتف،مع وائل.
فقالت ل فريال بتذكر:أنتى كنتى قولتيلى من كام يوم ،أن غدير،كان متقدم ليها عريس،تقريباً من عيلة "عطوه"
وأنها بعد ما رفضتوه،كانت لامت عليكى،ودى أول مره تحصل وتلوم غدير عليكى،بعد ما ترفضى عريس،هو العريس ده كان أسمه أيه؟
ردت فريال ببكاء:مش فاكره،هو متقالش أسمه غير مره واحده بس قدامى.
راجعت حكمت التى تجلس جوارهن ذاكراتها وقالت:
أستنى أنا هفتكرلك أسمه،أيه،أيه؟
الست آمنه تقريباً قالت:المهندس وليد،لأ مش وليد،يمكن وحيد،مش فاكره بس هو على نفس الأسمين دول.
قالت خديجه:وائل
ردت حكمت بتذكر:أه وائل.
أبتلعت خديجه ريقها،وصمتت.
تحدثت حكمت قائله:بس بتسألى ليه؟
ردت خديجه:ولا حاجه،بس بسأل.
فى ذالك الأثناء
بحديقة المنزل،
وقف كل من سليمان،ومهدى،الذى يضع الهاتف على أذنه،يسمع رنين الهاتف،
لكن سُرعان ما رد عليه الطرف الآخر
قائلاً:
خير،يا بابا بتتصل عليا بدرى قوى كده ليه؟
تنحنح مهدى قائلاً:معليشى صحيتك من النوم،بس فى حاجه حصلت ولازم تبقى موجود معانا،ضرورى.
رد عمار:لأ أنا كنت صاحى،بس خير،أيه الحاجه دى،يارب تكون خير.
رد مهدى:للآسف مش خير،غدير،خرجت من أمبارح المغرب،ولغاية دلوقتي مرجعتيش،والأغرب،بنطلب على تليفونها،بيرن ومفيش رد،وعمك عقله هيطير،منه،ومش عارفين نعمل،أيه،بفكر نبلغ البوليس.
رد عمار سريعاً:لأ أستنى،يا بابا،أنا هجهز،ومسافة السكه هكون عندكم عالضهر كده،بلاش أستعجال،فى التصرف،يمكن تكون عند واحده من صحابها،يلا سلام.
أغلق مهدى الهاتف،ونظر الى سليمان الواقف أصبحت عيناه من السهر،والترقب حمراء ناريه،وقال:عمار قال بلاش نبلغ البوليس،وهو جاى مسافة السكه،أطمن،لو حصلها حاجه كان زمان جالنا خبر عالأقل.
رد سليمان:أنا خايف،تكون أتخطفت،متنساش المنطقه حوالينا فى غيطان،وتكون،،،،،
قبل أن يكمل سليمان،تحدث مهدى:بلاش تخلى الشيطان يسيطر على تفكيرك،أدعى،ربنا،ترجع بخير.
......
بينما بداخل المنزل
تركت خديجه،حكمت،وفريال،بحجة أنها ستذهب للأطمئنان على أبنائها،لكن الحقيقه عكس ذالك.
هى دخلت الى غرفتها،وقامت بالأتصال على أخيها.
الذى رد سريعاً هو الآخر بلهفه:
خديجه،خير،حد من العيال جراله حاجه؟
رد خديجه:لأ أطمن،أحنا بخير،بس عاوزاك فى حاجه،أبعد عن أسماء،مش عاوزاها تسمعنا.
نهض يوسف من على الفراش قائلاً:هطلع أكلم خديجه،من الصاله،الشبكه هنا بتقطع.
تعجبت أسماء قائله:خير،فى أيه؟
رد يوسف:خير،أطمنى كملى أنتى نومك.
خرج يوسف خارج الغرفه،وأغلق خلفه الباب،ورد على خديجه:قوليلى بقى،سبب أتصالك وليه مش عاوزه أسماء تسمعنا،عمار جراله حاجه؟
ردت خديجه:لأ أطمن الموضوع خاص ب غدير،أنت سبق وقولتلى أن كان عندك ميعاد مع زبون عندك فى المكتب،بمكان قريب من جزيرة الورد،وشوفت،غدير،طالعه،وكان جنبها شاب،بيتكلموا،والشاب ده من حدانا هنا فى البلد.
رد يوسف قائلاً: أيوا شوفتها،بس مكلمتهاش،والشاب كمان أنا تقريباً عارفه،لأن حمات عمه، جنبا فى الشارع وأوقات كتير،بشوفه معدى،بس بتسألى ليه؟
ردت خديجه:يبقى أنا شكى صحيح،ويبقى هيحصل مصيبه هنا بسبب غدير،غدير من أمبارح المغربيه خرجت على أساس رايحه الصيدليه،ومرجعتش،ومنى كانت بتلعب فى الجنينه،وسمعتها بتقول،عشر دقايق وأبقى عندك،يا وائل.
أنذهل يوسف قائلاً:قصدك أيه،أنها تكون هربت معاه!
ردت خديجه:من كام يوم شاب من عيلة عطوه،جت والدته وجدته،يطلبوا أيد غدير،وفريال رفضتهم مباشر،وبعدها ولأول مره غدير،تروح وتتوقف لها،وأمبارح أختفت،أربط الاحداث ببعضها كده،عندك تفسير تانى.
رد يوسف قائلاً:لو زى ما بتقولى،يبقى هو ده التفسير الوحيد،بس ده يبقى مصيبه،ده عمى سليمان ممكن يقتل غدير،وميهموش.
ردت خديجه:يقتلها بس ده ممكن يقطع لحمها نسايل،وكمان زمان الحاج مهدى،أتصل على عمار،وأكيد هيرجع من الفيوم،قولى هنعمل أيه؟
رد يوسف:عمار صحيح عصبى،بس عاقل ومش متهور،بس فى دى،رد فعله مش متوقع،لان لو فعلاً ثبت أن غدير،مع الشاب ده،سواء برضاها،او غصب عنها،يبقى مصيبه كبيره.
فى أثناء حديث يوسف،مع خديجه،رن الهاتف،بوصول مكالمه أخرى،نظر الى الشاشه،ورأى أسم عمار.
فقال ل خديجه:عمار بيرن عليا،مش عارف أقوله أيه،أنا سبق،وقولت له على أنى شوفت غدير،مع شاب،أكيد بيتصل علشان كده،يلا أنتى مع السلامه،بس،قوليلى عالأخبار أول،بأول.
أغلق يوسف مع خديجه،ورد على عمار الذى اندفع بالسؤال قائلاً:
قولى مين الشاب الى سبق،وشوفته مع غدير،أنت قولت أنه من البلد حدانا.
