رواية جوازة بدل الفصل السابع7والثامن8 بقلم سعاد محمد سلامه
بنفس اليوم، بعد وقت بمنزل سهر
كانت سهر جالسه على الفراش،مُنكبه تذاكر بأحد الكتب،الدراسيه،لكن سمعت صوت صرخه،من شقة عمها،تركت المذاكره،ونهضت مُسرعه تخرج من غرفتها.
حين خرجت من الغرفه،رأت جدتها تخرج هى الاخرى من غرفتها،ووالداتها تخرج من المطبخ،
قالت آمنه:الصرخه دى صرخة مياده.
نظرت لها سهر قائله:يمكن البوتجاز هب ولع فى مرات عمى،هى ومياده،يلا ربنا يخلصنا منهم،ويا سلام لو الواد وائل معاهم،بس لا الولعه تنزل علينا الشقه هنا،أنا بقول نطلب المطافى،على ما توصل تكون شقة عمى أتفحمت بالى فيها،وشقتنا ميجرلهاش حاجه.
رغم شعور آمنه بالقلق،لكن تبسمت.
،بينما نظرت لها نوال،بغيظ قائله: واقفه بتهزرى،أنا هطلع أشوف فى أيه،يمكن هيام بتضرب مياده،زى العاده، والله أنا نفسى أمسكك فى مره أرنك علقه، أعلم على جتتك.
ضحكت سهر قائله: وأهون عليكى، طب دا أنا حتى بنتك المُطيعه وأى حاجه بضايقك مش بعملها، حتى القطتين الى كنت بعملهم فى شعرى، بسببك، موتهم.
تبسمت نوال هى الأخرى،وقالت:هطلع أشوف فى أيه؟
قالت سهر:هاجى معاكى،أهو أتشفى فى البت مياده شويه،البت دى عاوزه ضربه متينه على دماغها يمكن دماغها تتعدل
تبسمت نوال قائله:والله ما عاوز الضربه دى غيرك،يا قدرى الأسود.
ضحكت سهر
وصعدت نوال،تمسك يد آمنه،وخلفهما سهر الى شقة عمها،تعجبوا الثلاث،حين فتحت لهن،مياده،الباب،وتبدوا،بخير،تحدثت نوال قائله:خير،يا مياده،أيه سبب صرختك.
أبتعدت مياده عن الباب،ليدخلن الثلاث الى داخل الشقه،ليقع بصرهن،على
ذالك الجالس على أحد مقاعد الصاله، ووجهه متورم وأثار ضربات على وجهه،كانت هيام تجلس لجواره،وبيدها قطن ومياه بارده،تضعهم على وجهه،ليخف التورم
تبسمت سهر بتلقائيه قائله: أيه الى جرالك يا وائل، أنت دخلت فى قطر.
نظرت لها هيام بغيظ قائله فى سرها:قطر يدهسك أنشاله.
بينما أقتربت آمنه،ونوال،من مكان جلوسهم،أجلست نوال آمنه،على أحد المقاعد،ووقفت جوار وائل.
بينما وقفت سهر مع مياده،بعيد قليلاً،تقول:
مياده هو أيه الى نفخ وش وائل كده؟
ردت مياده:ولا أعرف،أنا كنت طالعه من أوضتى،لقيت وائل داخل من باب الشقه،بالشكل،ده،صرخت،ماما طلعت من أوضتها،وقعدت بيه هنا،وجبتلها ميه من التلاجه،وشوية قطن،بسأله مش بيرد.
تركت سهر مياده،وتوجهت الى وائل قائله:أنت أتخانقت مع حد،وضربك يا وائل،مش كنت تعقلها فى رأسك قبل ما تتخانق مع حد،أهو ضربك،وعلم على وشك.
حاولت نوال،أن تُخفى بسمتها،بينما قالت هيام،بحنق:
أمسكى لسان بنتك شويه يا نوال،ومن أمتى وائل كان بيتخانق مع حد،علشان يضربه،ده وقع على وشه وهو فى الشغل،والحمد لله جت بسيطه.
نظرت سهر لوجه وائل، المتورم الذى يظهر عليه بوضوح أثار،ضرب،باليد،أخفت بسمتها قائله:آه تصدقى،يا مرات عمى شكلها أصابة عمل بصحيح،المفروض،يطلب من مركز الصيانه تعويض عن ضرر وشه.
نظرت هيام ل سهر،بغل قائله:بتتريقى،وماله.
ردت سهر:لأ والله ما بتريق يا مرات عمى،هو كده الصح،أنا شاكه أن سبب ورم وشه ده،زبون كان بيصلحله،حاجه،ويمكن خربت،قام ضرب وائل أنشل فى إيده.
نظرت هيام لها تقول بتعسف:أنتى بتدعى على وائل تنشل أيده،أنشاله عدوينه.
ردت نوال قبل سهر قائله:لأ يا هيام أنتى فهمتى غلط،سهر قصدها الى ضرب وائل هو الى تنشل ايده،مش ده قصدك،يا سهر؟
قالت نوال هذا،ونظرت ل سهر،بتوعد،لو خالفت قولها،فردت باسمه:هو ده قصدى،بس انتى دايما كده يا مرات عمى تفهمينى غلط،عالعموم،أنا عندى أمتحانات أول الأسبوع هنزل علشان أكمل مذاكره،إدعيلى،يا مرات عمى،قالت سهر هذا ونظرت ل وائل قائله:أبقى بعد كده،ركز فى شغلك،علشان متنصابش إصابة عمل،المره دى جت سليمه،يا دوب وشك وارم،الله اعلم المره الجايه يمكن تكون كسر،ولا حرق.
نظرت نوال ل سهر،بزغر،فأبتسمت وهى تغادر،المكان،
قالت هيام بلوم:شايفك بنتك يا نوال،وطريقة كلامها،زى ما يكون شمتانه،فى إبن عمها،هو وائل ده،مش زى علاء أخوها برضو.
ردت آمنه قبل نوال:سهر،متعرفش تشمت فى حد مفيش أنضف من قلبها،هى قصدها ياخد حذرهُ،مش كل تجى سليمه،بس أيه الى حصل وعمل فى وشك كده يا وائل.
نهض وائل واقفاً،يقول:زى ماما ماقالت لكم،أصابة عمل،أنا تعبان شويه هدخل أوضتى أستريح عن أذنكم.
توجه وائل الى غرفته
نهضت آمنه،واقفه تقول:إحنا إتفزعنا لما سمعنا صرخة مياده،فكرانكى بتضربيها،بس متعرفيش سبب ورم وش وائل.
ردت هيام بضيق قائله:نفس الى قاله لكم هو الى قاله ليا،وائل مش بتاع مشاكل،بلاش تكبير للقصه،يا حماتى.
أبتلعت آمنه طريقة هيام الحاده،فى الحديث،وقالت:يلا يا نوال خدى أيدى ننزل لتحت،وسلامة وائل يا هيام.
أخذت نوال يد آمنه،وغادروا الشقه،أغلقت مياده خلفهن الباب،أقتربت هيام،من مياده،وقامت بصفعها على وجهها قائله:الفضيحه دى بسببك،شوفتى أخوكى،وشه كده،مكنش لازم تصرخى،ولا الصريخ طبع عندك،عاجبك المزغوده سهر،وتريقتها على أخوكى.
وضعت مياده يدها على خدها مكان صفعة،هيام لها،ونظرت لها بآسى،دون رد،ثم تركتها،وذهبت الى غرفتها،تنكفى على فراشها،تبكى من قسوة،هيام عليها.
.......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ،،،،
بمنزل زايد قبل قليل.
دخل مهدى وخلفه سليمان،ثم دخلت خلفهم،غدير،التى أستقبلتها فريال،بالصفعات على وجهها،أبعدتها خديجه،عنها،وأخذتها من أمامها،وغادرت المكان
وقفت فريال تلهث، تنظر لهم قائله:كانت فين البت دى،قولولى،مش هيكفينى أخلص عليها النهارده.
رد يوسف الذى دخل قائلاً:أهدى يا حاجه فريال،المهم أننا لقيناها،وهى بخير.
أخرج عمار،صوت ضحكة أستهزاء،ثم تركهم،وذهب الى غرفة المكتب.
بينما قالت فريال:قولى يا يوسف،ليقتوها فين،قولى الحقيقه.
سرد لها يوسف،أين وجدوها،ومشورة عمار،عن زواج البدل.
تفاجئت فريال قائله:يعنى أيه عمار،وافق على جوازها من وائل ده،دى موتها أرحم،أنا هطلع أموتها،وأخلص،منها،عمار عقله فين،إزاى،أساساً يقول كده،كان الأسهل أنه هو الى يتجوزها،ويغور وائل ده.
رد مهدى قائلاً:ده كان ممكن يحصل قبل ما سيلمان يضرب، رصاصه، وطبعاً سمعت، فى المكان، والخلق أتلم، وكان فى ناس كتير، واقفين، وإحنا طالعين من البيت ومعانا غدير، وعقل أى عيل صغير هيخمن سبب، الرصاصه، أيه، وبذات أن البيت يعتبر مهجور، دلوقتي هو ده الحل الوحيد، وائل دلوقتي، مُلزم بتنفيذ الى قال عليه عمار، وهو جواز البدل، وائل يتجوز غدير، وعمار يتجوز من عيلة "عطوه "
ردت فريال:كان سهل نكشف على بنتنا،ونخرس كل الألسنة،وعمار هو الى يتجوزها.