أدعى يوسف عدم معرفته بالأمر وقال:فى أيه صباح الخير الاول،وشاب مين الى بتسأل عنه؟
رد عمار بعصبيه:يوسف غدير،بنت عمى مختفيه،من أمبارح،المغربيه،أكيد خديجه،أتصلت عليك،وقالتلك؟
رد يوسف:لأ محدش أتصل عليا،وأهدى كده،وقولى،بالراحه علشان أفهم قصدك.
رد عمار:المحروسه غدير،من أمبارح المغرب محدش يعرف عنها حاجه،وبيقولوا تليفونها كان معاها،وبيرن ومفيش رد،أعقلها أنت كده،دى لو مخطوفه،كان الى خاطفينها،يا هيقفلوا تليفونها،أو يردوا منه،ويطلبوا الى هما عاوزينه،ولو كان التليفون ضاع منها،الى لقاه لو عنده ضمير كان هيرد على الى بيتصل يقوله أنه لقى التليفون ده،ولو معندوش ضمير،وطمع فى التليفون،أول شئ هيفكر فيه هيشيل شريحة التليفون منه،أنا نفسى،طلبت رقمها،فضل يرن لحد ما خلص المده،كذا مره.
حاول يوسف تهدئته قائلاً:طب أهدى،كده وخلينا نفكر،أنت فين دلوقتي؟
رد عمار:أنا عالطريق،وهدوء أيه الى بتطلبه منى،بقولك غدير،من أمبارح المغرب مختفيه،والنهار،خلاص طلع،قولى مين الشاب الى،سبق،وشوفته معاها؟
رد يوسف:أهدى،بس،وركز فى طريقك،وأما توصل،يمكن تكون رجعت،وكل التخمينات دى غلط،وتكون كانت عند واحده،صاحبتها،وعامله التليفون صامت.
نفث عمار،سيجارتهُ قائلاً:تمام،بتمنى ده الى يحصل،وأنها ترجع،قبل ما أوصل،لأن لو الى فى دماغى صح،هيبقى نهايتها،سلام.
وقف يوسف يشعر،بالقلق هو الأخر،خائف من صدق قول كل من خديجه،وعمار،وخائف على غدير من رد فعل عمار.
..............ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما،بذالك المنزل،لم ينام وائل،من كثرة الرنين على هاتف،غدير،التى وقفت مخضوضه،حين رأت أسم عمار،على الهاتف،فكرت فى أغلاق الهاتف أثناء،رنينه،لكن تركته،وتذكرت،وقوفها بحديقة المنزل ،أمس وهى تتحدث مع وائل قبل أن تخرج من المنزل،هى تعمدت،أن تسمع "منى" التى كانت تختبئ من شقيقها،لابد أنها أخبرت خديجه،وبالتالى خديجه،ستخبر،عمار،هى تعمدت ذالك،لتُسهل الطريق أمامها.
سمعت طرق على باب الغرفه الموجوده،بها.
فتحت الباب،وجدت أمامها وائل،يبدوا عليه الأرهاق،بسبب سهره ليلة أمس،
تحدث وائل قائلاً:تليفونك مبطلش رن طول اللليل،ولحد دلوقتي،أنا حضرت لنا شاى،ومعاه شويه بسكوت.
أبتسمت غدير،قائله: متشكره يا وائل،أكيد دلوقتي،هندخل عالجزء التانى من أتفاقنا،لازم تكون جاهز لمواجهة،أهلى.
أرتعب وائل بداخله،لكن الآن لم يبقى مكان للتراجع،فقال:بس هما أكيد ميعرفوش أننا هنا فى البيت ده،ولا أنتى سايبه رساله لهم عن المكان.
ردت غدير:لأ،بس على بعدالعصر كده، مع أتصالهم المستمر عليا،أنا ممكن أرد عليهم،وأقول،أنك أنت خطفتنى،وأنا هنا من أمبارح،وكان التليفون بعيد عنى،ولحد ما قدرت أوصل له،ووقتها أنت تاخد من التليفون،وتطلب منهم،رجوعى قصاد أنهم يوافقوا على جوازنا.
رد وائل بخوف:وأفرضى،رفضوا،وحاولوا يأذونى،أو يأذوا حد من أهلى،أحنا أزاى مفكرناش،فى كده.
ردت غدير:لأ متخافش لو وصل الأمر لأذيتك،أو أذية حد من أهلك هقول لهم أنى جيت معاك بأرادتى.
.......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبل الظهر،بقليل دخل عمار الى المنزل.
وجد والدهُ،وعمه،ومعهم يوسف،بغرفة المعيشه.
وقفوا له
تحدث قائلاً: ها مفيش جديد.
رد سليمان:لأ نفس الشئ نتصل على تليفونها وميردش.
تحدث عمار:فين مرات عمى.
ردت عليه وهى تدخل الى الغرفه،ومعها كل من حكمت،وخديجه قائله: أنا أهو.
تحدث عمار:قوليلى أزاى،خرجت من البيت،أمبارح.
ردت عليه:قالت هروح الصيدليه الى على أول الشارع،ومن وقتها مرجعتش،تانى.
زفر عمار دخان السيجاره قائلاً:طب حد سأل أذا كانت راحت للصيدليه،أو لأ.
صمت الجميع.
تنهد عمار،ثم قال:تمام،أنا هروح أسأل فى الصيدليه،وراجع.
خرج عمار،وخرج خلفه يوسف.
بعد دقائق معدوده،دخل عمار ويوسف للصيدليه،وقف عمار يتفحص جوانبها بتمعن،وجد عدة كاميرات للمراقبه،ويوجد أيضاً كاميرا خارجيه على باب الصيدليه.
تحدث مع الواقفه بالصيدليه قائلاً:هى الصيدليه دى بتشتغل أربعه وعشرين ساعه مظبوط.
ردت الواقفه:أيوا يا أفندم،بتشتغل ورديتن،أنا بستلم من تمانيه الصبح،لحد الساعه سته المغرب،وفى زميل ليا بيستلم منى من سته،لتمانيه الصبح،خير.
رد عمار: خير،والكاميرات الى فى الصيدليه،دى طبعاً طول الوقت شغاله،مش بتفصل.
ردت الفتاه:طبعاً شغاله طول الوقت،بس لما الكهربا بتقطع،بتفصل.
نظر عمار ل يوسف قائلاً:أمبارح الكهربا قطعت بعد المغرب.
رد يوسف:لأ.
قال عمار: طيب تمام كويس.
أنا عمار زايد،وكنت عاوز أشوف تسجيل الكاميرات بتاع الصيدليه.
ردت الواقفه: آسفه حضرتك،مقدرش أتصرف بدون أذن الدكتور صاحب الصيدليه.
رد يوسف:تمام ممكن تدينى رقمه،وأنا هتفاهم معاه.
ردت الفتاه: أتفضل حضرتك.
أخذ يوسف،رقم الطبيب،وقام بالاتصال عليه،وحين رد عليه،رحب به وقبل أن يكمل حديثه،أخذ عمار الهاتف من يد يوسف،وتحدث هو قائلاً:
معاك عمار زايد،كنت طالب منك خدمه،أنا محتاج،لتسجيل الكاميرات الخاصه،بالصيدليه،أمبارح المغرب،لسبب خاص.
رد الطبيب:غنى عن المعرفه يا عمار بيه،وأنا تحت أمرك،بس أعرف السبب.
رد عمار قائلاً:سبب شخصى،ممكن تعفينى عن الاجابه،وأبقى شاكر لك لو نفذت طلبى.
رد الطبيب:تمام دقايق وأكون عندك بالصيدليه.
بعد دقائق كان طبيب الصيدليه،وعمار،ويوسف يقفون بغرفه صغيره جوار الصيدليه
يُعيد الطبيب أمامهم سجل الكاميرات الداخليه للصيدليه.
لم يرى عمار،وجود غدير،بالصيدليه فى ذالك الوقت.
فقال للطبيب طب ممكن تعيدلى سجل الكاميرات الخارجيه الى قدام الصيدليه.
رد الطبيب الصيدلى: طبعاً،وكمان الكاميرات دى بتلقط،كل الى ماشين فى الشارع،ولمسافه طويله كمان،بس ممكن تقولى حضرتك بتدور على أيه يمكن أساعدك أكتر.
رد عمار:شخص معين عاوز أشوف عدى من الشارع أو لأ،أتفضل عيدلى تسجيل الكاميرات فى نفس الوقت الى سبق وقولتلك عليه.
أعاد الطبيب سجل الكاميرات،ليأتى نفس الوقت،رأى عمار،غدير تسير
فقال للطبيب ممكن تبطئ حركة الكاميرا هنا شويه.
فعل الطيبب ما طلبه منه عمار
ظهر بتسجيل الكاميرات،سير غدير،وتلفتها خلفها حين أقتربت من الصيدليه تنظر خلفها،ثم سارت ولم تدخل الى الصيدليه.
دخل يقين الى عمار وهو ينظر الى يوسف،أن غدير،قصدت الخروج من المنزل،وأنها تكون فعلت ذالك لهدف،برأسها.
تحدث عمار للطبيب قائلاً بشُكر: بشكر موافقتك على أننا نشوف تسجيل الكاميرات.
رد الطبيب قائلاً: مفيش شكر بينا،بتمنى تكون لقيت الهدف الى طلبت تسجيل الكاميرات علشانه.
رد عمار:متشكر فعلاً لقيته،وأتمنى مكونش أزعجتك.
رد الطبيب بابتسامه،أبداً،يا عمار بيه،شرفتنى.
خرج عمار ويوسف من الصيدليه.
أخرج عمار علبة سجائرهُ وأشعل إحداها بغضب قائلاً: أظن الصوره وضحت قدامك،غدير،مخططه بنفسها،بس هى فين،قولى بقى مين الشاب الى سبق وشوفته معاها.
رد يوسف بترقب: وائل،أبن عبد الحميد عطوه.
وقف عمار: يقول بتقول مين!،أستنى أنا فاكر من كام يوم أنا ماما كانت قالتلى أن فى عريس أتقدم،ل غدير،وفريال رفضته،ولما سألتها هو مين قالتلى،نفس الأسم.
تحدث يوسف قائلاً:طب هتعمل أيه دلوقتي؟
رد عمار:مفيش غير عمل واحد،هنروح نشوف،وائل ده،أيه حكايته مع غدير.
تحدث يوسف:قصدك أيه،هتروح له بيته.
رد عمار:مفيش حل غير كده،يلا بينا.
بعد دقائق معدوده،
وقف عمار أمام منزل وائل،يضع يدهُ على جرس باب المنزل،
لكن كان هناك أكثر من جرس موضوعين حائط المنزل على أحد جوانب الباب
فرن عليهم كلهم،ولم يترك الرنين لمده طويله،ثم تركه وأدار،ظهره لباب المنزل.
كانت أول من فتحت باب المنزل،هى سهر
التى وقفت خلف عمار بضيق من طريقة رنه لجرس الباب،بطريقه مُزعجه،فتحدثت قائله:
أيه فى أيه بترن جرس الباب،بالطريقه الهمجيه دى ليه،من الذوق ترن مره واحده،وتقف جنب الباب،تستنى صحاب البيت يفتحولك.
أستدار عمار حين سمع صوت فتح الباب،وحديث سهر الجاف،نظر لها،بسخريه،وقال:
وضح كده،كل شئ قدامى.
السادسه
ـــــــــــــــ
أخفضت سهر نظرها ل عمار وقالت بحِده:مين حضرتك،وعاوز مين،وكمان أيه الى وضح قدامك؟
نظر عمار لها بحِده هو الآخر،قائلاً:أنتى متعرفيش أنا مين،أكيد بتستهبلي؟
رفعت سهر نظرها له قائله:فعلاً أنا الى وضح قدامى،أنك شخصيه غير محترمه،ويتتفضل تقول عاوز مين،يا هقفل بوابة البيت،فى وشك.
أغتاظ عمار،كيف تدعى أنها لاتعرفه،كان سيرد بغلظه،لكن قبل أن يرد عمار
خرجت آمنه من باب الشقه الخاصه بوالد سهر،تحدثت من خلفها قائله:مين الى بيرن الجرس،يا سهر.
أدارت سهر وجهها لجدتها للرد عليها،فى نفس الوقت نزلت زوجة عمها من شقتهم،وتقف بمنتصف السلم قائله بأنزعاج:مين الى بيرن الجرس بالطريقه دى؟
حين أدارت سهر وجهها لجدتها،ظهر عمار من خلفها،تذكرت جدتها ذالك الحلم،وذالك الشاب الذى كان يجذب سهر للسير معه غصباً،شعرت بدوخه،ولم تتحملها ساقيها،و أختل توازنها، وكادت أن تقع،لكن سهر،ذهبت إليها مُسرعه،وأمسكت أحدى يديها،وأجلستها على أحد درجات سُلم المنزل ،تعجبت سهر حين رأت من يسند جدتها معها،ويمسك يدها الأخرى، رفعت وجهها تنظر له،للحظه تلاقت عيناها البنيه الدافئه،مع عيني عمار الرماديه القاسيه،سُرعان ما أخفضت عيناها،ونظرت لجدتها،التى تُمعن نظرها لعمار،شعور متضارب،يجتاحها حين ترى هذا الشاب،لا تعرف السبب.