رد سليمان:الى قال عليه عمار،هو الى هيتنفذ،وبنتك تحمدى ربنا،أنى مخلصتش عليها.
إنصدمت فريال ولم ترد،وتركت الغرفه وغادرت.
بينما ذهب يوسف الى عمار يغرفة المكتب،
وجدهُ يجلس،يضع ساق فوق أخرى،ويدخن يبدوا أنه كان شارداً،لكن عاد من شروده،على دخول،يوسف،وأيضاً،رنين هاتفه،
نظر عمار للشاشه،
ورد على المتصل قائلاً:مساء الخير،يا سيادة اللواء ثابت.
رد عليه ثابت: أيه يا عمار،روحت لك المزرعه بتاعتك،على ميعادنا مع بعض،واحد من الشغالين فى البيت المرفق،بالمزرعه،قالى أنك مشيت من المزرعه بعد الفجر، خير.
رد عمار:متآسف،كان فى المنصوره هنا مشكله حصلت وكان لازم أكون موجود، بوعدك فى أقرب وقت هكون فى الفيوم، مره تانيه،والمهندسه هديل، تقدر تعتبر المزرعه تحت أمرها،وأنا أديت أمر للمهندس المسؤل وكمان لعمال المزرعه،بمساعدتها بأى شئ تطلبه منهم.
رد ثابت: خير لو محتاج مساعده،منى أقدر أقدمها.
رد عمار: خير، متشكر لعرضك ، والحمد لله المشكله أتحلت.
تبسم ثابت قائلاً: تمام أتمنالك كل الخير،أنا كان أتصالى بيك للأطمئنان،لانك عمرك ما خلفت ميعاد،قبل كده،وكمان،حكاية سفرك المفاجئه،قولت أكيد فى سبب مهم،وحبيت أطمن مش أكتر،فى سلام الله.
أغلق ثابت الهاتف،ونظر لابنته قائلاً:بيعتذر،وبيقول أن كان فى سبب مهم خلاه رجع المنصورة،بس قالى هو أعطى آمر،للمهندس المسؤل ،وللعمال بالمزرعه،بأنهم يكونوا تحت أمرك.
تبسمت هديل بفرحه قائله:واضح أن عمار،بيكن لك معزه خاصه،أنه يوافق،بالسرعه دى أن أستخدم المزرعه بتاعته،وأعمل عليها رسالة الدكتواره الخاصه بيا.
رد ثابت:عمار،شخصيه مميزه،ومش أول مره،يقدم ليا خدمه،سبق،وساعدنى،فى مشكلة أخوكى،والديون الى كانت عليه.
تبسمت هديل وتذكرت حديثها معه أمس قائله: بس،من طريقة حديثى معاه إمبارح،حسيت أنه مش مع عمل المرأه،حتى لما سألته مراته بتشتغل،قال بتشتغل شغل البيت بس،حتى لما حاصرته،وقولت له لو بنته فى يوم طلبت منه تشتغل،رد عليا،وقالى،لكل مقامٍ مقال
فكرته متخلف وممكن يرفض أنى أستغل مزرعته فى رسالة الدكتوراه،بس واضح أنه وافق،بس علشان خاطر حضرتك،أنا عندى فضول أعرف شخصية مراته.
تبسم ثابت قائلاً:عمار،مش شخص متخلف،بالعكس ده تقدمى،وبيحب التقدم،بس فى أنواع كده،بتعتبر أن عمل المرأه مش لازم طالما مش محتاجه،ومراته أنا شخصياً مشوفتهاش خالص،لانها تقريباً مجتش المزرعه دى،رغم أنه بيمتلك المزرعه دى من أكتر من سبع سنين،الى شوفته جه للمزرعه دى،والده،وعمه،وبيبقى معاهم طفل صغير،تقريباً،أبن عمه.
ردت هديل:فعلاً الشخصيات الى تفكيرها زى عمار،بقت قليله أو بالأصح مش موجوده،مع ذالك ممكن يقدر يقنع الى قدامه بوجة نظره بسهوله،واضح أنه شخصيه مثيره و تاجر،شاطر.
....
بينما أغلق عمار الهاتف،ونظر الى يوسف بصمت.
قطع الصمت يوسف قائلاً: ده اللواء ثابت الى كان معاك عالتلفون؟
رد عمار: أيوا هو كان فى بينا ميعاد، وبسبب، رجعتى لهنا، متمش، ونسيت أعتذر منه، بس هو تفهم، موقفى.
رد يوسف: وعرفت كان عاوزك ليه؟، نفس السبب الى سبق وتوقعته؟
رد عمار: أيوا هو، وكمان فى سبب تانى، بنته بتعمل رسالة دكتوراه، عن أساليب، أستصلاح و زراعة الأراضي الصحراويه الحديثه، وطلب منى، أن تستخدم المزرعه تساعدها فى محتوى الرساله، وزى ما سمعت أنا وافقت.
نظر يوسف لعمار، بتعجب قائلاً: غريبه أنك وافقت كده بسهوله، أنت مش بتفضل تتعامل مع بنات فى شغل الأراضى.
رد عمار: مش غريبه ولا حاجه، بس هى دارسه ماجستير، فى أستصلاح الأراضى، وبتعمل دكتوراه، أكيد عندها خبره، ليه مستغلهاش، ونستفيد أحنا الإتنين.
تبسم يوسف قائلاً: طب وأيه إستفادتك من جوزاة البدل، الى عرضتها من شويه على وائل؟
رد عمار: أنا مش مستفاد حاجه، بالعكس هو الى مستفاد، كفايه أنه هيتجوز، بنت من عيلة زايد، وده مكسب كبير، ل وائل.
نظر يوسف له قائلاً: والبنت الى هتتجوزها من عيلة عطوه، يا ترى عارف هى مين؟
رد عمار: وأنا أعرفها منين، هى جوازه والسلام، هما هنا فى البيت بقالهم فتره، بيلحوا، أنى أتجوز من غدير، وأهى شوفت بنفسك، هى مش رايده، زيي، بالتمام، وكمان فى شخص تانى، رايداه، يبقى هى حره، لو مكنتش حاولت الهرب معاه، وجت ليا دوغرى، كنت ساعدتها، وتجنبنا الفضيحه الى حصلت، لكن هى أختارت الطريق الى كان صح بالنسبه لها، وورطتنى، معاها.
نظر يوسف لعمار قائلاً:قصدك بأيه أنك أتورطت،الفكره بتاعتك من البدايه،كان ممكن توافق على جوازها هى ووائل بدون شرط البدل ده.
رد عمار: حبيت أعرف وائل ده له شخصيه وكلمه وسط عيلته،ولا لأ،لو له شخصيه،أكيد هيوافقوا،بسهوله،وكمان،كون أنى عمار زايد هتجوز،من عيلة عطوه،ممكن تخرس الألسنه،شويه،هيتقال،بينهم نسب متبادل،يعنى مش غصب من وائل على عيلة زايد،بسبب غباء بنت من عيلة زايد.
نظر يوسف له بأندهاش من رد عمار قائلاً:طيب فى واحده معينه من عيلة عطوه،فى دماغك،ولا أى واحده والسلام.
تعجب عمار يقول:قصدك أيه بأى واحده،ليه هما كام بنت،فى عيلة عطوه؟
رد يوسف:أكيد عيلة عطوه فيها بنات كتير،بس الأقرب،ل وائل أخته،أو بنت عمه.
رد عمار:مش فاهم قصدك،أيه بأخته أو بنت عمه؟
رد يوسف:لما كنا فى بيت عطوه،كان فى بنتين،واحده شكلها صغير،ودى تقريباً أخته،لأنها كانت واقفه جنب مامة وائل،والتانيه بنت عمه،الى فتحت لك البوابه،والى كانت واقفه مع جدتها،ودخلت بعد شويه.
تعجب عمار قائلاً:بس انا مشوفتش غير الى كانت واقفه مع جدتها،التانيه دى مأخدتش بالى منها.
تعجب يوسف:غريبه،مع أنها وجهت كلامها أكتر من مره،لك،حتى هى الى قالت على مكان مركز الصيانه،الى بيشتغل وائل فيه،أنما التانيه دى،كان ردها عليك ناشف،وقفلت فى وشك الباب،أنا كنت واقف قدام البوابه،وشوفت كل ده،وأنت مشوفتش غير،البنت دى،ليه؟
نظر عمار ل يوسف قائلاً:قصدك،أيه،أنا بس كنت مضايق من طريقة كلامها الناشفه،وأنشغلت فى الست الكبيره،لما كانت هتقع،مأخدتش بالى من التانيه دى،وأنت شوفتها،قولى مين الأحلى فى الأتنين؟
تبسم يوسف بمكر،يقول:ليه هتتجوز الأحلى فيهم،هقولك،لكل واحده فيهم لها جمالها،يعنى مثلاً الى كلمتك وكانت ناشفه فى ردها،أنا تقريباً شوفتها كتير،عندنا فى الشارع،جدتها الست يسريه ساكنه فى نفس الشارع بتاعى،ودى ست فى حالها أرمله عندها بنتين،واحده الى تقريباً إداريه فى مدرسة الثانوى بتاع البلد،والتانيه مع جوزها بيشتغل فى البحر الأحمر مهندس بترول تقريباً،أنما هى بتشتغل أيه معرفش ،والبنت دى محترمه،سواء فى لبسها،او حتى أخلاقها،دى بتمشى مش بتكلم أى حد بالطريق ،بس معرفش أتكلمت معاك بالطريقه دى إزاى،
إنما البنت التانيه،واضح أنها صغيره،وفرحانه أن رجليها شالتها،وجابت ملامح صبيه،وجميله جداً،أجمل من بنت عمها،بس،دى كمان أنا شوفتها مع بنت عمها كذا مره،بتحاول تلفت الانتباه لها وهى ماشيه،بكلامها وسلامها مع الناس،بس دى واضح أنها تقريباً كده صغيره قوى عليك.