بينما عمار حين تنحت سهر من أمام الباب،ترد على جدتها،ورأى جدتها تكاد تقع،لم يُفكر،ودخل خلفها،وأمسك يدها الأخرى،وسندها الى أن جلست على السلم.
تحدثت سهر بقلق قائله:تيتا،مالك أيه الى جرالك فجأه،أتصل ب علاء يجى من المستشفى،يشوف مالك.
أطبقت آمنه يدها على يد سهر قائله:لأ يا روحى،أنا بخير،بس دوخت،شويه بسبب،أنى طلعت بسرعه أشوف مين الى بيرن الجرس بالطريقه دى.
نظرت سهر مره أخرى الى عمار،بضيق قائله:
هتقولى أيه يا تيتا،فى ناس كده،مش بتقدر قلق وخوف الناس ووو
قبل أن تُكمل سهر قولها،أتت هيام،برياء تدعى اللهفه قائله:حماتى أيه الى جرالك كنت كويسه من شويه،عملتى فيها أيه يا سهر؟
نظرت سهر لها متفاجئه،لكن ردت آمنه:
أنا كويسه،وسهر،ربنا ينجحها هى الى سندتنى،هى والأستاذ....؟
قبل أن يرد عمار،سمعوا من قالت: عمار
،كانت تلك هى مياده التى نزلت هى الأخرى
تحدث عمار قائلاً:أنا متأسف،لو كنت ضايقت حضرتك،بس انا مكنتش أقصد أزعاجك،أنا عمار زايد،أتقابلنا فى بيتى قبل كده.
نظرت له آمنه،وأبتسمت له بتكلُف،قائله:خير يا أبنى أيه سبب زيارتك لبيت ولادى.
سبقته سهر بالرد قائله:أكيد سبب الزياره هى الأزعاج.
نظر لها عمار،قائلاً: لأ مش الأزعاج،أنا كنت جاى علشان،وائل عطوه،مش ده بيته برضوا.
شعرت هيام برجفه فى قلبها،لا تعرف سببها،وردت قائله:أيوا،وائل أبنى،خير،عاوزه ليه؟
ترك عمار يد آمنه ووقف واثباً،ينظر ل هيام،حاول تمالك عصبيته،وقال بصوت هادئ:طب هو فين عاوزه فى أمر خاص.
سبقت مياده بالرد قائله:هو مش هنا،ممكن يكون فى مركز الصيانه الى بيشتغل فيه.
لم يرفع عمار عيناه،وينظر الى مياده،
التى تقف بمنامه بيتيه حريريه،ولا ترتدى حجاب،كانت عيناه مُنصبه،على تلك التى تُمسك يد جدتها تساعدها على الوقوف،كانت ترتدى،أسدالاً،ومحجبه.
رد عمار:وفين مركز الصيانه ده.
ردت هذه المره هيام قائله:فى المنصوره،بس أنت عاوزه ليه؟
رد عمار:قولت عاوزه فى أمر خاص.
كان فى تلك الاثناء،ساعدت سهر جدتها،التى وقفت،
فقالت سهر لها:
تعالى يا تيتا،أدخلك لأوضتك ترتاحى،أحنا ملناش،فى الى عاوزه البيه.
نظر عمار لها بغضب هو يعلم أنها سخرت منه حين قالت البيه.
وقفت جدتها،لكن عمار عاد يُمسك يد جدتها،فقامت سهر بدفع يدهُ بقوه بعيداً عن جدتها،قائله بحده:أبعد أيدك عن تيتا،مش محتاجه مساعدتك،وعندك،مرات عمى أسألها،هى أم وائل،وأكتر واحده قريبه منه.
قالت سهر هذا،وسندت جدتها ثم دخلت بها الى الشقه،وأغلقت بوجه عمار الباب.
أغتاظ عمار من سهر بشده،ود لو كسر باب الشقه فوق رأسها،أغمض عينيه بقوه،ثم فتحها ونظر ل هيام قائلاً:
ممكن عنوان مركز الصيانه ده بالظبط.
قالت هيام:مش تقولى عاوزه فى أيه؟
رد عمار:عاوزه فى أمر خاص،لو سمحتى قولى أسم مركز الصيانه.
ردت عليه مياده،بأسم المركز ومكانه،لم يرفع عمار بصرهُ وينظر الى مياده التى حاولت أكثر من مره لفت أنتباهه،لكن هو لا حتى لم يرفع وجهه يراها.
تحدث قائلاً:تمام متشكر،سلاموا عليكم.
قال عمار هذا وغادر،مُسرعاً.
بينما قالت مياده لوالداتها:تفتكرى عمار عاوز وائل فى أيه؟
ردت هيام بعصبيه:معرفش سمعتى بنفسك،وبعدين،أنتى تعرفى عمار منين؟
تعلثمت مياده قائله:عادى،شوفته فى فرح من مده قصيره،وسمعت حد بينادى عليه،وسيرته فى البلد كلها معروفه.
نظرت لها هيام قائله:طب أوعى من وشى أطلعى قدامى،خلينى أتصل على أخوكي،وأشوف هو فين مرجعيش البيت من أمبارح بايت بره فين،ويمكن يكون عنده خبر،عمار،ده عاوزه ليه،وبعدين أزاى توقفى قدام عمار كده،بشعرك مكشوف،وكمان بيجامه بيتى.
أرتبكت مياده وهى تضع يديها على شعره بأدعاءقائله:أيه ده تصدقى مخدتش بالى،أنا خرجت بسرعه بعد ما أتخضيت من رن الجرس.
نظرت لها هيام قائله:طب أوعى من وشى،أو أطلعى،قدامى.
ردت مياده:لأ أنا هروح أطمن على تيتا،ويمكن يكون سهر عندها فكره عمار ده كان عاوز وائل فى أيه،هى تيتا آمنه مش حماتك والمفروض تطمنى عليها.
نظرت هيام لها بسخريه قائله:كفايه أنتى روحى أطمنى عليها،وسعى من عالسلم عدينى.
أخذت مياده جنباً لتمر من جوارها هيام،ثم نزلت ورنت جرس شقة عمها .
بينما سهر حين دخلت وأغلقت الباب بوجه عمار،سارت بجدتها الى أن أدخلتها الى غرفتها،وأجلستها على الفراش قائله:شكلك تعيانه،يا تيتا،أنا هتصل على علاء،يجى،يكشف عليكى،وهو ماشى ما مبقلوش نص ساعه و زمانه لسه فى الطريق.
أمسكت آمنه يد سهر،وأبتسمت قائله:أنا كويسه هى بس الخضه،بسبب،رن جرس الباب، هاخد علاجى، وشويه وهبقى أحسن،بس مفيش هنا ميه،روحى هاتيلى ميه من المطبخ.
ردت سهر بضيق:كله من الحيوان الى رن الجرس،ميعرفش طريقة رنه الحلوفه دى ممكن تخُض الناس،هروح أجيبلك ميه من المطبخ مع أن ماما محرجه عليا مدخلش المطبخ،بس علشان خاطرك،يا تيتا هخترق القوانين.
ضحكت آمنه من قولها،ونظرت لخروجها،تدعى لها،براحة القلب،وأن يرزقها،على قد نيتها الطيبه، وقلبها البرئ.
بينما سهر تعود من المطبخ بكوب المياه بيدها،سمعت رنين جرس الباب،فقالت بضيق:لازم الحيوان المُتعالى المتغطرس الغبى ده هو الى رن الجرس من تانى،بس المره دى،أنا بقى هعرفه مقامه.
قالت سهر هذا،وفتحت باب الشقه،ودون أن ترى من أمامها،سكبت بوجهها كوب الماء الذى كان بيدها،دفعه واحده.
شهقت مياده قائله:سهر،أنتى أتجننتى،حد يرش حد ميه فى السقعه دى.
حاولت سهر كبت ضحكتها،وقالت:معليشى يا مياده،وقعت منى غصب عنى،أطلعى غيرى البيجامه،لأحسن يجيلك برد الجو ساقعه،وهدومك أتبلت.
ردت مياده:
لأ هاتيلى فوطه أنشف بها الميه من على وشى،هدومى متبلتش قوى،فين تيتا،كنت جايه أطمن عليها.
تبسمت سهر قائله:براحتك،تيتا فى أوضتها،هروح أجيبلك فوطه،وأجيب كوباية ميه تانيه لتيتا.
بعد ثوانى عادت سهر بيدها منشفه،وكوب مياه آخر،أعطته لجدتها قائله:الميه أهى يا تيتا،يلا خدى علاجك،معليشى أتأخرت عليكى،وأنتى يا مياده الفوطه أهى.
أخذت آمنه كوب الماء من يد سهر،ووضعت بعض حبات الدواء بفمها،ثم أرتشفت بعض قطرات المياه،ثم وضعت الكوب على طاوله جوار فراشها،ونظرت ل سهر،تدعو لها بمحبه.
بعد أن نشفت مياده وجهها،نظرت لجدتها قائله بغيره واضحه:وأنا كمان يا تيتا مش بتدعيلى ليه زى ما بتدعى لسهر كده،مع أن سهر،رشتنى،بالميه،والمثل بيقول،رش الميه عداوه،وأنا أهو خدها،بسعة صدر.
تبسمت سهر قائله:قولتلك كان غصب عنى.
تبسمت لهن آمنه بحنان قائله:بدعيلكم أنتم الاتنين ،ربنا ينولكم مقاصدكم،وبدعى كمان لبقية أحفادى،وولادى،ولكل الناس بدعيلها بالخير.
قالت آمنه هذا وتمددت على الفراش.
تبسمت سهر قائله: ربنا يتقبل دعائك يا تيتا،أنا بتفائل بيه،يلا يا مياده نسيب تيتا تستريح شويه.
نظرت لها آمنه بأمتنان.
خرجت سهر،ومياده من الغرفه
وقفت سهر بالصاله قائله:تيتا هتنام،وأنا هدخل أذاكر،خلاص أمتحاناتى الاسبوع الجاي.
ردت مياده قائله:مجتش من ربع ساعه راحه من المذاكره تعالى خلينا نقعد شويه مع بعض عاوزاكى فى موضوع مهم.
قالت مياده هذا،وجلست على أحد مقاعد الصاله.
تنهدت سهر بضيق،ثم ذهبت وجلست جوارها قائله: أيه هو الموضوع بتاعك المهم؟
ردت مياده:عمار.
قالت سهر مين عمار،،ثم تذكرت،قائله:آه قصدك الجلف،الى كان هنا من شويه،ماله بقى عمار ده،شكله إنسان مُتعالى،وبينظر للناس من فوق،و عديم الذوق.
ردت مياده:بالعكس ده شكله شخصيه قويه،كده،ومسيطره،وله جاذبيه طاغيه.
نظرت له سهر متعجبه تقول بأستهزاء:جاذبيه طاغيه،أنا مشوفتش كده،بس نفسى أعرف كونتى،فكرتك دى عنه بناءً على أيه،تعرفيه عن قُرب!
ردت مياده:شوفته كام مره صدفه،كده،و..
قاطعتها سهر قائله:بتنبنى،فكرتك عن شخص،لمجرد شوفتيه كام مره صدفه،ده يبقى هبل،أو حب مراهقه،وأنتى فعلاً مراهقه،وشوفتى فين عمار،ده كذا مره.
تضايقت مياده من نعتها لها بالمراهقه،وقالت:
أول مره شوفته كنت أنا وأنتى مع بعض،غريبه معظم المرات الى شوفته فيها،كنتى بتبقى موجوده،يعنى فاكره الفرح الى كنا فيه من حوالى شهر كده،الى كان العريس والعروسه جيران جدتك يُسريه،الفرح الى،كنتى هتقعى فيه من عالسلم،وأحنا نازلين،بس عمار هو ليلتها هو الى مسك أيدك،لو مش مسكته لأيديكى بسرعه،كان زمانك،أتسحلتى عالسلم.
تذكرت سهر تلك الليله،هى فعلاً كادت أن تقع على السلم،ونظرت ل مياده قائله:ما كنت هقع بسببك،أنتى الى زقتينى،وقتها،علشان كنتى عاوزه تنزلى قبلى من عالسلم.
ردت مياده:مكنش قصدى على فكره.
تحدثت سهر قائله: كان قصدك ولا مكنش قصدك متفرقيش، بس أيه عرفك بعمار ده أصلاً من البدايه.
ردت مياده:أنا كنت شوفته وهو نازل هو ومامته من العربيه،هو راح عند الرجاله،ومامته طلعت عند النسوان وبعد شويه لما ،دخلنا أنا وأنتى بعدها وقعدنا فى وسط النسوان،تخيلى سمعت أيه ؟
ردت سهر:أيه الى سمعتيه،فى وسط كلام النسوان،أنا مبركزش مع الكلام الفارغ؟
ردت مياده: أحنا بالصدفه جت قعدتنا، وراء ،مامت،عمار وسمعتها ،وكانت بتتكلم،مع واحده،قريبتها تقريباً،وسألتها،هو ليه عمار ميتجوزش مره تانيه طالما مراته الى معاه دى مش هتخلف أبداً،وهو أبنها الوحيد،ولازم ييقى عنده ولاد،يورثوا،أملاك عيلة،زايد،ردت عليها،وقالتلها مراته الأولانيه مش ممانعه أنه يتجوز تانى،وأنها بتدور،له على عروسه مناسبه،له.