تبسم عمار،للحظه،ثم قال:هشوف رد وائل أيه الأول وبعدها،نشوف هتجوز مين فى الأتنين.
فهم يوسف من التى أستحوذت على تفكير عمار من بسمته،لكنه يتهرب من الأجابه مباشرةً،فعمار،لم يلاحظ،سوا واحده منهن،والثانيه،رغم أنها حاولت لفت نظرهُ،لكن لم يراها،لا يوجد سوا تفسير واحد.
.....
بمنزل زايد أيضاً،بشقة خديجه
قالت خديجه ل غدير بلوم:الى عملتيه ده غلط من الأول،كان فين عقلك.
ردت غدير:عقلى كان فين، أكيد كان فى راسى،كنت مبسوطه وهما بيرخصونى،لعمار علشان يتجوزني.
ردت خديجه:محدش كان بيرخصك يا غدير،بس ده الى أترسم فى راسك،عاجبك الضرب الى أخدتيه من الحاج سليمان،وكمان الحجه فريال،لو مكنتش،حوشتك من تحت أيدها كانت ممكن تخنقك تموتك.
ردت غدير:يا ريتك سيبتها كنت موتت وأرتاحت،على الاقل.
ردت خديجه: وأيه الى كان تاعبك قوى كده.
ردت غدير:الى كان تاعبنى،ترخيص بابا وماما ليا،قدام سى عمار،وهو سايق التطنيش،أو الامبالاه،كانوا مستنين يحن،عليا ويضمنى لحريمه.
تعجبت خديجه قائله:قصدك أيه عمار يضمك لحريمه؟
ردت غدير:يعنى أبقى ضرتك،وانا مستحيل أقبل أتجوز على ضره،أنا عاوزه،راجل ليا لوحدى،متشاركنيش فيه واحده تانيه مهما كانت الأسباب..
رغم أن خديجه،تعرف مدى علاقتها بعمار،وأنه زواجهما على ورق فقط،ولا يفرق معها،لكن شعرت بغصه،وكانت سترد على غدير لولا دخول فريال بهوجاء،وقامت بشد غدير من رأسها،وصفعها،لتأتى من خلفها حكمت وتحاول أبعاد فريال عنها،بمساعدة خديجه،الى أن أستطاعا السيطره عليها.
قالت فريال،وهى تلهث:سيبونى عليها أخلص منها.
ردت حكمت قائله:أهدى يا فريال،بلاش الى بتعمليه،خلاص،الموضوع تقريباً أنتهى،بخير.
ردت فريال:خير،أيه،أنا هاخد الحيوانه دى حالاً،ونروح للدكتوره تكشف عليها،مش هطمن قبل كده.
وقفت كل من خديجه،وحكمت مذهولتان،بينما قالت غدير،برعب:دكتورة أيه،الى تكشف عليا؟
ردت فريال:دكتورة النسا،يا روح أمك.
إنصدمت غدير،قائله:بس وائل والله ما لمسنى،ومستعده أحلفلك على كتاب ربنا.
ردت فريال:قالوا للحرامى أحلف،أخفى من وشى روحى غيرى هدومك،وأغسلى وشك ده،وحطى أى حاجه تدارى أثار الضرب على وشك،وربع ساعه تكونى عندى تحت نروح للدكتوره،تأكدلى هى بنفسها.
...........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما بمنزل عائلة عطوه.
أغلقت هيام الهاتف، ودخلت، بسرعه الى غرفة، وائل، وأزاحت من عليه الغطاءوبدأت تُيقظهُ بعنفوان قائله: أصحى قولى، أيه الى سمعته ده، أيه الى حصل فى بيت خالك، الجيران سمعوا، صوت رصاصه، وبعدها، بشويه خرج، من البيت تلات رجاله ومعاهم بنت،وبعدهم أنت خرجت من البيت مباشرةً، قولى كنت بايت فين إمبارح، وأيه سبب، أثار الضرب الى على وشك، وبلاش تكدب أو تحور، عليا، المخسوفه أختك، راحت الدرس، وقدامها مش أقل من ساعه على ما ترجع، وباباك مش هنا، مجاش من وقت ما خرج الصبح،وأتصل قال انه مع عمك معرفش راحوا فين.
نهض وائل جالساً يقول: وعرفتى منين، أن كان فى صوت رصاصه فى بيت خالى.
ردت هيام: واحده من الجيران، كانت معاها نمرتى، ببقى أتصل عليها، من وقت للتانى، علشان بيت خالك، قايله لها تاخد بالها من البيت، ولسه قافله معايا كانت بتستفسر، بس هقولها أيه وانا نفسى معرفش أيه الى حصل، قولى أيه الى حصل.
نظر لها وائل، قائلاً: هقولك، لأنك لازم تساعدينى.
تعجبت هيام قائله: أساعدك فى أيه، بس قولى الاول سبب ضرب الرصاص، وبيت خالك بخير، ولا حصل فيه حاجه.
رد وائل: أطمنى بيت خالى محصلش فيه حاجه، لأن الرصاصه جت، فى طى محطوط عالسقف فى أوضة الضيوف، يعنى مفيش فيه خساير، تذكر، والى حصل هو....
فلاشــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ باك.
بعد قول عمار، كلمته، جوازة بدل
نظر سليمان له بتعجب قائلاً: قصدك أيه بجوازة بدل.
رد عمار: زى ما سمعت يا عمى، غدير، هانم الغاليه، عاوزه الأستاذ وائل، وهى الى دافعت عنه، وهو منطقش بكلمه، حتى، يدافع عنها، يبقى أحنا بقى، نريح قلب بنتنا، ونشوف غلاوتها عند حبيب القلب، الصامت، قدامه يوم بالضبط، ويتصل عليا، ويقول، تقدروا تتفضلوا تتقدموا، وتاخدوا من عندنا بنت فى مقابل أنى آخد من عندكم ربة الصون والعفاف، غدير زايد، عاوز أشوف غلاوتها تساوى أيه، وهو يوم واحد، بكره زى دلوقتى، لو تليفونى، مرنش برقمه، وأدانى الضوء الأخضر، هيكون ليا تصرف تانى، أنى هخلى غدير، بنفسها، تقدم فيه شكوى أنه هو الى أجبرها وخطفها، تحت التهديد، وهى خافت منه، وأنا قد كلمتى يا عمى.
رد سليمان قائلاً: مش فاهم، قصدك يا عمار، طب ما نخلى غدير، تقدم فيه البلاغ، ده من دلوقتى، وننقذ سمعتنا قدام الخلق، ومالوش لازمه جوازها منها أصلاً.
نظر عمار ل وائل ثم ل غدير قائلاً بأستهزاءً: وتكسر قلب الأحبه يا عمى، ميرضنيش، بس لازم وائل، يبرهن قد أيه حبهُ ل غدير،ونشوف،هيطلع،راجل قدامنا،ولا،ياريت ترد يا وائل؟
رد وائل بلجلجه:أكيد هنوافق على جواز البدل،أطمن.
ضحك عمار،بأستهزاء،بينما، تعصب سليمان، ليهجم مره أخرى على وائل بالضرب،
حاول يوسف أن يمنعه، لكن منعه عمار، وقال: سيب عمى يا يوسف، لازم يريح أعصابهُ.
بعد عدة ضربات تلاقها وائل، تدخل مهدى، قائلاً: كفايه يا سليمان خلينا نمشى، زمان الى فى البيت عقلهم طار، لازم نطمنهم،أننا لقينا غدير.
أماء عمار رأسه بموافقه،ليجذب سليمان غدير بعنف لتسير معه، لكن ألقت نظره على وائل المُلقى أرضاً قبل خروجها، ثم خرج خلفها مهدى، ويوسف، ونظر عمار،له قائلاً:قدامك لبكره،زى دلوقتي،والرد يكون عندى، رقم تليفونى أهو.
قال عمار هذا،وألقى له كارت ورقى صغير،برقم هاتفه،ثم غادر هو الأخر خلفهم،ظل وائل بالمنزل لدقائق ثم تحامل على نفسه،وخرج هو الأخر من المنزل،وتوجه الى منزل والدهُ.
بالعوده للحاضر.
نظرت هيام ل وائل بتعجب شديد قائله:يعنى أنت مخطفتش غدير،وهى الى جت لحد عندك بارادتها،طب ليه عمار ده هددك أنه هيخلى غدير تقدم فيك شكوى انك الى خطفتها غصب،ولا هو عاوز يعمل فيها،راجل.
قالت هذا ثم تبسمت قائله:بس البت غدير،دى شكلها بتحبك بجد،بس مش فاهمه يعنى أيه جوازة بدل،دى.
رد وائل:يعنى عمار يتجوز واحده من عيلتنا،قصاد أنى أتحوز بنت عمه.
فرحت هيام قائله:يعنى يتجوز من مياده،ده يبقى يوم المنى،وهى مياده هترفض،جوازه زى دى،هو عمار ده يترفض،لأ أطمن،ولو عاوز تكلمه من دلوقتي تقوله موافقين،مفيش مانع،ولا أقولك خليها،لبكره،ليقول مدلوقين.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالرجوع لعائلة عمار.
لكن بعيادة أحدى طبيبات النساء بالبلده.
دخلت كل من فريال، وحكمت، وخلفهن، كانت ترتجف غدير، رغم انها واثقه من عفتها إلا أن تلك الأهانه، لها كبيره.
ذهبت فريال الى الطبيبه مباشرةً قائله:
قصداكى فى حاجه سر.
ردت الطبيبه: أنا كل المرضى الى عندى بحفظ أسرارهم، فأطمنى.
ردت فريال: دى بنتى، وعاوزه اطمن عليها، أصلها هتتجوز قريب، وعندى أختها عندها مشكله فى الحمل، وخايفه تكون عند دى كمان.
ردت الطبيبه قائله: كان ممكن تجى بعد ما تتجوز.
ردت حكمت هذه المره: معليشى يا دكتوره، وأهو بالمره نطمن عليها، أنتى فاهمه، قصدى.
فهمت الطبيبه مقصدهن وقالت وهى تشير الى غدير قائله:
أتفضلى نامى عالسرير، خلينا نطمنهم عليكى.
قامت الطبيبه بأجراء كشف خاص على غدير، التى تشعر بمهانه، ربما تستحقها.
لتقول بعض قليل:
هى بنت، وزى الفل.
تبسمت لها كل من حكمت، وكذالك فريال بأرتياح، بينما غدير حاولت تمالك دموعها، أمام الطبيبه من شدة المهانه التى تشعر بها.
بعد قليل بمنزل زايد
كان عمار يجلس بغرفة المكتب، دخلت عليه حكمت قائله:
عاوزه أتكلم معاك فى موضوع غدير.
تنهد عمار بسأم قائلاً:
خير، هو الموضوع مش أنفض خلاص.
ردت حكمت: لا منفضش، أحنا أخدنا غدير لدكتورة النسا، وأكدت لنا أن غدير، لسه بنت بنوت، وأنها متلمستش، يعنى مالوش لازمه جواز البدل ده، واتجوز أنت غدير، أنت أولى بيها، من وائل ده.
ضحك عمار قائلاً: كنت متأكد أن وائل ما لمسش غدير، مكنلوش لازمه تتأكدوا من الدكتوره، والله الى خايف منه أن وائل ده يطلع محسوب على صنف الرجاله، وهو معندوش أى رجوله، وميفرقش عن غدير، وأنا مش هتجوز غدير، هى أختارت بنفسها، وأنتى مش كان كل هدفك أنى أتجوز، علشان أخلفلك وريث، أهو أدينى هحققلك أمنيتك، وياريت كفايه كلام فى السيره دى، أنا هلكان طول اليوم وهطلع أنام وأستريح،حتى مش هتعشى، تصبحى على خير، يا ماما.
تعجبت حكمت كثيراً من رد عمار،بهذا الهدوء والامبالاه.
........ ــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل عطوه
بشقة هيام
بعد العشاء
قالت هيام:فى موضوع مهم كنت عاوزه أكلمك فيه يا عبد الحميد،ولازم تكون مياده موجوده.
رد عبد الحميد:خير أيه هو الموضوع ده:
ردت هيام وهى تنظر الى وائل قائله:
مياده متقدم لها عريس.
تعجب عبدالحميد قائلاً،: بس مياده مكملتش 18 سنه مين العريس ده،لو ناوى يصبر،لحد ما تخلص على الاقل الثانويه العامه،وتكون كملت السن القانونى للجواز معنديش مانع.
بينما ردت مياده:لأ أنا مش هوافق أتجوز قبل ما أخلص تعليمى.
ردت هيام قائله:والتعليم كان عمل لغيرك أيه،أهى شهادات البنات بتاخدها،وتركنها عالحيط،
قالت هيام هذا ونظرت ل عبدالحميد قائله:وكمان وائل هيتجوز،الى بيحبها.
رد عبدالحميد:ومين دى بقى مش من كام يوم،روحتى أنتى وامى لبيت زايد،ورفضوه.
ردت هيام:لأ ما هو حصل موضوع كده،وخلاص وافقوا،بس أشترطوا،أنه يتم الجواز بدل.
رد عبد الحميد:موضوع أيه الى حصل،وايه جواز البدل ده!
سردت هيام له ما حكى لها وائل،وعن شرط عمار بزواج البدل.
نهض عبد الحميد،وقام بصفع وائل قائلاً:
عندك أخت بنت مخوفتش أنها تعمل كده فى يوم،كان فين عقلك.
أبعدت هيام عبد الحميد عن وائل قائله:خلاص الى حصل حصل،وأهو الفرصه جت لحد عندنا،ومياده هتتجوز من عمار زايد،عارف مين عمار زايد.
رد عبد الحميد:عارف هو مين،وكمان عارف،أنه عمرهُ قد عمر بنتك مرتين،وبنتك صعب تتجوز،مفيش مأذون هيرضى يكتب كتابها،وهى متمتش السن القانونى.
ردت هيام:ليه دا هما كم شهر وتكمل السن القانونى،وممكن نطول فترة الخطوبه لحد ما تكمل الكام شهر دول.
رد عبدالحميد:للأسف مفيش قدامى حل تاتى أبنك بغباؤه هيضيع أخته، معاه.
قال عبد الحميد هذا ونظر ل مياده قائلاً: لو مش موافقه مش هيهمنى حتى لو قتلوه، قولى رأيك ومتخافيش.
إدعت مياده الحياء، وقالت: لأ موافقه يا بابا، وائل أخويا الوحيد وعلشان خاطره أنا موافقه .
كان عبدالحميد سيعارض أبنته، لكن، قالت هيام: وهى تطول تتجوز عمار، وأهى خلاص وافقت، يبقى بكره وائل يبلغ عمار، أننا موافقين على طلبه، ويقدر يتقدم عمار، ل مياده، ووائل لغدير.
أدعت مياده الحياء،وتركت المكان وتوجهت الى غرفتها،ورمت بجسدها على الفراش ترسم السعاده.
........ ــــــــــــــــــ
فى ظهر اليوم التالى.
كان عمار يجلس مع أحد زبائنه،حين رن هاتفه.
نظر للشاشه،وجد وائل هو من يتصل عليه.
تركه،يتصل لأكثر من مره،ثم رد عليه،كانت المكالمه مختصره
حين قال وائل:أهلى وافقوا على البدل.
تبسم عمار بظفر قائلاً:تمام هجيب والدى وعمى الليله،علشان نتفق، ونتقدم،رسمى ،وسلام دلوقتي علشان عندى زبون مهم.
أغلق عمار الهاتف مبتسماً،ثم نظر للزبون قائلاً:لأن جالى خبر سعيد أنا موافق عالسعر الى قولت عليه،مع أن كان جايلى تمن أكبر،فى المزرعه،بس علشان البُشرى الى جاتلى،بوجودك.
بينما أغلق وائل الهاتف
تحدث الى والداته التى تقف لجواره قائلاً:عمار بيقول هيجيب والده وعمه الليله علشان يتقدموا رسمى.
هيام فرحة الدنيا لا تسعها، وقالت:
وماله، بس الشقه هنا مش هتلائم طلبهم، ولا يهمك هنزل لمرات عمك انا شوفتها راجعه من المدرسه من شويه،وهى عندها المكان واسع عن هنا، وعندها أوضة ضيوف أوسع، كمان، حتى بالمره أقولهم، يارب تمم بخير.
نزلت هيام، ورنت جرس شقة سلفها.
فتحت لها الباب سهر التى أستغفرت فى سرها، بينما قالت هيام:، عقبالك يا سهر، فين نوال عاوزاها.
تعجبت سهر قائله: عقبالى فى ايه، ماما فى المطبخ، هناديلك عليها.
نادت سهر ل نوال، التى أتت، ووقفت مع هيام، التى قالت لها:
فى عريس متقدم، لمياده، وهيجى الليله بعد المغرب علشان يطلبها، وبصراحه كده، أنتى عارفه أن شقتنا ضيقه، وشقتك أوسع انا بقول نستقبلهم هنا عندك فى الشقه.
تبسمت سهر قائله: مبروك يا مرات عمى، والله فرحت لمياده.
بينما تعجبت نوال، وهنئت هى الاخرى، وقالت،: أكيد الشقه كلها تحت أمرك، وربنا يتمم ل مياده بخير، بس مقولتليش مين العريس من هنا من البلد.
ردت هيام: أومال، العريس هو عمار زايد.
تعجبت سهر حين سمعت أسم عمار، وهمست قائله: لأ طلعتى ناصحه، يا مياده وعرفتى توقعيه، بت مدردحه بصحيح على رأى علاء أخويا.
بعد المغرب.
فتح وائل باب شقة عمه
ليقول بترحيب أتفضلوا.