تعجبت سهر قائله:يعنى عمار ده متجوز،واحده مبتخلفش،ومامته،علشان يخلف،عاوزه تجوزه تانى،علشان يخلف لعيلة زايد وريث،وشكل مراته الأولانيه الى موافقه أنه يتجوز عليها دى أيه؟أكيد واحده،معندهاش شخصيه.
ردت مياده بتسرع:لأ الى فهمته،أنها صعب تخلف،لأنها مستئصله الرحم،وكمان كانت مرات عمه،وأتجوزها بعد وفاة عمه،فأكيد مش هيبقى فارق معاها،جوازهُ عليها،المهم،أنها تعيش فى خير،عيلة،زايد،والى هتتجوز،عمار ده وتخلف منه،هى الى هتسيطر،على كل الخير.
ردت سهر قائله:خير أيه الى هتسيطر،عليه،دى هتبقى زى ماعون أنجابى مهمتها تخلف له عيال،وبس،بقولك أيه أنا عندى أمتحانات خلاص أول الأسبوع الجاى،ولازم أقوم أذاكر،وأنتى كمان قومى أطلعى،ذاكرلك كلمتين ينفعوكى،وسيبك من التفكيرعمار زايد،مش هينفعك،غير،شهادتك،وبعدين عمار،ده شكله فرق كبير فى السن عنك بكتير،ده يجى ضعف عمرك.
ردت مياده:وماله،فرق السن،ميعبش الراجل،وميزه للبنت،تدلع عليه براحتها،أنها صغيره عنه،بكتير.
نظرت لها سهر بذهول،من طريقة تفكيرها.
.........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل بمدينةالمنصوره
أمام أحد مراكز الصيانه الكبيره.
نزل يوسف من السياره قائلاً:عمار خليك أنت هنا فى العربيه،وأنا هدخل مركز الصيانه أسأل على وائل.
نفث،عمار دخان سيجارته بغضب قائلاً: تمام،بس بلاش تغيب،شوفلى وائل ده،وهاته معاك،وأنا هستناك هنا فى العربيه.
رد يوسف:تمام بس خف شويه من السجاير،أنت قربت تخلص العلبه.
رد عمار:بس أنت أدخل شوفلى وائل ده،خلينا نخلص،يمكن نوصل لبداية خيط تدلنا على مكان،غدير.
دخل يوسف الى مركز الصيانه،وغاب لحوالى،عشر دقائق ثم عاد
فتح باب السياره،وصعد جوار عمار،الذى نظر له متعجباً يقول:فين وائل،الى قولت عليه!
رد يوسف:وائل مش جوه فى المركز،هو من أمبارح أشتغل نص الورديه بتاعته،وبعدين أخد أذن أنه عيان،وغادر،وكمان بلغ زمايله فى المركز ياخدوا،له النهارده أجازه.
نظر له عمار قائلاً:لأ بقى مش كل دى صدف،شكل الموضوع متخطط له،من قبل كده.
رد يوسف:طب هتعمل أيه،هترجع لبيت وائل ده تانى، ولا هتعمل أيه؟
جاء على بال عمار،منظر،سهر،وهى تُغلق باب الشقه بوجهه،فتعصب قائلاً: تفتكر لو رجعنا هنلاقى وائل ده فى البيت،أو حتى حد من البيت ممكن يقولنا على مكانه.
تحدث يوسف:طب هنعمل أيه دلوقتي؟
رد عمار:معرفش خلينا نرجع للبيت،ونفكر.
نظر يوسف لعمار،الذى يُشعل سيجاره،هو لاول مره يرى عمار،بتلك العصبيه،هو،ينفث،سيجاره خلف أخرى،راجع عقله،نظرات عمار،لتلك الفتاه قبل قليل،هو كان يقف أمام بوابة المنزل،رأى نظرات عمار لها،وحديثها الغاضب معه،وعين عمار التى لم تنزل من على تلك الفتاه طوال وقوفها أمامه،ليأتى إليه خاطر،سُرعان من نفضه عن رأسه.
......
بمنزل زايد
قام سليمان بالأتصال على هاتف عمار،لم يرد عمار،عاود الأتصال لكن هذه المره على هاتف يوسف،الذى رد عليه،بأختصار،أنهم لم يجدوا وائل،بمنزله،وذهبوا الى محل عمله،لم يجدوه أيضاً،وأنهم بالطريق عائدين،للمنزل.
أغلق سليمان الهاتف.
سأله مهدى:أيه الأخبار؟
رد سليمان:بتمنى،يجى خبرها،ومترجعش،مفيش،وائل ده كمان شكله مُختفى،لو الى فى دماغى،طلع صحيح،ملهاش عندى ديه.
تحدث مهدى قائلاً: هدى نفسك وحد الله كده،وأنشاء الله خير.
رد سليمان:خير هيجى منين الخير،أنا لو مش خايف من الفضايح كنت طلعت منادى ينادى عليها فى البلد.
رد مهدى:أهدى بس يا سليمان،بيقول الخبر السو مبيستناش،وبيروح لأهله،أطمن شويه،أنا هرجع أتصل بعمار،أن هو له أصدقاء فى الداخليه،ممكن يساعدونا فى البحث عنها.
زفر سليمان نفسه بغضب،بينما فتح مهدى هاتفه يتصل على عمار.
.....
فى تلك الأثناء،كان عمار هو ويوسف، أصبحا داخل الى البلده،بينما كان يقود عمار السياره بضيق،لفت نظره شئ بالطريق،فعاد للخلف بعد أن كان تخطاه
تعجب يوسف،وقبل أن يتحدث،نزل عمار من السياره،وأتجه الى ذالك السوبر ماركت الكبير
ودخل مباشرة يُلقى السلام
رد عليه صاحب السوبر ماركت السلام ثم رحب به قائلاً:أهلاً عمار بيه السوبر ماركت نور،أؤمرنى،تحت أمرك.
رد عمار:متشكر،كنت عاوز أسألك الكاميرات الى محطوطه،على السوبر ماركت من بره دى شغاله؟
رد صاحب الماركت:أيوا،شغاله أربعه وعشرين ساعه،لأن أوقات بستلم بضاعه فى وقت متأخر من الليل،ومبلحقش أخزنها فى المخزن،بسيبها جنب الماركت،وكمان دول تلات كاميرات مش كاميرا واحده،وبيكشفوا،تلات شوارع رئيسيه فى البلد.
تنهد عمار قائلاً:طب أنا محتاج منك شئ خاص،وممكن متسألنيش السبب،وطلبى هو تسجيل الكاميرات دى أمبارح بعد المغرب
رد صاحب الماركت:أكيد أنا يشرفنى أخدمك،بدون ما أعرف السبب،أتفضل معايا.
دخل عمار،وصاحب الماركت،وخلفهم يوسف،
بدأ صاحب الماركت،فى تشغيل سجل الكاميرات،الى أن عاد بالوقت الذى طلبه منه عمار.
ظهرت غدير،بسجل الكاميرات،بوضوح،وهى تمشى من أمام الماركت،وكشفت أيضاً،احدى الكاميرات دخولها،بأحد الشوارع،الرئيسيه،الى أن توقفت أمام أحد المنازل،ثم أختفت بعدها من الكاميرات.
هب عمار واقفاً يقول لصاحب الماركت،متشكر لمساعدتك ليا،يلا يا يوسف.
قبل أن يرد صاحب الماركت،كان عمار يغادر،وخلفه يوسف.
خرج يوسف يقول لعمار:هتعمل أيه يا عمار؟
فى ذالك الاثناء رن هاتف عمار،فأخرجه من جيبه ونظر الى الشاشه،ورأى والدهُ هو من يهاتفه،فرد عليه:
تحدث مهدى قائلاً:عمار،أيه رأيك تتصل باى حد من معارفك،يخلى الشرطه تساعدنا نلاقى غدير.
رد عمار قائلاً:على ما أعتقد مش هنحتاح لحد يساعدنا،أنا تقريباً وصلت لمكان غدير.
تحدث مهدى قائلاً:يعنى عرفت مكانها،طب هى فين؟
قبل أن يرد عمار
خطف سليمان الهاتف،من يد مهدى قائلاً:قولى عرفت مكان غدير،هى فين،طب هى بخير،ولا؟
رد عمار:لسه متأكدتش يا عمى،بس على ما أعتقد هى هنا فى البلد،وأنا قريب من المكان،وأدعى أنها تكون موجوده فيه،أو حتى يكون بدايه خيط نمشى وراه لحد ما نعرف مكانها.
تحدث سليمان:فين المكان ده،قولى،وأنا أجيلك.
رد عمار عليه بالمكان
فقال سليمان:المكان مش بعيد عشر دقايق،وأكون عندك.
أغلق عمار الهاتف.
تحدث يوسف:ليه قولت لعمك عالمكان،أحنا لسه مش متأكدين،أن كانت غدير،فيه أو لأ؟
رد عمار:خلينا نروح نتأكد مش هنخسر حاجه،ومعانا وقت قبل ما يوصل عمى لهنا.
ذهب يوسف وعمار،بداخل ذالك الشارع،ينظرون الى بيوته،الى أن توقفوا،أمام ذالك المنزل،المنزل،يبدوا مهجور،من طريقة إغلاق نوافذه،حتى هنالك بعض الاتربه العالقه على بوابة المنزل الحديديه،تحير عقل يوسف وعمار
قال يوسف:البيت ده شكله،مفيهوش سُكان.
رد عمار بحيره هو الآخر:واضح كده،بس كاميرات الماركت،جابت وقوف غدير هنا،وبعدها أختفت،مش عارف،ولو رنيت على جرس الباب مش هيرن آكيد صحاب البيت فاصلينه،قبل ما يسبو البيت،قولى أنا محتار،أنت بنفسك شوفت سجل الكاميرات،يمكن أنا مركزتش كويس.
رد يوسف:لأ نفس الى أنا شوفته،أستنى فى حد من الجيران أهو واقف،هروح أسأله مين صاحب البيت ده وهو فين؟
ذهب يوسف الى ذالك الجار،وقام بسؤاله:
هو البيت ده فين صحابه؟
رد عليه الجار:صاحب البيت ده مسافر السعوديه هو ومراته،وعياله،وبيجى كل كم سنه،بس بتسأل ليه؟
رد يوسف:أنا كنت عاوز أشترى بيت وفى ناس دلونى عالبيت ده.
رد الجار،بأستغراب:معرفش أول مره اسمع أن البيت ده معروض للبيع،بس تقدر تسأل أخت صاحب البيت،هى بتجى لهنا كل فتره والتانيه تشوف البيت،وأوقات بيجى إبنها بدالها،حتى شوفته أمبارح قبل المغرب داخل البيت.
نظر يوسف للجار قائلاً:متأكد أنه دخل البيت ده أمبارح قبل المغرب،طب أسمها، طب ممكن تقولى أسم أخت صاحب البيت،او حتى أسم أبنها،أهو أتواصل معاهم.
رد الجار:هى أسمها الحاجه هيام،وأبنها اسمه وائل.
فى ذالك الوقت كان عمار أقترب من مكان وقوف،يوسف مع الجار،وأيضاً،أقترب سليمان من المكان.
سمع عمار،قول الجار،ليوسف،فعاد بنظره الى المنزل،
أستأذن يوسف من الجار،وعاد لمكان وقوف عمار،قائلاً:أكيد سمعت كلام الجار،هتعمل أيه دلوقتي؟
رد عمار:معرفش،قولى انت أتصرف أزاى،وعمى أهو هو وبابا قربوا علينا.
رد يوسف:لازم نستعمل العقل،رن الجرس،ونشوف.
زفر عمار،نفسه بغضب،وذهب الى جرس الباب،والذى للصدفه،رن.
.......
بينما بداخل المنزل.
كانت يجلس وائل و غدير بغرفة الضيوف،صامتين،لكن كانت تمسك غدير،بهاتفها فى يدها،بين الحين والآخر تنظر ل وائل،الذى يجلس صامتاً،لكن رن هاتفه
لينخض،للحظات،ثم نظر للشاشه
أنخضت غدير هى الأخرى،وقالت له:مين الى بيتصل عليك؟
رد وائل:دى ماما،قال هذا وأغلق الهاتف دون رد.
قالت غدير:طب ليه مردتش عليها؟
رد وائل:أكيد هتسألنى،أنا كنت بايت فين أمبارح،ومرجعتش للبيت،وأنا مش هقدر،أبرر لها،خليها،لما أرجع للبيت أبقى أقولها.
نظرت له غدير قائله:وأنت متعود بتبرر لمامتك،سبب غيابك،هو لازم تديها خط سيرك
شعر وائل بسخريه غدير وقال:لأ مش متعود،بس كمان مش متعود على البيات بره البيت بدون سبب.
تحدثت غدير:يعنى أيه تبات بره البيت بدون سبب قصدك أيه.
رد وائل:مقصديش،بلاش طريقتك دى،أنا رايح أعملى قهوه تحبى أعملك معايا.