ليدخل مهدى وسليمان، وخلفهم عمار، الذى لمح سهر من قريب تقف أمام باب أحد الغرف بالشقه.
كان فى أستقبالهم كل من عبد الحميد وأيضاً منير، الذى رحب بهم، وكانت تجلس معهم أيضاً، آمنه، والتى رحبت بهم، ليجلسوا،
تحدثوا فى البدايه، ببعض كلمات الترحيب، بين الطرفين.
بينما سهر حين دخل عمار كانت تقف أمام المطبخ، تبتسم وهى تقول لوالداتها، يلا كويس أهو البت مياده هتغور، وارتاح من رزالتها.
تحدثت نوال قائله: وطى صوتك، لا هيام تسمعك، جايه وراكى هى ومياده.
صمتت سهر
لتقول نوال: أنا جهزت القهوه، يلا يا مياده خديها دخليها لهم أوضة الضيوف.
نظرت مياده، للصنيه قائله: الصنيه كبيره قوى، وكمان عليها كوبيات كتير ممكن تقع منى، أنا بقول سهر تدخلها، وانا أدخل وراها، بصنية الحلويات، حتى دى الى عليها نواشف.
تنهدت هيام قائله: المفروض العروسه هى الى بدخل صنية القهوه، بس معليشى يا سهر، بقى، عقبالك، أكيد مياده ، مش على بعضها خدى الصنيه انتى ودخليها، وهى تدخل بعدك بصنية الحلويات.
وافقت سهر على مضض، وحملت الصنيه بحذر.
بينما بغرفة الضيوف.
تنحنح مهدى قائلاً: أحنا جاين الليله علشان نطلب أيد.....
قبل أن يكمل مهدى قوله، نظر عمار أمامه، ليرى دخول سهر، فأكمل هو قائلاً
جاين نطلب أيد الأنسه سهر، للجواز منى.
الثامنه.
ـــــــــــــــــــ
بمنزل زايد،بشقة سليمان.
دخلت فريال الى غرفة غدير،بهوجاء،وعصفت خلفها الباب بقوه.
نهضت غدير فزعه والتى كانت تتكئ على الفراش،وبيدها الهاتف.
أخذت فريال الهاتف من يدها بتعسف قائله:
كنتى بتكلمى مين عالتليفون،أكيد البأف الى كنتى هربانه،معاه،وجبرتينا، نطاطى،راسنا ونقبل بيه،غصب،هاتى التليفون ده ممنوعه منه،أكيد زمانه قالك أن باباكى وعمك ومعاهم عمار،راحوا لعند بيته،علشان يخطبوا،بنت من عندهم.
ردت غدير،بتأفف:ماما،من فضلك هاتى تليفونى،وكفايه الأهانه،الى حصلتى أمبارح بسببك،لما أخدتينى للدكتوره تكشف عليا،الأهانه دى أنا عمرى ما هنساها أبداً.
نظرت فريال لها بغيظ قائله:أهانه لما خدتك للدكتوره تكشف عليكى،ومكنتش إهانه لما بيتى مع واحد غريب عنك،فى بيت،أنتى الى هينتى نفسك،ولسه هتشوفى إهانات أكتر،مفكره أن الصايع الى كنتى هربانه معاه هيعيشك فى نغنغه زى الى عايشه فيها دلوقتي،غلطانه،بكره تقولى،أمى كان غرضها مصلحتى،عارفه،حرمتى نفسك من عز عيلة زايد،الى كان هيبقى كله تحت رجليكي،وهاتيجى بنت عيلة عطوه،تعيش وتمرع هى فيه،ويا سلام لما تخلف الولد،هيبقى كل العز ده تحت رجلها،وهتبقى هى ست الكل هنا،غبائك صورلك أننا كنا بنرخصك لعمار،وربنا سلط عليكى،عقلك الغبى،أنك ترفصى النعمه برجلك،بكره هتندمى،خير كل عيلة زايد فى أيد عمار،لو كنتى طاوعتينى،كان هيبقى ليكى ولولادك منه،لكن مش عاوزه تبقى من حريم عمار،هو عمار عنده كم حُرمه فى حياته،قصدك على خديجه،كنتى تقدرى تنسيه حتى أسمها،لما تجيبى له الولد،الى يشيل أسمه وأسم العيله من بعده،لكن،أنا محبش يبقى ليا شريكه،فى جوزى،أشبعى بقى من الفقر الى هتعيشيه مع حبيب القلب،وائل عطوه،عيشى معاه بالكام ملطوش الى بيقبضهم من مركز الصيانه،الى بيشتغل فيه،وتجى لهنا بنت عيلة عطوه،تنام طول،وتصحى عرض.
ردت غدير قائله:أنا قابله،وهتحمل نتيجة إختيارى يا ماما،ولما أجى،على باب عيلة زايد،جعانه متبقيش،تأكلينى.
نظرت فريال لها بحنق قائله:أنا مش عارفه سبب لغباء بناتى،الكبيره تحب،محامى كحيان،وشغاله عند أمه خدامه،والتانيه،تحب،واد صايع وتهرب معاه علشان تغصبنا نوافق عليه،والله أعلم التالته دى كمان بكره تعمل أيه هى كمان،لو ربنا كان رايد ليا الخير،مكنش أبنى البكرى مات وهو إبن تلاتشر سنه،ياريت هو الى كان عاش،وأنتم التلاته الى كنتم موتوا،كان هيبقى هو راجل العيله،ويسند ضهرى،ويعلى مقامى.
نظرت لها غدير،بذهول،كيف لأم تتمنى الموت لبناتها،من أن أجل تشعر بعلو مقامها.
.......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما بمنزل،عائلة عطوه.
وضعت سهر تلك الصنيه التى كانت بيدها على طاوله بمنتصف الغرفه،ظنت للحظات أنها سمعت خطأ،هو لم يقول أسمها،لكن حين رفعت بصرها،ونظرت الى وجوه،كل من عمها،ووالداها،وجدتها،وأيضاً،وائل،رأت وجوههم جميعاً مشدوهه،وزاد على هذا،سماعها لسقوط،شئ معدنى على الأرض،نظرت،خلفها،لتعرف السبب، والذى كان بسبب سقوط الصنيه التى كانت تحملها مياده والتى تركت المكان مُسرعه.
إذن لم تسمع خطأ، عادت ببصرها نحو عمار، رأت بوجهه، نظرة تعالى، بالنسبه لها، ولكنها كانت بالحقيقه نظرة ترقُب منه، يريد معرفة ردها،
والذى كان مفاجئاً له حين
قالت: أنا مش موافقه، أنا مش بفكر أتجوز قبل ما أخلص دراستى.
كان هذا المختصر ما قالته،وغادرت الغرفه سريعاً.
نهض سليمان ونظر،ل وائل بشٍر قائلاً:أنت مش أتصلت على عمار قولت له أنكم وافقتوا عالبدل،ولا هو كلام عيال،كنت متأكد أنك معندكش كلمه،كويس،كده يبقى مفيش بدل.
تحدث والد سهر بأستغراب قائلاً:أنا مش فاهم بدل،ده يعنى أيه؟
رد سليمان بعدم تصديق:مش فاهم،ولا بتستغبى،أبن أخوك غوى بنتى،وخطفها،وكان لازم أقتله وده الى هيحصل دلوقتي،وقدامكم.
قال سليمان هذا،وأخرج سلاحه، وقام بتعميرهُ وصوبه بأتجاه وائل.
نهض جميع من بالغرفه عدا عمار،ولكن آمنه،حين حاولت النهوض،لم تستطيع الوقوف على ساقيها،وظلت جالسه،لكن بكت،برجفه.
لكن كلمه من عمار،جعلت عمه يُنحى،سلاحه جانباً،حين قال:نزل سلاحك يا عمى،لسه كلامنا منتهاش،وياريت الكل يهدى،ومتأكد هنوصل لحل يرضى الجميع.
رد سليمان:حل أيه يا عمار،أنت سمعت رد البنت بنفسك،سيبنى أخلص عليه،لأ مش بس عليه لوحده،عالعيله دى كلها،همحيها،وملهمش عندى ديه.
تعصب عمار قائلاً:عمى،أقعدى،وبلاش تهور.
جلس سليمان مره أخرى،وكذالك كل الواقفين عدا وائل.
نظر عمار ل وائل قائلاً:أنت أتصلت عليا بعد الضهر،وقولت أنكم موافقين عالبدل الى قولت عليه،كنت بتكذب عليا.
رد وائل،بلجلجه:لأ لأن فعلاً،إحنا وافقنا عالبدل،بس بالنسبه لأختى،مش لبنت عمى.
رد عمار:أنا لما حكمت قولت،جوازة بدل
يعنى أنت زى ما هتتجوز،بنت عمى،أنا هتجوز،بنت عمك،تمام.
تفاجئ والد سهر،الذى لا يفهم من حديث عمار،سوا أنه يريد الزواج من سهر،لا من مياده،لكن قال:
الى أعرفه،أنكم جاين لطلب إيد مياده،مش سهر،حكاية البدل دى أنا معرفش عنها حاجه،وبنتى ملهاش دخل بموضوع البدل ده.
هنا عاد سليمان لعصبيته،ونهض يُشهر سلاحه مره أخرى قائلاً:قولتلك سيبنى من الأول،وأنا هخلص على الكلب ده،هو كداب،وبيلعب بينا.
رد والد وائل قائلاً:الموضوع حصل فيه لبس،وأتفهم غلط،وائل لما أتصل على عمار،كان غرضه على أخته،مش سهر،أحنا أتفاجئنا بطلب عمار،ل سهر.
تحدث عمار قائلاً: ليه هى مياده عندها كام سنه؟
رد وائل:بعد حوالى ست شهور هتكمل 18سنه.
رد عمار:ست شهور كتير،لأن الفرح هيتم قبل من شهر،وطبعاً عارفين أن القانون،مش بيسمح بكتب كتاب أى بنت قبل ما تتم السن ده.
قال عمار هذا،ونهض واقفاً،يقول بحسم:معاكم لحد بكره زى دلوقتي،تفكروا،لو أتوافق على طلبى،تقدروا تتفضلوا عندنا تطلبوا إيد غدير،بنت عمى،ويتم الأتفاق بينا على ميعاد الجواز،لأن معتقدش لها لازمه فترة الخطوبه، ودلوقتي نستأذن، ونسيكم تفكروا، براحتكم، يلا يا بابا، يلا يا عمى.
...
بينما حين خرجت سهر من غرفة الضيوف، رأت مياده تخرج من باب الشقه، وصفعت الباب خلفها، كانت ستذهب خلفها مباشرةً، لكن أوقفتها زوجة عمها قائله: فى أيه ايه الى حصل، خلى مياده، وقعت الصنيه من أيدها، وطلعت جرى على باب الشقه؟
ردت سهر: لأنهم طلبوا أيدى أنا مش إيد مياده، بس أنا خلاص، رفضت.
ذُهلت هيام، وتصنمت للحظات ثم قالت: بتخرفى تقولى أيه؟
ردت سهر: حضرتك أنا مش بخرف، ده الى حصل، وتقدرى تتأكدى من الى جوه فى أوضة الضيوف، خلينى أروح أقول لمياده، أنى ماليش دعوه، وأنى رفضت طلبه.
قالت سهر هذا وتوجهت تخرج من الشقه
بينما وقفت هيام تُعيد قول سهر لها مذهوله، كيف حدث هذا، أليسوا هنا من أجل مياده، ما دخل سهر، بذالك الموضوع.
فاقت هيام،من ذهولها، على خروج وائل وخلفه عمار ووالده وعمه،
نظرت هيام الى وجه وائل نظره خاطفه، وجهه، مسؤم، إذن قول سهر لم يكن تخاريف، توجهت هيام سريعاً، الى داخل غرفة الضيوف، لتعرف، ماذا حدث بالضبط.
بينما سهر صعدت الى شقة عمها، وقفت على الباب ترن الجرس، أكثر من مره لم تفتح لها مياده.
رنت سهر الجرس وقالت: أفتحى لى يا مياده، خلينا نتكلم بعقل.
فتحت مياده الباب ووقف على السلم أمام سهر، وقالت بعصبيه: نتكلم بعقل أيه،عاوزه تقوليلى أيه، عمار كان جاى يتقدم ليا، وطبعاً بحركاتك لفتى نظرهُ، وبدل ما يطلب إيدى، طلب إيدك أنتى.
ذُهلت سهر قائله:أكيد بتهزرى، وحركات أيه الى عملتها، قدام عمار ده، أنا مكنتش هدخل الأوضه أصلاً، مرات عمى هى الى قالتلى، أدخل بالقهوه، قبلك، خافت لتوقعى القهوه، يبقى حركات أيه بقى الى عملتها، أعقلى كلامك شويه.
ردت مياده: حركات البراءه الى بترسميها، على كل الى فى البيت بس أنا فهماها كويس، وأكيد عمار أتغش فى برائتك لما شافك، وبدل ما يطلبنى، طلبك أنتى، بس أحب أقولك أن شخص زى عمار مش مغفل، وهيكتشف حقيقتك بسهوله، ووقتها هو الى هيندم، أنه صدق وش البراءه الى بترسميه، هى عادتك ولا هتشتريها.
قالت سهر بصدمه: عادة أيه دى كمان بقى!
ردت مياده: أنك تبقى عاوزه الشئ وتجرى وراه ولما توصلى له تقولى مكنتش عاوزاه، علشان تزودى أهتمام الى قدامك، بهنيكى، مبروك عليكى عمار، بس عمار مش زى عمى، ولا جدتى، وهيفضل مصدق وش البراءه بتاعك، هيكشفه بسهوله، ووقتها أنتى الى هتكونى خسرانه.
مازالت سهر مصدومه، من تفكير مياده وقالت لها: فعلاً أنا الى خسرانه، أنى طلعت وراكى، أبرء نفسى قدامك، بس غلطت، مكنش لازم أعبرك، لان الموضوع بالنسبه ليا منتهى، أنى رفضت عمار خلاص.
قالت سهر هذا وتوجهت لنزول السلم مره أخرى
لكن قالت مياده: وش البراءه ده ارسميه على حد غيرى يا سهر، أنا فهماكى، أنتى بتعززى نفسك، علشان عمار يتعلق بيكى، ومع شوية محايله هتوافقى عليه، بس سهر الدلوعه لازم الاول تدلل،وتلعب بمشاعر غيرها الأول.
لم ترد سهر عليها وأكملت نزول السلم
لتفاجئ، وهى بمنتصف السلم
بوقوف عمار، مع وائل الذى كان يودعه،
رفع عمار وجهه لينظر لسهر، بتوعد فهو سمع حديثها مع إبنه عمه، لتزيد لديه تلك الفكره عن سهر، وأنها تهوى التلاعب.
بينما نظرت سهر لعمار، بنفور، وأكملت نزول السلم ودخلت الى شقة والداها مره أخرى، وتوجهت الى غرفة الضيوف، والتى كان بها صوتاً عالياً، وكان هذا الصوت لوالد سهر، الذى، يتحدث بقوه قائلاً: أنا مش فاهم أزاى، واحد غبى، زى سليمان يرفع علي فرد فينا السلاح فى قلب بيتنا، وليه سكتت يا عبد الحميد، قولى أيه حكايه جوزاة البدل دى، وأيه سببها.
تحدثت هيام قائله: أهدى بس يا منير، كل شئ له حل.
دخلت سهر قائله: حل أيه بقى، أنا مش فاهمه حاجه: حضرتك الصبح جيتى قولتى ضيوف هيتقدموا، ل مياده، أدخل أسمع أنه بيتقدم ليا، ونظراته ليا كأننا تحت أمره وهنوافق على طلبه، وكمان أتهام مياده ليا بخطف عريسها.
دخلت عليهم فى ذالك الوقت نوال قائله: فى أيه، صوتكم عالى، أنا كنت فى المطبخ وسمعت الصوت العالى، أيه الى حصل.
ردت سهر: الى حصل يا ماما، أن عمار ده بدل ما يطلب إيد مياده، طلب إيدى أنا، وكمان واضح أنه عنده ثقه أننا هنوافق على طلبه، بسبب المهندس وائل.
تفاجئت نوال قائله: وده سبب طلوع مياده من هنا وشكلها كانت بتعيط، هو أيه أصل الحكايه دى، حد يفهمنا!
أبتلع عبد الحميد ريقه، ثم قال، أنا هحكى لكم كل حاجه، حصلت.
سرد لهم عبد الحميد عن قصة خطف وائل ل غدير، وعثور أهلها عليهم بمنزل خاله، وطلب عمار منه زواج البدل، لكن هم ظنوا، أنه كان يتحدث عن مياده، وتفاجئوا به يطلب سهر، وأنهم أمام آمر واحد الآن هو موافقة سهر، على طلب عمار.
قالت سهر: طبعاً مش موافقه، ووائل غلط من البدايه، وأنى ماليش دعوه، أنا مش هدفع تمن غلط غيرى، عندكم مياده، وموافقه عالجواز من عمار، أنما أنا مستحيل.
تحدث عبد الحميد: للآسف، هو قال، أن زى ما وائل هيتجوز من بنت عمه، هو كمان يتجوز من بنت عم وائل، وكمان، الى أسمه سليمان ده هددنا، بالسلاح.
تعجبت نوال وقالت: هددكم ليه، هى البلد مافيش فيها قانون، تقدروا تقدموا فيه بلاغ بعدم التعرض.
رد وائل: بس هما هيضغطوا على غدير تقدم، بلاغ أنى خطفتها، وبمساعدة علاء معايا.
ذُهلت سهر، وقالت بخفوت: وعلاء ماله بالقصه هو كمان، ولا هى تماحيك، أنت الى غلطت يبقى تتحمل غلطك لوحدك، بعيد عنى أنا وأخويا، وده أخر كلام عندى، أنا برفض عمار زايد.
قالت سهر هذا وغادرت الغرفه
بينما صُدم جميع من بالغرفه، بسقوط آمنه مغشياً عليها.
....... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل يوسف
بغرفة المعيشه بشقة والداته.
كان يجلس مع
خديجه، ووالداتهم، ومعهم أبناء خديجه، وكذالك أسماء
التى قالت بتعجب: يعنى عمار، وبابا وعمى دلوقتي، راحوا بيت عيلة عطوه، يطلبوا بنتهم لعمار، أبن عمى، مش كان المفروض يحصل العكس الأول، أنهم هما الى يجوا يطلبوا إيد غدير؟
رد يوسف: لأ كده الأفضل فى رأيي، لأن كده، بيضمن رد عيلة عطوه قبل ما يروحوا هما يتقدموا، ل غدير، والى هيتم على ضوءه بعد كده سواء هيكون فى قبول، من الطرفين أو لأ.