ردت غدير:لأ،مش بحب أشرب قهوه،غير،مره واحده فى اليوم،بس،غير،كده بشرب عصاير،بس.
رد وائل:عملت حسابي،وجايب مجموعة عصاير،هروح أعمل ليا قهوه،وأجيبلك عصير.
ذهب وائل بأتجاه المطبخ لكن لم يصل آليه،بسبب رنين جرس المنزل.
للحظه أنخض،وكذالك غدير التى أتت إليه،تقول،برجفه،تفتكر مين الى بيرن جرس الباب.
تمالك وائل نفسه قائلاً:أكيد معرفش،بس ممكن تكون ماما،لأنى أخدت منها مفاتيح البيت أمبارح،يمكن لما مردتش عليها جايه تشوفنى كنت بايت هنا.
قالت غدير:طب هتعمل أيه دلوقتي،مش لازم مامتك تشوفنى معاك هنا.
رد وائل:تمام،أطلعى أنتى أدارى فى أى أوضه فى الدور التانى،وأنا هفتح لها،و هحاول أخليها تمشى بسرعه،بأى حجه.
نظرت له غدير قائله:بس أوعى تمشى معاها وتسيبنى فى البيت ده لوحدى،أنا بخاف.
رد وائل:لأ أطمنى،ودلوقتي أطلعى،علشان،هروح أفتح لها.
صعدت غدير لأعلى،بينما توجه وائل الى باب المنزل.
بعد لحظات فتح وائل الباب.
أنخض،بل أرتعب حين رأى من يقف أمامه،وحاول،أخراح صوته،قائلاً:عمار.
من نظرة عين وائل المرتعبه فطن عمار،أن غدير،معه،هو تاجر،ويفهم فى نظرات العيون،جيداً.
دفع عمار وائل الى داخل المنزل قائلاً:مش تقول أتفضلوا أدخلوا،ولا معندكش ترحيب بالضيوف،قال عمار هذا،ودخل الى المنزل خلف وائل،ثم دخل يوسف،وسليمان،ومهدى اللذان وصلا هما الأخران الى المكان.
أغلق يوسف باب المنزل
إرتعب وائل بشده يكاد قلبه يخرح من صدره.
تجولت نظرات عين عمار،بداخل المنزل.
بينما سليمان ومهدى لم يتنظرا،وذهبا،يفتحان باب خلف آخر،ثم صعدا الى الدور الثانى،وبدئأ بفتح باب خلف آخر،ولسوء الحظ،وجدوا،غدير،بغرفة نوم.
بينما بالأسفل تحدث يوسف قائلاً: فين غدير.
صمت وائل المرتعب،من نظرات عمار الصامت،يقف يدخن،ولا يتحدث.
بينما بالاعلى
صرخت غدير،بعد أبرحها سليمان بعض الضربات،على وجهها،لكن سُرعان ما بعدهُ عنها مهدى،قائلاً:
أهدى يا سليمان،خلينا نفكر بالعقل.
رد سليمان:عقل أيه،بنتى فى بيت لوحدها مع شاب،وكمان،موجوده فى أوضة نوم،قولى أى عقل هيقول أيه دلوقتى.
عاود سليمان التهجم على غدير،وصفعها مرات أخرى.
بعدهُ مره أخرى مهدى،قائلاً: خلينا ننزل،نشوف الكلب الى تحت أكيد هو الى خطفها،وجابها لهنا.
رد سليمان،وهو ينظر ل غدير،التى تجنبت بعيد عنه،تبكى،وتضع يديها على وجنتيها:دى مش شكل مخطوفه،بس خلينا ننزل،علشان أخلص عالاتنين مره واحده،وأغسل عارى،بأيدى.
بالعوده للدور الارضى
وائل مازال الجُبن يتحكم بيه،ويقف صامتاً.
أقترب عمار منه وأمسكه من تلابيب ثيابه قائلاً:أكيد سبب الصريخ الى فوق ده،الى بتصرخ هى غدير.
مازال وائل صامتاً،يترقب،رد فعل عمار،توقع أن يضربه،
لكن
فى ذالك الأثناء كان ينزل سليمان ساحباً خلفه غدير من يدها،يجرها بقوه رهيبه،ثم دفعها،بقوته،لتقع جاثيه،أمام ساق عمار.
نظر لها عمار بأشمئزاز.
لكن قلب الوضع حين أخرج سليمان سلاح من جيبه وصوبه ناحية وائل،وحاول قتله،لكن رفع يد سليمان،يوسف،لتخترق الطلقه،سقف المكان.
قال سليمان بغضب:بترفع أيدى ليه يا يوسف،كنت سيبنى أخلص عليه،قدامها،وبعدها كنت هخلص عليها،أكيد هو الى غاواها.
ذهب مهدى،وحاول أخذ السلاح من يد سليمان قائلاً:بلاش جنان،يا سليمان،خلينا نفكر،هنعمل أيه فى المصيبه دى،أكيد الجيران زمانهم سمعوا صوت الطلقه،والناس هتتلم دلوقتى،هنخرج أزاى من هنا.
رد سليمان:ميهمنيش لمة الناس،هقتل الكلب،ده،وهقول هو الى خطف بنتى غصب عنها،ومش هيكفينى في بنتى هقتل عيلته كلها،بس لازم أبدأ بيه الأول.
حاول يوسف تهدئة سليمان:أهدى يا عمى أكيد فى حل،أتكلم يا عمار.
نظر عمار الى وائل،ثم قام بلكمه بقوه،ليجثوا هو الآخر،أرضاً جوار،غدير،الباكيه.
تحدث عمار قائلاً: أنا مع عمى،لازم يموتوا الاتنين،بس فعلاً هو الأول.
هنا صرخت غدير قائله:وائل مغصبنيش، وأنا الى شورت عليه أننا نعمل تمثلية خطفى،وأنا الى جيت له بأرادتى،ولو هتموتونا،يبقى أبدأو بيا،لأنى،زهقت من تحكماتكم الفارغه،ومستحيل كنت أرضى أكون من حريم عمار زايد،زى ما بابا وماماكانوا بيرخصونى له .
نظر لها عمار بغضب شديد
بينما،قال مهدى:محدش كان بيرخصك،أنتى الى رخصتى نفسك،بهروبك مع الجبان ده،الى،حتى منطقش كلمه،يدافع بها عنك قدامنا،بس أنا مع رأى،،،،
قبل أن يُكمل مهدى،قوله،تحدث عمار مقاطعاً يقول:
وعلشان تعرفى أكتر أنك رخصتى نفسك بتفكيرك الغبى،أنا موافق على جوازك،من الحيوان ده بس بشرط
هتكون،،،،....
جوازة بدل.