تعجبت أسماء قائله: مش عارفه غدير أختى زى ما تكون أتجننت، لما توافق تهرب مع واحد غريب عنها، وتحط العيله فى المواجهه دى، ومش مقتنعه لسبب أقتراح عمار، بجواز البدل، لأن معظم الجوازات الى من النوع ده، بتفشل.
رد يوسف: وفى جوازات كتير من نفس النوع ونجحت، كل شئ نصيب، أتكلمى يا ماما ساكته ليه قولى لينا، عن رأيك.
ردت والدة يوسف، وهى تنظر لخديجه بآسى: هقول أيه، كل شئ فعلاً نصيب، بس أنا خايفه، البنت الى تتجوز عمار، تأسيه على ولاد أختك، ومتنساش أنها كمان مراته، صحيح، كلنا عارفين زن حكمت على عمار أنه يتجوز، علشان يخلف له حتة عيل، وده حقه مفيش فيها كلام، بس أنا خايفه من الحته دى.
ردت خديجه: إطمنى يا ماما، انا متأكده من عمار، عمرهُ ما يأسى على ولادى.
تنهدت والده يوسف قائله: منها لله الى كانت السبب أنك تستئصلى الرحم، لو مكنش كده، كان زمانك جيبتى له عيل ولا أتنين شالوا أسمه،و سكتوا حكمت.
توترت خديجه،وقالت:مالوش لازمه نفتح فى القديم،يا ماما كل شئ قدر،والحمد لله،ربنا اكرمنى ببنت،وولد يبقى ليه أزعل،وأن كان على عمار،مش أول واحد يتجوز مره تانيه،فى كتير مخلفين عيل واتنين،وبرضوا جوزها أتجوز أكتر من مره،وأنا راضيه بقدرى.
نظر يوسف لخديجه،يرسم بسمه،فهو الوحيد الذى يعرف حقيقة زواج خديجه،وعمار،وانه ليس زواجاً،سوا،على ورق،بأتفاق بينهم،
ليتحدث:فعلاً يا ماما،خديجه عندها حق فى الى قالته،وأنا كمان متأكد أن عمار عمرهُ،ما هيغير معاملته،لولاد خديجه،أبداً،يبقى ليه نخاف،من جوازه،من واحده تانيه،حتى ده هيسكت أم عمار،وتبطل كل شويه،تضغط على خديجه،وتقولها،أنها تخلى عمار يتجوز علشان يخلف.
شعرت أسماء بغصه،بقلبها،هى حقاً،حملت لأكثر من مره،لكن قبل نزول الروح بجنينها تجهض،بدون سبب،ربما هى إرادة الله،للحظه،خشى قلبها،أن يأتى عليها يوم كهذا،وتسمح بزواج،يوسف بأخرى من أجل إنجابه لطفل،تدمعت عيناها،ونهضت،قبل أن تنزل دموعها،قائله بتبرير كاذب،الجو ساقعه هروح أعمل شاى مره تانيه يدفينا.
ذهبت أسماء مُسرعه،بأتجاه المطبخ،
لاحظ،يوسف تلك الدمعه،بعين أسماء،لكن هو ليس بظروف مثل عمار،هو لديه شبه يقين عمار،يكن،لتلك الفتاه مشاعر،لكن يُخفيها،هو كان مثلهُ يوماً،حين وقع بغرام أسماء،
نهض يوسف قائلاً: هروح أقول لأسماء تجيب لينا مع الشاى،كيك،او بسكوت،أصبر نفسى بهم على ما يجى وقت العشا.
تبسمت له كل من خديجه،ووالداته،التى فهمت هى الأخرى،ورأت الدموع بعين أسماء.
دخل يوسف الى المطبخ،ولف يديه حول خصر أسماء من الخلف،،للحظه أنخضت أسماء،ثم تبسمت قائله:خضيتنى،وأبعد عنى لحد يشوفنا،ولا ولاد أختك يدخلوا علينا.
تبسم يوسف قائلاً:على فكره أنا جعان.
تبسمت أسماء قائله:طب أبعد عنى،هعمل شاى أشربه دلوقتي،وفى هنا بسكوت خدلك بسكوتين تصبيره،على بعد صلاة العشا،نبقى نتعشى.
أدار يوسف وجه أسماء له،وقام بتقبيلها قبلتين،ثم وضع رأسها بين يديه،قائلاً:دى التصبيره الى متشبعش.
ضحكت أسماء قائله:طب أطلع وأنا هجيب الشاى خلاص ميه الشاى خلاص هتغلي،بلاش تخليهم يقولوا بنعمل أيه فى المطبخ.
تبسم يوسف قائلاً:والله أنا الى بغلى مش مية الشاى،بس هاخد طبق البسكوت ده أصبر بيه نفسى،مع ان شفايفك،مسكره أكتر من البسكوت ده.
آخذ يوسف طبق البسكويت،وخرج،تنهدت أسماء،وتمنت أن يُحقق لها الله قريباً تلك الأمنيه من ذالك الحنون.
......... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ بمنزل عمار
بعد قليل
بغرفة المكتب
وقف سليمان يقول بعتاب ل عمار
ليه مخلتيش أخلص على وائل ده،وكنا خلصنا،شايف البت بنت عمه،وقلة أدبها،لما قالت مش موافقه،بس هقول أيه كل ده بسبب بنتى الغبيه،لو كنت سيبتنى كنت خلصت عالاتنين،وتجنبت،الوضع الى إحنا فيه بسببها،فى بنت فى البلد دى ترفض عمار زايد.
نفث عمار،دخان سيجاره،قائلاً: ليه لأ ما سبق بنت عمى،وأتمنت الموت،وهربت مع واحد تانى علشان متبقاش من حريمى،بس إطمن يا عمى،الى حصل ده كان مجرد دلال منها مش أكتر،وبكره هتسمع قرار عيلة عطوه،بالموافقه،بنفسك،ودلوقتي أنا محتاج أبقى لوحدى، خديجه،والولاد هيتعشوا عند يوسف،وهو هيجيبهم،بس أنا عندى،شوية حسابات ومحتاج أراجعهم،على ما يحضروا العشا،ياريت تسيبونى،أراجعهم.
قال سليمان:أنا هطلع أغير هدومى،ومش عاوز اتعشى نفسى أنسدت.
خرج سليمان،وترك مهدى الذى قال بلوم:
كلام عمك صحيح،مكنش لازم من الاول تقول جوازة بدل،كنا وافقنا على جواز وائل وغدير،وخلاص،وتجنبنا الى حصل من شويه فى بيت عطوه،وكمان بستغرب هدوئك،ويظهر هما كانوا مفكرين أنك رايح تخطب،أخت وائل،بس ليه أنت طلبت بنت عمه؟
رد عمار:زى ما قولت البدل،هو هيتجوز بنت عمى وانا هتجوز بنت عمه،وكمان البنت التانيه أنت سمعت،بنفسك أنها تحت السن القانونى للجواز،أيه هنرشى المأذون،يكتب الكتاب.
رد مهدى:وفيها أيه،وممكن كمان كنا نعمل فترة خطوبه و نأجل الجواز لحد ما تتم السن القانونى.
رد عمار بقطع:بابا،انا مش صغير،وهفرح بدبلتين،وكام خروجه،عالنيل ،أنا هتمم الجوازه فوراً،زى ما قولت،يمكن قبل من شهر،كمان..
...
بشقة سليمان.
كانت فريال تجلس على الفراش،تحتضن بين يديها صوره لطفل،بعمر الثالثه عشر،تبكى،بحُرقه
حين دخل عليها سليمان،ونظر لها،وقال:
هتفضلى طول عمرك حاضنه الصوره،دى،وناسيه بناتك.
ردت فريال:دى آخر صوره أتصورها،أبنى قبل ما يموت مغدور،وكلكم والستوا على الى قتله.
رد سليمان بعصبيه:بدل ما تبكى عالى راح،كنت فوقتى،لبناتك،وربيتهم كويس،مكنتش واحده منهم،هربت وجابت لنا الفضيحه،لكن أنتى عايشه فى وهم،أنتى الى رسمتيه بنفسك،أنا خلاص مبقتش قادر أتحمل،طفح الكيل.
قالت فريال:هتفضل نار أبنى قايده فى قلبى عمرى كله،مش هتبرد،وبناتك،ما هم تربية حكمت،كبيرة البيت العاقله،ولا نسيت تفضيل حمايا وحماتى لها عليا،ولما جت خديجه،كمان أتفضلت عليا،مع أن أنا كنت أم أول حفيد لهم،والى راح قدامى،وصورته،وهو بينزف،مبتفاريقش خيالى،بلاش تلومنى على تربية بناتك،أنا حاولت معاهم كتير،أن كان أسماء،الى أختارت يوسف،والتانيه،الى ذليت نفسى،وانا بطلب من حكمت أنها تاخدها لابنها،وفى الآخر هى معجبهاش،يبقى أتحمل معايا أنت كمان.
نظر سليمان لها يهز رأسه قائلاً:بستغرب عقلى كان فين،لما زمان أتجوزتك،بس يا خساره مبقاش ينفع الندم.
.......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالعوده لمنزل عطوه.
إنخض الجميع،على آمنه،التى سقطت مغشياً عليها،لكن سرعان،ما أتصلت سهر على علاء،وأخبرته،بسقوط جدتهم مغشياً عليها،ليعود للمنزل برفقة أحد الأطباء.
خرج الطبيب من الغرفه،ومعه،علاء
أقترب منير بلهفه قائلاً:خير،يا دكتور.
رد الطبيب:بصراحه،كده،أنا لو مش عارف كفاءة علاء،وأنه أحد تلاميذى كنت أمرت بتحويلها للمستشفى،فوراً،بس أنا هكتب مجموعه أدويه،غير،شوية محاليل،لازم تتعلق للحجه،وكمان ياريت تبعد عن أى ضغط نفسى،بتمنى لها الشفا،
قال الطبيب هذا وغادر برفقة علاء الذى وقف مع الطبيب أمام المنزل،ليقوم الطبيب بأعطاء بعض التعليمات الخاصه لها ليفعلها لها.
بينما دخلت سهر الى غرفة جدتها،ووقفت تنظر لها باكيه،كذالك نوال،ثم منير،وخلفه عبد الحميد الذى وقف يوطى برأسه متألم من منظر والداته الفاقده للوعى.
،أما هيام،ظلت بالخارج ،عقلها شارد فذالك المأزق،الذى وضعهم به عمار،وأختياره لتلك الغبيه سهر،لو كان وافق على مياده،لكان الآمر أنتهى،لكن الآن لابد من وجود حل،والحل الوحيد هو موافقة تلك الغبيه،لكن عقلها قال لها:مهلاً كيف توافق على هذا،سهر،تذهب للعيش بنعيم عائلة زايد،لا هى لا تستحق ذالك.
وهنالك صراع آخر برأسها،لو لم توافق سهر،سينفذ ذالك الأحمق سليمان تهدديه،وقد يقتل وائل،أو يتسبب بسجنه،بتهمة الخطف،
لكن جاء الى عقلها قول وائل،حين ذكر،أنهم هددوه أن يضعوا أسم علاء معه،هو لم يذكر لها ذالك سابقاً،ربما تكون نقطه رابحه،فنصف الخساره الآن أفضل من الخساره كلها ،قالت هذا ودخلت الى غرفة آمنه تدعى الرياء أمام الواقفين،بالغرفه.
بعد قليل
دخل علاء، بيده كيساً بلاستبكياً به بعض الأدويه،وأيضاً،زجاجات محلول طبى.
توجه الى غرفة جدته،وقال:الزحمه فى الاوضه مش كويسه علشان تيتا،ياريت الكل يطلع للصاله،وأطمنوا،أنشاء الله هتبقى كويسه،أنا ههتم بها،زى ما تكون فى المستشفى بالضبط.
تحدثت سهر الباكيه تقول:لأ أنا هفضل معاك.
رد علاء:تمام أنا وسهر هنهتم بها والكل يقدر يرتاح.
شدت هيام كل من زوجها وكذالك وائل:قائله:
فعلاً بلاش زحمه فى الاوضه،علشان النفس،خلينا نطلع لبره،وأنتى كمان يا نوال،يلا يا منير،سهر،وعلاء،هيفضلوا معاها،وأحنا مش هنبعد،دا يا دوب الباب بس،يلا بلاش الزحمه فى الاوضه.
خرجت نوال،ومنير،وكذالك عبد الحميد على مضض.
ظلت سهر،واقفه مع علاء الذى بدأ،بغرس بعض الأبر،بيد جدته،ووضع بعض المحاليل لها،الى أن أنتهى، بعد وقت قصير.، نظر علاء الى سهر التى مازالت تبكى،ثم أقترب منها وقال بهمس أطمنى تيتا هتبقى بخير
تعالى نقعد،وأحكى لى أيه الى جرالها فجأه أنها ماشى مع آدان المغرب كانت كويسه وبخير،حتى كانت مبسوطه،وقولت فرحانه ان البت مياده جالها عريس وهتغور من البيت وتريحنا من سماجتها.
جلس علاء و سهر،على أحد مقاعد الغرفه لتقول سهر:ما ده السبب فى وقوع تيتا كده،الحكايه طلعت غير ما كنا مفكرين أنه عريس،ل مياده،
لتسرد سهر له ما حدث،من وائل وخطفه ل غدير،وقول عمار أنه يريد الزواج منها هى لا من مياده.
تعجب علاء كثيراً يقول:طب وانتى مالك بغباوة وائل،عاوزين بدل ياخدوا مياده،وهى موافقه.
ردت سهر:قولت كده،حتى هى عملت فيها المظلومه،وجريت على شقة عمك،طلعت وراها،حاولت أفهمها لكن دماغها متركبه غلط،وأتهمتنى أنى رسمت البراءه قدام،عمار ده،خليته طلب إيدى أنا،وسيبتها قولت بكره تهدى،وتفهم،أنا عمار ده أصلاً ميهمنيش،دى داخلته علينا فقر،أهو شوفت تيتا،تعبت.
تبسم علاء،يقول:عمار زايد داخلته فقر،أصلك هبله ومتعرفيش هو مين،بس تيتا،عيانه من زمان ومش أول مره اللأزمه دى تجى لها،يعنى مش دخلته،بس أيه،ما توافقى،علشان مرات عمك،والبت مياده يموتوا من القهر،وأهو،أرتاح منك.
نظرت سهر له قائله بقمص:بتهزر،وماله.
ضم علاء كتف سهر قائلاً:بحاول أخليكى تفكى الحزن شويه،هروح أشوف ماما لو لسه صاحيه،تعملى عشا وأرجعلك،لو كنتى بتعرفى تعملى العشا،كنت أنا فضلت هنا،وانتى الى عملتيه،لكن نقول أيه،أنا بقول توافقى على طلب عمار ده عالاقل هتلاقى هناك خدامين،يخدموكى،ويجبولك الاكل لحد عندك فى السرير .
نظرت له سهر بغضب،وقبل أن ترد
ضحك علاء قائلاً بمزح :مش وش نعمه هقول أيه،خلى بالك ،لأن تيتا ممكن تفوق،فى أى وقت خلى بالك منها،على ما أكل لقمه.
ذهب علاء الى الخارح،وترك سهر مع جدتهم
وجد علاء والداته،تجلس ومعه والده،بصالة الشقه،تحدث علاء قائلاً:كويس أنك يا ماما لسه سهرانه،أنا جعان.
نهضت نوال قائله:هحضرلك كم سندوتش أنت ومنير،كمان متعشاش،كلنا أرتبكنا فى تعب جدتك،ونسينا العشا.
نظر علاء لوالدهُ قائلاً:فين عمى،وصاحب المشكله،وائل بيه؟
رد منير: عمك، بالعافيه على ما طلع مع فريال هى ووائل، كان عاوز يفضل هنا، بس أنا طمنته، وهو طلع لشقته، أكيد سهر حكتلك الى حصل.
رد علاء:أيوا حكتلى،وطبعاً أنا مع قرارها،بالرفض،دى حياتها،وسهر قالتلى قبل كده مش بتفكر فى الجواز،أصلاً،دلوقتى.
رد منير،قائلاً:أنا عارف،مش جديده عليا،بس أحنا فى مشكله كبيره،بسبب أبن عمك،حط العيله كلها فى خطر،أنت مشوفتش وش الى أسمه سليمان ده،كان خلاص هيضربه بالنار،لو مش عمار،هو الى منعه بكلمه منه.
رد علاء:وائل طول عمره غبى،ومتسرع،كان لازم يفكر،فى توابع عملته دى قبل ما يعملها.
رد منير:أنا كنت بفكر أنك ممكن تقنع سهر،توافق على طلب عمار ده.
أستغرب علاء قائلاً:بتقول أيه يا بابا،أزاى أقنع سهر،بشئ أنا نفسى مش مقتنع،بيه،أيه هو جواز البدل ده،دى موضه،وقدمت خلاص.
رد منير:أنا مش عارف أفكر،وكمان وقوع جدتك،خلى دماغى وقفت عن التفكير،حيران،وكمان فى حاجه وائل قالها:أن سليمان ممكن يقتلك أنت كمان،لأنه مفكر أنك ساعدته فى خطف،بنته.
تعجب علاء قائلاً: ده يبقى غباء رسمى منه،أنا ووائل مفيش بينا أى توافق،وحضرتك عارف كده،ولاد عمى،واخدين مننا موقف بسبب غباء مرات عمى،حتى مياده،سهر،بتتجنبها،وهى الى بترمى نفسها عليها،عمى ومراته مبيعرفوناش غير وقت مصلحتهم.
...
بداخل غرفة آمنه،بدأت تفيق،رويداً،أول ما نطقت به،هو أسم سهر،التى سمعت صوتها فهبت واقفه وأتجهت اليها،وجلست جوارها على الفراش،تقول بفرحه ومزح:
حمدلله على سلامتك،يا تيتا كده تخضينا عليكى،وأنا الى كنت بقول تيتا،صبيه حلوه،وبفكر أشوفلك عريس.
تبسمت آمنه لها بوهن قائله:علشان خاطرى يا سهر،وافقى على طلب عمار.